ومن تفسير الثعلبي قال ابن عمر: كان لعلي عليه السلام ثلاثة، لو كانت لي واحدة منهن كانت أحب إلي من حمر النعم، تزويجه بفاطمة عليهما السلام، وإعطاؤه الراية يوم خيبر، وآية النجوى(1).
وروى رزين العبدري في " الجمع بين الصحاح الستة "، عن علي عليه السلام: ما عمل بهذه الآية غيري، وبي خففت الله تعالى عن هذه الأمة(2)، وهذا يدل على أفضليته عليهم، فيكن أحق بالإمامة.
البرهان التاسع عشر:
قوله تعالى: (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا)(3).
قال ابن عبد البر - وأخرجه أبو نعيم أيضا - قال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة أسري به جمع الله تعال بينه وبين الأنبياء، ثم قال له: سلهم يا محمد على ماذا بعثتم؟ فقالوا: بعثنا على شهادة أن
____________
(1) الصراط المستقيم 1: 181 عن تفسير الثعلبي، ورواه الزمخشري في الكشاف 4: 94، ذيل آية المناجاة، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب: 136 - 137، والبياضي العاملي في الصراط المستقيم 1: 180 عن تفسير الثعلبي أيضا.
(2) العمدة لابن البطريق: 186 / الحديث 287 عن كتاب الجمع بين الصحاح الستة وقال ابن البطريق: إعلم أن في هذه الآية تنويها بذكر أمير المؤمنين عليه السلام، وإثباتا لكونها منقبة خاصة له، لأن الله سبحانه وتعالى قد جعل لكل مؤمن طريقا إلى العمل بهذه الآية إلا الأقل لأنه سبحانه وتعالى ما جعل للصدقة التي تقدم بين يدي نجوى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حدا مقدرا، فيقال أنه يعجز عنه الفقير ويتأتى ذلك على الموسر، وإنما جعل ذلك بحسب الإمكان، على الموسع قدره وعلى المقتر قدره، بحيث لو أراد أكثر أقارب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه العمل بذلك لقدروا عليه ولم يكن ذلك عليهم متعذرا، فترك الكل لاستعمال هذه الآية دليل على أنه سبحانه وتعالى جعلها منقبة له خاصة ليتميز بها عن غيره...
ثم قال: ويزيده بيانا وإيضاحا، أن النسخ لهذه الآية إنما حصل عقيب فعل أمير المؤمنين عليه السلام، فحصوله عقيب فعله يدل على أنها كانت لإظهار منقبته من قبل الله تعالى.
ويزيده أيضا بيانا أن أحدا لا يدعيها لغيره عليه السلام من كافة أهل السلام، وحصول الإجماع عليها من أدل دليل أيضا.
(3) الزخرف: 45.
وهذا تصريح بثبوت الإمامة لعلي عليه السلام.
البرهان العشرون:
قوله تعالى: (وتعيها أذن واعية)(2).
في تفسير الثعلبي: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سألت الله عز وجل أن يجعلها أذنك يا علي(3).
ومن طريق أبي نعيم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي، إن الله عز وجل أمرني أن أدنيك وأعلمك لتعي، وأنزلت هذه الآية أذن واعية، فأنت أذن واعية للعلم.(4)
____________
(1) أخرجه الحاكم الحسكاني في شواهده 2: 222 - 225 / الأحاديث 855 - 858، والخوارزمي في المناقب:
312 / الفصل 19 - الحديث 312، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب: 75 / الباب 5، وقال: رواه الحاكم في النوع الرابع والعشرين من معرفة علوم الحديث.
(2) الحاقة: 12.
(3) أخرجه الزمخشري في الكشاف 4: 600 ذيل الآية، والخوارزمي في المناقب: 282 - 283 / الحديث 277، والحاكم الحسكاني في شواهده 2: 361 / الحديث 1007، و 2: 365 / الحديث 1011، و 2: 368 - 371 / الأحاديث 1013 - 1019، و 2: 376 - 378 / الأحاديث 1026 - 1029، وابن المغازلي في المناقب: 318 - 319 / الحديث 363، والسيوطي في الدر المنثور 6: 260 ذيل الآية.
(4) أخرجه الواحدي النيسابوري في أسباب النزول: 294، وابن المغازلي في المناقب: 319 / الحديث 364.
والخوارزمي في المناقب: 282 / الحديث 276، والحاكم الحسكاني في شواهده 2: 363 - 364 / الأحاديث 1008 - 1010، و 2: 366 / الحديث 1012، و 2: 372 - 375 / الأحاديث 1020 - 1025، و 2: 377 / الحديث 1027، والطبري في تفسيره 29: 35 ذيل الآية، والسيوطي في الدرر المنثور 6: 260 ذيل الآية أخرجه عن ابن جرير وابن أبي حاتم والواحدي وابن مردويه وابن عساكر وابن النجار عن بريدة، وعن أبي نعيم في الحلية عن علي.
وأخرجه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء 1: 67، وأخرجه الديلمي في الفردوس 5: 329 / الحديث 8338 مرفوعا: يا علي، إن الله أمرني أن أدنيك فأعلمك التقى، وأنزلت هذه الآية (وتعيها أذن واعية)، فأنت أذن واعية لعلمي.
البرهان الحادي والعشرون:
سورة (هل أتى).
في تفسير الثعلبي، من طرق مختلفة، قال: مرض الحسن والحسين عليه السلام، فعادهما جدهما(1) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعامة العرب، فقالوا له: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك! فنذر صوم ثلاثة أيام، وكذا نذرت أمهما فاطمة عليها السلام وجاريتهم فضة، فبرءا وليس عند آل محمد قليل ولا كثير، فاستقرض علي عليه السلام ثلاثة أصوع من شعير، فقامت فاطمة عليه السلام إلى صاع فطحنته واختبزت منه خمسة أقراص، لكل واحد منهم قرصا، وصلى علي عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم المغرب، ثم أتى المنزل، فوضع الطعام بين يديه، إذ أتاهم مسكين، فوقف بالباب، فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة!
فسمعه علي عليه السلام فأم ر بإعطائه، فأعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلهم لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح.
فلما أن كان اليوم الثاني، قامت فاطمة عليها السلام فاختبزت(2) صاعا، وصلى علي عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم أتى المنزل، فوضع الطعام بين يديه، فأتاهم يتيم، فوقف بالباب، وقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، يتيم من أولاد المهاجرين استشهد والدي يوم العقبة، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة! فسمعه علي عليه السلام فأمر بإعطائه، فأعطوه الطعام، ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح.
فلما كان اليوم الثالث قامت فاطمة عليها السلام إلى الصاع الثالث فطحنته واختبزته، وصلى علي عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم أتى المنزل، فوضع الطعام بين يديه، إذ أتاهم أسير فوقف بالباب،
____________
(1) ليس في " ش 1 ".
(2) في " ش 2 ": فخبزت.
فلما كان اليوم الرابع - وقد وفوا نذرهم(2) - أخذ علي عليه السلام الحسن بيده اليمني والحسين بيده اليسرى وأقبل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع، فلما بصر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: يا أبا الحسن، ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم، انطلق بنا إلى منزل(3) ابنتي فاطمة، فانطلقوا إليها(4) وهي في محرابها قد لصق ظهرها ببطنها من شدة الجوع وغارت عيناها، فلما رآها النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: وا غوثاه بالله أهل بيت محمد يموتون جوعا. فهبط جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا محمد، خذ ما هناك الله في أهل بيتك، قال:
وما آخذ يا جبرئيل؟ فأقرأه (هل أتى على الإنسان)(5).
وهي تدل على فضائل جمة لم (يسبق إلهيا)(6) أحد ولا يلحقه أحد، فيكون أفضل من غيره، فيكون هو الإمام.
