وهذا لحديث والذي قبله واحد وذكرناهما على التعدد لتغاير السند.
السادس: أمالي المفيد هذا قال: أخبرني محمد بن عمران المرزباني قال: حدثنا أبو الفضل عبد الله بن محمد الطوسي (ره) قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا علي بن حكيم الأدمي قال: أخبرنا شريك بن عثمان بن أبي زرعة عن سالم بن أبي الجعد قال: سئل جابر بن عبد الله الأنصاري وقد سقط حاجباه على عينيه فقيل له: أخبرنا عن علي بن أبي طالب؟ فرفع حاجبيه بيديه ثم قال: ذاك خير البرية لا يبغضه إلا منافق ولا يشك فيه إلا كافر(2).
السابع: أمالي ابن بابويه قال: حدثنا أبي (رض) قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب عن أحمد بن علي الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن قتيبة بن سعيد عن عمرو بن غزوان عن أبي مسلم قال: خرجت مع الحسن البصري وأنس بن مالك حتى أتينا باب أم سلمة (رض) وقعد أنس على الباب ودخلت مع الحسن البصري سمعت الحسن وهو يقول: السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته، فقالت له: وعليك السلام من أنت يا بني؟ فقال: أنا الحسن البصري، فقالت:
فيما جئت يا حسن؟
فقال لها: جئت لتحدثيني بحديث سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقالت أم سلمة: والله لأحدثنك بحديث سمعته أذناي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإلا فصمتا ورأته عيناي وإلا فعميتا ووعاه قلبي وإلا فطبع الله عليه وأخرس لساني إن لم أكن سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي ابن أبي طالب (عليه السلام): يا علي ما من عبد لقي الله عز وجل يوم يلقاه جاحدا لولايتك إلا لقي الله بعبادة صنم أو وثن. قال: فسمعت الحسن البصري وهو يقول: الله أكبر أشهد أن عليا مولاي ومولى المؤمنين، فلما خرج قال له أنس بن مالك: ما لي أراك تكبر؟
____________
(1) أمالي المفيد: 2 - 3 المجلس الأول ح 2.
(2) أمالي المفيد: 62 ح 7.
كذا وكذا، فقلت: الله أكبر أشهد أن عليا مولاي ومولى كل مؤمن، فسمعت عند ذلك أنس بن مالك وهو يقول: أشهد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال هذه المقالة ثلاث مرات أو أربع مرات(1).
الثامن: أبو الحسن علي بن محمد بن جمهور في كتاب " الواحدة " عن الحسن بن عبد الله الأطروش قال: حدثني محمد بن إسماعيل الأحمسي السراج قال: حدثنا وكيع بن الجراح قال:
حدثنا الأعمش عن مورق العجلي عن أبي ذر الغفاري (رض) قال: كنت جالسا عند النبي (صلى الله عليه وآله) ذات يوم في منزل أم سلمة ورسول الله (صلى الله عليه وآله) يحدثني وأنا أسمع إذ دخل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأشرق وجهه نورا فرحا بأخيه وابن عمه، ثم ضمه إليه وقبل ما بين عينيه ثم التفت إلي فقال: يا أبا ذر تعرف هذا الداخل علينا حق معرفته؟ قال أبو ذر: فقلت: يا رسول الله هذا أخوك وابن عمك وزوج فاطمة البتول وأبو الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أبا ذر هذا الإمام الأزهر ورمح الله الأطول وباب الله الأكبر، فمن أراد الله فليدخل الباب، يا أبا ذر هذا القائم بقسط الله والذاب عن حريم الله [ والناصر لله ](2) والناصر لدين الله وحجة الله على خلقه إن الله عز وجل لم يزل يحتج على خلقه في الأمم كل أمة يبعث فيها نبيا، يا أبا ذر إن الله عز وجل جعل على ركن من أركان عرشه سبعين ألف ملك ليس لهم تسبيح ولا عبادة إلا الدعاء لعلي وشيعته والدعاء على أعدائه.
يا أبا ذر لولا علي ما بان حق من باطل ولا مؤمن من كافر ولا عبد الله، لأنه ضرب رؤس المشركين حتى أسلموا وعبد الله ولولا ذلك لم يكن ثوابا ولا عقابا ولا يستره من الله ساتر ولا يحجبه من الله حجاب وهو الحجاب والستر، ثم قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله)*(شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب)*(3).
