الصفحة 58

____________

<=

    3 ـ يحيى بن الحسين الشجري، المتوفى سنة 499 هـ:

أخرجه في كتابه الامالي 1: 42 و146 عن أبي هريرة، وفيه قول عمر: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن.

يأتي ذكر سنده في استدراكنا على حديث صوم يوم الغدير، فراجع.

4 ـ الحافظ علي بن الحسن الشافعي المعروف بابن عساكر، المتوفى سنة 571هـ:

أخرجه في كتابه تاريخ مدينة دمشق بعدّة طرق عن البراء بن عازب.

راجع: ترجمة الامام علي من تاريخ مدينة دمشق، ط مؤسسة المحمودي:

2: 47 رقم 548: عن الحسين بن عبد الملك، عن أحمد بن محمود، عن أبي بكر بن المقري، عن أبي العباس بن قتيبة، عن ابن أبي السري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن علي بن زيد بن جدعان، عن عدي بن أبي ثابت، عن البراء بن عازب...

2: 48 رقم 549: عن محمد بن عبد الباقي، عن علي بن إبراهيم بن عيسى المقري، عن أبي بكر بن مالك، عن ابن صالح الهاشمي، عن هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن عدي بن ثابت وأبي هارون العبدي، عن البراء بن عازب....

2: 50 رقم 550: عن هبة الله بن سهل، عن أبي عثمان البجيري، عن أبي عمرو بن حمدان، عن الحسن بن سفيان، عن هدبة، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد وأبي هارون العبدي، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب...

2: 50 رقم 551: عن ام المجتبى العلوية، عن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر بن المقري، عن أبي يعلى، عن هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عدي بن ثابت، عن البراء.

قال: وأنبأنا حماد، عن أبي هارون، عن عدي بن ثابت، عن البراء...

2: 51 رقم 552: عن الحسين بن عبد الملك، عن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر بن المقري، عن أبي يعلى، عن إبراهيم بن الحجاج الشامي، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد وأبي هارون العبدي، عن عدي بن ثابت، عن البراء...

5 ـ محمد بن أحمد الدمشقي الباعوني الشافعي، المتوفى سنة 871 هـ:

أخرجه في كتابه جواهر المطالب في مناقب الامام علي بن أبي طالب 1: 84 عن البراء بن عازب، وقال في آخره: وروي عن زيد بن أرقم مثله. خرجهما جماعة، وخرج الامام أحمد معناه في المناقب...

6 ـ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، المتوفى سنة 748هـ:

أخرجه في رسالته: طرق حديث من كنت مولاه فعلي مولاه:

حديث رقم (1): عن سعد بن أبي وقاص بطريق ابن عقدة الحافظ.

حديث رقم (86): عن أبي هريرة.

حديث رقم (93): عن البراء بن عازب بطريق الحسن بن سفيان وأبي يعلى الموصلي.

وقال في آخره: رواه عفان وأبو سلمة البتوذكي وغيرهما عن حماد. ورواه عبد الرزاق عن معمر عن ابن جدعان وحده. ورواه موسى بن عثمان الحضرمي ـ أحد التلفى ـ عن أبي إسحاق السبيعي عن البراء وزيد بن أرقم بنحو منه. ويروى باسناد مظلم عن الحسن بن عمارة ـ وهو متروك ـ عن عدي ابن ثابت عن البراء.

وأخرجه في كتابه تاريخ الاسلام 3: 632-633 عن البراء بن عازب، وقال في آخره: ورواه عبد الرزاق عن معمر عن علي بن زيد.

وأخرجه في كتابه سير أعلام النبلاء 9: 328، عن كتاب رياض الافهام في مناقب أهل البيت لسبط ابن الجوزي، عن كتاب سرّ العالمين وكشف ما في الدارين لابي حامد، قال في حديث من كنت مولاه فعلي مولاه: أنّ عمر قال لعلي: بخ بخ، أصبحت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة....

7 ـ الحافظ محمد بن سليمان الكوفي القاضي، من أعلام القرن الثالث:

أخرجه في كتابه مناقب الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 2: 368 ح844 و2: 370 ح845 بسندين عن البراء بن عازب.

=>


الصفحة 59

____________

<=

    8 ـ محمد بن مكرم المعروف بابن منظور، المتوفى سنة 711هـ:

أخرجه في كتابه مختصر تاريخ دمشق 17: 354.

9 ـ وذكر خطيب منيح حديث الغدير وتهنئة عمر لامير المؤمنين في الشعر، كما عنه في مناقب آل أبي طالب، قال:

وقال لهم رضيتم بي وليّاً؟ فقالوا: يا محمد قد رضينا
فقال: وليّكم بعدي عليّ ومولاكم فكونوا عارفينا
فقام لقوله عمر سريعاً وقال له مقال الواصفينا:
هنيئاً يا علي أنت مولى علينا ما بقيت وما بقينا
    10 ـ أبو القاسم فرات بن إبراهيم الكوفي، من أعلام القرن الثالث الهجري:

أخرجه في تفسيره، ص515-516 رقم 674: عن جعفر بن محمد بن عتبة الجعفي، عن العلاء (العلى) بن الحسن، عن حفص بن حفص الثغري، عن عبد الرزاق بن سورة الاحول، عن عمار بن ياسر، قال: كنت عند أبي ذر(رضي الله عنه) في مجلس لابن عباس(رضي الله عنه) وعليه فسطاط وهو يحدث الناس، إذ قام أبوذر حتّى ضرب بيده على عمود الفسطاط ثم قال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فقد أنبأته باسمي: أنا جندب بن جنادة أبوذر الغفاري، سألتكم بحقّ الله وحقّ رسوله أسمعتم من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «ما أقلّت الغبراء ولا أظلّت الخضراء ذالهجة أصدق من أبي ذر؟» قالوا: اللهمّ نعم.

قال: أفتعلمون أيها الناس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جمعنا يوم غدير خم ألف وثلاثمائة رجل، وجمعنا يوم سمرات خمسمائة رجل، كل ذلك يقول: «اللهمّ من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله» فقام عمر فقال: بخ بخ يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة...

11 ـ علي بن حسام الدين بن عبد الملك بن قاضي خان الهندي، المتوفى سنة 985هـ:

أخرجه في كتابه كنز العمال بعدّة طرق مرّت في هذا الكتاب.

12 ـ العلامة الشيخ محمد بن يحيى بهران اليماني، المتوفى سنة 954 هـ:

أخرجه في كتابه ابتسام البرق في شرح منظومة القصص الحق في سيرة خير الخلق: 256، ط بيروت، قال: وروى بعضهم من طريق الحاكم أبي سعيد المحسن بن كرامة ما لفظه: فقام(ص) خطيباً بغدير خم... فقام عمر فقال: بخ بخ يا ابن أبي طالب...، ورواه أيضاً عن البراء بن عازب.

=>


الصفحة 60

____________

<=

    13 ـ سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي، المتوفى سنة 1294هـ:

أخرجه في كتابه ينابيع المودّة مرّات عديدة: 1: 97-98 ح10: عن البراء بن عازب، من طريق أحمد بن حنبل والثعلبي.

1: 100-101 ح15: عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم، من طريق أحمد في مسنده بطريقين، ومن طريق مشكاة المصابيح.

وقال: أيضاً أخرجه أحمد عن عمر بن الخطاب.

2: 157-158 ح443: عن البراء بن عازب من طريق أحمد.

2: 249-699: عن البراء بن عازب، من طريق أبي نعيم والثعلبي.

2: 284-285 ح812: عن البراء بن عازب.

