____________
(1) قوله تعالى: (ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط…) سورة التحريم آية: 10.
يوجد في: تفسير القرطبي: 18/202، فتح القدير للشوكاني: 255/5 ط2.
(2) اشارة الى قوله تعالى: (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك) (منه قدس).
(3) قوله تعالى: (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك) .
سورة التحريم آية: 1. نزلت في عائشة وحفصة.
راجع: تفسير الطبري: 28/156 و157 و158 ط2، الدر المنثور للسيوطي: 6/239، الكشاف للزمخشري: 4/563، تفسير القرطبي: 18/177، تفسير الفخر الرازي: 8/231، وغيرها من التفاسير.
(4) أخرجه البخاري في باب ما جاء في بيوت أزواج النبي من كتاب الجهاد والسير من صحيحه، وهو في ص125 من جزئه الثاني بعد باب فرض الخمس وباب أداء الخمس بيسير؛ ولفظه في صحيح مسلم: خرج رسول الله من بيت عائشة، فقال: رأس الكفر ها هنا حيث يطلع قرن الشيطان، فراجع: 503 من جزئه الثاني. (منه قدس).
(5) قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مشيراً الى مسكن عائشة: «ها هنا الفتنة، ها هنا الفتنة، ها هنا الفتنة حيث يطلع قرن الشيطان».
يوجد في: صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير باب ما جاء في بيوت أزواج النبي: 4/46 أفست دار الفكر على ط استانبول و: 4/100 ط مطابع الشعب وط محمد علي صبيح و: 2/189 ط دار احياء الكتب و: 2/127 ط المعاهد بالقاهرة و: 2/132 ط الشرفية و: 4/65 ط الفجالة و: 2/177 ط الميمنية بمصر و: 4/4 ط بمبي.
وفي لفظ آخر: «خرج رسول الله من بيت عائشة. فقال: «رأس الكفر من ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان».
يوجد في: صحيح مسلم كتاب الفتن من المشرق: 2/560 ط عيسى الحلبي بمصر و: 8/181 ط شركة الاعلانات وط المكتبة التجارية و: 18/31 ـ 32 بشرح النووي ط المطبعة المصرية.
____________
(1) راجع من صحيح البخاري باب ما يجوز من العمل في الصلاة وهو في ص143 من جزئه الاول؛ (منه قدس).
(2) عائشة تضع رجلها أمام النبي وهو يصلي.
راجع: صحيح البخاري كتاب الصلاة: 2/61 ط دار الفكر و: 2/81 ط مطابع الشعب و: 1/209 ط دار احياء الكتب و: 1/145 ط المعاهد و: 1/151 ط الشرفية و: 2/77 ط محمد علي صبيح و: 2/57 ط الفجالة و: 1/63 ط الميمنية.
(3) ارجافها بعثمان، وانكارها كثيراً من أفعاله، ونبزها اياه، وقولها: اقتلوا نعثلاً فقد كفر، مما لا يخلو منه كتاب يشتمل على تلك الحوادث والشؤون وحسبك ما في تاريخ ابن جرير وابن الأثير وغيرهما، وقد أنبها جماعة من معاصريه، وشافهها بالتنديد بها اذا قال لها:
إلى آخرالأبيات وهي في ص80 من الجزء الثالث من الكامل لابن الأثير حيث ذكر ابتداء أمر وقعة الجمل (منه قدس).
(4)
فتوى عائشة في عثمان
قالت: «اقتلوا نعثلاً فقد كفر» تعني عثمان.
راجع تاريخ الطبري: 4/459 الكامل في التاريخ لابن الأثير الجزري الشافعي: 3/206، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 61 و64، الامامة والسياسة لابن قتيبة: 1/49 وفيه (فجر) بدل (كفر) ط مصطفى محمد بمصر، السيرة الحلبية لعلي برهان الدين الحلبي الشافعي: 3/286 ط المطبعة البهية بمصر سنة 1320 هـ، ونقله العسكري في كتاب أحاديث أم المؤمنين عائشة ق1 ص105 عن كتاب تاريخ ابن اعثم: 155 بمبي فراجع.
فتوى أخرى لعائشة في عثمان.
قالت: «اقتلوا نعثلاً قتل الله نعثلاً» تعني عثمان.
يوجد في: النهاية لابن الجزري الشافعي: 5/80 تحقيق محمود محمد الطناحي ط دار احياء التراث العربي في بيروت، تاج العروس من شرح القاموس للزبيدي الحنفي: 8/141، لسان العرب لابن منظور: 14/193، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/77 أفست بيروت على ط1 بمصر و: 6/215 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 2/408 ط مكتبة الحياة في بيروت و: 2/121 ط دار الفكر.
____________
(1) حيث قال عز من قائل: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) (منه قدس).
(2) كان الجمل الذي ركبته عائشة يوم البصرة يدعى العسكر، جاءها به يعلى بن أمية، وكان عظيم الخلقة شديداً، فلما رأته أعجبها، فلما عرفت أنه أسمه عسكر استرجعت، وقالت: ردوه لا حاجة لي فيه، وذكرت ان رسول الله ذكر لها هذا الاسم ونهاها عن ركوبه، فغيروه لها بجلال غير جلاله، وقالوا لها أصبنا لك أعظم منه وأشد قوة فرضيت به، وقد ذكر هذه القضية جماعة من أهل الأخبار والسير، راجع ص80 من المجلد الثاني من شرح نهج البلاغة لعلامة المعتزلة (منه قدس).
(3) اسم جمل عائشة عسكر:
راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6/224 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، نور الأبصار للشبلنجي: 82 ط العثمانية، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 65.
____________
(1) والحديث في ذلك مشهور وهو من أعلام النبوة وآيات الاسلام، وقد أختصره الامام أحمد بن حنبل اذ أخرجه من حديث عائشة في مسنده ص52 وص97 من جزئه السادس. وكذلك فعل الحاكم إذ اخرجه في ص120من الجزء الثالث من صحيحه المستدرك. واعترف الذهبي بصحته إذ أورده في تلخيص المستدرك (منه قدس).
