(663)
هشام بن الحكم مع رجل
قال رجل لبعض ولاة بني العباس: أنا أجعل هشام بن الحكم يقول في علي - رضي الله عنه - أنه ظالم [ فقال: إن فعلت ذلك فلك كذا وكذا. ثم أحضر هشام ] فقال له: نشدتك الله أبا محمد، أما تعلم أن عليا نازع العباس عند أبي بكر؟ قال: نعم.
قال: فمن الظالم منهما؟ فكره أن يقول: العباس فيوقع سخط الخليفة، أو يقول: علي فينقض أصله، قال: ما منهما ظالم.
قال: فكيف يتنازع اثنان في شئ لا يكون أحدهما ظالما؟ قال: قد تنازع الملكان عند داود عليه السلام وما فيهما ظالم و لكن لينبها داود على الخطيئة، وكذلك هذان أرادا تنبيه أبي بكر من خطيئته. فأسكت الرجل، وأمر الخليفة لهشام بصلة عظيمة (2).
(664)
الأحنف و معاوية
الهيثم بن عدي [ عن عامر الشعبي ] قال: دخل الأحنف بن قيس على
____________
(1) العقد الفريد: ج 2 / 411، وفي التعليقة عن عيون الأخبار لابن قتيبة.
(2) العقد الفريد: ج 2 / 412 وفي هامشه عن عيون الأخبار لابن قتيبة: ج 2 / 150
(665)
الأحنف ومعاوية
أرسل معاوية إلى الأحنف بن قيس فقال: يا أبا بحر ما تقول في الولد؟
قال: [ يا أمير المؤمنين ] ثمار قلوبنا وعماد ظهورنا، ونحن لهم أرض ذليلة وسماء ظليلة، فإن طلبوا فاعطهم، وإن غضبوا فأرضهم، يمنحوك ودهم، ويحبوك جهدهم، ولا تكن عليهم ثقيلا فيملوا حياتك، ويحبوا وفاتك، فقال: لله أنت يا أحنف، لقد دخلت علي وإني لمملوء غضبا على يزيد فسللته من قلبي.
فلما خرج الأحنف من عنده بعث معاوية إلى يزيد بمائتي ألف درهم ومائتي ثوب، فبعث يزيد إلى الأحنف بمائة ألف درهم ومائة ثوب شاطره إياها (2).
(666)
عبد الله بن عباس وزياد
دخل عبد الله بن عباس على معاوية وعنده زياد، فرحب به معاوية ووسع له إلى جنبه، وأقبل عليه يسائله ويحادثه، وزياد ساكت، فقال له ابن عباس:
____________
(1) العقد الفريد: ج 2 / 429 وفي الهامش عن بعض المراجع.
(2) العقد الفريد: ج 2 / 437
لا، ولكنه لا يسلم على قادم بين يدي أمير المؤمنين. قال ابن عباس: ما أدركت الناس إلا وهم يسلمون على إخوانهم بين يدي أمرائهم، فقال له معاوية: كف عنه يا ابن عباس فإنك لا تشاء أن تغلب إلا غلبت (1).
(667)
مؤمن الطاق مع خارجي
لقي شيطان الطاق رجلا من الخوارج وبيده سيف، فقال له الخارجي:
والله لأقتلنك أو تبرأ من علي، فقال له: أنا من علي، ومن عثمان برئ [ يريد أنه من علي، وبرئ من عثمان ] (2).
(668)
صعصعة مع معاوية
قال معاوية لصعصعة بن صوحان: إصعد المنبر فالعن عليا، فامتنع من ذلك وقال: أو تعفيني؟ قال: لا.
فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: معاشر الناس: إن معاوية أمرني أن ألعن عليا، فالعنوه لعنه الله (3).
(669)
الأحنف وعمر بن الخطاب
المدائني قال: قدم الأحنف بن قيس التميمي على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في أهل البصرة وأهل الكوفة، فتكلموا عنده في أنفسهم وما ينوب كل واحد منهم، وتكلم الأحنف فقال:
____________
(1) العقد الفريد: ج 2 / 459 و ج 1 / 16.
(2) العقد الفريد: ج 2 / 465.
(3) العقد الفريد: ج 2 / 466
قال عمر: هذا والله السيد، هذا والله السيد.
قال الأحنف: فما زلت أسمعها بعد. فأراد زيد بن جبلة أن يضنع منه، فقال: يا أمير المؤمنين: إنه ليس هناك وأمه باهلية.
قال عمر: هو خير منك إن كان صادقا، يريد إن كانت له نية.
فقال الأحنف:
قال: فرجع الوفد واحتبس الأحنف عنده حولا وأشهرا، ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله حذرنا كل منافق صنع اللسان، وإني خفتك فاحتبستك، فلم يبلغني عنك إلا خير، رأيت لك جولا ومعقولا، فارجع إلى منزلك، واتق الله ربك. وكتب إلى أبي موسى الأشعري أن يحتفر لهم نهرا (1).
____________
(1) العقد الفريد: ج 2 / 163 - 164، وفي الهامش عن سرح العيون: ص 54
(670)
رجل مع معاوية
أوتي معاوية يوم صفين بأسير من أهل العراق، فقال: الحمد لله الذي أمكنني منك. قال: لا تقل ذلك يا معاوية، فإنها مصيبة، قال: وأي نعمة أعظم من أن أمكنني الله [ عز وجل ] من رجل قتل جماعة من أصحابي في ساعة واحدة؟
إضرب عنقه يا غلام، فقال الأسير: اللهم اشهد أن معاوية لم يقتلني فيك، وأنك لا ترضى بقتلي، وإنما يقتلني في الغلبة على حطام هذه الدنيا، فإن فعل فافعل به ما هو أهله، وإن لم يفعل فافعل به ما أنت أهله. قال له: ويحك لقد سببت فأبلغت، ودعوت فأحسنت، خليا عنه (1).
(671)
صعصعة مع معاوية
قال معاوية لصعصعة بن صوحان: أي النساء أشهى إليك؟ قال: المواتية لك فيما تهوى. قال: فأيهن أبغض؟ قال: أبعدهن مما ترضى.
قال: هذا النقد العاجل. فقال صعصعة: بالميزان العادل (2).
(672)
صعصعة مع معاوية
قال صعصعة لمعاوية: يا أمير المؤمنين كيف ننسبك إلى العقل وقد غلب عليك نصف إنسان؟ يريد غلبة امرأته فاختة بنت قرظة عليه، فقال معاوية:
إنهن يغلبن الكرام، ويغلبهن اللئام (3).
____________
(1) العقد الفريد: ج 2 / 172 - 173.
(2) العقد الفريد: ج 6 / 106، وفي الهامش عن عيون الأخبار.
(3) العقد الفريد: ج 6 / 106
(673)
محمد بن عبد الله مع المنصور
لما انصرف أبو جعفر إلى العراق خرج محمد بن عبد الله بالمدينة، فكتب إليه أبو جعفر:
من عبد الله أمير المؤمنين إلى محمد بن عبد الله " إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم " ولك علي عهد الله وميثاقه وذمة الله وذمة نبيه إن أنتما أتيتما وتبتما ورجعتما من قبل أن أقدر عليكما، وأن يقع بيني وبينكما سفك الدماء أن أؤمنكما وجميع ولدكما ومن شايعكما وتابعكما على دمائكم وأموالكم، وأوسعكم ما أصبتم من دم أو مال، وأعطيكما ألف ألف درهم لكل واحد منكما، وما سألتما من الحوائج، وأبوئكما من البلاد حيث شئتما، وأطلق من الحبس جميع ولد أبيكما، ثم لا أتعقب واحدا منكما بذنب سلف منه أبدا، فلا تشمت بنا وبك عدونا من قريش، فإن أحببت أن تتوثق من نفسك بما عرضت عليك فوجه إلي من أحببت، ليأخذ لك من الأمان والعهود والمواثيق ما تأمن وتطمئن إليه إن شاء الله، والسلام.
فأجابه محمد بن عبد الله: من محمد بن عبد الله أمير المؤمنين إلى عبد الله بن محمد " طسم تلك آيات الكتاب المبين نتلو عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون " إلى قوله: " ما كانوا يحذرون " وأنا أعرض عليك من الأمان ما عرضته، فإن الحق معنا، وإنما ادعيتم هذا الأمر بنا، وخرجتم إليه بشيعتنا، وخطيتم بفضلنا، وإن أبانا عليا رحمه الله كان الإمام فكيف ورثتم ولاية ولده؟
وقد علمتم أنه لم يطلب هذا الأمر أحد بمثل نسبنا ولا شرفنا، وإنا لسنا من أبناء
أمان بن هبيرة، أو أمان عمك عبد الله بن علي، أو أمان أبي مسلم، والسلام.
فكتب إليه أبو جعفر المنصور:
من عبد الله أمير المؤمنين إلى محمد بن عبد الله بن الحسن، أما بعد فقد بلغني كتابك وفهمت كلامك، فإذا جل فخرك، بقرابة النساء لتضل به الغوغاء ولم يجعل الله النساء كالعمومة والآباء، ولا كالعصبة الأولياء، لأن الله جعل العم أبا وبدأ به في القرآن على الوالد الأدنى [ فقال جل ثناؤه عن نبيه يوسف عليه
فأما ما ذكرت من فاطمة جدة النبي صلى الله عليه وآله وولادتها لك، فإن الله لم يرزق أحدا من ولدها دين الإسلام، ولو أن أحدا من ولدها رزق الإسلام بالقرابة لكان عبد الله بن عبد المطلب أولاهم بكل خير في الدنيا والآخرة، ولكن الأمر لله يختار لدينه من يشاء، وقد قال جل ثناؤه: " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ".
وقد بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله وله عمومة أربعة، فأنزل الله عليه:
" وأنذر عشيرتك الأقربين " فدعاهم فأنذرهم، فأجابه اثنان أحدهما أبي، وأبى عليه اثنان أحدهما أبوك فقطع الله ولايتهما منه، ولم يجعل بينهما إلا ولا ذمة ولا ميراثا، وقد زعمت أنك ابن أخف أهل النار عذابا وابن خير الأشرار، وليس في الشر خيار، ولا فخر في النار، وسترد فتعلم " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون "، وأما ما فخرت به من فاطمة أم علي، وأن هاشما ولد عليا مرتين، وأن عبد المطلب ولد الحسن مرتين، وأن النبي صلى الله عليه وآله ولدك مرتين، فخير الأولين والآخرين رسول الله صلى الله عليه وآله لم يلده هاشم إلا مرة واحدة، ولا عبد المطلب إلا مرة واحدة، وزعمت أنك أوسط بني هاشم نسبا وأكرمهم أبا وأما، وأنك لم تلدك العجم، ولم تعرق فيك أمهات الأولاد، فقد رأيتك فخرت على بني هاشم طرا، فانظر أين أنت ويحك من الله غدا، فإنك قد تعديت طورك وفخرت على من هو خير منك نفسا وأبا وأولا وآخرا، فخرت على إبراهيم ولد النبي صلى الله عليه وآله، وهل خيار ولد أبيك خاصة وأهل الفضل منهم إلا بنو أمهات أولاد؟ وما ولد منكم بعد وفاة
وأما قولك: إنا بنو رسول الله صلى الله عليه وآله، فإن الله يقول: " ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين " ولكنكم بنو ابنته وهي امرأة لا تحرز ميراثا، ولا ترث الولاء، ولا يحل لها أن تؤم فكيف تورث بها إمامة؟ ولقد ظلمها أبوك بكل وجه، فأخرجها (1) نهارا ومرضها سرا ودفنها ليلا فأبى الناس إلا (تقديم) الشيخين وتفضيلهما.
ولقد كانت السنة التي لا اختلاف فيها أن الجد أبا الأم والخال والخالة لا يرثون.
وأما ما فخرت به من علي وسابقته، فقد حضرت النبي صلى الله عليه وآله الوفاة فأمز غيره بالصلاة، ثم أخذ الناس رجلا بعد رجل فما أخذوه، وكان في الستة من أصحاب الشورى فتركوه كلهم، رفضه عبد الرحمان بن عوف، وقاتله طلحة والزبير، وأبى سعد بيعته وأغلق بابه دونه وبايع معاوية بعده، ثم طلبها بكل وجه فقاتل عليها، ثم حكم الحكمين ورضي بهما وأعطاهما عهد الله وميثاقه، فاجتمعا على خلعه واختلفا في معاوية، ثم قام جدك الحسن فباعها بخرق ودراهم ولحق بالحجاز، وأسلم شيعته بيد معاوية، ودفع الأموال إلى غير أهلها وأخذ مالا من غير ولائه، فإن كان لكم فيها حق فقد بعتموه وأخذتم ثمنه، ثم خرج عمك الحسين على ابن مرجانة، فكان الناس معه عليه حتى قتلوه وأتوا برأسه إليه، ثم خرجتم على بني أمية فقتلوكم وصلبوكم على جذوع النخل، وأحرقوكم بالنيران، ونفوكم من البلدان حتى قتل يحيى بن زيد بأرض خراسان، وقتلوا رجالكم وأسروا الصبية والنساء وحملوهم كالسبي المجلوب إلى الشام، حتى خرجنا عليهم فطلبنا بثأركم وأدركنا بدمائكم، وأورثناكم أرضهم
____________
(1) فأخرجها تخاصم خ ل
وقد علمت أن المكرمة في الجاهلية: سقاية الحاج الأعظم، وولاية بئر زمزم، وكانت للعباس من بين إخوته، وقد نازعنا فيها أبوك فقضى لنا بها رسول الله صلى الله عليه وآله، فلم نزل نليها في الجاهلية والإسلام، فقد علمت أنه لم يبق أحد من بعد النبي صلى الله عليه وآله من بني عبد المطلب غير العباس وحده، فكان وارثه من بين إخوته، ثم طلب هذا الأمر غير واحد من بني هاشم فلم ينله إلا ولده، فالسقاية سقايتنا، وميراث النبي صلى الله عليه وآله ميراثنا، والخلافة بأيدينا، فلم يبق فضل ولا شرف في الجاهلية والإسلام إلا والعباس وارثه ومورثه، والسلام (1).