14 ـ العلامة الامرتسري:

أخرجه في كتابه أرجح المطالب: 567، ط لاهور، قال: عن البراء بن عازب قال في قوله تعالى: (يا أيها الرسول بلّغ...) أي: بلّغ من فضائل علي، نزلت في غدير خم، فخطب رسول الله(ص) ثم قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه»، فقال عمر: بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة. أخرجه أبو نعيم والثعلبي.

15 ـ العلامة بهجت أفندي:

أخرجه في كتابه تاريخ آل محمد: 85.

16 ـ الشيخ أحمد الساعاتي:

أخرجه في كتابه بدايع المنن 2: 503، عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم.

17 ـ العلامة أمان الله الدهلوي:

أخرجه في كتابه تجهيز الجيش: 135، مخطوط.

=>


الصفحة 61

____________

<=

    18 ـ العلامة النابلسي الدمشقي:

أخرجه في كتابه ذخائر المواريث 1: 57، وقال: رواه الطبراني في الجامع عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة.

19 ـ العلامة الشيخ محمد طاهر بن علي الصديقي:

أخرجه في كتابه مجمع بحار الانوار 3: 465، ط نول كشور.

20 ـ العلامة المحقق الكرخي:

أخرجه في كتابه نفحات اللاهوت: 27 و92.

21 ـ العلامة خواجه مير محمد الحنفي:

أخرجه في كتابه علم الكتاب: 261، ط مطبعة الانصاري.

22 ـ العلامة أمد محمد مرسي:

أخرجه في تعليقاته على تذكرة القرطبي: 86، ط القاهرة، وقال في آخره: وهذا حديث متواتر له أكثر من سبعين طريقاً.

=>


الصفحة 62

____________

<=

    23 ـ العلامة السيد محمد صديق خان الحسيني الواسطي:

أخرجه في كتابه الادراك: 46، ط مطبعة النظامي، عن البراء وزيد.

24 ـ العلامة علي بن سلطان محمد القاري:

أخرجه في كتابه مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح 11: 349، ط ملتان، عن البراء وزيد.

25 ـ العلامة النقشبندي:

أخرجه في كتابه مناقب العشرة: 15 مخطوط، عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم.

26 ـ العلامة السيد أحمد بن عبد الحميد العياشي:

أخرجه في كتابه عمدة الاخبار: 191، عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم.

27 ـ العلامة حسام الدين المردي:

أخرجه في كتابه آل محمد: 73 و74 و75 و456 مخطوط، عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم بعدّة طرق.

=>


الصفحة 63

____________

<=

    28 ـ العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي الشافعي:

أخرجه في كتابه التبر المذاب: 41 مخطوط، عن البراء بن عازب.

29 ـ العلامة هبة الدين بن عبد الله المعروف بابن سيد الكل:

أخرجه في كتابه الانباء المستطابة: 64 مخطوط، عن البراء بن عازب، و57 عن سعد بن أبي وقاص.

30 ـ العلامة شهاب الدين أحمد بن محمد الحنفي المصري:

أخرجه في كتابه تفسير آية المودّة: 26، قال: خصّ النبي(ص) عليّاً (عليه السلام)يوم غدير خم بقوله: «من كنت مولاه فعليّ مولاه...» فقال أبو بكر وعمر: أمسيت يا ابن أبي طالب مولى كلّ مؤمن ومؤمنة.

31 ـ العلامة الشيخ أبو سعيد المحسن بن محمد بن كرامة الخراساني البيهقي الجشمي الحنفي:

أخرجه في كتابه الرسالة التامة في نصيحة العامة: 67، قال: قول النبي(ص) لما رجع من حج الوداع يوم غدير خم:... حتى قال عمر: بخ بخ يا أبا الحسن أصبحت...

32 ـ الدكتور فوزي:

أخرجه في كتابه علي ومناوئوه، ط دار المعلم.

=>


الصفحة 64

____________

<=

    33 ـ نظام الدين الحسن بن محمد بن حسين القمي النيسابوري:

أخرجه في كتابه غرائب القرآن ورغائب الفرقان عن أبي سعيد الخدري، وفي آخره: وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي، كما عنه في العبقات 9: 167.

34 ـ عبد الله بن عبد الرحمن الحسيني المشتهر بأصيل الدين الواعظ:

أخرجه في كتابه درج الدرر ودرج الغرر في ميلاد سيد البشر، كما عنه في العبقات 7: 165-167.

35 ـ جمال الدين محدث:

أخرجه في كتابه روضة الاحباب في سير النبي والال والاصحاب، كما عنه في العبقات 7: 197-198.

36 ـ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي البخاري، المتوفى سنة 1052هـ:

قال: وقد هنأه عمر (رضي الله عنه) صبيحة يوم الغدير: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولى للمسلمين. رجال المشكاة، كما عنه في العبقات 7: 245.

وأخرجه أيضاً في كتابه مدارج النبوة 2: 401 عن البراء بن عازب وزيد من طريق أحمد، وعنه في العبقات 7: 246-248.

37 ـ محمد سالم الدهلوي البخاري، من أعلام القرن 13هـ:

أخرجه في كتابه أصول الايمان في بيان حبّ النبي وآله من أهل السعادة والايقان. عنه في العبقات 7: 330.

=>


الصفحة 65

____________

<=

    38 ـ المولى محمد بن عبد العلي القرشي الهاشمي الحنفي:

أخرجه في كتابه تفريح الاحباب في مناقب الال والاصحاب: 310، ط دهلي.

39 ـ العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشيرازي:

أخرجه عن البراء بن عازب، في كتابه توضيح الدلائل: 195 و197، نسخة مكتبة ملي بفارس.

40 ـ العلامة الشيخ عبد الحق:

أخرجه من طريق أحمد عن البراء وزيد، في كتابه أشعة اللمعات في شرح المشكاة 4: 689، ط نول كشور في لكهنو.

41 ـ العلامة السيد عبد القادر بن محمد الحسيني الشافعي:

أخرجه من طريق الامام أحمد عن البراء، في كتابه عيون المسائل، مطبعة السلام القاهرة.

42 ـ عبد الملك بن حسين بن عبد الملك العصامي المكي، المتوفى سنة 1111هـ:

أخرجه في كتابه سمط النجوم العوالي في أنباء الاوائل والتوالي 2: 482، عن أحمد، ط المكتبة السلفية.


الصفحة 66

عودٌ إلى البدء

[عيد الغدير عند العترة الطاهرة]

إنّ هذه التهنئة المشفوعة بأمر من مصدر النبوة، والمصافقة بالبيعة المذكورة مع ابتهاج النبي بها بقوله: «الحمد لله الذي فضّلنا على جميع العالمين»، على ما عرفته من نزول الاية الكريمة في هذا اليوم المشهود، الناصّة بإكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الربِّ فيما وقع فيه.

وقد عرف ذلك طارق بن شهاب الكتابي الذي حضر مجلس


الصفحة 67
عمر بن الخطاب، فقال: لو نزلت فينا هذه الاية(1) لاتخذنا يوم نزولها عيداً(2) ، ولم ينكرها عليه أحدٌ من الحضور، وصدر من عمر ما يشبه التقرير لكلامه، وذلك بعد نزول آية التبليغ، وفيها ما يشبه التهديد إن تأخّر عن تبليغ ذلك النصّ الجلي، حذار بوادر الدهماء من الاُمة.

كلُّ هذه لا محالة قد أكسب هذا اليوم منعةً وبذخاً ورفعةً وشموخاً، سرّ موقعها صاحب الرسالة الخاتمة وأئمة الهدى ومن اقتصّ أثرهم من المؤمنين، وهذا هو الذي نعنيه من التعيّد به.

وقد نوّه به رسول الله فيما رواه فرات بن إبراهيم الكوفي في القرن الثالث، عن محمد بن ظهير، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن

____________

(1) يعني قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم...) الاية، راجع: 230-238 «المؤلّف (قدس سره)».

وذكر في كتابه الغدير 1: 230 إلى 238 الاحاديث الواردة في شأن نزول هذه الاية، وأنها نزلت في شان يوم الغدير.

راجع من المصادر التي نقل عنها الاحاديث: كتاب الولاية للطبري، تفسير ابن كثير 2: 14، الدرّ المنثور 2: 259، الاتقان 1: 31، تاريخ الخطيب 8: 290، كتاب الولاية للسجستاني، المناقب للخوارزمي: 80، التذكرة لابن الجوزي: 18، فرائد السمطين: الباب الثاني عشر... وغيرها كثير.

(2) أخرجه الائمة الخمسة: مسلم ومالك والبخاري والترمذي والنسائي، كما في تيسير الوصول 1: 122، ورواه الطحاوي في مشكل الاثار 3: 196، والطبري في تفسيره 6: 46، وابن كثير في تفسيره 2: 13 عن أحمد والبخاري، ورواه جمع آخر «المؤلّف (قدس سره)».


الصفحة 68
الامام الصادق، عن أبيه، عن آبائه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «يوم غدير خمّ أفضل أعياد أمّتي، وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره بنصب أخي علي بن أبي طالب علماً لامّتي يهتدون به من بعدي، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتمّ على أمّتي فيه النعمة، ورضي لهم الاسلام ديناً»(1) .

كما يُعرب عنه قوله (صلى الله عليه وآله) في حديث أخرجه الحافظ الخركوشي كما مرّ ص 274: «هنِّئوني هنِّئوني»(2) .

واقتفى اثر النبيّ الاعظم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)نفسه، فاتّخذه عيداً، وخطب فيه سنة اتفق فيها الجمعة والغدير، ومن خطبته قوله:

إنّ الله عزّوجلّ جمع لكم معشر المؤمنين في هذا اليوم عيدين عظيمين كبيرين، ولايقوم أحدهما إلاّ بصاحبه، ليكمل عندكم جميل صنعه، ويقفكم على طريق رشده، ويقفو بكم آثار المستضيئين بنور هدايته، ويسلككم منهاج قصده، ويوفّر عليكم هنيء رفده، فجعل الجمعة مجمعاً ندب إليه لتطهير ما كان قبله، وغسل ما اوقعته مكاسب السوء من مثله إلى مثله، وذكرى

____________

(1) رواه الشيخ الصدوق في الامالي: 109 ح 8 عن الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال: حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، قال: حدّثنا محمد ابن ظهير....

(2) راجع: رقم (11) من أرقام حديث التهنئة.


الصفحة 69
للمؤمنين، وتبيان خشية المتّقين، ووهب من ثواب الاعمال فيه أضعاف ما وهب لاهل طاعته في الايّام قبله، وجعله لايتمّ إلاّ بالائتمار لما أمر به، والانتهاء عمّا نهى عنه، والبخوع بطاعته فيما حثّ عليه وندب إليه، فلا يُقبل توحيده إلاّ بالاعتراف لنبيّه (صلى الله عليه وآله)بنبّوته، ولا يقبل ديناً إلاّ بولاية من أمر بولايته، ولا تنتظم أسباب طاعته إلاّ بالتمسك بعصمه وعصم أهل ولايته، فأنزل على نبيّه (صلى الله عليه وآله)في يوم الدوح ما بيّن به عن إرادته في خلصائه وذوي اجتبائه، وأمره بالبلاغ وترك الحفل بأهل الزيغ والنفاق، وضمن له عصمته منهم.

إلى أن قال:

عودوا رحمكم الله بعد انقضاء مجمعكم بالتوسعة على عيالكم، وبالبرّ بإخوانكم، والشكر لله عزّوجلّ على ما منحكم، وأجمعوا يجمع الله شملكم، وتبارّوا يصل الله ألفتكم، وتهادوا نعمة الله كما منّكم بالثواب فيه على أضعاف الاعياد قبله أو بعده إلاّ في مثله، والبرّ فيه يثمر المال ويزيد في العمر، والتعاطف فيه يقتضي رحمة الله وعطفه، وهيّئوا لاخوانكم وعيالكم عن فضله بالجهد من وجودكم، وبما تناله القدرة من استطاعتكم، وأظهروا البِشر فيما بينكم والسرور في ملاقاتكم... الخطبة(1) .

____________

(1) ذكرها شيخ الطائفة باسناده في مصباح المتهجد: 524 «المؤلّف (قدس سره)».

راجع: مصباح المتهجد: 698.


الصفحة 70
وعرفه أئمّة العترة الطاهرة صلوات الله عليهم فسمّوه عيداً، وأمروا بذلك عامّه المسلمين، ونشروا فضل اليوم ومثوبة مَن عمل البرّ فيه:

ففي تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي في سورة المائدة، عن جعفر بن محمّد الازدي، عن محمّد بن الحسين الصائغ، عن الحسن بن علي الصيرفي، عن محمّدالبزّاز، عن فرات بن أحنف، عن أبي عبدالله (عليه السلام).

قال: قلت: جعلت فداك للمسلمين عيد أفضل من الفطر والاضحى ويوم الجمعة ويوم عرفة؟

قال: فقال لي: نعم أفضلها وأعظمها وأشرفها عند الله منزلة هو(1) اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأنزل على نبيّه محمّد: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) .

قال قلت: وأيّ يوم هو؟

قال: فقال لي: إنّ أنبياء بني إسرائيل كانوا إذا أراد أحدهم أن يعقد الوصيّة والامامة من بعده(2) ففعل ذلك جعلوا ذلك اليوم عيداً، وإنّه اليوم الذي نصب فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليّاً للناس علماً،

____________

(1) في المصدر: وهو.

(2) في المصدر: للوصي من بعده.


الصفحة 71
وأنزل فيه ما أنزل، وكمل فيه الدين، وتمّت فيه النعمة على المؤمنين.

قال: قلت: وأيّ يوم هو في السنة؟

قال: فقال لي: إنّ الايّام تتقدَّم وتتأخّر، وربما كان يوم السبت والاحد والاثنين إلى آخر الايام السبعة(1) .

قال: قلت: فما ينبغي لنا أن نعمل في ذلك اليوم؟

قال: هو يوم عبادة وصلاة وشكر لله وحمد له وسرور لما منّ الله به عليكم من ولايتنا، فإنّي أُحبّ لكم أن تصوموه(2) .

وفي الكافي لثقة الاسلام الكليني 1: 303 عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي عبد الله (عليه السلام).

قال: قلت: جعلت فداك للمسلمين عيد غير العيدين؟

قال: نعم ياحسن، أعظمهما وأشرفهما.

قلت: وأيّ يوم هو؟

قال: يوم(3) نصب أمير المؤمنين (عليه السلام) علماً للناس.

____________

(1) الظاهر أن في لفظ الحديث سقطاً، ولعلّه ما سيأتي في لفظ الكليني عن الامام نفسه من تعيينه باليوم الثامن عشر من ذي الحجة «المؤلّف (قدس سره)».

(2) تفسير فرات: 117 ح 123، ط وزارة الثقافة.

(3) في المصدر: هو يوم.