(2) النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحذر عائشة من أن تنبحها كلاب الحوأب وقد نقل بألفاظ متعددة راجع: العقد الفريد لابن عبدربه: 4/332 ط2، مطبعة لجنة التاليف والنشر بمصر و: 2/283 ط آخر بمصر، تاريخ الطبري: 4/457 و469، النهابة لابن الأثير الجزري الشافعي: 1/456 و: 2/96، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 171 ط الحيدرية وص71 ط الغري، مجمع الزوائد: 7/134، اسعاف الراغبين للصبان الشافعي بهامش نور الأبصار: 64 ط العثمانية وص65 ط السعيدية، الاستيعاب لابن عبدالبر بهامش الاصابة: 4/361، الامامة والسياسة لابن قتيبة: 1/59، نور الأبصار للشبلنجي: 82 ط العثمانية وط السعيدية، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 66، تاريخ اليعقوبي: 2/157، الكامل في التاريخ لابن الأثير ج3، مروج الذهبي للمسعودي: 2/357، تاج العروس للزبيدي الحنفي: 1/244 و195، الغدير للأميني: 3/188 ـ 191، كتاب عبدالله بن سبأ للعسكري: 1/168 ـ 171 ط3 في بيروت، لسان العرب لابن منظور: 1/280 و358، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 280 ط اسلامبول وص236 ط الحيدرية، الصواعق المحرقة لابن حجر: 117 ط المحمدية وص71 ط الميمنية بمصر، السيرة الحلبية: 3/285.
(3) هذا الحديث ثابت عنها، أخرجه الشيخان في صحيحيهما، فراجع من صحيح البخاري أوائل كتاب العيدين: 116 من جزئه الأول، وراجع من مسند أحمد صفحة 57 من جزئه السادس (منه قدس).
(4) راجع: صحيح البخاري كتاب الصلاة باب العيدين والتجمل: 2/3 ط دار الفكر و: 2/20 ط مطابع الشعب و: 1/169 ط دار الكتب و: 1/118 ط المعاهد و: 1/122 ط الشرفية و: 2/19 ط محمد علي صبيح و: 2/15 ط الفجالة و: 1/108 ط الميمنية.
وراجع: صحيح مسلم كتاب صلاة العيدين: 3/22 ط محمد علي صبيح و: 1/352 ط عيسى الحلبي، مسند أحمد: 6/57 ط الميمنية بمصر.
واعطفه إن شئت على قولها(3) : «سابقني النبي فسبقته، فلبثناه حتى رهقني اللحم، سابقني فسبقني، فقال: هذه بتيك»(4) أو على قولها(5) : كنت ألعب بالبنات ويجيء صواحبي فيلعبن معي، وكان رسول الله يدخلهن علي فيلعبن
____________
(1) أخرجه البخاري ومسلم والامام احمد من حديث عائشة في المواضع التي أشرنا اليها من كتبهم في التعليقة السابقة (منه قدس).
(2) نفس المصادر السابقة والصفحات المتقدمة تحت رقم (817).
(3) فيما أخرجه الامام احمد من حديث عائشة في ص39 من الجزء السادس من مسنده (منه قدس).
(4) راجع: مسند أحمد بن حنبل: 6/39 ط الميمنية بمصر.
(5) فيما أخرجه الامام أحمد عن عائشة ص75 من الجزء السادس من مسنده (منه قدس).
أما أم سلمة فحسبها الموالاة لوليها ووصي نبيها، وكانت موصوفة بالرأي الصائب، والعقل البالغ، والدين المتين. وإشارتها على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الحديبية(5) تدل على فور عقلها، وصواب رأيها، وسمو مقامها، رحمة الله وبركاته عليها، والسلام.
ـ ش ـ
____________
(1) راجع: مسند أحمد: 6/75 ط الميمنية بمصر.
(2) أخرجه ابن أبي شيبة وهو الحديث 1017 من أحاديث الجزء السابع من كنز العمال (منه قدس).
(3) وقع الاتفاق على أنه صلى الله عليه وآله وسلم مات وعلي حاضر لموته، وهو الذي كان يقبله ويمرضه، وكيف يصح أنه قبض ولم يله أحد غيرها وغير الملك، فأين كان علي والعباس؟ وأين كانت فاطمة وصفية؟ وأين كان أزواج النبي وبنو هاشم كافة؟ وكيف يتركونه كلهم لعائشة وحدها! ثم لا يخفى أن مريم عليها السلام، لم يكن فيها شيء من الخلال السبع التي ذكرتها أم المؤمنين، فما الوجه في استثنائها اياها؟ (منه قدس).
(4) راجع: كنز العمال: 7/1017 ط حيدر آباد، مجمع الزوائد للهيثمي: 9/241.
(5) مشورة أم سلمة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الحديبية:
توجد في: المغازي للواقدي: 2/613 تحقيق الدكتور جونس ط جامعة اكسفورد، تاريخ الطبري: 2/637، الكامل في التاريخ لابن الأثير: 2/205.
المراجعة 79
23 صفر سنة 1330
الاجماع يثبت خلافة الصديق
إذا تم كل ما قلتم من العهد والوصية، والنصوص الجلية، فماذا تصنعون بإجماع الأمة على بيعة الصديق؟ وإجماعها حجة قطعية لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تجتمع أمتي على الخطأ(1) ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم «لا تجتمع على ضلال» فماذا تقولون؟(2) .
ـ س ـ
المراجعة 80
25 صفر سنة 1330
لا إجماع
نقول: إن المراد من قوله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تجتمع على الخطأ، ولا تجتمع على الضلال، إنما هو نفي الخطأ والضلال عن الأمر الذي اشتورت فيه الأمة ففررته باختيارها، واتفاق آرائها، وهذا هو المتبادر من السنن لا غير، أما الأمر الذي يراه نفر من الأمة فينهضون به، ثم يتسنى لهم إكراه أهل الحل والعقد عليه، فلا دليل على صوابه، وبيعة السقيفة لم تكن عن مشورة، وإنما قام بها الخليفة الثاني، وأبو عبيدة، ونفر معهما، ثم فاجأوا بها أهل الحل والعقد، وساعدتهم تلك الظروف على ما أرادوا، وأبو بكر يصرح بأن بيعته لم تكن عن مشورة ولا عن روية، وذلك حين خطب الناس في أوائل خلافته معتذراً إليهم، فقال: «إن بيعتي كانت فلتة،
____________
(1) لا اجماع
راجع: الغدير للأميني: 7/142 و143 و150 و151.
(2) راجع: كنز العمال: 1/185 ح1030 و1031 ط2 و: 1/160 ح910 ط2، الدر المنثور للسيوطي: 2/222.
____________
(1) أخرجها أبو بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري، في كتاب السقيفة، ونقلها ابن أبي الحديد: 132 من المجلد الأول من شرح النهج. (منه قدس).
(2) يوجد ذلك في: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/132 و: 2/19 أفست بيروت على ط1 بمصر و: 1/311 ط دار مكتبة الحياة و: 2/50 و: 6/47 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 1/154 ط دار الفكر في بيروت.
ونقله في هامش البحار: 28/315 عن: أنساب الأشراف للبلاذري: 1/590 ط مصر.
(3) راجع من الصحيح باب رجم الحبلى من الزنا اذا أحصنت ـ وهو في ص119 من جزئه الرابع، وأخرجها غير واحد من اصحاب السنن والأخبار كابن جرير الطبري في حوادث سنة 11 من تاريخه، ونقلها ابن أبي الحديد ص122 من المجلد الأول من شرح النهج. (منه قدس).
(4) القائل هو ابن الزبير ونص مقالته: والله لو مات عمر لبايعت علياً فان بيعة أبي بكر انما كانت فلتة وتمت، فغضب عمر غضباً شديداً وخطب هذه الخطبة، صرح بهذا كثير من شراح البخاري، فراجع تفسير هذا الحديث من شرح القسطلاني ص352 من جزئه الحادي عشر، تجده ينقل ذلك عن البلاذري في الأنساب مصرحاً بصحة سنده ـ على شرط الشيخين ـ. (منه قدس).
(5) قال ابن الأثير في تفسير هذا الحديث من نهايته، تغرة: مصدر غررته اذا ألقيته في الغرر، وهي من التغرير كالتعلة من التعليل، وفي الكلام مضاف محذور وأقام المضاف اليه الذي هو تغرة مقامه، وانتصب على أنه مفعول له، ويجوز أن يكون قوله أن يقتلا بدلاً من تغرة ويكون المضاف اليه محذوفاً، كالأول، ومن أضاف تغرة الى أن يقتلا فمعناه: خوف تغرة قتلهما، قال: ومعنى الحديث: أن البيعة حقها أن تقع صادرة عن المشور والاتفاق، فاذا استبد رجلان دون الجماعة فبايع أحدهما الآخر، فذلك تظاهر منهما بشق العصا واطراح الجماعة، فان عقد لأحد بيعة فلا يكون المعقود له واحداً منهما، وليكونا معزولين من الطائفة التي تتفق على تمييز الامام منها، لأنه ان عقد لواحد منهما وقد ارتكبا تلك الفعلة الشنيعة التي أحفظت الجماعة من التهاون بهم والاستغناء عن رأيهم، لم يؤمن أن يقتلا. اهـ. قلت: كان من مقتضيات العدل الذي وصف به عمر، أن يحكم بهذا الحكم على نفسه وعلى صاحبه كما حكم به على الغير، وكان قد سبق منه ـ قبل قيامه بهذه الخطبة ـ أن قال: ان بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها، فمن عاد الى مثلها فاقتلوه، واشتهرت هذه الكلمة عنه أي اشتهار، ونقلها عنه حفظة الأخبار كالعلامة ابن أبي الحديد في ص123 من المجلد الأول من شرح النهج (منه قدس).
____________
(1) بيعة أبي بكر فلتة
قول عمر بن الخطاب: «.. أن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها..».
يوجد في: صحيح البخاري كتاب الحدود باب رجم الحبلى من الزنا اذا أحصنت: 8/26 أفست دار الفكر على ط استانبول و: 8/210 ط مطابع الشعب و: 8/208 ط محمد علي صبيح و: 4/179 ط دار إحياء الكتب و: 4/119 ط المعاهد و: 4/125 ط الشرفية و: 8/140 ط الفجالة و: 4/110 ط الميمنية بمصر و: 8/8 ط بمبي بالهند و: 4/128 ط الخيرية بمصر، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/123 و124 أفست بيروت على ط1 بمصر و: 2/23 و26 و29 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 1/292 ط مكتبة الحياة و: 1/144 ط دار الفكر في بيروت، السيرة النبوية لابن هشام: 4/226 ط دار الجيل وص338 ط اخر، النهاية لابن الأثير الجزري الشافعي: 3/466 ط بيروت تحقيق الطناحي وص238 ط آخر، تاريخ الطبري: 3/205، الكامل لابن الأثير: 2/327، الصواعق المحرقة: 5 و8 ط الميمنية بمصر وص8 و12 ط المحمدية بمصر، تاج العروس للزبيدي الحنفي: 1/568، لسان العرب لابن منظور: 2/371، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 67، السيرة الحلبية لبرهان الدين الشافعي: 3/360 و363.
ونقله في الغدير للأميني: 5/370 عن: مسند أحمد: 6/55، أنساب الاشراف للبلاذري: 5/15، تيسير الوصول: 2/42 و44، الرياض النضرة: 1/161، تاريخ ابن كثير: 5/246، تمام المتون للصفدي: 137.
قول عمر بن الخطاب
«ان بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها فمن عاد الى مثلها فاقتلوه».