يا أبا ذر إن الله تبارك وتعالى تفرد بملكه ووحدانيته وفردانيته في وحدانيته فعرف عباده المخلصين لنفسه وأباح لهم جنته فمن أراد أن يهديه عرف ولايته ومن أراد أن يطمس على قلبه أمسك عنه معرفته، يا أبا ذر هذا راية الهدى وكلمة التقوى والعروة الوثقى وإمام أوليائي ونور من أطاعني وهو الكلمة التي ألزمها الله المتقين فمن أحبه كان مؤمنا [ ومن أبغضه كان كافرا ] ومن ترك
____________
(1) أمالي الصدوق: 393 ح 506 المجلس 51 ح 15.
(2) ليست في مدينة المعاجز.
(3) الشورى: 13.
فقال أبو ذر: فقلت: زدني بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟
فقال: نعم، إنه لما عرج بي إلى السماء فنظرت إلى سماء الدنيا أذن ملك من الملائكة وأقام الصلاة وأخذ بيدي جبرائيل (عليه السلام) فقدمني وقال: يا محمد صل [ بالملائكة فقد طال شوقهم إليك فصليت ] بسبعين صفا من الملائكة الصف ما بين المشرق والمغرب لا يعلم عددهم إلا [ الله ] الذي خلقهم عز وجل، فلما قضيت الصلاة أقبل إلي شرذمة من الملائكة يسلمون علي ويقولون لنا إليك حاجة فظننت أنهم سألوني الشفاعة، لأن الله عز وجل فضلني بالحوض والشفاعة على جميع الأنبياء، فقلت: ما حاجتكم ملائكة ربي؟
قالوا: إذا رجعت إلى الأرض فاقرأ عليا منا السلام وأعلمه بأنا قد طال شوقنا إليه، فقلت: ملائكة ربي تعرفوننا حق معرفتنا؟ فقالوا: يا رسول الله ولم لا نعرفكم وأنتم أول خلق خلقه الله من نور، خلقكم الله أشباح نور من نور في نور من نور الله، وجعل لكم مقاعد في ملكوته بتسبيح وتقديس وتكبير له، ثم خلق الملائكة مما أراه من أنوار شتى، وكنا نمر بكم وأنتم تسبحون الله وتقدسون وتكبرون وتحمدون وتهللون فنسبح ونقدس ونحمد ونهلل ونكبر بتسبيحكم وتقديسكم وتحميدكم وتهليلكم وتكبيركم، فما نزل من الله عز وجل فإليكم وما صعد إلى الله تبارك وتعالى فمن عندكم فلم لا نعرفكم.
ثم عرج بي إلى السماء الثانية فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم، فقلت: ملائكة ربي هل تعرفوننا حق معرفتنا؟ قالوا: ولم لا نعرفكم وأنتم صفوة الله من خلقه وخزان علمه والعروة الوثقى والحجة العظمى وأنتم الجنب والجانب وأنتم الكراسي وأصول العلم(1) فاقرأ عليا منا السلام.
ثم عرج بي إلى السماء الثالثة فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم فقلت: ملائكة ربي تعرفوننا حق معرفتنا؟ قالوا ولم لا نعرفكم وأنتم باب المقام وحجة الخصام وعلي دابة الأرض وفصل القضاء وصاحب العصا وقسيم النار غدا وسفينة النجاة من ركبها نجى ومن تخلف عنها في النار يتردى، ثم يوم القيامة أنتم الدعائم من تخوم الأقطار والأعمدة، وفساطيط السجاف الأعلى كواهل أنواركم فلم لا نعرفكم فاقرأ عليا منا السلام.
____________
(1) في مدينة المعاجز: القلم.
قالوا: ولم لا نعرفكم وأنتم شجرة النبوة وبيت الرحمة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة وعليكم ينزل جبرائيل بالوحي من السماء فاقرأ عليا منا السلام.
ثم عرج بي إلى السماء الخامسة فقالت الملائكة مثل مقالة أصحابهم فقلت: ملائكة ربي تعرفوننا حق معرفتنا؟
قالوا: ولم لا نعرفكم ونحن نمر عليكم بالغداة والعشي بالعرش وعليه مكتوب: لا إله إلا الله محمد رسول الله أيده الله بعلي بن أبي طالب [ ولي ] فعلمنا [ عند ] ذلك أن عليا ولي من أولياء الله عز وجل فاقرأه منا السلام.
