فقال النبي (صلى الله عليه وآله): فديتك يا علي، بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب.
قال: فأقبل علي (عليه السلام) وسيفه في يده حتى تسور من فوق مشربة مارية، وهي جالسة وجريح معها، يؤدبها بآداب الملوك، ويقول لها: أعظمي رسول الله، وكنيه وأكرميه. ونحو من هذا الكلام.
حتى نظر جريح إلى أمير المؤمنين وسيفه مشهر بيده، ففزع منه جريح، وأتى إلى نخلة في دار المشربة فصعد إلى رأسها، فنزل أمير المؤمنين إلى المشربة، وكشف الريح عن أثواب جريح، فانكشف ممسوحا. فقال: انزل يا جريح.
فقال: يا أمير المؤمنين، آمن على نفسي؟
قال: آمن على نفسك.
قال: فنزل جريح، وأخذ بيده أمير المؤمنين، وجاء به إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأوقفه بين يديه، وقال له: يا رسول الله، إن جريحا خادم ممسوح. فولى النبي بوجهه إلى الجدار، وقال: حل لهما - يا جريح - واكشف عن نفسك حتى يتبين كذبهما، ويحهما ما أجرأهما على الله وعلى رسوله. فكشف جريح عن أثوابه، فإذا هو خادم ممسوح كما وصف. فسقطا بين يدي رسول الله وقالا: يا رسول الله، التوبة، استغفر لنا فلن نعود.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تاب الله عليكما، فما ينفعكما استغفاري ومعكما هذه الجرأة على الله وعلى رسوله؟!
قالا: يا رسول الله، فإن استغفرت لنا رجونا أن يغفر لنا ربنا، وأنزل الله الآية التي فيها: * (إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) * (1).
قال الرضا علي بن موسى (عليه السلام): الحمد لله الذي جعل في وفي ابني محمد أسوة برسول الله وابنه إبراهيم.
____________
(1) التوبة 9: 80.
343 / 3 - وحدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثني أبو النجم بدر ابن عمار الطبرستاني، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن علي، قال: روى محمد بن المحمودي، عن أبيه، قال: كنت واقفا على رأس الرضا (عليه السلام) بطوس، فقال له بعض أصحابه: إن حدث حدث فإلى من؟
قال: إلى ابني أبي جعفر.
قال: فإن استصغر سنه؟
فقال له أبو الحسن: إن الله بعث عيسى بن مريم قائما بشريعته في دون السن التي يقوم فيها أبو جعفر على شريعته.
فلما مضى الرضا (عليه السلام)، وذلك في سنة اثنتين ومائتين (2)، وسن أبي جعفر (عليه السلام) ست سنين وشهور، واختلف الناس في جميع الأمصار، واجتمع الريان ابن الصلت، وصفوان بن يحيى، ومحمد بن حكيم، و عبد الرحمن بن الحجاج، ويونس بن عبد الرحمن، وجماعة من وجوه العصابة في دار عبد الرحمن بن الحجاج، في بركة زلزل (3)، يبكون ويتوجعون (4) من المصيبة، فقال لهم يونس: دعوا البكاء، من لهذا الأمر يفتي (5) بالمسائل إلى أن يكبر هذا الصبي (6)؟ يعني أبا جعفر (عليه السلام)، وكان له ست سنين وشهور، ثم قال: أنا ومن مثلي! فقام إليه الريان بن الصلت فوضع يده في
____________
(1) الهداية الكبرى: 295، نوادر المعجزات: 173، مناقب ابن شهرآشوب 4: 387، حلية الأبرار 2: 392.
(2) في " ع، م ": اثنين وثمانين ومائة، وهو خطأ.
(3) محلة ببغداد، معروفة، " معجم البلدان 1: 402 ".
(4) في " ع ": يترجعون.
(5) في " ع ": ننشي، وفي المدينة: تفشي، وفي الاثبات: وإلى من يقصد بالمسائل...
(6) في " ع ": المسائل إلى هذا الصبي.