يوجد في: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/123 أفست بيروت على ط1 بمصر و: 2/26 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، الصواعق المحرقة لابن حجر: 21 ط الميمنية بمصر وص34 ط المحمدية بمصر، الملل والنحل للشهرستاني الشافعي: 1/24 أفست دار المعرفة على ط مصر وبهامش الفصل: 1/22 أفست دار المعرفة على ط مصر.
ومن المعلوم بحكم الضرورة من أخبارهم، أن أهل بيت النبوة وموضوع الرسالة، لم يحضر البيعة منهم أحد قط، وقد تخلفوا عنها في بيت علي، ومعهم سلمان، وأبو ذر، والمقداد، وعمار، والزبير، وخزيمة بن ثابت، وأبي بن كعب، وفروة بن عمرو بن ودقة الأنصاري، والبراء بن عازب، وخالد بن سعيد بن العاص الأموي، وغير واحد من أمثالهم، فكيف يتم الاجماع مع تخلف هؤلاء كلهم، وفيهم آل محمد كافة وهم من الامة بمنزلة الرأس من الجسد، والعينين من الوجه، ثقل رسول الله وعيبته، وأعدال كتاب الله وسفرته، وسفن نجاة الأمة وباب حطتها، وأمانها من الضلال في الدين وأعلام هدايتها، كما اثبتناه فيما أسلفناه(1) ، على أن شأنهم غني عن البرهان، بعد أن كان شاهده الوجدان.
____________
(1) قف على المراجعة 6 وما بعدها الى منتهى المراجعة 12 تعرف شأن أهل البيت عليهم السلام (منه قدس).
____________
(1) راجع من صحيح البخاري اواخر باب غزوة خيبر ص39 من جزئه الثالث، وراجع من صحيح مسلم باب قول النبي: لا نورث ما تركناه فهو صدقة، من كتاب الجهاد والسير ص72 من جزئه الثاني، تجد الأمر كما ذكرناه مفصلاً (منه قدس).
(2) تخلف علي عليه السلام عن بيعة أبي بكر:
يوجد في: صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة خيبر: 5/82 ط دار الفكر و: 5/177 ط مطابع الشعب وط محمد علي صبيح و: 3/55 ط دار إحياء الكتب و: 3/38 ط المعاهد و: 3/39 ط الشرفية و: 5/115 ط الفجالة و: 3/35 ط الميمنية بمصر و: 5/20 ط بمبي و: 3/40 ط المطبعة الخيرية بمصر، صحيح مسلم كتاب الجهاد والسير: 5/152 ط محمد علي صبيح و: 5/153 ط المكتبة التجارية و: 2/81 ط عيسى الحلبي و: 12 ص77 ط مصر بشرح النووي، الامامة والسياسة لابن قتيبة: 1/11 ـ 13 ط مصطفى محمد بمصر، مروج الذهبي للمسعودي: 2/302 تاريخ الطبري: 3/208، الكامل في التاريخ لابن الأثير: 2/327 و331، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 370 ط الحيدرية وص226 ط الغري، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/18 ط1 بمصر، الصواعق المحرقة لابن حجر: 13 ط المحمدية وص8 ط الميمنية بمصر، عبدالله بن سبأ للعسكري: 112، العقد الفريد: 5/259، الغدير للأميني: 5/371.
المتخلفون عن بيعة أبي بكر
1 ـ العباس بن عبدالمطلب.
2 ـ عتبة بن أبي لهب.
3 ـ سلمان الفارسي.
4 ـ أبو ذر الغفاري.
5 ـ عمار بن ياسر.
6 ـ المقداد.
7 ـ البراء بن عازب.
8 ـ أبي بن كعب.
9 ـ سعد بن أبي وقاص.
10 ـ طلحة بن عبيدالله.
11 ـ الزبير بن العوام.
12 ـ خزيمة بن ثابت.
13 ـ فروة بن عمرو الأنصاري.
14 ـ خالد بن سعيد بن العاص الاموي.
15 ـ سعد بن عبادة الأنصاري لم يبايع حتى توفي بالشام في خلافة عمر.
16 ـ الفضل بن العباس.
وفي مقدمة هؤلاء أمير المؤمنين علي عليه السلام وبنو هاشم.
راجع في ذلك: العقد الفريد لابن عبد ربه: 4/259 ـ 260 ط2 و: 2/251 ط آخر، و: 3/64 ط آخر، عبدالله بن سبأ للعسكري: 1/105، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/131 ـ 134 ط1 بمصر، الغدير للأميني: 7/76 و77 و: 5/370 ـ 371، مروج الذهبي للمسعودي: 2/301، أسد الغابة لابن الأثير: 3/222، تاريخ الطبري: 3/208، الكامل لابن الاثير: 2/325 و331، تاريخ اليعقوبي: 2/103 و105، سمط النجوم العوالي لعبدالملك العاصمي المكي: 2/244، السيرة الحلبية: 3/356.
____________
(1) فاطمة بنت الرسول هجرت أبا بكر فلم تكلمه بعد الرسول حتى ماتت. يوجد في: صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة خيبر: 5/82 ط دار الفكر على ط1 استانبول و: 5/177 ط مطابع الشعب وط محمد علي صبيح و: 3/55 ط دار احياء الكتب و: 3/38 ط المعاهد و: 3/39 ط الشرفية و: 5/115 ط الفجالة و: 5/35 ط الميمنية و: 5/20 ط بمبي بالهند و: 3/40 ط المطبعة الخيرية بمصر، وصحيح البخاري أيضاً كتاب الجهاد والسير باب فرض الخمس: 4/42 أفست دار الفكر على ط استانبول.
وصحيح البخاري أيضاً كتاب الفرائض باب قول النبي لا نورث: 8/3 أفست دار الفكر على ط إستانبول.