ثم عرج بي إلى السماء السادسة فقالت لي الملائكة مثل مقالة أصحابهم فقلت: ملائكة ربي تعرفوننا حق معرفتنا؟
قالوا: ولم لا نعرفكم وقد خلق الله جنة الفردوس وعلى بابها شجرة ليس فيها ورقة إلا وعليها مكتوب بالنور: لا إله إلا الله محمد رسول الله علي بن أبي طالب عروة الله الوثقى وحبل الله المتين، وعينه على الخلائق أجمعين، فاقرأه منا السلام.
ثم عرج بي إلى السماء السابعة فسمعت الملائكة يقولون: الحمد لله الذي صدقنا وعده، فقلت:
وبماذا وعدكم؟ قالوا: يا رسول الله لما خلقتم أشباح نور [ في نور ] من نور الله عرضت علينا ولايتكم فقبلناها وشكونا محبتكم إلى الله عز وجل، وأما أنت فوعدنا بأن يريناك معنا في السماء وقد فعل وأما علي فشكونا محبته إلى الله عز وجل فخلق لنا صورته [ في ] ملكا وأقعده عن يمين العرش على سرير من ذهب مرصع بالدر والجواهر عليه قبة من لؤلؤة بيضاء يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها بلا دعامة من تحتها ولا علاقة من فوقها قال لها صاحب العرش: قومي بقدرتي، فقامت فكلما اشتقنا إلى رؤية علي نظرنا إلى ذلك الذي في السماء فاقرأ عليا منا السلام(1).
____________
(1) مدينة المعاجز: 2 / 395 - 401 ح 428، وتأويل الآيات: 2 / 871 - 875.
الباب التاسع والسبعون
في قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) " مثل علي (عليه السلام) في هذه الأمة مثل قل هو الله أحد "
الأول: أبو الحسن الفقيه ابن المغازلي الشافعي في كتاب " المناقب " قال: أخبرنا أبو طالب محمد ابن أحمد بن عثمان البغدادي - قدم علينا واسط - قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن لؤلؤ إذنا قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن جعفر الكوفي عن محمد بن الطفيل عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا دار الحكمة وعلي بابها، فمن أراد الحكمة فليأت الباب. ابن المغازلي هذا قال: أخبرنا أبو القاسم واصل بن حمزة البخاري - قدم علينا واسط - قال:
حدثنا عبد الحميد بن محمد بن داود قال: حدثنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن إسماعيل بن أبي عامد القاضي قال: حدثنا أبو الحسين زيد بن محمد بن جعفر بن المبارك قال: حدثنا محمد بن أحمد بن نصر قال: حدثنا أحمد ابن عبيد قال: حدثنا إسحاق بن بشر عن عمرو بن أبي المقدام عن سماك عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنما مثل علي في هذه الأمة مثل قل هو الله أحد(1).
الثاني: الموفق بن أحمد - من أعيان علماء العامة - بإسناده يرفعه إلى عبد الله بن العباس قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي ما مثلك في الناس إلا كمثل قل هو الله أحد في القرآن من قرأها مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن ومن قرأها ثلاث مرات كمن قرأ القرآن، وكذا أنت يا علي من أحبك بقلبه فقد أحب ثلث الإيمان ومن أحبك بقلبه ولسانه فقد أحب ثلثي الإيمان ومن أحبك بقلبه ولسانه ويده فقد أحب الإيمان كله والذي بعثني بالحق نبيا لو أحبك أهل الأرض كما يحبك أهل السماء لما عذب الله أحدا منهم بالنار(2).
____________
(1) مناقب ابن المغازلي: 74 ح 128 وكذلك جاء الحديث الثاني في / 62 / ح 100.
(2) لم نجده في مناقب الموفق الخوارزمي، والظاهر أن في نقله عنه سهوا والحديث موجود في: مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب: 3 / 4. وفي الفضائل لابن شاذان القمي: 112. وممن رواها من العامة القندوزي في ينابيع المودة: 1 / 376.
الباب الثمانون
في قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) " مثل علي (عليه السلام) مثل قل هو الله أحد " ومراتب المحبة
الأول: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة - في تفسيره فيما نزل في أهل البيت (عليهم السلام) في القرآن - عن سعيد بن عجب الأنباري عن علي بن سهر عن حكيم بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي بن أبي طالب (عليه السلام): " إنما مثلك مثل قل هو الله أحد " فإنه من قرأها مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاث مرات فكمن قرأ القرآن كله، وكذلك أنت من أحبك بقلبه كان له ثلث ثواب العباد، ومن أحبك بقلبه ولسانه كان له ثلثا ثواب العباد، ومن أحبك بقلبه ولسانه ويده كان له ثواب العباد أجمع(1).
