الصفحة 447
له(1) قال عليه السلام: فليس يحيط علمه عندكم بما يكون فيهما إذا لم يعرف غاية ذلك، و إذا لم يحط علمه بما يكون فيهما لم يعلم ما يكون فيهما قبل أن يكون، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، قال سليمان: إنما قلت: لا يعلمه لأنه لا غاية لهذا لأن الله عز وجل وصفهما بالخلود وكرهنا أن نجعل لهما انقطاعا، قال الرضا عليه السلام: ليس علمه بذلك بموجب لانقطاعه عنهم لأنه قد يعلم ذلك ثم يزيدهم ثم لا يقطعه عنهم، و كذلك قال الله عز وجل في كتابه: (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب)(2) وقال عز وجل لأهل الجنة: (عطاء غير مجذوذ)(3) وقال عز وجل: (وفاكهة كثيرة * لا مقطوعة ولا ممنوعة)(4) فهو عز وجل يعلم ذلك ولا يقطع عنهم الزيادة، أرأيت ما أكل أهل الجنة وما شربوا أليس يخلف مكانه؟!

قال بلى، قال: أفيكون يقطع ذلك عنهم وقد أخلف مكانه؟! قال سليمان: لا، قال: فكذلك كل ما يكون فيها(5) إذا أخلف مكانه فليس بمقطوع عنهم، قال سليمان بل يقطعه عنهم فلا يزيدهم(6) قال الرضا عليه السلام: إذا يبيد ما فيهما، و هذا يا سليمان إبطال الخلود وخلاف الكتاب لأن الله عز وجل يقول: (لهم ما

____________

(1) في البحار وفي نسخة (د) و (ب) (فالمزيد لا غاية له) وهذا أنسب لإفادة التفريغ والتعليل، كأنه على زعمه قال: كما أن إرادته لا تتعلق الآن بالمزيد في الدار الآخرة لا يتعلق علمه به لأن المزيد لا غاية له وغير المتناهي لا يكون معلوما، فرد عليه بتنزيهه تعالى عن عدم العلم به وإن كان غير متناه.

(2) النساء: 56.

(3) هود: 108.

(4) الواقعة. 33.

(5) أي فكالجنة كل ما في النار.

(6) في البحار وفي نسخة (ب) و (ج) (ولا يزيدهم) وفي نسخة (و) (بلى يقطعه عنهم فلا يزيدهم).


الصفحة 448
يشاؤون فيها ولدينا مزيد)(1) ويقول عز وجل: (عطاء غير مجذوذ) ويقول عز وجل: (وما هم منها بمخرجين)(2) ويقول عز وجل: (خالدين فيها ح أبدا)(3) ويقول عز وجل: (وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة) فلم يحر جوابا.

ثم قال الرضا عليه السلام: يا سليمان ألا تخبرني عن الإرادة فعل هي أم غير فعل؟

قال: بل هي فعل، قال: فهي محدثة لأن الفعل كله محدث، قال: ليست بفعل، قال: فمعه غيره لم يزل، قال سليمان: الإرادة هي الانشاء، قال: يا سليمان هذا الذي ادعيتموه(4) على ضرار وأصحابه(5) من قولهم: إن كل ما خلق الله عز وجل في سماء أو أرض أو بحر أو بر من كلب أو خنزير أو قرد أو إنسان أو دابة إرادة الله عز وجل وإن إرادة الله عز وجل تحيي وتموت وتذهب وتأكل وتشرب وتنكح وتلد(6) وتظلم وتفعل الفواحش وتكفر، وتشرك، فتبراء منها وتعاديها و هذا حدها(7).

قال سليمان: إنها كالسمع والبصر والعلم، قال الرضا عليه السلام: قد رجعت إلى هذا ثانية، فأخبرني عن السمع والبصر والعلم أمصنوع؟ قال سليمان: لا، قال الرضا عليه السلام: فكيف نفيتموه(8) فمرة قلتم لم يرد ومرة قلتم أراد، وليست

____________

(1) ق: 35.

(2) الحجر: 48.

(3) في أحد عشر موضعا من القرآن.

