«حدثنا محمد بن المثنى، ثنا عبد الوهّاب بن عبد المجيد، ثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك: ان رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم قال: أرحم أُمّتي بأمتي أبو بكر...

حدثنا عليّ بن محمد، ثنا وكيع، عن سفيان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة مثله»(1).

وأخرجه الحاكم فقال:

«حدثنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاّب بهمدان، حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثنا محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي، حدثنا الكوثر بن حكيم أبو محمد الحلبي، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم: أرأف أمتي بها أبو بكر، وإن أصلبها في أمر الله عمر، وإن أشدها حياء عثمان، وإن أقرأها أبي بن كعب، وإن أفرضها زيد بن ثابت، وإن أقضاها علي ابن أبي طالب، وإن أعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وإن أصدقها لهجة أبو ذر، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح، وإن حبر هذه الأمة لعبدالله بن عباس»(2).

أقول:

هذه أهم أسانيد هذا الحديث في أهمّ كتب القوم... وهو حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه واله وسلّم، ولو أردنا النظر في أسانيده بالتفصيل، لخرجنا عن وضع الرسالة، فنكتفي ببعض الكلام على الأسانيد المذكورة وهو أقل قليل...

أما سنده عند الترمذي، ففي إسناده الأول: سفيان بن وكيع:

____________

(1) سنن ابن ماجة 1|58.

(2) المستدرك على الصحيحين 3|535.


الصفحة 22

ترجمة سفيان بن وكيع

قال البخاري: يتكلمون فيه لأشياء لقنوه إياها.

وقال ابو زرعة: يتهم بالكذب.

قال ابن أبي حاتم: سئل عنه أبي فقال: ليّن.

وقال النسائي: ليس بثقة.

وقال الآجري: امتنع أبو داود من التحديث عنه.

وذكره الذهبي في الضعفاء.

وقال ابن حجر: ابتلي بوراق فادخل عليه ما ليس من حديثه، فنصح فلم يقبل، فسقط حديثه (1).

* و«داود العطّار»:

ترجمة داود العطار

قال الحاكم: قال يحيى بن معين: ضعيف الحديث.

وقال الأزدي: يتكتمون فيه (2).

ترجمة قتادة

* وقتادة:

كان يرى القدر ويدعو إلى ذلك.

وكان مشهوراً بالتدليس.

وعن الشعبي: قتادة حاطب ليل (3)

____________

(1) ميزان الاعتدال 2|173، تهذيب التهذيب 4|109، تقريب التهذيب 1|312.

(2) ميزان الاعتدال 2|11، تهذيب التهذيب 3|158.

(3) تهذيب التهذيب 8|315 وغيره.


الصفحة 23

وفي إسناده الثاني: «محمد بن بشار»:

ترجمة محمد بن بشار

كذّبه الفلاّس.

كان يحيى لا يعبأ به ويستضعفه.

والقواريري: لا يرضاه.

وكان صاحب حمام (1).

* و«عبد الوهاب بن عبد المجيد»:

ترجمة عبد الوهاب بن عبد المجيد

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: مجهول.

وعدّه ابن مهدي فيمن كان يحدّث من كتب الناس ولا يحفظ ذلك الحفظ.

وقال الدوري عن ابن معين: اختلط بآخره.

وقال أبو داود: تغيّر.

وذكره العقيلي في الضعفاء (2).

* و«خالد الحذاء»:

ترجمة خالد الحذاء

قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.

وقال ابن حجر: حكى العقيلي في تاريخه من طريق يحيى بن آدم عن أبي شهاب، قال: قال لي شعبة: عليك بحجاج بن أرطاة ومحمد بن إسحاق فإنهما

____________

(1) ميزان الاعتدال 3|490.

(2) ميزان الاعتدال 2|680.


الصفحة 24

حافظان، واكتم عليّ عند البصريين في خالد الحذاء وهشام.

قال يحيى: وقلت لحماد بن زيد: ما لخالد الحذاء؟! قال: قدم علينا قدمة من الشام فكانا أنكرنا حفظه.

وقال عبّاد بن عباد: أراد شعبة أن يقع في خالد فأتيته أنا وحماد بن زيد فقلنا له: ما لك أجننت ؟! وتهددناه، فسكت.

وحكى العقيلي من طريق أحمد بن حنبل قيل لابن علية في حديث: كان خالد يرويه. فلم يلتفت إليه ابن علية وضعف أمر خالد.