صحيح مسلم كتاب الجهاد والسير باب قول النبي لا نورث: 5/152 ط محمد علي صبيح و: 5/153 ط المكتبة التجارية و: 2/81 ط عيسى الحلبي و: 12/77 ط مصر بشرح النووي، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 370 ط الحيدرية وص226 ط الغري، الغدير للأميني: 7/226 ـ 228، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/18 ط1 بمصر، كتاب عبدالله بن سبأ للعسكري: 1/112، الصواعق المحرقة لابن حجر: 13 ط بمصر المحمدية وص8 ط الميمنية بمصر، تاريخ الطبري: 3/208.
واحتج العباس بن عبدالمطلب بمثل هذا على أبي بكر، إذ قال له في كلام دار بينهما(2) : «فإن كنت برسول الله طلبت، فحقنا أخذت، وإن كنت بالمؤمنين طلب، فنحن منهم متقدمون فيهم، وإن كان هذا الأمر إنما يجب
____________
(1) هذان البيتان موجدان في نهج البلاغة، وقد ذكر ابن أبي الحديد في تفسيرهما من شرح النهج ص319 من مجلده الرابع: ان حديثه فيهما موجه لأبي بكر، لأن أبا بكر حاجّ الأنصار في السقيفة، فقال: نحن عترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبيضته التي تفقأت عنه؛ فلما بويع، احتج الى الناس بالبيعة، وأنها صدرت عن أهل الحل والعقد، فقال علي عليه السلام: أما احتجاجك على الانصار بأنك من بيضة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن قومه، فغيرك أقرب نسباً منك اليه، وأما احتجاجك بالاختيار ورضا الجماعة بك، فقد كان قوم من جملة الصحابة غائبين لم يحضروا العقد، فكيف يثبت. اهـ. وللشيخ محمد عبده تعليقتان على هذين البيتين تتضمنان ما قاله ابن أبي الحديد في تفسيرهما (منه قدس).
(2) ذكره ابن قتيبة ص16 من كتابه الامامة والسياسة (منه قدس).
فأين الاجماع بعد هذا التصريح من عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصنو أبيه؟ ومن ابن عمه وأخيه؟ ومن سائر أهل بيته وذويه؟
ـ ش ـ
المراجعة 81
28 صفر سنة 1330
انعقاد الاجماع بعد تلاشي النزاع
أهل السنة لا ينكرون أن البيعة لم تكن عن مشورة ولا عن روية، ويسلمون بأنها إنما كانت فجأة وارتجالاً، ولا يرتابون في مخالفة الأنصار وانحيازهم الى سعد، ولا في مخالفة بني هاشم وأوليائهم من المهاجرين والأنصار، وانضوائهم الى الامام، لكنهم يقولون: إن أمر الخلافة قد استتب لأبي بكر، ورضيه الجميع إماماً لهم، فتلاشى ذلك الخلاف، وارتفع النزاع بالمرة؛ وأصفق الجميع على مؤازرة الصديق والنصح له في السر والعلانية، فحاربوا حربه، وسالموا سلمه، وأنفذوه أمره ونهيه، ولم يختلف منهم عن ذلك أحد وبهذا تم الاجماع وصح عقد الخلافة، والحمد لله على جمع كلمتهم بعد تفرقها، وائتلاف قلوبهم بعد تنافرها، والسلام.
ـ س ـ
المراجعة 82
30 صفر سنة 1330
لم ينعقد إجماع ولم يتلاش نزاع
إصفاقهم على مؤزارة الصديق والنصح له في السر والعلانية شيء، وصحة
____________
(1) احتجاج العباس على أبي بكر في أمر الخلافة
يوجد في: الامامة والسياسة لابن قتيبة: 15 ط مصطفى محمد بمصر، تاريخ اليعقوبي: 2/104، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/221 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل: و: 1/74 ط1 بمصر.
____________
(1) وهذا ظاهر لمن راجع كتبهم الفقهية.
(2) في حديث عبدالله بن مسعود، وقد أخرجه مسلم في: 118 من الجزء الثاني من صحيحه، وغير واحد من أصحاب الصحاح والسنن (منه قدس).
(3) راجع: صحيح مسلم كتاب الامارة باب وجوب الوفاء ببيعة الخليفة: 2/133 ط عيسى الحلبي و: 6/17 ط المكتبة التجارية و: 12/232 ط مصر بشرح النووي و: 2/118 ط اخر، المعجم الصغير للطبراني: 2/80.
(4) فيما أخرجه عنه مسلم أيضاً في الجزء الثاني من صحيحه وهو من الأحاديث المستفيضة (منه قدس).
وقال سلمة الجعفي(2) : «يا نبي الله أرايت إن قامت علينا أمراء يسألوننا حقهم، ويمنعوننا حقنا، فما تأمرنا؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حملوا، وعليكم ما حملتم»(3) . وقال صلى الله عليه وآله وسلم في حديث حذيف اليمان(4) رضي الله عنه: «يكون بعدي ائمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس، قال حذيفة: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فاسمع وأطع»(5) ومثله قوله صلى الله عليه وآله وسلم، في حديث أم سلمة: «ستكون أمراء عليكم، فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برىء، ومن أنكر سلم(6) ، قالوا: أفلا نقاتلهم قال: لا ما صلوا» اهـ.(7) . والصحاح في ذلك متواترة، ولا سيما من طريق العترة الطاهرة؛
____________
(1) راجع: صحيح مسلم كتاب الامارة باب وجوب طاعة الأمراء: 6/14 ط المكتبة التجارية و: 2/130 ط عيسى الحلبي و: 12/225 ط مصر بشرح النووي.
(2) فيما أخرجه عنه مسلم وغيره (منه قدس).
(3) يوجد في: صحيح مسلم: 2/134 ط عيسى الحلبي و: 6/19 ط المكتبة التجارية وط شركة الاعلانات و: 6/19 ط محمد علي صبيح و: 12/236 ط مصر بشرح النووي.
(4) الذي أخرجه مسلم في ص120 من الجزء الثاني من صحيحه، ورواه سائر أصحاب السنن (منه قدس).