وقرب الحج، واجتمع من فقهاء بغداد والأمصار وعلمائهم ثمانون رجلا، وخرجوا إلى المدينة، وأتوا دار أبي عبد الله (عليه السلام)، فدخلوها، وبسط لهم بساط أحمر، وخرج إليهم (2) عبد الله بن موسى، فجلس في صدر المجلس، وقام مناد فنادى: هذا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فمن أراد السؤال فليسأل. فقام إليه رجل من القوم فقال له: ما تقول في رجل قال لامرأته: أنت طالق عدد نجوم السماء؟ قال: طلقت ثلاث دون الجوزاء.
فورد على الشيعة ما زاد في غمهم وحزنهم.
ثم قام إليه رجل آخر فقال: ما تقول في رجل أتى بهيمة؟ قال: تقطع يده، ويجلد مائة جلدة، وينفى. فضج الناس بالبكاء، وكان قد اجتمع فقهاء الأمصار. فهم في ذلك إذ فتح باب من صدر المجلس، وخرج موفق، ثم خرج أبو جعفر (عليه السلام) وعليه قميصان وإزار وعمامة بذؤابتين، إحداهما من قدام، والأخرى من خلف، ونعل بقبالين (3)، فجلس وأمسك الناس كلهم، ثم قام إليه صاحب المسألة الأولى، فقال: يا ابن رسول الله، ما تقول فيمن قال لامرأته: أنت طالق عدد نجوم السماء؟
فقال له: يا هذا (4)، إقرأ كتاب الله، قال الله (تبارك وتعالى): * (الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) * (5) في الثالثة.
قال: فإن عمك أفتاني بكيت وكيت.
____________
(1) في " ع ": مما يتعلق أو.
(2) (إليهم) ليس في " ع، م ".
(3) القبال: زمام النعل، وهو السير الذي يكون بين الإصبعين " لسان العرب - قبل - 11: 543 ".
(4) في " ع، م ": ما هذا.
(5) البقرة 2: 229.
فقام إليه صاحب المسألة الثانية، فقال له: يا بن رسول الله، ما تقول في (1) رجل أتى بهيمة؟
فقال: يعزر ويحمى ظهر البهيمة، وتخرج من البلد، لا يبقى على الرجل عارها.
فقال: إن عمك أفتاني بكيت وكيت. فالتفت وقال بأعلى صوته: لا إله إلا الله، يا عبد الله، إنه عظيم عند الله أن تقف غدا بين يدي الله فيقول لك: لم أفتيت عبادي بما لا تعلم وفي الأمة من هو أعلم منك؟
فقال له عبد الله بن موسى: رأيت أخي الرضا (عليه السلام) وقد أجاب في هذه المسألة بهذا الجواب.
فقال له أبو جعفر (عليه السلام): إنما سئل الرضا (عليه السلام) عن نباش نبش فبر امرأة ففجر بها، وأخذ ثيابها، فأمر بقطعه للسرقة، وجلده للزنا، ونفيه للمثلة (2)، ففرح القوم (3).
344 / 4 - قال أبو خداش المهري (4): وكنت قد حضرت مجلس موسى (عليه السلام) (5)، فأتاه رجل فقال له: جعلت فداك، أم ولد لي، وهي عندي صدوق، أرضعت جارية بلبن ابني، أيحرم علي نكاحها؟
قال أبو الحسن: لا رضاع بعد فطام.
فسأله عن الصلاة في الحرمين، فقال: إن شئت قصرت، وإن شئت أتممت.
قال له: فالخصي يدخل على النساء؟ فأعرض بوجهه.
قال: فحججت بعد ذلك، فدخلت على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فسألته عن
____________
(1) (ما تقول في) ليس في " ع، م ".
(2) في " ع، م ": للمثلة، فالمت، وظاهرا: للمثلة بالميت.
(3) إثبات الوصية: 186، مدينة المعاجز: 518.
(4) في " ع، م ": النهدي، ومهرة محلة بالبصرة، انظر رجال النجاشي: 228، رجال الكشي: 447، رجال الطوسي: 355، 408.
(5) في " ط ": مجلس الرضا علي بن موسى (عليه السلام).
