مَن هم أصحابُ الصراط المستقيم
إعلم أنه قد ورد بأنَّ الصراط المستقيم هو سيدنا محمد وآله صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين، وورد أنه أمير المؤمنين علي (عليهم السلام) ومعرفته، وأنه معرفة الإمام وما يقرب من هذا المعنى أو يرجع إليه.
وإذا ما كان الصراطُ المستقيمُ يعني أنه السبيلُ الموصِلُ إلى الهدف إلى الغاية إلى الحق المنشود، وأنه لا يُتصوَّر الضلالُ فيه ولا الضياعُ البتة، فإنه تعرف بأنَّ ما يقابله من الطرق لا يُتعقَّلُ كونه موصِلاً، وإلا لخرج عن كونه سيبلاً غيرَ مستقيم.
ومن نافلة القول أن نعمد إلى البرهنة على كون الخط المستقيم ـ فضلاً عن أنه أقربُ السبل والطرق ـ وحده هو الرابط بين الطرفين، غايته يتحقَّقُ الضلالُ من حيث يقعُ الخطأُ والاشتباهُ فيما هو المستقيم من الطرق، لذا كانت الحاجةُ إلى معرفته تُمثِّل الأساسَ في تحقق الطمأنينة لسالكه، فلا تزيغ بهم الأهواءُ، ولا يضطربوا اضطرابَ الحائر الجاهل.
ومن هنا تعرف السرَّ في ثبات أهل الحق السالكين للمستقيم من السبل، فلا يهنوا ولا يحزنوا لما أصابهم من حيث إنهم على بينة من الأمر.
وإذا ما كان المستقيم وصفاً لصراط واحد وسبيل فارد، فكان لا محالة أن لا يقع بين أهله اختلافٌ وتهافتٌ، بل الكلُّ بمنزلة الواحد، فأشبه أن لا يكون فـي البين إلا التعددُّ بحسب الظاهر، وأما الروحُ والجوهرُ فواحدٌ متحدٌ.
ثم إنَّ أصحابَ الصراط المستقيم الحق، لا يُتصوَّرُ فيهم ومنهم الرجوعُ القهقري، وقد انكشف الواقع والحق أمامهم، بل لا نتصور من عاقل طلب ما يهمه، فعدل عن السبيل الذي عرف بأنه موصِلٌ متحقِّقٌ به غايته.
وصاحب الصراط المستقيم لم يكن له صاحباً إلا بتوسط العلم والعمل، لذا فلا بُدَّ وأن يفضل أصحابُ الصراط المستقيم كلَّ أحد فيما له أدنى دخالةٍ في ذلك، فلا يقع مَن غيرهم لهم تعليماً، ولا يُحتمل مَن غيرهم تقدمهم عليهم في أيِّ شأن من الشؤون التي يقع عليها وفيها التفاضلُ بين العقلاء وفيهم.
وأصحابُ الصراط المستقيم يرجِعُ إليهم ويهتدي بهديهم ويقتدي بهم كلُّ مَن سواهم، ويثبت لزومُ وتعيُّنُ تبعيَّةِ غيرهم لهم، فإنهم من حيثيَّة كونهم على صراط مستقيم يتحقَّقُ منهم شأنيةُ وقدرةُ تعليمِ الحق وكشفِ الحقيقة، وبديهي أن يكون ممَن سواهم تمامُ الانقياد والطاعة ليتأتى للتابع سلوك طريق الحق.
فانقدح بل ظهر من جميع ما أشرنا إليه، أنَّ الصراط المستقيم يحتاج في مقام سلوكه بل ليتأتى سلوكه إلى معرفته ومعرفة ما يتوقف الوصول إليه عليه من مقدمات موصلة وهي المعرفة العلمية، والتي لا محالة لا تكفي إن في مقام إقامة الحُجَّةُ، أو في مقام تحقق اللطف الكامل المقرِّب.
بل الأمر في الحاجة إلى وجود أشخاص قد سلكوه وهم ممَن عايشهم الناس ليتأتى لهم التصديق بإمكان النهج والسير والسلوك على مقتضاه علماً وعملاً أوضح من أن يُبيَّن.
وإذا ما كان الحال كذلك، فيُعلم أنَّ المتعيِّنَ والواجبَ من الله تعالى وهو اللطيف بخلقه، أن يُدلِّلَ على أصحاب الصراط بأعيانهم تارة، وبصفـاتهم تـارة أخري، ليقعَ من الخلق الاهتداءُ بهديهم، وهم الذين يصدق عليهـم أنهم الصراط المستقيم باعتبارهم قطب رحاه من جهة، وبلحاظ لزوم سلوك مسلكهم من جهة أخري.
