الصفحة 41

حدثنا أسباط بن نصر عن سماك يعني بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس (رضي الله عنه) أن عليا (عليه السلام) كان يقول في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله عز وجل يقول *(وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم)* والله ما نقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله ولئن مات أو قتل قاتلت على ما قاتل عليه حتى أموت، والله إني لأخوه وابن عمه ووارثه فمن أحق به مني(1)؟.

الرابع: العياشي في تفسيره بإسناده عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال كان الناس أهل ردة بعد النبي (صلى الله عليه وآله) إلا ثلاثة، فقلت: ومن الثلاثة؟ قال: المقداد وأبو ذر وسلمان الفارسي، ثم عرفت الناس بعد يسير(2)، وساق الحديث المتقدم أول الباب.

الخامس: العياشي بإسناده عن الفضل بن يسار عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن رسول الله 9 لما قبض صار الناس كلهم أهل جاهلية إلا أربعة: علي والمقداد وسلمان وأبو ذر فقلت: فعمار؟ فقال: أنت كنت تريد الذين لم يدخلهم شئ هؤلاء الثلاثة(3).

السادس: العياشي بإسناده عن الأصبغ بن نباته قال: سمعت أمير المؤمنين يقول في كلام له يوم الجمل يا أيها الناس إن الله تبارك اسمه وعز جنده لم يقبض نبيا قط حتى يكون له في أمته من يهدي بهداه ويقصد سيرته، ويدل على معالم سبيل الحق الذي فرض الله على عباده ثم قرأ *(وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل...)*(4)(5).

السابع: العياشي بإسناده عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إن العامة تزعم أن بيعة أبي بكر حيث اجتمع لها الناس كانت رضا الله، وساق الحديث الثاني في الباب إلى قوله تعالى *(ومنهم من كفر)* وزاد فيه الآية، ففي هذا ما يستدل به على أن أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) قد اختلفوا من بعده فمنهم من آمن ومنهم من كفر(6).

الثامن: العياشي بإسناده عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: تدرون مات النبي (صلى الله عليه وآله) أو قتل إن الله يقول *(أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم)* فسم قبل الموت، إنهما سقتاه فقلنا: إنهما وأبواهما شر من خلق الله(7).

التاسع: العياشي بإسناده عن الحسين بن المنذر قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام)*(أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم)* القتل والموت قال: يعني أصحابه الذين فعلوا ما فعلوا(8).

____________

(1) أمالي الطوسي: 502 / 1099.

(2) تفسير العياشي 1: 199 / 148.

(3) تفسير العياشي 1: 199 / 149.

(4) آل عمران: 144.

(5) تفسير العياشي 1: 199 / 150.

(6) تفسير العياشي 1: 200 / 151.

(7) تفسير العياشي 1: 200 / 152.

(8) تفسير العياشي 1: 200 / 153.


الصفحة 42
العاشر: ابن شهرآشوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى *(أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين)* يعني بالشاكرين علي بن أبي طالب والمرتدين على أعقابهم الذين ارتدوا عنه(1).

الحادي عشر: الكشي عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام) ارتد الناس إلا ثلاثة: نفر سلمان وأبو ذر والمقداد، قلت: فعمار؟ قال: وكان جاض جيضة ثم رجع فقال: إن أردت الذي لم يشك ولم يدخله شئ فالمقداد(2).

____________

(1) مناقب آل أبي طالب 1: 385.

(2) إختيار معرفة الرجال: 1: 51.


الصفحة 43

الباب التاسع والستون

في افتراق الأمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) على ثلاث وسبعين فرقة
منها فرقة ناجية، الناجية شيعة علي (عليه السلام) في الجنة، وحديث ثلاث فرق

من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث


الأول: موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة قال: أخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمرقدي فيما كتب إلي من همدان، أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد بأصبهان فيما أذن لي في الرواية عنه، أخبرنا الشيخ الأديب أو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الظهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة، أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصفهاني، أخبرنا أحمد بن محمد السري حدثنا المنذر بن محمد بن المنذر حدثني عمي الحسين بن سعد حدثني أبي عن أبان بن تغلب عن فضل عن عبد الملك الهمداني عن زاذان عن علي رضي الله عنه قال: تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهم الذين قال الله عز وجل في حقهم *(وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون)*(1) وهم أنا وشيعتي(2).

