بطلان وجوه الجمع في مسألة أول من أسلم
أعلم أن العامة كعادتهم عندما يقفون على كثرة الروايات التي تثبت الفضائل لأمير المؤمنين - وبعد عجزهم عن تحريفها أو إنكارها ثم إيجاد البديل في خلفائهم - يحاولون تأويل الأحاديث مما يتناسب مع مذهبهم من تأخير فضل أمير المؤمنين على خلفائهم الثلاثة، أو لا أقل الأول والثاني.
فقاموا بجعل بعض وجوه للجمع في مسألة أول من أسلم.
فقالوا: إن أبا بكر أول من أسلم من الرجال وعلي أول من أسلم من الصبيان.
فعن سعيد بن عبد العزيز، قال: ما جاءنا أبو حنيفة بشئ أعجب إلينا من هذا قال: إن أول من آمن من النساء خديجة وأول من أسلم من الرجال أبو بكر وأول من أسلم من الغلمان علي بن أبي طالب رضي الله عنه(1).
والقائلون بهذه المقولة مما لا شك فيه أنهم يقصدون رد فضيلة أمير المؤمنين في كونه أول من أسلم، بل لعله بغضا منهم لما فعل بأجدادهم.
* قال المسعودي في الرد عليهم: (وهذا قول من قصد إلى إزالة فضائله ودفع مناقبه ليجعل إسلامه إسلام طفل صغير وصبي غرير، لا يفرق بين الفضل والنقصان، ولا يميز بين الشك واليقين، ولا يعرف حقا فيطلبه ولا باطلا فيجتنبه)(2).
ويبطل هذا النحو من الجمع أمور:
الأول: ما تقدم في كثير من الروايات أن علي أول من أسلم من الرجال أو من الصحابة، كرواية حبة وابن عباس(3). وهذا لا يدع للجمع مجالا، إلا بناء على أن أبا بكر ليس من الرجال أوليس من الصحابة!!.
الثاني: أن الروايات المتقدمة ليست تحت عنوان واحد وهو - أول من أسلم - فحتى لو صح الجمع المذكور في أول من أسلم، فماذا نفسر كون أمير المؤمنين أول من صلى، وأول من عبد الله، وأول من آمن، وأول من صدق النبي، وأول من اتبعه، وكل ذلك يأتي من طرق كثيرة متواترة؟!
فهذه العناوين لم ترد في حق أبي بكر، فغاية ما روي وقيل إنه أول من أسلم، ولم يدع أحد إنه أول من صلى وعبد الله، ولا حتى رواية واحدة، وهذا أكبر دليل على تحريف روايات إسلامه.
الثالث: التصريح في أغلب الروايات أن أمير المؤمنين أسلم بعد البلوغ: فروي أنه أسلم وعمره عشرون
____________
(1) الذرية الطاهرة: 61 ح 29، ولوامع الأنوار البهية للسفريني: 2 / 312 تفضيل الصديق.
(2) الإشراف والتنبيه: 198 ذكر التاريخ من مولد الرسول ص).
(3) راجع إضافة لما تقدم - شرح النهج: 13 / 228 و 224 خطبة 238، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 76 ح 102.
وروي أنه أسلم وله ستة عشرة سنة(2).
وروي أنه أسلم وله خمسة عشرة سنة(3).
إضافة إلى ما روي أن له أربعة أو ثلاثة عشر كما تقدم.
الرابع: ما ذكره ابن أبي الحديد من كون إسلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لم يكن إسلاما عن عدم تفكير وتدبر، بل كان عن تأمل استغرق قريب من نصف يوم وليلة، وهو لا يتناسب مع مقولة: أسلم وهو صبي.
الخامس: أن النبي كما كان يعرض على خديجة نزول الوحي كان يعرض على علي (عليه السلام) ذلك(4)، فهل يعقل أن الرسول عند نزول الوحي أو الرؤيا - في بداية الوحي - يعرض هذا الأمر الخطير والمهم على طفل صغير؟!
وكيف كان يصحبه عند هجرته خارج مكة عند عرض نفسه على القبائل مع وجود الشيبة والشبان!؟
تلك السفرات الخطيرة التبليغية لرسول البشرية (صلى الله عليه وآله)!.
والتي كان أحيانا يصحب فيها أبا بكر(5).