الصفحة 72
قلت: جعلت فداك، وما ينبغي لنا أن نصنع فيه؟

قال: تصوم(1) يا حسن، وتكثر الصلاة على محمد وآله، وتبرأ إلى الله ممّن ظلمهم، فإنّ الانبياء صلوات الله عليهم كانت تأمر الاوصياء اليوم(2) الذي كان يُقام فيه الوصيُّ أن يتّخذ عيداً.

قال: قلت: فما لمن صامه؟

قال صيام ستّين شهراً(3) (4).

وفي الكافي أيضاً 1: 204 عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمن ابن سالم، عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) هل للمسلمين عيدٌ غير يوم الجمعة والاضحى والفطر؟

قال: نعم أعظمها حرمةً.

قلت: وأيّ عيد هو جعلت فداك؟

قال: اليوم الذي نصب فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين وقال:

____________

(1) في المصدر: تصومه.

(2) في المصدر: باليوم.

(3) الكافي 4: 148 ح 1 باب صيام الترغيب، ط دار الكتب الاسلامية.

(4) ستوافيك هذه المثوبة من رواية الحفّاظ باسناد رجاله كلّهم ثقات «المؤلّف (قدس سره)».

ذكر في كتابه الغدير 1: 401 إلى 411 بحثاً حول صوم يوم الغدير، ألحقناه في آخر هذه الرسالة، فراجع.


الصفحة 73
«مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه».

قلت: وأيّ يوم هو؟

قال: وما تصنع باليوم، إنّ السنة تدور، ولكنه يوم ثمانية عشر من ذي الحجّة.

فقلت: ما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم؟

قال: تذكرون الله عزّ ذكره فيه بالصيام والعبادة والذكر لمحمّد وآل محمّد، فإنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله)أوصى أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يتّخذوا(1) ذلك اليوم عيداً، وكذلك كانت الانبياء تفعل، كانوا يوصون أوصياءهم بذلك فيتّخذونه عيداً(2) .

وباسناده عن الحسين بن الحسن الحسيني، عن محمد بن موسى الهمداني، عن علي بن حسان الواسطي، عن علي بن الحسين العبدي قال:

سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: صيام يوم غدير خم يعدل عند الله في كلّ عام مائة حجة ومائة عمرة مبرورات متقبّلات، وهو عيد الله الاكبر... الحديث(3) .

____________

(1) في المصدر: يتخذ.

(2) الكافي 4: 149 ح 3 باب صيام الترغيب.

(3) رواه الشيخ الطوسي في التهذيب 3: 143 ح317 باب صلاة الغدير، وطريق الشيخ الطوسي إلى الحسين بن الحسن فيه محمد بن يعقوب الكليني.


الصفحة 74
وفي الخصال لشيخنا الصدوق، باسناده عن المفضل بن عمر قال:

قلت لابي عبد الله (عليه السلام): كم للمسلمين من عيد؟

فقال: أربعة أعياد.

قال: قلت: قد عرفت العيدين والجمعة.

فقال لي: أعظمها وأشرفها يوم الثامن عشر من ذي الحجّة، وهو اليوم الذي أقام فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام) ونصبه للناس علماً.

قال: قلت: ما يجب علينا في ذلك اليوم؟

قال: يجب(1) عليكم صيامه شكراً لله وحمداً له، مع أنّه أهل أن يشكر كلّ ساعة، كذلك أمرت الانبياء أوصياءها أن يصوموا اليوم الذي يُقام فيه الوصيّ ويتّخذونه عيداً... الحديث(2) .

وفي المصباح لشيخ الطائفة الطوسي: 513 عن داود الرقّي، عن أبي هارون عمّار بن حريز العبدي قال:

دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) في اليوم الثامن عشر من ذي

____________

(1) المراد بالوجوب: هو الثبوت في السنّة الشامل للندب أيضاً، كما يكشف عن التعبير بـ (ينبغي) في بقية الاحاديث، وله في أحاديث الفقه نظائر جمّة «المؤلّف (قدس سره)».

(2) الخصال: 264 ح 145.


الصفحة 75
الحجّة فوجدته صائماً، فقال لي: هذا يومٌ عظيم، عظّم الله حرمته على المؤمنين، وأكمل لهم فيه الدين، وتمّم عليهم النعمة، وجدّد لهم ما أخذ عليهم من العهد والميثاق.

فقيل له: ما ثواب صوم هذا اليوم؟

قال: إنّه يوم عيد وفرح وسرور، ويوم صوم شكراً للهِ، وإنَّ صومه يعدل ستّين شهراً من أشهر الحرم... الحديث(1) .

وروى عبد الله بن جعفر الحميري، عن هارون بن مسلم، عن أبي الحسن الليثي، عن أبي عبد الله (عليه السلام):

أنّه قال لمن حضره من مواليه وشيعته: أتعرفون يوماً شيّد الله به الاسلام، وأظهر به منار الدين، وجعله عيداً لنا ولموالينا وشيعتنا؟

فقالوا: الله ورسوله وابن رسوله أعلم، أيوم الفطر هو يا سيّدنا؟

قال: لا.

قالوا: أفيوم الاضحى هو؟

قال: لا، وهذان يومان جليلان شريفان، ويوم منار الدين

____________

(1) المصباح: 680.


الصفحة 76
أشرف منهما، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة، وأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لَمّا انصرف من حجّة الوداع وصار بغدير خمّ... الحديث(1) .

وفي حديث الحميري بعد ذكر صلاة الشكر يوم الغدير وتقول في سجودك: اللهمّ إنّا نُفرِّج وجوهنا في يوم عيدنا الذي شرَّفتنا فيه بولاية مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلى الله عليه(2) .

وقال الفيّاض بن محمّد بن عمر الطوسي سنة تسع وخمسين ومائتين وقد بلغ التسعين: إنه شهد أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في يوم الغدير وبحضرته جماعة من خاصّته قد احتبسهم للافطار، وقد قدّم إلى منازلهم الطعام والبرّ والصِّلات والكسوة حتّى الخواتيم والنعال، وقد غيّر من أحوالهم وأحوال حاشيته وجدّدت لهم آلة غير الالة التي جرى الرسم بابتذالها قبل يومه، وهو يذكر فضل اليوم وقِدمه(3) .

وفي مختصر بصائر الدرجات، بالاسناد عن محمّد بن العلاء الهمداني الواسطي ويحيى بن جريح البغدادي، قالا في حديث: قصدنا جميعاً أحمد بن إسحاق القمي صاحب الامام أبي محمّد

____________

(1) الاقبال لابن طاووس: 474، الطبعة الحجرية.

(2) المصدر السابق.

(3) الاقبال لابن طاووس: 461، الطبعة الحجرية.


الصفحة 77
العسكري المتوفّى 260 بمدينة قم، وقرعنا عليه الباب، فخرجت إلينا من داره صبيّة عراقيّة، فسألناها عنه، فقالت: هو مشغولٌ بعيده فإنّه يوم عيد، فقلنا: سبحان الله أعياد الشيعة أربعة: الاضحى والفطر والغدير والجمعة... الحديث(1) .

____________

(1) لم نجده في مختصر بصائر الدرجات، وهو بنصّه موجود في كتاب المحتضر للحسن بن سليمان: 45.

ورواه العلامة المجلسي في البحار 95: 351 عن كتاب زوائد الفوائد للسيد ابن طاووس بنفس السند والمتن.


الصفحة 78

ما عشتَ أراك الدهرُ عجباً

[شبهة النويري والمقريزي في أنّ عيد الغدير ابتدعه علي بن بويه]

إلى هنا أوقفك البحث والتنقيب على حقيقة هذا العيد وصلته بالامة جمعاء، وتقادم عهده المتّصل بالدور النبوي.

