الباب الثامن والثلاثون
في المناجاة يوم الطائف
الأول: محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات قال: أخبرني أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن عمرو بن أبان عن أديم أخي أيوب عن حمران قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك، بلغني أن الله تبارك وتعالى ناجى عليا (عليه السلام) قال: " أجل قد كان بينهما مناجاة الطائف، نزل بينهما جبرائيل "(1).
الثاني: الصفار هذا عن إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن عمران عن يونس عن حماد بن عثمان عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن سلمة بن كهيل يروي في علي أشياء قال: " ما هي "؟ قلت: حدثني أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان محاصرا أهل الطائف وأنه خلا بعلي يوما فقال رجل من أصحابه: عجبا لما نحن فيه من الشدة وأنه يناجي هذا الغلام منذ اليوم فقال (صلى الله عليه وآله): " ما أنا بمناج له إنما يناجي ربه " فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " إنما هذه أشياء يعرف بعضها من بعض "(2).
الثالث: الصفار عن محمد بن عيسى عن القاسم بن عروة عن عاصم عن معاوية عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال: لما كان يوم الطائف ناجى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا فقال أبو بكر: انتجيته دوننا، فقال: " ما انتجيته بل الله ناجاه "(3).
الرابع: الصفار عن علي بن محمد قال: حدثني حمران بن سليمان قال: حدثني عبد الله بن محمد اليماني عن منيع عن يونس عن علي بن أعين عن أبي رافع قال: لما دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا يوم خيبر فتفل في عينيه فقال له: " افتحهما فقف بين الناس فإن الله أمرني بذلك " قال أبو رافع:
فمضى علي وأنا معه، فلما أصبح بخيبر وقف بين الناس فأطال الوقوف فقال الناس إن عليا يناجي ربه، فلما مكث أمر بانتهاب المدينة التي افتتحها، فقال أبو رافع: فأتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت: إن عليا وقف بين الناس كما أمرته، فقال قوم: إن الله ناجاه فقال: " نعم يا أبا رافع إن الله ناجاه يوم
____________
(1) بصائر الدرجات 410 / 1.
(2) بصائر الدرجات 410 / 2.
(3) بصائر الدرجات 411 / 4.
الخامس: الصفار بهذا الإسناد عن منيع عن يونس عن علي بن أعين قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأهل الطائف: " لأبعثن إليكم رجلا كنفسي يفتح الله به الخير سوطه سيفه، فتشرف الناس لها ".
فلما أصبح دعا عليا فقال: " اذهب إلى الطائف " ثم أمر الله النبي (صلى الله عليه وآله) أن يدخل إليها بعد أن دخلها علي فلما صار إليها كان علي (عليه السلام) على رأس الجبل فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أثبت " فثبت، فسمعنا مثل صرير الرحى فقيل: ما هذا يا رسول الله قال: " إن الله يناجيه (عليه السلام) "(2).
السادس: الشيخ الطوسي في أماليه قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن عقدة الحافظ قال: حدثنا أحمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الأجلح بن عبد الله الكندي عن أبي الزبير عن جابر قال: ناجى رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب (عليه السلام) يوم الطائف فأطال مناجاته، فرأى الكراهة في وجوه رجال فقالوا: قد أطال مناجاته منذ اليوم، فقال: " ما انتجيته ولكن الله عز وجل انتجاه "(3).
السابع: الشيخ أيضا في أماليه قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن هارون بن الصلت الأهوازي قال: أخبرنا أحمد بن محمد قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا قال: حدثنا إسماعيل بن أبان قال: حدثنا عبد الله بن مسلم الملايي عن الأجلح عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعا عليا (عليه السلام) وهو محاصر الطائف، فكان القوم أشرفوا لذلك وقالوا: لقد طال نجواك له منذ اليوم فقال:
" ما انتجيه ولكن الله انتجاه "(4).
