الصفحة 129
الناس كلهم ذلك.

وقال جبريل: يا رسول الله قد عجبت الملائكة من حسن مواساةعلي لك بنفسه.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله - ما يمنعه من ذلك وهومني وأنا منه.

فقال جبريل - عليه السلام -: وأنا منكما.


الصفحة 130

الصفحة 131
وكان جمهور قتلى أحد مقتولين بسيف أمير المؤمنين - عليهالسلام -. وكان الفتح ورجوع الناس إلى النبي - صلى الله عليه وآله -بثبات أمير المؤمنين - عليه السلام (1) -.

وفي غزاة الخندق: لما فرغ رسول الله - صلى الله عليه وآله - منحفر الخندق أقبلت قريش وأتباعها من كنانة وأهل تهامة في عشرة آلافوأقبلت غطفان ومن يتبعها من أهل نجد فنزلوا من فوق المسلمين ومن أسفل

____________

1 - تاريخ الطبري 2 / 187 + الإرشاد، للمفيد / 43 + مناقب ابن شهرآشوب 1 / 191.


الصفحة 132
منهم كما قال - تعالى (1) -: (إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفلمنكم). فخرج النبي - صلى الله عليه وآله - بالمسلمين وهم ثلاثةآلاف وجعلوا الخندق بينهم. واتفق المشركون مع اليهود واشتد الأمر علىالمسلمين. وركب فوارس من قريش منهم عمرو بن عبد ود وعكرمة بن أبيجهل. فقال عمرو: من يبارز؟ فقال علي - عليه السلام -: أنا.

فقال له النبي - صلى الله عليه وآله -: إنه عمرو.

فسكت.

فقال عمرو: هل من مبارز أين جنتكم التي تزعمون أنه من قتلمنكم دخلها أفلا يبرز إلي رجل؟

فقال علي: أنا له يا رسول الله.

فقال - صلى الله عليه وآله -: إنه عمرو.

فسكت.

فنادى ثالثة.

فقال له علي - عليه السلام - أنا له يا رسول الله. فقال: إنه عمرو.

فقال: وإن كان.

فأذن له وقال: خرج الإسلام كله إلى الشرك كله.

____________

1 - الأحزاب / 10.


الصفحة 133
فخرج إليه. ثم قال: يا عمرو إنك قد عاهدت الله تعالى ألايدعوك رجل من قريش إلى إحدى خلتين أخذتها منه.

فقال له أجل.

فقال له علي - عليه السلام - فإني أدعوك إلى الله ورسولهوالإسلام.

فقال: لا حاجة لي بذلك. فقال: إني أدعوك إلى النزال (1).

فقال له: يا ابن أخي فوالله إني لا أحب أن أقتلك وأنت كريموأبوك لي نديم.

فقال له علي: ولكني والله أحب أن أقتلك.

فحمى عمرو ونزل عن فرسه ثم تجاولا ساعة. فضربه علي- عليه السلام - فقتله وقتل ولده أيضا. وانهزم عكرمة بن أبي جهل وباقيالمشركين وردهم الله (بغيظهم لم ينالوا خيرا [ وكفى الله المؤمنينالقتال (2))] (3).

وقال عمر بن الخطاب لعلي - عليه السلام - هلا سلبته درعه فما

____________

1 - أ: النزول.

2 - الأحزاب: 25.

3 - ليس في ج، م و أ.


الصفحة 134
لأحد درع مثلها.

فقال علي - عليه السلام - إني استحييت أن اكشف عن سوءةابن عمي.

وكان ابن مسعود (يقرأ وكفى الله المؤمنين القتال بعلي وكانالله قويا عزيزا) (1).

قال ربيعه السعدي: أتيت حذيفة اليمان فقلت: يا أباعبد الله (2) إنا لنحدث (3) عن علي ومناقبه فيقول لنا أهل البصرة: إنكملتفرطون في علي فهل أنت محدثني (4) فيه بحديث؟

فقال حذيفة: يا ربيعة وما تسألني عن علي - عليه السلام -.

والذي نفسي (5) بيده لو وضع جميع أعمال أصحاب محمد - عليه وآلهالسلام - في كفة الميزان منذ بعث الله محمدا إلى يوم القيامة ووضع عملعلي في الكفة الأخرى لرجح عمل علي - عليه السلام - على جميعأعمالهم.

فقال ربيعة: هذا الذي لا يقام له ولا يقعد.

فقال حذيفة: يا لكع وكيف لا يحمل وأين كان أبو بكر وعمروحذيفة وجميع أصحاب محمد يوم عمرو بن عبد ود وقد دعا إلى البراز (6)فأحجم (7) الناس كلهم ما خلا عليا فإنه برز إليه فقتله؟ والذي نفس

____________

1 - الأحزاب / 25.

