الصفحة 408

خاتمـة

قد عثرنا في أثناء الكلام في الآيات على آيات أُخرَ ذكرها القوم مضافاً إلى ما سـبق من الآيات التي ذكرها المصنّـف (رحمه الله).

  • فمنها: ما سبق في بيان الآية الثانية ; وهو قوله تعالى: (سأل سائل بعذاب واقع)(1).

  • ومنها: ما سبق في الآية الرابعة ; وهو قوله تعالى: (ومن يقترف حسـنةً نزد له فيها حُسـناً)(2).

  • ومنها: ما سبق في أثناء بيان الآية الثامنة والخمسين ; وهو قوله تعالى: (من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنـون)(3).

  • ومنها: ما تقدّم في الآية الثامنة والسبعين ; وهو قوله تعالى: (في بـيوت أذِن الله أن تُرفع)(4).

    وقد أحببت أن أذكر أيضاً ممّا عثرت عليه ما به تمام مئة، وهو اثنتا عشـرة آيـة:

    ____________

    (1) سورة المعارج 70: 1 ; وانظر: ج 4 / 338 ـ 339 من هذا الكتاب..

    (2) سورة الشورى 42: 23 ; وانظر: ج 4 / 385 ـ 387 من هذا الكتاب.

    (3) سورة النمل 27: 89 ; وانظر الصفحة 269 من هذا الجزء.

    (4) سورة النور 24: 36 ; وانظر الصفحة 346 من هذا الجزء.


    الصفحة 409

    الأُولى: قوله تعالى من سورة آل عمران: 103:
    (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا)(1)

    قال ابن حجر في " الصواعق " عند كلامه في هذه الآية ; وهي الآية الخامسة من الآيات النازلة في أهل البيت:

    أخرج الثعلبي في تفسيرها عن جعفر الصادق، أنّه قال: " نحن حبل الله الذي قال: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفـرّقوا) "(2).

    ومثله في " ينابيع المودّة " عن الثعلبي(3)، وزاد عن " المناقب ": عن ابن عبّاس، قال: " كنّا عند النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ جاء أعرابيّ فقال: يا رسول الله! سمعتك تقول: (واعتصموا بحبل الله)، فما حبل الله الذي نعتصم به؟

    فضرب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يده في يد عليّ (عليه السلام) وقال: تمسّكوا بهذا، هو حبـل الله المتيـن "(4).

    والمراد بحبل الله: السـبب الواصل بين الله سبحانه وعباده، وبالاعتصام به: اتّباعه والتمسّك به، وبعدم التفرّق عنه: عدم مخالفة أحد له ; وهذا معنى اتّخاذ الأُمّة له إماماً.

    ____________

    (1) سورة آل عمران 3: 103.

    (2) الصواعق المحرقة: 233.

    (3) ينابيـع المـودّة 1 / 356 ح 10 ; وانظر: شـواهد التـنزيل 1 / 130 ـ 131 ح 178 و 180.

    (4) ينابيع المودّة 1 / 356 ـ 357 ح 11 ; وانظر: شواهد التنزيل 1 / 131 ح 180، جواهر العقدين: 245، رشفة الصادي: 56.


    الصفحة 410
    ويؤيّـده حديث الثقليـن(1)..

    ومـا رواه الحـاكم وصحـحّـه (2)، عـن ابن عبّـاس، قـال: قـال رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأُمّتي من الاختلاف، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليـس "(3).

    والظاهر: أنّ المراد بكونهم أماناً من الاختلاف ; أنّهم بالنصّ عليهم يرتفع الخلاف في الإمامة ; لتعيين الإمام من الله تعالى، وعدم إرجاع أمر الإمامة إلى اختيار الناس حتّى يحصل بسـببه الاختلاف.


    *    *    *

    ____________

    (1) سـيأتي تمام الحديث وتخريجه في محلّه من الجزء السادس.

    (2) ص: 149 من الجزء الثالث منه (قدس سره).

    (3) المستدرك على الصحيحين 3 / 162 ح 4715.


    الصفحة 411

    الثانيـة: قوله تعالى من سورة طـه: 82:
    (وإنّي لغـفّـارٌ لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثـمّ اهـتـدى)(1).

    ففي " الصواعق " عند الكلام في هذه الآية، وهي الآية الثامنة من الآيات النازلة في أهل البيت، قال:

    قال ثابت البناني: اهتدى إلى ولاية أهل بيت نبيّه، وجاء ذلك عن أبي جعفر الباقـر(2).

    وفي " ينابيع المودّة "، عن أبي نعيم، بسنده عن عليّ (عليه السلام)، قال في هذه الآية: اهتدى إلى ولايتنا(3).

    ثمّ نقل في " الينابيع " نحو هذا كثيـراً(4).

    والمراد بالولايـة: الإمامـة ; لأنّها هي التي تُعتبر في الغفران، ويناسب تعلّق الهداية بها، ولو سُلّم أنّ المراد بالولاية: المحبّة، فهو دليل على فضلهم على الأُمّة ; إذ لا تعتبر محبّة غيرهم في الغفران، والأفضلية تقتضي الإمامـة.

