الصفحة 319
والمفسدين، وهو في ذات الوقت يوقظ ضمائر القضاة، ويذكي فيهم شرارة الإيمان بالمثل، والقدرة على التصدي للأغراض، مما لا يدع لها أثرا على نفوسهم، أو قدرة على التأثير فيهم، ونحن إذ نقبل في هذه الأيام على موعد معركة " بدر " الكبرى على عهد الرسول صلوات الله عليه وعلى آله، وإذ نتذكر معركة العبور في مواجهة عدوان إسرائيل وصنائعها ومسانيدها نذكر كل أولئك ونذكر به ليكون لنا منها وحي يؤيد وجهة النظر التي تدعو إلى الرجوع للقرآن، والتمسك بتشريعات القرآن الكريم.

القاهرة:             
عبد الهادي مسعود الإبياري   
وكيل وزارة الثقافة والإرشاد القومي


الصفحة 320

الصفحة 321

- 38 -
الأستاذ عبد الرحمن محمد النجار
من علماء الدعوة والإرشاد
ومدير المركز الإسلامي بدار السلام (سابقا)


الصفحة 322

  • ولد بمدينة " بيلة " بمحافظة كفر الشيخ عام 1923.

  • حفظ القرآن الكريم عند كتاب القرية عام 1933 م.

  • التحق بالأزهر بالجامع الأحمدي بطنطا عام 1936.

  • التحق بكلية أصول الدين في القاهرة عام 1945 م.

  • تخرج في كلية أصول الدين عام 1949 م.

  • التحق بكلية اللغة العربية وحصل على إجازة التدريس عام 1959 م.

  • التحق بالدراسات العليا بالأزهر وحصل على الماجستير في الدعوة والإرشاد عام 1970 م.

  • بعث إلى السعودية لنشر الثقافة الإسلامية عام 1950 م.

  • عين رئيسا لبعثة الأزهر إلى الصومان وشيخا لمعهد الدراسات الإسلامية في " مقدشيو " بقرار جمهوري مكث فيها 6 سنوات من عام 1957 إلى عام 1963 م.

  • عاد إلى القاهرة وكيلا لإدارة المساجد في وزارة الأوقاف، ثم مديرا للمساجد وهي وظيفة التي يشغلها الآن من 1963 م عقب عودته من الصومال.

  • عين مديرا للمركز الإسلامي بجمهورية " تنزانيا " في شرق إفريقيا عام 1972 م.

  • أهم آثاره المطبوعة: كتاب " الإسلام في الصومال " " كلمات على طريق الإيمان " كتاب: " خواطر مؤمنة " التفسير الميسر لتعليم القرآن " طبع باللغة العربية والسواحلية وغيرها.

  • له مقالات في الصحف والمجلات الإسلامية في القاهرة والكويت ولبنان والسعودية.

  • تعرفت إليه في مكتبه بوزارة الأوقاف عام 1976 م.

  • من علماء الدعوة والإرشاد.

  • يدعو إلى التقريب بين المذاهب الإسلامية.

  • رأيه في الشيعة الإمامية: أنهم يمثلون نصف المسلمين في العالم.


    الصفحة 323
    في رحلتي إلى القاهرة عام 1396 هـ - 1976 م قصدت زيارة صديقنا الأستاذ العلامة المحقق الشيخ محمد سيد جاد الحق في داره العامرة في شارع الخليفة المتفرع من شارع الأهرام وجرى الحديث عنده عن بعض الأعلام الطيبين فقال:

    كنت قبل أيام عند الأستاذ العلامة الشيخ عبد الرحمن محمد النجار مدير المساجد بوزارة الأوقاف وحدثته عنك ويرغب أن تزوره وقال لي:

    أتمنى أن أراه وأسعد بلقائه.

    وإجابة لطلب الأستاذ قررنا يوم الخميس 22 ربيع الثاني في تمام الساعة الحادية عشر صباحا أن نلتقي بالأستاذ الشيخ محمد سيد جاد الحق عند باب وزارة الأوقاف لنكون في صحبته لزيارة الأستاذ العلامة الشيخ عبد الرحمن النجار مدير المساجد. وفي الموعد المحدد وصلت الوزارة ورأيت فضيلة الشيخ محمد سيد جاد الحق بانتظاري وكنت قد صحبت معي كتاب: " علي ومناوئوه ".

    ولما دخلنا عليه رحب بنا كثيرا وجلست بالقرب منه وبعد تبادل التحيات الإسلامية فتحت الحوار معه وطلبت منه أن يملي علي ترجمته لأسجلها ضمن الحوار معه في كتابي هذا: " مع رجال الفكر في القاهرة " فتفضل مشكورا بإملائها علي ودونتها في الحال وقلت لفضيلته:

    أريد أن أسجل لكم حديثا في كتابي " مع رجال الفكر في القاهرة " وقد أعددته الآن للطبعة الثالثة وظهرت عدة ملازم منه ولعلنا نوفق لتسجيل هذا الحوار فيه وعند الفراغ من طبعه سنقدم لكم نسخة منه إن شاء الله وبعد ذلك طلبت منه تعيين

    الصفحة 324
    وقت آخر لمقابلته في مكتبه: بوزارة الأوقاف فقال: يوم الاثنين القادم إن شاء الله.

    وفي يوم الاثنين 26 ربيع الثاني قصدت زيارته وصحبت معي كتابي: " مع رجال الفكر " الطبعة الأولى منه وعندما دخلت عليه جلست على كرسي إلى جنبه وأخرجت الكتاب وقدمته لفضيلته وقلت:

    ما هي انطباعاتكم عن الشيعة وما هو رأيكم في فتح باب الاجتهاد عندها؟

    أجاب فضيلته:

    لا يمكن أن يغفل رأي الشيعة لأنهم يمثلون نصف المسلمين في العالم (1) فليس من المعقول أن يهمل اجتهادهم، أو يتخذ منهم موقف الرفض والعداء في الوقت الذي ننادي فيه بتجميع كلمة المسلمين حول عقيدة التوحيد لا إله إلا الله، محمد رسول الله.

    والشيعة لهم اجتهادات طيبة في الفقه ولا أدري لماذا يتغافل المسلمون السنيون عنها أو يهملونها، مع أن الكثير منها يحقق التفاعل مع المجتمع في عصرنا الحديث.

    كما وأن الشيعة وجدتهم في منطقة شرق إفريقيا حيث كنت أعمل هناك مديرا

    ____________

    (1) " تنويه عن الشيعة في خطاب الرئيس أنور السادات.

    نشرت جريدة الأهرام القاهرية في عددها المرقم... الصادر في 26 / 12 / 1975 م ضمن خطاب السيد الرئيس أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية قال:

    اكتشفت شئ أكثر.. اكتشفت أنه نصف المسلمين تقريبا اللي بيشكلوا حوالي (600) مليون وأنا سكرتير المؤتمر الإسلامي نصفهم تقريبا من الشيعة والنصف الآخر من السنة.

    في آسيا يكثر عدد الشيعة. اللغة الفارسية في آسيا في إيران، دي لغة رسمية زي ما إحنا عارفين، وأفغانستان أيضا عن اللغة الرسمية بتاعها.

    في باكستان والهند لقيت اللغة الفارسية لغة الثقافة العالية، يعني الذي يعرف فارسي في الهند وأفغانستان ينظر له بعين الاحترام... الخ الخطاب.

    - المؤلف -


    الصفحة 325
    للمركز الإسلامي في جمهورية " تنزانيا " وجدتهم يؤدون خدمات جليلة للإسلام في هذه المنطقة وفي " كينيا " وفي " أوغندا " وفي " تنزانيا " وفي " زامبيا " وفي " موزمبيق " ولهم نشاطهم في إقامة المساجد وتعميرها.

