كتاب الغدير:
كتاب يتجدّد أثره ويتعاظم كلّما ازداد به الناس معرفة، ويمتدّ في الافاق صيته كلّما غاص الباحثون في أعماقه وجلّوا أسراره وثوّروا كامن كنوزه... إنّه العمل الموسوعي الكبير الّذي يعدّ بحقّ موسوعة جامعة لجواهر البحوث في شتّى ميادين العلوم: من تفسير، وحديث، وتاريخ، وأدب، وعقيدة، وكلام، وفرق، ومذاهب...
جمع ذلك كلّه بمستوى التخصّص العلمي الرفيع وفي صياغة الاديب الذي خاطب جميع القرّاء، فلم يبخس قارئاً حظّه ولا انحدر بمستوى البحث العلمي عن حقّه.
ونظراً لما انطوت عليه أجزاؤه الاحد عشر من ذخائر هامة، لا غنى لطالب المعرفة عنها، وتيسيراً لاغتنام فوائدها، فقد تبنّينا استلال جملة من المباحث الاعتقادية وما لها صلة بردّ الشبهات المثارة ضدّ مذهب أهل البيت عليهم السلام، لطباعتها ونشرها مستقلّة، وذلك بعد تحقيقها وتخريج مصادرها وفقاً للمناهج الحديثة في التحقيق.
مقدّمة الاعداد
في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة سنة عشرة للهجرة، جمع النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) المسلمين عند رجوعه من الحج في مكان يسمّى غدير خم، وخطبهم خطبة مفصّلة، وفي آخر خطبته قال: «ألستم تعلمون أنّي أَولى بكلّ مؤمن من نفسه؟» قالوا: بلى، فأخذ بيد علي فقال: «اللّهمّ مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه» فلقيه عمر بعد ذلك فقال: هنيئاً لك يابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة.
فهل لهذا اليوم منزلة في الشريعة؟
وذهب قوم من المسلمين إلى أنه ليس بعيد، ومن اتّخذه عيداً فهو مبتدع!!
وتعصّب هذا البعض من المسلمين أشدّ التعصّب ضدّ الشيعة، وأباح دماءهم لاجل اتخاذهم يوم الغدير يوم عيد.
ومن نقّب صفحات التاريخ يجد فيها الكثير من هذه التعصّبات والمجازر الطائفية ضد مذهب أهل البيت (عليهم السلام) لاجل اتخاذهم يوم الغدير عيداً، ويوم عاشوراء ـ الذي قتل فيه ريحانة الرسول وسبطه الحسين بن علي (عليه السلام) ـ يوم حزن وعزاء.
ووصل التعصّب إلى حدٍّ كانت فيه الدماء تراق والبيوت والمساجد وأماكن العبادة تحرق... لا لاجل شيء، سوى الاحتفال بيوم الغدير وإقامة المأتم والعزاء يوم عاشوراء.
ولمّا لم تؤثّر هذه الافاعيل القبيحة ضدّ الشيعة في نقص عزائمهم، بل زادتهم إيماناً وقوّةً في التمسّك بما يعتقدونه عن دليل، اتّخذ أهل السنة منهجاً جديداً للوقوف أمام هذه الشعائر:
حيث عملوا في مقابل الشيعة يوم الثامن عشر من المحرّم ـ وقال ابن كثير: اليوم الثاني عشر ـ مثل ما تعمله الشيعة في عاشوراء، من إقامة المأتم والعزاء، وقالوا: هو يوم قتل مصعب بن الزبير،
وعملوا في مقابل الشيعة يوم السادس والعشرين من ذي الحجة زينة عظيمة وفرحاً كثيراً، واتخذوه عيداً، كما تفعله الشيعة في يوم عيد الغدير الثامن عشر من ذي الحجة، وادّعوا أنه يوم دخول النبي وأبي بكر الغار.
وأقاموا هذين الشعارين زمناً طويلاً.
راجع: المنتظم 7: 206، البداية والنهاية 11: 325-326، الكامل في التاريخ 9: 155، العبر 3: 42-43، شذرات الذهب 3: 130، تاريخ الاسلام: 25.
والتعصّب إذا استحوذ على كيان الانسان فإنه يعميه ويصمّه، ويجعله يغيّر حتّى المسلّمات لاجل الوصول إلى أغراضه:
فنشاهد الطبري في تاريخه 6: 162 يصرّح بأنّ مقتل مصعب كان في جمادى الاخرة، فمع هذا فإنهم يجعلوه في اليوم الثامن عشر من المحرّم ليكون في مقابل يوم استشهاد الحسين (عليه السلام) يوم العاشر من المحرّم.
ويوم الغار معلوم لدى الكلّ ـ حتّى من له أدنى معرفة بالتاريخ ـ أنه لم يكن في ذي الحجة ولا في اليوم السادس والعشرين منه، ومع
وكنّا نتمنّى أن تنتهي هذه التعصّبات والمجازر الطائفية في عصرنا هذا الذي يسمّى بعصر التقدّم والنور... وكنّا لا نحتاج إلى إثارة هذه المطالب من جديد.