الثامن: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله الغداني قال: حدثنا الربيع بن سياد قال: حدثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر (رضي الله عنه) في حديث مناشدة أمير المؤمنين (عليه السلام) لأهل الشورى فقال: أتعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ناجاني يوم الطائف دون الناس، فأطال ذلك فقال بعضكم: يا رسول الله إنك انتجيت عليا دوننا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما أنا انتجيته بل الله عز وجل انتجاه " قالوا: نعم(5).
التاسع: الشيخ المفيد في كتاب الإختصاص عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن
____________
(1) بصائر الدرجات 411 / 5.
(2) بصائر الدرجات 412 / 10.
(3) أمالي الطوسي: 260 ح 472.
(4) المصدر السابق.
(5) أمالي الطوسي 548 / 1168.
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): بلغني أن الرب تبارك قد ناجى عليا (عليه السلام) فقال: " أجل، قد كان بينهما مناجاة بالطائف، نزل بينهما جبرائيل "(1).
العاشر: المفيد عن إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن حماد بن عثمان عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) أن سلمة بن كهيل روى في علي (عليه السلام) أشياء كثيرة قال: " ما هي؟ " قال: حدثني أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان محاصرا أهل الطائف وأنه خلى بعلي يوما فقال رجل من أصحابه، عجبا لما نحن فيه من الشدة، وأنه يناجي هذا الغلام منذ اليوم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما أنا بمناجيه إنما يناجي ربه " فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " نعم، إنما هذه أشياء يعرض بعضها من بعض "(2).
الحادي عشر: المفيد عن علي بن محمد بن علي بن عيسى بن سعيد عن حمدان بن سليمان النيسابوري قال: حدثني عبد الله بن محمد اليماني عن سبيع عن يونس عن علي بن أعين عن أبيه عن جده عن أبي رافع قال: لما دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) يوم خيبر فتفل في عينه قال: " لا فإذا أنت فتحتها فقف بين الناس، فإن الله أمرني بذلك " قال أبو رافع، فمضى علي وأنا معه، ولما أصبح بخيبر وافتتحها وقف بين الناس فأطال الوقوف فقال الناس: إن عليا يناجي ربه، فلما مكث ساعة أمر بانتهاب المدينة التي افتتحها، فأتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت: يا رسول الله إن عليا وقف بين الناس كما أمرته، فسمعت قوما منهم يقولون: إن الله ناجاه فقال: " نعم، إن الله ناجاه يوم الطائف ويوم عقبة تبوك "(3).
الثاني عشر: المفيد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غزاة الطائف دعا عليا (عليه السلام) فانتجاه فقال الناس وقال أبو بكر وعمر: انتجاه دوننا، فقام النبي (صلى الله عليه وآله) في الناس خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " أيها الناس أنتم تقولون: إني انتجيت عليا وإني والله ما انتجيته ولكن الله انتجاه " قال معاوية: فعرضت هذا الحديث على أبي عبد الله (عليه السلام) وقال: " إن ذلك ليقال "(4).
الثالث عشر: المفيد عن علي بن محمد بن علي بن سعيد عن حمدان بن سليمان النيشابوري
____________
(1) الإختصاص: 278.
(2) الإختصاص: 327.
(3) الإختصاص: 328.
(4) الإختصاص 200.
الرابع عشر: المفيد بهذا الإسناد أن الله ناجى عليا يوم غسل رسول الله (صلى الله عليه وآله).(2)
الخامس عشر: المفيد عن محمد بن عيسى بن عبيد عن القاسم بن عروة عن عاصم بن حميد عن معاوية بن عمار عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال: لما كان يوم الطائف انتجى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام): فقال أبو بكر وعمر: انتجيته دوننا؟ فقال: " ما أنا انتجيته، بل الله انتجاه "(3).
السادس عشر: المفيد عن علي بن محمد بن علي بن سعيد عن حمدان بن سلمان النيشابوري عن عبد الله بن محمد اليماني عن سبيع عن يونس عن علي بن أعين عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأهل الطائف: " لأبعثن إليكم رجلا كنفسي يفتح الله به، فتشرف الناس لها " فلما أصبح دعا عليا (عليه السلام) فقال، اذهب إلى الطائف، ثم أمر الله النبي أن يدخل إليها بعد دخول علي، فلما صار إليها وكان علي (عليه السلام) على رأس الجبل فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إثبت إثبت " فسمعنا صوتا مثل صرير الرحى فقال: يا رسول الله ما هذا؟ فقال: " إن الله عز وجل ناجى عليا "(4).
السابع عشر: المفيد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير والحسن بن علي بن فضال عن المثنى بن الوليد الحناط عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) انتجى عليا (عليه السلام) يوم الطائف فقال أصحابه: يا رسول الله انتجيت عليا من بيننا وهو أحدثنا سنا فقال: ما أنا انتجيته بل الله انتجاه "(5).
الثامن عشر: المفيد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبان الكلبي عن أديم بن الحر عن حمران بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) بلغني أن الله تبارك وتعالى قد ناجى عليا (عليه السلام) فقال: " أجل قد كانت بينهما مناجاة بالطائف نزل بينهما جبرائيل (عليه السلام) وقال: إن الله علم رسوله الحرام والحلال والتأويل، فعلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا ذلك كله ".(6)
____________
(1) الإختصاص: 200.
(2) الإختصاص: 200.
(3) الإختصاص: 200.
(4) الإختصاص: 200.
(5) الإختصاص: 200.
(6) الإختصاص: 278.
الباب التاسع والثلاثون
في أن أمير المؤمنين (عليه السلام) أقضى الأمة بنص رسول الله (صلى الله عليه وآله)
وولاه القضاء ودعا له (صلى الله عليه وآله)
الأول: موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة قال: أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد، أنبأنا أبو طالب محمد بن عبد القادر عن عبد العزيز علي أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد، حدثنا عبد الله بن الحسن ويحيى بن محمد المديني قالا: حدثنا عبيد بن سعد، حدثنا عمي يعقوب بن إبراهيم، حدثنا سلام أبو عبد الله قال يحيى وهو ابن سالم الطويل المدايني: قال محمد بن أحمد بن محمد، وحدثنا محمد بن إسحاق بن البهلول القاضي، حدثنا أبي عن سلافة بن سالم قالوا في حديثهم عن زيد العمى عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن أقضى أمتي علي بن أبي طالب "(1).
الثاني: موفق بن أحمد، أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني فيما كتب إلي من همدان، أخبرنا أبي أخبرنا أبو سعيد الفتال بأصفهان، حدثنا أبو إسحاق بن خرسيد قوله أبو سعيد أحمد بن زياد الأعرابي، حدثني نجيح بن إبراهيم بن محمد بن الحسن الزهري القاضي، حدثني أبو نعيم ضرار بن صرد، حدثني علي بن هاشم، حدثني محمد بن عبد الله الهاشمي عن أبي بكر محمد بن عمر بن خرم بن عباد بن عبد الله عن سلمان (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب "(2).
الثالث: من مسند أحمد بن حنبل روى عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الله بن الحسن قال: حدثنا مالك بن سليمان أبو أنس الأنصاري قال: حدثنا سليمان بن عباس، حدثني صفوان بن عمر عن حميد بن عبد الله بن يزيد المدني أنه ذكر عند النبي (صلى الله عليه وآله) قضاء قضى به علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأعجب النبي (صلى الله عليه وآله) وقال: " الحمد لله الذي جعل الحكمة فينا أهل
____________
(1) مناقب الخوارزمي 81 / 66.
(2) مناقب الخوارزمي 82 / 67.
الرابع: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا الفضل بن حباب قال: حدثنا إبراهيم بن يسار الرمادي قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا الأجلح عن عبد الله الكندي عن الشعبي عن عبد الله بن الخليل عن زيد بن أرقم قال: أتى على باليمن بثلاثة نفر وقعوا على جارية في طهر واحد فولدت ولدا فادعوه فقال علي (عليه السلام) لأحدهم: " أتطيب به نفسا لهذا؟ " قال: لا فقال: " أراكم شركاء متشاكسين، إني مقرع بينكم فأيكم أصابته القرعة أغرمته ثلثي القيمة ولزمته الولد " فذكر ذلك للنبي (صلى الله عليه وآله) فقال: " ما أجد فيه إلا ما قال علي "(2).