الثاني: موفق بن أحمد قال: ذكر الإمام محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن شاذان، حدثني أحمد بن محمد بن سليمان عن جعفر بن محمد بن يعقوب عن صفوان بن يحيى عن داود بن الحصين عن عمر بن أذينة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي (عليه السلام) قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي مثلك في أمتي مثل عيسى ابن مريم افترق قومه ثلاث فرق، فرقة مؤمنون وهم الحواريون وفرقة عادوه وهم اليهود وفرقة غلوا فيه فخرجوا عن الإيمان، وإن أمتي ستفترق فيك ثلاث فرق شيعتك وهم المؤمنون، وفرقة أعداؤك وهم الناكثون، ففرقة غلوا فيك وهم الجاحدون السابقون، وأنت يا علي وشيعتك في الجنة، وعدوك والغالي فيك في

____________

(1) الأعراف: 181.

(2) مناقب الخوارزمي: 331 / 351.


الصفحة 44
النار(1).

الثالث: أسند ابن مردويه وهو من ثقات العامة إلى أبان بن تغلب عن مسلم قال: سمعت أبا ذر والمقداد وسلمان يقولون كنا قعودا عند النبي (صلى الله عليه وآله) إذ أقبل ثلاثة من المهاجرين فقال (صلى الله عليه وآله): تفترق أمتي بعدي ثلاث فرق: أهل حق لا يشوبونه بباطل مثلهم كالذهب كلما فتنته النار زاد وجوده وإمامهم هذا، وأشار إلى أحد الثلاثة، وهو الذي أمر الله في كتابه إماما ورحمة، وفرقه أهل باطل لا يشوبونه بحق مثلهم كخبث الحديد كلما فتنته النار زاد خبثا، وإمامهم هذا، فسألتهم عن أهل الحق وإمامهم فقالوا: علي بن أبي طالب وأمسكوا عن الآخرين، فجهدت في الآخرين أن يسموهما فلم يفعلوا، هذه رواية أهل المذهب(2).

____________

(1) مناقب الخوارزمي: 317 / 318.

(2) الصراط المستقيم: 1 / 270.


الصفحة 45

الباب السبعون

في افتراق الأمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) على ثلاث وسبعين فرقة
واحدة ناجية والناجية شيعة علي (عليه السلام) وأتباعه

من طريق الخاصة وفيه حديث واحد


الشيخ في أماليه: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا الفضل بن محمد بن المسيب أبو محمد الشعراني البيهقي بجرجان حدثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن محمد أبو موسى المجاشعي قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: حدثنا أبي أبو عبد الله (عليه السلام)، قال المجاشعي: وحدثنا الرضا علي بن موسى (عليه السلام) عن أبيه موسى عن أبيه أبي عبد الله جعفر بن محمد عن آبائه عن علي (عليه السلام) قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول لرأس اليهود: على كم افترقتم؟ فقال: على كذا وكذا فرقة فقال علي (عليه السلام): كذبت، ثم أقبل على الناس وقال: والله لو ثنيت لي الوسادة لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل القرآن بقرآنهم، أيها الناس افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، سبعون منها في النار وواحدة ناجية في الجنة وهي التي اتبعت يوشع بن نون وصي موسى، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، إحدى وسبعين فرقة في النار وواحدة منها في الجنة وهي التي اتبعت شمعون وصي عيسى (عليه السلام)، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، اثنتان وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة وهي التي اتبعت وصي محمد (صلى الله عليه وآله)، وضرب بيده على صدره، ثم قال: ثلاث عشرة فرقة من الثلاث وسبعين فرقة كلها تنتحل مودتي وحبي واحدة منها في الجنة، وهم النمط الأوسط، واثنتا عشرة في النار(1).

____________

(1) أمالي الطوسي: 523 - 524 / 1159.


الصفحة 46

الباب الحادي والسبعون

في فضل محبي علي (عليه السلام) وشيعته ومواليه وموالي الأئمة (عليهم السلام)

من طريق العامة وفيه خمسة وتسعون حديثا


الأول: من مسند أحمد بن حنبل روى عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني من سمع من أبي عوف، وحدثنا سويد بن سعيد قال: حدثنا زكريا بن عبد الله الأصبهاني عن عبد المؤمن عن أبي المغيرة عن علي بن أبي طالب (عليه السلام): طلبني رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوجدني في حائط نائما فضربني برجله وقال: قم والله لأرضينك، أنت أخي وأبو ولدي، تقاتل على سنتي، من مات على عهدي فهو في كنز الله، ومن مات على عهدك فقد قضى نحبه، ومن مات يحبك بعد موتك ختم الله له بالأمن والإيمان ما طلعت شمس أو غربت(1).

الثاني: من مسند أحمد بن حنبل قال كتب إلينا أبو جعفر الحضرمي قال: حدثنا جندب بن وألف قال: حدثنا محمد بن عمر عن عباد الكلبي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن فاطمة الصغرى عن حسين بن علي عن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) قالت: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عشية عرفة وقال: إن الله عز وجل باهى بكم وغفر لكم عامة ولعلي خاصة وإني رسول الله إليكم جميعا، غير محاب لقرابتي، إن السعيد كل السعيد حق السعيد من أحب عليا (عليه السلام) في حياته وبعد موته(2).

الثالث: مسند أحمد بن حنبل روى عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا الحسن بن علي البصري قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثني أبي قال: حدثنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي صالح قال لما حضرت عبد الله بن العباس (رضي الله عنه) الوفاة قال: اللهم إني أتقرب إليك بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام)(3).

الرابع: مسند أحمد بن حنبل روى عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا شريك قال: حدثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن الفضل بن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أحب أن

____________

(1) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 656 ح 1118.

(2) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 658 ح 1121.

(3) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 662 ح 1129.


الصفحة 47
يستمسك بالقضيب الأحمر الذي غرسه الله عز وجل في جنة عدن بيمينه فليتمسك بحب علي بن أبي طالب (عليه السلام)(1).

الخامس: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا نصر بن علي بن حسين بن علي الجهضمي قال: أخبرني علي بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن علي قال: أخبرني أخي عن جده أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخذ بيد حسن وحسين (عليهما السلام) فقال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة(2).

السادس: عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: حدثنا عبد الله بن نمير عن شريك قال:

حدثنا أبو ربيعة عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله يحب من أصحابي أربعة، وأخبرني أنه يحبهم وأمرني بحبهم قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: إن عليا منهم(3).

السابع: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد المحمدي قال: حدثنا شريك عن أبي ربيعة الأيادي عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أمرني الله بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم، إنك يا علي منهم، إنك يا علي منهم(4).

الثامن: عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: حدثنا أسود بن عامر قال: أخبرنا شريك عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال أمرني الله عز وجل بحب أربعة من أصحابي، أرى شريكا قال: وأخبرني أنه يحبهم، علي منهم، علي منهم وأبو ذر وسلمان والمقداد الكندي(5).

التاسع: من صحيح البخاري في الجزء السابع في الوسط الجزء سواء(6).

العاشر: وفي باب علامة الحب في الله لقوله عز وجل *(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)* قال: حدثني بشر بن خالد قال: حدثنا محمد بن جعفر عن سعيد بن سليمان عن أبي وابل عن عبد الله عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: المرء مع من أحب(7).

الحادي عشر: قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي وآيل قال: قال عبد الله بن مسعود جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله كيف تقول في رجل أحب قوما ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المرء مع من أحب. قال: وتابعة جرير بن حازم وسليمان بن قرم وأبو عوانه عن الأعمش عن أبي وآيل عن عبد الله عن النبي (صلى الله عليه وآله)(8).

____________

(1) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 664 ح 1132.

(2) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 693 ح 1185.

(3) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 691 ح 1181.

(4) فضائل الصحابة لابن حنبل: 2 / 648 ح 1103.

(5) مسند أحمد: 5 / 356.

(6) تاريخ دمشق: 60 / 175 ط دار الفكر.

(7) صحيح البخاري 7: 112.

(8) صحيح البخاري 7: 113.


الصفحة 48
الثاني عشر: قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا الأعمش عن أبي وآيل عن أبي موسى قال: قيل للنبي (صلى الله عليه وآله): الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم، قال: المرء مع من أحب. تابعه أبو معاوية ومحمد بن عبيد(1).

الثالث عشر: قال: حدثنا عبدان قال: أخبرنا أبي عن شعبة عن عمر بن مرة عن سالم بن أبي الحجد عن أنس بن مالك أن رجلا سأل النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: متى الساعة؟ قال: وما أعددت لها؟ قال: ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صيام ولا صدقة لكنني أحب الله ورسوله، فقال: أنت مع من أحببت(2).

الرابع عشر: ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث التاسع والخمسون من المتفق من البخاري ومسلم من مسند عبد الله بن مسعود عن عبد الله بن مسعود قال: جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله كيف ترى في رجل أحب قوما ولما يلحق بهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: المرء مع من أحب(3).

الخامس عشر: الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري في الجزء الثالث في باب مناقب الحسن والحسين (عليهما السلام) من سنن أبي داود عن علي (عليه السلام) قال: كنت إذا سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) أعطاني وإذا سكت ابتداني، وأخذ بيد حسن وحسين (عليهما السلام) يوما وقال: من أحب هذين وأباهما وأمهما ومات متبعا لسنتي كان معي في الجنة(4).

السادس عشر: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أحمد بن محمد إجازة عن القاضي أبي الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن معلى الحنوطي قال: حدثنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن جوزي، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن مهران بالرملة، حدثنا ميمون بن هارون بن مخلد بن أبان الكاتب قال: حدثنا عارم بن الفضل أبو النعمان، حدثنا قدامة بن النعمان عن الزهري قال: سمعت أنس بن مالك يقول: والله الذي لا إله إلا هو لسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب(5).

السابع عشر: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا القاضي أبو جعفر محمد بن إسماعيل العلوي قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الحافظ الملقب بابن السقاء قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن علي الرازي، حدثنا علي بن الحسن بن عبيد الرازي قال: حدثنا إسماعيل بن

____________

(1) صحيح البخاري 7: 113.

(2) صحيح البخاري 7: 113.

(3) صحيح البخاري 7: 113.

(4) العمدة: 283 / 461.

(5) مناقب ابن المغازلي: 243 / 290.


الصفحة 49
أبان الأزدي عن عمرو بن حريث عن داود بن السليل عن أنس بن مالك قال: قال رسول لله (صلى الله عليه وآله):

يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا لا حساب عليهم، ثم التفت إلى علي (عليه السلام) فقال: هم من شيعتك وأنت إمامهم(1).

الثامن عشر: ابن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر العطار الفقيه الشافعي قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد المزني الملقب بابن السقاء الحافظ، حدثنا عبد الله بن مريدان قال: حدثنا علي بن يونس العطار قال: حدثني محمد بن علي الكندي قال: حدثني محمد ابن مسلم قال: حدثني جعفر بن محمد قال: حدثني علي بن الحسين قال: حدثني الحسين بن علي قال: حدثني علي بن أبي طالب عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: يا علي إن شيعتنا يخرجون من قبورهم يوم القيامة على ما هم به من العيوب والذنوب، وجوههم كالقمر ليلة البدر وقد فرجت عنهم الشدائد وسهلت عليهم الموارد وأعطوا الأمن والإيمان وارتفعت عنهم الأحزان، يخاف الناس ولا يخافون ويحزن الناس ولا يحزنون، شرك نعالهم تتلألأ نورا، على نوق بيض لها أجنحة قد ذللت من غير مهانة ونجبت من غير رياضة، أعناقها من ذهب أحمر ألين من الحرير لكرامتهم على الله عز وجل(2).

التاسع عشر: موفق بن أحمد من فضلاء العامة أخبرنا: الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسين علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاء إسماعيل بن أحمد الواعظ حدثني والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن محمد الحسن البيهقي الحافظ، أخبرني أبو عبد الله، أخبرني أحمد بن جعفر القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا الأسود بن عامر وعبد الله بن نمير قالا: حدثنا شريك عن أبي ربيعة الأيادي عن أبي بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله: إن الله تعالى أمرني بحب أربعة عن أصحابي، وأخبرني أنه يحبهم، قلنا: يا رسول الله من هم؟ وكلنا يحب أن يكون منهم، فقال: ألا وإن عليا منهم ثم سكت، ثم قال: ألا وإن عليا منهم، ثم سكت(3).

العشرون: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ هذا، أخبرنا أبو سعيد المساليني، أخبرني أبو أحمد بن عبدي عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال: حدثني عباد ابن يعقوب، حدثنا علي بن هاشم عن أبي الحجاز عن معاوية بن ثعلبة قال: جاء رجل إلى أبي ذر

____________

(1) مناقب ابن المغازلي: 293 / 335.

(2) مناقب المغازلي: 296 / 339.

(3) مناقب الخوارزمي: 69 / 42.


الصفحة 50
وهو جالس في المسجد وعلي يصلي أمامه فقال: يا أبا ذر ألا تحدثني بأحب الناس إليك فوالله لقد علمت أن أحبهم إليك أحبهم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: أجل والذي نفسي بيده إن أحبهم إلي أحبهم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو ذلك الشيخ، وأشار بيده إلى علي رضي الله عنه(1).

الحادي والعشرون: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ هذا، أخبرني أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني أحمد بن عثمان بن يحيى المقري ببغداد، حدثني أبو بكر ابن أبي العوام الرياحي، حدثني أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري حدثني عوف بن أبي عثمان النهدي قال رجل لسلمان، ما أشد حبك لعلي قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من أحب عليا فقد أحبني ومن أبغض عليا فقد أبغضني(2).

الثاني والعشرون: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ هذا، أخبرنا أبو علي الرودباري وأبو عبد الله بن برهان وأبو الحسن بن الفضل القطان قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الضفار، حدثني سعيد بن محمد الوراق وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني سعيد بن محمد الوراق عن علي بن حزور قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي: يا علي طوبى لمن أحبك وصدق فيك، ويل لمن أبغضك وكذب فيك(3).

الثالث والعشرون: موفق بن أحمد قال: أخبرنا الإمام سيد الحفاظ شهردار بن شيرويه الديلمي فيما كتب إلي من همدان، أخبرني أبي، أخبرنا أبو الحسن الميداني الحافظ، أخبرنا أبو محمد الخلال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، حدثني أبو محمد، ابن الحسن بن نعيم بالطايف، حدثنا عقبة بن المنهال بن بحر أبو زياد، حدثنا عبد الله بن حميد، حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى عن أبيه عن جده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) جاءني جبرائيل (عليه السلام) من عند الله عز وجل بورقة آس خضراء مكتوب فيها بياض: إني افترضت محبة علي بن أبي طالب (عليه السلام) على خلقي عامة فبلغهم ذلك عني(4).

الرابع والعشرون: موفق بن أحمد قال: أخبرني شهردار هذا إجازة، أخبرني أبي، حدثني أبو طالب الحسيني، حدثنا أحمد بن محمد بن عمر الفقيه الطبري حدثني أبو الفضل محمد بن عبد الله الشيباني، حدثنا ناصر بن الحسن بن علي، حدثني محمد بن منصور عن يحيى بن طاهر

____________

(1) مناقب الخوارزمي: 69 / 43.

(2) مناقب الخوارزمي: 70 / 44.

(3) مناقب الخوارزمي: 70 / 45.

(4) مناقب الخوارزمي: 66 / 37.


الصفحة 51
اليربوعي، حدثني أبو معاوية عن ليث بن أبي سليم عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لو اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب لما خلق الله عز وجل النار(1).

الخامس والعشرون: موفق بن أحمد قال ذكر محمد بن أحمد بن علي بن شاذان، أخبرني محمد بن حماد التستري عن محمد بن أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الله الأصفهاني عن أبيه عن هيثم عن يونس عن عبيد عن الحسن البصري عن عبد الله قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا كان يوم القيامة يقعد علي بن أبي طالب على الفردوس، وهو جبل قد علا على الجنة وفوقه عرش رب العالمين ومن سفحه يتفجر أنهار الجنة ويتفرق في الجنان، وهو جالس على كرسي من نور يجري بين يديه التسنيم، لا يجوز أحد الصراط إلا ومعه براءة بولايته وولاية أهل بيته، يشرف على الجنة فيدخل محبيه الجنة ومبغضيه النار(2).

السادس والعشرون: موفق بن أحمد قال ذكر محمد بن أحمد بن شاذان هذا، أخبرني الحسين بن أحمد بن سختويه المجاور عن محمد بن أحمد البغدادي عن عيسى بن مهران عن يحيى بن عبد الحميد الحماني عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن أبي وآيل عن عبد الله بن مسعود قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أول من اتخذ علي بن أبي طالب أخا من أهل السماء إسرافيل ثم ميكائيل ثم جبرائيل، وأول من أحبه من أهل السماء حملة العرش ثم رضوان خازن الجنة ثم ملك الموت، وإن ملك الموت يترحم على محبي علي بن أبي طالب كما يترحم على الأنبياء(3).

السابع والعشرون: موفق بن أحمد قال: ذكر محمد بن أحمد بن شاذان هذا، حدثني أحمد بن محمد بن موسى عن عروة عن محمد بن عثمان المعدل عن محمد بن عبد الملك عن يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المنام فقال رسول الله:

يا أنس ما حملك على أن لا تؤدي ما سمعت مني في حق علي بن أبي طالب حتى أدركتك العقوبة؟ ولولا استغفار علي لك ما شممت رائحة الجنة أبدا ولكن انشر في بقية عمرك أن أولياء علي وذريته ومحبيهم السابقون الأولون إلى الجنة، وهم جيران أولياء الله، وأولياء الله حمزة وجعفر والحسن والحسين، وأما علي فهو الصديق الأكبر، لا يخشى يوم القيامة من أحبه(4).

الثامن والعشرون: موفق بن أحمد قال: ذكر محمد بن أحمد بن شاذان هذا، حدثني القاضي أبو

____________

(1) مناقب الخوارزمي: 67 / 39.

(2) مناقب الخوارزمي: 71 / 48، مائة منقبة لابن شاذان 85 / 52.

(3) مناقب الخوارزمي: 72 / 49، مائة منقبة 132 / 64.

(4) مناقب الخوارزمي: 72 / 50.


الصفحة 52
محمد الحسين بن محمد بن موسى عن علي بن ثابت عن حفص بن عمر عن يحيى بن جعفر عن عبد الرحمن بن إبراهيم عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أحب عليا قبل الله صلاته وصيامه وقيامه واستجاب دعاءه، ألا ومن أحب عليا أعطاه الله بكل عرق في بدنه مدينة في الجنة، ألا ومن أحب آل محمد أمن من الحساب والصراط والميزان، إلا ومن مات علي حب آل محمد فأنا كفيله بالجنة مع الأنبياء، ألا ومن أبغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه: آيس من رحمة الله(1).

قال مؤلف هذا الكتاب أما موفق بن أحمد فهو عامي المذهب، ومالك بن أنس هو الذي تنسب إليه الفرقة المالكية إحدى الفرق الأربع من العامة، ونافع هو الأزرق مولى عمر بن الخطاب وهو من الخوارج وابن عمر هو عبد الله وهو من رؤوس النواصب الذين لم يبايعوا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، وهذه الرواية من عجيب روايتهم لأنهم أعداؤه عليه السلام، وأنا أذكر هذا الحديث بزيادة من طريق العامة.

التاسع والعشرون: ذكر محمد بن أحمد بن علي بن شاذان في المائة الرواية من طريق العامة في مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: روى عبد الله بن عمر قال: سألنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن علي بن أبي طالب فغضب فقال: ما بال أقوام يذكرون من له منزلة عند الله كمنزلتي ومقام كمقامي إلا النبوة، إلا من أحب عليا فقد أحبني ومن رضي الله عنه كافأه بالجنة، ألا ومن أحب عليا استغفرت له الملائكة وفتحت له أبواب الجنة يدخل من أي باب شاء بغير حساب، ألا ومن أحب عليا أعطاه الله كتابه بيمينه وحاسبه حسابا يسيرا، حساب الأنبياء، ألا ومن أحب عليا لا يخرج من الدنيا حتى يشرب من الكوثر ويأكل من شجرة طوبى ويرى مكانه في الجنة، ألا ومن أحب عليا يهون الله عليه سكرات الموت وجعل قبره روضة من رياض الجنة، ألا ومن أحب عليا أعطاه الله في الجنة بكل عرق في بدنه حوراء وشفعه في ثمانين من أهل بيته، وله بكل شعرة على بدنه مدينة في الجنة، ألا ومن عرف عليا وأحبه بعث الله إليه ملك الموت كما يبعث إلى الأنبياء، ورفع عنه أهوال منكر ونكير ونور قبره وفسحة مسيرة سبعين عاما وبيض وجهه يوم القيامة، ألا ومن أحب عليا أظله الله في ظل عرشه مع الصديقين والشهداء والصالحين وآمنه من الفزع الأكبر وأهوال الصاخة، ألا ومن أحب عليا تقبل الله حسناته وتجاوز عن سيئاته وكان في الجنة رفيق حمزة سيد الشهداء، ألا ومن أحب عليا أثبت الله الحكمة في قبله وأجرى على لسانه الصواب وفتح الله عليه أبواب الرحمة، ألا

____________

(1) مناقب الخوارزمي: 73 / 51.


الصفحة 53
ومن أحب عليا سمي أسير الله في الأرض وباهى الله به ملائكته وحملة عرشه، ألا ومن أحب عليا ناداه ملك من تحت العرش أن يا عبد الله استأنف العمل قد غفر الله لك الذنوب كلها، ألا ومن أحب عليا جاء يوم القيامة وجهه كالقمر ليلة البدر، ألا ومن أحب عليا وضع الله على رأسه تاج الكرامة وألبسه حلل العز، ألا ومن أحب عليا مر على الصراط كالبرق الخاطف ولم ير صعوبة المرور، ألا ومن أحب عليا كتب الله له براءة من النار وبراءة من النفاق وجوازا على الصراط وأمانا من العذاب، ألا ومن أحب عليا لا ينشر له ديوان ولا ينصب له ميزان وقيل له: أدخل الجنة بغير حساب، ألا ومن أحب آل محمد أمن من الحساب والميزان والصراط، ألا ومن مات علي حب آل محمد صافحته الملائكة وزارته أرواح الأنبياء وقضى الله له كل حاجة كانت له عند الله، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على الإيمان وكنت أنا كفيله بالجنة(1).

الثلاثون: موفق بن أحمد قال ذكر محمد بن أحمد بن شاذان هذا، حدثني أبو عبد الله أحمد بن محمد بن أيوب بن علي بن محمد بن عنبسة بن رويدة عن بكر بن أحمد، حدثني وحدثني أحمد ابن الجراح قال: حدثنا أحمد بن المفضل الأهوازي، حدثني بكر بن أحمد عن محمد بن علي عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها وعمها الحسن بن علي رضي الله عنهم قالا: حدثنا أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أدخلت الجنة رأيت فيها شجرة تحمل الحلي والحلل، أسفلها خيل بلق وأوسطها حور عين وفي أعلاها الرضوان قلت: يا جبرائيل لمن هذه الشجرة؟ قال: هذه لابن عمك علي بن أبي طالب، إذا أمر الله الخليقة بالدخول إلى الجنة يؤتى بشيعة علي حتى ينتهي بهم إلى هذه الشجرة فيلبسون الحلي والحلل ويركبون الخيل البلق وينادي مناد، هؤلاء شيعة علي صبروا في الدنيا على الأذى فحبوا اليوم(2).

الحادي والثلاثون: موفق بن أحمد قال: أخبرنا الشيخ الإمام عين الأئمة أبو الحسن علي بن أحمد الكرباسي الخوارزمي (ره)، حدثنا القاضي الإمام الأجل شمس القضاة جمال الدين أحمد ابن عبد الرحمن بن إسحاق، حدثني أبو محمد عبد الله بن محمد الأسدي، حدثني أبو بكر محمد ابن الحسن المقري، حدثنا محمد بن الحسين الحنفي وأبو الطيب الوراق قالا: حدثنا محمد بن الوليد وأبان بن حيان العقيلي، حدثنا علي بن سليمان بن أبي الرقاع المصري، حدثنا عياش بن لهيعة عن الحرث بن يزيد عن أبي علقمة مولى بني هاشم قال: صلى بنا النبي (صلى الله عليه وآله) الصبح، ثم

____________

(1) مائة منقبة: 52 / المنقبة: 26.

(2) مناقب الخوارزمي: 73 / 52.