49 / 49 - وحدثني أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن علي (1) بن خيران (2) الأنباري، قالا: حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف، قال: حدثنا محمد بن يونس بن موسى القرشي، قال: حدثنا الحسين ابن الحسن الفزاري الأشقر، قال: حدثنا قيس بن الربيع، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن أبي أيوب الأنصاري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: يا أهل الجمع، نكسوا رؤوسكم وغضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد على الصراط.
قال: فتمر ومعها سبعون ألف جارية من الحور العين كالبرق اللامع (3).
50 / 50 - وحدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة، قال: حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح، قال: حدثنا عبد النور المسمعي، قال: حدثنا شعبة بن الحجاج، عن عمرو بن مرة (4)، عن إبراهيم، عن (5) مسروق، عن عبد الله بن مسعود، قال: لما قدم علي الكوفة - يعني عبد الله بن مسعود - قلنا (6) له: حدثنا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فذكر الجنة، ثم قال: ما حدثتكم
____________
(1) (علي) ليس في " ط ".
(2) في النسخ: ابن جيران، ويأتي في الحديث (29) من دلائل الإمام صاحب الزمان (عليه السلام) بعنوان: ابن خيران.
(3) في " ط ": الخاطف.
مناقب ابن شهرآشوب 3: 326، كفاية الطالب: 364، كشف الغمة 1: 457، الصواعق المحرقة: 190.
وسيأتي في الحديث: 67.
(4) كذا في المصادر، وهو الصواب، روى عن إبراهيم بن يزيد النخعي، وروى عنه شعبة. وصحف في " ط، ع، م ": عمر بن عميرة، انظر سير أعلام النبلاء 5: 196، تهذيب التهذيب 8: 102.
(5) في " ط، ع، م ": بن، تصحيف، وما في المتن من المصادر، وهو الصواب، راجع التعليقة السابقة وتهذيب الكمال 2: 233.
(6) في " ط ": فقلنا.
إن الله (عز وجل) أمرني أن أزوج فاطمة من علي بن أبي طالب ففعلت.
فقال لي جبرئيل: إن الله (عز وجل) قد بنى جنة من قصب اللؤلؤ، بين كل قصبة إلى قصبة لؤلؤة من ياقوتة مشدودة بالذهب، وجعل سقوفها زبرجدا أخضر، فيها طاقات من لؤلؤ مكللة بالياقوت، وجعل عليها غرفا، لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، ولبنة من در، ولبنة من ياقوت، ولبنة من زبرجد، وقبابا من در، قد شعبت بسلاسل الذهب، وحفت بأنواع التحف.
وبنى في كل قصر قبة، وجعل في كل قبة أريكة من درة بيضاء، فرشها السندس والإستبرق، وفرش أرضها بالزعفران والمسك والعنبر، وجعل في كل قبة [حوراء (1)] والقبة لها مائة باب، في كل باب جاريتان وشجرتان، وفي كل قبة فرش وكتاب مكتوب حول القباب آية الكرسي. فقلت: يا جبرئيل، لمن بنى الله (عز وجل) هذه القبة؟
فقال: هذه جنة بناها الله (عز وجل) لعلي بن أبي طالب وفاطمة ابنتك، تحفة أتحفهما بها، وأقر بها عينك يا محمد (2).
51 / 51 - وحدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الرزاق بن سليمان بن غالب الأزدي بأرتاح (3)، قال: حدثنا أبو عبد الغني الحسن بن علي (4) الأزدي
____________
(1) من المصادر.
(2) نوادر المعجزات: 98 / 16، أبو صالح المؤذن في الأربعين، على ما في عوالم فاطمة (عليها السلام): 142 / 4، ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق 1: 259 / 302 والخوارزمي في مقتل الحسين (عليه السلام) 1: 76 بهذا الاسناد إلى ابن مسعود، الكنجي في كفاية الطالب: 320.
(3) أرتاح: مدينة من أعمال حلب " معجم البلدان 1: 140 ".