ولما أن كان الثباتُ على الحق في كل حركة وفعل وسكون، يتوقف على جميع التقادير على أمور والتي منها العلم بما هو الحق واليقين به، فكان لا محالة أن يكون أصحابُ الصراط المستقيم أعلمَ من غيرهم فيما له الدخالة ولو من بعيد في ذلك، ولا يُتصوَّر وقوعُ الجهلِ منهم في شيءٍ لاستلزامه صيرورتهم تابعين، وهو خلاف فرض وجوب متبوعيتهم، ويلزمه أيضاً الوقوع في الباطل أو لا أقل احتمال ذلك، وهذا لا ينسجم مع كونهم على صراط مستقيم.
على أنَّ فرض الجهل في شيء مما له الدخالة في الكينونة على صراط مستقيم، يعني أنهم في تلك الواقعة ليسوا على الصراط المستقيم، وقد فرضناهم عليه وأنهم من أصحابه، لذا لا يقع من صاحب الصراط رجوعٌ إلى أحد، ويقع من كلِّ مَن عداه الرجوعُ إليه، فصاحب الصراط المستقيم إذن هو في الحقيقة قبلة لمن سواه.
ثم نأتي إلى مَن يُدَّعى بأنه يهدي إلى الصراط المستقيم، فلا نتعقلُ حصولَ الهداية منه لغيره إلى ذلك، مع عدم كونه هو نفسه من أصحابه، فإن فاقد الشيء لا يعطيه.
وإذا ما كان أصحابُ الصراط يقع بينهم التفاضلُ بالضرورة العقلية والنقلية، وكفى بقوله سبحانه تعالى {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ}(1) دليلاً، فكان لا محالة أن يحصل من الأدنى التوسُّلُ بالأعلى، وأن يحصل من القريب التوسُّلُ بالأقرب، ليتحقَّقَ بذلك التصديقُ العملي والفعلي بقاهرية صاحب المقام الأتم، وباستيلاء صاحب المقام الجامع على تمام وجميع المقامات والمراتب في المرتبة الأدنى.
ثم نرجع مرة أخري إلى مَن يُدَّعى له أنه من أصحاب الصراط المستقيم، لنقول إما بعدم صحة الدعوي تلك، أو أنها بعيدة في حق مَن جري في برهة من الزمن على العكوف على أصنام الشرك عبادةً لها وخضوعاً إليها، ولأن سلمنا، غير أنه لا يجوز بحال أن يُدَّعى له الوصول إلى مقام مَن لم يعرف الباطل بأيِّ نحو من الأنحاء، وإلى مقام مَن لم يكن الشيطان له قريناً في أيِّ تقلب من تقلباته.
وعليه فيقبحُ من العقلاء تقديمُ الظالم لنفسه على أقل التقادير ولو فيما مضى من عمره، على مَن لا تعرف نفسُه منه إلا الإحسانَ والعدلَ وعبادةَ الواحد الأحد.
هذا وقد جري الشارع على ما هو أدقُّ من هذا المعنى وأعظم، فاعتَبَرَ أنَّ جريانَ اسم الظالم ـ على شخص ولو فيما مضى من عمره، بل ولو لفترة يسيرة جداً، مهما كان الوجه والسبب في صحة إسناد وصف الظالم إليه ـ مانعٌ عن أهليَّته لنيل العهد الإلهي، على ما شئتَ أن تفسِّر العهد به في آية {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}.
نعم لا شبهة بأنَّ العهدَ أمرٌ ذو شأن وذو خطر عظيم على ما تفيده آية {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}(2)، ومَن له شأنيَّةُ وأهليَّةُ استحقاق ذلك المقام الشامخ، يقبحُ عقلاً وشرعاً أن يرأَسَه مَن لا شأنيةَ له لذلك بالبداهة القطعية.
ثم مع الالتفات إلى أنَّ قوله سبحانه {صِرَاطَ الَّذِينَ أنعَمْتَ عَلَيْهِمْ} بدل من قوله {الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ}، فيكون محصَّلُ الآية هو السؤال من المولى سبحانه الهداية إلى صراط الذين أنعم تعالى عليهم من النعم التي بإزائها يقع الفضلُ والتقدُّمُ، وما لأصحابها يكون فيها وبها التفاضُلُ فيما يَثْبت عقلاً وشرعاً أنه فضْلٌ.
وقد علمنا من العقل والشرع، أنَّ ظلمَ النفس من أقبح الأمور فكيف بظلم الآخرين، لذا لا نتعقَّل أن يحثَّ المولى الحكيم عبيده على طلب وسؤال الهداية إلى سبيل غير الكامل علماً وعملاً، بل لا نظن به سبحانه أن يحثَّ على سؤال الهداية إلى صراط غير الأكمل والأفضل.