قال ابن حجر الظاهر أن كلام هؤلاء من أجل ما أشار إليه حّماد بن زيد من تغيرحفظه بآخره، أو من أجل دخوله في عمل السلطان» (1).

* و«أبو قلابة» وهو عبدالله بن زيد الجرمي:

ترجمة أبي قلابة

وكان يبغض عليّاً عليه السلام ويسيء إليه الأدب، ولذا لم يرو عنه أصلاً.

وقد اتفقوا على أنه كان يدلّس عمّن لحقهم وعمّن لم يلحقهم (2).

وعن أبي الحسن القابسي المالكي: هو عند الناس معدود في البُله.

وبما ذكرنا يظهر الكلام على سنده عند ابن ماجة.

بقي أمران:

أحدهما:

إن هذا الحديث ـ بالإضافة إلى ما ذكر ـ مرسل، نص عليه ابن حجر العسقلاني في «فتح الباري» وكذا غيره من الشراح... قال المناوي بشرحه: «قال ابن حجر في الفتح: هذا الحديث أورده الترمذي وابن حبّان من طريق عبد الوهّاب الثقفي عن خالد الحذاء مطوّلا، وأوّله «أرحم» وإسناده

____________

(1) تهذيب التهذيب 3|105.

(2) تهذيب التهذيب 5|197، ميزان الاعتدال 2|425.


الصفحة 25

صحيح، إلاّ أن الحفاظ قالوا: إن الصواب في أوله الإرسال، والموصول منه ما اقتصر عليه البخاري» (1).

والثاني:

إن راويه «أنس بن مالك» لا يعتمد عليه بعدما صدر منه الكذب والخيانة في غير مورد...

وأما سنده عند الحاكم... ففيه: «محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي»:

ترجمة محمد بن يزيد الرهاوي

قال الذهبي: قال الدارقطني: ضعيف.

وقال النسائي: ليس بالقوي.

وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: ليس بشيء، هو أشد غفلة من أبيه.

وقال البخاري: أبو فروة متقارب الحديث، إلا أن ابنه محمدا يروي عنه مناكير.

وقال الآجري عن أبي داود: أبو فروة الجزري ليس بشيء، وابنه ليس بشيء.

وقال الترمذي: لا يتابع على روايته، وهو ضعيف.

وأورده الذهبي في «المغني في الضعفاء».

وقال ابن حجر: ليس بالقوي (2).

ترجمة كوثر بن حكيم

* وكوثر بن حكيم:

____________

(1) فيض القديرـ شرح الجامع الصغير 1|460.

(2) ميزان الاعتدال 4|69، تهذيب التهذيب 9|463، تقريب التهذيب 2|219.


الصفحة 26

قال البخاري في الضعفاء والمتروكين: منكر الحديث.

وقال النسائي في الضعفاء والمتروكين: متروك الحديث.

وقال أبو زرعة: ضعيف.

وقال ابن معين: ليس بشيء.

وقال أحمد: أحاديثه بواطيل.

وقال الدارقطني: متروك.

وقال الذهبي في «المغني في الضعفاء»: تركوا حديثه، له عجائب (1).

أقول:

فظهر أن الحق مع من لم يكتف بتضعيف هذا الحديث بل رجّح وضعه (2)

***

____________

(1) راجع الكتب المذكورة والميزان 3|416 ولسانه 4|490.

(2) فيض القدير 1|460.


الصفحة 27

الحديث السادس

أخرج الحاكم في مناقب عثمان، وصححه على شرط الشيخين، قائلا:

«حدثنا أبو علي الحافظ، ثنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان، ثنا أبو عبيدالله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، حدّثني عميّ، ثنا يحيى بن أيوب، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ، قالت: أول حجر حمله النبي صلّى الله عليه وآله وسلم لبناء المسجد، ثم حمل أبو بكر حجرا آخر، ثم حمل عمر حجراً آخر، ثم حمل عثمان حجرا آخر. فقلت: يا رسول الله، ألا ترى إلى هؤلاء كيف يساعدونك؟ فقال: يا عائشة، هؤلاء الخلفاء من بعدي.

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وإنما اشتهر بإسناد واهٍ من رواية محمد بن الفضل بن عطية، فلذلك هجر»(1).

أقول:

هذا حديث موضوع بالنظر إلى سنده ومتنه.