ولكن ومع الاسف الشديد نرى أنّ هذه التعصّبات لا زالت قائمة، وأنّ الشيعة سنوياً تقتل وتحرق مساجدها لاجل إقامة مراسم العزاء على السبط الشهيد وإقامة الفرح والسرور بيوم الغدير.
وتصاعدت طباعة الكتب ضدّ مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، فإنها تطبع وبأعداد هائلة وفي أكثر البلدان ملؤها الافتراء والبهتان، ولا رادع ولا صادع!! فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
وهذا الكتيّب الذي نقدّمه بين يدي القارئ العزيز، مستلّ من كتاب الغدير للعلامة الاميني، فيه ثلاثة بحوث مهمّة:
1 ـ عيد الغدير في الاسلام.
2 ـ التتويج يوم الغدير.
3 ـ صوم يوم الغدير.
وبعد أن استخرجتُها من كتابه الغدير، الطبعة المتداولة، وقابلتها مع طبعة النجف، واستفدت من بعض الفوارق، أعدت النظر في تقويم النصّ وفقاً للاساليب الحديثة، وأجريت عملية استخراج الاقوال والاحاديث من المصادر الحديثة، وبالنسبة للمصادر المفقودة ذكرت الوسائط الناقلة عنها، وذكرت استدراكاً لما ذكره العلامة الاميني في بحوثه هذه لحديث التهنئة وحديث صوم يوم الغدير، وحديث التعمّم يوم الغدير.
فارس تبريزيان الحسّون
عيد الغدير في الاسلام
[مقدّمة المؤلّف]
وممّا شِيء من جهته لحديث الغدير الخلود والنشور، ولمفاده التحقّق والثبوت، اتّخاذه عيداً يُحتفل به وبليلته بالعبادة والخشوع، وإدرار وجوه البرّ، وصلة الضعفاء، والتوسّع على النفس والعائلات، واتّخاذ الزينة والملابس القشيبة.
فمتى كان للملا الديني نزوعٌ إلى تلكم الاحوال فبطبع الحال يكون له اندفاعٌ إلى تحرّي أسبابها، والتثبّت في شؤونها، فيفحص عن رواتها، أو أنّ الاتّفاق المقارن لهاتيك الصفات يوقفه على من ينشدها ويرويها، وتتجدّد له وللاجيال في كلّ دور لفتةٌ إليها في كلّ
[صلة المسلمين بعيد الغدير]
إنّ الذي يتجلّى للباحث حول تلك الصفة أمران:
الاوّل:
أنّه ليس صلة هذا العيد بالشيعة فحسب، وإن كانت لهم به علاقة خاصّة، وإنّما اشترك معهم في التعيّد به غيرهم من فرق المسلمين:فقد عدّه البيروني في الاثار الباقية في القرون الخالية: 334: ممّا استعمله أهل الاسلام من الاعياد.
وفي مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: 53: يوم غدير خمّ، ذكره (أمير المؤمنين) في شعره(1) ، وصار ذلك اليوم عيداً
____________
(1) وهو قوله (عليه السلام):
محمد النبيّ أخي وصنوي | وحمزة سيد الشهداء عمّي |
وجعفر الذي يضحي ويمسي | يطير مع الملائكة ابن أُمي |
وبنت محمد سكني وعرسي | منوط لحمها بدمي ولحمي |
وسبطا أحمد ولداي منها | فأيّكم له سهم كسهمي |
سبقتكم إلى الاسلام طرّاً | على ما كان من فهمي وعلمي |
فأوجبت لي ولايته عليكم | رسول الله يوم غدير خمّ |
فويلٌ ثمّ ويلٌ ثمّ ويل | لمن يلقى الاله غداً بظلمي |
وقال ص 56: وكلّ معنى أمكن إثباته ممّا دلَّ عليه لفظ المولى لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد جعله لعليٍّ، وهي مرتبةٌ ساميةٌ، ومنزلةٌ سامقةٌ، ودرجة عليَّةٌ، ومكانةٌ رفيعةٌ، خصّصه بها دون غيره، فلهذا صار ذلك اليوم يوم عيد وموسم سرور لاوليائه. انتهى.
تفيدنا هذه الكلمة اشتراك المسلمين قاطبة في التعيّد بذلك اليوم، سواء رجع الضمير في (أوليائه) إلى النبيِّ أو الوصيِّ صلّى الله عليهما وآلهما.
أمّا على الاوَّل: فواضح.
وأمّا على الثاني: فكلّ المسلمين يوالون أمير المؤمنين عليّاً شرع، سواء في ذلك من يواليه بما هو خليفة الرسول بلا فصل،
وتقرئنا كتب التاريخ دروساً من هذا العيد، وتَسالُم الاُمَّة الاسلاميَّة عليه في الشرق والغرب، واعتناء المصريِّين والمغاربة والعراقيِّين بشأنه في القرون المتقادمة، وكونه عندهم يوماً مشهوداً للصلاة والدعاء والخطبة وإنشاد الشعر على ما فُصِّل في المعاجم.