ثمّ جاء من بعده متواصلة العُرى من وصيّ إلى وصيّ يُعلم به أئمّة الدين، ويشيد بذكره أمناء الوحي، كالامامين أبي عبد الله الصادق وأبي الحسن الرضا بعد أبيهم أمير المؤمنين صلوات الله عليهم، وقد توفّي هذان الامامان ونُطف البويهييّن لم تنعقد بعدُ، وقد جاءت أخبارهما مروية في تفسير فرات والكافي المؤلَّفين في


الصفحة 79
القرن الثالث، وهذه الاخبار هي مصادر الشيعة ومداركها في اتّخاذ يوم الغدير عيداً منذ عهد طائل في القِدَم، ومنذ صدور تلكم الكلم الذهبيّة من معادن الحُكم والحِكَم.

إذا عرفت هذا، فهلمّ معي نسائل النويري والمقريزي عن قولهما: إنّ هذا العيد ابتدعه معزّ الدولة عليّ بن بُويه سنة 352.

قال الاول في نهاية الارب في فنون الادب 1: 177 في ذكر الاعياد الاسلاميّة:

وعيدٌ ابتدعته الشيعة، وسمّوه عيد الغدير، وسبب اتخاذهم له مؤاخاة النبي (صلى الله عليه وسلم) علي بن أبي طالب يوم غدير خمّ، والغدير: على ثلاثة أميال من الجحفة بسرّة الطريق قالوا: وهذا الغدير تَصُبُّ فيه عين وحوله شجرٌ كبير(1) ملتفّ بعضها ببعض، وبين الغدير والعين مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، واليوم الذي ابتدعوا فيه هذا العيد هو الثامن عشر من ذي الحجة، لان المؤاخاة كانت فيه في سنة عشر من الهجرة، وهي حجّة الوداع، وهم يحيون ليلتها بالصلاة ويُصلّون في صبيحتها ركعتين قبل الزوال، وشعارهم فيه لبس الجديد وعتق الرقاب وبرّ الاجانب والذبائح. وأول من أحدثه معزّ الدولة أبو الحسن عليّ بن بُويه، على ما نذكره إن شاء الله في أخباره في سنة 352. ولمّا ابتدع الشيعة هذا العيد واتخذ[و]ه من سننهم،

____________

(1) في المصدر: كثير.


الصفحة 80
عمل عوام السنّة يوم سرور نظير عيد الشيعة في سنة 389، وجعلوه بعد عيد الشيعة بثمانية أيام، وقالوا: هذا يوم دخول رسول الله (صلى الله عليه وسلم)الغار هو وأبو بكر الصديق، وأظهروا في هذا اليوم الزينة ونصب القباب وإيقاد النيران. انتهى(1) .

وقال المقريزي في الخطط 2: 222: عيد الغدير لم يكن عيداً مشروعاً ولا عمله أحد من سالف الامّة المقتدى بهم، وأول ما عرف في الاسلام بالعراق أيّام معزّ الدولة عليّ بن بُويه، فإنّه أحدثه سنة 352، فاتّخذه الشيعة من حينئذ عيداً. انتهى(2) .

[دفع شبهة النويري والمقريزي]

وما عساني أن أقول في بحّاثة يكتب عن تأريخ الشيعة قبل أن يقف على حقيقته، أو أنه عرف نفس الامر فنسيها عند الكتابة، أو أغضى عنها لامر دبّر بليل، أو أنّه يقول ولا يعلم ما يقول، أو أنّه ما يبالي بما يقول.

أوَ ليس المسعودي المتوفّى 346 يقول في التنبيه والاشراف:

____________

(1) نهاية الارَب في فنون الادب 1: 184-185 الباب الرابع في ذكر الاعياد الاسلامية، ط وزارة الثقافة والارشاد القومي.

وعدّ في كتابه هذا 1: 132 في ذكر الليالي المشهورة: ليلة البراءة، وليلة القدر، وليلة الغدير، قال: وهي ليلة الثامن عشر من ذي الحجة.

(2) المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والاثار: 230، ط نوادر الاحياء في لبنان.


الصفحة 81
221: وولد علي (رضي الله عنه) وشيعته يعظِّمون هذا اليوم؟!.

أو ليس الكليني الراوي لحديث عيد الغدير في الكافي توفّي سنة 329، وقبله فرات بن إبراهيم الكوفي المفسّر الراوي لحديثه الاخر في تفسيره الموجود عندنا الذي هو في طبقة مشايخ ثقة الاسلام الكليني المذكور؟! فالكتب هذه أُلِّفت قبل ما ذكراه ـ النويري والمقريزي ـ من التأريخ (352).

أوَ ليس الفيّاض بن محمد بن عمر الطوسي قد أخبر به سنة 259، وذكر أنّه شاهد الامام الرضا سلام الله عليه المتوفى سنة 203 يتعيّد في هذا اليوم ويذكر فضله وقدمه، ويروي ذلك عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليهم السلام)؟!

والامام الصادق المتوفّى سنة 148 قد علّم أصحابه بذلك كلّه، وأخبرهم بما جرت عليه سنن الانبياء من اتخاذ يوم نصبوا فيه خلفاءهم عيداً، كما جرت به العادة عند الملوك والاُمراء من التعيّد في أيام تسنّموا فيها عرش الملك.

وقد أمر أئمّة الدين (عليهم السلام) في عصورهم القديمة شيعتهم بأعمال بِرِّيّة ودعوات مخصوصة بهذا اليوم وأعمال وطاعات خاصة به.

والحديث الذي مرّ عن مختصر بصائر الدرجات يُعرب عن كونه من أعياد الشيعة الاربعة المشهورة في أوائل القرن الثالث الهجري.


الصفحة 82
هذه حقيقة عيد الغدير، لكن الرجلين أرادا طعناً بالشيعة، فأنكرا ذلك السلف الصالح، وصوّراه بدعة معزوّة إلى معزّ الدولة، وهما يحسبان أنّه لا يقف على كلامهما مَن يعرف التاريخ فيناقشهما الحساب.
(فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنَالِك وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ)   (الاعراف/116-117)


الصفحة 83

التتويج يوم الغدير

[العمائم تيجان العرب]

ولمّا عرفت من تعيين صاحب الخلافة الكبرى للملوكيّة الاسلامية ونيله ولاية العهد النبوي، كان من الحريّ تتويجه بما هو شارة الملوكوسمة الامراء،ولمّاكانت التيجان المكلّلة بالذهب والمرصعـ[ـة ]بالجواهر من شناشن ملوك الفرس، ولم يكن للعرب منها بدلٌ إلاّ العمائم، فكان لا يلبسها إلاّ العظماء والاشراف منهم، ولذلك جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: «العمائم تيجان العرب»، رواه


الصفحة 84
القضاعي(1) والديلمي(2) ، وصحّحه السيوطي في الجامع الصغير 2: 155(3) ، وأورده ابن الاثير في النهاية(4) .

وقال المرتضى الحنفي الزبيدي في تاج العروس 2: 12: التاج: الاكليل والفضة والعمامة، والاخير على التشبيه جمع تيجان وأتواج، والعرب تسمّي العمائم: التاج، وفي الحديث: «العمائم تيجان العرب» جمع تاج، وهو: ما يُصاغ للملوك من الذهب والجوهر، أراد: أنّ العمائم بمنزلة التيجان للملوك، لانهم أكثر ما يكونون في البوادي مكشوفي الرؤوس أو بالقلانس، والعمائم فيهم قليلة، والاكاليل تيجان ملوك العجم، وتوّجه أي: سوّده وعمّمه.