(4) في نسخة (ه‍) (عيبتموه) وفي البحار: (عبتموه).

(5) هو ضرار بن عمرو، وهم من الجبرية، لكن وافقوا المعتزلة في أشياء، واختصموا بأشياء منكرة.

(6) في نسخة (و) و (ط) و (ن) (تلذ) بالذال المعجمة المشددة.

(7) أي فتبرء من الإرادة بالمعنى الذي ذهب إليه ضرار وتعاديها مع أن هذا الذي ذهبت إليه من أن الإرادة هي الانشاء حد الإرادة بالمعنى الذي ذهب إليه ضرار، وفي البحار بصيغة المتكلم مع الغير في الفعلين، وفي نسخة (و) و (ط) و (ج) (تفارقها) مكان (تعاديها).

(8) في هامش نسخة (و) (فكيف نعتموه) والضمير المنصوب يرجع حينئذ إليه تعالى، وهذا أصح، وعلى سائر النسخ فالضمير يرجع إلى الإرادة وتذكيره باعتبار المعنى.


الصفحة 449
بمفعول له؟! قال سليمان: إنما ذلك كقولنا مرة علم ومرة لم يعلم(1) قال الرضا عليه السلام: ليس ذلك سواء لأن نفي المعلوم ليس بنفي العلم، ونفي المراد نفي الإرادة أن تكون، لأن الشئ إذا لم يكن إرادة(2) وقد يكون العلم ثابتا وإن لم يكن المعلوم، بمنزلة البصر فقد يكون الإنسان بصيرا وإن لم يكن المبصر، ويكون العلم ثابتا وإن لم يكن المعلوم(3). قال سليمان: إنها مصنوعة، قال عليه السلام: فهي محدثة ليست كالسمع والبصر لأن السمع والبصر ليسا بمصنوعين وهذه مصنوعة، قال سليمان: إنها صفة من صفاته لم تزل، قال: فينبغي أن يكون الإنسان لم يزل لأن صفته لم تزل، قال سليمان: لا لأنه لم يفعلها، قال الرضا عليه السلام: يا خراساني ما أكثر غلطك، أفليس بإرادته وقوله تكون الأشياء؟!(4)

قال سليمان: لا، قال: فإذا لم يكن بإرادته ولا مشيته ولا أمره ولا المباشرة فكيف يكون ذلك؟! تعالى الله عن ذلك، فلم يحر جوابا(5).

ثم قال الرضا عليه السلام: ألا تخبرني عن قول الله عز وجل: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها)(6) يعني بذلك أنه يحدث إرادة؟! قال له:

____________

(1) أي مرة وقع علمه على المعلوم الموجود، ومرة لم يقع علمه على المعلوم لكونه غير موجود، ومر نظير هذا في الحديث الأول من الباب الحادي عشر.

(2) في نسخة (و) و (ب) و (د) (لم تكن الإرادة).

(3) (لم يكن) في المواضع الأربعة تامة، وقوله: (بمنزلة البصر) خبر لمبتدأ محذوف، أي العلم بمنزلة البصر.

(4) في نسخة (ه‍) (أليس بإرادته وقوله تكوين الأشياء).

(5) إيضاح الكلام أنه عليه السلام ألزمه على كونه الإرادة أزلية كون الإنسان مثلا أزليا لأن صفته أي إرادته التي بها خلق الإنسان أزلية، فأجاب سليمان بأنه لا يلزم ذلك لأنه فعل الإنسان فهو حادث ولم يفعل الإرادة فهي أزلية، فرده عليه السلام بأن هذا غلط كسائر أغلاطك لأن تكون الأشياء إنما هو بإرادته ولا تتخلف عن المراد بشهادة العقل والآية، فكابر سليمان فقال: لا يكون بإرادته، فأفحمه بما قال عليه السلام. فلم يحر جوابا.

(6) الإسراء: 16.