ويظهر من غير مورد من الوفيات لا بن خلكان التسالم على تسمية هذا اليوم عيداً:
ففي ترجمة المستعلي ابن المستنصر 1: 60: فبويع في يوم عيد غدير خمّ، وهو الثامن عشر من ذي الحجَّة سنة 487(1) .
وقال في ترجمة المستنصر بالله العبيدي 2: 223: وتوفّي ليلة الخميس لاثنتي عشر ليلة بقيت من ذي الحجَّة سنة سبع وثمانين وأربعمائة رحمه الله تعالى. قلت: وهذه الليلة هي ليلة عيد الغدير، أعني ليلة الثامن عشر من ذي الحجَّة، وهو غدير خُمّ ـ بضم الخاء وتشديد الميم ـ ورأيت جماعة كثيرة يسألون عن هذه الليلة متى كانت من ذي الحجَّة، وهذا المكان بين مكّة والمدينة، وفيه غدير ماء ويقال: إنّه غيضة هناك، ولمّا رجع النبي (صلى الله عليه وسلم) من مكّة شرَّفها الله تعالى عام حجَّة الوداع ووصل إلى هذا المكان وآخى عليّ بن أبي
____________
(1) وفيات الاعلام 1: 180 رقم 74، ط دار صادر.
وهذا الذي يذكره ابن خلكان من كبر تعلّق الشيعة بهذا اليوم هو الذي يعنيه المسعودي في التنبيه والاشراف: 221 بعد ذكر حديث الغدير بقوله: ووُلد عليٍّ (رضي الله عنه) وشيعته يعظمون هذا اليوم.
ونحوه الثعالبي في ثمار القلوب ـ بعد أن عدَّ ليلة الغدير من الليالي المضافات المشهورة عند الاُمَّة ـ بقوله ص511: وهي الليلة التي خطب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في غدها بغدير خمّ على أقتاب الابل، فقال في خطبته: «مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله»، فالشيعة يعظِّمون هذه الليلة ويُحيونها قياماً. انتهى(2) .
وذلك [لـ] اعتقاهم وقوع النصِّ على الخلافة بلا فصل فيه، وهم وإن انفردوا عن غيرهم بهذه العقيدة، لكنّهم لم يبرحوا مشاطرين مع الاُمة التي لم تزل ليلة الغدير عندهم من الليالي
____________
(1) المصدر السابق 5: 230-231 رقم 728.
(2) ثمار القلوب في المضاف والمنسوب: 636 رقم 1068.
ومن جرّاء هذا الاعتقاد في فضيلة يوم الغدير وليلته وقع التشبيه بهما في الحسن والبهجة.
قال تميم بن المعزّ صاحب الديار المصريَّة المتوفّى 374 من قصيدة له ذكرها الباخرزي في دمية القصر: 38:
تروح علينا بأحداقها حِسانٌ حكتهنَّ من نشرِ هنَّهْ
نواعمُ لا يستطعن النهوض إذا قمن من ثِقل أردافِهنَّهْ
حَسُنَّ كحُسن ليالي الغدير وجئنَ ببهجة أيّامهنَّهْ(1)
ومّما يدل على ذلك: التهنئة لامير المؤمنين (عليه السلام) من الشيخين وأمهات المؤمنين وغيرهم من الصحابة بأمر من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كما ستقف على ذلك مفصَّلاً إن شاء الله، والتهنئة من خواصّ الاعياد والافراح.
[مبدأ عيد الغدير]
الامر الثاني:
إن عهد هذا العيد يمتد إلى أمد قديم متواصل____________
(1) دمية القصر وعصرة أهل العصر 1: 113، ط مؤسسة دار الحياة.
وفي قائل هذه الابيات كلام تجده في هامش ص111 و175.
وإن كان حقّاً اتخاذ يوم تسنّم فيه الملوك عرش السلطنة عيداً يحتفل به بالمسرّة والتنوير وعقد المجتمعات وإلقاء الخطب وسرد القريض وبسط الموائد كما جرت به العادات بين الامم والاجيال، فيوم استقرّت فيه الملوكيّة الاسلاميّة والولاية الدينيّة العظمى لمن جاء النصّ به من الصادع بالدين الكريم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى، أولى أن يُتّخذ عيداً يُحتفل به بكلّ حفاوة وتبجيل، وبما أنّه من الاعياد الدينية يجب أن يزاد فيه على ذلك بما يقرّب إلى الله زلفى من صوم وصلاة ودعاء وغيرها من وجوه البرّ، كما سنوقفك عليه في الملتقى إن شاء الله تعالى.