أما السند، ففيه ـ بغض النظر عن غيره ـ: أحمد بن عبد الرحمن بن وهب المصري:

ترجمة أحمد بن عبد الرحمن المصري

قال ابن عديّ: رأيت شيوخ مصر مجمعين على ضعفه.

وقال ابن يونس: لاتقوم به حجة.

وقال ابن حبان: إنه أتى بمناكير في آخر عمره (2).

____________

(1) المستدرك على الصحيحين 3|96.

(2) ميزان الاعتدال 1|113.


الصفحة 28

قلت: وهذا الحديث عن عمّه !!

وأما المتن، فيكفي في الكلام حوله نقل عبارة الذهبي، فإنه قال في تعقيب الحاكم ما هذا نصّه:

«قلت: أحمد منكر الحديث، وهو ممن نقم على مسلم إخراجه في الصحيح. ويحيى وإن كان ثقة فقد ضعف.

ثم لوصحّ هذا لكان نصا في خلافة الثلاثة.

ولا يصح بوجه! فإن عائشة لم تكن يومئذ دخل بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهي محجوبة صغيرة، فقولها هذا يدل على بطلان الحديث.

قال الحاكم: وإنما اشتهر هذا الحديث من رواية محمد بن الفضل بن عطية، فلذلك هجر.

قلت: ابن عطية متروك لما»(1).

***

____________

(1) تلخيص المستدرك 3|97.


الصفحة 29

الحديث السابع

أخرج أبو داود قائلا:

«حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن ابن شهاب، عن عمرو بن أبان بن عثمان، عن جابر بن عبدالله: أنه كان يحدّث أن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم قال: أري الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط برسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، ونيط عمر بأبي بكر، ونيط عثمان بعمر. قال جابر: فلما قمنا من عند رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم قلنا: أما الرجل الصالح فرسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، وامّا تنوط بعضهم ببعض فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله به نبيه صلى الله عليه [وآله] وسلم.

قال أبو داود: ورواه يونس وشعيب، لم يذكرا عمراً» (1).

وأخرج الحاكم قائلا:

«أخبرنا أبو عبدالله محمد بن عبدالله الصفار، ثنا أحمد بن مهدي بن رستم، ثنا موسى بن هارون البردي، ثنا محمد بن حرب، حدّثني الزبيدي، عن الزهري، عن عمرو بن أبان بن عثمان، عن جابر بن عبدالله ـ رضي الله عنهما ـ: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أري الليلة رجل صالح أن أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ نيط برسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، ونيط عمر بابي بكر، ونيط عثمان بعمر. قال جابر: فلما قمنا من عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم قلنا: الرجل الصالح النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأما ما ذكر من نوط بعضهم بعضاً فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله به نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.

ولعاقبة هذا الحديث إسناد صحيح عن أبي هريرة. ولم يخرجاه»(2).

____________

(1) سنن أبي داود 2|263.

(2) المستدرك 3|71.


الصفحة 30

نقد هذا الحديث

أقول:

حكم الذهبي في تلخيصه بصحة هذا الحديث.

لكن الحاكم رواه مرة أخرى عن طريق عثمان بن سعيد الدارمي، عن محمد ابن حرب، عن الزبيدي، عن الزهري، عن عمرو بن أبان بن عثمان، عن جابر...، ثم قال:

«قال الدارمي: فسمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن حرب يسند هذا الحديث والناس يحدثون به عن الزهري مرسلاً، إنما هو عمرو بن أبان، ولم يكن لأبان بن عثمان ابن يقال له عمرو»(1).

وفي هذا المقام أيضا وافقه الذهبي !

أقول: يكفي في سقوط الحديث ـ بغض النظر عن رجاله، فإن «محمد بن حرب» و«محمد بن الوليد الزبيدي» كليهما من أهل حمص، وهم مشهورون بالبغض لعلي عليه السلام كما نص عليه ياقوت في «حمص» من «معجم البلدان» لا سيما وأن كليهما من قضاة دمشق كما في ترجمتهما في «تهذيب التهذيب». وأيضا فإن «ابن شهاب الزهري» من أشهر المنحرفين عن أمير المؤمنين عليه السلام ـ كلام أبي داود في آخره، وكلام يحيى بن معين...

أما التناقض من الحاكم والذهبي فلم أجد له حلاً!!

***

____________

(1) المستدرك 3|102.