الصفحة 450
نعم، قال: فإذا أحدث إرادة كان قولك إن الإرادة هي هو أم شئ منه باطلا لأنه لا يكون أن يحدث نفسه ولا يتغير عن حاله، تعالى الله عن ذلك، قال سليمان:

إنه لم يكن عني بذلك أنه يحدث إرادة، قال: فما عني به؟ قال: عني فعل الشئ قال الرضا عليه السلام: ويلك كم تردد هذه المسألة، وقد أخبرتك أن الإرادة محدثة لأن فعل الشئ محدث، قال: فليس لها معنى، قال: الرضا عليه السلام: قد وصف نفسه عندكم حتى وصفها بالإرادة بما لا معنى له، فإذا لم يكن لها معنى قديم ولا حديث بطل قولكم: إن الله لم يزل مريدا. قال سليمان: إنما عنيت أنها فعل من الله لم يزل، قال: ألا تعلم أن ما لم يزل لا يكون مفعولا وحديثا وقديما في حالة واحدة؟

فلم يحر جوابا.

قال الرضا عليه السلام: لا بأس، أتمم مسألتك، قال سليمان: قلت: إن الإرادة صفة من صفاته، قال الرضا عليه السلام: كم تردد علي أنها صفه من صفاته، وصفته محدثة أو لم تزل؟! قال سليمان: محدثة، قال الرضا عليه السلام: الله أكبر فالإرادة محدثة وأن كانت صفة من صفاته لم تزل، فلم يرد شيئا.(2) قال الرضا عليه السلام: إن ما لم يزل لا يكون مفعولا، قال سليمان: ليس الأشياء إرادة ولم يرد شيئا.(3) قال الرضا عليه السلام: وسوست يا سليمان فقد فعل وخلق ما لم يرد خلقه ولا فعله، وهذه صفة من لا يدري ما فعل، تعالى الله عن ذلك.

قال سليمان: يا سيدي قد أخبرتك أنها كالسمع والبصر والعلم، قال المأمون: ويلك يا سليمان كم هذا الغلط والتردد اقطع هذا وخذ في غيره إذ ليست تقوى على هذا الرد، قال الرضا عليه السلام: دعه يا أمير المؤمنين، لا تقطع عليه مسألته

____________

(1) في البحار وفي نسخة (ه‍) (فصفته - الخ).

(2) لأن العالم حادث والإرادة أزلية والتخلف ممتنع، وقوله: (إن ما لم يزل - الخ) تعليل له باللازم.

(3) أي لا أقول بقول ضرار ولا بقولكم، بل إرادة غير متعلقة بشئ أو ليست له إرادة رأسا.


الصفحة 451
فيجعلها حجة، تكلم يا سليمان، قال: قد أخبرتك أنها كالسمع والبصر والعلم، قال الرضا عليه السلام: لا بأس، أخبرني عن معنى هذه أمعنى واحد أم معان مختلفة؟!

قال سليمان: بل معنى واحد، الرضا عليه السلام: فمعنى الإرادات كلها معنى واحد؟

قال سليمان: نعم، قال الرضا عليه السلام: فإن كان معناها معنى واحدا كانت إرادة القيام وإرادة العقود وإرادة الحياة وإرادة الموت إذا كانت إرادته واحدة(1) لم يتقدم بعضها بعضا ولم يخالف بعضها بعضا، وكان شيئا واحدا(2) قال سليمان: إن معناها مختلف، قال عليه السلام: فأخبرني عن المريد أهو الإرادة أو غيرها؟! قال سليمان:

بل هو الإرادة، قال الرضا عليه السلام فالمريد عندكم يختلف إن كان هو الإرادة(3)؟

قال: يا سيدي ليس الإرادة المريد، قال عليه السلام: فالإرادة محدثة، وإلا فمعه غيره.

افهم وزد في مسألتك.