وقال: حضرت مجلس أبي جعفر (عليه السلام) في ذلك الوقت؟ قال: فقلت: جعلت فداك، إن أم ولد لي أرضعت جارية لي بلبن ابني، أيحرم علي نكاحها؟
فقال: لا رضاع بعد فطام.
قلت: الصلاة في الحرمين؟
قال: إن شئت قصرت، وإن شئت أتممت.
قال: قلت: الخادم يدخل على النساء؟ فحول وجهه، ثم استدناني فقال: وما نقص منه إلا الواقعة عليه.(1)
345 / 5 - ومكث أبو جعفر (عليه السلام) مستخفيا بالإمامة، فلما صار له ست عشر سنة (2) وجه المأمون من حمله، وأنزله بالقرب من داره، وعزم على تزويجه ابنته، واجتمعت بنو هاشم (3) وسألوه أن لا يفعل ذلك، فقال لهم: هو والله لأعلم بالله ورسوله وسنته وأحكامه من جميعكم، فخرجوا من عنده، وبعثوا إلى يحيى بن أكثم، فسألوه الاحتيال على أبي جعفر بمسألة في الفقه يلقيها عليه.
فلما اجتمعوا وحضر أبو جعفر (عليه السلام)، قالوا: يا أمير المؤمنين، هذا يحيى بن أكثم، إن أذنت أن يسأل أبا جعفر عن مسألة في الفقه، فينظر كيف فهمه. فأذن المأمون في ذلك، فقال يحيى لأبي جعفر (عليه السلام): ما تقول في محرم قتل صيدا.
قال أبو جعفر (عليه السلام): في حل أو في حرم، عالما أو (4) جاهلا، عمدا أو خطأ، صغيرا أو كبيرا، حرا أو عبدا، مبتدئا أو معيدا (5)، من ذوات الطير أو غيرها، من صغار الصيد أو من كبارها، مصرا أو نادما، رمى بالليل في وكرها أو بالنهار عيانا، محرما للعمرة أو الحج؟
____________
(1) إثبات الوصية: 187.
(2) في إثبات الوصية: 188: إلى أن صارت سنة عشر سنين، وفي رواية: بعد أيام من شهادة أبيه (عليهما السلام).
(3) كذا في النسخ والصواب: بنو العباس.
(4) في " ع ": أم في حرم أو عالما أم، وفي " م ": أو في حرم أو عالما أو.
(5) في " ع، م ": مقبلا.
الحمد لله منعم النعم برحمته، والهادي لأفضاله بمنه، وصلى الله على محمد (2) خير خلقه الذي جمع فيه من الفضل ما فرقه في الرسل قبله، وجعل تراثه إلى من خصه بخلافته، وسلم تسليما.
وهذا أمير المؤمنين زوجني ابنته على ما جعل الله للمسلمات على المسلمين من إمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان، وقد بذلت لها من الصداق ما بذله رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأزواجه خمسمائة درهم، ونحلتها من مالي مائة ألف درهم، زوجتني يا أمير المؤمنين؟
فقال المأمون: الحمد لله إقرارا بنعمته، ولا إله إلا الله إخلاصا لوحدانيته (3)، وصلى الله على محمد عبده وخيرته، وكان من فضل (4) الله على الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام، فقال: * (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم) * (5). ثم إن محمد ابن علي خطب أم الفضل بنت عبد الله، وبذل لها من الصداق خمسمائة درهم، وقد زوجته، فهل قبلت يا أبا جعفر؟
قال أبو جعفر (عليه السلام): قد قبلت هذا التزويج، بهذا الصداق.
ثم أولم عليه المأمون، فجاء الناس على مراتبهم، فبينا نحن كذلك إذ سمعنا كلاما كأنه كلام الملاحين، فإذا نحن بالخدم يجرون سفينة من فضة، مملوءة غالية، فصبغوا بها لحى الخاصة، ثم مدوها إلى دار العامة فطيبوهم. فلما تفرق الناس قال المأمون: يا أبا جعفر، إن رأيت أن تبين لنا ما الذي يجب على كل صنف من هذه
____________
(1) في " ع، م ": وقسط.