(4) في " ط، ع، م ": الحسن بن عباس، وما في المتن هو الصواب، ذكره في معجم البلدان 5: 153 نسبة إلى معان مدينة في طرف بادية الشام، وفيه أبو عبيد المعني، وأبو عبيد كنيته والمعني لقبه، نسبة إلى معن بن مالك من الأزد، وكذا في تهذيب تاريخ دمشق 4: 233، وفي " ع ": أبو عبد المغني، وفي لسان الميزان 2: 226 كما في المتن.
لما خرج جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة إلى النبي (صلى الله عليه وآله) أرسل معه النجاشي بقدح من غالية (2) وقطيفة منسوجة بالذهب هدية إلى النبي (صلى الله عليه وآله). فقدم جعفر (عليه السلام) والنبي بأرض خيبر، فأتاه بالقدح من الغالية والقطيفة، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لأدفعن هذه القطيفة إلى رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله.
فمد أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) أعناقهم إليها، فقال النبي (صلى الله عليه وآله):
أين علي؟ فلما جاءه قال له النبي: يا علي، خذ هذه القطيفة إليك. فأخذها علي (عليه السلام) وأمهل، حتى قدم إلى المدينة، فانطلق إلى البقيع - وهو سوق المدينة - فأمر صائغا ففصل القطيفة سلكا سلكا، فباع الذهب، وكان ألف مثقال، ففرقه علي (عليه السلام) في فقراء المهاجرين والأنصار، ثم رجع إلى منزله ولم يبق له من الذهب قليل ولا كثير (3)، فلقيه النبي (صلى الله عليه وآله) من غد في نفر من أصحابه فيهم حذيفة وعمار، فقال: يا علي، إنك أفدت (4) بالأمس ألف مثقال، فاجعل غداي اليوم وأصحابي هؤلاء عندك. ولم يكن علي (عليه السلام) يرجع يومئذ إلى شئ من العروض ذهب أو فضة، فقال حياء منهم وتكرما: نعم يا رسول الله، ادخل - يا نبي الله - وفي الرحب والسعة أنت ومن معك.
قال: فدخل النبي (صلى الله عليه وآله)، ثم قال لنا: ادخلوا.
____________
(1) كذا في الأمالي والجرح والتعديل 6: 70 نسبة إلى حمير من قبائل اليمن، وانظر سير أعلام النبلاء 9:
563 / 220، وفي " ط، ع، م ": الخيبري.
(2) الغالية: ضرب من الطيب: مركب من مسك وعنبر وكافور ودهن البان وعود " مجمع البحرين - غلا - 1:
319 ".
(3) في " ط ": الذهب شئ لا قليل ولا كثير.
(4) في " ط ": أخذت.
فحملها علي (عليه السلام) حتى وضعها بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله) ومن حضر (2)، فأكلنا منها حتى تملأنا (3) ولم ينقص منها قليل ولا كثير (4).
فقام النبي (صلى الله عليه وآله) حتى دخل على فاطمة (عليها السلام)، فقال: أنى لك هذا الطعام يا فاطمة؟ فردت عليه (5)، ونحن نسمع قولها، فقالت: هو من عند الله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب.
فخرج النبي (صلى الله عليه وآله) إلينا مستبشرا (6)، وهو يقول: الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيت لابنتي (7) ما رأى زكريا لمريم، كان إذا دخل عليها المحراب وجد عندها رزقا فيقول لها: يا مريم، أنى لك هذا؟ فتقول: هو من عند الله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب (8).
52 / 52 - وأخبرني أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن علي بن عيسى المعروف بابن الخياط القمي، قال: أخبرني أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر العسكري، قال: حدثني صعصعة بن سياب بن ناجية أبو محمد، قال: حدثنا زيد بن موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عمه زيد بن علي،
____________
(1) العرق: الفدرة من اللحم، جمعها عراق، وقيل العراق: العظم بغير لحم " لسان العرب - عرق - 10:
244 ".
(2) في " ع، م ": حضرها، وفي الأمالي: حضر معه.
(3) في " ط ": شبعنا، وكلاهما بمعنى واحد، انظر " لسان العرب - ملأ - 1: 159 ".
(4) في " ط ": منها شئ.
(5) في " ط ": يا فاطمة؟ فأجابته.
(6) في " ع، م ": مستعبرا.
(7) في " ط ": زيادة: فاطمة.