    ____________

    (1) سورة طـه 20: 82.

    (2) الصواعق المحرقة: 235 ; وانظر: شواهد التنزيل 1 / 376 ح 520، جواهر العقدين: 335، رشفة الصادي: 62.

    (3) ينابيع المودّة 1 / 329 ح 1، وانظر: ما نزل من القرآن في علي ـ لأبي نعيم ـ: 142.

    (4) ينابيـع المودّة 1 / 329 و 330 ح 2 و 3 ; وانظر: شواهد التنزيل 1 / 375 ـ 376 ح 518 و 521.


    الصفحة 412
    وإنّما عطف سبحانه الهداية بـ (ثمّ)، مع أنّه قد عطف ما قبلها بالـواو، للنـظر إليـها بعيـن الاسـتقلال الـدالّ على تميّـزها والاهـتمام بها، لا لانحطاط رتبتها عمّا قبلها، ضرورة أنّ الاهتداء إلى الإمامة أو محبّتهم خير الأعمال الصالحة، ومن لم يوالهم فهو منافـق.


    *    *    *


    الصفحة 413

    الثالثة: قوله تعالى من سورة الزمر: 22:
    (أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربّه
    فويل للقاسية قلوبهم من ذِكر الله أُولئك في ضلال مبيـن)
    (1).

    قال الواحدي في " أسباب النزول ": " نزلت في حمزة وعليّ وأبي لهب وولده ; فعليّ وحمزة ممّن شرح الله صدره للإسلام، وأبو لهب وأولاده الّذين قسـت قلوبهم عن ذِكر الله "(2).

    فقد شهد الله سبحانه بأنّه قد شرح صدر عليّ وحمزة للإسلام، وأنّهما على نور من ربّهما.

    ولا شكّ أنّ مَن هو كذلك يلتزم بكلّ أحكام الإسلام أُصولا وفروعاً، فيكون معصوماً أو بحكمه، وأفضل الأُمّـة.

    ولا ريب أنّ عليّـاً (عليه السلام) أكمل في ذلك من حمزة، فيكون إمام الأُمّة.


    *    *    *

    ____________

    (1) سورة الزمر 39: 22.

    (2) أسباب النزول: 205 ; وراجع: زاد المسير 7 / 48، تفسير القرطبي 15 / 161، الرياض النضرة 3 / 179، ذخائر العقبى: 159، تفسير البيضاوي 2 / 323، تفسير الخازن 4 / 53، ينابيع المودّة 2 / 177 ح 504.


    الصفحة 414

    الـرابـعــة: قوله تعالى من سورة الحجّ: 19:
    (هذان خصمان اختصموا في ربّهم فالّذين كفروا قُطّعت لهم ثياب من نار)(1)
    إلى قوله تعالى: 23 [ و 24 ]:
    (إنّ الله يُدخلُ الّذين آمنوا وعملوا الصالحات جنّات تجري من تحتها الأنهار
    يحلّون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير *
    وهُدوا إلى الطيّب من القول وهُدوا إلى صراط الحميد)
    (2).

    روى الحاكم في تفسير سورة الحجّ من " المستدرك "(3)، عن قيس ابن عبّـاد، قال: سمعت أبا ذرّ يُقسم لَنزلت هذه الآية في هؤلاء الرهط

    ____________

    (1) سورة الحجّ 22: 19.

    (2) سورة الحجّ 22: 23 و 24.

    (3) ص 386 من الجزء الثاني [ 2 / 419 ح 3455 ]. منـه (قدس سره).

    وانظر: مسند الطيالسي: 65 ح 481، الطبقات الكبرى ـ لابن سعد ـ 3 / 12، مسند البزّار 2 / 291 ـ 292 ح 715، المعجم الكبير 3 / 149 ح 2954، تفسير النسائي 2 / 84 ـ 85 ح 361 ـ 362، مشكل الآثار 2 / 185 ـ 186 ح 1802 ـ 1806، العلل ـ للدارقطني ـ: السؤال رقم 452، تفسير الثعلبي 7 / 13، تلخيص المتشابه في الرسم 1 / 177 رقم 278، شواهد التنزيل 1 / 386 ـ 389 ح 532 ـ 540، أسـباب النزول: 172.


    الصفحة 415
    السـتّة في يوم بدر: عليّ، وحمزة، وعبيـدة، وعتبة، وشـيبة، والوليد، (هذان خصمان اختصموا في ربّهم)، إلى قوله تعـالى: (نذقه من عذاب أليم)(1).

    وقال السيوطي في " الدرّ المنثور ": أخرج عبـد بن حميد، عن لاحق ابن حميد، قال: نزلت هذه الآية يوم بدر: (هذان خصمان اختصموا في ربّهم فالّذين كفروا قُطّعت لهم ثياب من نار...) في عتبة وشيبة والوليد.

    ونزلت: (إنّ الله يدخل الّذين آمنوا وعملوا الصالحات) إلى قوله: (وهُدوا إلى صراط الحميد) في عليّ وحمزة وعبيـدة(2).