قال سليمان: فإنها اسم من أسمائه، قال الرضا عليه السلام: هل سمى نفسه بذلك؟

قال سليمان: لا، لم يسم نفسه بذلك، قال الرضا عليه السلام: فليس لك أن تسميه بما لم يسم به نفسه، قال: قد وصف نفسه بأنه مريد، قال الرضا عليه السلام: ليس صفته نفسه أنه مريد إخبار عن أنه إرادة ولا إخبارا عن أن الإرادة اسم من أسمائه، قال:

سليمان: لأن إرادته علمه، قال الرضا عليه السلام: يا جاهل فإذا علم الشئ فقد أراده؟

قال سليمان: أجل، قال عليه السلام: فإذا لم يرده لم يعلمه، قال سليمان: أجل، قال عليه السلام: من أين قلت ذاك، وما الدليل على أن إرادته علمه. وقد يعلم ما لا يريده

____________

(1) هذه الجملة تأكيد للشرط بلفظ آخر وقعت بين اسم كانت وخبرها: وفي نسخة (ط) و (ن) (إذا كانت إرادة واحدة) وفي نسخة (و) (إذ كانت إرادته واحدة) وفي البحار:

(فإن كان معناها معنى واحدا كانت إرادة القيام إرادة العقود، وإرادة الحياة إرادة الموت، إذ كانت إرادته واحدة لم يتقدم بعضها بعضا - الخ) وهذا أحسن.

(2) أي كان المراد شيئا واحدا، وفي نسخة (و) و (ط) و (ن) (وكانت شيئا واحدا).

(3) في البحار: (مختلف إذ كان - الخ) وفي نسخة (د) و (ج) (يختلف إذا كان - الخ) وفي نسخة (ب) (يختلف إذ كان - الخ).


الصفحة 452
أبدا، وذلك قوله عز وجل: (ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك)(1) فهو يعلم كيف يذهب به وهو لا يذهب به أبدا، قال سليمان: لأنه قد فرغ من الأمر فليس يزيد فيه شيئا(2) قال الرضا عليه السلام: هذا قول اليهود، فكيف قال عز وجل:

(ادعوني أستجب لكم)(3) قال سليمان: إنما عني بذلك أنه قادر عليه، قال عليه السلام: أفيعد ما لا يفي به؟! فكيف قال عز وجل: (يزيد في الخلق ما يشاء)(4) و قال عز وجل: (يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)(5) وقد فرغ من الأمر، فلم يحر جوابا.

قال الرضا عليه السلام: يا سليمان هل يعلم أن إنسانا يكون ولا يريد أن يخلق إنسانا أبدا، وأن إنسانا يموت اليوم ولا يريد أن يموت اليوم؟ قال سليمان: نعم قال الرضا عليه السلام: فيعلم أنه يكون ما يريد أن يكون أو يعلم أنه يكون ما لا يريد أن يكون؟! قال: يعلم أنهما يكونان جميعا، قال الرضا عليه السلام: إذن يعلم أن إنسانا حي ميت، قائم قاعد، أعمى بصير في حال واحدة، وهذا هو المحال، قال:

جعلت فداك فإنه يعلم أنه يكون أحدهما دون الآخر، قال عليه السلام: لا بأس، فأيهما يكون، الذي أراد أن يكون أو الذي لم يرد أن يكون، قال سليمان: الذي أراد أن يكون، فضحك الرضا عليه السلام والمأمون وأصحاب المقالات. قال الرضا عليه السلام:

غلطت وتركت قولك: إنه يعلم أن إنسانا يموت اليوم وهو لا يريد أن يموت اليوم وأنه يخلق خلقا وهو لا يريد أن يخلقهم، فإذا لم يجز العلم عندكم بما لم يرد أن يكون فإنما يعلم أن يكون ما أراد أن يكون(6).

____________

(1) الإسراء: 86.

(2) في نسخة (د) و (ب) (فليس يريد فيه شيئا) وفي نسخة (ط) (فليس يريد منه شيئا).

(3) المؤمن: 60.

(4) فاطر: 1.

(5) الرعد: 39.

