- 12 -
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
ويبدو أن المسلمين قد تفوقوا على الأمم الأخرى من هذا المجال من مجالات الثقافة، فلا نعرف في أدب من الآداب الأخرى هذا الشمول والتنوع اللذين تميز بهما هذا اللون من ألوان الأدب في الثقافة الإسلامية.
فالفقهاء والمفسرون، والأصوليون، والمحدثون، والأطباء والفلاسفة، والمتكلمون، والشعراء والكتاب والولاة والوزراء واللغويون والنحاة، والصوفية ومن إلهيم... وغيرهم... وغيرهم.. كل هؤلاء قيض لهم من المؤرخين والمتأدبين من ترجم لمشاهريهم والباعين منهم والمبدعين فيهم، فأضا جوانب من حياة كل منهم، وبيئته، ومجتمعه.
ومن هذه التراجم ما يقتصر على القليل القليل من التعريف لصاحب الترجمة، دون خوض في عمق حياته، حتى لتكاد الترجمة أن تكون مجرد: " بطاقة تعريف تعريف شخصية ".
ومن هذه التراجم ما يرحب ويتسع ليكون سيرة حياة شاملة مستوعبة للمترجم تعكس نشاطه العلمي والسياسي، وعلاقاته الاجتماعية.
ومنها ما ينطلق من حياة المترجم وذكره إلى أبحاث ومحاورات في شئون العلم والفكر والتاريخ تتصل بالمترجم من قريب أو بعيد.
ويبدو أن الأخ الأستاذ الرضوي قد جعل من رحلاته إلى القاهرة مناسبات هنيئة يجتمع فيها إلى أعلام الفكر والدين في مجتمع مصر العلمي والفكري، فهنيئا له هذه السعادة الروحية والعقلية التي تتاح في أمثال هذه اللقاءات. وهو بعمله هذا يعيد إلى الأذهان صورة طلاب العلم الذين كانوا يجعلون من رحلاتهم فرصا سعيدة للقاء علماء ومفكرين كل بلد يرحلون إليه أم يمرون فيه دون أن تفسد روح البحث العلمي بينهم الفوق المذهبية والطائفية التي أقامت بين المسلمين حواجز حالت دون تفاعلهم الفكري ودون تعاونهم على ما يصلح حياتهم في مختلف مظاهرها.
ونأمل أن تكون أمثال هذه اللقاءات التي يصورها هذا الكتاب والمجامع والمؤتمرات خطى على الطريق السوي إلى الأخوة الإسلامية والتعاون على البر والتقوى؟ ونسأل الله تعالى التوفيق لعمل الخير والإخلاص فيه، والحمد لله رب العالمين.
محمد مهدي شمس الدين
بيروت: 19 ذو القعدة 1397 هـ
- 13 -
السيد محمد حسين فضل الله
وتتحرك هذه القناعات غير العلمية.. لتترك آثارها ونتائجها السلبية على الحياة العلمية العامة للمسلمين، فتثير مزيدا من الشحناء، وتخلف كثيرا من الفقه..
وتحول الساحة إلى علامات استفهام كثيرة، تثير الشك والتساؤل ولا تحاول أن تبحث من خلال ذلك عن جواب..
وقد يثار الحوار في بعض الحالات، فيما يكتسب من أبحاث، وفيما يثار من مناقشات، وقد تقترب الحقيقة من أفكار المتجاورين لتفسح المجال لقناعات جديدة تقرب الأفكار والمشاعر والعقائد.. ولكن الروحية التي تحكم خلفيات الحوار تقف حاجزا أمام ذلك كله فيتحول الحوار.. إلى جدل عقيم يلف ويدور لينتهي إلى الأجواء التي تعيش في إطار الألفاظ النابية والكلمات المثيرة التي تحرك مشاعر الحقد بعيدا عن قناعات الفكر السليم ولهذا فإنك تشعر وأنت تقرأ الكثير من هذا التراث الكلامي أنك تواجه الأفكار المسبقة التي تطرح الفكرة كقناعة ثابتة... ثم تبدأ عملية البحث عن الأسس الفكرية لهذه القناعة..