(674)
شيخ كوفي ومحمد بن هشام
عوانة بن الحكم قال: حج محمد بن هشام، و نزلت رفقة فإذا فيها شيخ كبير قد احتوشه الناس وهو يأمر وينهى، فقال محمد بن هشام لمن حوله: تجدون الشيخ عراقيا فاسقا؟ فقال له بعض أصحابه: نعم، و كوفيا منافقا. فقال محمد:
علي به، فأوتي بالشيخ، فقال له: أعراقي أنت؟ فقال له: نعم عراقي. قال:
وكوفي؟ قال: وكوفي. قال: وترابي؟ قال: و ترابي من التراب خلقت وإليه
____________
(1) العقد الفريد: ج 5 / 79 - 85، وفي الهامش عن الطبري والكامل لابن الأثير وصبح الأعشى للقلقشندي
(675)
علي بن عبد الله والوليد
كان علي سيدا شريفا عابدا زاهدا، وكان يصلي كل يوم ألف ركعة وضرب مرتين [ كلتاهما ] ضربه الوليد [ فإحداهما ]: في تزوجه لبابة بنت عبد الله ابن جعفر، وكانت عند عبد الملك بن مروان، فعض تفاحة ورمى بها إليها، وكان أبخر، فدعت بسكين، فقال: ما تصنعين به؟ قالت: أميط عنها الأذى، فطلقها، فتزوجها علي بن عبد الله بن عباس، فضربه الوليد، وقال: إنما تتزوج أمهات أولاد الخلفاء لتضع منهم، لأن مروان بن الحكم إنما تزوج أم خالد بن يزيد ليضع منه، فقال: علي بن عبد الله بن عباس: إنما أرادت الخروج من هذه البلدة، وأنا ابن عمها، فتزوجتها لأكون لها محرما.
وأما ضربه إياه في المرة الثانية: فإن محمد بن يزيد قال: حدثني من رآه
____________
(1) العقد الفريد: ج 5 / 90
هذا علي بن عبد الله الكذاب. قال: فأتيته فقلت: ما هذا الذي نسبوك فيه إلى الكذب؟ قال: بلغهم أني أقول: إن هذا الأمر سيكون في ولدي، والله ليكونن فيهم حتى تملكهم عبيدهم الصغار العيون، العراض الوجوه، الذين كأن وجوههم المجان المطرقة.
وفي حديث آخر:
إن علي بن عبد الله دخل على هشام بن عبد الملك، ومعه ابناه: أبو العباس وأبو جعفر، فشكا إليه دينا لزمه. فقال له: كم دينك؟ قال: ثلاثون ألفا، فأمر له بقضائه، فشكره عليه، وقال: وصلت رحما، وأنا أريد أن تستوصي بابني هذين خيرا. قال: نعم، فلما تولى قال هشام لأصحابه: إن هذا الشيخ قد اهتر وأسن، وخولط فصار يقول: إن هذا الأمر سينقل إلى ولده، فسمعه علي بن [ عبد الله بن ] العباس، فقال: والله ليكونن ذلك، وليملكن ابناي هذان ما تملكه (1).
(676)
الأحنف ومعاوية
قال الأحنف لمعاوية حين شاوره في استخلاف يزيد فسكت عنه، فقال:
ما لك لا تقول؟ فقال: إن صدقناك أسخطناك، وإن كذبناك أسخطنا الله، فسخط أمير المؤمنين أهون علينا من سخط الله. فقال له: صدقت (2).
(677)
هانئ ومعاوية
ذكر أن معاوية ولى كثير بن شهاب المذحجي خراسان، فاختان مالا
____________
(1) العقد الفريد: ج 5 / 103 - 104.
(2) العقد الفريد: ج 1 / 59، وقد مر بألفاظ مختلفة فراجع
قال: أنا والله يا أمير المؤمنين اليوم أعز مني ذلك اليوم، فقال: بم ذلك؟
قال: بالإسلام. قال: أين كثير بن شهاب؟ قال: عندي وعندك يا أمير المؤمنين. قال: انظر إلى ما اختانه فخذ منه بعضا وسوغه بعضا، وقد آمناه ووهبناه لك (1).
(678)
صعصعة ومعاوية
سأل معاوية بن أبي سفيان صعصعة بن صوحان: أي الخيل أفضل؟ قال:
الطويل الثلاث، القصير الثلاث، العريض الثلاث، الصافي الثلاث. قال: فسر لنا. قال: أما الطويل الثلاث: فالإذن والعنق والخرام، وأما القصير الثلاث:
فالصلب والعسيب والقضيب، وأما العريض الثلاث: فالجبهة والمنخر والورك، وأما الصافي الثلاث: فالأديم والعين والحافر (2).
(679)
الفرزدق وبلال بن أبي بردة
دخل الفرزدق على بلال بن أبي بردة وعنده ناس من اليمامة يضحكون،
____________
(1) العقد الفريد: ج 1 / 136.
(2) العقد الفريد: ج 1 / 154
وهي تقول: إذا شئت فسألت ممن الرجل؟ قيل: من الأشعريين، فأنا أجفى من ذلك الرجل؟ قال: لا حياك الله، وقد علمت أنا لا نفلت منك (1).
(680)
مؤمن الطاق وأبو حنيفة
لما مات جعفر بن محمد قال أبو حنيفة لشيطان الطاق: مات إمامك وذلك عند المهدي. فقال شيطان الطاق: لكن إمامك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم.
فضحك المهدي من قوله وأمر له بعشرة آلاف درهم (2).
(681)
حضين بن المنذر وعبيد الله بن ظبيان
لما قدم الحجاج العراق واليا عليها، خرج عبيد الله بن ظبيان متوكئا على مولى له، وقد ضربه الفالج، فقال: قدم العراق رجل على ديني، فقال له حضين ابن المنذر الرقاشي: فهو إذا منافق. قال: عبيد الله: إنه يقتل المنافقين، قال له حضين: إذا يقتلك (3).
____________
(1) العقد الفريد: ج 4 / 40.
(2) العقد الفريد: ج 4 / 42، وراجع روضة المؤمنين: ص 52 عن الأنوار النعمانية.
(3) العقد الفريد: ج 4 / 44
(682)
الفرزدق وابن عفراء
أبو الحسن قال: لقي الفرزدق عمرو بن عفراء فعاتبه في شئ بلغه عنه، فقال له ابن عفراء، وهو بالمربد: ما من شئ أحب إلي من أن آتي كل شئ تكرهه، قال له الفرزدق: بالله أنت تأتي كل شئ أكرهه؟ قال: نعم، قال:
فإني أكره أن تأتي أمك، فأتها (1).
(683)
شريك ورجل
قال رجل لشريك: أليس قول علي لابنه الحسين عليهما السلام في يوم الجمل: " يا بني! يود أبوك أنه مات قبل هذا اليوم بثلاثين سنة " يدل على أن في الأمر شيئا؟ فقال شريك: ليس كل حق يشتهى أن يتعب فيه، وقد قالت مريم في حق لا يشك فيه: " يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا " (2).
(684)
السيد المرتضى ورجل
وقال رجل للمرتضى: أي خليفة قاتل ولم يسب ولم يغنم؟ فقال: ارتد غلام في أيام أبي بكر فقتلوه ولم يعرض أبو بكر لماله، وروي مثل ذلك في مرتد قتل في أيام عمر فلم يعرض لماله، وقتل علي عليه السلام مستورد العجلي ولم يتعرض لماله، فالقتل ليس بأمارة على تناول المال (3).
____________
(1) العقد الفريد: ج 3 / 53.
(2) البحار: ج 8 ص 146 ط الكمباني عن المناقب.
(3) البحار: ج 8 ص 145 ط الكمباني