البرهان الثاني والعشرون:
قوله تعالى: (الذي جاء بالصدق وصدقه به)(7).
____________
(1) في " ش 1 " و " ش 2 ": من.
(2) ق " ش 1 " و " ش 2 ": نذورهم.
(3) في " ر " فقط.
(4) في " ر " فقط.
(5) الإنسان: 1.
(6) في " ش 1 " و " ش 2 ": يسبقه بها.
(7) الزمر: 33.
ومن طريق الفقيه الشافعي، عن مجاهد، في قوله تعالى: (والذي جاء بالصدق وصدق به) قال: جاء به محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وصدق به علي عليه السلام(2). وهذه فضيلة اختص بها عليه السلام، فيكون هو الإمام.
البرهان الثالث والعشرون:
قوله تعالى: (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين)(3).
من طريق أبي نعيم، عن أبي هريرة: قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مكتوب على العرش " لا إله إلا الله وحد لا شريك له، محمد عبدي ورسولي أيدته بعلي بن أبي طالب "، وذلك قوله تعالى في كتابه: (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين)، يعني علي بن أبي طالب(4) وهذه
____________
(1) أخرجه ابن المغازلي في المناقب: 269 - 270 / الحديث 317، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب: 233 / الباب 62، وقال: هكذا ذكره ابن عساكر في تاريخه، ورواه عن جماعة من أهل التفسير بطرقه، والسيوطي في الدر المنثور 5: 328 ذيل الآية عن ابن مردويه عن أبي هريرة.
(2) مناقب ابن المغازلي 269 - 270 / الحديث 317.
(3) الأنفال: 62.
(4) رواه أبو نعيم في " ما أنزل من القرآن في علي " كما في " النور المشتعل من كتاب ما نزل من القرآن في علي ": 89 / الحديث 17.
وأخرجه الحاكم الحسكاني في شواهده 1: 292 / الحديث 299 عن أبي هريرة، وفي 1: 294 / الحديث 301 عن أنس باختلاف، وفي 1: 295 - 296 / الحديث 302 عن جابر بلفظ قريب، وفي 1: 297 - 298 / الحديثان 303 و 304 عن أبي الحمراء بلفظ قريب.
وأخرجه الكنجي الشافعي في الكفارة: 234 / الباب 62 عن أبي هريرة، وقال: ذكره ابن جرير في تفسيره وابن عساكر في تاريخه.
ورواه المحب الطبري في ذخائر العقبى: 69 عن أبي الخمسين، وقال: خرجه الملا في سيرته.
ورواه السيوطي في الدر المنثور 3: 199 عن ابن عساكر، ورواه القندوزي في الينابيع 1: 279 - 280 / الحديث عن أبي نعيم الحافظ بسنده عن أبي هريرة وابن عباس، وفي 1: 282 / الحديث 4 عن كتاب الشفاء بسنده عن أبي الحمراء.
البرهان الرابع والعشرون:
قوله تعالى: (أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين)(1).
من طريق أبي نعيم، قال: نزلت في علي بن أبي طالب(2).
وهذه فضيلة لم تحصل لأحد من الصحابة غيره، فيكون هو الإمام.
البرهان الخامس والعشرون:
قوله تعالى: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه)(3).
قال الثعلبي: إنها نزلت في علي عليه السلام(4)، وهذا يدل على أنه أفضل، فيكون هو الإمام.
____________
(1) الأنفال: 64.
(2) رواه أبو نعيم في " ما نزل من القرآن في علي " كما في " النور المشتعل ": 92 / 7 الحديثان 18 و 19، ورواه البياضي العاملي في الصراط المستقيم 1: 294 عن أبي نعيم الحافظ. وأخرجه الحاكم الحسكاني في شواهده 1: 301 / الحديثان 305 و 306.
(3) المائدة: 54.