(5) راجع: صحيح مسلم كتاب الامارة: 2/35 ط عيسى الحلبي و: 6/20 ط محمد علي صبيح وط شركة الاعلانات والمكتبة التجارية و: 12/238 ط مصر بشرح النووي.
(6) هذا الحديث: أخرجه مسلم في ص122 من الجزء الثاني من صحيحه، والمراد بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: فمن عرف برئ، أن من عرف المنكر ولم يشتبه عليه، فقد صار له طريق الى البراءة من إثمه وعقوبته بأن يغيره بيده. أو بلسانه، فان عجز فليكرهه بقلبه (منه قدس).
(7) يوجد في: صحيح مسلم كتاب الامارة باب وجوب الانكار: 2/137 ط عيسى الحلبي و: 2/22 ط شركة الاعلانات والمكتبة التجارية وط محمد علي صبيح و: 12/242 ط مصر بشرح النووي.
الخلافة والعدالة:
هذا الحديث والأحاديث الأربعة التي قبله لا يمكن قبولها ويشك في صحتها كبقية الأحاديث المدعاة على هذا الطراز ومن هذا المعنى كما في سنن البيهقي: 8/159. فان هذه الأحاديث مخالفة لروح الدين الاسلامي وللعدالة الاسلامية التي اشترطت في الخليفة بالاجماع قال القاضي عبدالرحمن الايجي الشافعي المتوفي 756 هـ في كتابه المواقف في شرائط الامام «يجب أن يكون عدلاً لئلا يجور» وقال أبو الثناء في مطالع الأنظار ص470 في صفات الأئمة «الرابعة: أن يكون عدلاً لأنه متصرف في رقاب الناس وأموالهم وأبضاعهم فلو لم يكن عدلاً لا يؤمن تعديه…» الخ. وراجع تفسير القرطبي: 1/231 و232.
الحديث للسياسة:
بعد رحلة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم الى الرفيق الأعلى قام المنافقون وخدام السلاطين ووعاظهم بوضع الحديث لصالحهم، كما وقع في عهد الخليفة الثالث وبعدها تطور الوضع وكثر في عهد معاوية بن أبي سفيان فصار طلاب الدنيا يضعون عشرات الأحاديث في فضائله وفضائل بني أمية ويضعون الذم لأعدائه. راجع الغدير: 9/264 ـ 396 وج10 و11، أضواء على السنة المحمدية: 126 ـ 134. وقال أبو جعفر الاسكافي فيما نقله عنه ابن أبي الحديد ان معاوية حمل قوماً من الصحابة، وقوماً من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي عليه السلام تقتضي الطعن فيه والبراءة منه، وجعل لهم على ذلك جعلاً يرغب في مثله فاختلفوا له ما أرضاه (قال) منهم: أبو هريرة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ومن التابعين عروة بن الزبير.
وفي دولة بني العباس لم يكن وضع الحديث أقل من الدور الذي كان في عهد الدولة الأموية فقد وضع الوضاعون الحديث في فضائل بني العباس واخبار النبي بدولتهم راجع: أضواء على السنة المحمدية: 135.
وهذه الأحاديث الخمسة وما شاكلها في الحقيقة قد وضعتها يد السياسة ومصلحة الملوك والأمراء وتدعو الى تأييدهم ودعمهم أو على الأقل الى الغض عنهم مهما صدر منهم من جرائم وانحراف عن الاسلام الحقيقي ما داموا يقيمون الصلاة الشكلية أو حتى لو لم يقيموها وهذا ما لا يقره الاسلام ولا يرضى به، وبنشر هذه الروايات «تمكن معاوية بن أبي سفيان من أن يجلس بالكوفة للبيعة ويبايعه الناس على البراءة من علي بن أبي طالب» البيان والتبيين للجاحظ: 2/85.
وتمكن يزيد الفجور والكفر أن يكون أميراً على المسلمين وخليفة لهم كما تمكن بنو أمية وبنو العباس من اقامة دولتيهما وادعاء الخلافة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وجر ذلك على الامة الويلات والمصائب.
ولنأخذ مثلاً على ذلك في لمحة خاطفة الى شخصية قد عاشت في صدر الاسلام وصحبت النبي صلى الله عليه وآله وسلم حقبة من الزمن وكيف أنها تلونت بمختلف الأحوال، ألا ذلك هو الراوي المشهور عبدالله بن عمر.
عبدالله بن عمر والبيعة:
ابن عمر من الأشخاص الذين تخلفوا عن بيعة الامام أمير المؤمنين محتجاً بعدم الاجماع على بيعته كما زعمه له ابن حجر في فتح الباري: 5/19 و: 13/165. ولكن الصحيح أن السبب في عدم بيعته لأمير المؤمنين هو نفس السبب الذي كان عند والده وما يحمله أبوه من نفسية تجاه الامام عليه عليه السلام. والا فهل حصل اجماع على بيعة أبي بكر؟ ألم يتخلف عنها بنو هاشم وعلى رأسهم الامام أمير المؤمنين عليه السلام وجملة من الصحابة كعمار وأبي ذر والمقداد وسعد بن عبادة وغيرهم؟ ثم كسروا سيف الزبير لتخلفه، ولببوا الامام علياً عليه السلام بحمائل سيفه وأكرهوه على البيعة والا يقتل، وهل حصل اجماع على البيعة لأبيه عمر؟ فيا عجباً بين هو يستقيلها في حياته اذ عقدها لآخر بعد وفاته.
