باب الاخذ بالسنة وشواهد الكتاب

1 — علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن على كل حق حقيقة، وعلى كل صواب نورا، فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه.

2 - محمد بن يحيى، عن عبدالله بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان عن عبدالله بن أبي يعفور، قال: وحدثني حسين بن أبي العلاء(1) أنه حضر ابن أبي يعفور في هذا المجلس قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن اختلاف الحديث يرويه من نثق به ومنهم من لا تثق به؟ قال: إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب الله أو من قول رسول الله صلى الله عليه وآله(2) وإلا فالذي جاء كم به أولى به.

3 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أيوب بن الحر قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: كل شئ مردود إلى الكتاب والسنة، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف(3).

4 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أيوب بن راشد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ما لم يوافق من الحديث القرآن فهو زخرف.

5 - محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم وغيره، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: خطب النبي صلى الله عليه وآله بمنى فقال: أيها الناس ما جاء كم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته وما جاء كم يخالف كتاب الله فلم أقله.

___________________________________

(1) هذا الكلام يحتمل وجوها الاول أن يكون كلام علي بن الحكم يقول: حدثني حسين بن ابي العلاء انه أي الحسين حضر ابن أبي يعفور في المجلس الذي سمع منه أبان. الثاني أن يكون: كلام أبان بأن يكون الحسين حدثه انه كان حاضرا في مجلس سؤال ابن أبي يعفور عنه (ع). الثالث أن يكون أيضا من كلام أبان وحدثه الحسين أن ابن أبي العفور حضر مجلس السؤال عنه (ع) وكان السائل غيره، ولعل الاوسط اظهر. (آت).

(2) جزاء الشرط محذوف أي: فاقبلوه وقوله فالذي جائكم به اولى به أي: ردوه عليه ولا تقبلوا منه أولى بروايته وأن يكون عنده لا يتجاوزه. (آت)

(3) اي المموه المزور والكذب المحسن. (في).

[*]

[70]

6 وبهذا الاسناد، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: من خالف كتاب الله وسنة محمد صلى الله عليه وآله فقد كفر.

7 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسي بن عبيد، عن يونس رفعه قال: قال علي بن الحسين عليه السلام: إن أفضل الاعمال عند الله ما عمل بالسنة وإن قل.

8 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن أبي سعيد القماط وصالح بن سعيد، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر عليه السلام أنه سئل عن مسألة فأجاب فيها، قال: فقال الرجل: إن الفقهاء لا يقولون هذا، فقال: يا ويحك(1) وهل رأيت فقيها قط؟ ! إن الفقيه حق الفقيه(2) الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، المتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وآله.

9 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن أبي إسماعيل إبراهيم بن إسحاق الازدي، عن أبي عثمان العبدي، عن جعفر، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا قول إلا بعمل، ولا قول ولا عمل إلا بنية، ولا قول ولا عمل ولا نية إلا بإصابة السنة.

10 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال: ما من أحد إلا وله شرة وفترة(3)، فمن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى بدعة فقد غوى.

11 - علي بن محمد، عن أحمد بن محمد البرقي. عن علي بن حسان ومحمد بن يحيى

___________________________________

(1) قوله عليه السلام: ويحك كلمة ترحم، ونصبه بتقدير: الزمك ويحا، وقد يطلق ويح مكان ويل في العذاب. (آت).

(2) منصوب على انه بدل الكل من الفقيه وحاصل الحديث ان من استقر العلم في قلبه كان عاملا بمقتضى علمه والعلم يقتضي الزهد في الدنيا والرغبة في الاخرة والتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وآله سواء كان بلا واسطة او بها. (آت).

(3) الشرة اما بكسر وتشديد الراء والتاء بمعنى النشاط والرغبة كما في الحديث " لكل عابد شرة واما بالفتح والتخفيف والهاء بمعنى غلبة الحرص على شئ والفترة في مقابلها يعني ان كل واحد من أفراد الناس له قوة وسورة وحركة ونشاط وحرص على تحصيل كماله اللائق به في وقت من أوقات عمره كما يكون للاكثرين في ايام شبابهم وله فتور وضعف وسكون واستقرار وتقاعد عن ذلك في وقت آخر كما يكون للاكثرين في أوان شيخوختهم فمن كان فتوره وقراره واطمئنانه وسكونه وختام أمره في عبادته إلى سنة فقد اهتدى ومن كان سكونه وختام أمره إلى بدعة فقد غوى. (في).

[*]

[71]

عن سلمة بن الخطاب، عن علي بن حسان، عن موسى بن بكر، عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال: كل من تعدى السنة رد إلى السنة(1).

12 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: السنة سنتان: سنة في فريضة(2) الاخذ بها هدى، وتركها ضلالة، وسنة في غير فريضة الاخذ بها فضيلة وتركها إلى غير خطيئة(3).

تم كتاب فضل العلم(4) والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

___________________________________

(1) اي يجب على العلماء اظهار بدعته ونهيه عن تلك البدعة لينتهى عنها ويعمل بما يوافق السنة.(آت).

(2) السنة في الاصل الطريقة ثم خصت بطريقة الحق التى وضعها الله للناس وجاء بها الرسول صلى الله عليه واله ليتقربوا بها إلى الله تعالى ويدخل فيها كل عمل شرعي واعتقاد حق و يقابلها البدعة وينقسم السنة إلى واجب وندب وبعبارة أخرى إلى فرض ونفل وبثالثة إلى فريضة وفضيلة والفريضة ما يثاب بها فاعلها ويعاقب على تركها والفضيلة ما يثاب باتيانها ولا يعاقب بتركها كما فسرهما عليه السلام وقد يطلق السنة على قول النبي وفعله وهي مقابلة الكتاب ويحتمل ان يكون هو المراد بها ههنا كما يشعر بها لفظة (في) المنبئة عن الورود. (في).

وقال المحصلين: بل المراد بالسنة في اصطلاح الاصحاب ومتون الاخبار هي السيرة المسنونة بعمل رسول الله صلى الله عليه وآله الثابتة بالاجماع أو الاخبار المسلمة (عند الفريقين) ولذلك امرنا ان نعرض الحديثين المتخالفين على السنة وانما تقابل الكتاب أو الفرض من حيث ان الكتاب دليل يثبت بظاهره احكاما بعنوان الفرائض وأساس الدين (لا يجوز تركها لا عمدا ولا سهوا) والسنة دليل يثبت بظاهره احكاما بعنوان السنن المتفرعة على الفرائض (وان كانت موجودة في اشارات القرآن).

وتلك السنن اما داخلة في الفرائض كقوله عليه السلام في الصلاة: " التكبير سنة والقراء‌ة سنة والتشهد سنة " ولذلك لا يجوز تركها إلا في غير عمد واما غير داخلة في الفرائض كالاذكار المسنونة عقيب الصلوات وابتداره وتسارعه صلى الله عليه وآله بالسلام كلما لقى مؤمنا، ولذلك يجوز تركها تركا للفضيلة من دون عصيان وانما يكون " تركها إلى غيرها خطيئة " فانه اعراض عن السنة اقبال إلى ما يخالفها من البدع. (انتهى ملخص كلامه مشافهة).

(3) " قوله: " تركها إلى غير خطيئة " أي ينتهى إلى غير خطيئة، او هو من غير خطيئة، أو هو غير خطيئة. (آت) وفي بعض النسخ [تركها إلى غيرها خطيئة.

(4) في بعض النسخ [هذا آخر كتاب فضل العلم].

[*]