بل أكثر من ذلك كان صلوات الله عليه يرشد أبا بكر في هذا المسير مع النبي إلى القبائل، كما يحدثنا البيهقي عن ذلك قائلا: - بعد ذكر محاورة بين أبي بكر والأعرابي انتهت بغضب أبي بكر وفوز الأعرابي -.. فقال الأعرابي:
صادف در السيل در يدفعه في هضبة ترفعه وتضعه فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال علي: " يا أبا بكر إنك لقد وقعت من هذا الأعرابي على باقعة!
فقال: أجل يا أبا الحسن ما من طامة إلا فوقها طامة وإن البلاء موكل بالمنطق(6).
وزاد في محاضرات الأبرار: قال الأعرابي لأبي بكر: أما والله لو شئت لأخبرتك أنك لست من أشراف قريش.
فاجتذب أبو بكر زمام ناقته منه كهيئة المغضب(7).
____________
(1) معرفة الصحابة: 1 / 20 ترجمة علي، وأنباء الرواة للشيباني: 1 / 11 ط. القاهرة.
(2) المستدرك: 3 / 111 ذكر مناقب الأمير، والمعجم الكبير للطبراني: 1 / 95 ح 163 ترجمة علي - سنة، وشرح النهج: 4 / 121 الخطبة 56، والاستيعاب: 2 / 458 ط. حيدر آباد 1336 عن قتادة عن الحسن، وسنن البيهقي: 6 / 206 ط. دكن 1344، وتاريخ الخميس: 2 / 175 الفصل الثاني من الخاتم - خلافته.
(3) المستدرك: 3 / 111 ذكر مناقب الأمير، والمعجم الكبير: 1 / 95 ح 163 ترجمة علي، وشرح النهج: 13 / 234 خطبة 238، وسنن البيهقي: 6 / 206 ط. دكن 1344، وصفة الصفوة: 1 / 118، وشرح النهج: 4 / 120 الخطبة 56، والإشراف والتنبيه: 198 ذكر التاريخ من مولد الرسول.، وتاريخ الخميس: 1 / 279 ذيل الركن الأول ذكر ولد فاطمة وقال المصنف وهو الأصح عندي.
(4) راجع كنز الفوائد: 117 فصل في ذكر مولد أمير المؤمنين - رسالة في وجوب الأمة -.
(5) شرح النهج: 4 / 125 - 127 - 128 الخطبة 56، ووفاء الوفاء للسمهودي: 1 / 222 الباب الرابع - الفصل التاسع عن الحاكم وغيره، والمحاسن والمساوئ: 76.
(6) المحاسن والمساوئ: 77 - 78 ذيل محاسن المفاخرة.
(7) محاضرات الأبرار: 1 / 178 ذكر حجج الخلفاء.
وعلي كان يناشدهم بأنه أول من أسلم كما في الشورى وغيرها(1).
وكذلك الحسن في مجلس معاوية وعمرو وكل ذلك لم يعترض عليه أحد ولم يقل أحد بأنه أسلم وهو طفل صغير أو سبقه إلى تلك المنقبة أبو بكر.
- ومن وجوه الجمع: ما روي عن الحرث قال: " سمعت علي يقول أول من أسلم من الرجال أبو بكر وأول من صلى القبلة من الرجال مع النبي علي ".
وهذا خبر يكذب نفسه، وهو من الأخبار التي لا تصدق.
كيف؟ وقد تقدم تصريح الأمير بكونه أول من أسلم.
على أن مفاد هذا الخبر هو ذم لأبي بكر لا يلتزم به عاقل، فهو يصرح بإسلام أبي بكر ولكنه لم يكن ليصل وراء رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع رؤيته لخديجة وعلي.
وكيف تصح الصلاة من علي بلا إسلام وإيمان؟!
فالمسلم لا يصلي وغير المسلم يصلي؟! إن تعجب فعجب قولهم!!
علي أول من آمن
- منها بلسان متواتر: " أول من آمن علي بن أبي طالب ".
روي عن كل من: الإمام الحسن (عليه السلام)(2)، وابن عباس(3)، وعمرو بن عباد(4)، وأبي إسحاق(5)، وليلى الغفارية(6)، وأبي ذر ومعاذة العدوية ومعاذ بن جبل(7)، وسلمان(8)، وأبي رافع(9)، ومحمد بن إسحاق(10)،
____________
(1) كما تقدم.
(2) المعجم الكبير: 1 / 95 ح 163 ترجمة علي - سنة، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 45 ح 66، وسنن البيهقي: 6 / 206 ط. دكن 1344.