الثاني: محمد بن العباس - أيضا - عن علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن إسحاق بن بشر الكاهلي عن عمرو بن أبي المقدام عن سماك بن حرب عن نعمان بن بشير قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
من قرأ " قل هو الله أحد " مرة فكأنما قرأ ثلثا القرآن، ومن قرأها مرتين كمن قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاثا فكمن قرأ القرآن كله، كذلك من أحب عليا بقلبه أعطاه الله ثلث ثواب هذه الأمة، ومن أحبه بقلبه ولسانه أعطاه الله ثلثي ثواب هذه الأمة، ومن أحبه بقلبه ولسانه ويده أعطاه الله ثواب هذه الأمة كلها(2).
الثالث: محمد بن العباس عن علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن الحكم بن سليمان عن محمد بن كثير عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا علي إن فيك مثلا من (قل هو الله أحد) " من قرأها مرة فقد قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاثا فقد قرأ القرآن كله. يا علي ومن أحبك بقلبه كان له أجر ثلث الأمة، ومن أحبك بقلبه وأعانك بلسانه كان له مثل أجر ثلثي هذه الأمة، ومن أحبك بقلبه وأعانك بلسانه ونصرك بسيفه كان له مثل أجر هذه الأمة(3).
____________
(1) البحار: 39 / 288 ح 81، وتفسير البرهان: 4 / 521.
(2) البحار: 39 / 288 ح 82، والبرهان: 4 / 522.
(3) البحار: 39 / 288 ح 83.
فقال سلمان (رضي الله عنه): أنا يا رسول الله.
قال: فأيكم يحيي الليل؟
قال سلمان: أنا يا رسول الله.
قال: فأيكم يختم القرآن في كل يوم؟
قال سلمان: أنا يا رسول الله.
فغضب بعض أصحابه فقال: يا رسول الله إن سلمان رجل من الفرس يريد أن يفتخر علينا معاشر قريش.
قلت: أيكم يصوم الدهر؟
قال: أنا وهو أكثر أيامه يأكل وقلت: أيكم يحيي الليل قال أنا وهو أكثر ليله نائم، قلت: وأيكم يختم القرآن في كل يوم قال: أنا وهو أكثر يومه صامت، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): مه يا فلان وأين لك بمثل لقمان الحكيم سله فإنه ينبئك، فقال الرجل لسلمان: يا أبا عبد الله أليس زعمت أنك تصوم الدهر فقال: نعم، فقال: رأيتك في أكثر نهارك تأكل، فقال: ليس حيث تذهب إني أصوم الثلاثة في الشهر وما قال الله عز وجل: *(من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)* وأصل شهر شعبان بشهر رمضان فذلك صوم الدهر.
فقال: أليس زعمت أنك تحيي الليل؟
فقال: نعم.
فقال: أنت أكثر ليلك نائم.
فقال: ليس حيث تذهب ولكني سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من بات على طهر فكأنما أحيي الليل كله وأنا أبيت على طهر.
فقال: أليس زعمت أنك تختم القرآن في كل يوم؟
قال: نعم.
قال: فإنك أكثر أيامك صامت.
الخامس: المفيد في أماليه قال: أخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن حمزة قال: حدثنا أحمد ابن عبد الله عن جده أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن داود بن النعمان عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن الحسن بن علي (عليه السلام) أنه قال: من أحبنا بقلبه ونصرنا بيده ولسانه فهو معنا في الغرفة التي نحن فيها، ومن أحبنا بقلبه ونصرنا بلسانه فهو دون ذلك بدرجة، ومن أحبنا بقلبه وكف يده ولسانه فهو في الجنة(2).
السادس: المفيد في أماليه قال: أخبرنا الشريف أبو محمد الحسن بن حمزة الطبري قال: حدثنا أبو الحسن علي بن حاتم القزويني قال: حدثنا أبو العباس محمد بن جعفر المخزومي قال: حدثنا محمد بن شمون البصري عن عبد الله بن عبد الرحمن قال: حدثني الحسين بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه (عليه السلام) قال: من أعاننا بلسانه على عدونا أنطقه الله بحجته يوم موقفه بين يديه عز وجل(3).