ولكن هذا لا يمنعنا من أن نشير إلى كثير من التجارب الجديدة التي تحكمها الموضوعية في الفكر وفي الأسلوب في تاريخنا البعيد والقريب فيما قام به علماء الإسلام في قضايا الحوار المذهبي الإسلامي.
وقد يكون للأجواء الهادئة التي ابتعدت عن العوامل المثيرة للأحقاد في نطاق الواقع، وفي حركة السياسة.. بعض الفضل لولادة مثل هذه التجارب الموضوعية ونجاحها.
وربما كان للقاءات الشخصية الحميمة التي تبتعد عن الأجواء الرسمية القلقة التي تعرض على الإنسان أن يتقمص شخصية تختلف عن شخصيته الحقيقية فتبتعد به عن العفوية في تفكيره وأسلوبه، وتحوله إلى شخصية معقدة تتكلم بما يوحي به الجو الرسمي، لا بما توحي به الفطرة السليمة المتحركة أبدا من موقع المحبة، ومن قاعدة البحث الواقعي عن الحقيقة.
وربما كان لهذه اللقاءات التي تجمع العاملين في سبيل الإسلام، والمفكرين له أكبر الأثر في تهيئة مثل هذه الأجواء الطيبة التي تعطينا مزيدا من الإيجابية والموضوعية لا سيما إذا استطعنا أن نجعلها تعبق بالروحية الإيمانية التي ترفرف في ظلال الله.. إننا نحسب أن مثل هذه اللقاءات تحولهم إلى إسلام يبحث عن نفسه فيما بين هذا الركام الهائل من المذاهب والعقائد والأفكار، بدلا من أن يكونوا مفكرين يفلسفون له مفاهيمه ويفرضون عليه أفكارهم.. لأن الأجواء الحميمة تحطم الحواجز الذاتية التي تحول بين الإنسان وبين التحرك إلى قناعاته العفوية من خلال الحجة والدليل.. ليبقى الفكر وحده هو الذي يصول ويجول في الساحة الفكرية والروحية.
وقد يكون من إيجابيات هذه اللقاءات بين المفكرين والعاملين أنها تخرج الكثيرين من أجواء اللامبالاة الفكرية التي يواجهون بها التفاصيل الدقيقة
فقد يثير اللقاء بعض الأحاديث الطارئة حول بعض الموضوعات البسيطة والمعقدة التي تفتح الحوار وتثير الجدل والنقاش وتدخل المتجاورين في أجواء معرفة جديدة.. لأشياء لم تخطر لهم على بال.. فتكشف لهم خطأ الكثير من القناعات وزيف الكثير من المسلمات.
وأقل من خير هذه التجارب الناجحة للقاء الفكري العفوي في إطار المذاهب الإسلامية، هي تجربة الأخ الأستاذ السيد مرتضى الرضوي التي سجلها في كتابه الممتع " مع رجال الفكر في القاهرة " فقد كانت تجربة متحركة متفتحة تتحرك في كل ما تثيره حول المفاهيم القلقة التي شاعت لدى كثير من إخواننا من العلماء والمفكرين المسلمين.. عن عقائد الشيعة ومفاهيمها واجتهادها الفقهي كنتيجة للأجواء التاريخية التي أشاعت حول الشيعة والتشيع كثيرا من الضباب الكثيف الذي يحجب الرؤية في بعض الأحيان، أو يدفع العيون إلى أن تغمض عينيها فلا تحدق في الخيوط المناسبة من أشعة الحقيقة من خلال الضباب...
لقد كانت تجربة " السيد الرضوي " متحركة لا تجمد أمام علامات استفهام محددة بل تتحرك في الفكرة، وفي الكلمة لتخرج من كل جواب بسؤال جديد يبحث عن جواب، ويدفع الآخرين إلى إثارة سؤال جديد من أجل جواب جديد ولهذا فإنك تجد أمامك ألوانا كثيرة متنوعة من القضايا التي أثارها اللقاء في أفكار السائل والمسئول.. وقد لا يعدم القارئ الوقوف على بعض الجديد الممتع في كثير من هذه الأفكار.