(8) أمالي الطوسي 2: 227، سعد السعود: 90، نحوه، مدينة المعاجز: 53.
إن فاطمة خلقت حورية في صورة إنسية، وإن بنات الأنبياء لا يحضن (1).
53 / 53 - وعنه، عن أبي الحسن، قال: حدثني أحمد بن يزد المهلبي، قال:
حدثنا أبو طاهر أحمد بن عيسى، قال: حدثني الحسين بن زيد، عن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي، عن أبيه وفاطمة ابنة الحسين، عن أبيها الحسين بن علي، عن أبيه، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لفاطمة:
يا فاطمة: إن الله ليغضب لغضبك، ويرضى لرضاك (2).
54 / 54 - وأخبرني القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر الباقرحي، قال: حدثني خديجة أم الفضل ابنة محمد بن أحمد بن أبي الثلج، قالت: حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الصفواني، قال: حدثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى بن عيسى الجلودي، قال: حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة الكندي، قال: حدثني أبي، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام)، عن جابر ابن عبد الله، قال: قيل: يا رسول الله، إنك تقبل فاطمة وتلزمها وتدنيها منك، وتفعل بها ما لا تفعله بأحد من بناتك!
فقال (صلى الله عليه وآله): إن جبرئيل أتاني بتفاحة من تفاح الجنة، فأكلتها، فتحولت في صلبي، ثم واقعت خديجة فحملت بفاطمة، فأنا أشم منها رائحة الجنة.(3)
55 / 55 - وعنه، قال: حدثتني خديجة، قالت: حدثنا أبو عبد الله، قال: حدثنا
____________
(1) البحار 81: 112 / 37.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2: 26 ذيل حديث 6 و 46 / 176، أمالي الصدوق: 313 / 1، صحيفة الرضا (عليه السلام): 90 / 23، أمالي المفيد: 94 / 4، الحاكم في المستدرك 3: 154، أمالي الطوسي 2: 41، أسد الغابة 5: 522، كفاية الطالب: 364، ذخائر العقبى: 39، فرائد السمطين 2: 46 / 378، كنز العمال 13:
674 / 37725، مقتل الحسين (عليه السلام) للخوارزمي 1: 52.
(3) نوادر المعجزات: 99 / 17، علل الشرائع: 183 / 1.
دخلت عائشة على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقبل فاطمة، فقالت له: أتحبها يا رسول الله؟ فقال: إي والله، لو تعلمين حبي لها لازددت لها حبا.
إن الله (تبارك وتعالى) لما عرج بي إلى السماء الرابعة أذن جبرئيل، وأقام ميكائيل، ثم قيل لي: ادن (2) يا محمد. فقلت: أتقدم وأنت بحضرتي (3) يا جبرئيل؟!
فقال: نعم، إن الله (تبارك وتعالى) فضل أنبياءه المرسلين على جميع ملائكته المقربين، وفضلك (4) أنت خاصة.
فدنوت فصليت (5) في أهل السماء الرابعة، ثم التفت عن يميني فإذا أنا بإبراهيم الخليل في روضة من رياض الجنة، قد اكتنفته جماعة من الملائكة.
ثم إني صرت إلى السماء السادسة، فنوديت: يا محمد، نعم الأب أبوك إبراهيم، ونعم الأخ أخوك علي (6).
فلما صرت إلى الحجب أخذ جبرئيل بيدي فأدخلني الجنة، فإذا أنا برطب ألين من الزبد، وأطيب رائحة من المسك، وأحلى من العسل، فأخذت رطبة فأكلتها، فتحولت الرطبة في صلبي.
____________
(1) في العلل: عمر.
(2) في " ط ": تقدم.
(3) في " ع، م ": تحضرني.
(4) في " ع، م ": فضلت.
(5) في " ط ": فتقدمت وصليت.
(6) المحاسن: 179 / 169، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 30 / 39، أمالي الصدوق: 266 / 14، مناقب ابن المغازلي: 42 / 65، و 67 / 96 وبلفظ آخر في: 44 / 66، ابن عساكر في تاريخ دمشق ضمن ترجمة الإمام علي (عليه السلام) 1: 131 / 159 و: 124 / 150، كفاية الطالب: 185، فرائد السمطين 1: 109 / 77 و 110 / 78، والخوارزمي في المناقب: 209، ومقتل الحسين (عليه السلام) 1: 49.