____________
(1) أمالي الصدوق: 87 ح 54 المجلس: 8 ح 5.
(2) أمالي المفيد: 34 ح 8 المجلس 4.
(3) أمالي المفيد: 33 ح 7.
الباب الحادي والثلاثون
في قوله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام)*(لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق)*
الأول: مسند أحمد بن حنبل: روى عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن عدي بن ثابت عن رزين بن حبيش عن علي (عليه السلام) قال: عهد النبي (صلى الله عليه وآله) إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق(1).
الثاني: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أسود بن عامر قال: حدثنا إسرائيل عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال: ما كنا نعرف منافقي الأنصار إلا ببغضهم عليا (عليه السلام)(2).
الثالث: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا علي بن مسلم قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا محمد بن علي السلمي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال: ما كنا نعرف منافقينا معشر الأنصار إلا ببغضهم عليا(3).
الرابع: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار وقال: حدثنا محمد بن عباد قال: حدثنا محمد بن الفضيل عن أبي نضر عبد الله بن عبد الرحمن عن مساور الحميري عن أبيه قال: دخلت على أم سلمة فسمعتها تقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق(4).
الخامس: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا الهيثم بن خلف قال: حدثنا عبد الملك بن عبد ربه أبو إسحاق الطائي قال: حدثنا معاوية بن عمار عن أبي الزبير قال: قلت لجابر: كيف كان علي (عليه السلام) فيكم؟
قال: ذاك من خير البشر ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغضهم إياه(5).
السادس: عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال: حدثنا عثمان بن محمد بن أبي شيبة
____________
(1) مسند أحمد: 1 / 95 - 128.
(2) فضائل الصحابة: 2 / 579 ح 979.
(3) فضائل الصحابة لأحمد: 2 / 639 ح 1086.
(4) فضائل الصحابة: 2 / 619 ح 1059.
(5) فضائل الصحابة: 2 / 671 ح 1146.
السابع: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا سعيد بن محمد الوراق عن علي بن خيرود قال: سمعت أبا مريم الثقفي يقول: سمعت عمار بن ياسر يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي (عليه السلام): يا علي طوبى لمن أحبك وصدق فيك وويل لمن أبغضك وكذب فيك(2).
الثامن: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أحمد بن رنجويه القطان قال: حدثنا هشام بن عمار الدمشقي قال: حدثنا أسد عن الحجاج بن أرطاة عن عطية العوفي قال: حدثنا أبو سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أبغضنا أهل البيت فهو منافق(3).
التاسع: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا الفضل بن الحباب البصري - بالبصرة - قال:
حدثنا القعبني عبد الله بن سلمة قال: حدثنا ابن لهيع عن أبي الأسود عن عروة - وهو ابن الزبير: أن رجلا وقع في علي بن أبي طالب (عليه السلام) بمحضر عمر فقال عمر: تعرف صاحب هذا القبر؟
هو محمد بن عبد الله ابن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب، فلا تذكر عليا إلا بخير فإنك إن أبغضته آذيت هذا في قبره(4).
العاشر: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا أبو نمير قال: حدثنا الأعمش عن عدي بن ثابت الأنصاري عن ذر بن حبيش قال: قال علي: والله إنما [ لما ] عهد إلى النبي الأمي:
أنه لا يبغضني إلا منافق ولا يحبني إلا مؤمن(5).
الحادي عشر: ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي الحديث التاسع من مسند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) من أفراد مسلم عن ذر بن حبيش قال: قال علي (عليه السلام): والذي فلق الحبة وبرء النسمة لعهد النبي الأمي (صلى الله عليه وآله) إلي أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق(6).
الثاني عشر: ومن الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدي من الجزء الثاني على حد ثلثيه في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) من سنن أبي داود السجستاني قال: عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) قال: كنا نعرف المنافقين ببغضهم علي بن أبي طالب(7).
____________
(1) مسند أحمد: 6 / 292.
(2) مسند أبي يعلى: 3 / 179 ح 1602.
(3) فضائل الصحابة: 2 / 641 ح 1089.
(4) فضائل الصحابة: 2 / 641 ح 1089.
(5) مسند أحمد: 1 / 84، والفضائل: 2 / 570 ح 961.
(6) صحيح مسلم: 1 / 61 ط. دار الفكر.
(7) تاريخ دمشق: 42 / 286 ط. دار الفكر وذكر طرقه.
