باب ان الائمة هم أركان الارض

1 - أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ما جاء به علي عليه السلام آخذ به وما نهى عنه أنتهي عنه، جرى له من الفضل مثل ما جرى لمحمد صلى الله عليه وآله ولمحمد صلى الله عليه وآله الفضل على جميع من خلق الله عزوجل، المتعقب عليه في شئ من أحكامه كالمتعقب على الله وعلى رسوله(2) والراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله، كان أمير المؤمنين عليه السلام باب الله الذي لا يؤتى إلا منه، وسبيله الذي من سلك بغيره هلك، وكذلك يجري لائمة الهدى واحدا بعد واحد، جعلهم الله أركان الارض أن تميد بأهلها وحجته البالغة على من فوق الارض ومن تحت الثرى، وكان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كثيرا ما يقول: أنا قسيم الله بين الجنة والنار(3) وأنا الفاروق الاكبر وأنا صاحب العصا والميسم ولقد أقرت لي جميع الملائكة والروح والرسل بمثل ما أقروا به لمحمد صلى الله عليه وآله ولقد حملت على مثل حمولته(4) وهي حمولة الرب وإن رسول الله صلى الله عليه وآله يدعى فيكسى، وادعى

___________________________________

(2) المتعقب الطاعن والمعترض والضمير في عليه لعلي عليه السلام.

(3) أى قسيم من الله بين الجنة والنار اى اهليهما وذلك لان حبه موجب للجنة وبغضه موجب للنار، فيه يقسم الفريقان وبه يفترقان وانا الفاروق الاكبر اذ به يفرق بين الحق والباطل و أهليهما وصاحب العصا اى عصا موسى التى صارت اليه من شعيب والى شعيب من آدم يعنى هى عندى أقدر بها على ما قدر عليه موسى والميسم بالكسر: المكواة، لما كان بحبه وبغضه (ع) يتميز المؤمن من المنافق فكانه كان يسم على جبين المنافق بكى النفاق. (في)

(4) حملت على التكلم والبناء للمفعول والحمولة بالضم: الاحمال، يعنى كلفنى الله ربى مثل ما كلف محمدا من اعباء التبليغ والهداية وهى حمولة الرب اى الاحمال التى وردت من الله سبحانه لتربية الناس وتكميلهم (في)

(5) يدعى بصيغة المجهول اى في القيامة وادعى واكسى اى مثل دعائه وكسائه ويستنطق بصيغة المجهول اى للشهادة او للشفاعة او للاحتجاج على الامة او الاعم والمنطق بكسر الطاء مصدر ميمى (آت) [*]

[197]

فأكسى ويستنطق واستنطق فأنطق على حد منطقه، ولقد اعطيت خصالا ما سبقني إليها أحد قبلي علمت المنايا والبلايا، والانساب وفصل الخطاب(1)، فلم يفتني ما سبقني، ولم يعزب عني ما غاب عني، ابشر باذن الله واؤدي عنه، كل ذلك من الله مكنني فيه بعلمه.

الحسين بن محمد الاشعري، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور العمي، عن محمد بن سنان قال: حدثنا المفضل قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول، ثم ذكر الحديث الاول.

2 - علي بن محمد ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الوليد شباب الصيرفي قال: حدثنا سعيد الاعرج قال: دخلت أنا وسليمان بن خالد على أبي عبدالله عليه السلام فابتدأنا فقال: يا سليمان ما جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام يؤخد به وما نهى عنه ينتهى عنه جرى له من الفضل ما جرى لرسول الله صلى الله عليه وآله ولرسول الله صلى الله عليه وآله الفضل على جميع من خلق الله المعيب(2) على أمير المؤمنين عليه السلام في شئ من أحكامه كالمعيب على الله عزوجل وعلى رسوله صلى الله عليه وآله والراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله، كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه باب الله الذي لا يؤتى إلا منه، وسبيله الذي من سلك بغيره هلك، وبذلك جرت الائمة عليهم السلام واحد بعد واحد، جعلهم الله أركان الارض أن تميد بهم، والحجة البالغة على من فوق الارض ومن تحت الثرى.

وقال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أنا قسيم الله بين الجنة والنار، وأنا الفاروق الاكبر وأنا صاحب العصا والميسم، ولقد أقرت لي جميع الملائكة والروح بمثل ما أقرت لمحمد صلى الله عليه وآله ولقد حملت على مثل حمولة محمد صلى الله عليه وآله وهي حمولة الرب وإن محمدا صلى الله عليه وآله يدعى فيكسى ويستنطق وادعى فاكسى واستنطق فأنطق على حد منطقه، ولقد اعطيت خصالا لم يعطهن أحد قبلي، علمت علم المنايا والبلايا، والانساب و فصل الخطاب، فلم يفتني ما سبقني، ولم يعزب عني ما غاب عني، أبشر بإذن الله واؤدي عن الله عزوجل، كل ذلك مكنني الله فيه بإذنه.

3 - محمد بن يحيى وأحمد بن محمد جميعا، عن محمد بن الحسن، عن علي بن حسان

___________________________________

(1) المنايا والبلايا: آجال الناس ومصائبهم وفصل الخطاب الخطاب المفصول الغير المشتبه، قلم يفتنى ما سبقنى اى علم ما مضى، ما غاب عنى اى علم ما يأتى. (في)

(2) في بعض النسخ [المتعقب] في الموضعين.

[*]

[198]

قال: حدثني أبوعبدالله الرياحي، عن أبي الصامت الحلواني، عن أبي جعفر عليه السلام قال: فضل أمير المؤمنين عليه السلام(1): ما جاء به آخذ به وما نهى عنه أنتهي عنه، جرى له من الطاعة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ما لرسول الله صلى الله عليه وآله والفضل لمحمد صلى الله عليه آله، المتقدم بين يديه كالمتقدم بين يدي الله ورسوله، والمتفضل على رسول الله صلى الله عليه وآله والراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد الشرك بالله، فإن رسول الله صلى اليه عليه وآله باب الله الذي لا يؤتى إلا منه وسبيله الذي من سلكه وصل إلى الله عزوجل وكذلك كان أمير المؤمنين عليه السلام من بعده وجرى للائمة عليهم السلام واحدا بعد واحد، جعلهم الله عزوجل أركان الارض أن تميد بأهلها، وعمد الاسلام، ورابطة على سبيل هداه، لا يهتدي هاد إلا بهداهم ولا يضل خارج من الهدى إلا بتقصير عن حقهم، أمناء الله على ما أهبط من علم أو عذر أو نذر، والحجة البالغة على من في الارض، يجري لآخرهم من الله مثل الذي جرى لاولهم، ولا يصل أحد إلى ذلك إلا بعون الله.

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: أنا قسيم الله بن الجنة والنار، لا يدخلها داخل إلا على حد قسمي، وأنا الفاروق الاكبر، وأنا الامام لمن بعدي، والمؤدي عمن كان قبلي، لا يتقدمني أحد إلا أحمد صلى الله عليه وآله وإني وإياه لعلى سبيل واحد إلا أنه هو المدعو باسمه ولقد اعطيت الست: علم المنايا والبلايا، والوصايا، وفصل الخطاب، وإني لصاحب الكرات(2) ودولة الدول، وإني لصاحب العصا والميسم، والدابة التي تكلم الناس(3).

___________________________________

(1) اى ما اذكره هو من فضل أمير المؤمنين (ع).

(2) اى الرجعات إلى الدنيا، ودولة الدول: اى غلبة الغلبات.

(3) اشارة إلى قوله سبحانه في سورة النمل: 82: (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم ان الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون).