الصفحة 26

الباب الثالث والثلاثون والمائة

في أن أمير المؤمنين (عليه السلام) ينادي يوم القيامة

من طريق العامة وفيه حديثان


الأول: أبو المؤيد موفق بن أحمد في كتاب الفضائل قال: ذكر الإمام محمد بن أحمد بن شاذان أخبرنا أبو محمد عبد الله بن الحسين الصالح عن محمد بن علي الأعرج عن محمد بن الحسين بن عبد الوهاب عن علي بن الحسين عن الربيع بن يزيد الرقاشي عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إذا كان يوم القيامة ينادى علي بن أبي طالب بسبعة أسماء: يا صديق: يا دال يا عابد يا هادي يا مهدي يا فتى يا علي، مر أنت وشيعتك إلى الجنة بغير حساب "(1).

الثاني: إبراهيم بن محمد الحمويني قال: أخبرني الشيخ أبو عبد الله، أخبرني الشيخ أبو اليمن عبد الصمد بن عبد الوهاب بن عساكر، أنبأنا القاضي عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري، أنبأنا عبد الجبار بن محمد الحواري البيهقي، أنبأنا الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي قال: أنبأنا أبو منصور البغدادي، أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن رجاء، أنبأنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن حفص الخثعمي، أنبأنا إسماعيل بن موسى، أنبأ علي بن يزيد الدهان عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إذا كان يوم القيامة نصب لي منبر فيقال لي: ارق فأكون أعلاه، ثم ينادي مناد: أين علي، فيكون دوني بمرقاة، فيعلم جميع الخلائق أن محمدا سيد المرسلين وأن عليا سيد الوصيين ". قال أنس: فقام إليه رجل منا - يعني من الأنصار - فقال: يا رسول الله فمن يبغض عليا بعد هذا؟

فقال: " يا أخا الأنصار، لا يبغضه من قريش إلا سفحي، ولا من الأنصار إلا اليهود، ولا من العرب إلا دعي ولا من سائر الناس إلا شقي "(2).

____________

(1) المناقب: 319 / ح 323.

(2) فرائد السمطين: 1 / 134 / ب 22 / ح 97.


الصفحة 27

الباب الرابع والثلاثون والمائة

في أن عليا ينادي يوم القيامة

من طريق الخاصة وفيه حديث واحد


الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه (رحمه الله) قال: حدثني أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن أبان بن عثمان عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: " إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: أين خليفة الله في أرضه؟ فيقوم إليه داود النبي (عليه السلام)، فيأتي النداء من عند الله عز وجل: لست إياك أردنا وإن كنت لله تعالى خليفة، ثم ينادى ثانية: أين خليفة الله في أرضه؟ فيقوم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فيأتي النداء من قبل الله عز وجل: يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب خليفة الله في أرضه وحجته على عباده، فمن تعلق بحبله في دار الدنيا فليتعلق بحبله في هذا اليوم ليستضئ بنوره وليتبعه إلى الدرجات العلى من الجنات، فيقوم الناس الذين تعلقوا بحبله في الدنيا فيتبعونه إلى الجنة، ثم يأتي النداء من عند الله جل جلاله: ألا من تعلق بإمام في دار الدنيا فليتبعه إلى حيث يذهب به *(فحينئذ يتبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار)* "(1).

وروى هذا الحديث الشيخ المفيد في أماليه بالسند والمتن(2).

____________

(1) أمالي الطوسي: 63 / مجلس 3 / ح 1.

(2) أمالي المفيد: 285 / ح 3.


الصفحة 28

الباب الخامس والثلاثون والمائة

في أن الركبان الأربعة يوم القيامة منهم أمير المؤمنين (عليه السلام)

من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث


الأول: موفق بن أحمد من أعيان العامة قال: أخبرني الثقة الشيخ العدل الحافظ أبو بكر بن محمد بن عبد الله بن نصر بن الزاغوني، حدثنا أبو الحسين محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الباقرجي، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن العلى بن بندر، حدثنا أبو بكر أحمد بن بكر بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، حدثنا أبي أحمد بن عامر بن سليمان، حدثنا أبو الحسن بن علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، حدثني أبي موسى بن جعفر، حدثني أبي جعفر بن محمد، حدثني أبي محمد بن علي، حدثني أبي علي بن الحسين، حدثني أبي الحسين بن علي، حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

" يا علي إنه ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة، فقام إليه رجل من الأنصار فقال: فداك أبي وأمي أنت ومن؟

قال: أنا على دابة الله البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرت، وعمي حمزة على ناقتي العضباء، وأخي علي على ناقة من نوق الجنة وبيده لواء الحمد ينادي: لا إله إلا الله محمد رسول الله فيقول الآدميون: ما هذا إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش، فيجيبهم رجل من بطنان العرش: يا معشر الآدميين ليس هذا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب (عليه السلام) "(1).

الثاني: إبراهيم بن محمد الحمويني من أكابر علماء العامة في كتاب فرائد السمطين أخبرنا الشيخ المسند شرف الدين أبو الفضل أحمد بن عبد الله بن عساكر الدمشقي سماعا عليه قيل له:

أخبرك الشيخة أم المؤيد زينب بنت أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن الأشعري الشعرية الجرجانية إجازة.

قال: نعم.

____________

(1) المناقب: 293 ح 286.


الصفحة 29
قالت: أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي إجازة، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد السكاكي، أنبأنا الأستاذ أبو القاسم الحسن بن محمد بن شعيب قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد ابن حافد العباس بن حمزة سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن(1) بن أحمد ابن عامر الطائي بالبصرة، حدثني أبي في سنة ستين ومائتين قال: نبأ علي بن موسى الرضا عليهما التحية والثناء سنة أربع وتسعين ومائة، حدثني أبي موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: حدثني أبي جعفر بن محمد بن علي، حدثني أبي محمد بن علي، حدثني أبي علي بن الحسين، حدثني أبي الحسين بن علي (عليه السلام)، حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة، فقام إليه رجل من الأنصار فقال: فداك أبي وأمي ومن هم؟

قال (صلى الله عليه وآله): أنا على دابة الله البراق، وأخي صالح على ناقة الله عز وجل التي عقرت، وعمي حمزة على ناقتي العضباء، وأخي علي على ناقة من نوق الجنة بيده لواء الحمد ينادي: لا إله إلا الله محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيقول الآدميون: ما هذا إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش، فيجيبهم ملك من تحت بطنان العرش يا معشر الآدميين ليس هذا بملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب (عليه السلام) "(2).

الثالث: الحمويني هذا قال: حدثنا الشيخ الإمام البارع إمام الدين أبو الخير عبد الله أبي الفتوح داود المعمر القرشي(3) إجازة في شهر رجب سنة خمس وستين وستمائة قال: أنبأنا والدي موفق الدين أبي الفتوح وعمي مخلص الدين أبو عبد الله محمد بن أبي معمر قالا: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله بن أحمد الجوزدانية، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم ريذة الأصبهاني، أنبأنا الإمام أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الطبراني قال: نبأ هاشم بن يونس القصار المصري، نبأ صالح بن عبد الله بن صالح، حدثني يحيى بن أيوب عن بن جريح عن محمد ابن كعب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (عليه السلام): " يحشر الأنبياء يوم القيامة على الدواب ليوافوا من قبورهم المحشر، ويبعث صالح (عليه السلام) على ناقته، ويبعث ابناي الحسن والحسين على ناقتي العضباء، وابعث على البراق، خطوها عند أقصى طرفها ويبعث بلال على ناقة من نوق الجنة فينادي بالأذان محضا وبالشهادتين حقا حقا، حتى إذا قال: أشهد أن محمدا رسول الله، شهد له المؤمنون من الأولين والآخرين، فقبلت ممن قبلت وردت على من ردت "(4).

____________

(1) في المصدر: عبد الله.

(2) فرائد السمطين: 1 / 87 / ب 16 / ح 66 - 67.

(3) في المصدر: داود بن معمر.

(4) فرائد السمطين: 1 / 101 / ب 22 / ح 411.


الصفحة 30

الباب السادس والثلاثون والمائة

في أن الركبان يوم القيامة أربعة منهم علي (عليه السلام)

من طريق الخاصة وفيه خمسة أحاديث


الأول: الشيخ في أماليه قال: حدثنا محمد بن محمد يعني المفيد قال: أخبرني أبو علي الحسن ابن علي بن الفضل الداودي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن بشر العسكري قال: حدثنا أبو إسحاق محمد بن هارون بن عيسى الهاشمي قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن مهدي الأبلي قال:

حدثنا إسحاق بن سليمان الهاشمي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا هارون الرشيد قال: حدثني أبي المهدي قال: حدثنا أمير المؤمنين المنصور أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن عبد الله بن عباس عن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " يا أيها الناس، نحن في القيامة ركبان أربعة ليس غيرنا " فقال له قائل: بأبي أنت وأمي يا رسول الله من الركبان؟

قال: " أنا على البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه، وابنتي فاطمة على ناقتي العضباء، وعلي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة، خطمها من اللؤلؤ الرطب، وعيناها من ياقوتتين حمراويين، وبطنها من زبرجد أخضر، عليها قبة من لؤلؤة بيضاء يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، وظاهرها من رحمة الله، وباطنها من عفو الله، إذا أقبلت زفت، وإذا أدبرت زفت، وهو أمامي، على رأسه تاج من نور يضئ لأهل الجمع، ذلك التاج له سبعون ركنا كل ركن يضئ كالكوكب الدري في أفق السماء وبيده لواء الحمد وهو ينادي في القيامة: لا إله إلا الله، محمد رسول الله فلا يمر بملأ من الملائكة إلا قالوا: نبي مرسل ولا يمر بنبي إلا يقول ملك مقرب، فينادي مناد من بطنان العرش، يا أيها الناس ليس هذا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ويجئ شيعته من بعده فينادي مناد لشيعته: من أنتم؟

فيقولون: نحن العلويون فيأتيهم النداء، أيها العلويون، أنتم آمنون ادخلوا الجنة مع من كنتم توالون "(1).

____________

(1) أمالي الطوسي: 35 / مجلس 2 / ح 4.


الصفحة 31
الثاني: ابن بابويه في أماليه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن عبد الله البطل عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم وهو آخذ بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو يقول: " يا معشر الأنصار، يا معشر بني هاشم، يا معشر بني عبد المطلب، أنا محمد رسول الله ألا إني خلقت من طينة مرحومة في أربعة من أهل بيتي أنا وعلي وحمزة وجعفر ".

فقال قائل: يا رسول الله هؤلاء معك ركبان يوم القيامة؟

فقال: " ثكلتك أمك إنه لن يركب يومئذ إلا أربعة أنا وعلي وفاطمة وصالح نبي الله، فأما أنا فعلى البراق، وأما فاطمة فعلى ناقتي العضباء، وأما صالح فعلى ناقة الله التي عقرت، وأما علي فعلى ناقة من نوق الجنة، زمامها من ياقوت، عليه حلتان خضراوان، فيقف بين الجنة والنار وقد ألجم الناس العرق يومئذ، فتهب ريح من قبل العرش فتنشف عنهم عرقهم، فيقول الملائكة المقربون والأنبياء والصديقون، ما هذا إلا ملك مقرب أو نبي مرسل، فينادي مناد من قبل العرش، معشر الخلائق إن هذا ليس بملك مقرب ولا نبي مرسل ولكنه علي بن أبي طالب (عليه السلام) أخو رسول الله في الدنيا والآخرة "(1).

الثالث: ابن بابويه في كتاب النصوص على الأئمة الاثني عشر قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد الخدري قال: حدثني أبو الحسين محمد بن أبي عبد الله الكاتب قال: حدثني محمد بن إسماعيل البرمكي قال: حدثني مندل بن علي عن أبي نعيم عن محمد بن زيد بن أرقم قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي: " أنت الإمام، والحسن والحسين إمامان سيدا شباب أهل الجنة، وتسعة من صلب الحسين (عليه السلام) أئمة أبرار معصومون، ومنهم قائمنا أهل البيت، ثم قال:

يا علي ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة ".

فقام إليه رجل من الأنصار فقال: فداك أبي وأمي يا رسول الله ومن هم؟

قال: " أنا على دابة البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرت، وعمي حمزة على ناقتي العضباء، وأخي علي على ناقة من نوق الجنة وبيده لواء الحمد ينادي: لا إله إلا الله، محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فيقول الآدميون: ما هذا إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش، فيجيبهم ملك من بطنان العرش: ليس هذا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا حامل عرش، هذا الصديق [ الأكبر ] علي بن

____________

(1) أمالي الصدوق: 275 / مجلس 37 / ح 7.


الصفحة 32
أبي طالب "(1).

الرابع: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن مهدي ستة عشر وأربعمائة في منزله ببغداد في درب الزعفراني قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن عقدة الحافظ قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال:

حدثنا خزيمة بن هامان المروزي قال: حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يأتي على الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن أربعة "

فقال له العباس بن عبد المطلب عمه: فداك أبي وأمي من هؤلاء الأربعة؟

قال (صلى الله عليه وآله): " أنا على البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه، وعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء، وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة، مديحة الجنبين، عليه حلتان خضراوان من كسوة الرحمن، على رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ركنا، على كل ركن ياقوتة حمراء تضئ للراكب مسير ثلاثة أيام وبيده لواء الحمد ينادي: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فيقول الخلائق: من هذا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش؟

فينادي مناد من بطن العرش: ليس بملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين في جنات النعيم "(2).