56 / 56 - وعنه، قال: حدثتني خديجة، قالت: حدثنا أبو عبد الله، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة، قال:
حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، عن عمر بن موسى، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن زينب بنت علي، قالت: حدثتني أسماء بنت عميس قالت:
قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد كنت شهدت فاطمة قد ولدت بعض ولدها فلم نر لها دما، فقلت: يا رسول الله، إن فاطمة ولدت فلم نر لها دما! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أسماء، إن فاطمة خلقت حورية إنسية (2).
57 / 57 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى القمي، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين البغدادي، قال: حدثنا علي بن محمد بن عنبسة (3)، قال: حدثنا يحيى بن عيسى ابن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال:
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
إنما سميت فاطمة فاطمة لأنها فطمت هي وشيعتها وذريتها من النار (4).
____________
(1) علل الشرائع: 183 / 2.
(2) مناقب ابن المغازلي: 369 / 416 بإسناده إليه محمد بن زكريا الغلابي، كشف الغمة 1: 463 عن ابن بابويه يرفعه إلى أسماء، ونحوه في ذخائر العقبى: 44، ونزهة المجالس 2: 227، وسيأتي في الحديث (62).
(3) في رجال النجاشي: 262 / 686 علي بن محمد بن جعفر بن عنبسة الحداد العسكري، يقال له: ابن رويدة، وفي الخصال: 387 / 73 و: 394 / 98: علي بن محمد بن جعفر بن أحمد بن عنبسة مولى الرشيد.
(4) نحوه في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 46 / 174، ومعاني الأخبار: 64 / 14، وعلل الشرائع:
178 / 1 و: 179 / 5، وأمالي الطوسي 1: 300، وبشارة المصطفى: 184، ومناقب ابن المغازلي: 65 / 92، ومناقب ابن شهرآشوب 3: 329، ونحوه في ذخائر العقبى: 26، وفرائد السمطين 2: 57 / 384، ومقتل الحسين (عليه السلام) للخوارزمي 1: 51، ونور الأبصار: 96.
فقال: تلك مريم، كانت سيدة نساء عالمها، وفاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين (1).
59 / 59 - وحدثني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، قال:
أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى القمي، قال: حدثنا محمد بن إسحاق الطالقاني: قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي، قال: حدثنا محمد بن زكريا الجوهري، عن جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن فاطمة: لم سميت الزهراء؟
فقال: لأنها كانت إذا قامت في محرابها يزهر نورها لأهل السماء، كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض (2).
60 / 60 - ويروى أنها (عليها السلام) سميت الزهراء لأن الله (عز وجل) خلقها من نور عظمته (3).
61 / 61 - وعنه، قال: أخبرني أبو جعفر، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ابن أحمد بن عيسى بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أسباط، قال:
حدثنا أحمد بن محمد بن زياد القطان، قال: حدثني أبو الطيب أحمد بن محمد بن
____________
(1) معاني الأخبار: 107 / 1، ونحوه في مشكل الآثار 1: 51، وحلية الأولياء 2: 42، وذخائر العقبى: 43، ومقتل الحسين (عليه السلام) للخوارزمي 1: 79.
(2) علل الشرائع: 181 / 3، معاني الأخبار: 64 / 15.
(3) علل الشرائع: 180 / 1، معاني الأخبار: 64 / 16.
فقال: البتول التي لم تر حمرة قط.
أي لم تحض، فإن الحيض مكروه في بنات الأنبياء (2).
62 / 62 - وأخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن أحمد المحمدي، قال:
أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد الصفواني، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا محمد ابن زكريا، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة، قال: حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، عن عمر بن موسى، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن زينب بنت علي (عليه السلام)، قالت: حدثتني أسماء بنت عميس، قالت: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد كنت شهدت فاطمة قد ولدت بعض ولدها فلم نر لها دما (3).
يا أسماء، إن فاطمة خلقت حورية إنسية (4).