فينتج أنَّ سؤال الهداية لا يكون متعلِّقاً إلا بسبيل وصراط المعصوم قولاً وعملاً، وإذا ما كان سؤالُ الهداية إلى الصراط المستقيم واقعاً من كلِّ مصلٍّ طالباً للهداية في جميع الأزمنة، فيلزم أن يكون صاحبُ الصراط المستقيم موجوداً في كل زمان، وأن يتأتَّى لطالبه التعرُّفُ عليه ولو إجمالاً.
ولأن منعت صحة هذه النتيجة، غير أنني لا أراك تجهل بأنَّ تعطيلَ الصراط أمرٌ قبيحٌ بل مستحيل.
فإنَّ الصراط المستقيم لا بُدَّ وأن يكون موجوداً متشخِّصاً متحقِّقاً بوجود صاحبه فعلاً، وإلا لبطل في ظرف عدم وجوده، وللزم كون الصراط منكَراً، مع أنَّ الآية وقع فيها الصراط معرَّفاً بالألف واللام، ولا يتحقق كونه معرَّفاً إلا بوجود صاحبه المعرِّف له والمعرَّف الصراط به.
ولأن قلت: إنَّ القرآن هو الصراط، فإما أن تريد من القرآن ما بين الدفتين من كلام المولى تعالى شأنه، أو تريد مَن يجسِّد القرآن.
والمعنى الثاني هو ما ندعيه، وأما المعنى الأول فمضافاً إلى عدم استقامة إرادته لما أشرنا إليه من أنَّ قوله تعالى{صِرَاطَ الَّذِينَ أنعَمْتَ} بدلٌ مما سبقه، فإننا ننقل الكلام إلى القرآن.
فنقول إنَّ القرآنَ الكريم لمكان اشتماله على المحكَم والمتشابَه، فاحتجنا إلى مَن نتَّبع قوله في مقام الكشف عن معاني القرآن ومقاصده.
فأن كان ممَن ثبتتْ عصمتُه وأنه تعلَّم ووعى ذلك من طريق الوحي ولو بتوسُّط تعليم الرسول الأكرم (عليهما السلام) فهو ما ادعيناه، وإن كان غير ذلك فيلزم وقوع الاختلاف، وقد وقع جداً بين أبناء مَن ادُعِيَ أنهم من أهل الخبرة في القرآن، مع أنَّ أصحاب الصراط المستقيم الواحد يستحيل وقوع الاختلاف فيما بينهم، وإلا فكيف يكونون على صراط واحد وفي سبيل فارد؟!
هذا وقد رجعنا إلى السنة النبوية المباركة، فوجدنا عدمَ وجود صحابي قد تحقَّقَ فيه وأُوتيَ من نعم الله تعالى، ما أُوتي مولى المتقين أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه.
فهو أعلمُ الأمة بعد الرسول الأكرم (عليهما السلام)، هو باب مدينة العلم ومدينة الحكمة وأقضى الصحابة، وأول القوم إسلاماً، وقد كان مرجوعاً إليه ممَن يُدَّعى لهم أنهم من كبراء الصحابة في معضلات المسائل، بل قد خصه سبحانه من بينهم بأمور لم يقع لواحد منهم مشاركته إياه في شيء منها. ولا أري في هذا المقام أولى من نقل كلامٍ للمعتزلي ابن أبي الحديد حيث قال في شرح النهج: فأما فضائله (عليه السلام)، فإنها قد بلغت من العظم والجلالة والانتشار والاشتهار مبلغاً يسمج معه التعرض لذكرها، والتصدي لتفصيلها، فصارت كما قال أبو العيناء لعبيد الله بن يحيى وزير المتوكل والمعتمد: رأيتني فيما أتعاطى من وصف فضلك، كالمخبر عن ضوء النهار الباهر، والقمر الزاهر، الذي لا يخفى على الناظر، فأيقنتُ أني حيث انتهى بي القول منسوبٌ إلى العجز، مقصِّرٌ عن الغاية، فانصرفتُ عن الثناء عليك إلى الدعاء لك، ووكلتُ الإخبارَ عنك إلى علم الناس بك.
وما أقول في رجل أقرَّ له أعداؤه وخصومه بالفضل، ولم يُمكنهم جحدَ مناقبه، ولا كتمانَ فضائله، فقد علمتَ أنه استولى بنو أمية على سلطان الإسلام في شرق الأرض وغربها، واجتهدوا بكل حيلة في إطفاءِ نوره والتحريضِ عليه، ووضْعِ المعايب والمثالب له، ولعنوه على جميع المنابر، وتوعَّدوا مادحيه، بل حبسوهم وقتلوهم، ومنعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة، أو يرفع له ذكراً، حتى حظروا أن يُسمَّى أحد باسمه، فما زاده ذلك إلا رفعةً وسمواً، وكان كالمِسْك كلما سُتِر انتشر عرفُه، وكلما كُتِم تضوَّع نشرُه، وكالشمس لا تُستَر بالراح، وكضوء النهار إن حُجِبت عنه عينٌ واحدة أدركته عيون كثيرة.