الصفحة 31

الحديث الثامن

أخرج الطبراني عن معاذ بن جبل، قال:

«قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم: أريت أني وضعت في كفة وامّتي في كفة فعدلتها، ثم وضع ابو بكر في كفة وأمتي في كفة فعدلها، ثم وضع عثمان في كفة وامّتي في كفة فعدلها، ثم رفع الميزان».

رواه الهيثمي (1) والمتقي (2) عن الطبراني. وقال الأول: «وفيه عمرو بن واقد وهو متروك، ضعفه الجمهور».

أقول:

ترجمة عمرو بن واقد

وهذه نبذة من كلماتهم في الرجل المذكور:

كان مروان الطاطري يقول: عمرو بن واقد كذاب.

وقال يزيد بن محمد بن عبد الصمد: قال أبو مسهر: كان يكذب من غير أن يتعمّد.

وقال يعقوب بن سفيان عن دحيم: لم يكن شيوخنا يحدّثون عنه. قال: وكانه لم يشك أنه كان يكذب.

وقال أبو حاتم والبخاري والترمذي: منكر الحديث.

وقال النسائي والدارقطني والبرقاني: متروك الحديث(3).

وأورده الذهبي في ميزانه ـ بعد أن أشار إلى كونه من رجال الترمذي وابن

____________

(1) مجمع الزوائد 9|59.

(2) كنز العمال 11|641.

(3) تهذيب التهذيب 8|101.


الصفحة 32

ماجة ـ فذكر بعض الكلمات في جرحه وذمّه: ثم روى بعض الأحاديث التي وقع الرجل في طريقها، منها هذا الحديث... ثم قال: «وهذه الأحاديث لا تعرف إلآ من رواية عمرو بن واقد. وهو هالك» (1).

***

____________

(1) ميزان الاعتدال 3|291.

الصفحة 33

الحديث التاسع

روى ابن عساكر، عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم:

«إن الله أمرني بحب اربعةٍ من أصحابي؛ وقال: احبّهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي».

رواه المتقي عن ابن عساكر. وعن ابن عديّ ثم قال:

«فيه: سليمان بن عيسى السجزي. قال ابن عدّي: يضع»(1).

أقول:

ترجمة سليمان بن عيسى السجزي

قال الذهبي: «سليمان بن عيسى بن نجيح السجزي. عن ابن عون وغيره. هالك.

قال الجوزجاني: كذاب مصرّح.

وقال أبو حاتم: كذاب.

وقال ابن عدّي: يضع الحديث. له كتاب: تفضيل العقل. جزءان.

ومن بلاياه: حدثنا الليث، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعاً: إن الله أمرني بحب أربعة: أبي بكروعمروعثمان وعلي...»(2).

وكذا قال ابن حجر العسقلاني (3).

____________

(1) كنز العمال 11|637.

(2) ميزان الاعتدال 2|218.

(3) تهذيب التهذيب 3|99.


الصفحة 34

الحديث العاشر

أخرج ابن أبي خيثمة وأبويعلى والبزار وأبو نعيم، عن أنس، قال:

«كنت مع النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم في حائطٍ، فجاء آتٍ فدق الباب. فقال: يا أنس، قم فافتح له وبشره بالجنة وبالخلافة من بعدي؛ فاذا أبو بكر. ثم جاء رجل فدق الباب فقال: يا أنس، قم فافتح له وبشره بالجنة وبالخلافة من بعد أبي بكر؛ فاذا عمر. ثم جاء رجل فدق الباب فقال: افتح له وبشره بالجنة وبالخلافة من بعد عمر وأنه مقتول؛ فاذا عثمان».

رواه عنهم السيوطي (1).

ترجمة الصقر بن عبد الرحمن

وقال الخطيب: «الصقر بن عبد الرحمن بن بنت مالك بن مغول، يكنى أبا بهز، وهو كوفي، نزل بغداد وحدّث بها... أخبرني عليّ بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا عبدالله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عبدالله بن علي بن المديني، قال: قلت لأبي في حديث أبي بهز عن ابن إدريس عن المختار بن فلفل عن أنس: كان في حائطٍ فقال: إئذن له وبشره بالجنة، مثل حديث أبي موسى؟ فقال: كذب، هذا موضوع».

ثم روى باسناده عن طريق أبي يعلى: حدّثنا أبو بهز صقر بن عبد الرحمن ابن بنت مالك بن مغول، حدثنا عبدالله بن إدريس، عن المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك، قال: جاء النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم فدخل إلى بستان فاتى آتٍ فدق الباب فقال: قم يا أنس...