ولذلك كلّه أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) مَن حضر المشهد من أُمته،
حديث التهنئة
أخرج الامام الطبري محمد بن جرير في كتاب الولاية حديثاً بإسناده عن زيد بن أرقم، مرّ شطر كبير منه ص 214-216(1) ، وفي آخره فقال:
«معاشر الناس، قولوا: أعطيناك على ذلك عهداً عن أنفسنا وميثاقاً بألسنتنا وصفقةً بأيدينا نؤدِّيه إلى أولادنا وأهالينا لا نبغي بذلك بدلاً وأنت شهيدٌ علينا وكفى بالله شهيداً، قولوا ما قلت لكم، وسلِّموا على عليٍّ بإمرة المؤمنين، وقولوا: (الحَمدُ للهِ الّذي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لِنَهتَدِيَ لَوْ لا أنْ هَدانا الله)(2) فإنَّ الله يعلم كلّ صوت وخائنة كلّ نفس، (فَمَنْ نَكَثَ فَإنَّما يَنْكُثُ على نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسيُؤتِيهِ أجْراً عَظِيماً)(3) ، قولوا ما يُرضي الله عنكم فـ (إنْ تَكْفُروا فإنَّ اللهَ غَنيٌّ عَنكُم)(4) ».
____________
(1) أي: 1: 214 - 216 من كتابه الغدير.
(2) الاعراف: 43.
(3) الفتح: 10.
(4) الزمر: 7.
ورواه أحمد بن محمّد الطبريُّ الشهير بالخليلي في كتاب مناقب عليّ بن أبي طالب، المؤلَّف سنة 411 بالقاهرة، من طريق شيخه محمّد بن أبي بكر بن عبد الرحمن، وفيه:
فتبادر الناس إلى بيعته وقالوا: سمعنا وأطعنا لِما أمرنا الله ورسوله بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وجميع جوارحنا، ثم انكبّوا على رسول الله وعلى عليّ بأيديهم، وكان أوَّل من صافق رسول الله(2) أبو بكر وعمر وطلحة والزبير ثمّ باقي المهاجرين والناس على طبقاتهم ومقدار منازلهم، إلى أن صُلّيت الظهر والعصر في وقت واحد والمغرب والعشاء الاخرة في وقت واحد، ولم يزالوا يتواصلون البيعة والمصافقة ثلاثاً، ورسول الله كلّما بايعه فوجٌ بعد
____________
(1) كتاب الولاية:
نقل عنه بواسطة كتاب ضياء العالمين، وروى الفتال في روضة الواعظين: مثله عن الامام الباقر (عليه السلام).
(2) فيه سقط تعرفه برواية الطبري الاول «المؤلّف (قدس سره)»
وفي كتاب النشر والطيّ(1) :
فبادر الناس بنعم نعم سمعنا وأطعنا أمر الله وأمر رسوله آمنّا به بقلوبنا، وتداكوا على رسول الله وعليّ بأيديهم، إلى أن صُلِّيت الظهر والعصر في وقت واحد وباقي ذلك اليوم إلى أن صُلّيت العشاءان في وقت واحد، ورسول الله كان يقول كلّما أتى فوجٌ: «الحمد للهِ الذي فضّلنا على العالمين»(2) .
وقال المولوي ولي الله اللكهنوي في مرآة المؤمنين في ذكر حديث الغدير ما معرّبه:
فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئاً يا بن أبي طالب، أصبحت وأمسيت... إلى آخره، وكان يُهنّئ أمير المؤمنين كلُّ صحابيّ لاقاه(3) .
____________
(1) قال السيد ابن طاووس: فمن ذلك ما رواه عنهم مصنّف كتاب الخالص، المسمّى بالنشر والطي، وجعله حجة ظاهرة باتفاق العدوّ والوليّ، وحمل به نسخة إلى الملك شاه مازندران رستم بن عليّ لمّا حضره بالري. الاقبال 2: 240.
(2) النشر والطيّ:
وعنه في الاقبال لابن طاووس 2: 247، ط مكتب الاعلام الاسلامي.
(3) مرآة المؤمنين: 41.
ثمّ جلس رسول الله في خيمة تخـ[ـتـ]ـصّ به، وأمر أمير المؤمنين عليّاً (عليه السلام)أن يجلس في خيمة أُخرى، وأمر اطباق الناس بأن يهنئوا عليّاً في خيمته، ولَمّا فرغ الناس عن التهنئة له أمر رسول الله أمّهات المؤمنين بأن يسرن إليه ويهنئنه ففعلن، وممَّن هنَّأه من الصحابة عمر بن الخطاب فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى جميع المؤمنين والمؤمنات(2) .
وقال المؤرِّخ غياث الدين المتوفى 942 في حبيب السير(3) في الجزء الثالث من 1: 144 ما معرّبه:
ثم جلس أمير المؤمنين بأمر من النبيّ (صلى الله عليه وآله) في خيمة تخـ[ـتـ]ـصّ به يزوره الناس ويهنئونه وفيهم عمر بن الخطاب، فقال: بخ بخ
____________
(1) ينقل عنه عبد الرحمن الدهلوي في مرآة الاسرار وغيره معتمدين عليه «المؤلّف (قدس سره)».