(6) حاصل الكلام من قوله عليه السلام: يا سليمان هل يعلم أن انسانا يكون إلى هنا أنه هل يتعلق علمه تعالى بنسبة قضية ولا يتعلق إرادته بها، فأقر سليمان بذلك، فثبت مطلوبه عليه السلام الذي هو عدم اتحادهما، لكنه أقر بالحق في غير موضعه من حيث لا يشعر (كأنه اختبط واختلط من كثرة الحجاج في المجلس) لأن المثالين مجمعهما، إذ علمه تعالى بموت إنسان يستلزم إرادته، وبكون إنسان يستلزم إرادة خلقه، ومورد التخلف الأمثلة التي ذكرها عليه السلام من قبل، ثم أراد عليه السلام أن ينبهه على غلطه فقال: فيعلم أنه يكون ما يريد - الخ، والقسمة لعلمه بكون ما يريد وما لا يريد تقتضي صورا أربعا: يعلم أنه يكون ما يريد أن يكون فقط، يعلم أنه يكون ما لا يريد أن يكون فقط، يعلمهما جميعا، لا يعلمهما، والصورة الثانية هي ما ينطبق عليه المثالان، والأخيرة محال، والثالثة محال أيضا لما قال عليه السلام: إذن يعلم أن انسانا حي ميت - الخ، ومنطبقة المثالين أيضا محال لما قلنا، وسليمان بصرافة فطرته تركها واختار الصورة الأولى حيث قال: (الذي أراد أن يكون) بعد أن قال عليه السلام: (لا بأس فيهما يكون - الخ).


الصفحة 453
قال سليمان: فإنما قولي: إن الإرادة ليست هو ولا غيره، قال الرضا عليه السلام:

يا جاهل إذا قلت: ليست هو فقد جعلتها غيره، وإذا قلت: ليست هي غيره فقد جعلتها هو، قال سليمان: فهو يعلم كيف يصنع الشئ؟ قال عليه السلام: نعم، قال سليمان:

فإن ذلك إثبات للشئ(1) قال الرضا عليه السلام: أحلت لأن الرجل قد يحسن البناء وإن لم يبن ويحسن الخياطة وإن لم يخط ويحسن صنعة الشئ وإن لم يصنعه أبدا ثم قال له: يا سليمان هل يعلم أنه واحد لا شئ معه؟! قال: نعم، قال: أفيكون ذلك إثباتا للشئ؟! قال سليمان: ليس يعلم أنه واحد لا شئ معه. قال الرضا عليه السلام: أفتعلم أنت ذلك؟!(2) قال: نعم، قال: فأنت يا سليمان أعلم منه إذا، قال سليمان:

المسألة محال، قال: محال عندك أنه واحد لا شئ معه وأنه سميع بصير حكيم عليم

____________

(1) المعنى: فإن ذلك إثبات للشئ معه في الأزل، وذلك ظنا منه أن العلم بالمصنوع يستلزم وجوده، فأجاب عليه السلام بالفرق بين العلم والإرادة بالأمثلة، فإن العلم لا يستلزم المعلوم بخلاف الإرادة فإنها تستلزم المراد، وقوله: (يحسن) في المواضع الثلاثة من الاحسان بمعنى العلم.

(2) في نسخة (ه‍) و (و) (أفأنت تعلم بذلك).


الصفحة 454
قادر؟! قال: نعم، قال عليه السلام: فكيف أخبر الله عز وجل أنه واحد حي سميع بصير عليم خبير وهو لا يعلم ذلك؟! وهذا رد ما قال وتكذيبه، تعالى الله عن ذلك، ثم قال الرضا عليه السلام: فكيف يريد صنع ما لا يدري صنعه ولا ما هو؟! وإذا كان الصانع لا يدري كيف يصنع الشئ قبل أن يصنعه فإنما هو متحير، تعالى الله عن ذلك.

قال سليمان: فإن الإرادة القدرة، قال الرضا عليه السلام: وهو عز وجل يقدر على ما لا يريده أبدا، ولا بد من ذلك لأنه قال تبارك وتعالى: (ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك)(1) فلو كانت الإرادة هي القدرة كان قد أراد أن يذهب به لقدرته، فانقطع سليمان، قال المأمون عند ذلك: يا سليمان هذا أعلم هاشمي. ثم تفرق القوم.