قال عبد المؤمن: سألت أبا عليّ عن الصقر فقال: كان شيخاً مغفلاً مطروحاً ببغداد... وأبو الصقر عبد الرحمن بن مالك بن مغول كان ـ يعني

____________

(1) الخصائص الكبرى 1|122.


الصفحة 35

الصقرـ يضع الحديث.

قال أبو عليّ صالح بن محمد: عبد الرحمن بن مالك من أكذب الناس، وأبو بهز ابنه كان أكذب من أبيه» (1).

وروى العيني هذا الحديث في شرح البخاري فقال:

«رواه أبو يعلى الموصلي من حديث المختار بن فلفل عن أنس وقال: هذا حديث حسن» (2).

أقول:

قد عرفت تنصيص غير واحد من حفاظ القوم على كون الرجل من أكذب الناس، وأن الحديث موضوع... على أن ابن عدي يحكي عن أبي يعلى أنه كان إذا حدثنا عنه ضعّفه...

وممن نصّ على أن هذا الحديث كذب هو: الذهبي، فانه ذكر «الصقر» في (ميزانه) فقال: «الصقر بن عبد الرحمن، أبو بهز، سبط مالك بن مغول، حدّث عن عبدالله بن إدريس عن مختار بن فلفل عن أنس بحديث كذب: قم يا انس فافتح لأبي بكر وبشره بالخلافة من بعدي؛ وكذا في عمر وعثمان.

قال ابن عديّ: كان أبو يعلى إذا حدثنا عنه ضعّفه. وقال أبو بكر بن أبي شيبة: كان يضع الحديث. وقال أبو علي جزرة: كذاب...» (3).

____________

(1) تاريخ بغداد 9|339 ـ 341.

(2) عمدة القارئ 16|176.

(3) ميزان الاعتدال 2|317.


الصفحة 36

وتبعه ابن حجر في (لسانه) فذكر عبارة الذهبي ثم روى الحديث باسناده عن أبي يعلى عن صقر عن عبدالله بن إدريس عن المختار بن فلفل عن أنس... ثم قال:

«لو صحّ هذا لما جعل عمر الخلافة في أهل الشورى، وكان يعهد إلى عثمان بلا نزاع» (1).

***

____________

(1) لسان الميزان 3|193.

الصفحة 37

الحديث الحادي عشر

ما رواه عبد الوهّاب الكلابي، المعروف بابن أخي تبوك، المتوفى في سنة 396 وكان مسند دمشق في مسنده.

وابن عساكر في تاريخ دمشق.

والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد...

قال الخطيب:

«حدثت عن عبد الوهاب بن الحسن الدمشقي، حدثنا أبو القاسم عبدالله ابن أحمد بن محمد التميمي المعروف بالغباغبي، قال: حدّثني ضرار بن سهل، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا أبو حفص الأبار، عن حميد عن أنس، قال:

قال لي عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم: يا علي، إن الله أمرني أن أتخذ أبا بكر والداً، وعمر مشيراً، وعثمان سندا، وأنت ـ ياعليّ ـ ظهيراً.

هذا الحديث منكر جدا. لا أعلم رواه بهذا الإسناد إلاّ ضرار بن سهل، وعنه الغباغبي. وهما جميعا مجهولان»(1).

وقال ابن الجوزي.

«باب في فضائل الأربعة، وفيه أحاديث: الحديث الأول:

أنبأنا ابو منصور القزّاز، قال أبو بكر أحمد بن عليّ الخطيب، قال: حدّثت عن عبد الوهاب بن الحسن الدمشقي، حدثنا أبو القاسم عبدالله بن أحمد بن محمد التميمي المعروف بالغباغبي، قال: حدّثني ضرار بن سهل، حدثنا الحسن ابن عرفة، حدثنا أبو حفص الأبّار، عن حميد، عن أنس، قال:

____________

(1) تاريخ بغداد 9|345.

الصفحة 38

قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: يا عليّ، إن الله أمرني أن أتخذّ أبا بكر والداً... وأنت يا علي ظهيرا».

نقد هذا الحديث

قال ابن الجوزي بعد أن رواه عن الخطيب كذلك:

«قال الخطيب: هذا حديث منكر جدّاً، لا أعلم رواه بهذا الإسناد إلأ ضرار بن سهل، وعنه الغباغبي، وهما مجهولان» (1).