(4) تفسير الثعلبي، وعنه: تفسير البرهان للبحراني 1: 479 / الحديث 7 ذيل الآية، والعمدة لابن البطريق: 158 في حديث الراية بعد نقله روايات كثيرة من الصحاح عن فتح خيبر. ثم قال ابن البطريق: إعلم أن إعطاء الراية لأمير المؤمنين عليه السلام في يوم خيبر كان غاية في التبجيل له، ونهاية في لتعظيم، لأنه أبان عن أشياء توجب ذلك، والتنزيه عن أشياء توجب ضد ذلك، فما يوجب المدح والتعظيم والتبجيل فهو محبة الله تعالى ومحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المذكورين في لفظ هذه الأخبار الصحاح، ولم يجب له ذلك إلا من حيث الجد في الإقدام، والإخلاص في الجهاد، يدل على ذلك قوله سبحانه وتعالى (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم).
وما وصفه الله سبحانه وتعالى بالفوز العظيم، فليس بعده ملتمس مطلوب.
ثم وكد سبحانه وتعالى ذلك بقوله (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله كأنهم بنيان مرصوص)، فأبان محبته تعالى بماذا تحصل.
ثم أبان سبحانه وتعالى محبته لهم ومحبتهم له بماذا تكون، فقال تعالى مبينا لذلك (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين).
ثم كشف عن حقيقة حال من يحب الله تعالى، ومن يحبه الله تعالى، بقوله في تمام الآية (يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم) وهذه الآية بعينها في أمير المؤمنين عليه السلام خاصة، ذكرها الثعلبي في تفسيره كذلك.
البرهان السادس والعشرون:
قوله تعالى: (الذين آمنوا بالله ورسوله أولئك هم الصديقون)(1) (روى أحمد بن حنبل، بإسناده إلى ابن أبي ليلى عن أبيه، قال: قال رسول الهل صلى الله عليه وآله وسلم:
الصديقون)(2) ثلاثة: حبيب بن موسى النجار مؤمن آل يس، الذي قال (يا قوم اتبعوا المرسلين)(3) وحزقيل مؤمن آل فرعون، الذي قال (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله)(4).
وعلي بن أبي طالب عليه السلام الثالث، وهو أفضلهم.
ونحوه رواه الفقيه ابن المغازلي الشافعي، وصاحب كتاب " الفردوس "(5).
____________
(1) الحديث: 19.
(3) العبارة بين الأقواس ساقطة من " ش 1 ".
(3) يس: 20.
(4) غافر: 28.
(5) ذخائر العقبى: 56 عن المناقب لأحمد، وشرح النهج لابن أبي الحديث: 2: 431، وأخرجه ابن المغزلي في المناقب: 245 - 247 / الحديثان 293 و 294 والديلمي في الفردوس 2: 421 / الحديث 3866 بسنده عن علي بن داود بن بلال بن أجنحة مرفوعا، والحاكم الحسكاني في شواهده 1: 306 - 307 / الأحاديث 939 - 942، وفي 1: 303 - 304 / الحديث 938 مثله باختصار في اللفظ - ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق ترجمة الإمام علي عليه السلام 1: 91 - / 92 / الحديث 126، والخوارزمي في المناقب:
310 / الحديث 30 ط كما في رواية الحسكاني الأخيرة.
وأخرجه السيوطي في الدر المنثور 5: 262 ذيل الآية 20 من سورة يس عن أبي داود وأبي نعيم وابن عساكر والديلمي. كما أخرج قريبا منه عن البخاري في تاريخه عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصديقون ثلاثة: حزقيل مؤمن آل فرعون وحبيب النجار صاحب آل يس وعلي بن أبي طالب.
البرهان السابع والعشرون:
قوله تعالى: (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية)(1).
من طريق أبي نعيم الحافظ، بإسناده إلى ابن عباس، قال: نزلت في علي عليه السلام، كان معه أربعة دراهم، فأنفق بالليل درهما، وبالنهار درهما، وفي السر درهما، وفي العلانية درهما وكذا رواه الثعلبي في تفسيره.(2).