قال مصنف هذا الكتاب: كان المأمون يجلب على الرضا عليه السلام من متكلمي الفرق والأهواء المضلة كل من سمع به حرصا على انقطاع الرضا عليه السلام عن الحجة مع واحد منهم، وذلك حسدا منه له ولمنزلة من العلم، فكان عليه السلام لا يكلم أحدا إلا أقر له بالفضل والتزم الحجة له عليه لأن الله تعالى ذكره أبى إلا أن يعلي كلمته ويتم نوره وينصر حجته، وهكذا وعد تبارك وتعالى في كتابه فقال: (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا)(2) يعني بالذين آمنوا: (الأئمة الهداة عليهم السلام وأتباعهم والعارفين بهم والآخذين عنهم، ينصرهم بالحجة على مخالفيهم ما داموا في الدنيا، وكذلك يفعل بهم في الآخرة، وإن الله لا يخلف وعده.

67 - باب النهي عن الكلام
والجدال والمراء في الله عز وجل


1 - أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي بصير، قال: قال أبو - جعفر عليه السلام: تكلموا في خلق الله ولا تكلموا في الله فإن الكلام في الله لا يزيد إلا تحيرا.

____________

(1) الإسراء: 86.

(2) المؤمن: 51.


الصفحة 455
2 - وبهذا الإسناد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: تكلموا في كل شئ ولا تكلموا في الله.(1)

3 - وبهذا الإسناد، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن ضريس الكناسي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: اذكروا من عظمة الله ما شئتم ولا تذكروا ذاته فإنكم لا تذكرون منه شيئا إلا وهو أعظم منه.

4 - وبهذا الإسناد، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن بريد العجلي، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أصحابه فقال: ما جمعكم؟ قالوا: اجتمعنا نذكر ربنا ونتفكر في عظمته، فقال: لن تدركوا التفكر في عظمته.

5 - وبهذا الإسناد، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن فضيل ابن يسار، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: يا ابن آدم لو أكل قلبك طائر لم يشبعه، وبصرك لو وضع عليه خرق إبرة لغطاه، تريد أن تعرف بهما ملكوت السماوات والأرض، إن كنت صادقا فهذه الشمس خلق من خلق الله فإن قدرت أن تملأ عينيك منها فهو كما تقول.

6 - وبهذا الإسناد، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا)(2) قال: من لم يدله خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار ودوران الفلك والشمس والقمر والآيات العجيبات على أن وراء ذلك أمرا أعظم منه فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا، قال: فهو عما لم يعاين أعمى وأضل.

7 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون، عن الحسن الصيقل، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: تكلموا في ما دون العرش ولا تكلموا في ما فوق العرش فإن قوما تكلموا في الله

____________

(1) أي في ذاته تعالى أنه ما هو؟ وكيف هو؟.

(2) الإسراء: 72.


الصفحة 456
عز وجل فتاهو حتى كان الرجل ينادي من بين يديه فيجيب من خلفه وينادي من خلفه فيجيب من بين يديه.

8 - أبي رحمه الله، قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن يحيى الخثعمي، عن عبد الرحيم القصير، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن شئ من التوحيد، فرفع يديه إلى السماء وقال: تعالى الله الجبار(1) إن من تعاطى ما ثم هلك.

9 - وبهذا الإسناد، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (وأن إلى ربك المنتهى)(2) قال: إذا انتهى الكلام إلى الله عز وجل فأمسكوا.

10 - وبهذا الإسناد، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا محمد إن الناس لا يزال بهم المنطق حتى يتكلموا في الله، فإذا سمعتم ذلك فقولوا: لا إله إلا الله الواحد الذي ليس كمثله شئ.

11 - وبهذا الإسناد، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن أبي عبيدة الحذاء، قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: يا زياد إياك والخصومات فإنها تورث الشك وتحبط العمل وتردي صاحبها، وعسى أن تكلم بالشئ فلا يغفر له، إنه كان فيما مضى قوم وتركوا علم ما وكلوا به وطلبوا علم ما كفوه حتى انتهى كلامهم إلى الله عز وجل فتحيروا، فإن كان الرجل ليدعى من بين يديه فيجيب من خلفه ويدعى من خلفه فيجيب من بين يديه.

12 - أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد ابن عيسى، عن عبد الله بن المغيرة، عن أبي اليسع، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أنه قد كان فيمن كان قبلكم قوم تركوا علم ما وكلوا بعلمه و طلبوا علم ما لم يوكلوا بعلمه، فلم يبرحوا حتى سألوا عما فوق السماء فتاهت

____________

(1) في النسخ الخطية: (تعالى الجبار).

