يـــاصاح لا عـــذل ولا ارغــــام | * | رفـــقا بـــنفسي فــالملام حــرام |
لا غـــرو خــلي ان بكــيت بــعبرة | * | حـــرى فـــقلبي ألهب وضــــرام |
مــا كــنت أذرف للــصبابة أدمــعي | * | ســفها ولا ادمــى الفــؤاد غـــرام |
حـفت بشـخصي الحــادثات تـــرومني | * | فـدفعت جـيش الحـزن وهـو غـــرام |
ولكــم جـــرعت مـن الحـياة حـميمها | * | لم يــــثني مـــنها أذى وســــقام |
صــرعت فـــرسان اللــيالي والابــا | * | طـــبعي فأحــنت هــامها الايـــام |
مــاهزني الخـــطب المــروع بـعظه | * | حـــتى ولو هــتنت عـــلي ســهام |
لكـن يـوم الدار خـــلف فـي الحشــى | * | نـــدبا فــمابين الضـــلوع حــطام |
يــوم بــه اربــد الفــضاء وغـاض | * | نــور الخــافقين فــحلها الاظـــلام |
وتــداعت الافــلاك فـــي عــليائها | * | بــالنوح والســـبع الطــباع جــهام |
والشمس وارت في الحـــجاب ضــياءها | * | حـــزنا وصـــدع البــدر لايــلتام |
اذ اوزفـــت بــــضغائن مـــعهودة | * | والنــاس فـــي مــهد الخـنوع نـيام |
زمــر النــفاق تــروم اكــرم مـنزل | * | فــيه البــتولة والفـــتى الضــرغام |
هــجموا عـــلى دار الوصـي وحـرقوا | * | بـــابا اعـــز حــــريمه العــلام |
وانــهال صــاحبهم يـــلوع فــاطما | * | بــالسوط ضــربا رق مــــنه لئـام |
ثــم انــبرى عـصرا يــهشم ضـلعها | * | فــهوى الجــنين وقـد عــراه حـمام |
ســقطت مـضرجـة تـــجود بـنفسها | * | لم يــرع فـــيها للـــــنبي ذمـام |
فـــاهتز عــرش الله مــن أنــاتها | * | وبكـــى دمــا لمــصابها الإســلام |
شعت فـلا الشمس تـحكيها ولا القــمر | * | زهــراء مـن نـورها الأكـوان تـزدهر |
بـنت الخـلود لهـا الأجــيال خـاشعة | * | أم الزمــان اليــها تـــنتمي العـصر |
روح الحـياة فـلولا لطــف عـنصرها | * | لم تأتــلف بـــيننا الارواح والصــور |
ســمت عـن الأفـق لاروح ولامــلك | * | وفـــاقت الارض لاجــن ولا بشــر |
مــجبولة مــن جــلال الله طــينتها | * | يـرف لطـفاً عــليها الصـون والخـفر |
مــاعاب مــفخرها التأنـيث ان بــها | * | عــلى الرجــال نسـاء الأرض تـفتخر |
خــصالها الغـرّ جـلت ان تـلوك بـها | * | مــنا المــقاول أو تـدنو لهـــا الفكر |
معنى النـبوة سـر الوحـي قــد نـزلت | * | في بـيت عـصمتها الايـات والســـور |
حــوت خــلال رسـول الله أجــمعها | * | لولا الرســالة ســاوى أصــله الثـمر |
تدرجت في مـراقـي الحـقّ عـارجــة | * | لمشـرق النـور حـيث الســر مســتتر |
ثـم انــثنت تـملأ الدنـيا مـعارفــها | * | تـطوى القـرون عيـاءا وهــي تـنتشر |
قل للـذي راح يـخفي فـضلـها حســداً | * | وجــه الحــقيقة عــنا كـيف يـنستر |
أتـقرن النــور بـالظلماء مــن سـفهٍ | * | مــا أنت فـي القـول إلاّ كـاذب أشــر |
بــنت النــبي الـذي لولا هــدايــته | * | مــا كــان للحــق لاعــين ولا أثـر |
هـــي التــي ورثت حــقاً مـفاخرة | * | والعــطر فـيه الذي فــي الورد مـدخر |
فــي عـيد مـيلادها الامـلاك حــافلة | * | والحور فـي الجـنة العـليا لهــا ســمر |
تزوجت في الســـما بـالمرتضى شـرفا | * | والشـمس يـقرنـها فــي الرتـبة القـمر |
عــلى النـبوة أضـفت في مـراتــبها | * | فــضل الولايــة لا تــبقي ولا تــذر |
ام الأئــمة مــن طــوعها لرغـبتهم | * | يـعلو القــضاء بـنا او يـنزل القـــدر |
قف يا يراعـيّ عن مـدح البـتول فـفي | * | مـــديحها تــــهتف الالواح والزبــر |
وارجــع لنسـتخبر التـاريخ عـن نـبأٍ | * | قــد فــاجئتنا بـه الانــــباء والسـير |
هل اسقط القـوم حـقا حـملها فــهوت | * | تــئن مــما بــها والضـلع مـــنكسر |
وهـل كـما قـيل قـادوا بـعلها فـعدت | * | وراه نــــادبة والدمـــع مــــنهمر |
ان كـان حـقا فـان القـوم قـد مـرقوا | * | عن دينهم وبشــرع المــصطفى كـفروا |
إلام التـوانـي صـاحب الطـلعة الغـرا | * | اما آن مــن أعــداك ان تـطلب الوتـرا |
فديناك لم أغضيت عــمّا جـرى عـلى | * | بني المصطفى منها وقـد صدع الصــخرا |
أتـغضي وتـنسى امك الطـهر فــاطما | * | غداة عليها القـوم قـد هــجموا جــهرا |
أتغـضي وشبوا النـار فـي بـاب دارها | * | وقـد اوسعوا في عصـرهم ضلعها كسـرا |
أتغضي ومنها أسقطوا الطــهر مـحسنا | * | وقادوا عـلي المــرتضى بـعلها قسـرا |
أتـغضي وسـوط العـبد وشـح مـتنها | * | ومن لطمة الطاغي غــدت عينها حـمرا |
أتغضي وقـد مــاتت ومـلؤ فـوادهـا | * | شــجىً وعـلي بـعد شـيعّها سـرا (1) |