الصفحة 173
والقاضي بهاء الدين عبد الغفار بن عبد الحميد بن وهسوذان الزناتي الزنجاني - مشافهة - بروايته عن برهان الدين إبراهيم بن الحسن بن محمد الغزنوي - إجازة - بروايتهم عن الشيخ أبي محمد لاحق بن علي بن منصور بن كاود الخزيمي المقري قال الغزنوي سماعا عليه قال: أنبأنا الرئيس العالم أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان الكاتب، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي النحوي قراءة عليه في منزله في درب الزعفراني يوم السبت من رجب سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وأنا أسمع، أنبأنا أبو يوسف بن سفيان العنوي أنبأنا أبو طاهر محمد بن تسنيم الحضرمي، أنبأنا حسن بن حسين العرني، أنبأنا يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش عن حبيب عن ابن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأم سلمة: هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي ودمه دمي وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، يا أم سلمة هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين ووصيي وعيبة علمي وبابي الذي أوتى منه أخي في الدنيا والآخرة ومعي في السنام الأعلى يقتل القاسطين والناكثين والمارقين(1).

السادس عشر: من الجزء الأول من كتاب حلية الأول ياء لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ الأصفهاني بالإسناد عن ابن أبي ليلى عن الحسن بن علي (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ادعوا إلي سيد العرب - يعني عليا (عليه السلام) - فقالت عائشة: ألست سيد العرب؟ قال: أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب، فلما جاء علي أرسل إلى الأنصار فأتوه فقال لهم: يا معشر الأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبدا؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: هذا علي فأحبوه بحبي وأكرموه بكرامتي فإن جبرائيل أمرني بالذي قلت، قال أبو نعيم: ورواه أيضا أبو بشر عن سعيد بن جبير نحوه في السودد مختصرا(2).

السابع عشر: أبو الحسن الفقيه محمد بن أحمد بن علي بن شاذان في فضائل علي (عليه السلام) وبنيه الأئمة وهي مائة منقبة من طريق العامة، قال ابن شاذان هذا: فأول منقبة ما حدثني بها الحسين بن أحمد بن سختويه بالكوفة في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة بإسناده عن حبة العرني عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا سيد الأولين والآخرين وأنت يا علي سيد الخلائق بعدي وأولنا كآخرنا وآخرنا كأولنا(3).

____________

(1) فرائد السمطين: 1 / 149 / ب 29 / ح 113.

(2) حلية الأول ياء: 1 / 63، وينابيع المودة: 2 / 160، وذخائر العقبى: 70.

(3) مائة منقبة: 18.


الصفحة 174
الثامن عشر: ابن شاذان هذا - من طريق العامة بحذف الإسناد - عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): والذي بعثني بالحق بشيرا ما استقر الكرسي والعرش ولا دار الفلك ولا قامت السماوات والأرض إلا بأن كتب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أمير المؤمنين، وإن الله تعالى لما عرج بي إلى السماء واختصني بلطيف ندائه قال: يا محمد، قلت: لبيك ربي وسعديك، فقال: أنا المحمود وأنت محمد شققت اسمك من اسمي وفضلتك على جميع بريتي، فانصب أخاك عليا علما [ لعبادي ] يهديهم إلى ديني، يا محمد إني جعلت عليا أمير المؤمنين فمن تأمر عليه لعنته ومن خالفه عذبته ومن أطاعه قربته، يا محمد إني قد جعلت عليا إمام المسلمين فمن تقدم عليه أخزيته ومن عصاه استجفيته، إن عليا سيد الوصيين وقائد الغر المحجلين وحجتي على جميع خلقي أجمعين(1).

التاسع عشر: ابن شاذان هذا - من طريق العامة بحذف الإسناد - عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: معاشر الناس اعلموا أن لله تعالى بابا من دخله آمن من النار ومن الفزع الأكبر.