الخامس: ابن بابويه في كتاب الخصال قال: حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل قال:

حدثنا أبو محمد عبد الله بن زيدان البلخي فيما قرأه عليه أبو العباس بن عقدة قال: حدثني علي بن المثنى قال: حدثني زيد بن حباب قال: حدثني عبد الله بن لهيعة قال: حدثني جعفر بن ربيعة عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة " فقام إليه العباس بن عبد المطلب فقال: من هم يا رسول الله؟

فقال: " أما أنا فعلى البراق، ووجهها كوجه الإنسان، وخدها كخد الفرس، وعرفها من لؤلؤ مسموط، وأذناها زبرجدتان خضراوان، وعيناها مثل الكوكب الزهرة يتوقدان مثل النجمين المضيئين، لها شعاع مثل شعاع الشمس، ينحدر من نحرها الجمان، مطوية الحلق، طويلة اليدين والرجلين، لها نفس كنفس الآدميين، تسمع الكلام وتفهمه، وهي فوق الحمار ودون البغل ".

قال العباس: ومن يا رسول الله؟

____________

(1) عيون الأخبار: 1 / 53 / ح 189، وكفاية الأثر: 100 ما روي عن زيد بن أرقم.

(2) أمالي الطوسي: 258 / مجلس 10 / ح 4.


الصفحة 33
قال (صلى الله عليه وآله): " وأخي صالح على ناقة الله عز وجل التي عقرها قومه.

قال العباس: ومن يا رسول الله؟

قال (صلى الله عليه وآله): وعمي حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله سيد الشهداء على ناقتي العضباء ".

قال العباس ومن يا رسول الله؟

قال (صلى الله عليه وآله): " وأخي علي على ناقة من نوق الجنة زمامها من لؤلؤ رطب، عليها محمل من ياقوت أحمر قضبانه من الدر الأبيض، على رأسه تاج من نور عليه حلتان خضراوان وبيده لواء الحمد وهو ينادي: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، فيقول الخلائق:

ما هذا إلا نبي مرسل أو ملك مقرب، فينادي مناد من بطنان العرش: ليس هذا بملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ".

قال ابن بابويه عقيب هذا الحديث: هذا حديث غريب لما فيه من ذكر البراق ووصفه وذكر حمزة بن عبد المطلب(1).

____________

(1) الخصال: 203 / ح 19.


الصفحة 34

الباب السابع والثلاثون والمائة

في أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يوم القيامة
حامل لواء الحمد وولي الحوض وساقيه

من طريق العامة وفيه أحد عشر حديثا


الأول: موفق بن أحمد من عظماء علماء العامة قال: أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي، أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ عن أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا محمد بن إسحاق الصنعاني، حدثنا إسماعيل بن أبان، أخبرنا ناصح أبو عبد الله المحملي عن سماك بن حرب عن جابر عن سمرة قال: قيل: يا رسول الله من يحمل رأيتك يوم القيامة؟

قال: " من عسى أن يحملها إلا من حملها في الدنيا، وهو علي بن أبي طالب "(1).

الثاني: الموفق بن أحمد بإسناده هذا عن أحمد بن الحسين، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي، حدثنا سنان بن حاتم، حدثنا جعفر بن سليمان، حدثنا ملك بن دنيار قال: سألت سعيد بن جبير فقلت: يا أبا عبد الله، من كان حامل راية رسول الله؟

قال: نظر إلي وقال: كأنك رخي البال، قال: فغضبت وشكوته إلى إخوانه عن القراء، قالوا لي لأنك سألته، فهو خائف من الحجاج وقد لاذ بالبيت، فسله الآن فسألته فقال: كان حاملها علي، هكذا سمعته من ابن عباس(2).

الثالث: موفق بن أحمد بإسناده هذا عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرنا أبو عبد الله الصفار، حدثنا أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد بن مسلم الداري بأصفهان، حدثنا يحيى بن ضريس، حدثنا عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب، حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن النبي قال: " أنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة، وأنت معي،

____________

(1) المناقب: 358 / ح 369.

(2) المناقب: 358 / ح 370.


الصفحة 35
ومعنا لواء الحمد وهو بيدك، تسير به أمامي وتسبق به الأولين والآخرين "(1).

الرابع: موفق بن أحمد، قال مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد، أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عمر المقرئ، أخبرنا عاصم بن الحسين ابن محمد، أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله، أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، حدثنا محمد بن أحمد ابن الحسين، حدثنا خزيمة بن ماهان المروزي، حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يأتي على الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن أربعة " فقال له العباس بن عبد المطلب عمه: فداك أبي وأمي من هؤلاء الأربعة؟

قال: " أنا على البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه، وعمي حمزة أسد الله على ناقة العضباء، وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مديحة الجنبين، عليه حلتان خضراوان من كسوة الرحمن، على رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ألف ركن، على كل ركن ياقوتة حمراء تضئ للراكب مسيرة ثلاثة أيام، وبيده لواء الحمد وهو ينادي: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فتقول الخلائق: من هذا؟

أهو ملك مقرب أم نبي مرسل أم حامل عرش؟ فينادي مناد من بطنان العرش، ليس هذا بملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب، وصي رسول الله وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين في جنات النعيم "(2).

الخامس: موفق بن أحمد قال: أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد إجازة، أخبرنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف إذنا، أخبرنا إبراهيم عمر البرمكي، أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك، حدثنا الحسن بن علي البصري، حدثنا أبو عبد الله الحسن بن راشد الطفاوي والصباح بن عبد الله أبو بشر جار بدل بن المحبر قالا: حدثنا قيس بن الربيع، حدثنا سعد بن الخفاف عن عطية بن محدوج ابن زيد الألهاني أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) آخى بين المسلمين ثم قال: " يا علي أنت أخي، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، أما علمت يا علي أنا أول من يدعى به يوم القيامة، يدعى بي فأقوم عن يمين العرش في ظله فأكسى حلة خضراء من حلل الجنة، ثم يدعى بالنبيين بعضهم على أثر بعض، فيقومون سماطين عن يمين العرش ويكسون حللا خضراء من حلل الجنة، ألا وإني أخبرك يا علي أن أمتي أول الأمم يحاسبون يوم القيامة، ثم أنت أول من يدعى لقرابتك مني ومنزلتك عندي، ويرفع إليك

____________

(1) المناقب: 359 / ح 371.

(2) المناقب: 359 / ح 372.


الصفحة 36
لوائي وهو لواء الحمد فتسير به بين السماطين، آدم وجميع خلق الله يستظلون بظل لوائي يوم القيامة وطوله مسيرة ألف سنة، سنانه ياقوتة حمراء، قصبته فضة بيضاء، زجه درة خضراء، له ثلاث ذوائب من نور: ذؤابة في المشرق وذؤابة في المغرب والثالثة وسط السماء الدنيا مكتوب عليه ثلاثة أسطر، الأول بسم الله الرحمن الرحيم، والثاني الحمد لله رب العالمين، والثالث لا إله إلا الله، محمد رسول الله، طول كل سطر ألف سنة، وعرضه مسيرة ألف سنة، وتسير بلوائي والحسن عن يمينك والحسين عن شمالك حتى تقف بيني وبين إبراهيم في ظل العرش، ثم تكسى حلة خضراء من الجنة ثم ينادي مناد من تحت العرش، نعم الأب أبوك إبراهيم، ونعم الأخ أخوك علي، أبشر يا علي فإنك تكسى إذا كسيت، وتدعى إذا دعيت، وتحبى إذا حبيت "(1).

السادس: موفق بن أحمد قال: أخبرني الشيخ الثقة العدل الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن نصر بن الزاغوني، حدثنا أبو الحسين محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الباقرجي، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن العلي بن بندار، حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم بن أحمد بن عامر الطائي، حدثنا أبي أحمد ابن عامر بن سليمان، حدثنا أبو الحسن علي بن موسى الرضا، حدثنا أبي موسى بن جعفر، حدثني أبي جعفر بن محمد، حدثني أبي محمد بن علي، حدثني أبي علي بن الحسين، حدثني أبي الحسين بن علي، حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي إني سألت ربي خمس خصال فأعطاني: أما أولها فسألت ربي أن تنشق الأرض عني وأنفض التراب عن رأسي وأنت معي فأعطاني، وأما الثانية فسألت ربي أن يوقفني عند كفة الميزان وأنت معي فأعطاني، وأما الثالثة فسألت ربي أن يجعلك حامل لوائي، وهو لواء الله الأكبر، الذي تحته المفلحون الفائزون بالجنة فأعطاني، وأما الرابعة فسألت ربي أن تسقي أمتي من حوضي فأعطاني، وأما الخامسة فسألت ربي أن يجعلك قائد أمتي إلى الجنة فأعطاني، فالحمد لله الذي من علي بذلك "(2).

السابع: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " يا علي إنه ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة " فقام إليه رجل من الأنصار وقال: فداك أبي وأمي أنت ومن؟

قال (صلى الله عليه وآله): " أنا على دابة الله البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرت، وعمي حمزة على ناقتي العضباء، وأخي علي على ناقة من نوق الجنة وبيده لواء الحمد ينادي: لا إله إلا الله، محمد

____________

(1) المناقب: 140 / ح 159.

(2) المناقب: 293 / ح 280.