وما أقول في رجل تُعزي إليه كلُّ فضيلة، وتنتهي إليه كلُّ فرقة، وتتجاذبه كلُّ طائفة، فهو رئيسُ الفضائل وينبوعُها وأبو عذرها، وسابقُ مضمارها، ومجلي حلبتها، كل من بزغ فيها بعده فمنه أخذ، وله اقتفى وعلى مثاله احتذي....ألخ.
وقال أيضا: فإنَّ فقهاء الصحابة كانوا: عمر بن الخطاب وعبد الله بن عباس، وكلاهما أخذ عن عليٍّ (عليه السلام)، أما ابن عباس فظاهر، وأما عمر فقد عرف كلُّ أحدٍ رجوعَه إليه في كثير من المسائل التي أشكلتْ عليه وعلى غيره من الصحابة، وقوله غير مرة: لولا عليٌّ لهلك عمر، وقوله: لا بقِيتُ لمعضلة ليس لها أبو الحسن، وقوله: لا يفتينَّ أحد في المسجد وعليٌّ حاضر، فقد عُرِف بهذا الوجه أيضاً انتهاء الفقه إليه.
وقد روت العامة والخاصة قوله (عليهما السلام) «أقضاكم عليٌّ» والقضاء هو الفقه، فهو إذاً أفقههم....ألخ.
ومن العلوم: علم تفسير القرآن، وعنه أُخِذ ومنه فُرِّع، وإذا رجعت إلى كتب التفسير علمت صحة ذلك، لأنَّ أكثره عنه وعن عبد الله بن عباس، وقد علم الناس حال ابن عباس في ملازمته له وانقطاعه إليه، وأنه تلميذه وخريجه، وقيل له: أين علمك من علم ابن عمك؟ فقال: كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط....ألخ.
وأما قراءته القرآن واشتغاله به: فهو المنظور إليه في هذا الباب، اتفق الكلُّ على أنه كان يحفظ القرآن على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يكن غيره يحفظه، وإذا رجعت إلى كتب القراءات وجدت أئمة القراء كلهم يرجعون إليه....ألخ.
فهذه هي خصائص البشر ومزاياهم قد أوضحنا أنه فيها الإمامُ المتَّبعُ فعلُه، والرئيس المقتفى أثرُه.
وما أقول في رجل تحبه أهلُ الذمة على تكذيبهم بالنبوة، وتعظِّمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملة....ألخ(3).
وعن الحاكم النيسابوري ـ من أبناء السُّنة ـ في مستدركه بإسناده عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله (عليهما السلام): أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه.
وراجع مسند أبي يعلى والجامع الصغير للطبراني وشواهد التنـزيل وتاريخي بغداد ودمشق وتهذيب الكامل وسير أعلام النبلاء وفتح الباري وكنز العمال وسبل الهدي والرشاد ـ وجميعهم من أبناء السُّنة ـ وغير ذلك كثير جداً.
وقد ورد أنه (عليه السلام) أقضى الصحابة، ولا يكاد يخفى أنَّ لازمه كونه أفقهم وأعلمهم، فلاحظ(4).
وإذ قد وقفت ووعيت ما تقدمت الإشارة إليه، فإنا وإن وجدنا ما يُدَّعى أنه من السنة النبوية المباركة، قد نُسِب فيه ـ إلى مَن تجمعت فيه أو فيهم من الصفات المنافية للمقامات العالية، ولمَن فيه أو فيهم ما لا يتطابق وما يتنافى مع المعقول والمنقول ـ أنه أو أنهم على صراط مستقيم، غير أنه ومع ما حرص عليه الغاصبون الأوائل ومَن تابعهم من إخفاء فضائل العترة الطاهرة وما ورد في خصوص مولى الكونين وسيد الدارين أمير المؤمنين (عليه السلام)، فإنَّ مع ذلك كله قد وصَلَنا وبعد مئات السنيين ما لا يحصى، مما يدحض زعم أصحاب الأهواء الفاسدة والمذاهب الباطلة.