وفي 8: 410: ومن المجاز عُمّم بالضم أي: سوّد، لان تيجان العرب العمائم، فكلّما قيل في العجم: توّج من التاج، قيل في العرب: عمّم، قال: وفيهم إذ عمّم المعمّم، وكانوا إذا سوّدوا رجلاً عمّموه عمامة حمراء، وكانت الفرس تتوّج ملوكها فيقال له: المتوّج.

وعدّ الشبلنجي في نور الابصار: 25 من ألقاب رسول الله (صلى الله عليه وآله):

____________

(1) الشهاب: 75.

(2) فردوس الاخبار 3: 117.

وراجع: كنز العمال 15: 305، موسوعة أطراف الحديث 5: 519.

(3) الجامع الصغير 2: 193 ح 5723.

(4) النهاية 1: 199 «توج».


الصفحة 85
صاحب التاج، فقال: المراد العمامة، لان العمائم تيجان العرب كما جاء في الحديث(1) .

[تتويج النبي لعلي بالعمامة]

فعلى هذا الاساس، عمّمه رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا اليوم بهيئة خاصّة تُعرب عن العظمة والجلال، وتوّجه بيده الكريمة بعمامته (السحاب) في ذلك المحتشد العظيم، وفيه تلويحٌ أنّ المتوّج بها مقيَّض ـ بالفتح ـ بإمرة كإمرته (صلى الله عليه وآله وسلم)، غير أنّه مبلّغ عنه وقائمٌ مقامه من بعده.

روى الحافظ عبد الله بن أبي شيبة، وأبو داود الطيالسي(2) ، وابن منيع البغوي، وأبو بكر البيهقي، كما في كنز العمال 8: 60(3) عن عليّ قال: عمّمني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم غدير خم بعمامة فسدلها خلفي.

وفي لفظ: فسدل طرفها على منكبي.

ثم قال: «إنّ الله أمدّني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمّون هذه العمّة».

____________

(1) نور الابصار: 58.

(2) مسند أبي داود الطيالسي: 23 ح 154، ط دار المعرفة.

(3) كنز العمال 15: 482 ح 41909.


الصفحة 86
وقال: «إن العمامة حاجزةٌ بين الكفر والايمان».

ورواه من طريق السيوطي عن الاعلام الاربعة السيد أحمد القشاشي(1) في السمط المجيد(2) .

وفي كنز العمال 8: 60، عن مسند عبد الله بن الشخير، عن عبد الرحمن بن عدي البحراني، عن أخيه عبد الاعلى بن عديّ: أنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دعا عليّ بن أبي طالب فعمّمه وأرخى عَذَبةَ(3) العمامة من خلفه (الديلمي)(4) .

وعن الحافظ الديلمي، عن ابن عبّاس قال: لَمّا عمّم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليّاً بالسحاب(5) قال له: «يا علي العمائم تيجان العرب»(6) .

وعن ابن شاذان في مشيخته، عن علي: أنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) عمّمه بيده،

____________

(1) المتوفى 1071، ترجمه المحبي فى خلاصة الاثر 1: 343 - 43[3] وأثنى عليه «المؤلّف (قدس سره)».

(2) السمط المجيد: 99.

(3) عذبة بفتح المهملة: طرف الشيء «المؤلّف (قدس سره)».

(4) كنز العمال 15: 483 ح 41911.

(5) قال ابن الاثير في النهاية 2: 160: كان اسم عمامة النبي (صلى الله عليه وسلم) السحاب «المؤلّف (قدس سره)».

راجع النهاية لابن الاثير 2: 345 «سحب».

(6) فردوس الاخبار 3: 87 ح 4246.


الصفحة 87
فذنب العمامة من ورائه ومن بين يديه، ثم قال له النبي (صلى الله عليه وسلم): «أدبر»، فأدبر، ثم قال له: «أقبل»، فأقبل، وأقبل على أصحابه، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): «هكذا تكون تيجان الملائكة»(1) .

وأخرج الحافظ أبو نعيم في معرفة الصحابة، ومحبّ الدين الطبري في الرياض النضرة 2: 217(2) ، عن عبد الاعلى بن عديّ النهرواني: أنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دعا عليّاً يوم غدير خم فعمّمه، وأرخى عَذَبة العمامة من خلفه.

وذكره العلامة الزرقاني في شرح المواهب 5: 10.

وأخرج شيخ الاسلام الحمويني في الباب الثاني عشر من فرائد السمطين، من طريق أحمد بن منيع، بإسناد فيه عدةٌ من الحفّاظ الاثبات، عن أبي راشد، عن علي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «إنّ الله عزّوجلّ أيّدني يوم بدر وحنين بملائكة معتمّين هذه العمّة، والعمّة الحاجز بين المسلمين والمشركين»، قاله لعليّ لمّا عمّمه يوم غدير خم بعمامة سدل طرفها على منكبه(3) .

وأخرج بإسناد آخر من طريق الحافظ أبي سعيد الشاشي

____________

(1) عنه في السمط المجيد في سلاسل التوحيد: 99.

(2) الرياض النضرة 2: 289، ط بيروت.

(3) فرائد السمطين 1: 75 ح 41، ط مؤسسة المحمودي. و63، ط دار الاضواء.


الصفحة 88
المترجم ص 103(1) أنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عمّم عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه)عمامته السحاب، فأرخاها من بين يديه ومن خلفه، ثم قال: «أقبل»، فأقبل، ثم قال: «أدبر»، فأدبر، قال: «هكذا جاءتني الملائكة»(2) .

وبهذا اللفظ رواه جمال الدين الزرندي الحنفي في نظم درر السمطين(3) ، وجمال الدين الشيرازي في أربعينه(4) ، وشهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل(5) ، وزادوا: ثم قال (صلى الله عليه وسلم): «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله».

وأخرج الحمويني بإسناد آخر، من طريق الحافظ أبي عبد الرحمن بن عائشة، عن عليّ قال: عمّمني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم غدير

____________

(1) قال في كتابه الغدير 1: 103 رقم 168:

الحافظ الهيثم بن كليب أبو سعيد الشاشي، المتوفى 335، صاحب المسند الكبير، ترجمه الذهبي في تذكرته 3: 66 ووثّقه...

(2) فرائد السمطين 1: 76 ح 42، ط مؤسسة المحمودي. و63، ط دار الاضواء.

(3) نظم درر السمطين: 112، ط مطبعة القضاء.

(4) الاربعين:

وعنه في العبقات 10: 444.

(5) توضيح الدلائل: 16، نسخة مكتبة ملي بفارس.

وعنه في العبقات 10: 440.


الصفحة 89
خم بعمامة، فسدل نمرقها(1) على منكبي وقال: «إنّ الله أيّدني(2) يوم بدر وحنين بملائكة معتمين بهذه العمامة(3) .

وبهذااللفظ رواه ابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمة: 27(4) ، والحافظ الزرندي في نظم درر السمطين(5) ، والسيد محمود القادري المدني في الصراط السوي(6)-(7) .

____________

(1) في الفصول المهمّة: يمرقها.

(2) في الفصول المهمّة: أمدّني.

(3) فرائد السمطين 1: 76 ح 43، ط مؤسسة المحمودي. و64، ط دار الاضواء.

(4) الفصول المهمّة: 42.

(5) نظم درر السمطين: 112.

(6) الصراط السوي: مخطوط.

وعنه في العبقات 10: 444-445.