2 - ج: عبد الله.

3 - هكذا في أ. وفي سائر النسخ: لنتحدث.

4 - م و أ: تحدثني.

5 - م: نفس حذيفة.

6 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: المبارزة.

7 - أ: فأقحم.


الصفحة 135
حذيفة بيده لعمله ذلك اليوم أعظم أجرا (1) من عمل أصحاب محمد إلى يومالقيامة (2).

ولما انهزم الأحزاب قصد رسول الله - صلى الله عليه وآله - بنيقريظة وأنفذ عليا - عليه السلام - في ثلاثين من الخزرج وقال: انظر بنيقريظة هل نزلوا (3) حصونهم؟ فلما شارفها سمع منهم الهجر. فرجع إلىالنبي - صلى الله عليه وآله - فأخبره. وسار علي - عليه السلام - حتىدنا من سورهم فأبصره شخص فنادى: قد جاءكم قاتل عمرو.

وقال آخر كذلك فانهزموا. وركز (4) أمير المؤمنين - عليه السلام - الرايةفي أصل الحصن واستقبلوه يسبون النبي - صلى الله عليه وآله -.

فناداهم رسول الله - صلى الله عليه وآله -: يا إخوة القردةوالخنازير إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين.

فقالوا: يا أبا القاسم ما كنت جهولا ولا سبابا. فاستحيى - صلى الله عليه وآله -ورجع القهقرى وحاصرهم خمسا وعشرين ليلة حتى سألوه النزول علىحكم سعد بن معاذ (5). فحكم سعد بقتل الرجال وسبي الذراريوالنساء وقسمة الأموال. فأمر النبي بإنزال الرجال في المدينة في بعض دوربني النجار وكانوا تسعمائة وخرجالنبي - صلى الله عليه وآله - من بعض الدروب وأمر بإخراجهم وتقدمإلى أمير المؤمنين - عليه السلام - بقتلهم في الخندق ففعل - عليه

____________

1 - م: (أفضل) بدل: (أعظم أجرا).

2 - الإرشاد، للمفيد / 53 + شرح النهج، للمعتزلي 19 / 60 - 61.

3 - ج و أ: تركوا.

4 - ج: وكز.

5 - ش ود: عبادة.


الصفحة 136
السلام - ما أمر به (1).

وفي غزاة بني المصطلق: كان الفتح له. وقتل أمير المؤمنين - عليهالسلام - مالكا وابنه وسبى جويرية بنت الحارث بن أبي ضرارفاصطفاها النبي - صلى الله عليه وآله - لنفسه.

فجاء أبوها بعد ذلك وقال: يا رسول الله إن ابنتي لا تسبي إنهاامرأة كريمة.

قال: اذهب وخيرها.

قال: لقد أحسنت وأجملت. فاختارت (2) الله ورسوله فأعتقهارسول الله - صلى الله عليه وآله - وجعلها في جملة أزواجه (3).

وفي غزاة الحديبية: كان أمير المؤمنين - عليه السلام - هو الذيكتب بين النبي - صلى الله عليه وآله - وبين سهيل عمرو حين طلبالصلح عندما رأى توجه الأمر عليهم. وله في هذه الغزاة فضيلتان:

إحداهما: إنه لما خرج النبي - صلى الله عليه وآله - إلى غزاة (4)الحديبية نزل الجحفة فلم يجد بها ماء فبعث سعد بن مالك بالروايا فغابقريبا وعاد وقال: لم أقدر على المضي خوفا من القوم. فبعث آخر. ففعلكذلك فبعث عليا - عليه السلام - بالروايا فورد واستسقى وجاء بها إلىالنبي - صلى الله عليه وآله - فدعا له بخير.

والثانية: أقبل سهيل بن عمرو فقال: يا محمد إن أرقاءنا لحقوا بكفارددهم علينا.

____________

1 - تاريخ الطبري 2 / 233 - 245 + الإرشاد للمفيد / 57 + مناقب ابن شهرآشوب 1 / 197.

2 - هكذا في م. وفي أ: (ثم قال: يا بنيي لا تفضحي قومك. فقالت: اخترت الله). وفي سائرالنسخ (واختارت).

3 - تاريخ الطبري 2 / 260 + مناقب ابن شهرآشوب 1 / 201.

4 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: في عمرة.


الصفحة 137
فغضب النبي - صلى الله عليه وآله - حتى ظهر الغضبعلى وجهه ثم قال: لتنتهن يا معشر قريش أو ليبعثن الله عليكم رجلاامتحن الله قلبه بالإيمان يضرب رقابكم على الدين.

فقال بعض الحاضرين: من هو يا رسول الله؟

قال: خاصف النعل في الحجرة.