    وقلت لفضيلته:

    ما هو السبب في غلق باب الاجتهاد عند السنة؟

    أجاب: في حالة تعجب وقال: من هو أغلق باب الاجتهاد!

    إن الذي أغلق باب الاجتهاد عنده من الجمود الفكري والتعصب الأعمى ولا نحاسب نحن المسلمين على هذا الجمود ونلح بفتح باب الاجتهاد لمن تتوفر فيه أهلية الاجتهاد وسألت فضيلته عن كتاب " المراجعات " (1) وقلت:

    هل اطلعتم على كتاب " المراجعات " للسيد شرف الدين؟

    قال: وجدت كتاب " المراجعات " في " تنزانيا " ولم يكن عندي نسخة منه فقدمت لفضيلته: مجموعة من مطبوعاتنا في القاهرة مع كتاب " الإمام الصادق والمذاهب الأربعة " وكتاب المراجعات " لآية الله المغفور له السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي وهو: رسائل متبادلة بينه وبين الأستاذ الأكبر الشيخ سليم البشري شيخ الجامع الأزهر حول: أصول المذهب والإمامة العامة.

    وفي إحدى زياراتي له في مكتبه بوزارة الأوقاف قلت:

    ما هو رأيكم في وجهة التقريب بين المذاهب الإسلامية.

    أجاب فضيلته:

    ____________

    (1) أعددنا طبعه في القاهرة: بمطبعة دار المعلم للطباعة وهي الطبعة " 17 " للكتاب.

    - المؤلف -


    الصفحة 326
    هذا أمر مفروغ منه، على العلماء أن يقوموا به حفاظا على جمع كلمة المسلمين خصوصا وأن هذه المذاهب كلها تستند إلى المصادر الرئيسية وهي: الكتاب والسنة:

    ثم قلت: ما رأي فضيلتكم في بعض الأساتذة الدكاترة (1)، والمدرسين المتظاهرين بالعداء السافر تجاه الشيعة الإمامية (2)، ومعتقداتهم.

    قال فضيلته:

    لا ينبغي أبدا أن تثار خلافات مذهبية تفرق الصف الإسلامي المتجمع في مواجهة التيارات العنيفة المناوئة للإسلام في الصهيونية، والاستعمار، والمذاهب الدخيلة على مجتمعنا الإسلامي.

    إن تفريق الصف أمام هذه التحديات إثم كثير.

    وقلت: ما هي انطباعاتكم عن شعب إيران المسلم.

    قال: شعب بانضمام حضارته القديمة إلى ما أنعم الله عليه به من نعمة الإسلام جعله من أرقى الشعوب ثقافة وعلما، وأدبا ومن أعرقها أصالة في فهم الإسلام والحرص عليه والدفاع عنه. ونعتبر الشعب الإيراني هو خط المواجهة أمام التيارات المناوئة للإسلام.

    ثم قلت: ما هو رأي أستاذنا في الفتوى التي أصدرها الأستاذ الأكبر الشيخ شلتوت شيخ الأزهر الأسبق بجواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية.

    أجاب فضيلته: فتوى الشيخ شلتوت نفتي بها الآن حينما نسأل بلا تقييد

    ____________

    (1) قال العلامة المغفور له: الشيخ محمود أبو ريه حول لقب: الدكترة إن هذا اللقب قد هان أخيرا في بلادنا حتى فقد معناه المعروف عندنا...

    أنظر: شيخ المضيرة صفحة 7 الطبعة الثالثة لدار المعارف بمصر.

    (2) الشيعة: الفرقة والجماعة.

    الصفحة 327
    بالمذاهب الأربعة والشيخ شلتوت إمام مجتهد رأيه صادف عين الحق لماذا نقتصر في تفكيرنا وفتاوانا على مذاهب معينة وكلهم مجتهدون.

    وقلت: ما هو رأي فضيلتكم في حضارة إيران الإسلامية.