فقد ورد في تفسير الآية المبحوث أنَّ المراد من الصراط المستقيم سيدنا محمد وآله الأبرار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
ومع كثرة ما ورد في هذا المعنى وما يقرب منه مما يفيد نفس الفائدة ويؤدي نفس المؤدى ــ وما ورد في أحاديث كثيرة من عدم التعرض لذكر الرسول الأكرم (عليهما السلام) مرجعه، إما إلى المفروغية عن كونه الصراط المستقيم، أو إلى أنَّ ما دل على أنه أمير المؤمنين يثبت به أيضاً بأنه (عليهما السلام) كذلك بطريق أولى، على أنَّ أمير المؤمنين هو نفس الرسول الأكرم (عليهما السلام) بنص آية المباهلة بملاحظة مورد نزولها، مضافاً إلى عدم حاجة تدعو للتنصيص عليه (عليهما السلام) إذ لا يُحتمل أن يكون موضعَ نزاع أو نقاش ــ رأينا أنَّ السيد محمد حسين فضل الله لم يُشِر إلى هذا المعنى ولو من بعيد، مع أنَّ جميع الاعتبارات تدعو وتبعث على الذكر والتنويه والإشارة إلى ارتباط هذه الآية بأئمة الهدي (عليهم السلام).
قال السيد فضل الله في تفسيره ما لفظه: وهكذا نجد أنَّ الصراط المستقيم الذي ندعو الله أن يهدينا لنسير نحوه، هو دينُ الله الذي أنزله على رسوله في كتابه، وفي ما أوحى به إليه من شريعته ومن منهجه الحق، الذي أراد الله لنبيه الاستقامة عليه في خط الدعوة إليه من دون تغيير ولا تبديل، كما جعل الجنة للناس الذين يعلنون التوحيد ثم يستقيمون في خطه على أساس توحيد الله في العبادة.
وقد جاء عن علي (عليه السلام) في تفسير هذه الآية {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} يعني أدم لنا توفيقك الذي أطعناك به في ماضي أيامنا، حتى نطيعك كذلك في مستقبل أعمارنا.
وعن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) يعني أرشدنا إلى لزوم الطريق المؤدي إلى محبتك والمبلغ إلى جنتك، والمانع من أن نتبع أهواءنا فنعطب، أو أن نأخذ بآرائنا فنهلك(5).
أقول: ليس يخفى على أحد بأنَّ إدامة التوفيق المؤدي إلى الطاعة، وأنَّ الطريق الموصل إلى محبته سبحانه، هو عبارة أخري عن سؤال الهداية إلى الطريق والصراط المستقيم، فإنَّ شأن الصراط وحده كذلك، لذا لا بُدَّ من معرفة الصراط وكيف يتحقَّقُ السلوك عليه، وما لم نتعرَّف على الصراط وما هو ومَن هم أهله، فإنَّ السائلَ لن يحصل على جواب ولن يهتدي سبيلاً.
فكأنَّ أمير المؤمنين وولده صادق آل محمد (عليهم السلام) في مقام إلقاء الحُجَّة على الناظر والسامع لكلامهم، إذ إنهما ـ أي الناظر والسامع ـ سيسألان عما هو التوفيق الذي يُطاع به الرب جلَّ وعلا، وسيسألان عن الطريق المؤدي إلى محبته سبحانه، مما يعني تعيُّنُ ولزومُ وقوع البحث من كلٍّ من الناظر والسامع، فيتحقَّق منهما الظفرُ بالمقصود إذا ما كانا طالبين للهداية الحقيقية.
ثم إننا في هذا المقام لسنا نُنكِر على السيد محمد حسين فضل الله ما التزمه وادعاه من معنى الآية، ولكننا نُنكِر عليه عدم إشارته إلى ما ورد في هذا المقام من المأثور عن النبي (عليهما السلام) والعترة الطاهرة(عليهم السلام).
أللهم إلا أن يُقال: بأنه في تفسيره في مقام بيان ما يستوحيه من القرآن، ولا يعنيه بيانُ أنَّ هذه الآيةَ أو تلك لها صلةٌ وارتباطٌ بأهل البيت (عليهم السلام)، فإنه ليس في مقام البيان إلا من تلك الجهة.
ومهما يكن فقد أخرج الحاكم الحسكاني ـ من أبناء السُّنة ـ في شواهد التنـزيل بإسناده عن أبي بريدة في قول الله تعالى {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} قال: صراط محمد وآله (عليهم السلام).
وبإسناده عن ابن عباس في قول الله تعالى {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} قال: قولوا معاشر العباد إهدنا إلى حب النبي وأهل بيته (عليه السلام).
بإسناده عن ابن عباس قال: قال رسول الله (عليهما السلام) لعليِّ بن أبي طالب: أنت الطريقُ الواضح وأنت الصراطُ المستقيم وأنت يعقوب المؤمنين.
وبإسناده عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: آل محمد (عليهما السلام) الصراط الذي دل الله عليه.