وقد كانت هذه التجربة متفتحة كل الانفتاح.. فلم تحاول أن تخبئ خلف أية
بل كانت تطرح كل ما تؤمن به أو تفكر به في صراحة ترق حينا وتعنف أحيانا، لأن الجو الفكري الجاد لا يعرف المجاملة في الفكرة من أجل أن يلتقي بالحقيقة التي تبحث عن حياة بلا جراح. إن الفكر يلتقي بالفكر وجها لوجه في عملية صدام رائعة تكون النتائج الإيجابية للفكر الأفضل، تبعا للبرهان الأعمق والأشمل.. أما المجاملة والعواطف والأقنعة المستعارة والاختفاء وراء الألفاظ الفضفاضة المهلهلة في:
أساليب التخدير والتهرب من المشكلة.. التي تجمد المشكلة من أجل أن تثور من جديد.. كلما تحركت عوامل الإثارة نحو تفجير جديد للجراح المتقيحة..
إننا نبارك " للسيد الرضوي " الذي عرفنا فيه الإخلاص الرائع المنطلق من إيمان عميق بالإسلام الحق في صفاته ونقائه وعرفنا فيه الحركة الدائبة المنطلقة في أكثر من اتجاه، من أجل أن يلتقي المسلمون كل المسلمين.. على الركائز والقواعد الأساسية للفكر الإسلامي والعقيدة الإسلامية والتشريع الإسلامي لينطلق الإسلام بروحه الحية المنطلقة المتدفقة بالرحمة والسماحة والعمق والشمول.. بعيدا عن كل أجواء الجدل وتهاويل البغضاء إننا نبارك له هذه التجربة وندعوه إلى أن يتعمق فيها ويعمقها ويلاحق ما فيها من نقاط ضعف ونقاط قوة من أجل تجربة أخرى أو تجارب أخرى لا مجال فيها لأية نقطة ضعف، لأنها تتحرك في اتجاه تحويل الضعف إلى قوة كما ندعو أنفسنا والآخرين، كل الآخرين - إلى أن نظل نجرب الأساليب الموضوعية والإيجابية من أجل أن نتغلب على عوامل الفرقة والانحلال بالإيمان النقي والعلم الواسع والحركة الدائبة البحتة أبدا عن كل ما هو جديد.. في حياة الإسلام والمسلمين.. سائلين الله سبحانه أن يوفقنا للوصول إلى الغاية القصوى وهي الحصول على رضاه في الفكر عندما نفكر وفي القول عندما نتكلم.. وفي العمل عندما ندفع حياتنا إلى العمل في سبيله وهو حسبنا ونعم الوكيل.
محمد حسين فضل الله
بيروت: 17 ذي القعدة الحرام 1397 هـ
الصحف
- 1 -
كتبت مجلة " المسلم " وهي: مجلة العشيرة المحمدية بالقاهرة تلك العشيرة التي جعلت شعارها نشر رسالة الوعي الإسلامي الناهض بالدعوة الإصلاحية في العدد الصادر في شهر رمضان 1394 هـ المصادف 17 من سبتمبر 1974 تحت عنوان:
ويزور القاهرة الآن السيد الأستاذ مرتضى الرضوي الناشر الثقافي العربي المعروف للإشراف على إخراج كتابه بالعنوان أعلاه فأهلا به، ودعاء بالقبول والتوفيق.
ونشرت المجلة المذكورة في العدد الصادر في ذي القعدة سنة 1394 هـ المصادف 15 نوفمبر 1974 م تحت عنوان:
" أصدر الناشر الإسلامي المعروف السيد مرتضى الحاج سيد محمد الرضوي في سلسلة مطبوعات النجاح بالقاهرة كتابه الفريد بالعنوان أعلاه قدم فيه " 39 " شخصية قاهرية من أشهر العاملين في المجالات الدينية، والعلمية، والأدبية، وذلك من خلال مذكراته التي سجلها عفوا عند لقاءاته معهم، فكان تقديمهم بهذه الصورة الجديدة الفريدة، نوعا جديدا من التاريخ الصادق المعبر عن الفكر، والشخصية، والهدف من خلال الحديث المجرد، واللقاء العابر، والعفوية الطبيعية.