فقال له أبو سعيد الخدري: يا رسول الله اهدنا إلى هذا الباب حتى نعرفه؟

قال (صلى الله عليه وآله): هو علي بن أبي طالب سيد الوصيين وأمير المؤمنين وأخو رسول رب العالمين وخليفة الله على الناس أجمعين معاشر الناس من أحب أن يستمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية علي بن أبي طالب، فإن ولايته ولايتي وطاعته طاعتي، يا معاشر الناس من سره الله ليقتدي بي فعليه أن يتوالى ولاية علي بن أبي طالب فإن ولايته ولايتي وطاعته طاعتي. يا معاشر الناس من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعدي والأئمة من ذريتي فإنهم خزان علمي. فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله ما عدة الأئمة؟

فقال: يا جابر سألتني رحمك الله عن الإسلام بأجمعه عدتهم عدة الشهور، وهي عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض، وعدتهم عدة العيون التي انفجرت لموسى بن عمران حين ضرب بعصاه [ الحجر ] فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا، [ وعدتهم ] وعدة نقباء بني إسرائيل قال الله تعالى: *(ولقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا)* فالأئمة يا جابر اثنا عشر إماما أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم صلوات الله عليهم(2).

____________

(1) مائة منقبة: 50 المنقبة 24.

(2) مائة منقبة: 72 المنقبة: 41، والآية من المائدة: 11.


الصفحة 175
العشرون: ابن شاذان هذا - من طريق العامة بحذف الإسناد - عن رافع مولى عائشة: فكنت إذا كان عندها قريبا فأعاطيهم، فبينما النبي (صلى الله عليه وآله) عندها ذات يوم إذ أحد يدق الباب فخرجت عليه فإذا جارية معها طبق مغطى، قال: فرجعت إلى عائشة وأخبرتها قالت: أدخلها، فدخلت فوضعته بين يدي عائشة، فوضعته بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله) فجعل يتناول منها ويأكل وخرجت الجارية، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ليت أمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين يأكل معي.

فقالت عائشة: ومن أمير المؤمنين وسيد المسلمين؟ فسكت ثم أعاد الكلام مرة أخرى، فقالت عائشة: مثل ذلك، فسكت فجاء رجل فدق الباب فخرجت إليه فإذا هو علي بن أبي طالب، قالت:

فرجعت فقلت: هذا علي بن أبي طالب، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): مرحبا وأهلا لقد تمنيتك مرتين حتى إذا أبطأت علي سألت الله عز وجل أن يأتيني بك اجلس وكل، فجلس وأكل معه ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله):

قاتل الله من قاتلك وعادى من عاداك.

فقالت عائشة: ومن يقاتله ويعاديه؟

قال (صلى الله عليه وآله): أنت ومن معك مرتين(1).

الحادي والعشرون: ابن شاذان هذا - من طريق العامة بحذف الإسناد - عن أبي ذر (رضي الله عنه) قال: نظر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: هذا خير الأولين من أهل السماوات والأرضين، هذا سيد الصديقين، هذا سيد الوصيين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين، إذا كان يوم القيامة جاء على ناقة من نوق الجنة قد أضائت القيامة من ضيائها(2) على رأسه تاج مرصع بالزبرجد والياقوت، فتقول الملائكة هذا ملك مقرب، ويقول النبيون هذا نبي مرسل فينادي مناد من بطنان العرش: هذا الصديق الأكبر هذا وصي حبيب الله هذا علي بن أبي طالب، فيقف على متن(3) جهنم فيخرج منها من يحب ويدخل فيها من يبغض، ويأتي أبواب الجنة فيدخل أوليائه بغير حساب(4).

الثاني والعشرون: ابن شاذان هذا - من طريق العامة بحذف الإسناد - عن سلمان المحمدي قال:

دخلت على النبي (صلى الله عليه وآله) إذا الحسين بن علي على فخذه وهو يقبل عينيه ويلثم فاه وهو يقول: أنت سيد ابن السيد وأبو السادات، أنت إمام ابن إمام، أنت حجة ابن حجة أبو الحجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم(5).

____________

(1) مائة منقبة: 75 المنقبة: 43 وفيه تفاوت وزيادة.

(2) في المصدر: ضوئها.

(3) في المصدر: ظهر.