ولم يحصل لغير علي عليه السلام ذلك، فيكون أفضل، فيكون هو الإمام.
البرهان الثامن والعشرون:
ما رواه أحمد حنبل، عن ابن عباس، قال ليس من آية في القرآن (يا أيها الذين آمنوا) إلا وعلى رأسها وأميرها وشريفها وسيدها، ولقد عاتب الله عز وجل أصحاب
____________
(1) البقرة: 274.
(2) رواه أبو نعيم الحافظ في " ما أنزل من القرآن في علي " كما في " النور المشتعل ": 43 - 44 / الحديث. 2 وأخرجه الواحد النيسابوري في أسباب النزول: 58، وسبط ابن الجوزي في التذكرة: 13 - 14، والخوارزمي في المناقب: 281 / الحديث 275، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب: 232 / الباب 62 -، وابن المغازلي في المناقب: 280 / الحديث 325، والمحب الطبري في ذخائر العقبى: 88، والحاكم الحسكاني في شواهده 1: 140 - 149 / الأحاديث 155 - 163 عن ابن عباس بطرق متعددة، والسيوطي في الدر المنثور 1: 363، ذيل الآية عن عبد الرزاق وعبد حميد وابن جرير وابن منذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن عساكر.
وهذا يدل على أنه أفضل، فيكون هو الإمام.
البرهان التاسع والعشرون:
قوله تعالى: " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)(2).
من صحيح البخاري، عن كعب بن عجرة، قال: سألنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلنا: يا رسول الله، كيف الصلاة عليكم أهل البيت، فإن الله قد علمنا كيف نسلم؟ قال: قولوا: اللهم صلى على محمد وعلى(3) آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد(4).
ومن صحيح مسلم، قلنا: يا رسول الله، أما السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة
____________
(1) ذخائر لعقبي: 89، عن المناقب لأحد، وأخرجه الخوارزمي في المناقب: 266 - 267 / الفصل 17 - الحديث 249، وأبو نعيم الحافظ في الحلية 1: 64، والكنجي الشافعي في كفية الطالب: 139 - 140 بطريقين عن ابن عباس، وقال: هكذا رواه النجار، وقع إلينا عاليا من هذا الطريق بحمد الله.
ورواه الطبراني في معجمه الكبير: 11 / الحديث 11687، والحاكم الحسكاني في شواهده 1: 30 / الحديث 13 عن عكرمة عن ابن عباس. ثم قال: قال عكرمة: إني لأعلم أن لعلي منقبة لو حدثت بها لنفدت أقطار السماوات والأرض. أو قال: الأرض. وأخرجه سبط ابن الجوزي في التذكرة بعد نقله أبيات حسان بن ثابت التي يقول فيها:
من ذا بخاتمه تصدق راكعا | وأسرها في نفسه إسرارا |
من كان بات على فراش محمد | ومحمد أسرى يؤم الغارا |
من كان في القرآن سمي مؤمنا | في تسع آيات تلين غزارا |
وقال: أشار إلى قول ابن عباس: ما أنزل الله آية في القرآن إلا علي أميرها ورأسها. كما أخرجه السيوطي في تاريخ الخلفاء: 171 عن الطبراني وابن أبي حاتم، وأخرجه في الدور المنثور 1: 104 عن أبي نعيم في الحلية.
(2) الأحزاب: 56.
(3) في " ر " فقط.
(4) صحيح البخاري 6: 151 / كتاب التفسير - سورة الأحزاب، بسنده عن كعب بن عجرة، ورواه بلفظ قريب عن أبي سعيد الخدري.
ولا شك في(2) أن عليا أفضل آل محمد، فيكون أولى بالإمامة.
البرهان الثلاثون:
قوله تعالى: (مرج البحرين يلتقيان)(3).