(7) وأخرج حديث: أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عمّم عليّاً (عليه السلام) يوم الغدير، غير من ذكرهم العلامة الاميني:

1 ـ الحافظ الذهبي، في رسالته طرق حديث من كنت مولاه، رقم 124، قال:

أُنبئتُ عن الحافظ عبد الغني، أنا أبو موسى الحافظ، أنا الحداد، أنا أبو نعيم، أنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا سفيان بن بشير، ثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن الحبراني، عن عبد الرحمن بن عدي النهرواني، عن أخيه عبد الله:

أنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دعا عليّاً يوم غدير خم، فعمّمه، وأرخى عذبة العمامة من خلفه، وقال: «هكذا فاعتمّوا، فإنّ العمائم سيما للاسلام، وهي حاجز بين المسلمين والمشركين».

وأخرجه أيضاً في كتابه ميزان الاعتدال، 2: 25 ط القاهرة.

2 ـ ابن عدي، في كتابه الكامل 4: 149 ط بيروت، في ترجمة عبد الله بن بسر الشامي السككي الحبراني، رواه بثلاثة أسانيد.

3 ـ الحافظ محمد بن سليمان الكوفي، في كتابه مناقب الامام أمير المؤمنين، 2: 42 ح529:

قال: حدّثنا محمد بن عبد الله الخزاعي، قال: حدّثنا أبو الربيع السمان، عن عبد الله بن بسر، عن أبي راشد الحبراني، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام).

و 2: 389 ح864:

قال: محمد بن منصور، عن إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن بسر، عن عبد الرحمن بن عدي، عن أخيه عبد الاعلى، أن رسول الله (ص) دعا علي بن أبي طالب يوم غدير خم، فعمّمه بيده... إلى آخر الحديث.

4 ـ العلامة المناوي، في كتابه شرح جامع الصغير: 292.

5 ـ الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن الشافعي، في كتابه الحبائك في أخبار الملائك: 131، ط دار التقريب القاهرة:

أخرجه من طريق الطيالسي والبيهقي.


الصفحة 90

فائدة: [علي في السحاب]

قال أبو الحسين الملطي(1) في التنبيه والردّ: 26: قولهم ـ يعني الروافض ـ عليّ في السحاب، فإنّما ذلك قول النبي (صلى الله عليه وسلم) لعلي: «أقبل» وهو معتمّ بعمامة للنبي (صلى الله عليه وسلم) كانت تُدعى السحاب، فقال (صلى الله عليه وسلم): «قد أقبل عليّ في السحاب»، يعني: في تلك العمامة التي تسمّى السحاب، فتأولوه هؤلاء على غير تأويله(2) .

وقال الغزالي كما في البحر الزخار: 215: كانت له عمامة تسمّى

____________

(1) محمدبن أحمد بن عبدالرحمن الملطي الشافعي، المتوفى 377 «المؤلّف (قدس سره)».

(2) التنبيه والردّ على أهل الاهواء والبدع: 19.


الصفحة 91
السحاب، فوهبها من عليّ، فربما طلع عليّ فيها فيقول (صلى الله عليه وسلم): «أتاكم عليّ في السحاب»(1) .

وقال الحلبي في السيرة 3: 369: كان له (صلى الله عليه وسلم) عمامة تسمّى السحاب كساها عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه، فكان ربما طلع عليه عليّ كرم الله وجهه فيقول (صلى الله عليه وسلم): «أتاكم عليّ في السحاب»، يعني: عمامته التي وهبها له (صلى الله عليه وسلم)(2)-(3) .
قال الاميني: هذا معنى ما يُعزى إلى الشيعة

____________

(1) راجع: إحياء علوم الدين 2: 345.

(2) السيرة الحلبية 3: 341.

(3) وأخرج حديث: أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) كسا عليّاً عمامته السحاب، غير من ذكرهم العلامة الاميني:

1 ـ العلامة السيوطي، في كتابه الحاوي: 73، ط القاهرة.

2 ـ العلامة الشيخ الشعراني، في كتابه كشف الغمة 2: 217، ط مصر.

3 ـ الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني، في كتابه لسان الميزان 6: 23، ط حيدر آباد.

أخرجه في ترجمة مسعدة بن اليسع الباهلي، عن محمد بن وزير، عن مسعدة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه.

4 ـ الشيخ عبد الرؤوف المناوي، في كتابه الكواكب الدرّية 1: 20، ط الازهر بمصر.

5 ـ العلامة الامر تستري، في كتابه أرجح المطالب: 587، ط لاهور.

6 ـ شهاب الدين أحمد بن عبد الله الشيرازي الحسيني الشافعي، في كتابه توضيح الدلائل: 196، نسخة مكتبة ملي بفارس:

رواه عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه.


الصفحة 92
من قولهم: إن علياً في السحاب، ولم يأوّله أيّ أحد منهم قطّ من أول يومهم على غير تأويله كما حسبه الملطي، وإنّما أوّله الناس افتراءً علينا، والله من ورائهم حسيب.

فيوم التتويج هذا أسعد يوم في الاسلام، وأعظم عيد لموالي أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما أنه مثار حنق وأحقاد لمن ناوأه من النواصب.

(وُجُوهٌ يَوْمَئِذ مُسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ)(1)

____________

(1) سورة عبس: 38-41.


الصفحة 93

القربات يوم الغدير

بما أنّ هذا اليوم يومٌ أكمل الله به الدين وأتمّ النعمة على عباده، حيث رضي بمولانا أمير المؤمنين إماماً عليهم، ونصبه عَلماً للهدى، يحدو بالاُمة إلى سنن السعادة وصراط حقّ مستقيم، ويقيهم عن مساقط الهلكة ومهاوي الضلال، فلن تجد بعد يوم المبعث النبوي يوماً قد أُسبغت فيه النعم ظاهرةً وباطنةً، وشملت الرحمة الواسعة، أعظم من هذا اليوم الذي هو فرع ذلك الاساس المقدّس ومسدِّد تلك الدعوة القدسية.

كان من واجب كلّ فرد من أفراد الملا الديني القيام بشكر تلكم


الصفحة 94
النعم بأنواع من مظاهر الشكر، والتزلّف إليه سبحانه بما يتسنّى له من القرَب من صَلاة وصوم وبرّ وصلة رحم وإطعام واحتفال باليوم بما يناسب الوقت والمجتمع، وفي المأثور من ذلك أشياء، منها: الصوم.

حديث صوم يوم الغدير

أخرج الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي المتوفّى 463، في تاريخه 8: 290، عن عبد الله بن علي بن محمد بن بشران، عن الحافظ علي بن عمر الدارقطني، عن أبي نصر حبشون الخلال، عن علي بن سعيد الرملي، عن ضمرة بن ربيعة، عن عبد الله بن شوذب، عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: قال: من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم، لمّا أخذ النبي (صلى الله عليه وسلم) بيد عليّ بن أبي طالب فقال: «ألست ولي المؤمنين؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه»، فقال عمر بن الخطاب: بَخ بَخ لك يا بن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم، فأنزل الله: (اليوم أكملت لكم دينكم) ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب له صيام ستين شهراً، وهو أول يوم نزل جبريل (عليه السلام) على محمد (صلى الله عليه وسلم)بالرسالة.


الصفحة 95
ورواه بطريق آخر عن علي بن سعيد الرملي.

وأخرج العاصمي في زين الفتى قال: أخبرنا محمد بن أبي زكريا، أخبرنا أبو إسماعيل بن محمد الفقيه، أخبرنا أبو محمد يحيى ابن محمد العلوي الحسيني، أخبرنا إبراهيم بن محمد العامي، أخبرنا حبشون بن موسى البغدادي، حدّثنا علي بن سعيد الشامي، حدّثنا ضمرة، عن ابن شوذب... إلى آخر السند والمتن المذكورين، من دون ذكر صوم المبعث.