(4) مائة منقبة: 89 المنقبة: 55.

(5) مائة منقبة: 124 المنقبة: 58.


الصفحة 176
الثالث والعشرون: ابن شاذان هذه - من طريق العامة بحذف الإسناد - عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): سيكون بعدي فتنة مظلمة الناجي من تمسك بالعروة الوثقى، فقيل: يا رسول الله ومن عروة الوثقى؟ قال: ولاية سيد الوصيين، قيل: يا رسول الله ومن سيد الوصيين؟ قال: أمير المؤمنين. قيل: يا رسول الله ومن أمير المؤمنين؟ قال: مولى المسلمين وإمامهم بعدي، قيل: يا رسول الله ومن مولى المسلمين وإمامهم بعدك؟ قال: أخي علي بن أبي طالب(1).

____________

(1) مائة منقبة: 149 المنقبة: 81.


الصفحة 177

الباب السادس والثمانون

في أن عليا (عليه السلام) سيد الوصيين وسيد العرب

من طريق الخاصة وفيه ستة أحاديث


الأول: ابن بابويه قال: حدثنا الحسين بن إبراهيم المؤدب قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد بن بشار عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان عن درست ابن أبي منصور الواسطي عن عبد الحميد بن أبي العلاء عن ثابت بن دينار عن سعد بن طريف الخفاف عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أنا خليفة رسول الله ووزيره ووارثه، وأنا أخو رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووصيه [ وحبيبه ] وأنا صفي رسول الله وصاحبه، أنا ابن عم رسول الله وزوج ابنته وأبو ولده، أنا سيد الوصيين، أنا الحجة العظمى والآية الكبرى والمثل الأعلى وباب النبي المصطفى، أنا العروة الوثقى وكلمة التقوى وأمين الله تعالى ذكره على أهل الدنيا(1).

الثاني: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا جعفر بن محمد بن المفلس قال: حدثنا عبد الله بن يوسف الخيبري قال: حدثنا عمر بن عبد العزيز قال: حدثنا خاقان ابن عبد الأهشم عن حميد عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سيد العرب؟

قالوا: أنت يا رسول الله.

قال: أنا سيد ولد آدم، وعلي سيد العرب(2).

الثالث: أمالي الشيخ أيضا: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدثنا إسماعيل بن أبان قال: حدثني جعفر بن ميسرة عن أبي عبد الله عن عبد الله بن عبد الرحمن اليشكري عن أنس بن مالك قال: بينا أنا أوضئ رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ دخل علي (عليه السلام) فجعل يأخذ من وضوئه ويغسل به وجهه ثم قال: أنت سيد العرب، فقال: يا رسول الله أنت رسول الله وسيد العرب، قال: يا علي أنا رسول الله وسيد ولد آدم وأنت أمير المؤمنين وسيد العرب(3).

____________

(1) أمالي الصدوق: 92 ح 67 المجلس 10 ح 7.

(2) أمالي الطوسي: 510 ح 1913 المجلس 18 ح 20.

(3) أمالي الطوسي: 510 ح 1114 المجلس 18 ح 21.


الصفحة 178
الرابع: الشيخ المفيد في أماليه قال: أخبرني أبو بكر محمد بن عمر بن مسلم قال: حدثني علي ابن إسماعيل أبو الحسن الأطروش قال: حدثنا محمد بن خلف المقري قال: حدثنا حسين الأشقر قال: حدثنا قيس بن ربيع عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أنس أدع لي سيد العرب، فقال: يا رسول الله ألست سيد العرب؟ قال: أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب، فدعا عليا فلما جاء علي قال: يا أنس أدع لي الأنصار، فجاءوا، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): يا معشر الأنصار هذا علي سيد العرب فأحبوه لحبي وأكرموه لكرامتي فإن جبرائيل (عليه السلام) أخبرني عن الله جل وعز ما أقول لكم(1).