فتبادروا إليها ليعرفوا هو فإذا هو أمير المؤمنين - عليهالسلام - وكان قد انقطع شسع نعل رسول الله - صلى الله عليه وآله -فدفعها إلى علي يصلحها. ثم مشى في نعل واحد غلوة سهم.

ثم أقبل رسول الله - صلى الله عليه وآله - على أصحابه فقال: إنبينكم من يقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل؟


الصفحة 138
فقال أبو بكر: أنا يا رسول الله؟

فقال: لا.

فقال عمر: فأنا؟

فقال: لا.

فأمسكوا ونظر بعضهم إلى بعض.


الصفحة 139
فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله - لكنه خاصف النعلوأومأ إلى علي عليه السلام فإنه يقاتل على التأويل إذا تركت سنتي ونبذتوحرف كتاب الله وتكلم في الدين من ليس له ذلك فيقاتلهم علىإحياء دين الله (1).

وفي غزاة خيبر: وكانت في سنة سبع من الهجرة الفتح فيهالأمير المؤمنين - عليه السلام - حاصرهم رسول الله - صلى الله عليه

____________

1 - الإرشاد للمفيد / 63.


الصفحة 140
وآله - بضعا وعشرين ليلة. ففي بعض الأيام فتحوا الباب وكانوا قد خندقواعلى أنفسهم خندقا وخرج مرحب بأصحابه يتعرض للحرب. فدعا النبي- صلى الله عليه وآله - أبا بكر وأعطاه الراية في جمع من المهاجرين فانهزمفلما كان من الغد أعطاها عمر فسار غير بعيد ثم انهزم.

فقال - صلى الله عليه وآله - ائتوني بعلي.

فقيل: إنه أرمد.

فقال لأوتينه (1) تروني (2) رجلا يحب الله ورسوله ويحبه اللهورسوله كرار غير فرار يأخذها بحقها.

فجاؤوا بعلي - عليه السلام - يقودونه إليه.

فقال: يا علي ما تشتكي؟

قال: رمدا ما أبصر (3) معه وصداعا برأسي.

فقال: اجلس وضع رأسك على فخذي ثم تفل في يده ومسح بهاعلى عينيه ورأسه ودعا له فانفتحت عيناه وسكن الصداع. وأعطاه الرايةوكانت بيضاء وقال: امض بها فجبرئيل معك والنصر أمامك والرعب

____________

1 - من م.

2 - هكذا في ج و أ. وفي سائر النسخ: أرونية.

3 - م: فقال: رمدة لا أبصر.


الصفحة 141
مبثوث في صدور القوم واعلم يا علي أنهم يجدون في كتابهم أن الذييدمر عليهم رجل (1) اسمه إليا (2) فإذا لقيتهم فقل: أنا علي بن أبيطالب. فإنهم يخذلون إن شاء الله.

فمضى علي - عليه السلام - حتى أتى الحصن فخرج مرحبوعليه درع ومغفرة وحجر قد ثقبه (3) مثل البيضة على رأسه فاختلفابضربتين فبدر به علي - عليه السلام - [ بضربة هاشمية ] (4) فقد الحجروالمغفر ورأسه حتى وقع السيف على أضراسه وخر صريعا.

وقال حبر منهم: لما قال أمير المؤمنين - عليه السلام - أنا عليبن أبي طالب خامرهم (5) رعب شديد وانهزم من كان تبع (6) مرحبا وأغلقواباب الحصن. فعالجه أمير المؤمنين - عليه السلام - ففتحه وأخذ البابوجعله جسرا على الخندق حتى عبر (7) عليه المسلمون فظفروا بالحصنوأخذوا الغنائم. ولما انصرفوا رمى به بيمناه أذرعا وكان يغلقه عشرونرجلا. ورام المسلمون حمل ذلك الباب فلم ينقله (8) إلا سبعون رجلا.

وقال - عليه السلام -: وما قلعت باب خيبر بقوة جسمانية

____________

1 - من م.

2 - قال العلامة البياض في الصراط المستقيم 2 / 36: وعلي ذكر اسمه في الكتب السالفة كما ذكراسم النبي - صلى الله عليه وآله - فيها، كما قال الرب الجليل: (يجدونه مكتوبا عندهم في التوراةوالإنجيل (الأعراف / 157).

3 - ج و أ: نصبه.

4 - ليس في م، ج و أ.

5 - أ: ضامرهم.

ش: جازهم.

6 - ش و أ. مع.

7 - ج و أ: تمر: تمر.

8 - هكذا في م. وفي ج ود: (فلم يقله). وفي ش و أ: (فلم يغلقه).


الصفحة 142
ولكن بقوة ربانية (1).