(2) تاريخ روضة الصفا 2: 541، ط انتشارات خيام.
(3) في كشف الظنون 1: 419: أنه من الكتب الممتعة المعتبرة، وعدّه حسام الدين في مرافض الروافض من الكتب المعتبرة، واعتمد عليه أبو الحسنات الحنفي في الفوائد البهية وينقل عنه في: 86 و87 و90 و91 وغيرها «المؤلّف (قدس سره)».
راجع: كشف الظنون 1: 629، ط وكالة المعارف الجليلة.
وخصوص حديث تهنئة الشيخين رواه من أئمّة الحديث والتفسير والتاريخ من رجال السنّة كثيرٌ لا يستهان بعدّتهم، بين راو مرسلاً له إرسال المسلّم، وبين راو إيّاه بمسانيد صحاح برجال ثقات تنتهي إلى غير واحد من الصحابة: كابن عباس، وأبي هريرة، والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم.
فممّن رواه:
1 ـ الحافظ أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، المتوفّى 235، المترجم ص 89(2) .
أخرج باسناده في المصنّف، عن البراء بن عازب قال: كنّا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سفر، فنزلنا بغدير خمّ، فنودي الصلاة جامعة،
____________
(1) حبيب السير 1: 411.
(2) قال في صفحة 89 من كتابه الغدير الجزء الاول:
الحافظ عبد الله بن محمد بن أبي شيبة أبو بكر العبسي الكوفي، المتوفى 235، وثّقه العجلي وأبو حاتم وابن خراش، وقال ابن حبان: كان متقناً حافظاً ديّناً.
ترجمه الذهبي في تذكرته 2: 20، والخطيب في تاريخه 10: 66-71، وابن حجر في تهذيبه 6: 4.
2 ـ إمام الحنابلة أحمد بن حنبل، المتوفّى 241:
في مسنده 4: 281 عن عفّان، عن حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيد، عن عديّ بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: كنّا مع رسول الله... إلى آخر اللفظ المذكور من طريق ابن أبي شيبة، غير أنّه ليست فيه كلمة: «اللهمّ» الاُولى(3) .
____________
(1) في المصدر: «فقال الستم تعلمون [أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قالوا: بلى، قال: «ألستم تعلمون] أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟» قالوا: بلى....
(2) المصنّف 12: 78 ح 12167، ط الدار السلفية في الهند. و 7/503 ح55 من باب 18 من كتاب الفضائل، ط دار الفكر.
(3) مسند أحمد 5: 355 ح 18011.
ورواه في المسند أيضاً 5: 355 عن هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة... إلى آخر السند والمتن المذكور.
ورواه أحمد أيضاً بنفس الاسناد والمتن في فضائل الصحابة 2: 596 ح1016، ط مؤسسة الرسالة.
ورواه أيضاً في فضائل الصحابة 2: 610 ح1042 قال: حدّثنا إبراهيم، قثنا حجاج، قثنا حماد... إلى آخر السند والمتن المذكور.
وأخرجه أيضاً في كتاب مناقب أمير المؤمنين، وعنه في العبقات 7: 45 و63.
قال: حدّثنا هدبة، ثنا حمّاد بن سلمة، عن زيد، وأبو (هارون)(2) عن عديّ بن ثابت عن البراء قال: كنّا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)في حجّة الوداع، فلمّا أتينا على غدير خمّ كسح(3) لرسول الله تحت شجرتين ونودي في الناس الصلاة جامعة، ودعا رسول الله عليّاً وأخذ بيده فأقامه عن يمينه فقال: «ألست أولى بكلّ امرئ من نفسه؟» قالوا: بلى، قال: «فإنّ هذا مولى مَن أنا مولاه، اللهمّ والِ
____________
(1) قال في صفحة 100 من كتابه الغدير الجزء الاول:
الحافظ الحسن بن سفيان بن عامر أبو العباس الشيباني النسوي البالوزي، صاحب المسند الكبير، المتوفى 303.
قال السمعاني في أنسابه: كان مقدّماً في الفقه والعلم والادب.
وقال في موضع آخر: إمام متقن ورع حافظ.
وقال السبكي في طبقاته 2: 110: قال الحاكم: كان محدّث خراسان في عصره مقدّماً في الثبت والكثرة والفهم والفقه والادب...
يأتي عنه حديث... التهنئة باسناد صحيح رجاله كلهم ثقات.
(2) في المصدر: عن علي بن زيد وأبي هارون.
(3) في المصدر: كشح.
4 ـ الحافظ أبو يعلى الموصلي، المتوفّى 307، المترجم ص100(2) :
رواه في مسنده عن هدبة عن حمّاد... إلى آخر السند والمتن المذكورين في طريق الشيبانيِّ(3) .
5 ـ الحافظ أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريُّ، المتوفّى 310:
في تفسيره 3: 428 قال بعد ذكر حديث الغدير: فلقيه عمر
____________
(1) مسند أبي العباس الشيباني:
عنه: الذهبي في رسالته طرق حديث من كنت مولاه رقم 93، وابن كثير في البداية والنهاية 5: 209-210.
(2) قال في صفحة 100 من كتابه الغدير الجزء الاول:
الحافظ أحمد بن علي الموصلي أبو يعلى، صاحب المسند الكبير، المتوفى 307هـ، وثقه ابن حبان والحاكم والذهبي في تذكرته 2: 274، وقال ابن كثير في تاريخه 11: 130: كان حافظاً خيراً حسن التصنيف عدلاً فيما يرويه ضابطاً لما يحدّث به...
يأتي عنه حديث التهنئة بإسناد صحيح.
(3) مسند أبي يعلى الموصلي:
عنه الذهبي في رسالته طرق حديث من كنت مولاه رقم 93، وابن كثير في كتابه البداية والنهاية 5: 209-210.
ومرّ السند والمتن من طريق الشيباني برقم (3) من أرقام حديث التهنئة.
6 ـ الحافظ أحمد بن عقدة الكوفيُّ، المتوفّى 333:
أخرج في كتاب الولاية ـ وهو أول الكتاب ـ عن شيخه إبراهيم بن الوليد بن حمّاد(1) ، عن يحيى بن يعلى، عن حرب بن صبيح، عن ابن اُخت حميد الطويل، عن ابن جدعان، عن سعيد بن المسيّب قال: قلت لسعد بن أبي وقّاص: إنّي أُريد أن أسألك عن شيء وإنّي أتّقيك، قال: سل عمّا بدا لك فانّما أنا عمّك، قال: قلت: مقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيكم يوم غدير خمّ، قال: نعم، قام فينا بالظهيرة فأخذ بيد عليّ بن أبي طالب فقال: «مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه»، قال: فقال أبو بكر وعمر: أمسيت يابن أبي طالب مولى كلّ مؤمن ومؤمنة(2) .
7 ـ الحافظ أبو عبد الله المرزبانيُّ البغدادي، المتوفّى 384:
رواه باسناده عن أبي سعيد الخدري، في كتابه سرقات الشعر.
8 ـ الحافظ عليّ بن عمر الدار قطنيُّ البغدادي، المتوفّى 385:
____________
(1) في المصدر: ثنا أبي.
(2) كتاب الولاية:
عنه الذهبي في رسالته طرق حديث من كنت مولاه رقم (1)، والحافظ الكنجي في كفاية الطالب: 62.
9 ـ الحافظ أبو عبد الله ابن بطّة الحنبليُّ، المتوفّى 387:
أخرجه باسناده في كتابه الابانة، عن البراء بن عازب، بلفظ الحافظ أبي العباس الشيباني المذكور، باسقاط كلمة: (أمسيت)(2) .
____________
(1) قال في صفحة 232-233 من كتابه الغدير الجزء الاول:
الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي المتوفى 463، روى في تاريخه 8: 290 عن عبد الله بن علي بن محمد بن بشران، عن الحافظ علي بن عمر الدار قطني، عن حبشون الخلال، عن علي بن سعيد الرملي، عن ضمرة، عن ابن شوذب، عن مطر الوراق، عن ابن حوشب، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
وعن أحمد بن عبد الله النيري، عن علي بن سعيد، عن ضمرة، عن ابن شوذب، عن مطر، عن ابن حوشب، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: «من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً»، وهو يوم غدير خم، لمّا أخذ النبي (صلى الله عليه وسلم) بيد علي بن أبي طالب فقال: «ألست أولى بالمؤمنين؟» قالوا: بلى يارسول الله، قال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه»، فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ يابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم ومسلمة، فأنزل الله: (اليومَ أكملتُ لكم دينكم) الاية.
(2) الابانة:
وعنه في مناقب آل أبي طالب 3: 45.
ومرّ لفظ الحافظ الشيباني برقم (3) من أرقام حديث التهنئة.
أخرجه في كتابه التمهيد في أصول الدين: 171.
11 ـ الحافظ أبو سعيد الخركوشي النيسابوري، المتوفى 407:
رواه في تأليفه شرف المصطفى، بإسناده عن البراء بن عازب بلفظ أحمد بن حنبل، وبإسناد آخر عن أبي سعيد الخدري ولفظه: ثم قال النبي (صلى الله عليه وسلم): «هنِّئوني هنِّئوني، إنَّ الله تعالى خصّني بالنبوّة وخصّ أهل بيتي بالامامة»، فلقي عمر بن الخطاب أمير المؤمنين فقال: طوبى لك يا أبا الحسن أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة(2) .
12 ـ الحافظ أحمد بن مردويه الاصبهاني، المتوفّى 416:
أخرجه في تفسيره، عن أبي سعيد الخدري، وفيه: فلقي عليّاً (عليه السلام) عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال: هنيئاً لك يابن أبي طالب،
____________
(1) قال في صفحة 107 من كتابه الغدير الجزء الاول:
المتكلم القاضي محمد بن الطيب بن محمد أبو بكر الباقلاني، المتوفى 403، من أهل البصرة، سكن بغداد، من أكثر الناس كلاماً وتصنيفاً في الكلام، وثقه الخطيب في تاريخه 5: 379 وأثنى عليه.