    أجاب: الحضارة الإيرانية اليوم امتداد للحضارة الفارسية القديمة التي أثرت في الثقافة العربية عن طريق ترجمة أفكارها في العصر العباسي كما هو معروف وتفتحت بذلك الآفاق أمام الفكر العربي واستطاع أن يبدع نتيجة امتزاج الثقافتين الفارسية والعربية ولا يغيب عن بالنا أعلام الإسلام مثل: ابن سينا والموسوعة العلمية للفلسفة والطب والحكمة وما إلى غير ذلك كما أن الفكر العربي يدين ببعض العلوم مثل علم الهيئة للفكر الفارسي الذي كان قد وصل إلى أوجه في عصر الدولة العباسية.

    * * *


    الصفحة 328

    الصفحة 329

    - 39 -
    الأستاذ الشيخ محمد زهري النجار
    من العلماء والمدرس بوزارة التربية والتعليم


    الصفحة 330

  • ولادته من مواليد القطر السوري مدينة حمص عام 1920 م.

  • تخرج: من المدرسة العلمية التابعة لوزارة الأوقاف في حمص عام 1931 م.

  • أكمل: دراسة الأصول وعلم الكلام على الشيخ طاهر الاتاسي بحمص عام 1935 م، وعلى علماء حمص الفقه الحنفي والشافعي، والمنطق، والبلاغة، والتفسير، والنحو والصرف بحلقاتهم الخاصة.

  • نال: الإجازة العلمية من الشيخ بدر الدين الحسيني ومن الشيخ أمين سويد عام 1936 م.

  • وفد: إلى مصر عام 1944 م.

  • درس في الأزهر الشريف وتخرج في كلية الشريعة عام 1948 م بدرجة العالمية مع إجازة التدريس " ماجستير تربوي " عام 1950 م، وحصل على العالمية مع إجازة القضاء الشرعي.

  • أهم آثاره: حقق كتبا كثيرة منها كتاب: " تأويل مختلف الحديث " " الدين الخالص " " تفسير الآلوسي " " الأم للإمام الشافعي في 4 مجلدات " " مفتاح باب السعادة " لابن القيم " سر الروح " للبقاعي و " شرح معاني الآثار " للطحاوي في أربع مجلدات وغيرها.

  • تعرفت إليه عام 1950 م بالقاهرة.

  • ناقشته مفهوم التقية ومواردها فوجدته يتحلى بالمرونة والسماحة واتباع الحق.

  • له جهود وجهاده في سبيل تدعيم وحدة صفوف المسلمين في مواجهة أعدائهم.


    الصفحة 331
    تعرفت إلى هذا الأستاذ في مطعم المنظر الجميل بالقاهرة (1) وهذا المطعم محط رحال عدد كبير من العراقيين والسوريين واللبنانيين من علماء وتجار وغيرهم من الزوار وصاحبه السيد صالح حسن شاكر (2) وأستاذنا النجار من سوريا وقد غادرها أكثر من ربع قرن كما حدثني هو كان كثيرا ما يتناول طعام العشاء في هذا المطعم، وكنت في بعض الأحيان أتأخر عن تناول الطعام إلى حين مجيئه.

    وفي إحدى المرات جاء إلى المطعم ظهرا وبقي إلى العصر وطلب مني الرواح معه إلى شقته في شارع محمد علي بعد ميدان أحمد ماهر وعندما دخلت الشقة وجلست، وصرت أنظر في مكتبه وأقلب بعض كتبه سألته عما لديه من كتب للشيعة الإمامية فقال:

    عندي تفسير " آلاء الرحمن " للبلاغي، ورأيته معتزا به فطلبت منه مقدمة التفسير ونشرتها في أول تفسير شبر عندما نشرته في القاهرة عام 1385 هـ -

    ____________

    (1) عرفني على هذا المطعم: الأستاذ الكبير السيد حسن الأمين (*) نجل صاحب السماحة آية الله المجاهد المغفور له السيد محسن الأمين مؤلف كتاب: " أعيان الشيعة " وقد صدر منه 56 جزءا وعندما كنت في بيروت سألته عن مطعم يجيد الطهي في القاهرة فقال:

    عليك بمطعم المنظر الجميل لصاحبه السيد صالح حسن شاكر. وإني طيلة مكوثي في القاهرة كنت أتناول الطعام فيه نهارا وليلا.