من تفسير الثعلبي وطريق أبي نعيم، عن ابن عباس، في قوله تعالى (مرج البحرين يلتقيان) قال: علي وفاطمة، (بينهما برزخ لا يبغيان)(4) النبي صلى الله عليه وآله وسلم، (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان)(5) الحسن والحسين عليهما السلام(6).
ولم يحصل لغيره من الصحابة هذه الفضيلة، فيكن أولى بالإمامة.
البرهان الحادي والثلاثون:
قوله تعالى: (ومن عنده علم الكتاب)(7).
من طريق الحافظ أبي نعيم، عن ابن الحنفية، قال: هو علي بن أبي طالب عليه السلام(8).
____________
(1) صحيح مسلم 2: 16 / كتاب الصلاة - باب الصلاة على النبي، ورواه في نفس الصفحة بلفظ قريب عن أبي مسعود الأنصاري.
(2) في " ر " فقط.
(3) الرحمن: 19.
(4) الرحمن: 20.
(5) الرحمن: 22.
(6) ينابيع المودة 1: 354، عن تفسير الثعلبي، وأخرجه ابن المغازلي في المناقب: 339 / الحديث 390، وابن الصباغ في مقدمة الفصول المهمة: 28، والسيوطي في الدر المنثور 6: 142 - 143 ذيل الآية عن ابن مردويه عن ابن عباس، وأخرجه كذلك عن ابن مردويه عن أنس مختصرا.
وأخرجه الحاكم الحسكاني في شواهده 2: 284 - 289 / الأحاديث 918، 919، 920، 921 و 923 بألفاظ مختلفة، عن الضحاك وسلمان وابن عباس وأبي ذر والإمامين الصادق والرضا عليهما السلام.
(7) الرعد: 43.
(8) رواه أبو نعيم في " ما أنزل من القرآن في علي " كما في " النور المشتعل من كتاب ما نزل من القرآن في علي ": 125، ورواه الحاكم الحسكاني في شواهده 1: 401 / الحديث 424، والقندوزي في في ينابيع المودة 1: 307 / الحديث 8.
إنما ذلك علي بن أبي طالب.(1)
وهذا يدل أنه أفضل، فيكون هو الإمام.
البرهان الثاني والثلاثون:
قوله تعالى: يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه)(2).
روى أبو نعيم مرفوعا إلى ابن عباس، قال: أول من يكسى من حلل الجنة إبراهيم (عليه السلام) لخلته من الله، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم لأنه صفوة الله، ثم علي يزف بينهما إلى الجنان.
ثم قرأ ابن عباس (يوم لا يجزي الله النبي والذين آمنوا معه)، قال: على وأصحابه(3).
____________
(1) أخرجه عن الثعلبي، السيد البحراني في غاية المرام: 357 / الحديث 2، والقندوزي ى في الينابيع 1: 305 / الحديث 2.
وأخرجه الحاكم الحسكاني في شواهده 1: 400 - 405 / الأحاديث 422 و 423 و 425 عن أبي سعيد وابن عباس وعبد الله بن عطاء.
والقندوزي في ينابيع المودة 1: 305 / الحديث 1 عن عبد الله بن عطاء، والحديث 3 عن الباقر عليه السلام، والحديث 7 عن أبي سعيد الخدري، والحديث 12 عن محمد بن الحنفية والحديث 13 عن قيس بن سعد بن عبادة، وأخرج في أحاديث أخر أن المعني به الأئمة عليهم السلام.
وأخرج السيوطي في الدر المنثور 4: 69 عن سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في " ناسخة " عن سعيد بن جبير أنه سئل عن قوله: (ومن عنده علم الكتاب) أهو عبد الله بن سلام؟ قال: و كيف؟ وهذه السورة مكية؟!! وأخرجه أيضا القندوزي في الينابيع 1: 308 / الحديث 10 وفيه: قال: لا، وكيف وهذه السورة مكية وعبد الله بن سلام أسلم في المدينة بعد الهجرة؟!.
(2) التحريم: 8.