وقال الذهبي:

«ضراء بن سهل عن الحسن بن عرفة، بخبر باطل، ولا يدرى من ذا الحيوان. والحديث عن ابن عرفة:

حدّثنا الأبار، عن حميد، عن أنس، قال عليّ: قال لي النبي صلى الله عليه [واله] وسلّم:

يا علي، إن الله أمرني أن أتخذ أبا بكر والداً...

رواه أخو تبوك عبد الوهاب الكلابي، عن عبدالله بن أحمد الغباغبي ـ أحد المجهولين ـ عن ضرار» (2).

وقال ابن حجر:

«ضرار بن سهل، عن الحسن بن عرفة، بخبر باطل، ولا يدرى من ذا الحيوان !!

والحديث عن ابن عرفة: حدثنا الأبار، عن حميد، عن أنس، قال علي رضي الله عنه: قال لي النبي صلىّ الله عليه وآله وسلم: يا عليّ، إن الله أمرني أن أتخذ أبا بكر... رواه أخو تبوك عبد الوهاب الكلابي، عن عبدالله بن أحمد الغباغبي ـ أحد المجهولين ـ عن ضرار» (3).

____________

(1) الموضوعات 1|402.

(2) ميزان الاعتدال 2|327.

(3) لسان الميزان 3|202.


الصفحة 39

أقول: إلى هنا وقد عرفت أن هذا الحديث من الموضوعات...

ثم إن ابن حجر بعد أن ذكر الحديث، وقال ـ تبعا للذهبي ـ: «رواه أخو تبوك عبد الوهّاب الكلابي عن عبدالله بن أحمد الغباغبي «وحكم تبعاً له بانه لا أحد المجهولين»... عنون:

«عبدالله بن أحمد بن محمد التميمي، المعرف بالعباعبي».

قال: «روى عن: ضرار بن سهل عن الحسن بن عرفة في فضل الخلفاء الأربعة. روى عنه: عبد الوهاب العلائي».

فهناك: «الغباغبي» وهنا «العباعبي» !

والراوي عنه هناك: «عبد الوهاب الكلابي» وهنا «عبد الوهاب العلائي» !

ثم قال:

«قال الخطيب: منكر جدّا، لا أعلم رواه بهذا الإسناد غير ضرار، وهو والعباعبي مجهولان. وذكر له ابن عساكر نسباً إلى فراس بن حابس التميمي أخي الأقرع بن حابس...

مات سنة 425.

وكان معلماً على باب الجابية.

قلت: فهو معروف، والتصق الوهم بضرار» (1).

أقول: لقد حاول ابن حجر أن يخرج الرجل عن الجهالة، مع وهمه في لقبه وفي لقب الراوي عنه، لكنه لم يفلح، إذ لم يأت له بتوثيق ولا مدح، إذ لا يخرج الرجل عن المجهوليّة العلم بكونه معلّماً في مكان كذا، وبانه مات في سنة كذا، وإلا لم يحكم عليه بالجهالة الخطيب البغدادي الراوي عنه بواسطة واحدة، ولا ابن الجوزي الراوي عن الخطيب بواسطة واحدة، ولا الذهبي...!!

____________

(1) لسان الميزان 3|250.


الصفحة 40

الحديث الثاني عشر

ما أخرجه الترمذي وعنه السيوطي وصححه، وهو:

«رحم الله أبا بكر زوجني ابنته، وحملني إلى دار الهجرة، وأعتق بلالاً من ماله، وما نفعني مال في الإسلام ما نفعني مال أبي بكر. رحم الله عمر يقول الحق وإن كان مراً، لقد تركه الحق وماله من صديق. رحم الله عثمان تستحه الملائكة، وجهز جيش العسرة، وزاد في مسجدنا حتى وسعنا. رحم الله علياّ، اللهّم أدر الحق معه حيث دار.

ت عن عليّ. صح»(1).

أقول:

في سنده: مختار بن نافع:

قال أبو زرعة: واهي الحديث.

وقال البخاري والنسائي وأبو حاتم والساجي: منكر الحديث.

وقال النسائي أيضا: ليس بثقة.

وقال ابن حبان: كان يأتي بالمناكيرعن المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمّد لذلك (2).