الخامس: أحمد بن علي بن أبي منصور الطبرسي في كتاب " الإحتجاج " قال: روى عمر بن شمر عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) قال: إن عمر بن الخطاب لما حضرته الوفاة وأجمع على الشورى بعث إلى ستة نفر من قريش، إلى علي بن أبي طالب، وإلى عثمان بن عفان، وإلى الزبير بن العوام، وإلى طلحة بن عبد الله، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص وأمرهم أن يدخلوا إلى بيت ولا يخرجوا منه حتى يبايعوا لأحدهم، فإن اجتمعت الأربعة على واحد وأبى واحد أن يبايعهم قتل، وإن امتنع اثنان وبايعه ثلاثة قتلا، فأجمع رأيهم على عثمان، فلما رأى أمير المؤمنين وما هم به من البيعة لعثمان قام فيهم ليتخذ عليهم الحجة فقال لهم: اسمعوا مني فإن يك ما أقول حقا فاقبلوا وإن يك باطلا فأنكروا، ثم قال لهم: أنشدكم بالله هل الذي يعلم صدقكم إن صدقتم ويعلم كذبكم إن كذبتم هل فيكم أحد صلى القبلتين كلتيهما غيري؟

قالوا: لا.

قال: فهل فيكم من بايع البيعتين كلتيهما بيعة الفتح وبيعة الرضوان غيري؟

قال: وساق الحديث يذكرهم مناقبه وفضائله فيصدقونه في قوله لهم إلى أن قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أول طالع يطلع عليكم من هذا الباب - يا أنس - فإنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وخير الوصيين وأولى بالناس؟

فقال أنس: اللهم اجعله رجلا من الأنصار، فكنت أنا الطالع، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأنس: ما أنت يا أنس بأول رجل أحب قومه، غيري؟

قالوا: لا(2).

____________

(1) أمالي المفيد: 45 ح 4 المجلس 6.

(2) الإحتجاج: 192 - 202 والحديث طول اختصره المصنف، والبحار: 31 / 331 ح 10.


الصفحة 179
السادس: الطبرسي في " الإحتجاج " أيضا عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: خطب الناس سلمان الفارسي (رضي الله عنه) بعد أن دفن النبي (صلى الله عليه وآله) بثلاثة أيام فقال فيها: ألا يا أيها الناس اسمعوا عني حديثي ثم اعقلوه [ عني ] ألا أنه أتيت علما كثيرا فلو حدثتكم بكل ما أعلم من فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) لقالت طائفة منكم: هو مجنون وقالت طائفة أخرى: اللهم اغفر لقاتل سلمان، ألا إن لكم منايا تتبعها بلايا، ألا وعند علي بن أبي طالب صلوات الله عليه علم المنايا والبلايا وميراث الوصايا وفصل الخطاب وأصل الأنساب على منهاج هارون بن عمران وموسى (عليهما السلام)، إذ يقول له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنت وصيي في أهل بيتي وخليفتي في أمتي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى، ولكنكم أخذتم سنة بني إسرائيل فأخطأتم الحق، فأنتم تعلمون ولا تعلمون، أما والله لتركبن طبقا عن طبق على سنة بني إسرائيل حذو القذة بالقذة والنعل بالنعل، أما والذي نفس سلمان بيده لو وليتموها عليا لأكلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم، ولو دعوتم الطير في جو السماء لأجابتكم، ولو دعوتم الحيتان من البحار لأتتكم، ولما عال ولي الله ولا طاش لكم سهم من فرائض الله، ولا اختلف اثنان في حكم الله، ولكن أبيتم فوليتموها غيره فأبشروا بالبلاء واقنطوا من الرجاء وقد نابذتكم على سواء، فانقطعت العصمة بيني وبينكم من الولاء.

عليكم بآل محمد (صلى الله عليه وآله) القادة إلى الجنة والدعاة إليها يوم القيامة، عليكم بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب فوالله لقد سلمنا عليه بالولاية وإمرة المؤمنين مرارا جمة مع نبينا كل ذلك يأمرنا به ويؤكده علينا فما بال القوم؟ عرفوا بفضله فحسدوه وقد حسد قابيل هابيل فقتله، إن كفارا قد ارتدت أمة موسى بن عمران، فأمر هذ الأمة كأمر بني إسرائيل، فأين يذهب بكم أيها الناس؟!