(2) (محمد) ليس في " ع، م ".
(3) في " ع، م ": لعظمته.
(4) في " ع، م ": قضاء.
(5) النور 24: 32.
فقال أبو جعفر (عليه السلام): إن المحرم إذا قتل صيدا في الحل، والصيد من ذوات الطير من كبارها، فعليه شاة. وإذا أصابه في الحرم فعليه الجزاء مضاعفا.
وإذا قتل فرخا في الحل فعليه حمل قد فطم، وليس عليه قيمته، لأنه ليس في الحرم. فإذا قتله في الحرم فعليه الحمل وقيمته.
وإذا كان من الوحش فعليه إن كان حمارا ذكرا، بدنة، وكذلك في النعامة، فإن لم يقدر فإطعام ستين مسكينا، وإن لم يقدر فليصم ثمانية عشر يوما، وإن كان (1) بقرة فعليه بقرة، فإن لم يقدر فإطعام ثلاثين مسكينا، فإن لم يقدر فليصم تسعة أيام. وإن كان ظبيا فعليه شاة، فإن لم يقدر فليصم تسعة أيام، فإن لم يقدر فصيام ثلاثة أيام. فإن كان في الحرم فعليه الجزاء مضاعفا، هديا بالغ الكعبة، حقا واجبا عليه أن ينحره، إن كان في الحج، من حيث تنحر الناس.
وإن كان في عمرة ينحر في مكة ويتصدق بمثل ثمنه، حتى يكون مضاعفا.
وإن كان أصاب أرنبا فعليه شاة، ويتصدق، فإذا قتل الحمامة بعد الشاة يتصدق بدرهم، أو يشتري به طعاما لحمام الحرم، وفي الفرخ نصف درهم، وفي البيضة ربع درهم.
كل ما أتى به المحرم بجهالة أو خطأ فليس فيه شئ، إلا الصيد، فإن فيه عليه الفداء بجهالة كان أو بعلم، بخطأ كان أو بعمد، وكذلك كل ما أتى به العبد، فكفارته على صاحبه، مثل ما يلزم صاحبه، وكل ما أتى به (2) الصغير الذي ليس ببالغ، فلا شئ عليه.
وإن كان ممن عاد فهو ممن ينتقم الله منه، وليس عليه كفارة، والنقمة في الآخرة، فإن دل على الصيد وهو محرم فعليه الفداء، والمصر عليه يلزمه بعد الفداء عقوبة
____________
(1) في " ع، م ": كانت.
(2) (العبد، فضارته... أتى به) ليس في " م، ط ".
وإن أصاب الصيد ليلا في وكره خطأ فلا شئ عليه حتى يتعمد، فإذا تصيد بليل أو نهار فعليه الفداء.
والمحرم للحج ينحر الفداء بمنى حيث تنحر الناس، والمحرم للعمرة ينحر بمكة. فأمر المأمون أن يكتب ذلك عنه.
ثم دعا من أنكر عليه تزويجه، فقرأ ذلك عليه، ثم قال لهم: هل فيكم أحد يجيب بمثل هذا الجواب؟ قالوا: أنت كنت أعلم به منا، ثم أمر المأمون فنثر (2) على أبي جعفر (عليه السلام) رقاع، فيها ضياع وطعم (3) وعمالات (4)، ولم يزل مكرما لأبي جعفر (عليه السلام) بقية (5) حياته.(6)
أحواله ومدة إمامته
وكان مقامه مع أبيه سبع سنين وأربعة أشهر ويومين.
وقد روى: سبع سنين وثلاثة أشهر.
وعاش بعد أبيه ثماني عشرة سنة غير عشرين يوما.(7)
وكانت سنو (8) إمامته بقية ملك المأمون، ثم ملك المعتصم ثماني سنين، ثم ملك
____________
(1) في " ط ": عليه حتى.
(2) في " ط ": ثم دعا الناس ونثر.
(3) الطعم: المأكل والرزق " أقرب الموارد - طعم - 1: 708 ".