ولما ذكرنا أورده الحفّاظ في الأحاديث الباطلة المكذوبة:

ترجمة مختار بن نافع

قال ابن الجوزي: «روى مختار بن نافع التميمي، عن أبي حيان، عن أبيه، عن علي، عن النبي...

____________

(1) فيض القدير ـ شرح الجامع الصغير 4|18ـ 19.

(2) تهذيب التهذيب 10|62.


الصفحة 41

قال المؤلف: هذا الحديث يعرف بمختار. قال البخاري: هو منكر الحديث. وقال ابن حبّان: كان يأتي بالمناكيرعن المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لذلك» (1).

وقال الذهبي: «مختار بن نافع [ت] عن أبي حيّان التميمي.

قال النسائي وغيره: ليس بثقة.

وقال ابن حبّان: منكر الحديث جدّا.

احمد بن عبد الرحمن الكزبراني، حدثنا مختار بن نافع، عن أبي حيّان، عن أبيه، عن عليّ، مرفوعا: رحم الله... وذكر الحديث.

قال البخاري: منكر الحديث، كنيته أبو إسحاق» (2).

ومن هنا قال المناوي في شرحه:

«رمز المصنف لصّحته، وليس كما زعم، فقد أورده ابن الجوزي في الواهيات وقال: هذا الحديث يعرف بمختار، قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبّان: يأتي بالمناكيرعن المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه يتعمّدها... وفي الميزان: مختار بن نافع منكر الحديث جدا، ثم أورد من مناكيره هذا الخبر».

***

____________

(1) العلل المتناهية 1|255.

(2) ميزان الاعتدال 4|80


الصفحة 42

الحديث الثالث عشر

ما أخرجه الطبراني وأبو نعيم وابن عديّ والخطيب وغيرهم بأسانيدهم عن ابن عبّاس...

قال الخطيب:

«قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلّم: ما في الجنة شجرة إلآ مكتوب على كل ورقة منها: لا إله إلاّ الله، محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان ذي النورين» (1).

وقال ابن الجوزي:

«أنبانا عبد الرحمن بن محمد القزاز، قال: أنبانا أحمد بن علي بن ثابت، قال: أنبأنا القاضي أبو الفرج محمد بن أحمد بن الحسن الشافعي... عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله...

اسم الاحتياطي: الحسن بن عبد الرحمن بن عبّاد أبو عليّ.

نقد هذا الحديث

قال أبو حاتم ابن حبان: هذا باطل موضوع، وعليّ بن جميل كان يضع الحديث، لا تحل الرواية عنه بحال. وقال أبو أحمد ابن عديّ: لم يأت بهذا الحديث عن جرير غير عليّ، وعليّ يحدّث بالبواطيل عن ثقات الناس فيسرق السرق»(2).

وقال الذهبي:

«عليّ بن جميل الرقي. روى عن جرير بن عبد الحميد وعيسى بن يونس. كذبه ابن حبّان... وروى علي بن جميل، عن جرير، عن ليث، عن مجاهد،

____________

(1) تاريخ بغداد 4|5 و 5|108.

(2) الموضوعات 1|336.


الصفحة 43

عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم، قال...» (1).

وقال السيوطي:

«الطبراني: حدثنا سعيد بن عبد ربه الصفار البغدادي، حدّثنا علي بن جميل الرقي، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس...

قال ابن حبان: موضوع، وعلي بن جميل وضّاع...

أبو نعيم في الحلية: حدّثنا القاضي أبو أحمد، حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك، حدثنا علي بن جميل به.

وقال الختلي في الديباج: حدثني القاسم بن أبي علي الكوفي، حدثنا عبد العزيز بن عمرو الخراساني، عن جرير الرازي، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس...

قال الذهبي في الميزان: عبد العزيز فيه جهالة، والخبر باطل، فهو الآفة فيه.

ابن عديّ: حدثنا أحمد بن عامر البرقعيدي، حدثني معروف البلخي بدمشق، حدثنا جرير، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس...

قال الذهبي: هذا موضوع...»(2).

***

____________

(1) ميزان الاعتدال 3|117.

(2) اللآلي المصنوعة 1|319.