وبإسناده عن اليمان مولى مصعب بن الزبير قال: قال عمر بن الخطاب: مَن ترون أنهم يُولُّون الأمر غداً؟ قالوا: عثمان بن عفان، قال: فأين هم عن عليِّ بن أبي طالب يحملهم على الطريق المستقيم.
وأخرج أحمد بن حنبل ـ وعن ابن حجر أنه سند جيد ـ بإسناده عن علي (عليه السلام) قال: قيل يا رسول الله (عليهما السلام) مَن نُؤمِّر بعدك؟ قال: .... وإن تُؤمِّروا علياً ولا أراكم فاعلين، تجدوه هادياً مهدياً يأخذ بكم الطريق المستقيم.
وقال الهيثمي ـ من أبناء السُّنة ـ في مجمع الزوائد: وعن عليٍّ (عليه السلام) قال: يا رسول الله مَن نُؤمِّر بعدك؟ قال: وإن تُؤمِّروا علياً ولا أراكم فاعلين تجدوه هادياً يأخذ بكم الطريق المستقيم، رواه أحمد والبزار والطبراني ـ من أبناء السُّنة ـ في الأوسط، ورجال البزار ثقات.
وأخرج الحاكم النيسابوري ـ من أبناء السُّنة ـ في المستدرك بإسناده عن زيد بن يثيع عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (عليهما السلام):..... وإن تولوا علياً تجدوه هادياً مهدياً يسلك بكم الطريق، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.
وفي شرح النهج لابن أبي الحديد: قال أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب في كتاب الامالي: كان عبد الله بن عباس عند عمر، فتنفس عمر نفساً عالياً، قال ابن عباس: حتى طننتُ أنَّ أضلاعه قد انفرجت، فقلت له: ما أخرج هذا النفس منك يا أمير المؤمنين إلا همٌّ شديد، قال: إي والله يابن عباس، إني فكرت فلم أدر فيمَن أجعل هذا الامر بعدي، ثم قال: لعلك ترى صاحبك لها أهلاً؟ قلت: وما يمنعه من ذلك مع جهاده وسابقته وقرابته وعلمه! قال: صدقت، ولكنه امرؤ فيه دعابة..... قال ابن عباس: ثم أقبل عليَّ فقال: إنَّ أحراهم أن يحملهم على كتاب ربهم وسنة نبيهم لصاحبُك، والله لئن وليها ليحملنَّهم على المحجة البيضاء والصراط المستقيم(6).
أقول: ولا نرى من مُلزِم لأن نعمد إلى بيان ما في هذه الأخبار، فإنها في ما تدل عليه واضحة الدلالة جداً وافية فيما نحن بصدد إثباته.
هذا ولا معنى لأن يهدي شخص إلى الصراط المستقيم، ولا يكون هو نفسه متلبِّساً بذلك فعلاً واقعاً وحقيقةً.
ثم إننا لم نظفر بخبر عن معصوم من طريق العامة في حقِّ أحد من الصحابة يفيد ما تفيده هذه الأخبار المتقدمة ـ من أنَّ علياً (عليه السلام) يهدي إلى الصراط المستقيم ـ والواردة من طرقهم، مع توافر الدواعي عندهم لنقله وإثباته.
وبما أنَّ الظروف كانت ومن اليوم الأول ـ وما تزال ـ موافقةً لهم بل لم تأتِ ولو في حقبة زمنية يسيرة إلا على وفق رغباتهم وتمنياتهم، فإنه يحصل من عدم روايتهم لخبر بهذا المفاد، يحصل العلم والقطع بعدم وجوده وعدم وروده أصلاً، وسيأتي إنشاء الله تعالى تتمةٌ لهذا فانتظر.
وأما ورد في كتب الإمامية، فكثير جداً.
فقد أخرج ابن البطريق بإسناده عن الثعلبي ـ من أبناء السُّنة ـ في تفسير قوله تعالى {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} قال مسلم بن حيان: سمعت أبا يزيد يقول: صراط محمد وآله (عليهم السلام).
وأخرج الصدوق بإسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): يا عليُّ، أنت حُجَّةُ الله، وأنت بابُ الله، وأنت الطريقُ إلى الله، وأنت النبأُ العظيم، وأنت الصراطُ المستقيم.
وأيضاً مثله بإسناده عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ’، وبإسناده عن عبد الله بن عباس، وبإسناده عن المفضل بن عمر وبإسناده عن حماد بن عيسى.
وأخرج القمي في تفسيره بسند صحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله {الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} قال: هو أمير المؤمنين (عليه السلام) ومعرفته.
وفي تفسير العياشي عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} يعني أمير المؤمنين (عليه السلام)(7).
هذا وأما تفسير الصراط بأنه الإسلام أو القرآن، فلا يكاد يستقيم معه للآية معنى محصَّل.