    وقال السيوطي أيضاً: أخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبـد بن حميد، والبخاري، ومسلم، والترمذي، وابن ماجة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في " الدلائل "، عن أبي ذرّ، أنّه كان يُقسم قسماً أنّ هذه الآية: (هذان خصمان اختصموا في ربّهم) إلى قوله: (إنّ الله يفعل ما يريد)(3) نزلت في الثلاثة الّذين تبارزوا يوم بدر، وهم: حمـزة، وعبيـدة، وعليّ، وعتبـة، وشـيبة، والوليـد.

    قال عليّ: أنا أوّل من يجثو للخصومة على ركبتيه بين يدي الله يوم القيـامة(4).

    ____________

    (1) سورة الحجّ 22: 25.

    (2) الدرّ المنثور 6 / 20.

    (3) سورة الحجّ 22: 14.

    (4) الدرّ المنثور 6 / 18 و 19 ; وانظر، صحيح البخاري 5 / 183 ح 18 ـ 21 و ج 6 / 181 ح 264، صحيح مسلم 8 / 246، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ 5 / 50 ح 8172 و ج 6 / 410 ح 11341، سنن ابن ماجة 2 / 946 ح 2835، مصنّف ابن أبي شيبة 8 / 474 ح 31، تفسير الطبري 9 / 123 ح 24978 ـ 24980، دلائل النبوّة 3 / 72 ـ 73، كشف الغمّـة 1 / 325 عن ابن مردويه.


    الصفحة 416

    الصفحة 417

    أقـول:

    جَعْلُهُ لنهاية هذه الآيات قوله تعالى: (إنّ الله يفعل ما يريد) خطأٌ، بل هو نهاية لآية أُخرى قبل الآيات المذكورة، وهي قوله: (إنّ الله يدخل الّذين آمنوا وعملوا الصالحات جنّات تجري من تحتها الأنهار إنّ الله يفعل ما يريـد)(1).

    فلعلّ بعض من نقل عنهم السيوطي قد ذكر نزول هذه الآية أيضاً في عليّ وحمزة وعبيـدة، فغفل عن البيـان.

    وقال السيوطي أيضاً: أخرج ابن أبي شيبة والبخاري والنسائي وابن جرير والبيهقي، من طريق قيس بن عبّـاد، عن عليّ (عليه السلام)، قال: أنا أوّل من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة.

    قال قيس: فيهم نزلت: (هذان خصمان اختصموا في ربّهم)قال: هم الّذين بارزوا يوم بدر: عليّ، وحمزة، وعبيدة، وشيبة، وعتبة، والوليد(2).

    ____________

    (1) سورة الحجّ 22: 14.

    (2) الدرّ المنثور 6 / 19 ; وانظر: صحيح البخاري 5 / 183 ح 17 و ج 6 / 181 ح 265، سنن النسائي الكبرى 6 / 410 ح 11341 ـ 11342، مصنّف ابن أبي شيبة 8 / 480 ح 58، تفسير الطبري 9 / 123 ح 24978 و 24979، سنن البيهقي الكبرى 3 / 276، دلائل النبوّة 3 / 73.


    الصفحة 418
    ودلالة الآيات على المطلوب ظاهرة، لبشارتها لعليّ بالجنّة مع علمه بذلك ; لأنّ عنده عِلم الكتاب، وهو قرين له.

    وقد مرّ مراراً دلالة مثل ذلك على إمامته (عليه السلام)، كما أوضحناه في الآية الثانية والثلاثيـن(1).


    *    *    *

    ____________

    (1) انظر الصفحة 144 من هذا الجزء.


    الصفحة 419

    الخامسة: قوله تعالى في سورة القصص: 61:
    (أفمن وعدناه وعداً حسناً فهو لاقيه كمن متّعناه متاع الحياة الدنيا ثمّ هو يوم القيامة من المحضَرين)(1).

    روى الواحدي في " أسباب النزول "، عن مجاهد، قال: نزلت في عليّ وحمـزة عليهما السلام وأبي جهل لعنه الله(2).

    وهي كالآية التي قبلها في الدلالة على المدّعى، وكذا الآية الآتية.


    *    *    *

    ____________

    (1) سورة القصص 28: 61.

    (2) أسباب النزول: 189 ; وانظر: تفسير الطبري 10 / 92 ـ 93 ح 27546 ـ 27548، تفسير الثعلبي 7 / 257، شواهد التنزيل 1 / 436 ـ 437 ح 599 ـ 601، تفسير القرطبي 13 / 200، ذخائر العقبى: 159، الرياض النضرة 3 / 179، فرائد السمطين 1 / 364 ح 291.


    الصفحة 420

    السادسة: وهي قوله تعالى في آخر سورة المجادلة:
    (أُولئك كتب في قلوبهم الإيمانَ وأيّدهم بروح منه ويدخلهم جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها)(1).