(3) أخرجه أبو نعيم في " ما نزل من القرآن في علي " كما في " النور المشتعل ": 262 - 263 / الحديث 72. وأخرجه في: 264 / الحديث 73 بلفظ قريب.
وأخرجه الخوارزمي في مناقبه: 309 / الحديث 305 عن ابن عباس، والقندوزي في ينابيع 2: 242 / الحديث 678 عن عبد الله بن مسعود، وقال: رواه صاحب الفردوس.
البرهان الثالث والثلاثون:
قوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية(1).
روى الحافظ أبو نعيم، بإسناده إلى ابن عباس، قال: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: هم أنت وشيعتك، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين، ويأتي عدوك غضابا(2) مقمحين(3).
____________
(1) البينة: 6.
(2) في " ش 1 " و " ش 2 ": عصاه.
(3) رواه الحافظ أبو نعيم في " ما نزل من القرآن في علي " كما في " النور المشتعل ": 273 - 274 / الحديث 76، و رواه في: 276 / الحديث 77 بلفظ مختلف.
وقد أخرج الحديث الخوارزمي في مناقبه: 265 - 266 / الحديث 247 عن يزيد بن شراحيل الأنصاري كاتب علي عليه السلام، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب: 245 - 246 بأسانيد وألفاظ مختلفة، والحاكم الحسكاني في شواهده 2: 459 - 473 / الأحاديث 1125 - 1148 بأسانيده عن يزيد بن شراحيل الأنصاري وابن عباس وجابر بن عبد الله، والإمام الباقر عليه السلام، وأبي برزة الأسلمي، وبريدة بن حصيب الأسلمي، وأبي سعيد الخدري، ومعاذ.
وأخرجه السيوطي في الدر المنثور 6: 379 ذيل الآية عن ابن عساكر عن جابر، وعن ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعا، وعن ابن عدي عن ابن عباس، وعن ابن مردويه عن علي عليه السلام.
وأخرجه القندوزي في ينابيع المودة 1: 223 / الحديث 48 عن المناقب بسنده عن عامر بن واثلة ضمن خطبة لأمير المؤمنين علي عليه السلام جاء فيها: فقال ابن الكواء: أخبرني عن قوله تعالى: (آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) فقال: أولئك نحن وأتباعنا... الحديث. وفي 2: 357 / الحديث 21 وفي 2: 452 / الأحاديث 252 - 254 عن الديلمي والزرندي عن ابن عباس، وذكره سبط ابن الجوزي في التذكرة: 18 عن مجاهد، قال:
هم علي عليه السلام وأهل بيته ومحبوهم.
البرهان الرابع والثلاثون:
قوله تعالى: (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا)(1).
في تفسير الثعلبي عن ابن سيرين، قال: نزلت في النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي بن أبي طالب، زوج فاطمة عليا، وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا(2).
ولم يثبت لغيره ذلك، فكان أفضل، فكان هو الإمام.
البرهان الخامس والثلاثون:
قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)(3).
أوجب الله تعالى علينا الكون (مع المعلوم فيهم)(4) الصدق، وليس إلا المعصوم، لتجويز الكذب في غيره، فيكون هو عليا عليه السلام، إذ لا معصوم من الأربعة سواه.
في حديث أبي نعيم، عن ابن عباس: إنها نزلت في علي عليه السلام(5).
____________
رواه أبو نعيم في " ما نزل من القرآن في علي " كما في " النور المشتعل: 102 - 105 / الأحاديث 23 - 25، عن ابن عباس، وعن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.
وأخرجه الكنجي الشافعي في الكفاة: 235 - 236 عن ابن عباس، وقال هكذا رواه محدث الشام في تاريخه في ترجمة علي عليه السلام.
وأخرجه الخوارزمي في المناقب: 280 / الحديث 273 عن ابن عباس، والحاكم الحسكاني في شواهده 1: 341 - 345 / الأحاديث 350 - 357، بأسانيده عن الصادق عليه السلام وعن ابن عباس وعن الباقر عليه السلام وعن عبد الله بن عمر، وفيه: يعني محمدا وأهل بيته.