فإننا وإن كنا نلتزم بأنَّ السلوكَ والانقياد التام والالتزامَ على وفق ما جاء به الإسلامُ ودلَّ عليه القرآنُ يتحقق به الصيرورة على الصراط المستقيم، غير أنه مضافاً إلى عدم تأتي التعرف على الإسلام وما في القرآن من دون تعليم الرسول الأكرم (عليهما السلام) وإرشاده وتبيينه، وقد وقع الاختلافُ الكثير في ما لا يحصى من المفردات والمفاهيم والحقائق الدينية والقرآنية، فاحتجنا إلى معرفة مَن يجب اتباعه، ممَن جعل سبحانه الحُجَّية لقوله، ليكون ذلك سبيلاً حقاً وحُجَّة علينا، وليقع الاقتداء به والاهتداء بهديه.
والنبي الأكرم (عليهما السلام) في زمن وجوده وحال حياته الشريفة هو المجسِّدُ للصراط المستقيم، ويكون الصراطُ المستقيمُ متحقِّقاً به فعلاً، بل هو الاستقامةُ والصراطُ الحق والسبيلُ القويم.
وما دامت الحُجَّةُ الباعثة والداعيةُ للحكيم اللطيف الخبير إلى بعث الرسل لا ينتهي أمدها بموت الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، ولا يتحقق غرضها الأقصى إلا بديمومة وبقاء الحجَّةِ الإلهية، راعيةً لشؤون الخلق حافظةً للشريعة، لذا احتاج الخلق المفتقِر إلى الراعي والمدبِّر، والمفتقِر إلى الحافِظِ في تمام الأزمنة، والمحتاج إلى المقوِّمِ للاعوجاج، احتاج وافتقر إلى مَن يتمثَّل به وفيه الصراطُ الحق، فيكون إتباعُه حقاً، وسيرتُه هدياً، وفعلُه وتقريرُه سلوكاً به يُقتدي.
والإسلام الذي يقال عنه بأنه هو الصراط المستقيم، لا يعرفه أبناءُ الإسلام في أول الأمر بالبداهة والضرورة، لا سيما وأنَّ في كل تقلُّب يقع من الخلق أمورٌ تخفى على غير المسدَّد والمؤيَّد من الله تعالى حقيقتُها، وإعمالُ النظر والحدس والاجتهادُ لتحصيل الحق فيها يلزم عنه ما لا يكاد يخفى من مفاسد، وتركُ الخلق حياري تتلاعب بهم المذاهبُ وتتجاذبهم الأهواء ينقض الغرض الداعي والباعث على خلق الثقلين، فكان المسلمون لا محالة محتاجين وسيبقون إلى حُجَّة إلهية يردُّ أباطيل المبطلين، ويدحض مزاعم المفسدين، ويأخذ بالناس إلى شاطىء الأمان، ويسوقهم في طريق الهدي، ويسوسهم لما فيه خيرهم وسعادتهم في الدارين.
نعم قد يحصل من الناس أن يُفوِّتوا على أنفسهم بركات وخيرات وآثار وجود الحُجَّة الإلهيَّة، وهذا لا يعني انتقاض الغرض بغيابه، فإنَّ ما يتصل ويرجع إلى الحكيم اللطيف تامُّ الاقتضاء، ولكن الناس بسوء اختيارهم أوجدوا الموانع المانعة عن تحقق ما من شأنه التحقق والثبوت، وليس يجب منه سبحانه إلا رفعُ أو دفعُ ما لا يملك الناس فيه اختياراً، ولتحقيق المطلب وإعطائه حقه وما يستحقه مقام آخر.
ومهما يكن، فلو قلنا بأنَّ المقصود من الصراط هو القرآن أو الإسلام، فيكون محصَّلُ الآية: اهدنا قرآن الذين أنعمت عليهم أو إسلام الذين أنعمت عليهم.
فهل يعني ذلك أنَّ قرآن وإسلام غيرهم يختلف عن قرآن وإسلام أولئك؟
نعم في الصورة الظاهرية، لا يكاد يختلف إسلام مَن أنعم الله عليهم عن إسلام غيرهم، ولكن في الصورة الواقعية قد لا يكون بين الإسلامين إلا الاتحادُ في الرسم والكلمة.
وكذا فإنَّ القرآنَ واحدٌ نزل من عند الواحد، غايته أنَّ بما يدركه مَن أنعم الله عليهم من الحقائق والأسرار، يفضي في نهاية المطاف إلى مغايرة القرآنيين بحسب اختلاف ما يستفيده ويعيه أصحاب الهداية التامة والنعمة الخفية، وبحسب ما يقرع مسامع قلوبهم، وما يطيف بهم من أنوار الحق تعالى.