ابن عمر يبايع ليزيد:
وبينما ابن عمر يتقاعس عن البيعة لامام الحق يقوم بعد فترة من الزمن بالبيعة لأخس خلق الله على وجه الأرض وهو يزيد بن معاوية يزيد الخمور والفجور والكفر والالحاد فبايعه إزاء مائة ألف قدمها اليه معاوية في حال حياته. ولما انتشر الحاده للمجتمع وما فعل من أعمال منكرة وفي مقدمتها قتل سيد شباب أهل الجنة سبط الرسول وقرة عين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. وقام أهل المدينة بخلع بيعة يزيد وقف ابن عمر في قبالهم وصار يصف لهم الأحاديث لأجل دعم جرائم يزيد وأفعاله بهذه الأحاديث:
روى البخاري وغيره عن نافع قال: لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه ومواليه، وفي رواية سليمان: حشمه وولده وقال: اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة» وزاد الزهري: وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيعة الله ورسوله، واني لا أعلم غدراً أعظم من أن تبايع رجلاً على بيعة الله ورسوله ثم تنصب له القتال، واني لا أعلم أحداً منكم خلع ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه» صحيح البخاري: 1/166، سنن البيهقي: 8/159، مسند أحمد: 2/96.
وقعة الحرة وابن عمر:
غار يزيد على المدينة المنورة وأباحها ثلاثة أيام حتى افتضت أكثر من ألف بنت باكر وولدت أكثر من ألف امرأة من غير زوج، وقتل أكثر من سبعمائة من حملة القرآن من الصحابة والتابعين من المهاجرين والأنصار، وأكثر من عشرة آلاف من سائر الناس وفيهم النساء والصبيان. في هذه الواقعة مع هذا يأتي ابن عمر ليحدث بحديث ليدعم موقف يزيد ويبرر جرائمه. فقد روى مسلم: 6/22 عن نافع قال: جاء عبدالله بن عمر الى عبدالله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية فقال: اطرحوا لابي عبدالرحمن وسادة فقال: اني لم آتك لاجلس أتيتك لأحدثك حديثاً، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له؛ ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية».
وبناء على ذلك فقد بايع سفاك الدماء في العراق الحجاج ببيعة هي الذل والهوان حيث مد ابن عمر يده ليبايع الحجاج رجله وبايعه بها. وهكذا في عصرنا الحاضر اتخذ سلاطين وشياطين الجور والفجور هذه الروايات مدركاً لتسلطهم على الشعوب الاسلامية وسفك دمائهم وبيع ثرواتهم الى الاستكبار العالمي، وصاروا أداة قمع للكافر الاجنبي مثل الأنكليز والامريكان والشيوعية ومن يدور في فلكهم.
والعلاج أن تعي الشعوب اسلامها وتعرف مسؤوليتها وذلتها وعزتها لتقوم بواجبها وتثأر لكرامتها واسلامها وتقيم حكم الله في الأرض ليعم العدل الاجتماعي والسعادة الأبدية.
____________
(1) عمر وأبو بكر وعثمان يرجعون الى رأي علي عليه السلام:
رجوع عمر الى علي.
يوجد في: الاستيعاب بهامش الاصابة: 3/39، ذخائر العقبى: 18 و82 تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 144 ـ 148، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 192 ط الغري وص334 ط الحيدرية، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري الشافعي: 2/255 ـ 261، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 17، المناقب للخوارزمي الحنفي: 38 و39 و50 و51 و53 و54، النص والاجتهاد لشرف الدين: 271 ـ 275، فرائد السمطين: 1/337 و342 و346 و347 ـ 351 و354 وغيرها من الكتب.
وأما رجوع أبي بكر الى علي في رأيه، فيوجد في: ذخائر العقبى: 97 ط القدسي.
وأما رجوع عثمان الى علي. فيوجد في: تفسير ابن كثير: 9/185 و151 ط بولاق وغيرها من عشرات الكتب وان أردت المزيد فعليك بكتاب: احقاق الحق للقاضي التستري: 8/182 الى 242 ط الاسلامية في طهران، والغدير للأميني ج6 وج7 وج8 ط بيروت وط ايران. ففيهما عشرات الموارد.
____________
(1) تقدمت نصوص الخلافة وعهد النبي الى علي تحت رقم (459 و460 و461 و468 و469 و470) وغيرها من الأرقام المتقدمة والمتأخرة.
وراجع: الغدير للأميني: 1/389 و: 7/78 و80 و81 و82.
لكن سيد الأنصار سعد بن عبادة، لم يسالم الخليفتين أبدا، ولم تجمعه معهما جماعة في عيد أو جمعة، وكان لا يفيض بإفاضتهم، ولا يرى اثراً لشيء من أوامرهم ونواهيهم(2) ، حتى قتل غيلة بحوران على عهد الخليفة الثاني، فقالوا قتله
____________
(1) مطالبة الامام أمير المؤمنين عليه السلام بحقه:
راجع مما تقدم تحت رقم (631 و633 و634 و635 و636)، والاحتجاج للطبرسي ج1 وج2 ط النجف، وبحار الانوار للعلامة المجلسي: 28 باب ـ 4 ص175 وما بعدها ط الجديد، تلخيص الشافي للشيخ الطوسي: 3/47 ـ 57 ط الآداب، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2/476 أفست على ط1 بمصر و: 9/306 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
وراجع ما يأتي تحت رقم (892 و898 و899 و900 و901 و902 و903 و904 و905 و906 و907 و908 و909 و910).
(2) تخلف سعد بن عبادة سيد الانصار عن بيعة أبي بكر.
يوجد في تاريخ الطبري: 3/222، الاستيعاب لابن عبدالبر بهامش الاصابة: 2/40، الاصابة لابن حجر العسقلاني: 2/30، العقد الفريد لابن عبد ربه: 4/259 و260 ط لجنة التأليف والنشر بمصر و: 2/251 ط آخر، الامامة والسياسة لابن قتيبة: 1/10، مروج الذهبي للمسعودي: 2/301، أسد الغابة لابن الأثير: 2/284 و: 3/222 و223 و331، الكامل لابن الأثير: 3/331، عبدالله بن سبأ للعسكري: 1/125 و126 و127 و128، الغدير للأميني: 5/371، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6/10 و11 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 2/4 ط1 بمصر، الفصول المهمة لشرف الدين: 45 ط5 النعمان.