63 / 63 - وعنه، قال: أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد الصفواني، قال:
حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا محمد بن زكريا (5)، قال: حدثنا العباس بن بكار، قال:
حدثنا عبد الله بن المثنى، عن عمه ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس بن مالك، قال: قلت لأمي: صفي لي فاطمة (عليها السلام).
فقالت: كانت أشبه الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله)، بيضاء مشربة (6) حمرة،
____________
(1) في " ع، م ": البتول وإنا، وفي العلل والمعاني: ما البتول فإنا.
(2) علل الشرائع: 181 / 1، معاني الأخبار: 64 / 17، مناقب ابن شهرآشوب 3: 330.
(3) في " ط " زيادة: وسألته فقال.
(4) تقدم في الحديث (56).
(5) (قال: حدثنا محمد بن زكريا) ليس في " ط، م " وما في المتن هو الصواب وهو الغلابي، راجع ميزان الاعتدال 2: 382 ولسان الميزان 3: 237.
(6) الإشراب: خلط لون بلون، كأن أحد اللونين سقى اللون الآخر " النهاية - شرب - 2: 454 ".
قال عبد الله: فكانت - والله - كما قال الشاعر:
بيضاء تسحب من قيام شعرها | وتغيب فيه وهو جثل أسحم (3) |
فكأنها فيه نهار مشرق | وكأنه ليل عليها مظلم (4) |
64 / 64 - وعنه، قال: أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد الصفواني، قال: حدثني أبو أحمد، قال: حدثنا المغيرة بن محمد، قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال: حدثني مصعب، عن أبيه، قال: قال عبد الله بن الحسن بن الحسن: من أين لك إشراق الرباعية؟
قال: قلت: كان جدي لأمي إبراهيم بن مصعب مشرق الرباعية، قال: ومن أين له ذاك؟
فقلت: كان جعفر بن محمد مشرق الرباعية.
قال: ومن أين ذاك له؟
قلت: لا أدري.
قال: ولكني أدري، كانت خديجة بنت خويلد مشرقة الرباعية، وكانت فاطمة مشرقة الرباعية (5).
65 / 65 - وأخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن أحمد المحمدي النقيب، قال:
أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى، قال: حدثنا علي بن محمد بن
____________
(1) يتغفر: أي كان كالغفرة لها، وهو ما يغطى به الشئ، انظر " لسان العرب - غفر - 5: 26 ".
(2) قرنت: أي كأن الشمس قارنت الغمام وصاحبته، انظر " لسان العرب - قرن - 13: 336 ".
(3) شعر جثل: كثير لين، أسحم: أسود " أساس البلاغة - جثل - 51 و - سحم - 205 ".
أورد هذين البيتين القالي في أماليه 1: 227 والسيد المرتضى في أماليه 2: 97 والثعالبي في الاعجاز والايجاز: 181، ونسبوهما لبكر بن النطاح، وهو شاعر كان في زمن هارون الرشيد جيد القول حسن الشعر، انظر أخباره في الأغاني 17: 153 وتأريخ بغداد 7: 90.
(4) الحاكم في المستدرك 3: 161، وبذيله التلخيص للذهبي 3: 161.
(5) أشار لهذا الحديث في مناقب ابن شهرآشوب 3: 357.
حدثنا جندل بن والق، قال: حدثنا محمد بن عمر المازني، عن عباد الكلبي (1)، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن فاطمة الصغرى عن الحسين بن علي، عن أخيه الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال:
رأيت أمي فاطمة (عليها السلام) قائمة في محرابها ليلة الجمعة، فلم تزل راكعة ساجدة حتى انفجر (2) عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات، وتسميهم، وتكثر الدعاء لهم، ولا تدعو لنفسها بشئ، فقلت: يا أماه، لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟
فقالت: يا بني، الجار ثم الدار (3).
66 / 66 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، قال:
أخبرني أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى، قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا الحسن بن علي السكري، عن محمد بن زكريا الجوهري، قال:
حدثني شعيب بن واقد، قال: حدثني إسحاق بن جعفر بن محمد، عن عيسى بن زيد ابن علي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
سميت فاطمة محدثة لأن الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما كانت تنادي مريم بنت عمران، فتقول: يا فاطمة، إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين.