(2) شرف المصطفى:
عنه في مناقب آل أبي طالب 3: 45-46، ط دار الاضواء.
13 ـ أبو اسحاق الثعلبي، المتوفّى 427:
أخرج في تفسيره الكشف والبيان قال: أخبرنا أبو القاسم يعقوب بن أحمد السري، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد، حدّثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، حدّثنا حجّاج ابن منهال، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيد، عن عديّ بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: لَمّا نزلنا مع رسول الله في حجّة الوداع كنّا بغدير خمّ، فنادى إنّ الصلاة جامعة، وكسح للنبي تحت شجرتين، فأخذ بيد عليّ فقال: «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قالوا: بلى(1) ، قال: «هذا مولى مَن أنا مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ من عاداه»، قال: فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يابن أبي طالب، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة(2) .
14 ـ الحافظ ابن السمان الرازي، المتوفّى 445:
أخرجه بإسناده عن البراء بن عازب باللفظ المذكور، عن
____________
(1) في المصدر: قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ألست أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى.
(2) الكشف والبيان في تفسير القرآن: مخطوط.
وعنه في مناقب آل أبي طالب 3: 45، وعبقات الانوار 6: 287 نقله عن نسخة عتيقة عنده مزينة بإجازات العلماء الاعيان، وينابيع المودة 1: 97-98 ح10، وغاية المرام 1: 332.
15 ـ الحافظ أبو بكر البيهقي، المتوفّى 458:
رواه مرفوعاً إلى البراء بن عازب، كما في الفصول المهمّة لابن الصباغ المالكي المكي: 25(2) ، و [نظم] درر السمطين لجمال الدين الزرندي الحنفي، بسند يأتي عنه عن أبي هريرة(3) ، ويأتي من طريق الخوارزمي عنه عن البراء وأبي هريرة(4) .
16 ـ الحافظ أبو بكر الخطيب البغداديُّ، المتوفّى 463:
مرّ عنه بسندين صحيحين عن أبي هريرة ص (232-233)(5) .
____________
(1) الرياض النضرة 3: 126، ط بيروت.
ولفظ البراء بن عازب مرّ برقم (1) من أرقام حديث التهنئة.
(2) الفصول المهمة: 41، ط دار الاضواء.
(3) يأتي برقم (35) من أرقام حديث التهنئة.
(4) يأتي برقم (22) من أرقام حديث التهنئة.
(5) وهما كما في صفحة 232-233 من كتابه الغدير الجزء الاول:
الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي، المتوفى 463، روى في تاريخه 8: 290، عن عبد الله بن علي بن محمد بن بشران، عن الحافظ علي بن عمر الدارقطني، عن حبشون الخلال، عن علي بن سعيد الرملي، عن ضمرة، عن أبي شوذب، عن مطر الورّاق، عن ابن حوشب، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
وعن أحمد بن عبد الله النيري، عن علي بن سعيد، عن ضمرة، عن ابن شوذب، عن مطر، عن ابن حوشب، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم)...
في كتاب المناقب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن طاوان، قال: أخبرنا أبو الحسن(1) أحمد بن الحسين بن السماك، قال: حدّثني أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، حدّثني عليّ بن سعيد بن قتيبة الرملي، قال: حدّثني ضمرة...(2) إلى آخر السند واللفظ المذكورين من طريق الخطيب البغدادي ص232-233(3) .
وقال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر العطّار، قال: أخبرنا أبو محمّد بن السقاء، وأخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله القصّاب البيِّع الواسطي ممّا أذن لي في روايته أنّه قال: حدّثني أبو بكر محمد ابن الحسن بن محمد البياسري، قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن محمد بن الحسن الجوهري، قال: حدّثني محمد بن زكريا العبدي، قال: حدثني حميد الطويل، عن أنس في حديث:... فأخذ بيده وأرقاه المنبر فقال: «اللهمّ هذا منّي وأنا منه إلاّ أنّه منّي بمنزلة هارون من موسى، ألا مَن كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه»، قال:
____________
(1) في المصدر: أبو الحسين.
(2) مناقب علي بن أبي طالب: 18-19 ح 24.
(3) ذكرناهما في هامش رقم (8) من أرقام حديث التهنئة.
18 ـ أبو محمد أحمد العاصمي:
قال في تأليفه زين الفتى: أخبرني شيخي محمد بن أحمد (رحمه الله)، قال: أخبرنا أبو أحمد الهمداني، قال: حدّثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله(1) بن جبلة القهستاني، قال: حدثنا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف القايني، قال: حدّثنا أبو يحيى محمد ابن عبد الله بن يزيد المقري، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن عدي بن ثابت، عن البراء ابن عازب، قال: لَمّا قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه»، قال عمر: هنيئاً لك يا أبا الحسن، أصبحت مولى كلّ مسلم(2) .