(4) في " ط ": ضياع وعمالات وعقار وأطعمة.
(5) في " ط ": مكرما له مدة.
(6) إثبات الوصية: 188، قطعة منه في الارشاد: 319 والاختصاص: 98، والاحتجاج: 443، والثاقب في المناقب: 505 / 433.
(7) المروي في الارشاد: 316، وتاج المواليد: 128، وأعلام الورى: 344، ومناقب ابن شهرآشوب 4:
379: سبع عشرة سنة.
(8) في " ع، م ": وكان سني.
واستشهد في ملك الواثق سنة عشرين ومائتين من الهجرة.(1)
وكمل عمره خمس (2) وعشرين سنة وثلاثة أشهر واثنين وعشرين يوما. ويقال:
اثني عشر يوما. في ذي الحجة يوم الثلاثاء على ساعتين من النهار لخمس خلون منه (3)، ويقال: لثلاث خلون منه (4).
وكان سبب وفاته أن أم الفضل بنت المأمون - لما تسرى (5) ورزقه الله الولد (6) من غيرها - انحرفت (7) عنه، وسمته في عنب، وكان تسعة عشر عنبة (8)، وكان يحب العنب، فلما أكله بكت، فقال لها: مم بكاؤك، والله ليضربنك الله بفقر لا ينجبر، وببلاء لا ينستر.
فبليت بعده بعلة في أغمض المواضع، أنفقت عليها جميع ملكها (9)، حتى احتاجت إلى رفد الناس (10).
ويقال: إنها سمته بمنديل يمسح به عند الملامسة، فلما أحس بذلك قال لها:
أبلاك الله بداء لا دواء له. فوقعت الأكلة (11) في فرجها، فكانت تنكشف للطبيب،
____________
(1) مناقب ابن شهرآشوب 4: 379، والذي في سائر المصادر أنه (عليه السلام) استشهد في أول ملك المعتصم، وهو الموافق للصواب حيث إن ملك المعتصم امتد بين (219 - 227 هـ) انظر تاج المواليد: 128، إعلام الورى: 344، كشف الغمة 2: 369، الجوهر الثمين: 138.
(2) في " ط ": وبلغ من العمر خمسا.
(3) إثبات الوصية: 192، تاريخ بغداد 3: 55، كشف الغمة 2: 345.
(4) المروي: لست خلون منه، انظر تاريخ الأئمة: 13، تاريخ بغداد 3: 55، مناقب ابن شهرآشوب 4:
379، الفصول المهمة: 275.
(5) تسرى الرجل: اتخذ سرية، أي أمة.
(6) في " ع، م ": لما رزق الله أبا الحسن.
(7) في " ع، م ": انخفرت.
(8) في " ط ": حبة.
(9) في " ط ": ما تملكه.
(10) إثبات الوصية: 192.
(11) الأكلة: داء يقع في العضو فيأتكل منه " لسان العرب - أكل - 11: 22 ".
ودفن (عليه السلام) ببغداد بمقابر قريش إلى جنب جده موسى بن جعفر (عليه السلام).
نسبه:
محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن عبد مناف (2) بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.
ويكنى:
أبا جعفر، والخاص: أبو علي.(3)
ولقبه (4):
الزكي، والمرتضى، والتقي، والقانع، والرضي، والمختار، والمتوكل، والجواد (5).
وأمه:
أم ولد تسمى ريحانة وتكنى أم الحسن، ويقال إن اسمها: سكينة (6)، ويقال لها: خيزران (7)، والله أعلم (8).
____________
(1) مناقب ابن شهرآشوب 4: 391.
(2) في " ع ": أبي طالب.
(3) تاريخ الأئمة: 30، الهداية الكبرى: 295، تاج المواليد: 127، مناقب ابن شهرآشوب 4: 379، إعلام الورى: 345، تذكرة الخواص: 358، كشف الغمة: 2: 343، الفصول المهمة: 265.
(4) في " ع، م ": وكنيته.