    قال في " الكشّاف ": نزلت في عليّ وحمزة وعبيـدة بن الحارث، قتلوا عتبة وشيبة ابنَي ربيعة والوليد بن عتبة يوم بدر(2).

    ولا يلزم من الدلالة المذكورة في هذه الآية والتي قبلها إمامةُ حمزةَ وعبيـدة ; لعدم علمهما بالنزول فيهم بخلاف أمير المؤمنين (عليه السلام)، مع أنّهما مفضولان له، ولا تجوز إمامة المفضول مع وجود الفاضل.

    مضافاً إلى موتهما قبل النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلا مورد لإمامتهما حتّى لو قلنا بإمكانهـا.


    *    *    *

    ____________

    (1) سورة المجادلة 58: 22.

    (2) الكشّاف 4 / 79 ; وانظر: تفسير الثعلبي 9 / 265، شواهد التنزيل 2 / 245 ح 968.


    الصفحة 421

    السابعة: قوله تعالى في سورة الأعراف: 46:
    (وعلى الأعراف رجالٌ يعرفون كـلاًّ بسـيماهم)(1).

    قال في " الصواعق " عند الكلام في هذه الآية، وهي الثالثة عشرة من الآيات الواردة في أهل البيت: أخرج الثعلبي في تفسيرها عن ابن عبّـاس، قال: الأعراف: موضع عال من الصراط، عليه العبّـاس وحمزة وعليّ وجعفر، يعرفون محبّيهم ببياض الوجوه، ومبغضيهم بسواد الوجوه(2).

    ومثله في " ينابيع المودّة " عن الثعلبي، بزيادة روايات أُخر عن غيـره(3).

    ونقل في " كشف الغمّة " في الآية التي بعدها، وهي قوله تعـالى: (ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسـيماهم)(4)، عن ابن مردويه، بسنده عن عليّ (عليه السلام)، قال: نحن أصحاب الأعراف، من عرفناه بسـيماه أدخلناه الجنّـة(5).

    ودلالتها على إمامة أمير المؤمنين واضحة، كما أشرنا إليها في الآيات الثلاث التي قبلها، وأوضحناها في الآية الثانية والثلاثين وغيرها(6).

    ____________

    (1) سورة الأعراف 7: 46.

    (2) الصواعق المحرقة: 258 ; وانظر: تفسير الثعلبي 4 / 236.

    (3) ينابيع المودّة 1 / 303 ـ 304 ح 2 ـ 4، وراجع: شواهد التنزيل 1 / 198 ـ 199 ح 256 ـ 258، جواهر العقدين: 344.

    (4) سورة الأعراف 7: 48.

    (5) كشف الغمّة 1 / 324.

    (6) انظر الصفحة 144 من هذا الجزء، وبقيّة الاسـتدلالات في الآيات الأُخرى.


    الصفحة 422
    ولا ينافيها عدم صلوح العبّـاس للإمامـة ـ عندنا ـ مع بقائـه بعـد النبـيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، ووضوح دلالة هذه الرواية على كونه من أهل الجنّة ; وذلك لعدم علمه بأنّـه من أصحاب الأعراف.

    ولو فُرض علمه به، فمفضوليّته مانعة من إمامته، فضلا عن وضوح عدم عصمته.


    *    *    *


    الصفحة 423

    الثامنـة: قوله تعالى من سورة الجاثية: 21:
    (أم حسـب الّذين اجترحوا السـيّـئات أن نجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصالحات)(1).

    قال الرازي في تفسيره: قال الكلبي: " نزلت في عليّ وحمزة وعبـيدة، وفي ثلاثة من المشركين: عتبة وشيبة والوليد "(2).

    وقال سبط ابن الجوزي في " تذكرة الخواصّ ": قال السُـدّي، عن ابن عبّـاس: نزلت في عليّ يوم بـدر(3).

    دلّت الآية على عدم المساواة بين المطيع والعاصي، ولا ريب أنّ غيره قد اجترح السيّئات ; إذ لا أقلّ من الفرار من الزحف(4)، فلا يساوون عليّـاً (عليه السلام)، فهو أحـقّ منهم بالإمامـة.


    *    *    *

    ____________

    (1) سورة الجاثية 45: 21.

    (2) تفسير الفخر الرازي 27 / 267 ; وانظر: شواهد التنزيل 2 / 168 ـ 169 ح 872 ـ 874، كفاية الطالب: 247.

    (3) تذكرة الخواصّ: 26.

    (4) انظر الصفحة 56 هـ 1 من هذا الجزء.


    الصفحة 424

    التاسعة: قوله سبحانه في سورة (والضحى):
    (ولَسوف يُعطيكَ ربُّـك فـترضى)(1).

    قال في " الصواعق " عند الكلام في هذه الآية، وهي العاشرة من الآيات الواردة بأهل البيت (عليهم السلام): نقل القرطبي، عن ابن عبّـاس، أنّه قال: رضى محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار ; وقاله السُّـدّي(2).

    ثمّ اسـتشهد ابن حجر له بأخبار كثيرة(3).