(3) شواهد التنزيل: 1 / 262 ح 255، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 73 ح 96 و 122، ومجمع الزوائد: 6 / 239.
(4) خصائص النسائي، 3 ط. مصر التقدم.
(5) أسد الغابة: 4 / 19، وسيرة ابن هشام: 1 / 281 ط. ب 1 / 262 ط. مصر الحلبي، وتاريخ الخميس: 1 / 279.
(6) ترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 94، والاستيعاب: 2 / 759 ترجمتها.
(7) الرياض النضرة: 2 / 157 و 198، وروضة الواعظين 115، وأنساب الأشراف: 2 / 362.
(8) فيض القدير: 4 / 258 ط. مصر 1356، ومنتخب الكنز: 5 / 33، وذخائر العقبى: 58، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 87، والمعجم الكبير: 6 / 269 ح 6184، وينابيع المودة: 1 / 239.
(9) شرح النهج: 13 / 228 خطبة 238.
(10) تاريخ الإسلام: 1 / 128 - السيرة - أول من آمن خديجة، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 157 ح 194، ومناقب الخوارزمي: 51 فصل 4 ح 13.
- ومنها بلسان: " هذا أول من آمن بي [ وصدقني وصلى معي ] ".
رواه: الشعبي وسلمان وأبي ذر(3).
- ومنها بلسان: " أنت أول المؤمنين بالله إيمانا ".
روي عن أبي سعيد ومعاذ بن جبل(4)، وعمر(5)، وجابر(6) ومعاوية بن يزيد(7)، وابن عباس(8).
وقال المقداد: " واعجبا لقريش ودفعهم هذا الأمر عن أهل بيت نبيهم صلى الله عليه وسلم وفيهم أول المؤمنين وابن عم رسول الله أعلم الناس وأفقههم في دين الله "(9).
وعن الأشتر: " علي أولهم إيمانا "(10).
وعن ابن شهاب: " علي أول المؤمنين بالله "(11).
وعن عمرو بن العاص: " علي أول من آمن بربنا "(12).
وعن ابن عباس: " إن عليا أولكم إسلاما(13).
ونحوه عن جابر(14)، وعن عبد الله بن حجل(15).
وعنه: " علي أول ذكران العالمين إيمانا بالله "(16).
____________
(1) مروج الذهب: 3 / 11 ذكر معاوية.
(2) كنز العمال: 11 / 616 ح 32990.
(3) شرح النهج: 13 / 225 خطبة 238، والمعجم الكبير: 6 / 269 ح 3184 ترجمة سلمان ما روي عنه أبو سخيلة، وأنساب الأشراف: 2 / 118 ح 74.
(4) حلية الأولياء: 1 / 66 ط.، والرياض النضرة: 2 / 198 ط.، وكفاية الطالب: 270 باب 64، ومناقب الخوارزمي: 110 ح 118.
(5) كنز العمال: 6 / 393 ط. مصر و 13 / 117 ح 36378 ط. ب، ومناقب الخوارزمي: 55 ح 19 فصل 4، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 133 - 361 و 401، ومنتخب الكنز: 5 / 45.
(6) مناقب الخوارزمي: 111 فصل 9 ح 120.
(7) تاريخ اليعقوبي: 2 / 254 أيام معاوية بن يزيد.
(8) كنز العمال: 13 / 123 ح 36392، وشواهد التنزيل: 2 / 483 ح 1158 ح 976 و 1 / 70 ح 81.
(9) تاريخ اليعقوبي: 2 / 163 أيام عثمان.
(10) الفتوح: 1 / 388 حرب صفين - ما جرى بين علي ومعاوية من الكتب.
(11) شرح النهج: 1 / 226 الخطبة 6.
(12) الفتوح: 1 / 401 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية لعلي.
(13) مناقب ابن المغازلي: 52 ح 76، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 2 / 442 ح 958.
(14) مناقب ابن المغازلي: 52 ح 76، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 2 / 442 ح 958.
(15) الإمامة والسياسة: 1 / 106 ط. مصر الحلبي 1378 و 142 ط. إيران.
(16) المحاسن والمساوئ: 43 محاسن علي.
وعن عباد قال: قال علي: " آمنت قبل الناس بسبع سنين "(2).
وعن ابن عباس في قوله تعالى: * (والسابقون الأولون) * قال: نزلت في علي سبق الناس كلهم بالإيمان بالله وبرسوله(3).