ثم لا بُدَّ وأن يقع السؤالُ عمَن هم أولئك المشار إليهم، وعمَن هم المسؤول عن طلب الهداية إلى صراطهم وإسلامهم ودينهم.
فإنَّ مع عدم تشخُّصِ أعيانهم ومعرفةِ أشخاصهم كيف يتحقق متعلَّقُ السؤال؟!
أعني ما لم نعرف مَن هم أولئك، وما هي تلك النعم التي أنعم الله تعالى بها عليهم، وما هي صفاتهم وخصائصهم، فإنَّ طلبَ الهداية سيكون بالبداهة متعلِّقاً بأمر مجهول مُبهَم.
أَوَ ليست الغايةُ المنشودة والهدفُ الأسمى والغرضُ الأقصى، هو تحقُّقُ متابعة أصحاب الصراط المستقيم؟
ومع عدم معرفتهم، فإنَّ طلب وسؤال الهداية إلى صراطهم، يكون من طلب الأمر المجهول، وهل يطلب العاقلُ أمراً مع جهله بالمأمور به وبحدود مطلوب الآمر؟!
فاحتاج الأمرُ على تمام التقادير وجميع المحتملات إلى معرفةِ صاحبِ الصراط المستقيم والمهيمِنِ عليه، وهذا يستلزم تعيُّنَ تبيينِ المولى لذلك، وكشفِ النقاب وإزاحةِ الشبهة عنه.
وأخيراً، فما لم يُبيِّن المولى، فإنه سيبقى السبيلُ الذي أمرنا باتباعه والصراطُ الذي حثَّ على الاجتهاد في طلب الهداية إليه، مجهولةً معالمُه، خافيةً حدودُه، مبهَمةً حقيقتُه، وعليه فكيف يتأتى للإنسان طلبُ ما لا يعرفه، وكيف يُعقل منه السعيُ نحو أمر يجهله؟!
----------------
(1) سورة البقرة الآية 253
(2) سورة البقرة الآية 124
(3) شرح نهج البلاغة ج1 ص 16إلى 29 وج7 ص 219 – 220.
(4) المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 126 - 127، مسند أبي يعلى ج 2 ص 58، الجامع الصغير ج 1ص 414، شواهد التنزيل ج 1ص 99، تاريخ بغداد ج 7 ص 181، تاريخ مدينة دمشق ج 7 ص 233 وج 15 ص 299وج 42 ص 378، تهذيب الكمال ج 18 ص 78، سير أعلام النبلاء ج11 ص 446، فتح البارى ج10 ص486، فيض القدير ج 1ص 285 وج 3 ص 60 - 61، ذخائر العقبى ص 77، كنز العمال ج 2ص 592 وج 11 ص 600 وج 11ص 600، سبل الهدي والرشاد الصالحي الشامي ج 1 ص 457، ذخائر العقبى ص 83، المصنف لإبن أبي شيبة ج 7 ص 183، البداية والنهاية ج 7 ص 396 - 397، كشف الخفاء ج 1ص 162، جواهر المطالب ج 1ص 75، المعجم الأوسط ج 7 ص 357، فتح البارى ج7 ص 60 وج 9 ص 44
(5) تفسير من وحي القرآن ج 1 ص 85
(6) شواهد التنزيل ج1 ص 74 إلى104، مسند أحمد بن حنبل ج1 ص 108، مجمع الزوائد ج5 ص 176، تاريخ بغداد ج11ص 468رقم 5728 ترجمة عبد السلام بن صالح بن سليمان، الإصابة لابن حجر ج4 ص 468، اسد الغابة ج4 ص30، تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 419، المعجم الأوسط ج2 ص340، كنز العمال ج5 ص 799 وج 11 ص 612، مناقب امير المؤمنين لمحمد بن سليمان ج1 ص 448، ينابيع المودة ج1 ص 397 وج2 ص 251 وج3 ص 205، المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 69 ـ70، شرح نهج البلاغة ج 6 ص 51 وج6 ص 326 ـ 327 ج 11 ص 1 وج2 ص 588
(7) العمدة لابن البطريق ص 43، عيون اخبار الرضا ج1 ص 9، كمال الدين باب 21 ص 205، معاني الأخبار باب معنى الصراط ص32، تفسير القمي ج1 ص 28، تفسير العياشي ج1 ص 24 و285، تفسير التبيان ج1 ص 42، تفسير مجمع البيان ج1 ص 66، الفضائل لشاذان القمي ص 2، تفسير الصافي ج1 ص85، تفسير نور الثقلين ج1ص21، تفسير كنز الدقائق ج1 ص 60، تفسير الميزان ج1 ص41
|