وفي غزاة الفتح: التي وعد الله - تعالى - نبيه بنصره فقال (2):

(إذا جاء نصر الله والفتح) كانت الراية مع علي - عليه السلام - وكانعهد رسول الله - صلى الله عليه وآله - أن لا يقاتلوا بمكة إلا من قاتلهم (3)سوى نفر كانوا يؤذونه. فقتل أمير المؤمنين الحارث بن نفيل بن كعب وكانيؤذى رسول الله - صلى الله عليه وآله - بمكة. ولما دخل النبي - صلى الله عليه وآله - [ مكة، دخل ] (4) المسجد فوجد فيه ثلاثمائة وستين صنما

____________

1 - الإرشاد، للمفيد / 66.

2 - نصر / 1.

3 - م: قاتلكم.

4 - ليس في ج و أ.


الصفحة 143
بعضها مشدود ببعض بالرصاص فقال: يا علي أعطني كفا من الحصافناوله كفا [ من الحصى ] (1) فرماها به وهو يقول: (قل جاء الحق وزهقالباطل إن الباطل كان زهوقا) (2) فلم يبق فيها صنم إلا خر لوجههوأخرجت من المسجد وكسرت (3).

وفي غزاة حنين: استظهر رسول الله - صلى الله عليه وآله - بكثرةالجمع فخرج في عشرة آلاف من المسلمين فأعجب أبا بكر الكثرة وقال:

لن نغلب (4) اليوم من قلة فعالهم (5). فلما التقوا انهزموا جميعا ولم يبق معرسول الله - صلى الله عليه وآله - من المسلمين (6) سوى تسعة نفر [ من بنيهاشم ] (7) وعاشرهم أيمن بن أم أيمن فقتل وبقيت (8) التسعة. فأنزل الله

____________

1 - ليس في ج.

2 - الإسراء / 81.

3 - الإرشاد، للمفيد / 72.

4 - م: لن يغلب.

5 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: فعانهم.

6 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: بني هاشم.

7 - من م.

8 - م: وقتل وبقي.


الصفحة 144
- تعالى (1) - (ثم وليتم مدبرين * ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلىالمؤمنين.) يريد عليا - عليه السلام - ومن ثبت معه. وكان علي - عليهالسلام - قائما بالسيف بين يديه. والعباس عن يمينه (2) والفضل بنالعباس عن يساره وأبو سفيان بن الحارث ممسك بسرجه ونوفل وربيعة ابناالحارث وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب وعتبة ومعتب (3) ابنا أبي لهبحوله.

فقال النبي - صلى الله عليه وآله - للعباس وكان جهوريالصوت: ناد في الناس وذكرهم العهد.

فنادى: يا أهل بيعة الشجرة يا أصحاب سورة البقرة إلى أينتفرون؟ اذكروا العهد الذي عاهدتم (4) عليه رسول الله والقوم قد ولوامدبرين وكانت ليله ظلماء ورسول الله - (ص) - في الواديوالمشركون قد خرجوا عليه من شعاب الوادي بسيوفهم فنظر إلى الناسببعض وجهه فأضاء كأنه القمر ثم نادى: أين ما عاهدتم الله عليه؟

فاسمع (5) أولهم وآخرهم فلم يسمعها رجل إلا رمى نفسه إلىالأرض فانحدروا حتى لحقوا العدو. وجاء رجل من هوازن اسمه أبوجزول ومعه راية سوداء فقتله أمير المؤمنين - عليه السلام - وكانتهزيمة المشركين بقتل أبي جزول. وقتل أمير المؤمنين - صلوات الله عليه -

____________

1 - التوبة / 25 - 26.

2 - م، ج و أ: يمين رسول الله.

3 - ش ود: (عقبة وعقب) بدل: (عتبة ومعتب).

4 - هكذا في م و أ. وفي سائر النسخ: عاهدكم.

5 - ج و أ: فاستمع.


الصفحة 145
بعد ذلك أربعين رجلا فكملت (1) الهزيمة وحصل الأسر (2).

وفي غزاة تبوك: أوحى الله - تعالى - إلى نبيه أنه لا يحتاج إلىالقتال وكلفه المسير بنفسه واستنفار (3) الناس معه. فاستنفرهم (4) النبي- صلى الله عليه وآله - إلى بلاد الروم وقد أينعت ثمارهم واشتد الحرفأبطأ أكثرهم عن طاعته حرصا على المعيشة وخوفا من الحر ولقاء العدوونهض بعضهم. واستخلف أمير المؤمنين - عليه السلام - على المدينة وعلىأهله بها وحريمه. وقال - صلى الله عليه وآله -: إن المدينة لا تصلح إلا بيأو بك. لأنه - عليه السلام - علم ما عليه الأعراب الذين حول مكةوغزاهم وسفك دماءهم فأشفق أن يطأوا (5) على المدينة عند نأيه عنها فمتىلم يقم فيها من يماثله وقع الفساد فيها. ولما علم المنافقون استخلافه لهحسدوه وعلموا أن المدينة تتحفظ به وينقطع (6) [ طمعهم و ] (7) طمع العدوفيها (8) وغبطوه على الدعة عند أهله فأرجفوا به وقالوا: إنه لم يستخلفهإكراما له وإجلالا بل [ استقلالا به و ] (9) استثقالا به. مع علمهم بأنهأحب الناس إليه.