(5) (والجواد) ليس في " ع، م ". تاريخ الأئمة: 29، الهداية الكبرى: 295، إعلام الورى: 345، مناقب ابن شهرآشوب 4: 379، تذكرة الخواص: 359، كشف الغمة 2: 343، الفصول المهمة: 266.
(6) في " ط ": ويقال: سبيكة. وهو الموافق لما في تاج المواليد: 128 وإعلام الورى: 345، ومناقب ابن شهرآشوب 4: 379.
(7) في " ع ": خيران.
(8) تاريخ الأئمة: 25، تاج المواليد: 128، مناقب ابن شهرآشوب 4: 379، تذكرة الخواص: 359.
ذكر ولده (عليه السلام)
أبو الحسن علي بن محمد العسكري الإمام (عليه السلام)، وموسى.
ومن البنات: خديجة، وحكيمة، وأم كلثوم.(1)
[نقش خاتمه (عليه السلام)]:
وكان له خاتم نقش فصه: العزة لله، مثل نقش (2) خاتم أبيه (عليه السلام).(3)
بوابه:
عمر بن الفرات.(4)
ذكر معجزاته (عليه السلام)
346 / 6 - قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عمارة بن زيد، قال: حدثني إبراهيم بن سعد، قال: رأيت محمد بن علي الرضا (عليه السلام) وله شعرة - أو قال وفرة - مثل حلك (5) الغراب، مسح يده عليها فاحمرت ثم مسح عليها بظاهر كفه فابيضت، ثم مسح عليها بباطن كفه فعادت (6) سوداء كما كانت، فقال لي: يا بن سعد، هكذا تكون آيات الإمام.
____________
(1) تاج المواليد: 130، مناقب ابن شهرآشوب 4: 380، تذكرة الخواص: 359، المستجاد: 506، الفصول المهمة: 276، وزاد في تاج المواليد والمناقب: فاطمة وأمامة، ولم يذكر غيرهما من البنات في المستجاد والفصول المهمة.
(2) (نقش) ليس في " ع، م ".
(3) في الفصول المهمة: 266: نعم القادر الله.
(4) تاريخ الأئمة: 33، الفصول المهمة: 266. وفي المناقب لابن شهرآشوب 4: 380: عثمان بن سعيد السمان.
(5) الحلكة: شدة السواد، وفي " ع ": جثل، والجثل: الشعر.
(6) في " ع، م ": فصارت.
فقال: في مصرك قوم يزعمون أن الإمام (2) يحتاج إلى مال، فضرب بيده لهم ليبلغهم أن كنوز الأرض بيد الإمام.(3)
347 / 7 - قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا عمارة بن زيد، قال: قال إبراهيم بن سعد: كنت جالسا عند محمد بن علي (عليه السلام) إذ مرت بنا فرس أنثى، فقال: هذه تلد الليلة فلوا (4) أبيض الناصية، في وجهه غرة.
فاستأذنته ثم انصرفت مع صاحبها، فلم أزل أحدثه إلى الليل حتى أتت الفرس بفلو كما وصف ما فيه.
وعدت إليه، فقال: يا بن سعد، شككت فيما قلت لك بالأمس؟ إن التي في منزلك حبلى تأتيك بابن أعور. فولد لي محمد وكان أعور.(5)
348 / 8 - قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد، قال: حدثنا عمارة بن زيد، قال:
قال إبراهيم بن سعد: رأيت محمد بن علي (عليه السلام) يضرب بيده إلى ورق الزيتون فيصير في كفه ورقا (6)، فأخذت منه كثيرا وأنفقته في الأسواق فلم يتغير.(7)
349 / 9 - قال أبو جعفر: حدثنا سفيان، عن أبيه، قال: قال محمد بن يحيى:
لقيت محمد بن علي الرضا (عليه السلام) على وسط دجلة فالتقى له طرفاه حتى عبر، ورأيته بالأنبار على الفرات فعل مثل ذلك.(8)
350 / 10 - قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله بن الهيثم أبو قبيصة الضرير، قال:
____________
(1) في " م " زيادة: ما أشك.
(2) في " ع، م ": الاسلام.