ويحكم ما لنا وأبو فلان [ وفلان ] أجهلتم أو تجاهلتم؟ أم حسدتم أم تحاسدتم والله لترتدن كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف يشهد الشاهد على الناجي بالهلكة، ويشهد الشاهد على الكافر بالنجاة، ألا وإني أظهرت أمري وسلمت لنبيي واتبعت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي أمير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين وإمام الصديقين والشهداء والصالحين(1).

____________

(1) الإحتجاج: 1 / 152 ط. دار النعمان، والبحار: 29 / 79 ح 1 باب 8.


الصفحة 180

الباب السابع والثمانون

في أن ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) من أصول الإسلام
والأئمة الاثني عشر أركان الإيمان ومن أحبهم استكمله

من طريق العامة وفيه خمسة أحاديث


الأول: إبراهيم بن محمد الحمويني من فضلاء علماء العامة قال: أخبرنا جعفر بن محمد، أنبأنا محمد بن عبد الله بن محمد البيع، أخبرني محمد بن علي بن دحيم الشيباني نبأنا أحمد بن حازم أنبأنا عاصم بن يوسف اليربوعي عن سفيان بن إبراهيم الحريري عن أبيه عن أبي صادق قال: قال علي (عليه السلام): أصول الإسلام ثلاثة لا ينفع واحدة منهن دون صاحبتها الصلاة والزكاة والموالاة.

قال الواحدي وهذا منتزع من قوله تعالى: *(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)* وذلك أن الله تعالى أثبت الموالاة بين المؤمنين ثم لم يصفهم إلا بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة فقال: *(الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة)* فمن والى عليا فقد والى الله ورسوله وقال الله تعالى في آية أخرى إن أحببه إلى عباده المؤمنين فقال: *(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)*(1).

الثاني: الواحدي: أنبأنا سعيد بن محمد بن إبراهيم الحرثي، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد الجرجرائي أنبأنا أبو محمد الحسن بن عبد الله العبيدي أنبأنا عبد الله بن سلمة، أنبأنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطا عن ابن عباس في قوله تعالى: *(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)* قال: نزلت في علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ما من مسلم إلا ولعلي (عليه السلام) في قلبه محبة(2).

قال الواحدي: أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم ابن حمويه، أنبأنا يحيى بن محمد العلوي، أنبأنا أبو علي الصواف ببغداد، أنبأنا الحسن بن علي بن الوليد بن النعمان الفارس، أنبأنا إسحاق بن بشر عن خالد بن يزيد عن حجرة الزيات عن أبي إسحاق عن البراء قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي صلوات الله عليه: يا علي قل: اللهم اجعل لي عندك عهدا وأجعل لي في صدور المؤمنين مودة. فنزل الله

____________

(1) فرائد السمطين: 1 / 79 / ب 14 / ح 49.

(2) ذخائر العقبى: 89، وجواهر العقدين: 2 / 246.


الصفحة 181
تعالى: *(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)* قال: نزلت في علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وآله(1).

الثالث: الحمويني هذا قال: أخبرنا أبو إبراهيم بن أبي القاسم الصوفي، أنبأنا محمد بن محمد بن يعقوب الحافظ، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد بن عفر، أنبأنا أحمد بن الفرات، حدثنا عبد الحميد الحماني بإسناده عن قيس بن عطية عن أبي سعيد عن النبي (صلى الله عليه وآله)، في قوله عز وجل: *(وقفوهم إنهم مسؤولون)* قال: عن ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام)، والمعنى أنهم يسألون هل والوه حق الموالاة كما أوصاهم به رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وروى عن علي صلوات الله عليه جعل الموالاة أصلا من أصول الدين(2).

الرابع: إبراهيم بن محمد الحمويني هذا بإسناده إلى أبي جعفر بن بابويه قال: أنبأنا أبي قال:

أنبأنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن معروف عن عبد الله بن عبد الرحمن البصري عن أبي المغرا حميد بن المثنى [ العجلي ] عن أبي بصير عن خيثمة الجعفي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: نحن أمناء الله عز وجل، ونحن حجة الله، ونحن أركان الإيمان، ونحن دعائم الإسلام(3).