وكان من أهم أهداف الكتاب تسجيل الولاء، أو الجفاء لأهل البيت الشريف رضي الله عنهم جميعا، وقد طبع الكتاب طبعا أنيقا في أربعمائة صحيفة من القطع
وقد خص الكتاب فضيلة الإمام الرائد، والسيد أمين العشيرة بصفحات مشكورة من هذا الكتاب.
- 2 -
وقد تعرضت جريدة المساء القاهرية بالتعليق على هذا الكتاب - قالت:
في عددها الصادر يوم الجمعة الموافق 16 ديسمبر عام 1974 م:
" رجال الفكر في القاهرة " موسوعة تصدر عن طهران، الجزء الأول منها صدر بهذا العنوان من تأليف السيد مرتضى الرضوي وميزة هذه الموسوعة أنها مرتبة حسب حروف المعجم فتبدأ بحرف الألف بأبي الفضل إبراهيم، وأبي الوفا التفتازاني، وأحمد حسن الباقوري وأمين الخولي وغيرهم.
ومن بين رجال الفكر الذين كتب عنهم المؤلف الإيراني الدكاترة:
سليمان دنيا، وشوقي ضيف، وطه حسين، وعائشة عبد الرحمن.
وأفردت فصولا مطولة عمن لهم آثار هامة في العالم الإسلامي تتجاوز القاهرة، ومن يهتمون من الباحثين من المذاهب الإسلامية الأخرى كالشيعة
وقد عقدت بحثا قيما عن طه حسين، وعقدت فصلا - في أكثر من خمسين صفحة - عن عبد الهادي مسعود...
كما أفردت فصلا عن الشيخ أبو رية ومحمود شاكر، ومحمد محي الدين عبد الحميد...
والكتاب جزء من موسوعة تتناول رجال الفكر الإسلامي في كافة أنحاء العالم.
- 3 -
وقد نشرت مجلة " العرفان " الغراء اللبنانية في عددها الصادر في تشرين الثاني 1974 م في الجزء التاسع من المجلد 62 ص 1145 عن هذا الكتاب في طبعته الأولى ما نصه:
هو كتاب أصدره: السيد مرتضى الرضوي المعروف بحميته الدينية وغيرته الإسلامية.
والكتاب يشتمل على أحاديث ومحاورات مع فريق من الأعلام القاهريين قدر للمؤلف أن يلقاهم على فترات متعددة فسجل أحاديثهم، ونقل حوارهم مما يعطينا صورة عن المجتمع الفكري القاهري في فترة معينة.
ومن الطبيعي القول إن أكثر مما يدور عليه البحث في الكتاب هو:
الشؤون الإسلامية، والأمور العقائدية مما يهم المثقفين والباحثين في كل زمان.
وقد كتب للكتاب مقدمة:
الأستاذ عبد الكريم الخطيب من المؤلفين المصريين المعروفين.
كما ختمه بكلمة للأديب المؤلف المصري الأستاذ عبد الهادي مسعود.
ويبلغ عدد الشخصيات التي حاورها المؤلف وترجم لها تسعة وثلاثين شخصية. هذا عدا عما ورد في الهوامش والتعليقات.
فنتمنى للكتاب الرواج الذي تستحقه نوايا:
السيد مرتضى الطيبة وإخلاصه الذي لا شك فيه.