وقال نعمان بن جبلة لمعاوية: وما وقفت لرشد حين أقاتل على ملكك ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأول مؤمن به(4).
والحسن احتج على معاوية وعمرو والمغيرة بأن عليا أول من آمن ولم يعترضوا(5). كما تقدم في الاحتجاجات.
علي أول من صلى
- منها بلسان: " أول من صلى [ مع النبي ] علي ".
روي عن كل من: ابن عباس(6)، وحبة العرني(7)، وزيد بن أرقم وأبي حمزة(8)، ومجاهد(9)، وابن إسحاق وجابر(10)، وأبي مسعود(11)، وأنس بن مالك(12)، وبريدة(13)، وعفيف الكندي(14)، وابن مسعود(15)، والحكم بن
____________
(1) كنز العمال: 13 / 164 ح 36497، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 62 ح 88، وأنساب الأشراف: 2 / 146 ترجمة علي، وشرح النهج: 13 / 228 خطبة 238، وينابيع المودة: 1 / 239، وذخائر العقبى: 58.
(2) خصائص النسائي: 29 ح 6.
(3) شواهد التنزيل: 1 / 336 ح 346.
(4) مروج الذهب: 2 / 385 ذكر أيام صفين.
(5) شرح النهج: 6 / 288 الخطبة 83.
(6) الكامل في التاريخ: 1 / 484 ذكر اختلاف في أول من أسلم، وشواهد التنزيل: 1 / 111 - 117 ح 124 و 127، والمسند: 1 / 616 ط. م و 373 ط. ب، وتذكرة الخواص: 26 باب 2، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 71 ح 94 وما بعده و ح 202، وتاريخ الطبري: 2 / 55، وشرح النهج: 13 / 224، والمستدرك: 3 / 111، وكنز العمال: 11 / 616 ح 32992، وجواهر المطالب: 1 / 50 باب 8، ومنحة المعبود:
1 / 89 - 180 ح 2323 - 2657.
(7) الأوائل: 30 ح 68، والطبقات الكبرى: 3 / 15 ترجمة علي، وخصائص النسائي: 19 ح 1، وروضة الواعظين: 85، والقول المسدد: 82 الحديث العاشر، وفرائد السمطين: 2 / 82.
(8) خصائص النسائي: 22 و 26 ح 2 و 4، وأسد الغابة: 4 / 17، والمسند: 1 / 141 و 4 / 370 ط. م و 1 / 227 و 5 / 498 ط. ب، ومناقب الخوارزمي: 56 ح 22، وتاريخ الطبري: 2 / 56، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 76 ح 104، ومناقب ابن المغازلي: 14 ح 18، وأنساب الأشراف: 93 ح 10 ترجمة علي، ومنحة المعبود: 1 / 89 - 180 ح 2323 - 2657.
(9) الطبقات الكبرى: 3 / 13 قسم 1 ط. ليدن 1322 و 3 / 15 ترجمة علي ط. بيروت دار الكتب العلمية، وترجمة علي من تاريخ دمشق:
1 / 43 ح 62.
(10) تاريخ الطبري: 2 / 55 ط. مصر 1357، وشرح النهج: 13 / 229 خطبة 238، وسيرة ابن هشام: 1 / 281 ط. ب و 1 / 262 ط. مصر الحلبي، والكامل في التاريخ: 1 / 484.
(11) المعجم الكبير: 10 / 184 ترجمة ابن مسعود ح 10397، والشواهد: 2 / 302 ح 937.
(12) ذخائر العقبى: 59، وشرح النهج: 13 / 228 خطبة 238، وصحيح الترمذي: 2 / 30 و 301، والمستدرك: 3 / 111، ومنتخب الكنز: 5 / 34.
(13) المستدرك: 3 / 112 ذكر إسلامه من كتاب المعرفة.
(14) خصائص النسائي: 27 ح 5، والمستدرك: 3 / 183 مناقب خديجة، والكامل في التاريخ: 1 / 484، وشواهد التنزيل: 1 / 113 ح 125، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 70 ح 93، والمعجم الكبير: 22 / 452 ترجمة خديجة و 18 / 101 ترجمة عفيف الكندي، وشرح النهج: 13 / 226 خطبة 238، وينابيع المودة: 1 / 139، ومنحة المعبود: 1 / 89 - 180 ح 2323 - 2657.
(15) كنز العمال: 7 / 56، وشرح النهج: 13 / 225 خطبة 238.