الخامس: عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: حدثنا سعيد مولى بني هاشم قال: حدثنا إسرائيل قال: حدثنا سماك عن حبيش عن علي (عليه السلام) قال: " بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى اليمن فانتهينا إلى قوم قد أتوا زيبة الأسد، فبينا هم كذلك يتدافعون إذ سقط رجل فتعلق بآخر ثم تعلق الرجل بآخر حتى صار فيها أربعة فجرحهم الأسد، فانتدب له رجل فقتله وماتوا من جراحتهم كلهم، فقام أولياء الأول إلى أولياء الآخر فاخرجوا السلاح ليقتتلوا، فأتاهم علي (عليه السلام) يفته ذلك فقال:
أتريدون أن تقتتلوا ورسول الله (صلى الله عليه وآله) حي. إني أقضي بينكم قضاء إن رضيتم به فهو القضاء وإلا حجر بعضكم عن بعض حتى تأتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيكون هو الذي يقضي بينكم، فمن عدا بعد ذلك فلا حق له، اجمعوا من قبائل الذين حضروا البير ربع الدية وثلث الدية ونصف الدية والدية كاملة فالأول الربع لأنه أهلك من فوقه، والثاني ثلث الدية، والثالث نصف الدية فأبوا أن يرضوا، فأتوا النبي (صلى الله عليه وآله) وهو عند مقام إبراهيم (عليه السلام)، قصوا عليه القصة فقال: أنا أقضي بينكم فقال رجل من القوم: إن عليا قضى فينا، وقصوا القصة عليه فأجازه رسول الله (صلى الله عليه وآله) "(3).
السادس: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا نمير قال: حدثنا حماد قال:
أخبرنا سماك عن حبشي أن عليا (عليه السلام) قال: " والرابع الدية كاملة "(4).
السابع: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني قال: حدثنا علي بن حكيم قال: حدثنا علي بن جعفر الوركاني، وحدثنا زكريا بن يحيى بن حمويه، وحدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة الحضرمي، وحدثنا داود بن عمر الضبي قالوا: حدثنا شريك عن سماك بن حبيش عن علي (عليه السلام) قال: " بعثني النبي (صلى الله عليه وآله) قاضيا فقلت: تبعثني إلى قوم ذوي أسنان وأنا حدث السن لا علم
____________
(1) مسند أحمد 1: 77 ح 1063، وفضائل الصحابة: 168 ح 235 ط. الأولى.
(2) مسند أحمد 4: 374.
(3) مسند أحمد 1: 77.
(4) مسند أحمد 1: 77 و 152.
الثامن: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الله بن محمد الخراساني قال: حدثنا داود بن عمر الضبي وأبو الربيع الزهراني قالا: حدثنا شريك عن سماك عن حبيش بن المعتمر عن علي (عليه السلام) قال: " بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى اليمن قاضيا فقلت: يا رسول الله إني شاب وتبعثني إلى أقوام ذوي أسنان؟ فدعا بدعوات " هذا لفظ أبي الربيع، وزاد داود في حديثه: " فوضع يده على صدري فقال ثبتك الله وسددك " وفي حديث أبي الربيع " فما اختلف علي بعد ذلك القضاء ".
التاسع: وعبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: حدثني أبي قال: حدثنا يحيى بن آدم قال:
حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي (عليه السلام) قال: " بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى اليمن قاضيا فقلت: إنك تبعثني إلى قوم هم أسن مني لأقضي بينهم " قال: فقال: " اذهب فإن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك "(2).
العاشر: عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: حدثنا أسود بن عامر قال: حدثنا شريك عن سماك عن حبش عن علي (عليه السلام) قال: " بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى اليمن فقلت: يا رسول الله تبعثني إلى قوم أسن مني وأنا حدث لا أبصر القضاء؟ قال: فوضع يده على صدري وقال: اللهم ثبت لسانه واهد قلبه، إذا جلس إليك الخصمان فلا تقض بينهما حتى تسمع من الآخر ما سمعت من الأول، فإنك إذا فعلت ذلك تبين لك القضاء، قال: فما اختلف علي قضاء بعد، وما أشكل علي قضاء بعد "(3).
الحادي عشر: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثني نمير عن الأعمش عن عمر بن مر عن أبي البختري عن علي (عليه السلام) قال: " بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى اليمن وأنا شاب فقلت: يا رسول الله تبعثني إلى قوم أقضي بينهم ولا علم لي بالقضاء؟ فقال ادن مني، فدنوت منه فضرب يده على صدري وقال: اللهم اهد قلبه وثبت لسانه، فما شككت في قضاء بين اثنين "(4).
الثاني عشر: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الله بن سليمان قال: حدثنا أبو سابق عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن عليا (عليه السلام) قضى بالشاهد مع اليمين
____________
(1) مسند أحمد 1: 149.
(2) مسند أحمد 1: 156.
(3) مسند أحمد 1: 111.
(4) مسند أحمد 1: 83.
الثالث عشر: موفق بن أحمد قال: أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني قال: أخبرنا نصر بن محمد بن علي بن ديرك المقري عن شوذب الواسطي، حدثنا شعيب بن أيوب، حدثنا يعلى بن عبد الرحمن عن الأعمش عن عمر بن مرة عن أبي البختري عن علي (رضي الله عنه) قال: " بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى اليمن وأنا شاب لأقضي بينهم وما أدري ما القضاء، فضرب في صدري وقال: اللهم اهد قلبه وثبت لسانه، فوالذي فلق الحبة ما شككت بعدها في قضاء بين اثنين "(2).
الرابع عشر: موفق بن أحمد بإسناده عن أحمد بن الحسين، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، حدثنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدثنا عيسى بن أبي حرب الصفار، حدثنا يحيى بن أبي بكر عن سلام عن يزيد الغمي عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أقضى الأمة علي "(3).
الخامس عشر: من كتاب فضائل الصحابة لأبي المظفر السمعاني بالإسناد عن عبد الرحمن بن أبي قبيصة عن أبيه عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " علي أقضى أمتي فمن أحبني فليحبه، فإن العبد لا ينال ولايتي إلا بحب علي " قال ابن البطريق في المستدرك: قد ذكر ذلك أحمد بن حنبل من ثلاثة طرق، ومن مسلم في صحيحه طريق واحد(4).
السادس عشر: من كتاب فضائل الصحابة أيضا بالإسناد عن أبي ملائكة عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال:
قال عمر: علي أقضانا وأبي أقرانا، وهذا الخبر من الصحيحين صحيح مسلم والبخاري(5).
السابع عشر: ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة رواه عن أبي نعيم الحافظ وهما عاميان قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " اخصمك يا علي بالنبوة فلا نبوة بعدي، وتخصم بسبع لا يجاحد فيها أحد من قريش: أنت أولهم إيمانا وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله، وأقسمهم بالسوية، وأعدلهم في الرعية، وأبصرهم بالقضية، وأعظمهم عند الله مزية "(6).
____________
(1) العمدة: 257. مسند أحمد: 1 / 140.
(2) مناقب الخوارزمي 83 / 71.
(3) مناقب الخوارزمي 81 / 66.
(4) بحار الأنوار 35 / 283 / 68، عن بشارة المصطفى.
(5) صحيح البخاري 6: 23، مسند أحمد 5: 113، المستدرك 3: 305، حلية الأولياء 1: 65.
(6) شرح نهج البلاغة 9: 173.
