قال المفسِّر المعاصر في تفسيره: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} الذي التزموه في حياتهم، هذا الذي تُعبِّر عنه المعاني الطيبة، والروح الطيبة، والمنهج الطيب، حيث يبتعدون في حياتهم وممارساتهم عن خبيثِ القولِ والعمل والمنهج وباطلِهِ {وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} صراط الله المحمود في ذاته، وفي فعله، وفي رحمته ورضوانه(1).
أقول: وقد ورد عن أئمة الهدى أنَّ المقصود هو الولاية، ونقول بأنَّ الولاية لا بُدَّ وأن تكون مقصودةً مرادةً، فإنها أساسُ الإيمان، وركنُ الإسلام، وعليها المدار في قبول الإعمال.
وأخرج الكليني في الكافي بإسناده عن عبد الرحمن بن كثير ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ} قال: ذاك حمزة، وجعفر، وعبيدة، وسلمان، و أبو ذر، والمقداد بن الأسود، وعمار هدوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام).
أقول: وأخرجه الحاكم الحسكاني من أبناء السُّنة ـ في شواهد التنزيل بإسناده عن محمد بن يزيد مولى أبي جعفر (عليه السلام) عن أبي عبد الله (عليه السلام).
وأخرج البرقي في المحاسن بإسناده عن ضريس الكناسي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} فقال: هو واللهِ هذا الأمر الذي أنتم عليه(2).
-----------------
(1) من وحي القرآن ج16 ص42.
(2) المحاسن ج 1 ص 169 ؛ الكافي ج 1 ص 426 ؛ شواهد التنزيل ج 1 ص 515 ؛ مناقب آل أبي طالب ج2 ص 292 ؛ بحار الأنوار ج22 ص 125 وج 65 ص92 ؛ تفسير القمي ج2 ص 82 ؛ تفسير الصافي ج3 ص369 ؛ تفسير الأصفى ج2 ص 802 ؛ تفسير الميزان ج14 ص 364 ؛ تأويل الآيات ج1 ص335.
|