(2) النجم: 42.


الصفحة 457
قلوبهم، فكان أحدهم يدعى من بين يديه فيجيب من خلفه ويدعى من خلفه فيجيب من بين يديه.

13 - وبهذا الإسناد، عن أبي اليسع، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال: دعوا التفكر في الله فإن التفكر في الله لا يزيد إلا تيها لأن الله تبارك وتعالى لا تدركه الأبصار ولا تبلغه الأخبار.

14 - وبهذا الإسناد، عن أبي اليسع، عن سليمان بن خالد، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إياكم والتفكر في الله فإن التفكر في الله لا يزيد إلا تيها لأن الله عز وجل لا تدركه الأبصار ولا يوصف بمقدار.

15 - أبي رحمه الله، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، قال: حدثنا محمد بن خالد، عن علي بن النعمان وصفوان بن يحيى عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: دخل عليه قوم من هؤلاء الذين يتكلمون في الربوبية، فقال: اتقوا الله وعظموا الله ولا تقولوا ما لا نقول فإنكم إن قلتم وقلنا متم ومتنا ثم بعثكم الله وبعثنا فكنتم حيث شاء الله وكنا.

16 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، قال: حدثنا الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن سالم بن أبي حفصة، عن منذر الثوري، عن محمد بن الحنفية، قال:

إن هذه الأمة لن تهلك حتى تتكلم في ربها.

17 - وبهذا الإسناد، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن ضريس، الكناسي، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إياكم والكلام في الله، تكلموا في عظمته ولا تكلموا فيه فإن الكلام في الله لا يزداد إلا تيها(1).

18 - حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه، قال:

حدثنا أبو الحسين محمد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا محمد بن سليمان بن الحسن الكوفي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد، عن علي بن حسان الواسطي، عن

____________

(1) في نسخة (ج) (فإن الكلام فيه لا يزداد صاحبه إلا تيها).


الصفحة 458
بعض أصحابنا، عن زرارة، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: إن الناس قبلنا قد أكثروا في الصفة فما تقول؟ فقال: مكروه، أما تسمع الله عز وجل يقول: (وأن إلى ربك المنتهى)(1) تكلموا فيما دون ذلك.

19 - أبي رحمه الله، قال: حدثنا في بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن ملكا عظيم الشأن كان في مجلس له فتكلم في الرب تبارك وتعالى ففقد فما يدري أين هو.

20 - أبي رحمه الله، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن عبد الحميد، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال:

إياكم والتفكر في الله، ولكن إذا أردتم أن تنظروا إلى عظمة الله فانظروا إلى عظم خلقه.

21 - أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن علي بن السندي، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سمعته يقول: الخصومة تمحق الدين وتحبط العمل وتورث الشك.

22 - وبهذا الإسناد، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يهلك أصحاب الكلام، وينجو المسلمون إن المسلمين هم النجباء.

23 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا العباس بن معروف، عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سمعته يقول: لا يخاصم إلا رجل ليس له ورع أو رجل شاك.

24 - أبي رحمه الله، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن فضيل، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر عليه السلام

____________

(1) النجم: 42.


الصفحة 459
قال: قال لي: يا أبا عبيدة إياك وأصحاب الخصومات والكذابين علينا فإنهم تركوا ما أمروا بعلمه وتكلفوا علم السماء، يا أبا عبيدة خالقوا الناس بأخلاقهم وزايلوهم بأعمالهم، إنا لا نعد الرجل فينا عاقلا(1) حتى يعرف لحن القول ثم قرأ هذه الآية (ولتعرفنهم في لحن القول)(2).

25 - أبي رحمه الله، قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا يعقوب بن يزيد عن الغفاري، عن جعفر بن إبراهيم، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إياكم وجدال كل مفتون فإن كل مفتون ملقن حجته إلى انقضاء مدته(3) فإذا انقضت مدته أحرقته فتنته بالنار. وروي شغلته خطيئته فأحرقته.