أما أصحابه كحباب بن المنذر(3) ، وغيره من الأنصار، فإنما خضعوا عنوة، واستسلموا للقوة(4) ، فهل يكون العمل بمقتضيات الخوف من السيف أو
____________
(1) سعد بن عبادة هو أبو ثابت، كان من أهل بيعة العقبة، ومن أهل بدر وغيرها من المشاهد وكان سيد الخزرج ونقيبهم، وجواد الأنصار وزعيمهم، وكلامه الذي أشرنا اليه، طفحت به كتب السير والأخبار، وحسبك منه ما ذكره ابن قتيبة في كتاب الامامة والسياسة، وابن جرير الطبري في تاريخه، وابن الأثير في كامله، وأبو بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري في كتاب السقيفة، وغيرهم (منه قدس).
(2) كلام سعد بن عابدة يوم السقيفة.
راجعه في: تاريخ الطبري: 3/218 و222، الكامل في التاريخ لابن الأثير: 2/328 و331، الامامة والسياسة لابن قتيبة: 1/10، عبدالله بن سبأ للعسكري: 1/125.
(3) كان حباب من سادة الأنصار وأبطالهم بدرياً أحدياً، ذا مناقب وسوابق، وهو القائل: أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب، أنا أبو شبل في عرينة الأسد، والله لئن شئتم لنعيدنها جذعة. وله كلام أمض من هذا، رأينا الأعراض عنه أولى (منه قدس).
(4) موقف حباب بن المنذر من البيعة:
راجع: الامامة والسياسة لابن قتيبة: 1/5 و6، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6/8 و9 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 2/4 ط1 بمصر، تاريخ الطبري: 3/220، الكامل في التاريخ لابن الأثير: 3/329 و330.
استعمال القوة في بيعة أبي بكر
راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/219 و: 6/9 و11 و19 و40 و47 و48 و49 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 1/74 و: 2/4 ـ 19 ط1 بمصر.
____________
(1) تهديدهم علياً بالتحريق ثابت بالتواتر القطعي، وحسبك ما ذكره الامام ابن قتيبة في أوائل كتاب الامامة والسياسة، والامام الطبري في موضعين من أحداث السنة الحاديث عشرة من تاريخه المشهور، وابن عبدربه المالكي في حديث السقيفة من الجزء الثاني من العقد الفريد، وأبو بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري في كتاب السقيفة كما في ص134 من المجلد الأول من شرح النهج الحميدي الحديدي، والمسعودي في مروج الذهبي نقلاً عن عروة بن الزبير في مقام الاعتذار عن أخيه عبدالله، اذ هم بتحريق بيوت بني هاشم حين تخلفوا عن بيعته، والشهرستاني نقلاً عن النظام عند ذكره الفرقة النظامية من كتاب الملل والنحل، وأفرد أبو مخنف لأخبار السقيفة كتاباً فيه تفصيل ما أجملناه. وناهيك في شهرة ذلك وتواترة قول شاعر النيل حافظ إبراهيم في قصيدته العمرية السائرة الطائرة:
حرقت دارك لا أبقي عليك بها * ان لم تبايع وبنت المصطفى فيها
ما كان غير أبي حفص بقائلها * أمام فارس عدنان وحاميها
هذه معاملتهم للامام الذي لا يكون الاجماع حجة عندنا الا اذا كان كاشفاً عن رأيه، فمتى يتم الاحتجاج بمثل اجماعكم هذا علينا، والحال هذه يا منصفون؟! (منه قدس).
(2)
تهديد عمر علياً وفاطمة بالاحراق
راجع: الامامة والسياسة لابن قتيبة: 1/ مصطفى محمد بمصر، العقد الفريد لابن عبدربه المالكي: 4/259 و260 ط لجنة التأليف والنشر بمصر، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/134 و: 2/19 ط1 بمصر و: 2/56 و: 6/48 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل و: 1/157 ط دار الفكر، تاريخ الطبري: 3/202، الملل والنحل للشهرستاني: 1/57 نقلاً عن النظام ط دار المعرفة في بيروت وبهامش الفصل لابن حزم: 1/73 ط مصر، بحار الأنوار: 28/338 و339 ط الجديد، الغدير للأميني: 7/77.
ونقله في كتاب عبدالله بن بن سبأ: 1/108 عن: أنساب الاشراف للبلاذري: 1/586، تاريخ ابن شحنة: 164 بهامش الكامل: 7 وفي الغدير: 7/77 عن: تاريخ أبي الفداء: 156 وأعلام النساء: 3/1207.
تأسف أبي بكر
قال أبو بكر في مرض موته «أما اني لا آسي على شيء في الدنيا ألا على ثلاث فعلتها وددت أني لم افعلهن ـ الى قوله ـ فأما الثلاثة التي فعلتها: فوددت أني لم أكشف عن بيت فاطمة وتركته ولو أغلق على حرب…».
راجع كلامه هذا في: تاريخ الطبري: 3/430 ط دار المعارف بمصر و: 2/619 ط آخر، مروج الذهبي للمسعودي: 2/301، الامامة والسياسة: 1/18، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/130 و: 2/20 أفست بيروت على ط1 بمصر و: 2/46 ـ 47 و: 6/51 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، عبدالله بن سبأ للعسكري: 1/106، العقد الفريد: 4/268 ط لجنة التأليف والنشر و: 2/254 ط آخر.
ونقله العسكري في عبدالله بن سبأ: 1/106 عن: كنز العمال: 3/135 ومنتخب الكنز بهامش أحمد: 2/271، الأموار لأبي عبيدة: 131، لسان الميزان: 4/189، تاريخ الذهبي: 1/388 مرآة الزمان للسبط بن الجوزي، ترجمة أبي بكر من تاريخ دمشق.
ـ ش ـ
المراجعة 83
2 ربيع الأول سنة 1330
إن أولي البصائر النافذة، والرؤية الثاقبة، ينزهون الصحابة عن مخالفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في شيء من ظواهر أوامره ونواهيه، ولا يجوزون عليهم غير التعبد بذلك، فلا يمكن أن يسمعوا النص على الامام، ثم يعدلوا عنه أولاً وثانياً