باب في معرفتهم أولياء هم والتفويض اليهم

1 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أبن محبوب، عن صالح بن سهل، عن أبي عبدالله عليه السلام أن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو مع أصحابه فسلم عليه ثم قال له: أنا والله احبك وأتولاك، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: كذبت، قال بلى والله إني احبك وأتولاك، فكرر ثلاثا، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: كذبت، ما أنت كما قلت إن الله خلق الارواح قبل الابدان بألفي عام ثم عرض علينا المحب لنا، فوالله ما رأيت روحك فيمن عرض، فأين كنت؟ فسكت الرجل عند ذلك ولم يراجعه.

وفي رواية اخرى قال أبوعبدالله عليه السلام: كان في النار.

2 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن عمرو بن ميمون عن عمار بن مروان، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق.

3 - أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عبيس ابن هشام، عن عبدالله بن سليمان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سألته عن الامام فوض الله إليه كما فوض إلى سليمان بن داود؟ فقال: نعم.

وذلك أن رجلا سأله عن مسألة فأجابه فيها وسأله آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الاول، ثم سأله آخر فأجابه بغير جواب الاولين، ثم قال: " هذا عطاؤنا فامنن أو (أعط) بغير حساب " وهكذا هي في قراء‌ة علي عليه السلام، قال: قلت: أصلحك الله فحين أجابهم بهذا الجواب

[439]

يعرفهم الامام؟ قال: سبحان الله أما تسمع الله يقول: " إن في ذلك لآيات للمتوسمين " وهم الائمة " وإنها لبسبيل مقيم " لا يخرج منها أبدا، ثم قال لي: نعم إن الامام إذا أبصر إلى الرجل عرفه وعرف لونه وإن سمع كلامه من خلف حائط عرفه وعرف ما هو، إن الله يقول: " ومن آياته خلق السماوات والارض واختلاف ألسنتكم و ألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين(1) " وهم العلماء، فليس يسمع شيئا من الامر ينطق به إلا عرفه، ناج أو هالك، فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم.

_____________________________

(1) الروم: 21.