- 4 -
ونشرت مجلة " الأزهر " الشريف تحت عنوان:
" بين الكتب والصحف " بقلم الأستاذ محمد عبد الله السمان في عدد " المحرم " عام 1396 هـ 1976 م. وإليك نصه:
تأليف السيد مرتضى الرضوي كتاب يقع في أكثر من ثلاثمائة صفحة من مطبوعات مكتبة النجاح بطهران والمؤلف هو صاحب دار النشر هذه، وهو أيضا من الشباب الدارس للإسلام، وله مؤلفات تدور في فلك الفكر الشيعي، وكتابه الذي
أمين الخولي: والباقوري، وعبد الكريم الخطيب الذي قدم للكتاب، وأبو الفضل إبراهيم، ومحمود شاكر والدكاترة:
شوقي ضيف، وأبو الوفا التفتازاني، وبنت الشاطئ وطه حسين، وسليمان دنيا وغيرهم.
لقد نجح المؤلف من خلال لقاءاته في أن يخدم عقيدته، وفي أن يستميل بعض هؤلاء الذين التقى بهم في الوقوف إلى جانبه، كما نجح في فتح أبواب واسعة وكلها تتصل بعقيدة الشيعة والحق أنه كان أمينا في تسجيل الحوار، وتسجيل انطباعاته عن الذين لهم آراء تخالف اتجاهاته.
وقد أحسن المؤلف حين عنى بالترجمة المفيدة عن كل من اتصل بهم إلا أن الكتاب لم يخل من الحشو الذي لا معنى له (1).
لذا كنا نود أن لا يكون موقف المؤلف انفعاليا تجاه الذين خالفوه الرأي.
ونحن لا ننكر أننا أفدنا من الكتاب لإثارته عديدا من القضايا، فالحوار يبعث في الفكر الإسلامي الحياة..
____________
(1) أخبرني أحد أصدقاء الأستاذ السمان قال: للأستاذ السمان بماذا قصدت الحشو هنا أجاب:
لذكره أسماء صنوف الطعام، وأنواع الفواكه وما شاكلها. (المؤلف)
- 5 -
ونشرت مجلة " الوعي الإسلامي " التي تصدر في الكويت في السنة 12 العدد 133 الصادر في غرة محرم 1397 هـ صورة غلاف الكتاب وكتبت ما يلي:
كتاب من تأليف: السيد مرتضى الرضوي ومن تقديم الأستاذ عبد الكريم الخطيب.
وهذا الكتاب يعد نمطا فريدا في التراجم الذاتية للأعلام فقد روى فيه المؤلف الاتصالات التي جرت مع رجال الفكر حول قضايا عامة خلال الرحلات التي مارسها في سبيل نشر الفكر الإسلامي والالتقاء بالمفكرين من رجال الثقافة والعلم والمعرفة والدين.
والكتاب عبارة عن حوار صريح في مختلف الشؤون الإسلامية يتبنى فكرتها أبطال هذا الكتاب بروح موضوعية تستهدف الحق والصراحة والتقريب.
وهو الكتاب الثاني عشر من مطبوعات النجاح بالقاهرة. ويحتوي على 336 صفحة (1).
- 6 -
ونشرت مجلة العربي التي تصدر في الكويت في العدد 213 في السنة التاسعة عشر في شهر أغسطس 1976 م الموافق شعبان سنة 1396 هـجرية وهذا نصها:
تأليف: السيد مرتضى الرضوي.
الناشر: مطبوعات النجاح - القاهرة - مصر.
يضم هذا الكتاب بين دفتيه تراجم شخصية لعشرات من علماء مصر ومفكريها، وقادة الرأي فيها، في شتى مجالات الثقافة العقلية، والروحية، ويعتبر هذا الكتاب نمطا فريدا في التراجم الذاتية للأعلام.
فهذه الشخصيات التي ترجم لها قد عرفها المؤلف عن قرب، وعايشها معايشة صداقة وألفة، امتدت سنين طويلة، وقد تخيرها المؤلف من بين الكثير من علماء مصر ومفكريها بعد أن التقى بهم لقاءات فكرية متعددة، فيما قرأ لهم من مؤلفات أو فيما استمع لهم من أحاديث عن طريق الإذاعة، ثم رأى أنهم أقرب العلماء والمفكرين إلى ثقافته وإلى ما يدور في عقله من خواطر وآراء.