فلحق بالنبي - صلى الله عليه وآله - وقال (10): إن المنافقين زعمواإنك خلفتني استثقالا بي.

____________

1 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: فتكملت.

2 - تاريخ الطبري 2 / 344 + إرشاد المفيد / 74 + مناقب ابن شهرآشوب 1 / 210.

3 - م: استفزاز. أ: يستنفر.

4 - م: فاستفزهم.

5 - ج و أ: يطلوا.

6 - هكذا في م و أ. وفي سائر النسخ: يتقطع.

7 و 8 و 9 - من م.

10 - ش: قالوا له.


الصفحة 146
فقال: ارجع يا أخي إلى مكانك. فإن المدينة لا تصلح إلا بي أوبك. فأنت خليفتي في أهلي ودار هجرتي وقومي. أما ترضى أن تكون منيبمنزلة هارون من موسى. إلا أنه لا نبي بعدي.

ولما رجع النبي - صلى الله عليه وآله - من تبوك [ إلى المدينة ] (1)

____________

1 - ليس في م.


الصفحة 147

الصفحة 148

الصفحة 149
ورد عليه عمرو بن معدي كرب الزبيدي (1) فوعظه النبي - صلى الله عليهوآله - فأسلم (2) هو وقومه. ونظر إلى ابن عثعث (3) الخثعمي فأخذ برقبتهثم جاء به إلى النبي - صلى الله عليه وآله - وقال: هذا قتل والدي.

فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: أهدر الإسلام ما كان فيالجاهلية.

____________

1 - من م.

2 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: فآمن.

3 - هكذا في ج و أ. وفي د و ش: (أبي عثعث). وفي م: (أبي غشغث).


الصفحة 150
فارتد عمرو. فانفذ رسول الله - صلى الله عليه وآله - أمير المؤمنين- عليه السلام - إلى بني زبيد فلما رأوه قالوا لعمرو: كيف أنت يا أباثور إذا لقيك هذا الغلام القرشي فأخذ منك الإتاوة (1)؟

فقال: سيعلم أني إن لقيني. وخرج عمرو وقال: من يبارز؟

فخرج علي - عليه السلام - وصاح به فانهزم فقتل أخاه وابنأخيه وأخذ امرأته وسبى منهم نسوان كثيرة. وانصرف أمير المؤمنين - عليهالسلام - وخلف على بني زبيد خالد بن سعيد ليقبض صدقاتهم ويؤمن منيعود إليه مسلما. فرجع عمرو بن معدي كرب إلى خالد وأسلم وكلمه في امرأته وأولاده فوهبهم له.

وكان أمير المؤمنين - عليه السلام - قد اصطفى من السبي جارية. فبعث خالد بن الوليد بريدة الأسلمي إلى النبي - صلى الله عليه وآله -قبل الجيش وقال: اعلمه بالاصطفاء.

فلما وصل إلى باب النبي - صلى الله عليه وآله - لقيه عمر بنالخطاب فحكى له (2) فقال له: امض لما جئت له فإن النبي - صلى الله عليه وآله - سيغضب لابنته.

فدخل بريدة إلى النبي - صلى الله عليه وآله - بكتاب خالد بنالوليد فجعل بريده يقرأه ووجه النبي يتغير. وقال بريدة: يا رسول الله إنرخصت للناس في مثل هذا ذهب فيهم.

فقال له النبي - صلى الله عليه وآله - ويحك يا بريده

____________

1 - ش: الإثارة.

أ: الاوتارة.

2 - م: فحكى له، قال له قال.


الصفحة 151
أحدثت نفاقا أن علي بن أبي طالب [ يحل له من الفئ ما يحل لي أن علي بن أبي طالب ] (1) خير الناس لك ولقومك وخير من أخلفه بعدي لكافة أمتي.

يا بريدة احذر أن تبغض عليا فيبغضك الله فاستغفر بريدة (2).

وفي غزاة السلسلة: جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وآله -وقال: إن جماعة من العرب قد اجتمعوا بوادي الرمل على أن يبيتوك بالمدينة.