الخامس: الحمويني هذا قال: أخبرني الشيخ الصالح السيد شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة الله ابن أحمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن عساكر الشافعي الدمشقي بقراءتي عليه قال:

أنبأنا الشيخ الإمام رضي الدين المؤيد بن محمد بن علي الطوسي - إجازة - قال: أنبأنا جدي لأمي أبو العباس محمد بن العباس العصاري المعروف بعباسة - سماعا - قال: أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد قال: أنبأنا الإمام أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو إسحاق الثعلبي أنبأنا عبد الله بن حامد، حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن علي بن الحسين البلخي أنبأنا يعقوب بن يوسف بن إسحاق، أنبأنا محمد بن أسلم الطوسي، أنبأنا يعلى بن عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس ابن حازم عن جرير بن عبيد الله البجلي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من مات على حب آل محمد مات شهيدا، ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له، ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى

____________

(1) تفسير الدر المنثور: 4 / 287، والعمدة: 289 عن الثعلبي.

(2) فرائد السمطين: 1 / 79 / ب 14 / ح 47 - 48.

(3) فرائد السمطين: 2 / 253 باب 48 ح 523، وكمال الدين: 206 ح 20 باب 21 والحديث طويل.


الصفحة 182
الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله زوار قبره ملائكة الرحمن، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة(1).

____________

(1) فرائد السمطين: 2 / 255، ح 524، باب 49، وتفسير الكشاف للزمخشري: 3 / 467 مورد آية المودة، والعمدة عن الثعلبي: 54، ح 52 بسند مغاير، ورشفة الصادي: 45، باب 4.


الصفحة 183

الباب الثامن والثمانون

في أن ولاية الأئمة (عليهم السلام) مما بنى عليها الإسلام وعماده

من طريق الخاصة وفيه أربعة وعشرون حديثا


الأول: محمد بن يعقوب قال: حدثني الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد الزيادي عن الحسن بن علي الوشاء قال: حدثني أبان بن عثمان عن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بنى الإسلام على خمس: على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية ولم يناد بشئ كما نودي بالولاية(1).

الثاني: ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن عجلان أبي صالح قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أوقفني على حدود الإيمان؟

فقال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، والإقرار بما جاء به من عند الله، وصلاة الخمس وأداء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت، وولاية ولينا وعداوة عدونا، والدخول مع الصادقين(2).

الثالث: ابن يعقوب عن أبي علي الأشعري عن الحسن بن علي الكوفي عن عباس بن عامر عن أبان بن عثمان عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بني الإسلام على خمس: على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية، ولم يناد بشئ كما نودي بالولاية فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه - يعني الولاية(3).

الرابع: ابن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن ابن العرزمي عن أبيه عن الصادق قال: اثافي(4) الإسلام ثلاثة: الصلاة والزكاة والولاية، لا تصلح واحدة منهن إلا بصاحبتيها(5).

الخامس: ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه وعبد الله بن الصلت جميعا عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بني الإسلام على خمسة أشياء: على

____________

(1) الكافي: 2 / 18 ح 1 باب دعائم الإسلام.

(2) الكافي: 2 / 18 ح 2 باب دعائم الإسلام.

(3) الكافي: 2 / 18 ح 3.

(4) الأثافي: الأحجار التي توضع عليها القدر.

(5) الكافي: 2 / 18 ح 4.


الصفحة 184
الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية، قال زرارة: فقلت: وأي شئ من ذلك أفضل؟

فقال: الولاية أفضل، لأنها مفتاحهن والوالي هو الدليل عليهن.

قلت: ثم الذي يلي ذلك في الفضل؟

فقال: الصلاة، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: الصلاة عمود دينكم.

قلت: ثم الذي يليها في الفضل؟

قال: الزكاة، لأنه قرنها بها وبدأ بالصلاة قبلها، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الزكاة تذهب الذنوب.