يا فاطمة، اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين، فتحدثهم ويحدثونها.
فقالت لهم ذات ليلة: أليست المفضلة على نساء العالمين مريم بنت عمران؟
فقالوا: إن مريم كانت سيدة نساء عالمها، وإن الله (عز وجل) جعلك سيدة نساء عالمك وعالمها، وسيدة نساء الأولين والآخرين (4).
____________
(1) في النسخ: الضبي وقد تقدم البحث عنه في سند الحديث (13).
(2) في " ط ": انفلق، وفي العلل: اتضح.
(3) علل الشرائع: 181 / 1.
(4) تقدم في الحديث (20).
أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد الصفواني، قال: حدثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلودي البصري، قال: حدثنا محمد بن يونس القرشي، قال: حدثنا الحسين الأشقر، قال: حدثنا قيس بن الربيع، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن أبي أيوب الأنصاري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: يا أهل الجمع نكسوا رؤوسكم، وغضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمد على الصراط.
قال: فيمر معه سبعون ألف جارية من الحور العين كالبرق اللامع (1).
68 / 68 - وعنه، قال: أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد الصفواني، قال:
حدثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلودي، قال: حدثنا محمد بن سهل، قال: حدثنا عمرو بن عبد الجبار (2)، قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين، قال: حدثني علي بن جعفر بن محمد، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، عن علي (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال:
إذا كان يوم القيامة نادى مناد: يا معشر الخلائق، غضوا أبصاركم ونكسوا رؤوسكم حتى تمر فاطمة بنت محمد، فتكون أول من يكسى.
وتستقبلها من الفردوس اثنا عشر ألف حوراء، وخمسون ألف مالك، على نجائب من الياقوت، أجنحتها وأزمتها اللؤلؤ الرطب، ركبها من زبرجد، عليها رحل (3) من الدر، على كل رحل نمرقة من سندس، حتى يجوزوا بها الصراط، ويأتوا بها
____________
(1) تقدم في الحديث (49).
(2) (قال: حدثنا عمرو بن عبد الجبار) ليس في " ط، م " والصواب إثباته، وهو أبو يحيى عمرو بن عبد الجبار اليامي، نسبة إلى يام بطن من همدان، روى عنه أبو عبد لله محمد بن سهل بن عبد الرحمن العطار، انظر تاريخ بغداد 5: 315 ولسان الميزان 4: 368.
(3) في " ع، م ": الحلل.
وهي جنة الفردوس التي سقفها عرش الرحمن، وفيها قصران: قصر أبيض، وقصر أصفر من لؤلؤة على عرق واحد، في القصر الأبيض سبعون ألف دار، مساكن محمد وآل محمد، وفي (1) القصر الأصفر سبعون (2) ألف دار، مساكن إبراهيم وآل إبراهيم.
ثم يبعث الله (عز وجل) ملكا لها (3) لم يبعث إلى أحد قبلها، ولا يبعث إلى أحد بعدها، فيقول: إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول: سليني.
فتقول: هو السلام، ومنه السلام، قد أتم علي نعمته، وهنأني كرامته، وأباحني جنته، وفضلني على سائر خلقه، أسأله ولدي وذريتي ومن ودهم بعدي، وحفظهم في.
قال: فيوحي الله إلى ذلك الملك من غير أن يزول من مكانه: أخبرها أني قد شفعتها في ولدها وذريتها ومن ودهم فيها، وحفظهم بعدها.
قال: فتقول: الحمد لله الذي أذهب عني الحزن، وأقر عيني. فيقر الله بذلك عين محمد (صلى الله عليه وآله) (4).
69 / 69 - وحدثني أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس ابن دوما (5)، قال:
حدثنا: علي بن حبيب، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن عامر، قال: حدثني أبي، قال:
حدثنا علي بن موسى، قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر بن
____________
(1) في " ع، م ": وإن في.
(2) في " ع، م ": لسبعين.
(3) (لها) ليس في " ع، م ".
(4) تأويل الآيات 2: 618 / 7.