    (*) مؤلف " دائرة المعارف الإسلامية الشيعية " في خمس مجلدات كبار و " الغزو المغولي " و " الموسوعة الإسلامية " في ثلاثة أجزاء و " عصر حمد المحمود " و " الذكريات " و " من بلد إلى بلد " و " قيم خالدة في التاريخ والأدب " وغيرها وله مقالات منشورة في الصحف والمجلات العربية في الأقطار العربية.

    - المؤلف -

    (2) عائلة شاكر تقطن دمشق وصاحب المطعم غادر دمشق أكثر من نصف قرن.

    الصفحة 332
    1965 م وراجعا تصحيح هذا التفسير: الدكتور حامد حفني داود، والشيخ حسن زيدان والتقيت بالأستاذ النجار مرة في أثناء الطريق فسألني قائلا:

    هل أنت شيعي؟.

    قلت: نعم.

    قال: الشيعة يستعملون التقية، وأنك لا تتقي؟

    فقلت له يا أستاذ. أنا آسف من كلامك هذا.

    فقال لماذا؟

    قلت: التقية تستعمل عند الخطر على النفس والخوف، وليس لها أي معنى هنا ومكانها غير هذا المكان فهل يتقي الإنسان في بلده؟ وفي وطنه؟

    أليس الأزهر؟ أزهرنا، أليس جامع ابن طولون جامعنا؟

    وهذه آثار السيدة زينب هي من آثارنا.

    وهذا جامع الإمام الحسين (عليه السلام) في الأزهر الشريف جامعنا؟

    أو ليست مصر كلها مصر الفاطميين؟.

    فليس أي معنى للتقية هنا. فسكت ومضى.

    وفي يوم من الأيام كنت مارا في أحد شوارع القاهرة وسمعته يتكلم مع أحد علماء الأزهر ويقول له:

    إن أول من أدخل كتب الشيعة إلى مصر هو: " مرتضى الرضوي ".

    وفي رحلتي إلى القاهرة عام 1395 هـ الموافق 1975 زرت فضيلة الشيخ زهري النجار في داره وفي مكتبه وطلبت منه صورته مع ترجمة وافية عن حياته فزودني بهما ثم أهديت له " المراجعات " للسيد شرف الدين مع مجموعة من مطبوعاتنا التي

    الصفحة 333
    قمنا بطبعها سابقا في القاهرة وبعدها ودعته وانصرفت.

    * * *


    الصفحة 334

    الصفحة 335

    خاتمة المطاف


    الصفحة 336

    الصفحة 337
    هؤلاء مجموعة من رجال الفكر المرموقين دارت معهم موضوعات شيقة تترجم آراءهم في قضايا الفكر الإسلامي كما تدل على نظرتهم إلى هذه القضايا الأساسية في وحدة الكلمة وتراص الصفوف والمطارحات التي سوف نعدها لجزء آخر ينفرد بهم وبمواقفهم واتجاهاتهم الفكرية الفذة.

    وهناك شخصيات أخرى دارت معهم مقابلات ومداولات بشؤون تتصل بالخطوط العريضة لهذا الكتاب، نذكر منهم الأساتذة:

    الشيخ محمد محمد المدني، والشيخ عبد العزيز عيسى والدكتور زكي نجيب محمد (1) والأستاذ أحمد الشايب، والأستاذ محمود النواوي، والأستاذ عبد الفتاح

    ____________

    (1) وردتني رسالة بتاريخ 5 / 11 / 65 إلى القاهرة من النجف الأشرف من صاحب السماحة:

    السيد محمد باقر الصدر من كبار العلماء والمؤلفين في النجف الأشرف - العراق وإليك نصها:

    بسم الله الرحمن الرحيم

    " أخي الأستاذ الجليل المجاهد فضيلة السيد مرتضى الرضوي دام عزه، السلام عليكم زنة الاحترام والدعاء والتقدير.

    تسلمت بالأمس رسالتك الكريمة التي عبرت من جديد، وقدمت برهانا إلى جانب البراهين الكثيرة على أخوتكم الصادقة، وهمتكم العالية، وشعوركم العظيم بالمسئولية تجاه العقيدة التي تقومون بها باستمرار في مجالاتكم التثقيفية الخدمات الجليلة فشكرا وألف شكر لما قمتم به وتكلفتموه من أتعاب وشكرا جزيلا للأستاذ الجليل الدكتور زكي نجيب محمود على ما تفضل به من معلومات، فقد تفضل مشكورا بالإرشاد إلى الفصل الأخير من كتابه الجليل: " المنطق الوضعي " والقسم الخامس من كتاب " لبرتر اندرسل ".

    أما كتاب: " المنطق الوضعي " للدكتور زكي نجيب فهو موجود عندي بطبيعته الأولى في مجلد واحد ضخم وقد جاء ذكره في رسالتي السابقة، وأنا أعتز بما جاء فيه عن الاحتمال وكنت ولا أزال أرجع إليه وأستفيد منه ولكن كان بودي الاطلاع على نظرية الاحتمال وبخاصة عند " كينز " بصورة أوسع ولهذا فكرت في طلب ترجمة لكتاب " كينز " ويبدو الآن على ضوء رسالتكم أن ترجمة كتاب " كينز " تكتنفها الصعوبات فإذا كان القسم الخامس من كتاب " برتر اندرسل " الذي أشار إليه الدكتور زكي يكفي إلى حد ما لاستعراض النظرية فالرجاء يا أخي أن تفاوضوا الأستاذ الجليل الدكتور زكي نجيب محمود على أساس ما تفضل به من إرشاد إلى القسم الخامس من ذلك الكتاب في استحصال مترجم موثوق به لهذا القسم خاصة إذا لم يكن قد سبق أن ترجم إلى العربية وحاولوا أن تحددوا أقصر زمان ممكن للترجمة وتفضلوا بإخباري عن اتفاقكم على الموضوع مدة، وسعرا، كما أود أن أعرف حجم القسم الخامس في الأصل الإنجليزي.

    وشكرا لكم يا أخي أولا وآخرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    النجف الأشرف: محمد باقر الصدر ملاحظة:

    1 - اطلبوا من المترجم تحديد المصطلحات الأساسية في النظرية.

    2 - اطلبوا من المترجم أن يكون واضحا في الترجمة على المستوى العام لوضوح الأستاذ الدكتور زكي نجيب محمود في ترجمته لكتاب: " الفلسفة بنظرة علمية " وغيره من الكتب التي أنجز ترجمتها إلى العربية.

    الصفحة 338
    محمد الحلو، والأستاذ عبد الحميد جودة السحار. والأستاذ عبد المتعال الصعيدي والدكتور علي سامي النشار، والأستاذ إبراهيم الأبياري والأستاذ محمد توفيق البكري والأستاذ رشاد عبد المطلب.

    وبالنظر لعدم توفر الأوراق التي دونت فيها بعض محتويات هذه الاتصالات وضبط توقيتها أرجأنا تدوينها في هذا القسم، ونرجو أن يوفقنا الله تعالى لإعادة هذه النشاطات والاتصالات الفكرية مع رجال الفكر الذين دارت معهم هذه الموضوعات الفكرية الحية التي ترتبط بصالح الأمة الإسلامية، وبوعيهم ويقظتهم، ويقظة رجال الفكر في سبيل توحيد كلمة المسلمين عامة.

    القاهرة         
    السيد مرتضى الرضوي