(3) نوادر المعجزات: 179 / 2، مدينة المعاجز: 523 / 22.
(4) الفلو: بضم أوله وكسره، المهر.
(5) نوادر المعجزات: 180 / 3، فرج المهموم: 232.
(6) أي فضة، أو دراهم فضة.
(7) نوادر المعجزات: 180 / 4.
(8) مدينة المعاجز: 543 / 25.
351 / 11 - قال أبو جعفر: حدثنا أبو عمر هلال بن العلاء الرقي، قال:
حدثنا أبو النصر أحمد بن سعيد، قال: قال لي منخل بن علي: لقيت محمد بن علي (عليه السلام) بسر من رأى فسألته النفقة إلى بيت المقدس فأعطاني مائة دينار ثم قال لي: أغمض عينيك. فغمضتهما، ثم قال: افتح. فإذا أنا ببيت المقدس تحت القبة، فتحيرت في ذلك.(2)
352 / 12 - قال أبو جعفر: حدثنا أبو عمر هلال بن العلاء الرقي، قال:
حدثنا هشام بن محمد، قال: قال محمد بن العلاء: رأيت محمد بن علي (عليه السلام) يحج بلا راحلة ولا زاد من ليلته ويرجع، وكان لي أخ بمكة لي عنده (3) خاتم، فقلت له: تأخذ لي منه علامة، فرجع من ليلته ومعه الخاتم.(4)
353 / 13 - قال أبو جعفر: حدثنا موسى بن عمران بن كثير، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا محمد بن عمر، قال: رأيت محمد بن علي (عليه السلام) يضع يده على منبر فتورق كل شجرة من نوعها، وإني (5) رأيته يكلم شاة فتجيبه.(6)
354 / 14 - قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد، قال: قال عمارة ابن زيد: رأيت محمد بن علي (عليه السلام)، فقلت له: يا بن رسول الله، ما علامة الإمام؟
قال: إذا فعل هكذا. فوضع يده على صخرة فبانت أصابعه فيها.
____________
(1) مدينة المعاجز: 524 / 26.
(2) نوادر المعجزات: 181 / 5.
(3) في " ع، م ": معه.
(4) إثبات الهداة 6: 199 / 61.
(5) في " ط ": من فروعها و.
(6) نوادر المعجزات: 181 / 6.
355 / 15 - قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد، قال: قال لي عمارة بن زيد: رأيت امرأة قد حملت ابنا لها مكفوفا إلى أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام)، فمسح يده عليه فاستوى قائما يعدو، كأن لم يكن في عينه ضرر.(2)
356 / 16 - قال أبو جعفر: حدثنا قطر بن أبي قطر: قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، قال: قال لي محمد بن علي بن عمر التنوخي: رأيت محمد بن علي (عليه السلام) وهو يكلم ثورا فحرك الثور رأسه، فقلت: لا، ولكن تأمر الثور أن يكلمك.
فقال: وعلمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ (3). ثم قال للثور: قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له. فقال. ثم مسح بكفه على رأسه (4).
357 / 17 - قال أبو جعفر: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: قال لي عمارة بن زيد: رأيت محمد بن علي (عليه السلام) وبين يديه قصعة صيني، فقال لي: يا عمارة، أترى من هذا عجبا؟ قلت: نعم. فوضع يده عليها فذابت حتى صارت ماء، ثم جمعه حتى جعله في قدح ثم ردها ومسحها بيده فإذا هي قصعة صيني كما كانت، وقال: مثل هكذا فلتكن القدرة.(5)
358 / 18 - وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، قال: حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، قال: حدثني (6) زكريا بن آدم، قال: إني لعند الرضا (عليه السلام) إذ جئ بأبي جعفر (عليه السلام)، وسنه أقل من أربع سنين، فضرب بيده
____________
(1) نوادر المعجزات: 181 / 7.
(2) مدينة المعاجز: 524.
(3) تضمين من سورة النمل 27: 16.
(4) في " ع، م ": ثم مسح برأسه عليه.
نوادر المعجزات: 182 / 8.