الباب الأربعون
في أن أمير المؤمنين أقضى الأمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وولاه القضاء
الأول: الشيخ في التهذيب بإسناده عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبي الخزرج عن مصعب بن سلام التميمي عن أبي عبد الله (عليه السلام) " أن ثورا قتل حمارا على عهد النبي (صلى الله عليه وآله) ورفع ذلك إليه وهو في أناس من أصحابه منهم أبو بكر وعمر فقال: يا أبا بكر، اقض بينهم، فقال: يا رسول الله بهيمة قتلت بهيمة ما عليها شئ فقال: يا عمر اقض بينهم فقال مثل قول أبي بكر، فقال: يا علي اقض بينهم فقال: نعم يا رسول الله إن كان الثور دخل على الحمار في مستراحه ضمن أصحاب الثور، وإن كان الحمار دخل على الثور في مستراحه فلا ضمان عليهم، قال: فرفع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يده إلى السماء: فقال الحمد لله الذي جعل مني من يقضي بقضاء النبيين "(1).
الثاني: الشيخ في التهذيب بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن صباح الخدا عن رجل عن سعيد بن طريف الإسكاف عن أبي جعفر (عليه السلام) مثل ذلك في المعنى واختلف بعض ألفاظه(2).
الثالث: ابن بابويه في أماليه قال: حدثنا أبي (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا علي بن حماد البغدادي عن بشر بن غياث المريسي قال: حدثني أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم عن أبي حنيفة عن عبد الرحمن السلماني عن حبش بن معمر عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " دعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوجهني إلى اليمن لأصلح بينهم فقلت: يا رسول الله أنهم قوم كثير ولهم سن وأنا شاب حدث فقال: يا علي إذا صحوت على عقبة أفيق فناد بأعلى صوتك: يا شجر يا مدر يا ثرى، محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرئكم السلام، قال: فذهبت، فلما صرت بأعلى العقبة أشرفت على أهل اليمن، فإذا هم بأسرهم مقبلون نحوي مشرعون رماحهم، مسوون أسنتهم، متنكبون قسيهم، شاهرون سلاحهم فناديت بأعلى صوتي: يا شجر يا مدر يا ثري، محمد رسول الله يقرئكم السلام، فلم تبق شجرة ولا مدرة ولا ثري إلا ارتج بصوت واحد: وعلى محمد رسول الله وعليك السلام، فاضطربت قوائم القوم وارتعدت ركبهم ووقع السلاح من أيديهم وأقبلوا إلي مسرعين،
____________
(1) التهذيب 10: 229 / 901.
(2) التهذيب 10: 229 / 901.
الرابع: الشيخ في التهذيب بإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قضى علي (عليه السلام) في ثلاثة وقعوا على امرأة في طهر واحد وذلك في الجاهلية قبل أن يظهر الإسلام، فأقرع بينهم فجعل الولد لمن قرع، وجعل عليه ثلثي الدية للآخرين، فضحك رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى بدت نواجذه قال:
وما أعلم فيها شيئا إلا ما قضى علي (عليه السلام) "(2).
الخامس: محمد بن يعقوب عن علي عن أبيه عن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) إلى اليمن فقال له حين قدم: حدثني بأعجب ما مر عليك قال: يا رسول الله أتاني قوم قد تبايعوا جارية فوطؤوها جميعا في طهر واحد، فولدت غلاما واحتجوا فيه، كلهم يدعيه، فسهمت بينهم وجعلت للذي خرج سهمه وضمنته نصيبهم، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): إنه ليس من قوم تنازعوا ثم فوضوا أمرهم إلى الله عز وجل إلا خرج الحق "(3).
السادس: الشيخ في التهذيب بإسناده عن الحسين بن سعيد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) إلى اليمن فقال له حين قدم: حدثني بأعجب ما ورد عليك فقال: يا رسول الله أتاني قوم تبايعوا جارية فوطأها جميعهم في طهر واحد، فولدت غلاما فاحتجوا فيه، كلهم يدعيه، فأسهمت بينهم فجعلت للذي خرج سهمه وضمنته نصيبهم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليس من قوم تنازعوا ثم فوضوا أمرهم إلى الله إلا خرج سهم المحق "(4).