(5) في " ع، م ": البرد وما. وهي تصحيف: ابن دوما، وهو أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس بن الفضل بن المغيرة المعروف بابن دوما النعالي نسبة إلى عمل النعال وبيعها، وهو من مشايخ الخطيب البغدادي، انظر تاريخ بغداد 7: 300، أنساب السمعاني 5: 508.
ثم تكسى أيضا حلة من حلل الجنة، وهي ألف حلة، مكتوب على كل حلة بخط أخضر: (أدخلوا ابنة محمد الجنة على أحسن صورة وأحسن كرامة، وأحسن منظر).
فتزف إلى الجنة كما تزف العروس، ويوكل بها سبعون ألف جارية (1).
____________
(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 30 / 38، صحيفة الرضا (عليه السلام): 122 / 79، ذخائر العقبى: 48، فرائد السمطين 2: 63 / 388، مقتل الحسين (عليه السلام) للخوارزمي 1: 52، ينابيع المودة: 199.
أبو محمد الحسن بن علي السراج (عليه السلام)
معرفة ولادته
384 / 1 - حدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن إسماعيل، عن علي بن الحسين، عن أبيه (1)، عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري الثاني (عليه السلام)، قال: كان مولدي في ربيع الآخر سنة اثنتين (2) وثلاثين ومائتين من الهجرة (3).
وقد روي أنه ولد بالمدينة في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث (4) وثلاثين ومائتين من الهجرة (5).
وكان مقامه مع أبيه ثلاثا وعشرين سنة.
وعاش بعد أبيه أيام إمامته بقية ملك المعتز، ثم ملك المهتدي (6). ثم ملك أحمد ابن جعفر المتوكل، المعروف بالمعتمد اثنين وعشرين سنة وأحد عشر شهرا، وبعد خمس سنين من ملكه استشهد ولي الله وقد كمل عمره تسعا وعشرين سنة.
____________
(1) في " ع، م " زيادة: محمد، والظاهر أنه تكرار وتصحيف لقوله: عن أبي محمد، الآتي بعده.
(2) في " ع، م ": ثلاث.
(3) تاريخ الأئمة: 14، الكافي 1: 420، الارشاد: 335.
(4) في " ع، م ": اثنين.
(5) الهداية الكبرى: 327.
(6) في النسخ: الواثق، تصحيف، صحيحه ما أثبتناه، انظر إعلام الورى: 367، مناقب ابن شهرآشوب 4:
422، الجوهر الثمين 1: 153.
فلما صيرنا إلى صلب عبد المطلب أخرج ذلك النور فشقه نصفين، فجعل نصفه في عبد الله، ونصفه في أبي طالب، ثم أخرج النصف الذي لي إلى آمنة، والنصف الآخر إلى فاطمة بنت أسد، فأخرجتني آمنة، وأخرجت فاطمة عليا.
ثم أعاد (عز وجل) العمود إلي فخرجت مني فاطمة ثم أعاد (عز وجل) العمود إليه (2)، فخرج الحسن والحسين، يعني من النصفين جميعا.
فما كان من نور علي صار في ولد الحسن، وما كان من نوري صار في ولد الحسين، فهو ينتقل في الأئمة من ولده إلى يوم القيامة (3).
71 / 2 - وحدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا جعفر بن مالك الفزاري، عن عبد الله بن يونس، عن المفضل بن عمر الجعفي، عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام).
قال: وحدثني أيضا عن محمد بن إسماعيل الحسني، عن أبي محمد الحسن بن علي الثاني (صلوات الله عليه).
وحدثني أيضا عن منصور بن ظفر، عن أحمد بن محمد الفريابي (4) المخصوص ببيت المقدس، في شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثمائة، عن نصر بن علي الجهضمي، قال:
سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن مواليد الأئمة وأعمارهم (عليهم السلام).
وما حدثني عن محمد بن إسماعيل الحسني، عن أبي محمد (عليه السلام)، وهو الحادي عشر، قال:
____________
(1) (بنا) ليس في " ط ".
(2) في " ط ": وأعاده إلى علي.
(3) نوادر المعجزات: 80 / 1، علل الشرائع: 208 / 11.
(4) في " ع ": العرفاني.