وذكرها سبط بن الجوزي في لتذكرة: 16، قال: ومنها في براءة قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)، قال علما السير: معنا كونوا مع علي عليه السلام وأهل بيته، قال ابن عباس: علي عليه السلام سيد الصادقين.
وأخرجها السيوطي في الدر المنثور 3: 290 عن ابن مردويه عن ابن عباس، وعن ابن عساكر عن أبي جعفر.
وأخرجها القندوزي في ينابيع المودة 1: 358 / الباب 39 - الحديثان 15 و 16 عن ابن عباس، والصادق عليه السلام والباقر والرضا عليهما السلام، وفيه الصادقون هم الأئمة من أهل البيت.
البرهان السادس والثلاثون:
قوله تعالى: (واركعوا مع الراكعين)(1) من طريق أبي نعيم، عن ابن عباس: أنها نزلت في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام خاصة، وهما أول من صلى وركع(2).
وهو يدل على أفضليته، فيل على إمامته.
____________
(1) البقرة: 43.
(2) رواه أبو نعيم الحافظ بسنده عن ابن عباس في " ما نزل من القرآن في علي " كما في " النور المشتعل: " / 40 الحديث 1. وأخرجه سبط ابن الجوزي في التذكرة: 13، وقال: روى مجاهد عن ابن عباس أنه قال: أول من ركع مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام، فنزلت فيه هذه الآية.
والخوارزمي في المناقب: 280 / الفصل 17 - الحديث 274، والحاكم الحسكاني 1: 111 / الحديث 124 ثم قال: أخرجه الحبري في تفسيره.
البرهان السابع والثلاثون:
قوله تعالى: (واجعل لي وزيرا)(1).
من طريق أبي نعيم، عن ابن عباس، قال: أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي بن أبي طالب وبيدي ونحن بمكة، وصلى أربع ركعات. ثم رفع يده إلى السماء، فقال: اللهم إن موسى بن عمران سألك، وأنا محمد نبيك أسألك أن تشريح لي صدري، وتحلل(2) عقدة من لساني يفقهوا قوله، واجعل لي وزيرا من أهلي، وعلي بن أبي طالب عليه السلام أخي، اشدد به أزري وأشركه في أمري.
قال ابن عباس، فسمعت مناديا: يا أحمد، قد أوتيت ما سألت(3)، وهذا نص في الباب.
البرهان الثامن والثلاثون:
قوله تعالى: (إخوانا على سرر متقابلين)(4).
من مسند أحمد بن حنبل، بإسناده إلى زيد بن أبي أوفى، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مسجده، فذكر عليه قصة مؤاخاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين أصحابه، فقال علي:
لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان هذا من سخط علي فلك العقبي والكرامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: والذي بعثني بالحق نبيا
____________
(1) طه: 29.
(2) في " ش 1 " و " ش 2 ": تحل.
(3) رواه أبو نعيم في " ما نزل من القرآن في علي " كما في " النور المشتعل ": 138 - 139 / الحديث 37.
وأخرجه الحاكم الحسكاني في شواهده 1: 478 - 490 / الأحاديث 510 - 517 بأسانيده عن حذيفة بن أسيد وأسماء بنت عميس وابن عباس وأم سلمة وأنس بن مالك وعلي عليه السلام، وأخرجه ابن المغازلي في المناقب:
328 / الحديث 375 بتفصيل أكثر، وأخرجه القندوزي في الينابيع 2: 153 / الباب 56 - الحديث 127 عن أسماء بنت عميس مختصرا، وقال: أخرجه أحمد في المناقب.
وأخرجه السيوطي في الدر المنثور 4: 295 ذيل الآية عن السلفي في " الطيوريات " عن أبي جعفر محمد بن علي.
(4) الحجر: 47.