    وأقـول:

    هو غنيٌّ عن الاستشهاد له بالنسبة إلى عليّ (عليه السلام) ; ضرورة أنّ مِن رضى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دخول عليّ الجنّـة وعدم دخوله النار، وهو من أوضح ما تقتضيه الآية ويعلمه عليٌّ (عليه السلام) منها، فيكون ممّا أعلمه الله به وبشّره، فتثبت إمامته، كما عرفت وجهه في الآيات السابقة وغيرها(4).


    *    *    *

    ____________

    (1) سورة الضحى 93: 5.

    (2) الصواعق المحرقة: 244 ; وانظر: تفسير القرطبي 20 / 64، تفسير السدّي: 478، تفسير الطبري 12 / 624 ح 37516، تفسير الثعلبي 10 / 224، مناقب الإمام عليّ (عليه السلام) ـ لابن المغازلي ـ: 263 ذ ح 360، شواهد التنزيل 2 / 346 ح 1113، تاريخ دمشق 19 / 460، جواهر العقدين: 290، الدرّ المنثور 8 / 542.

    (3) الصواعق المحرقة: 244 ـ 246.

    (4) انظر الصفحة 144 من هذا الجزء.


    الصفحة 425

    العاشرة: قوله تعالى في سورة المطفّفين:
    (إنّ الّذين أجرموا كانوا من الّذين آمنوا يضحكون)(1).

    ذكر الرازي في تفسيره، أنّه جاء عليٌّ (عليه السلام) في نفر من المسلمين، فسخر منه المنافقون وضحكوا وتغامزوا، ثمّ رجعوا إلى أصحابهم، فقالوا: رأينا اليوم الأصلع ; فضحكوا منه، فنزلت هذه الآية قبل أن يصل عليّ (عليه السلام)إلى رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)(2).

    ومثله في " الكـشّاف "(3).

    ودلالتها على المطلوب باعتبار تمام الآيات، وهي قوله تعالى: (فاليـوم الّذين آمنوا من الكفّار يضحكون * على الأرائك ينـظرون)(4).

    فإنّها دالّة على بشارة عليّ (عليه السلام) بالجنّة، القاضية بإمامته، كما سبق(5).

    ولا ريب أنّ اهتمام الكتاب العزيز في ما يتعلّق بعليّ (عليه السلام) ـ حتّى نزل في مثل هذا الأمر اليسير في الظاهر ـ لأكبر دليل على عظمته عند الله عزّ وجلّ وفضله على الأُمّـة كلّها.

    ____________

    (1) سورة المطـفّفين 83: 29.

    (2) تفسير الفخر الرازي 31 / 102.

    (3) الكشّاف 4 / 233 ; وانظر: تفسير الحبري: 327 ح 70، تفسير الثعلبي 10 / 157، شـواهد التـنزيـل 2 / 327 ـ 329 ح 1083 ـ 1088، منـاقب الإمـام عليّ (عليه السلام) ـ للخوارزمي ـ: 275 ح 254.

    (4) سورة المطـفّفين 83: 34 و 35.

    (5) انظر الصفحة 144 من هذا الجزء.


    الصفحة 426

    الحادية عشرة: قوله تعالى:
    (والشمس وضحاها...)(1)
    الآيات من سورة الشمس.

    حكى السيوطي في " اللآلئ المصنوعة "، عن الخطيب في " السابق واللاحق "، بسنده عن ابن عبّـاس، مرفوعاً: " اسمي في القرآن: (والشمس وضحاها)، واسم عليّ: (والقمر إذا تلاها)، واسم الحسـن والحسـين: (والنهار إذا جلاّها)، واسم بني أُميّة: (واللّيل إذا يغشاها)(2)، إنّ الله بعثني رسولا إلى خلقه ـ إلى أن قال (صلى الله عليه وآله وسلم): ـ فلواء الله فينا إلى يوم القيامة، ولواء إبليس في بني أُميّة إلى أن تقوم الساعة، وهم أعداء لنا، وشـيعتهم أعداء لشـيعتنا ".

    ثمّ قال السيوطي: قال الخطيب: منكَر جدّاً، بل موضوع، والحوضي وموسى وأبوه مجهولان(3).

    أقـول:

    لا عبرة باسـتنكارهم ; فإنّهم لمّا جحدوا الحقّ اسـتنكروه، واشـتمال سـنده على المجاهيل عندهم لا يقتضي الوضع، وإلاّ لزم الحكم بوضع

    ____________

    (1) سورة الشمس 91: 1.

    (2) سورة الشمس 91: 1 ـ 4.

    (3) اللآلئ المصنوعة 1 / 326 وفيه: " مجهولون " بدل " مجهولان "، وراجع: شواهد التنزيل 2 / 333 ـ 334 ح 1094 ـ 1095، لسان الميزان 5 / 329 رقم 1087.


    الصفحة 427
    الكثير من أخبار الصحاح السـتّة، فقد بيّـنّـا في المقدّمة جملة من المجاهيل الّذين رووا عنها في هذه الصحاح، كما حقّقنا فيها وثاقة من يروي فضيلة لآل محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) أو رذيلة لأعدائهم(1).

    ومنه يُعلم ما في تكذيب الذهبيّ للحديث ; لاشتمال سنده على مجاهيل، حيث أشار إلى الحديث بترجمة محمّـد بن عمرو الحوضي من " ميزان الاعتدال "(2).

    ودلالتها على المطلوب من وجهين:

    الأوّل: إنّها سمّت عليّـاً (عليه السلام) قمراً، وهو أنور النيّرات بعد الشمس، فيكون إشارة إلى فضله على الأُمّة وعظم نفعه لهم، والأفضل هو الإمـام، ولا سيّما قد قال تعالى: (إذا تلاها) مشيراً إلى أنّه تال لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)في خلافته له وفضله وفائدته للأُمّة، وإلاّ لخلا هذا الشرط عن كثير فائدة.

    الثاني: إنّها عبّرت عن بني أُميّة بالليل، مشيرة إلى ظلمة أمرهم، ومنهم عثمان.


    *    *    *

    ____________

    (1) انظر: ج 1 / 7 ـ 25 من هذا الكتاب.

    (2) ميزان الاعتدال 6 / 285 رقم 8030.


    الصفحة 428

    الثانية عشرة: قوله تعالى من سورة طـه: 25:
    (ربّ اشرح لي صدري...)(1) الآيات.

    قال السيوطي في " الدرّ المنثور ": أخرج ابن مردويه، والخطيب، وابن عساكر، عن أسماء بنت عميس، قالت: " رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)بإزاء ثبير وهو يقول: أشرق ثبير! أشرق ثبير! اللّهمّ إنّي أسالك بما سألك أخي موسى، أن تشرح لي صدري، وأن تُيسّر لي أمري، وأن تحلّ عقدة من لساني، (يفقهوا قولي * واجعل لي وزيراً من أهلي)، عليّـاً(2)أخي، (أُشدد به أزري * وأشركه في أمري * كي نسبّحك كثيراً * ونذكرك كثيراً * إنّك كنت بنا بصيراً)(3)(4).

    وقال السـيوطي أيضاً: وأخرج السلفي في " الطيوريّات " بسـند رواه(5) عن أبي جعفـر محمّـد بن عليّ (عليه السلام)، قـال: " لمّـا نزلت: (واجعـل لي وزيراً من أهلي * هارون أخي * أُشدد به أزري)(6)كان رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على جبل، ثمّ دعا به وقال: اللّهمّ أُشدد أزري بأخي عليّ ; فأجابه إلى ذلك "(7).

    ____________

    (1) سورة طـه 20: 25.

    (2) في المصدر: " هارون " ; وهو تحريف.

    (3) سورة طـه 20: 28 ـ 35.

    (4) الدرّ المنثور 5 / 566، وانظر: تاريخ دمشق 42 / 52.

    (5) في المصدر: " واه ".

    (6) سورة طـه 20: 29 ـ 31.

    (7) الدرّ المنثور 5 / 566 ; وانظر: الطيوريّات: 753 ح 25 م.


    الصفحة 429
    ونقل المصنّف (رحمه الله) نحوه في ما سيجيء عن أحمد في مسنده(1).

    ونقل أيضاً نحوه صاحب " ينابيع المودّة " في الباب السابع عشر، عن أحمد في مسـنده(2)..

    وفي الباب السادس والخمسين، عن " ذخائر العقبى " للطبري، عن أحمد في " الفضائل "(3).

    وكذا نقله سبط ابن الجوزي في " تذكرة الخواصّ " عن أحمد في " الفضائل "(4).

    وحكى المصنّف (رحمه الله) في " منهاج الكرامة "(5)، عن أبي نعيم، عن ابن عبّـاس، قال: " أخذ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بيد عليّ وبيدي ونحن بمكّة، وصلّى أربع ركعات، ورفع يده إلى السماء فقال: اللّهمّ! موسى بن عمران سألك، وأنا محمّـد نبيّك أسالك، أن تشرح لي صدري، وتحلّ عقدة من لساني، يفقهوا قولي، واجعل لي وزيراً من أهلي، عليّ بن أبي طالب أخي، أُشدد بـه أزري، وأشركه في أمري.

    قال ابن عبّـاس: سمعت منادياً ينادي: يا أحمد! قد أُوتيتَ ما سـألت "(6).

    ____________

    (1) سـيأتي في الحديث السابع والعشرين من مبحث الأحاديث، في الجزء السادس من هذا الكتاب ; وانظر: فضائل الصحابة 2 / 843 ح 1158.

    (2) ينابيـع المـودّة 1 / 258 ح 5 ; وانـظر: شـواهد التـنزيـل 1 / 369 ـ 371 ح 511 و 512.

    (3) ينابيع المودّة 2 / 153 ح 427 ; وانظر: ذخائر العقبى: 119، فضائل الصحابة 2 / 843 ـ 844 ح 1158.

    (4) تذكرة الخواصّ: 30 ; وانظر: فضائل الصحابة 2 / 843 ح 1158.