وأخرجه ابن المغازلي الشافعي في مناقبه، عن أبي بكر أحمد بن محمد بن طاوان، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن الحسين بن السماك، حدثني أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدّثني علي بن سعيد الرملي... إلى آخر السند والمتن(1) .

ورواه سبط ابن الجوزي في تذكرته: 18(2) ، والخطيب الخوارزمي في مناقبه: 94(3) ـ من طريق الحافظ البيهقي، عن الحافظ الحاكم النيسابوري ابن البيّع صاحب المستدرك، عن أبي يعلى الزبيري، عن أبي جعفر أحمد بن عبد الله البزاز، عن علي بن سعيد الرملي... إلى آخره ـ وشيخ الاسلام الحمويني في فرائد

____________

(1) مناقب علي بن أبي طالب: 18-19 ح 24، ط المكتبة الاسلامية.

(2) تذكرة الخواص: 30، ط المطبعة الحيدرية.

(3) المناقب: 156 ح 184.


الصفحة 96
السمطين في الباب الثالث عشر، من طريق الحافظ البيهقي(1)-(2) .

____________

(1) فرائد السمطين 1: 77 ب 3 ح 44، ط مؤسسة المحمودي. و 64، ط دار الاضواء.

(2) وأخرج حديث صوم يوم الغدير، غير من ذكرهم العلامة الاميني:

1 ـ ابن عساكر، في تاريخ مدينة دمشق، بأربعة أسانيد تنتهي إلى أبي هريرة، كما في ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق.

2: 75 ح577: أخبرنا أبو الحسن بن القيس، عن بدر بن عبد الله، عن أبي بكر الخطيب، عن عبد الله بن علي بن محمد بن بشران، عن علي بن عمر الحافظ، عن أبي نصر حبشون، عن علي بن سعيد، عن ضمرة، عن ابن شوذب، عن مطر، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة.

2: 16 ح578: أخبرنيه الازهري، عن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن عبد الله النيّري، عن علي بن سعيد الشامي، عن ضمرة، عن ابن شوذب، عن مطر، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة.

2: 76 ح579: أخبرناه عالياً أبو بكر بن المرزقي، عن الحسين بن المهتدي، عن عمر بن أحمد، عن أحمد بن عبد الله، عن علي بن شعيب الرقي، عن ضمرة، عن ابن شوذب، عن مطر، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة.

2: 77 ح580: وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي، عن أبي الحسين ابن النقور، عن محمد بن عبد الله الدقاق، عن أحمد بن عبد الله المعروف بابن النيّري، املاءاً لثلاث بقين من جمادى الاخرة سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، أنبأنا علي بن سعيد الشامي، عن ضمرة، عن ابن شوذب، عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة.

2 ـ العلامة يحيى بن الموفق الشجري، المتوفى سنة 499 هـ، في كتابه الامالي 1: 42.

قال: حدّثنا القاضي أبو القاسم علي بن الحسن علي التنوخي املاءاً، قال: حدّثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الله بن سالم، قال: حدّثنا عليّ بن سعد الرقي.

(ح) قال: وحدّثنا أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن محمد بن عبيد الزجاج الشاهد النبيل، قال: حدّثنا أبو نصر حيشون بن موسى بن أيوب الحلال، قال: حدّثنا علي بن سعيد الشافي، قال: حدّثنا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن مطر، عن شهر ـ يعني ابن حوشب ـ عن أبي هريرة.

وقال في ص146:

حدّثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي املاءاً، قال: حدّثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الوعظ، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الله بن سالم، قال: حدّثنا علي بن سعيد الرقي.

(ح) قال السيد: وحدّثناه القاضي أبو القاسم، قال: وحدّثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن عبيد الزجاج الشاهد النبيل، قال: حدّثنا أبو نصر حبشون بن أيوب الحلال، قال: حدّثنا علي بن سعيد الشامي، قال: حدّثنا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن مطر، عن شهر ـ يعني ابن حوشب ـ عن أبي هريرة.

3 ـ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، المتوفى سنة 748 هـ:

أخرجه في رسالته طرق حديث من كنت مولاه فعليّ مولاه، رقم 86، عن حبشون بن موسى الخلال وأحمد بن عبد الله النيري، عن علي بن سعيد الرملي، عن ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة.

4 ـ علي بن شهاب الدين الهمداني، المتوفى سنة 786 هـ، أخرجه في كتابه مودة القربى، كما عنه في العبقات 7: 107.


الصفحة 97

رجال سند الحديث

1 ـ أبو هريرة:

أجمع الجمهور على عدالته وثقته، فلا نحتاج إلى بسط المقال فيه.


الصفحة 98
2 ـ شهر بن حوشب الاشعري:

عدّه الحافظ أبو نعيم من الاولياء، وأفرد له ترجمة ضافية في حليته 6: 59 - 67.

وحكى الذهبي في ميزانه ثناء البخاري عليه، وذكر عن أحمد ابن عبد الله العجلي، ويحيى، وابن شيبة، وأحمد، والنسوي ثقته(1) .

وترجمه الحافظ ابن عساكر في تاريخه 6: 343 وقال سُئل عنه الامام أحمد فقال: ما أحسن حديثه ووثّقه وأثنى عليه، وقال مرّة: ليس به بأس، وقال العجلي: هو شامي تابعي ثقة، ووثقه يحيى بن معين، وقال يعقوب بن شيبة: هو ثقةٌ على أنّ بعضهم طعن فيه(2) .

وترجمه ابن حجر في تهذيب التهذيب 4: 370، وحكى عن أحمد ثقته وحسن حديثه والثناء عليه، وعن البخاري حسن حديثه وقوّة أمره، وعن ابن معين ثقته وثبته، وعن العجلي ويعقوب والنسوي ثقته، وعن أبي جعفر الطبري أنه كان فقيهاً قارئاً عالماً. وهناك من ضعّفه، فهو كما قال أبو الحسن القطّان: لم

____________

(1) ميزان الاعتدال 2: 283 رقم 3756.

(2) تهذيب تاريخ ابن عساكر 6: 343-344.

الصفحة 99
يسمع له حجّة(1) .

وقد أخرج الحديث عنه البخاري ومسلم والائمة الاربعة الاخرون أرباب الصحاح: الترمذي، أبو داود، النسائي، ابن ماجة.

3 ـ مطر بن طهمان الورّاق أبو رجاء الخراساني، مولى علي، سكن البصرة وأدرك أنساً:

عدّه الحافظ أبو نعيم من الاولياء، وأفرد له ترجمة في حليته 3: 75، وروى عن أبي عيسى أنه قال: ما رأيت مثل مطر في فقهه وزهده.

وترجمه ابن حجر في تهذيبه 10: 167، ونقل قول أبي نعيم المذكور، وذكر ابن حبّان له في الثقات، وعن العجلي صدقه ونفي البأس عنه، وعن البزّاز: ليس به بأس رأى أنساً ولا نعلم أحداً يترك حديثه، مات 125، وقيل: 129، وقيل: قتله المنصور قرب 140(2) .

أخرج عنه الحديث البخاري، ومسلم وبقية الائمّة الستّة

____________

(1) تهذيب التهذيب 4: 324.

(2) تهذيب التهذيب 10: 152.

وراجع الثقات لابن حبان 5: 435، وتاريخ الثقات للعجلي: 430 رقم 1584.