وقد اتصل ببعضهم اتصالا شخصيا أو عن طريق المراسلة لأنه كان بعيدا عن مصر، ومن أمثال من ترجم لهم المؤلف في هذا الكتاب الأستاذ أحمد حسن الباقوري والأستاذ أمين الخولي والأستاذ خالد محمد خالد. والدكاترة: شوقي ضيف، وطه حسين، وعائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) وآخرون.
____________
(1) الطبعة الثانية من هذا الكتاب صورت بالأفيست وطبعت. خارج مصر، والطبعة الثالثة طبعت بمطبعة حسان بمصر، والطبعة الرابعة طبعت بمطبعة دار المعلم 8 شارع جنان الزهري بالمبتديان في حي السيدة زينب بالقاهرة.
مع رجال الفكر
في القاهرة
كلمة المؤلف
وبعد أن اختمرت هذه الفكرة في نفسي، واكتملت في ذاكرتي أحداثها، ومناسباتها من حيث الزمان والمكان، وما دار فيهما من البحث والمداولة: رحب بهذه الفكرة صاحب الفضيلة العلامة " السيد مرتضى الحكمي " وأكد عليها، وساهم في تنظيمها، وتخطيطها، وإخراجها.
ومن الطريف أن أذكر أنه عندما دخلت القاهرة وبقيت فيها مدة من الزمن اتصلت بكثير من الأساتذة والعلماء وكنت قد اتصلت هاتفيا بالأستاذ الشيخ محمد أبو زهرة ولم يصادف أن حدثته وجها لوجه وقد شرعت بطبع كتاب " عبد الله بن سبأ " الطبعة الثانية وقبل صدور الكتاب سجلت قائمة بأسماء العلماء والأساتذة والمدرسين في الأزهر الشريف وغيره لإهدائهم هذا الكتاب، وفي تلك الليلة رأيت في عالم الرؤيا وفيما يرى النائم كأني في فندق ميامي وفي غرفة رقم " 24 " والتي بقيت فيها عشرة أشهر ونصف الشهر في عامي 1957 م - 1958 م وكنت مستلقيا على السرير وإلى جانب السرير كرسي فدخل الشيخ محمد أبو زهرة وسلم وجلس على الكرسي وقال:
هل جاء الشيخ؟
قلت: أي شيخ؟
قال: الشيخ محمد محي الدين عبد الحميد، فقلت: لا.
وكنت قد سجلت اسمه، واسم الشيخ محمد محي الدين عبد الحميد في تلك القائمة التي حوت عددا كبيرا من الأساتذة والعلماء.
ثم قال: ماذا يقول الشيعة عني؟
قلت: يقولون الشيخ محمد أبو زهرة رجل مكابر غير متثبت ومتعصب غير منصف؟.
فقال: لماذا؟ وأطرق برأسه نحو الأرض؟
فسكت ولم يحر جوابا.
وبعد أن استيقظت من النوم حدثت بهذه الرؤيا كثيرا من العلماء والأساتذة حتى أن أحدهم أقسم بالله وقال:
صدقت إنه مكابر.
وهكذا سيطرت علي الفكرة حتى في أحلامي فكونت مثل هذه الطرفة التي رأيت فيها على قدر تصوري ما يستحق أن تسجل في مقدمة الكتاب.
ومن الله أستمد العون، وأستزيد التوفيق، وعليه أتكل، وإليه أنيب، وأسأله تعالى أن يجعل ذلك مرضيا لدى إمامنا الغائب عجل الله تعالى فرجه وأن يكون ذلك ذخرا لي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
مرتضى الحاج سيد محمد الرضوي
القاهرة 4 / 8 / 1393 هـ
21 / 8 / 1974 م
- 1 -
حرف الألف
1- الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم
2- الشيخ محمود أبو ريه
3- الأستاذ فكري عثمان أبو النصر
4- الشيخ عز الدين أبو العزائم
5- الشيخ محمد زكي إبراهيم
- 1 -
الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم
رئيس لجنة إحياء التراث الديني
ذهبت إليه مرة على عادتي في دار الكتب المصرية، وجرى هناك أثناء الحديث ذكر الانتساب إلى أهل البيت (عليهم السلام)، فأجاب الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم: أنا من أبناء الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، ودعاني إلى منزله في شارع قايت باي بمصر الجديدة ليطلعني على كتاب مطبوع فيه نسبه، موجود عنده.