    (5) في البرهان السابع والثلاثين على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام). منـه (قدس سره).

    (6) منهاج الكرامة: 144 ; وانظر: ما نزل من القرآن في عليّ: 138.


    الصفحة 430
    وقد سبق في أثناء كلامنا على الآية الأُولى من الآيات التي ذكرها المصنّف (رحمه الله)، أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا بمثل هذا الدعاء فنزل قوله تعالى: (إنّما وليّـكم الله ورسوله والّذين آمنوا...)(1) الآية، وقد نقلناه عن الثعلبي والرازي ; فراجـع(2)، وهو مؤيِّـد لهذه الأخبار.

    كما يؤيّـدها حديث المنزلة، الذي كاد أن يكون متواتراً، أو هو متواتـر(3).

    وأمّا دلالتها على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) ; فلإفادتها ثبوت خصائص هارون له، فيكون مثله في تحمّل العلوم، ووجوب طاعة الأُمّة له، ورئاسته عليهم ; لأنّ هارون شريك موسى في أمـره.

    فعليٌّ (عليه السلام) مثله بالنسبة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، سوى أنّ عليّـاً ليس بنبيّ، كما اسـتثنى النبـوّةَ حديثُ المنزلة، ودلّ الكتاب العزيز على أنّ محمّـداً (صلى الله عليه وآله وسلم) خاتم النبيّين..

    فـتُحمل تلك الأخبار المذكـورة على إرادة المشاركة في ما عدا النبـوّة، فتثبت لعليّ (عليه السلام) الإمامة والرئاسة العامّة على الأُمّة، حتّى في أيّام رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لكنّه ساكت في حياة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ في ما قلّ، كما سـبق بيانه في الآية الأُولى(4).

    وممّا ذكرنا يعلم ما في مطالبة ابن تيميّة بصحّة حديث ابن عبّـاس، وإشكاله عليه بلزوم نبوّة عليّ (عليه السلام)، وأشكل عليه أيضاً بصغر سنّ ابن

    ____________

    (1) سورة المائدة 5: 55.

    (2) تفسير الثعلبي 4 / 80 ـ 81، تفسـير الفخر الرازي 12 / 28 ; وانظر: ج 4 / 310 ـ 311 من هذا الكتاب.

    (3) مـرّ تخريجه مفصّـلا في ج 4 / 305 هـ 1.

    (4) انظر: ج 4 / 305 من هذا الكتاب.


    الصفحة 431
    عبّـاس قبل الهجـرة(1).

    وفيـه ـ مع أنّ صِغر مثله غير ضائر ـ: إنّه يحتمل قريباً صدور ما رواه ابن عبّـاس حين الفتح، أو في حجّة الوداع.

    وأشكل عليه أيضاً بما حاصله: إنّكم قلتم: إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا بهذا الدعاء عند تصدّق عليّ بخاتمه، فنزل قوله تعالى: (إنّما وليّـكم الله ورسـوله...) الآيـة، وذلك بالمدينة، فإذا كان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا به قبل ذلك بمكّة، وقد استجيب له، فأيّ حاجة إلى الدعاء به ثانياً بالمدينة؟!(2).

    وفيـه: إنّ تكـرّر الدعاء إنّما وقع لإظهار فضل عليّ (عليه السلام) وبيان إمامته مكـرّراً ; تأكيداً للحجّـة.

    على أنّ كلامه يقتضي أن لا يتكرّر من النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) دعاءٌ بالغفران والرحمة والهداية ونحوها، فلا يتكرّر منه في الصلوات قوله تعالى: (إهدنا الصراط المسـتقيم)(3)، بل لا يقع منه الدعاء بمثل تلك الأُمور أصلا ; لعلمه بتحقّـقها.

    ولولا طلب الإحاطة في الجملة، لقبح بنا التعرّض لكلام هذا ومثله.

    واعلم، أنّ هذه الآية الشريفة وإن لم يكن لنزولها دخل بأمير المؤمنين (عليه السلام)، لكن لمّا أمكن أخذ الدليل لإمامته منها بضميمة الأحاديث الحاكية لدعاء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) له (عليه السلام) بمضمونها، صحّ لنا ذِكرها في طيّ الأدلّة القـرآنية على إمامتـه.

    وإن شـئت اسـتبدالها بآية أُخرى لإكمال المئـة، فعليك بمراجعة

    ____________

    (1) انظر: منهاج السُـنّة 7 / 274.

    (2) انظر: منهاج السُـنّة 7 / 275.

    (3) سورة الفاتحة 1: 6.


    الصفحة 432
    آيات تعرّض لأكثرها في " ينابيع المودّة "(1)، ولبعضها في " كشف الغمّة "، كقوله تعالى في سورة الفاتحة: (إهدنا الصراط المسـتقيم).

    فقد حكى في " كشف الغمّة "، عن العزّ الحنبلي، عن بريدة: " هو صـراط محمّـد وآله "(2)..