السابع: الشيخ في التهذيب بإسناده عن يونس عن عبيد الحلبي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) إلى اليمن، فأفلت فرس لرجل من أهل اليمن، فمر يعدو فمر برجل فنفحه برجله فقتله، فجاء أولياء المقتول إلى الرجل فأخذوه ودفعوه إلى علي (عليه السلام)، فأقام صاحب الفرس البينة أن فرسه أفلت من داره ونفح الرجل، فأبطل علي (عليه السلام) دم صاحبهم، قال: فجاء أولياء المقتول من اليمن إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا: يا رسول الله أن عليا ظلمنا وأبطل دم صاحبنا فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن عليا ليس بظلام، ولم يخلق للظلم لأن الولاية لعلي من بعدي، والحكم حكمه والقول
____________
(1) أمالي الصدوق 293 / 327، بحار الأنوار 17: 371 / 23.
(2) التهذيب 8: 169 / 591.
(3) الكافي 5: 491 / 2.
(4) التهذيب 6: 238 / 585 و 8: 170 / 592.
الثامن: الشيخ في التهذيب بإسناده عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن مسمع بن عبد الملك عن أبي عبد الله (عليه السلام) " أن قوما احتفروا زبية الأسد باليمن، فوقع فيها الأسد فازدحم الناس عليها ينظرون إلى الأسد، فوقع رجل فتعلق بآخر وتعلق الآخر بالآخر والآخر بالآخر، فمنهم من مات من جراحة الأسد، ومنهم من أخرج فمات، فتشاجروا في ذلك حتى أخذوا السيوف فقال أمير المؤمنين: هلموا أقض بينكم، فقضى أن للأول ربع الدية والثاني ثلث الدية والثالث نصف الدية والرابع الدية كاملة، وجعل ذلك على قبائل الذين ازدحموا، فرضي بعض القوم وسخط بعض، ورفع ذلك إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وأخبر بقضاء أمير المؤمنين (عليه السلام) فأجازه "(2).
____________
(1) التهذيب 10: 229 / 900.
(2) التهذيب 10: 239 / 952.
الباب الحادي والأربعون
في رجوع أبي بكر وعمر وعثمان في العلم والحكم
وغيرهم من الصحابة إلى أمير المؤمنين
الأول: من مسند أحمد بن حنبل روى عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الله القواريري قال: حدثنا مؤمل قال: حدثنا ابن عيينة عن يحيى بن سعيد بن المسيب قال: كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن (عليه السلام)(1).
الثاني: عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا سعيد عن قتادة عن الحسن أن عمر بن الخطاب أراد أن يرجم مجنونة فقال علي (عليه السلام): " مالك؟ مالك؟ سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يبرأ ويعقل، وعن الطفل حتى يحتلم فدرأ عنها عمر "(2).
الثالث: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا محمد بن يونس قال: حدثنا زيد بن عمر بن عثمان النمري البصري، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن أبي حازم قال: جاء رجل إلى معاوية فسأله عن مسألة فقال: سل عنها علي بن أبي طالب فهو أعلم بها فقال: يا أمير المؤمنين جوابك فيها أحب من جواب علي، فقال: بئس ما قلت ولؤم ما جئت به، لقد كرهت رجلا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يغره العلم غرا ولقد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي " وكان عمر إذا أشكل عليه أمر شئ يأخذ منه، ولقد شهدت عمر وقد أشكل عليه شئ فقال عمر، هاهنا علي؟
قم لا أقام الله رجليك، والفضل ما شهدت به الأعداء، وهذا الحديث ذكره من العامة إبراهيم بن محمد الحمويني في كتاب فرائد السمطين(3).
____________
(1) رواه ابن حنبل في فضائل الصحابة 2: 154 / 221، وكذا في تاريخ الخلفاء للسيوطي: 135، مطالب السؤول 1:
137.
(2) مسند أحمد 1: 140.
(3) للحديث طرق عديدة، منها: مسند أحمد 3: 238، كتاب السنة للألباني 588: 1349، الإستيعاب 3: 34، مطالب السؤول 1: 85 و 95، فرائد السمطين 1: 371 / 302.