26 - أبي رحمه الله، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن عيسى قال: قرأت في كتاب علي بن بلال أنه سأل الرجل يعني أبا الحسن عليه السلام: أنه روي عن آبائك عليهم السلام أنهم نهوا عن الكلام في الدين. فتأول مواليك المتكلمون بأنه إنما نهى من لا يحسن أن يتكلم فيه فأما من يحسن أن يتكلم فيه فلم ينه، فهل ذلك كما تأولوا أولا؟ فكتب عليه السلام: المحسن وغير المحسن لا يتكلم فيه فإن إثمه أكثر من نفعه.

27 - أبي رحمه الله، قال: حدثنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا محمد بن أحمد علي بن إسماعيل، عن المعلى بن محمد البصري، عن علي بن أسباط، عن جعفر بن سماعة، عن غير واحد، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام: ما حجة الله على العباد؟ قال: أن يقولوا ما يعلمون ويقفوا عندما لا يعلمون.

28 - أبي رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن الحسين، ابن أبي الخطاب، عن ابن فضال، عن علي بن شجرة، عن إبراهيم بن أبي رجاء

____________

(1) في نسخة (ن) و (ط) (لا نعد الرجل فقيها حتى - الخ).

(2) محمد صلى الله عليه وآله: 30.

(3) في نسخة (و) (ملقف حجته - الخ)، وفي نسخة (ه‍) (إياكم وجدال كل مفتون ملقن حجته - الخ).


الصفحة 460
عن أخي طربال(1) قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كف الأذى وقلة الصخب يزيدان في الرزق.

29 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن نجية القواس، عن علي بن يقطين، قال: قال أبو الحسن عليه السلام: مر أصحابك أن يكفوا من ألسنتهم ويدعوا الخصومة في الدين ويجتهدوا في عبادة الله عز وجل.

30 - حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه، عن أبيه، عن محمد بن أحمد، عن موسى بن عمر، عن العباس بن عامر، عن مثنى، عن أبي بصير، عن أبي - عبد الله، قال: قال: لا يخاصم إلا شاك أو من لا ورع له.

31 - وبهذا الإسناد، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسن، عن أبي حفص عمر بن عبد العزيز(2) عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال: متكلموا هذه العصابة من شر من هم منه من كل صنف(3).

32 - أبي رحمه الله، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل، عن الحضرمي، عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:

يا مفضل من فكر في الله كيف كان هلك، ومن طلب الرئاسة هلك.

33 - أبي رحمه الله، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم

____________

(1) في نسخة (ب) (عن إبراهيم بن أبي رجاء أخي طربال) واسم أخي طربال إبراهيم.

(2) في نسخة (ط) و (ن) (عن أبي حفص بن عمر بن عبد العزيز).

(3) الظاهر أن المراد بالعصابة علماء العامة، أي المتكلمون من علماء العامة من شر الذين هذه العصابة منهم، ومفاد الموصول جماعة العامة، وإفراد الضمير باعتبار لفظ الموصول، وقوله: (من كل صنف) تصريح بالتعميم وبيان لقوله: (منه)، وفي نسخة (د) (منهم) مكان (منه).


الصفحة 461
قال: لعن الله الذين اتخذوا دينهم شحا(1) يعني الجدال ليدحضوا الحق بالباطل.

34 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن الفضل بن عامر، عن موسى بن القاسم البجلي، عن محمد بن سعيد، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا زعيم بيت في أعلى الجنة وبيت في وسط الجنة وبيت في رياض الجنة(2) لمن ترك المراء وإن كان محقا.

35 - أبي رحمه الله، قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن عبد الله بن محمد، عن محمد بن إسماعيل النيسابوري، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن كليب بن معاوية، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لا يخاصم إلا من قد ضاق بما في صدره.

____________

(1) في نسخة (ن) (متح) وفي نسخة (ه‍) و (ج) و (و) (شيحا).

(2) كذا في النسخ بالياء جمع الروضة، وأظن أنه رياض بالباء الموحدة كما في أخبار أخر، والربض ما حول المدينة من بيوت ومساكن، يقال: نزلوا في ربض المدينة.