الرابع عشر: ومن صحاح الستة من الباب من سنن أبي داود عن ذر بن حبيش قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي (صلى الله عليه وآله) إلي أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق(2).
الخامس عشر: عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا محمد بن يونس قال: حدثنا محمد بن سليمان بن السمول المخزومي عن عبد العزيز بن أبي رواد عن عمر بن أبي عمر وعن المطلب عن عبد الله بن حنطب عن أبيه قال: خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم جمعة فقال: قدموا قريشا ولا تتقدموها وتعلموا منها ولا تعلموها ولقوة رجل من قريش يعدل قوة رجلين من غيرهم، وأمانة رجل من قريش تعدل أمانة رجلين من غيرهم، يا أيها الناس أوصيكم بحب ذي أقربيها(3) أخي وابن عمي علي بن أبي طالب (عليه السلام) فإنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق فمن أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني عذبه الله عز وجل(4).
السادس عشر: موفق بن أحمد - من أعيان علماء العامة - قال: أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك ابن علي بن محمد الهمداني أخبرنا أبو القاسم بن أبي بكر الحافظ أخبرني أبو الحسين عاصم بن الحسين بن محمد بن علي أخبرني أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن مهدي حدثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد عن عبد الرحمن بن عقدة الحافظ حدثنا الحسن بن علي بن بزيع، حدثني عمر بن إبراهيم بن سوار بن مصعب الهمداني عن الحكم بن عيينة عن يحيى بن الجزار عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من زعم أنه آمن بي وبما جئت به وهو يبغض عليا فهو كاذب ليس بمؤمن(5).
والأحاديث بهذا المعنى من طرق العامة كثيرة وقد تقدم من ذلك من طرقهم في الأبواب السالفة وفيما ذكرناه كفاية.
____________
(1) سنن الترمذي: 5 / 299 ح 3801، وتاريخ دمشق: 12 / 398.
(2) صحيح مسلم: 1 / 61 و 2 / 64، والسنن الكبرى للنسائي: 5 / 47.
(3) في بعض المصادر: قرنيها.
(4) تاريخ دمشق: 42 / 279 ط. دار الفكر، وكنز العمال: 14 / 81 ح 37996.
(5) المناقب: 76 / ح 57.
الباب الثاني والثمانون
في قوله (صلى الله عليه وآله) لعلي " المحب له مؤمن والمبغض له منافق "
الأول: أمالي ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن علي (ره) عن عمه محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن زياد بن المنذر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المخالف على علي بن أبي طالب بعدي كافر، والمشرك به مشرك، والمحب له مؤمن، والمبغض له منافق، والمقتفي لأثره لاحق، والمحارب له مارق، والراد عليه زاهق، علي نور الله في بلاده وحجته على عباده، علي سيف الله على أعدائه ووارث علم أنبيائه، علي كلمة الله العليا وكلمة أعدائه السفلى، علي سيد الأوصياء ووصي سيد الأنبياء، علي أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وإمام المسلمين لا يقبل الله الإيمان إلا بولايته وطاعته(1).
الثاني: ابن بابويه قال: حدثنا أبي (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن علوان عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين ذات يوم على منبر الكوفة: أنا سيد الوصيين ووصي سيد النبيين، أنا إمام المسلمين وقائد المتقين وولي(2) المؤمنين وزوج سيدة نساء العالمين، أنا المتختم باليمين والمعفر للجبين، أنا الذي هاجرت الهجرتين وبايعت البيعتين، أنا صاحب بدر وحنين، أنا الضارب بالسيفين والحامل على فرسين، أنا وارث علم الأولين وحجة الله على العالمين بعد الأنبياء ومحمد بن عبد الله خاتم النبيين، أهل موالاتي مرحومون وأهل عداوتي ملعونون، ولقد كان حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) كثيرا ما يقول لي: يا علي حبك تقوى وإيمان وبغضك كفر ونفاق، وأنا بيت الحكمة وأنت مفتاحه كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك(3).
الثالث: ابن بابويه قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رضي الله عنه) قال: حدثنا أبي عن أحمد بن محمد بن خالد عن العباس بن معروف عن محمد بن يحيى الخزاز عن طلحة بن زيد عن الصادق
____________
(1) أمالي الصدوق: 61 ح 20 المجلس 3 ح 6.
(2) في المصدر: ومولى.
(3) أمالي الصدوق: 78 ح 44 مجلس 7 ح 2.