فقال النبي - عليه السلام - لأصحابه: من لهؤلاء؟

فقام جماعه من أهل الصفة وقالوا: نحن فول علينا من شئت.

فاقرع بينهم فخرجت القرعة على ثمانين رجلا منهم ومن غيرهم.

فأمر أبا بكر أن يأخذ اللواء ويمضي (3) إلى بني سليم وهم ببطن الواديفهزموه وقتلوا جمعا كثيرا من المسلمين وانهزم أبو بكر. فعقد لعمر وبعثهفهزموه فساء رسول الله - صلى الله عليه وآله - ذلك.

فقال عمرو بن العاص: ابعثني يا رسول الله.

فأنفذه فهزموه وقتلوا جماعه من أصحابه وبقي النبي - صلى اللهعليه وآله - أياما يدعو عليهم. ثم دعا بأمير المؤمنين - عليه السلام - وبعثهإليهم ودعا له وخرج معه مشيعا إلى مسجد الأحزاب وأنفذ جماعة معهمنهم أبو بكر وعمر وعمرو بن العاص. فسار الليل وكمن النهار حتىاستقبل من فمه. فلم يشك عمرو بن العاص في الفتح له فقال لأبي بكر: إنهذه أرض ذات ضباع (4) وذئاب وهي أشد علينا من بني سليم والمصلحةأن نعلو الوادي. وأراد إفساد الحال وأمره بأن يقول ذلك لأمير المؤمنين

____________

1 - ليس في م.

2 - إرشاد المفيد / 81.

3 - ج: المعنى.

4 - هكذا في ج. وفي سائر النسخ: سباع.


الصفحة 152
- عليه السلام - فقال له أبو بكر فلم يجبه أمير المؤمنين - عليه السلام -بحرف واحد.

فرجع إليهم وقال: والله ما أجابني حرفا واحدا.

فقال عمرو بن العاص لعمر بن الخطاب: امض أنت إليه فخاطبه.

ففعل فلم يجب أمير المؤمنين - عليه السلام - بشئ.

فلما طلع الفجر كبس (1) على القوم. ونزل جبرئيل (2) على النبي- صلى الله عليه وآله - بالحلف بخيله فقال: (والعاديات ضبحا) (3).

فاستبشر النبي - صلى الله عليه وآله - واستقبل عليا - عليه السلام -[ فنزل علي عليه السلام، ] (4) وقال له النبي: لولا أن أشفق أن تقول فيكطوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح لقلت فيك اليوم مقالا لا تمربملأ منهم إلا أخذوا التراب من تحت قدميك اركب فإن الله ورسوله عنكراضيان (5).

وأما بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وآله - فإنه ابتلي أكثر عمرهبالحروب - أيضا. ففي وقعة الجمل نكث طلحة والزبير بيعتهما لأمير المؤمنين- عليه السلام -. وكانت عائشة بالمدينة تحرض الناس على قتل عثمانوتقول: اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا فلقد أبلى سنة رسول الله - صلى اللهعليه وآله - وهذه ثيابه لم تبل (6). وخرجت إلى مكة وقتل عثمان وعادتإلى بعض الطريق فسمعت بقتله وأنهم بايعوا عليا - عليه السلام - فرجعت

____________

1 - م: لبس.

2 - ليس في ج و أ.

3 - العاديات / 1.

4 - ليس في م.

5 - الإرشاد، للمفيد / 86.

6 - شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد 6 / 215 + تذكرة الخواص / 64 و 66.


الصفحة 153
وقالت: لأطلبن بدمه.

وخرج طلحة والزبير من المدينة فأظهرا إرادة العمرة واستاذنا أميرالمؤمنين - عليه السلام -. فقال: والله ما تريدان العمرة بل الغدرة (1).

فلما وصلا مكة إلى عائشة [ أخرجاها إلى البصرة.

وترحل (2) أمير المؤمنين - عليه السلام - بطلبهم وكتب إليهما وإلىعائشة ] (3) بالرجوع عما يكرهه الله - تعالى - والدخول فيما عاهداه بهفامتنعوا. فرفع يديه إلى السماء وقال: اللهم إن طلحة بن عبيد الله أعطانيصفقة يمينه طائعا ثم نكث بيعتي اللهم فعاجله ولا تمهله وأن الزبير بنالعوام قطع قرابتي ونكث عهدي وظاهر عدوي ونصب الحرب لي وهو يعلمأنه ظالم اللهم فاكفنيه كيف شئت وأنى شئت. ثم تصافوا وتقاربوالابسي (4) الأسلحة وأمير المؤمنين - عليه السلام - بين الصفين عليه قميصورداء وعلى رأسه عمامة سوداء. فلما رأى أنه لا بد من الحرب نادى بأعلىصوته: أين الزبير بن العوام فليخرج إلي؟

فخرج إليه ودنى منه.