- ومنها بلسان: " لقد صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين وذلك إنه لم يصل معي رجل فيها غيره ".
أخرجه الطبري وابن ماجة وابن مردويه وابن عساكر.
وقد روي عن أبي أيوب وأنس وعباد بن عبد الله وأبي ذر(8).
- وعنه (عليه السلام): " صليت قبل الناس [ سبعا ] بسبع سنين ".
وأخرجه ابن ماجة وابن عساكر والنسائي وابن حبان ووثقه(9).
وعن مروان وعبد الرحمن التميمي: " مكث الإسلام سبع سنين ليس فيه إلا ثلاثة رسول الله وخديجة وعلي "(10).
وعنه أيضا: " صليت قبل الناس لستة أشهر "(11).
وقال (عليه السلام): " أنا أول رجل صلى مع النبي "(12).
وعن حبة: " لقد رأيتني صليت قبل الناس جميعا "(13).
____________
(1) ذخائر العقبى: 59، وجواهر المطالب: 1 / 50 باب 8 عن السلفي.
(2) ذخائر العقبى: 59، ومناقب الخوارزمي: أ 57 ح 24.
(3) ترجمة علي: 1 / 64 ح 91 و 92.
(4) الفتوح: 1 / 401 صفين.
(5) الكامل في التاريخ: 2 / 384 حوادث سنة 37.
(6) شواهد التنزيل: 2 / 300 ح 936.
(7) روضة الواعظين: 85 مجلس في ذكر إسلام علي.
(8) شرح النهج: 13 / 230 خطبة 238، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 80 ح 112، و 113، ومناقب ابن المغازلي: 14 ح 17 و 19، وأنساب الأشراف: 92 ترجمته، وتاريخ الطبري: 2 / 56، والفوائد المجموعة: 343 ذكر مناقب علي ح 41.
(9) صحيح ابن ماجة 44 من المقدمة - فضل علي -، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 61 ح 87، ومنتخب الكنز: 5 / 40، والقول المسدد: 82 الحديث العاشر عن حبة، وجواهر المطالب: 1 / 70 باب 10، وشرح الأخبار: 1 / 178 ح 136، وزاد المسلم: 4 / 36، والفوائد المجموعة: 343 ذكر مناقب علي ح 42.
(10) شرح الأخبار: 1 / 178 ح 137 (11) ربيع الأبرار: 3 / 414 باب الفخر والكبر.
(12) كنز العمال: 13 / 114 ح 36396، ومسند أحمد: 1 / 227 ط. ب، و 141 ط. م، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 57 ح 82، والقول المسدد: 82 الحديث العاشر.
(13) منحة المعبود: 1 / 180 ح 2656.
وعنه: " علي أول عربي وأعجمي صلى مع الرسول ".
خرجه الحاكم وأبو عمر(2).
وعن جابر وأبي رافع وبريدة: " بعث [ صلى - أوحي إلي ] النبي يوم الاثنين وصلى علي يوم الثلاثاء "(3).
وعن أبي رافع: " صلى النبي أول يوم الاثنين وصلت خديجة آخر يوم الاثنين وصلى علي يوم الثلاثاء من الغد مستخفيا قبل أن يصلي مع النبي أحد سبع سنين وأشهرا "(4).
وعن الأشتر: " علي أول مصدق بالنبي ومصل معه "(5).
وقال هاشم: " إنه أول ذكر صلى من هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم "(6).
علي أول من عبد الله تعالى
فعن حبة العوني أنه سمع عليا يقول: " اللهم لا أعترف أن عبدا لك من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك - ثلاث مرات - "(7).
ورواه النسائي بلفظ: " ما أعرف أحدا من هذه الأمة عبد الله بعد نبينا غيري عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة تسع سنين "(8).
وعن حبة بن جوين عنه (عليه السلام) قال: " عبدت الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة "(9).
وأخرجه الطبراني في الأوسط بلفظ: " اللهم إنك تعلم أن لم يعبدك أحد من هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه
____________
(1) المحاسن والمساوئ: 43 محاسن علي.
(2) المستدرك: 3 / 11 مناقبه من كتاب المعرفة، وجواهر المطالب: 1 / 209 باب 33.
(3) تاريخ الطبري: 2 / 55، والمستدرك: 3 / 112 ذكر إسلامه و 183 مناقب خديجة.
(4) شواهد التنزيل: 2 / 185 ح 820، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 48 ح 70، و 71، وروضة الواعظين: 85.