وقال: أخبرنا محمّد بن أبي زكريا (رحمه الله)، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد(3) بن عمر بن بهته البزّار بقراءة أبي الفتح بن أبي الفوارس الحافظ عليه ببغداد فأقرَّ به، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن
____________
(1) في تاريخ الخطيب 1: 411: عبدان بن حبلة «المؤلّف (قدس سره)».
(2) زين الفتى:
عنه في العبقات 6: 315.
(3) من أهل باب الطاق، توفي 374، ترجمه الخطيب في تاريخه 3: 35، وحكى عن العتيق ثقته، وعنه عن البرقاني: نفي الباس عنه وأنه طالبي، يعني بذلك أنه شيعي «المؤلّف (قدس سره)».
19 ـ الحافظ أبو سعد السمعاني، المتوفّى 562(3) :
____________
(1) زين الفتى:
عنه في العبقات 6: 318.
(2) مرّ ذكره برقم (6) من أرقام حديث التهنئة.
(3) وفي طبعة النجف: (المتوفى 489).
أقول: السمعاني اثنان:
أحدهما: أبو سعد عبد الكريم به محمد السمعاني، المتوفى (562 أو 563) صاحب كتاب الانساب وذيل تاريخ بغداد وغيرهما.
وثانيهما: أبو المظفر منصور بن محمد السمعاني، المتوفى (489)، جدّ عبد الكريم السمعاني.
وفضائل الصحابة هذا لابي المظفر السمعاني جدّ أبي سعد السمعاني.
قال ابن شهر آشوب: إسناد فضائل السمعاني، عن شهر آشوب بن أبي نصر بن أبي الجيش السروي جدّي، عن أبي المظفر عبد الملك؟ السمعاني. مناقب آل أبي طالب 1: 26.
وكان الكتاب عند السيد هاشم البحراني، ونسبه إلى أبي المظفر السمعاني، ونقل عنه في أكثر كتبه، كغاية المرام، وكشف المهم، والبرهان. وعبّر عنه: بالرسالة القوامية في مناقب الصحابة.
ونسبه في العبقات 6: 321 إلى عبد الكريم بن محمد السمعاني.
20 ـ حجّة الاسلام أبو حامد الغزالي، المتوفّى 505:
قال في تأليفه سرّ العالمين: 9: أجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته (صلى الله عليه وسلم) في يوم غدير خمّ باتفاق الجميع وهو يقول: «مَن كنت مولاه فعلي مولاه»، فقال عمر: بخ بخ لك يا أبا الحسن، لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة(3) .
21 ـ أبو الفتح الاشعري الشهرستاني، المتوفّى 548:
قال في الملل والنحل المطبوع في هامش الفصل لابن حزم 1:
____________
(1) فضائل الصحابة:
وعنه في غاية المرام 1: 351، وكشف المهم: 128.
وفي غاية المرام أيضاً 1: 351 وكشف المهم: 129 عن فضائل الصحابة للسمعاني:
عن البراء بن عازب: أنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) نزل بغدير خم، وأمر فكسح بين شجرتين، وصيح بين الناس فاجتمعوا، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: «ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قالوا: بلى. قال: «ألستُ أولى بالمؤمنين من آبائهم؟» قالوا: بلى. فدعا عليّاً فأخذ بعضده ثمّ قال: «هذا وليّكم من بعدي، اللّهمّ والِ مَن والاه، وعادِ من عاداه».
فقام عمر إلى علي فقال: ليهنك يا ابن أبي طالب، أصبحت ـ أو قال: أمسيت ـ مولى كلّ مؤمن.
(2) مرّ ذكره برقم (2) من أرقام حديث التهنئة.
(3) سرّ العالمين: 21.
فادعت الامامية أن هذا نصّ صريحٌ، فإنّا ننظر مَن كان النبي مولى له وبأيّ معنى فيطّرد ذلك في حق علي، وقد فهمت الصحابة من التولية ما فهمناه(3) ، حتى قال عمر حين استقبل علياً: طوبى لك يا علي، أصبحت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة(4) .
22 ـ أخطب الخطباء الخوارزمي الحنفي، المتوفّى 568:
أخرج في مناقبه: 94 عن أبي الحسن عليّ بن أحمد العاصمي
____________
(1) المائدة: 67.
(2) كذا في النسخ، والصحيح: بالدوحات «المؤلّف (قدس سره)».
(3) سنوقفك على حق القول في المفاد، وأنّ الصحابة ما فهمت إلاّ ما ترتأيه الامامية «المؤلّف (قدس سره)».
فذكر المؤلّف (قدس سره) في كتابه الغدير بحثاً وافياً عن مفاد حديث الغدير، يقع في الجزء الاول، من صفحة 340 إلى صفحة 399، فراجع.
(4) الملل والنحل 1: 145.