(5) نوادر المعجزات: 182 / 9.
(6) في " ط ": حدثنا.
359 / 19 - قال أمية بن علي: كنت بالمدينة، وكنت أختلف إلى أبي جعفر (عليه السلام)، وأبوه بخراسان فدعا جاريته يوما (4) فقال لها: قولي لهم يتهيئون للمأتم.
فلما (5) تفرقنا من مجلسنا أنا وجماعة، قلنا: ألا سألناه مأتم من (6)؟ فلما كان الغد أعاد القول، فقلنا له: مأتم من؟ فقال: مأتم خير من صلى على ظهر الأرض. فورد الخبر بمضي أبي الحسن (عليه السلام) بعد أيام.(7)
360 / 20 - وحدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثني أبو النجم بدر ابن عمار الطبرستاني، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني، قال: حج إسحاق بن إسماعيل في السنة التي خرجت الجماعة إلى أبي جعفر (عليه السلام). قال إسحاق: فأعددت له في رقعة عشر مسائل لأسأله عنها، وكان لي حمل، فقلت: إذا أجابني عن مسائلي، سألته أن يدعو الله لي أن يجعله ذكرا.
فلما سأله الناس قمت، والرقعة معي، لأسأله عن مسائلي، فلما نظر إلي قال لي: يا أبا يعقوب، سمه أحمد، فولد لي ذكر، فسميته أحمد، فعاش مدة ومات.
____________
(1) في " ط ": وهو يفكر.
(2) (ما) ليس في " ع، م ".
(3) إثبات الوصية: 184، نوادر المعجزات: 183 / 10.
(4) في " ع، م ": يوما بالجارية.
(5) في " ع " زيادة: كان الغد أعاد القول، وهو تكرار لما يأتي.
(6) في " ط ": لمن المأتم.
(7) إعلام الورى: 350، مناقب ابن شهرآشوب 4: 389، الثاقب في المناقب: 515 / 443، كشف الغمة 2: 369.
أتحف مولاي أبا جعفر بها. فلما تفرق الناس عنه عن جواب لجميعهم (3)، قام فمضى إلى صريا واتبعته، فلقيت موفقا، فقلت: استأذن لي على أبي جعفر، فدخلت فسلمت، فرد علي السلام، وفي وجهه الكراهة، ولم يأمرني بالجلوس، فدنوت منه وفرغت ما كان في كمي بين يديه، فنظر إلي نظر مغضب، ثم رمى (4) يمينا وشمالا، ثم قال: ما لهذا خلقني الله، ما أنا واللعب؟! فاستعفيته فعفا عني، فأخذتها (5) فخرجت.(6)
361 / 21 - وحدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا جعفر [بن محمد] بن مالك الفزاري، قال: حدثني علي بن يونس الخزاز، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال:
كنت أنا ومحمد بن سنان وصفوان و عبد الله بن المغيرة عند أبي الحسن الرضا (عليه السلام) بمنى، فقال لي: ألك (7) حاجة؟ فقلت: نعم، وكتب معنا كتابا إلى أبي جعفر (عليه السلام)، فلما صرنا إلى المدينة أخرجه إلينا مسافر على كتفه، وله يومئذ ثمانية عشر شهرا، فدفعنا إليه الكتاب، ففض الخاتم وقرأه، ثم رفع رأسه إلى نخلة كان تحتها، فقال: باح باح.(8)
362 / 22 - وروى أحمد بن الحسين، عن محمد بن أبي الطيب (9)، عن
____________
(1) كذا في النسخ والبحار، وفي رجال النجاشي: 276: المنمس.
(2) في " ع، م ": بعضا.
(3) في " ط ": عنه بعد جواب الجميع.
(4) في " ط ": رنا.
(5) (فأخذتها) ليس في " ع، م ".
(6) مدينة المعاجز: 526 / 39، البحار 50: 58 / 34.
(7) في " ع ": فقال: لك.
(8) مدينة المعاجز: 526 / 40.
(9) في الكافي: محمد بن الطيب، راجع معجم رجال الحديث 16: 195.