الصفحة 44

الحديث الرابع عشر

ما رواه جماعة من الحفاظ:

قال ابن الجوزي: «أنبانا هبة الله بن محمد بن الحصين، أنبانا أبو طالب ابن غيلان، أنبانا أبو بكر الشافعي، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا الحسن بن صالح، حدثنا الحسن بن الحسن النرسي، حدثنا اصبغ بن الفرج، عن البيع بن محمد، عن أبي سليمان الأيلي، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: اذا كان يوم القيامة نادى مناد تحت العرش: أين أصحاب محمد؟ فيؤتى بابي بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفّان ـ وعليّ ـ رضي الله عنهم ـ فيقال لأبي بكر: قف على باب الجنة فأدخل من شئث برحمة الله وردّ من شئت بعلم الله عزوجل. ويقال لعمر: قف على الميزان فثقل من شئت برحمة الله وخفف من شئت بعلم الله. قال: ويكسى عثمان بن عفان حلتين فيقال له: إلبسهما فاني خلقتهما واذخرتهما حين أنشات السماوات والأرض. ويعطى علي بن أبي طالب رضي الله عنه عصى عوسج من الشجرة التي خلقها الله تعالى بيده في الجنة فيقال له: ذُد الناس عن الحوض.

نقد هذا الحديث

وقد رواه أصبغ، عن سليمان بن عبد الأعلى، عن ابن جريج.

ورواه أصبغ، عن السري بن محمد، عن ابي سليمان الأيلي، عن ابن جريج.

وهذا يدل على تخليط من أصبغ أو ممن روى عنه.

وفي إسناده جماعة مجهولون.

وقد رواه أحمد بن الحسن الكوفي عن وكيع؛ قال الدارقطني: هو متروك. وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات.


الصفحة 45

ورواه إبراهيم بن عبدالله المصيصي، عن حجّاج بن محمد، عن ابن جريج.

قال ابن حبان: إبراهيم يسرق الحديث ويسويه، ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، فيستحق ان يكون من المتروكين» (1).

وأورد الذهبي إبراهيم بن عبدالله في (ميزانه) ثم ذكر بترجمته حديثين هذا أحدهما، ثم قال: «هذا رجل كذاب، قال الحاكم: احاديثه موضوعة.

قال:

وهو الذي يروي عن وكيع، عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، مرفوعا: إذا كان يوم القيامة يكون أبو بكر على أحد أركان الحوض، وعمر على الركن الثاني، وعثمان على الركن الثالث، وعليّ على الرابع، فمن أبغض واحدا منهم لم يسقه الأخرون.

وقد روى عن حجاج، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، مرفوعا: إذا كان يوم القيامة نادى مناد تحت العرش: هاتوا أصحاب محمد، فيؤتى بأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ...»(2).

وابن حجر تبع الذهبي في عنوان الرجل وذكر الحديثين والحكم بأنه كذاب... (3).

***

____________

(1) الموضوعات 1|403.

(2) ميزان الاعتدال 1|40.

(3) لسان الميزان 1|71.


الصفحة 46

كلمة الختام

هذه طائفة من الأحاديث الموضوعة في هذا الباب... وهي قليل من كثير... وقد ذكر المحققون منهم بعضا منها في الكتب المصنفة في الأخبار الموضوعة، كـ «الموضوعات» لابن الجوزي، و«الكامل» لابن عديّ، و«ميزان الاعتدال» للذهبي، و«اللآلي المصنوعة» للسيوطي، و«لسان الميزان» لابن حجر العسقلاني، و«تنزيه الشريعة» لابن عرّاق...

لكنهم يتجنبون الحكم بالوضع على ما أخرج منها في الصحاح وفي الصحيحين خاصة، لما لهذين الكتابين من الشأن الرفيع والعظمة البالغة عندهم... إلآ أنا تعمّدنا التحقيق في بعض ما أخرج في الكتابين تأكيداً منا على أنهما كغيرهما من الكتب في الاشتمال على الحديث الصحيح وغيره... وقد بحثنا عن هذا الموضوع ببعض التفصيل في كتابنا: التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف...

وعلى كل حال... فهذه الأحاديث باطلة موضوعة، سواء المخرج منها في كتابي البخاري ومسلم والمخرج منها في غيرهما...

ولا يخفى على النبيه الغرض من وضع هذه الأحاديث، فإن القوم كانوا وما زالوا يشعرون بضرورة توجيه الخلافة التي أسسوها، والمراتب التي ابتدعوها... لعلمهم التفصيلي بما كان... وبأن أقاويلهم ما أنزل الله بها من سلطان... ولكن... لن يصلح العطار ما أفسده الدهر...

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين...

***