وزارني مع نجله خالد في فندق ميامي الكائن بشارع عبد العزيز أمام بناية عمر أفندي، وقدمت لفضيلته الكتب التي نشرتها بالقاهرة وهي:
1 - " وسائل الشيعة ومستدركاتها " خمسة مجلدات.
2 - أصل الشيعة وأصولها.
3 - عقائد الإمامية.
4 - عبد الله بن سبأ (الطبعة الثانية).
5 - الوضوء في الكتاب والسنة.
6 - المتعة وأثرها في الإصلاح الاجتماعي.
7 - مصادر نهج البلاغة وأسانيده.
وهذا الكتاب الأخير كنت قد صحبته معي من العراق ومؤلفه المحقق صاحب
وعندما شاهد الأستاذ أبو الفضل إبراهيم كتاب " عبد الله بن سبأ " قال:
إني استفدت كثيرا من هذا الكتاب الذي ألفه الأستاذ مرتضى العسكري عند مراجعتي لأسانيد تاريخ الطبري الذي حققته لدار المعارف بمصر وكنت أقف عند بعض الأحاديث ولا أستطيع البت فيها وعندما وصلتني الطبعة الأولى من هذا الكتاب (1) استفدت منه كثيرا، وأريد أن أرسل معك هدية للأستاذ مرتضى العسكري.
وتحدثت معه حول تحقيق بعض الكتب فقال:
- إن كنت تريد ولك رغبة في تحقيق كتاب (روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات) للخونساري، فإني على استعداد أن أعقد معك اتفاقا على تحقيقه؟
وقلت: إن لي رغبة ملحة في تحقيق كتاب " أنوار الربيع في أنواع البديع " للسيد علي خان المدني المعروف بابن معصوم - وله مؤلفات كثيرة تربو على الثلاثين وهو صاحب كتاب سلافة العصر نشرته مكتبة الخانجي بالقاهرة.
وفي إحدى زياراتي للأستاذ في داره بمصر الجديدة قال: إذا أردت أن أحقق لك كتاب " أنوار الربيع " فسيكون تحقيقه هكذا:
____________
(1) عبد الله بن سبأ الطبعة الأولى منه طبعت في النجف الأشرف - العراق عام 1375 هـ تحت إشراف: المؤلف.
والطبعة الثانية منه قمنا بطبعها في القاهرة بمطابع دار الكتاب العربي - للحاج محمد حلمي المنياوي بمصر عام 1381 هـ.
1 - ترجمة المؤلف " ابن معصوم " وعصره ومصنفاته... إلخ.
2 - مقدمة في علم البديع، والكتب التي ألفت فيه، ومنزلة كتاب أنوار الربيع هذا بين هذه الكتب.
3 - فهرست عام للكتاب يتناول:
أ - الموضوعات.
ب - الأعلام.
ج - الشعر.
ه - الكتب التي نقل منها المؤلف.
د - المراجع... وخلافه من أنواع الفهارس... إلخ.
4 - يحقق الكتاب على النحو الآتي:
أ - يراجع على الكتب التي نقل منها المؤلف... ما أمكن.
ب - يراجع الشعر على دواوين الشعراء... ويثبت التخريج.
ج - شرح الغريب من ألفاظ الأبيات.
د - يراجع كل باب على الكتب التي ألفت في هذا الفن.
مثل:
الصناعتين، الوساطة، المثل السائر، العمدة، الشرح الكبير، تحرير التحبير، بديع
القرآن لابن أبي الإصبع، نهاية الأرب " الجزء الخاص بالبديع منه "، شرح الشريشي
للمقامات، خزانة الأدب للبغدادي، ابن حجة، " كتاب البديع لابن منقذ الذي يطبع