    وكقوله تعالى من سورة المؤمنين: (وإنّ الّذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون)(3)، فقد نقل في " كشف الغمّة "، عن العزّ الحنبلي، أنّ المراد: صراط محمّـد وآلـه(4)..

    ونقل في " ينابيع الموّدة "، عن الحمويني، و " المناقب "، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: " الصراطُ ولايتُـنا أهل البيت "(5)..

    وكقوله سبحانه من سورة المؤمنين أيضاً: (وإنّك لتدعوهم إلى صراط مسـتقيم)(6)(7)..

    وكقوله تعالى من سورة الأنعام: (وإنّ هذا صراطي مسـتقيماً فاتّبعوه ولا تـتّبعوا السُـبل فـتَـفـرّق بكم عن سـبيله)(8)(9)..

    ____________

    (1) انظر: الآية 153 من سورة الأنعام، والآيتين 73 و 74 من سورة المؤمنون، كما في ينابيع المودّة 1 / 331 ـ 332 ح 3 و ص 338 ـ 339 ح 22 ـ 24.

    (2) كشف الغمّـة 1 / 310.

    (3) سورة المؤمنون 23: 74.

    (4) كشف الغمّـة 1 / 313.

    (5) ينابيع المودّة 1 / 338 ب 37 ح 22، وانظر: فرائد السمطين 2 / 300 ح 556، مناقب آل أبي طالب 3 / 90.

    (6) سورة المؤمنون 23: 73.

    (7) ينابيع المودّة 1 / 339 ح 25.

    (8) سورة الأنعام 6: 153.

    (9) ينابيع المودّة 1 / 331 ـ 332 ح 3.


    الصفحة 433
    وقوله تعالى من سورة البقرة: (يا أيّها الّذين آمنوا ادخلوا في السلم كافّـةً ولا تـتّبعوا خطوات الشـيطان)(1)(2)..

    وقوله عزّ وجلّ من سورة الملك: (فلمّا رأوه زلفةً سـيئت وجوهُ الّـذين كفروا وقيل هذا الذي كـنتم به تـدّعون)(3)(4)..

    وقوله سبحانه من سورة الصفّ: (يريدون ليطفـئوا نورَ الله بأفواههم والله متـمّ نورِه)(5)(6)..

    وقوله تعالى في سورة لقمان: (ومَن يُسلم وجهه إلى الله وهو محسنٌ فقد اسـتمسك بالعروة الوثقى)(7)(8)..

    وقوله تعالى في سورة الزخرف: (وجعلها كلمةً باقيةً في عقبـه)(9)(10)..

    وقوله تعالى من سورة البقرة: (وإذا لقوا الّذين آمنوا قالوا آمنّا وإذا خلوا إلى شـياطينهم...)(11)(12) الآية..

    ____________

    (1) سورة البقرة 2: 208.

    (2) ينابيع المودّة 1 / 332 ح 5.

    (3) سورة الملك 67: 27.

    (4) ينابيـع المودّة 1 / 301 ح 1 ; وانظر: شواهد التنزيل 2 / 264 ـ 266 ح 997 ـ 1001.

    (5) سورة الصفّ 61: 8.

    (6) ينابيع المودّة 1 / 353 ح 2.

    (7) سورة لقمان 31: 22.

    (8) ينابيع المودّة 1 / 331 ح 1 و 2 ; وانظر: مناقب آل أبي طالب 3 / 93.

    (9) سورة الزخرف 43: 28.

    (10) ينابيع المودّة 1 / 353 ح 1.

    (11) سورة البقرة 2: 14.

    (12) كشف الغمّة 1 / 307.


    الصفحة 434
    وقوله تعالى منها: (وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُّـه بكلمات فأتـمّـهـنّ)(1)(2)..

    وقوله تعالى من سورة النساء: (ومَن يطعِ اللهَ والرسولَ فأُولئك مع الّذين أنعمَ الله عليهم...)(3) الآية.

    ونزولها محكيٌّ عن تفسير ابن الحجّام من غير " الينابيع " و " كشف الغمّة "، فعن التفسير المذكور، أنّ عليّـاً قال: يا رسول الله! هل نقدر أن نزورك في الجنّـة كلّما أردنا؟ فنزلت...

    فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليّـاً (عليه السلام) فقال: إنّ الله قد أنزل بيان ما سألت، فجعلك رفيقي ; لأنّك أوّل من أسلم، وأنت الصدّيق الأكبـر(4).

    .. إلى غير ذلك ممّا لا يخفى على المتتـبّع.

    ولو ذكرنا لك ما روته كتب الإمامية في نزول آيات أُخر في أمير المؤمنين وأهل البيت الطاهرين، لأمكن بلوغ الآيات النازلة بهم ثلاثمئة أو تزيد ; فراجـع وتدبّـر تُصِبْ طريق الرشاد.


    *    *    *

    ____________

    (1) سورة البقرة 2: 124.

    (2) ينابيع الموّدة 1 / 290 ح 6.

    (3) سورة النساء 4: 69.

    (4) كشف الغمّـة 1 / 87 عن تفسـير ابن الحجّام.