فقال له: يا أبا عبد الله ما حملك على ما صنعت؟

فقال: الطلب بدم عثمان فقال: أنت وأصحابك قتلتموه فيجبعليك أن تقيد (5) من نفسك. ولكن أنشدك الله الذي لا إله إلا هو أما

____________

1 - الإرشاد، للمفيد / 130.

2 - ج: ورحل.

أ: ودخل.

3 - ليس في م.

4 - م: وألقى.

ش ود: ولاقتني.

5 - ج و أ: تفتد.


الصفحة 154
تذكر يوما قال لك رسول الله - صلى الله عليه وآله -: يا زبير أتحب عليا؟

فقلت: وما يمنعني من حبه وهو ابن خالي فقال لك أما إنك (1) لتخرج (2)عليه يوما وأنت ظالم له. فقال الزبير: اللهم بلى. فقد كان ذلك.

فقال - عليه السلام - فأنشدك الله أما تذكر يوما جاء رسول الله- صلى الله عليه وآله - من عند عبد الرحمن بن عوف وأنت معه وهو آخذبيدك فاستقبلته أنا فسلمت فضحك في وجهي وضحكت أناله (3) فقلت أنت لا يدع ابن أبي طالب زهوه أبدا. فقال لك النبي - صلى الله عليه وآله -: مهلا يا زبير فليس به زهو ولتخرجن (4) عليه يوما وأنتظالم له.

فقال الزبير: اللهم بلى و [ لكني أنسيت وأما إذا ] (5) ذكرتني ذلكفلأنصرفن عنك ولو ذكرت هذا لما خرجت عليك.

ثم رجع إلى عائشة.

فقال له ابنه: ما رد بك؟

فقال: اذكرني حديثا من رسول الله - صلى الله عليه وآله - فيحقه كنت أنسيته.

فقال له: بل [ جبنت ] (6) وخفت من سيوف ابن أبي طالب.

فرجع (7) مغضبا إلى صف علي - عليه السلام - للقتال فقال أمير

____________

1 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: أنت.

2 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: فستخرج.

3 - ج و أ: إليه.

4 - م: تخرج.

5 - ليس في م. وفيه: (ولكن إذا) بدلا منه.

6 - ليس في م.

7 - ش، د و م: فخرج.


الصفحة 155
المؤمنين - عليه السلام -: أفرجوا له فإنه محرج (1) فدخل في الصفوخرج وقال لولده: رأيت ما صنعت. لو خائفا ما فعلت ذلك؟ ثمشق الصفوف وخرج من بينهم ونزل على قوم من بني تميم فقام إليه عمرو (2)بن جرموز المجاشعي فقتله حين نومه (3) وكان في ضيافته (4). فنفذت فيهدعوة أمير المؤمنين - عليه السلام -.

وأما طلحة فجاءه سهم وهو قائم للقتال فقتله.

ثم التحم القتال فتقدم رجل يقال له: عبد الله من أصحابالجمل فجال بين الصفوف وقال: أين أبو الحسن؟ فخرج إليه علي - عليهالسلام - وشد عليه وضربه بالسيف فاسقط عاتقه ووقع قتيلا. ثم خرجرجل وتعرض لعلي - عليه السلام - فخرج إليه وضربه على وجهه فسقطنصف قحف رأسه.

ثم خرج (5) ابن أبي خلف الخزاعي وقال: هل لك يا علي فيالمبارزة؟

فقال علي: ما أكره ذلك ولكن ويحك يا ابن أبي خلف ماراحتك [ في القتل ] (6) وقد علمت من أنا؟

فقال: ذرني يا ابن أبي طالب من كبرك وادن مني لترى أينايقتل صاحبه.

____________

1 - م: (فخرج) بدل: (فإنه محرج).

2 - م: عمر.

3 - م: (من يومه) بدل: (حين نومه).

4 - أ: مناقبه.

ش: ضيافة.

5 - م: أتى.

6 - ليس في أ.


الصفحة 156
فثنى علي - عليه السلام - عنان فرسه إليه فبدره ابن أبي خلفبضربة فأخذها أمير المؤمنين - عليه السلام - في الجحفة ثم عطف عليهفقطع يمينه ثم ثنى فأطار قحف رأسه. واستعرت الحرب حتى عقر الجملوسقط. وكان عدة من قتل من جند الجمل ستة عشر ألفا وستمائة وتسعينوكانوا ثلاثين ألفا. ومن أصحاب أمير المؤمنين - عليه السلام - ألفوسبعون رجلا (1) وكانوا عشرين ألفا (2).

وفي وقعة صفين خرج من عسكر معاوية المخراق بن عبد الرحمنوطلب البراز فخرج إليه من عسكر علي - عليه السلام - المؤمل بن عبيدالله المرادي (3) فقتله الشامي فخرج فتى من الأزد فقتله الشاميفتنكر أمير المؤمنين - عليه السلام - وخرج والشامي يطلب البراز فقتله.

ثم خرج فارس فقتله وهكذا حتى قتل سبعة فأحجم عنه الناس ولميعرفوه.

فقال معاوية لعبد له يقال له حرب وكان شجاعا: أخرج إلى هذاالفارس فاكفني أمره.

فقال أنا أعلم (4) أنه سيقتلني فإن شئت خرجت إليه وإن شئتفاستبقني (5) لغيره. فقال له: لا تخرج.

ثم رجع أمير المؤمنين - عليه السلام - حيث لم يخرج إليه أحد إلى

____________

1 - ش، د و م: ألف وتسعمائة رجلا.

2 - شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد 6 / 215 + الإرشاد المفيد / 131 + تذكرة الخواص / 66.

3 - ش ود: المؤمل عبد الله المرادي.

م: المؤمل بن عبد الله المرادي.

4 - م: عالم.

5 - م: فأبقى ستبقني.


الصفحة 157
عسكره فخرج رجل من أبطال الشام اسمه كريب (1) بن الصباح يطلبالبراز فخرج إليه المبرقع الجولاني (2) فقتله الشامي.

وخرج إليه آخرفقتله - أيضا. فخرج إليه علي - عليه السلام - وقال له: اتق الله واحفظنفسك.

قال: من أنت؟

قال: أنا علي بن أبي طالب.

قال: ادن مني.

فمشى إليه فاختلفا بضربتين فبدره علي - عليه السلام - فقتله.

فخرج إليه آخر فقتله حتى قتله أربعة من الأبطال.

ثم قال: يا معاوية هلم إلى مبارزتي ولا تقتل العرب بيننا.

فقال معاوية: لا حاجة لي في ذلك (3) فخرج عروة بن داودفقال: يا علي إن كان معاوية قد كره مبارزتك فهلم إلى مبارزتي.

فضربه علي - عليه السلام - فوقع قتيلا (4).

ثم جاء الليل. وخرج أمير المؤمنين - عليه السلام - يوما آخرمتنكرا وطلب البراز فخرج إليه عمرو بن العاص وهو لا يعلم أنه عليوعرفه علي - عليه السلام - فاطرد بين يديه ليبعده عن عسكره فتبعه عمروثم عرفه فولى ركضا فلحقه علي - عليه السلام - فطعنه فوقع الرمح فيفضول درعه فسقط وخشي أن يقتله فرفع رجليه فبدت سوءته فصرف أمير

____________

1 - أ: كرب.

2 - أ: الخولاني.

م: الحولاني.

3 - وقعة صفين / 316.

4 - نفس المصدر / 458.


الصفحة 158
المؤمنين - عليه السلام - عنه وجهه (1) وانصرف إلى عسكره وجاء عمروإلى معاوية فضحك منه. قال: مم تضحك؟ والله لو بدا لعلي من صفحتكما بدا له من صفحتي إذا لأوجع قذالك وأيتم عيالك وانتهب (2) مالك.

فقال معاوية: لكن حصلت لك فضيحة الأبد.

وكان بسر بن أرطاة من أصحاب معاوية من شر الناس وأقدمهمعلى معاصي الله لما سمع طلب علي - عليه السلام - مبارزة معاويةقال: أنا أخرج إليه. فخرج فحمل علي - عليه السلام - عليه فسقطبسر عن فرسه على قفاه ورفع رجليه فانكشفت سوءته (3) فرجع أميرالمؤمنين - عليه السلام - عنه وضحك معاوية وصاح فتى من أهلالكوفة: ويلكم يا أهل الشام أما تستحون لقد علمكم ابن العاصكشف الأستاه الحروب.

وفي ليلة الهرير باشر الحرب بنفسه خاصة وكان كلما قتل قتيلاكبر فعد تكبيره فبلغ خمسمائة وثلاثا وعشرين تكبيرة وعد قتلى الفريقينفي صبيحة تلك الليلة فبلغت ستة وثلاثين ألف قتيل. واستظهر حينئذأصحاب أمير المؤمنين - عليه السلام - وزحف مالك الأشتر حتى ألجأهم (4)إلى معسكرهم.

فلما رأى عمرو بن العاص الحال قال لمعاوية (5): نرفع المصاحفوندعوهم إلى كتاب الله - تعالى -.

____________

1 - نفس المصدر / 407.

2 - ج و أ: أنهب.

3 - نفس المصدر / 461.

4 - م - (ألجانهم). وفي سائر النسخ: (أنجاهم).

5 - ليس في د و م.