(5) شرح النهج: 1 / 38 خطبة 22.
(6) الفتوح: 1 / 349 - صفين، وتاريخ الإسلام: 1 / 137 إسلام السابقين.
(7) مسند أحمد: 1 / 99 ط. م، و 1 / 160 ط. ب، وذخائر العقبى: 60 ذكر إنه أول من صلى، ومنتخب كنز العمال: 5 / 40، وكنز العمال: 6 / 365 ط. مصر، و 13 / 126 ح 36400 ط. بيروت، وأسد الغابة: 4 / 17 مع تفاوت، وكنز الفوائد: 122، ومجمع الزوائد: 9 / 102، والاستيعاب: 2 / 458، والقول المسدد: 83 الحديث العاشر وزاد المسلم: 4 / 36.
(8) خصائص النسائي: 3 ط. مصر، و 31 ح 7 ط. بيروت.
(9) ترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 53 ح 80، و 81، و 86، وروضة الواعظين: 85، والمستدرك: 3 / 113 مناقبه، وكنز العمال: 6 / 394 ط. مصر، و 13 / 122 ح 36390 ط. بيروت، والجوهرة: 11.
وقال العباس لابن مسعود عندما رأى علي وخديجة يصلون: " ما على وجه الأرض أحد يعبد الله تعالى بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة "(2).
وعن ابن عباس: " (علي كان أول من صلى وعبد الله من أهل الأرض مع رسول الله صلى الله عليه وسلم "(3).
وقال (عليه السلام) لعثمان: " بل أنا خير منك ومنهما عبدت الله قبلهما وبعدهما "(4).
ومما يؤيد هذه المطالب:
ما روي عن ابن عباس عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): " السابقون ثلاثة - أو - السابق إلى محمد علي بن أبي طالب "(5).
وعن عمرو بن العاص: " علي أول من صدق نبينا "(6).
ونحوه عن ابن عباس وحذيفة وفيه: " علي أول من صدق به "(7).
وعن الإمام الحسن (عليه السلام): " علي أول من هداه الله مع النبي وأول من لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم "(8).
وعن محمد بن أبي بكر: " كان أول الناس لرسول الله اتباعا وآخرهم به عهدا يشركه في أمره ويطلعه "(9).
في أن أمير المؤمنين (عليه السلام) أول من أسلم وصلى مع النبي (صلى الله عليه وآله)
قال محقق هذا الكتاب:
هذه مجوعة طوائف متواترة تثبت تقدم صلاة وإيمان وإسلام علي بن أبي طالب (عليه السلام). ولأبي جعفر الإسكافي في رده على الجاحظ كلام لطيف فليراجع(10).
____________
(1) المعجم الأوسط: 2 / 444 ح 1767 من اسمه أحمد.
(2) المعجم الكبير: 10 / 184 ح 10397 ترجمة عبد الله بن مسعود، وكنز العمال: 13 / 467 ح 37215، ومناقب الخوارزمي: 56 فصل 4 ح 21.
(3) شواهد التنزيل: 2 / 483 ح 1158.
(4) كنز الفوائد: 122.
(5) المعجم الكبير: 11 / 77 ح 11152 ترجمة ابن عباس ما روي مجاهد عنه، ومناقب ابن المغازلي: 320 ح 365، وتاريخ الخميس: 1 / 286 ذكر أول من أسلم، والدر المنثور: 6 / 154، وكنز العمال: 11 / 601 ح 33896، وشواهد التنزيل: 2 / 292، و 924، و 926.
(6) الفتوح: 1 / 401 ذكر القوم الذين أنفذهم معاوية لعلي.
(7) شواهد التنزيل: 2 / 181 ح 814، و 1 / 196 ح 206، و 209، وأخبار الدول: 103 فصل 2 باب 4.
(8) شواهد التنزيل: 1 / 120 - 122 ح 130 - 132.
(9) أنساب الأشراف: 2 / 395 أمر مصر في خلافة علي، ومقتل محمد بن أبي بكر.
(10) يراجع شرح النهج لابن أبي الحديد: 13 / 215 إلى 295 خطبة 238 إسلام أبي بكر.