قال: قلت: والذي يليها في الفضل؟

قال: الحج، قال الله عز وجل: *(ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين)*(1).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لحجة مقبولة خير من عشرين صلاة نافلة، ومن طاف بهذا البيت طوافا أحصى فيه أسبوعه وأحسن ركعتيه غفر له.

وقال: في يوم عرفة ويوم المزدلفة ما قال، قلت: فماذا يتبعه؟

قال: الصوم.

قلت: وما بال الصوم صار آخر ذلك أجمع؟

قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الصوم جنة من النار.

قال: ثم قال: أفضل الأشياء ما إذا فاتك لم يكن منه توبة دون أن ترجع إليه فتؤديه بعينه، إن الصلاة والزكاة والحج والولاية ليس ينفع شئ مكانها دون أدائها، وإن الصوم إذا فاتك أو قصرت أو سافرت فيه أديت مكانه أياما غيرها وجزيت ذلك الذنوب(2) بصدقة ولا قضاء عليك، وليس من تلك الأربعة شئ يجزيك مكانه غيره.

قال: ثم قال: ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمن الطاعة للإمام بعد معرفته، إن الله عز وجل يقول: *(من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا)*(3) أما لو أن رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولاية ولي فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته عليه(4)، ما كان له على الله حق في ثوابه ولا كان من أهل الإيمان، ثم قال: أولئك المحسن منهم يدخله الله الجنة بفضل منه(5).

____________

(1) آل عمران: 97.

(2) في المصدر: الذنب.

(3) النساء: 80.

(4) في المصدر: إليه.

(5) الكافي: 2 / 19 ح 5.


الصفحة 185
السادس: ابن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن صفوان بن يحيى عن عيسى السري أبي اليسع قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أخبرني بدعائم الإسلام التي لا يسع أحد التقصير عن معرفة شئ منها، الذي من قصر عن معرفة شئ منها فسد دينه ولم يقبل [ الله ] منه عمله، ومن عرفها وعمل بها صلح له دينه وقبل منه عمله ولم يضق مما هو فيه بجهل(1) شئ من الأمور جهله؟

فقال: شهادة أن لا إله إلا الله، والإيمان بأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله) والإقرار بما جاء به من عند الله، وحق في الأموال من الزكاة، والولاية التي أمر الله عز وجل بها ولاية آل محمد (صلى الله عليه وآله).

قال: فقلت له: هل في الولاية شئ دون شئ فضل يعرف لمن أخذ به؟

قال: نعم قال الله عز وجل *(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)*(2).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من مات ولا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان عليا (عليه السلام) وقال آخرون وكان معاوية ثم كان الحسن ثم كان الحسين، وقال آخرون يزيد بن معاوية وحسين بن علي (عليه السلام) ولا سواء ولا سواء، قال: ثم سكت، ثم قال: أزيدك؟

فقال له حكم الأعور: نعم جعلت فداك، قال: ثم كان علي بن الحسين ثم كان محمد بن علي أبا جعفر وكانت الشيعة قبل أن يكون أبو جعفر وهم لا يعرفون مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم حتى كان أبو جعفر ففتح لهم وبين لهم مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم حتى صار الناس يحتاجون إليهم بعد ما كانوا يحتاجون إلى الناس، وهكذا يكون الأمر والأرض لا تكون إلا بإمام ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية، وأحوج ما تكون إلى ما أنت عليه إذا بلغت نفسك هذه - وأهوى بيده إلى حلقه - وانقطعت عنك الدنيا تقول: لقد كنت على أمر حسن(3).

السابع: ابن يعقوب عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن عيسى بن السري أبي اليسع عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله(4).

الثامن: ابن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن مثنى الحناط عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بني الإسلام على خمس: الولاية والصلاة والزكاة والحج وصوم شهر رمضان(5).

التاسع: ابن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشر عن أبان عن

____________

(1) في المصدر: لجهل.

(2) النساء: 59.

(3) الكافي: 2 / 20 ح 6.

(4) الكافي: 2 / 21 ح 7.

(5) المصدر السابق.