التاسع والعشرون: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمد بن محمش بن الفقيه، أخبرنا [ محمد بن ] أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمشي، حدثنا مفضل بن صالح الأسدي، حدثني سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال لعلي أربع خصال هو أول عربي وعجمي صلى مع النبي وهو الذي كان لوائه معه في كل زحف وهو الذي صبر معه يوم المهراس أحد انهزم الناس كلهم غيره وهو الذي غسله وأدخله قبره.(2)
الثلاثون: موفق بن أحمد، أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك ابن علي بن محمد الهمداني، أخبرنا محمد بن عبد الباقي ابن محمد العدل قال: حدثنا الحسن بن علي بن محمد المقنعي، أخبرنا محمد بن العباس، أخبرنا أبو الحسن، حدثنا الحسين، حدثنا محمد بن سعد، أخبرنا يحيى بن حماد البصري، أخبرنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: أول من أسلم من الناس بعد خديجة علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال (رضي الله عنه) ولبعض أهل الكوفة في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) في أيام صفين:
أنت الإمام الذي نرجو بطاعته | يوم النشور من الرحمن غفرانا |
أوضحت من ديننا ما كان مشتبها | جزاك ربك عنا فيه إحسانا |
نفسي الفداء لخير الناس كلهم | بعد النبي على الخير مولانا |
أخي النبي ومولى المؤمنين معا | وأول الناس تصديقا وإيمانا(3) |
الحادي والثلاثون: موفق بن أحمد قال: أنبأني الحافظ أبو العلاء هذا أخبرنا الحسن بن أحمد المقرئ الهمداني، حدثنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا خلف بن خالد العبدي البصري، حدثنا بشر بن إبراهيم الأنصاري عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (رضي الله عنه):
____________
(1) المناقب: 57 / ح 25.
(2) المناقب: 58 / ح 26.
(3) المناقب: 58 / ح 27.
الثاني والثلاثون: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال من كتاب الأمالي لأبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (رحمه الله) كتب إلى الشيخ سديد الدين يوسف بن علي بن مطهر الحلي، أخبرنا الشيخ الإمام مهذب الدين أبو عبد الله الحسين بن أبي الفرج بن ردة النيلي عن الشيخ محمد بن الحسين بن علي بن عبد الصمد التميمي عن جديه عن أبيهما علي وعن المفيد ابن أبي علي كليهما عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي قال: أنبأنا أبو العباس قال:
أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن القطواني قال: أنبأنا مخلد بن شداد قال: أنبأنا محمد بن عبيد الله عن أبي سخيلة قال: حججت أنا وسلمان فنزلنا بأبي ذر فكنا عنده ما شاء الله فلما حان منا خفوق قلنا: يا أبا ذر إني أرى أمورا قد أحدثت وإني خائف على الناس الاختلاف فإن كان ذلك فما تأمرني، قال: إلزم كتاب الله وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) فأشهد أني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " علي أول من أمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وهو الصديق الأكبر والفاروق يفرق بين الحق والباطل ".(2)
الثالث والثلاثون: الحمويني هذا قال: أخبرني الشيخ الإمام المتقي المتقن كمال الدين أحمد ابن أبي الفضائل ابن أبي المجد ابن أبي المعالي ابن الدخميسي كتابة من كرمان، أنبأنا الشيخ العدل الرضا الصدوق أبو علي الحسين ابن صباح المصري قراءة عليه قال: أنبأنا القاضي أبو محمد عبد الله ابن رفاعة بن غدير العرضي السعدي، أنبأنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسيني الخلفي قراءة عليه وأنا أسمع في سنة إحدى عشرة وأربعمائة، أنبأنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري نبأنا أبو عبد الله محمد بن رزين بن جامع المدني سنة سبع وسبعين ومائتين، أنبأنا أبو الحسين سفيان بن بشر الأسدي الكوفي، حيلولة، وأخبرنا القاضي الإمام بهاء الدين عبد الغفار بن عبد الحميد بن وهودان الزياتي الزنجاني بقراءتي عليه بها قال: أنبأ الإمام ضياء الدين أبو حامد محمد بن الحسن بن محمد العربوني الأصل إجازة، أنبأنا الإمام رضي الدين أبو الخير أحمد بن إسماعيل الطالقاني قال: أنبأنا زاهر ابن طاهر الشحامي قال أنبأ أبو بكر البيهقي إذنا قال: أنبأنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال: أنبأنا محمد بن علي الإسفرايني، أنبأنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، أنبأنا
____________
(1) المناقب: 110 / ح 118.
(2) فرائد السمطين: 1 / 39 / ب 1 / ح 3.