الصفحة 71
وسنتي على يديه (1)

ورواية: في كل قرن من أمتي سابقون وأبو حنيفة سابق في زمانه. أخرجه الخوارزمي في كتابه مناقب أبي حنيفة 1 ص 16 بهذا اللفظ. وفي جامع مسانيد أبي حنيفة 1 ص 18 بلفظ: وأبو حنيفة سابق هذه الأمة. والسند مرسل عن ابن لهيعة المتوفى 174 عن رسول الله صلى الله عليه وآله من طريق حامد بن آدم الكذاب كذبه الجوزجاني وابن عدي، وعده أحمد السليماني فيمن اشتهر بوضع الحديث، وقال ابن معين: كذاب لعنه الله. مات 339.

ورواية: إن في أمتي رجلا اسمه النعمان وكنيته أبو حنيفة هو سراج أمتي هو سراج أمتي. هو سراج أمتي. أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه 13 ص 335 وقال: حديث موضوع.

ورواية: يكون في آخر الزمان رجل يكنى بأبي حنيفة هو خير هذه الأمة (2)

ورواية: سيكون في أمتي رجل يقال له: أبو حنيفة هو سراج أمتي (3).

ورواية: يكون في أمتي رجل يقال له: النعمان يكنى أبا حنيفة يجدد الله له سنتي على يديه. عده ابن عدي من موضوعات أحمد الجويباري الكذاب الوضاع.

" لم 1 ص 193، لي 1 ص 238 ".

ورواية: أبو حنيفة سراج أهل الجنة. في أسنى المطالب ص 14: موضوع باطل.

ورواية: سيأتي رجل من بعدي يقال له: النعمان بن ثابت ويكنى أبا حنيفة يحيا دين الله وسنتي على يديه (4).

____________

(1) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه 2 ص 289 من طريق محمد بن يزيد المستملي الكذاب الوضاع وقال: هو موضوع باطل.

(2) أخرجه الخطيب الخوارزمي في مناقب أبي حنيفة 1 ص 14 بإسناد باطل.

(3) قال الشيخ على القاري في موضوعاته الكبرى: هو موضوع باتفاق المحدثين. كشف الخفاء ج 1 ص 33.

(4) قال الخطيب في تاريخه 2 ص 289: باطل موضوع، ومحمد بن يزيد متروك الحديث و وسليمان بن قيس وأبو المعلى مجهولان، وأبان بن أبي عياش رمي بالكذب وعده ابن حجر في الخيرات الحسان من الموضوعات كما في كشف الخفاء 1 ص 33. قال الأميني: محمد بن يزيد راوي الحديث هو أبو بكر الطرسوسي أحد الوضاعين الكذابين كما مر في سلسلتهم.

الصفحة 72
ورواية: يجيئ رجل فيحيي سنتي ويميت البدعة اسمه النعمان بن ثابت (1).

ورواية: إن سائر الأنبياء تفتخر بي وأنا أفتخر بأبي حنيفة، وهو رجل تقي عند ربي، وكأنه جبل من العلم، وكأنه نبي من أنبياء بني إسرائيل، فمن أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني. قال ابن الجوزي: موضوع. وقال العجلوني: لا يصلح وإن تعددت طرقه. كشف الخفاء ج 1 ص 33.

ورواية: إن آدم افتخر بي وأنا أفتخر برجل من أمتي إسمه نعمان، وكنيته أبو حنيفة، هو سراج أمتي. قال العجلوني: موضوع، كشف الخفاء 1 ص 33.

ورواية: لو كان في أمة موسى وعيسى مثل أبي حنيفة لما تهودوا وما تنصروا (2)

ورواية: يخرج في أمتي رجل يقال له أبو حنيفة بين كتفيه خال يحيي الله تعالى على يديه السنة. مرسل عن مجاهيل ذكره الخوارزمي في مناقب أبي حنيفة 1 ص 16.

ورواية ابن عباس: يطلع بعد رسول الله بدر على جميع خراسان يكنى بأبي حنيفة (3)

ورواية أبي البختري الكذاب قال. دخل أبو حنيفة على جعفر بن محمد الصادق فلما نظر إليه جعفر قال: كأني أنظر إليك وأنت تحيي سنة جدي صلى الله عليه وسلم بعد ما اندرست، وتكون مفزعا لكل ملهوف، وغياثا لكل مهموم، بك يسلك المتحيرون إذا وقفوا، و تهديهم الواضح من الطريق إذا تحيروا، فلك من الله العون والتوفيق حتى يسلك الربانيون بك الطريق. أخرجه الخطيب الخوارزمي في مناقب أبي حنيفة ج 1: 19 عن أبي البختري ما عساني أن أقول في رجل (4) يؤلف كتابا ضخما في مناقب أبي حنيفة من هذه المخازي، ويأتي بهذه الأكاذيب الشائنة ويبثها في الملأ الديني كحقائق راهنة غير مكترث بمغبة دجله، ولا مبال بالكشف عن سوءته.

وقد بلغت مغالاة أمة من الحنفية إلى حد زعمت أنه أعلم من رسول الله صلى الله عليه وآله

____________

(1) أخرجه الخوارزمي في مناقب أبي حنيفة 1 ص 15 من طريق إبراهيم بن أحمد الخزاعي قال ابن حبان: يخطئ ويخالف. وعن أبي هدية: إبراهيم الكذاب الوضاع الخبيث.

(2) عده العجلوني من الموضوعات. كشف الخفاء 1 ص 33.

(3) أخرجه الخوارزمي في مناقب أبي حنيفة ص 18، وجامع المسانيد 1 ص 17 بإسناد باطل.

(4) مثل الخوارزمي المترجم في الجزء الرابع ص 398 - 407، وشمس الدين الشامي المتوفى 942 صاحب عقود الجمان في مناقب أبي حنيفة النعمان.

الصفحة 73
قال علي بن جرير: كنت في الكوفة فقدمت البصرة وبها عبد الله بن المبارك فقال لي:

كيف تركت الناس؟ قال: قلت تركت بالكوفة قوما يزعمون أنا أبا حنيفة أعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال قلت: اتخذوك في الكفر إماما. قال: فبكى حتى ابتلت لحيته - يعني أنه حدث عنه - طب 13 ص 413.

وعن علي بن جرير قال: قدمت على ابن المبارك فقال له رجل: إن رجلين تماريا عندنا في مسألة فقال أحدهما: قال أبو حنيفة. وقال الآخر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان أبو حنيفة أعلم بالقضاء. فقال ابن المبارك: أعد علي. فأعاد عليه، فقال: كفر كفر. قلت: بك كفروا، وبك اتخذوا الكافر إماما - قال: ولم؟ قلت: بروايتك عن أبي حنيفة. قال: أستغفر الله من رواياتي عن أبي حنيفة " طب 13 ص 414 ".

وعن فضيل بن عياض قال: إن هؤلاء أشربت قلوبهم حب أبي حنيفة وأفرطوا فيه حتى لا يرون أن أحدا كان أعلم منه " حل 6 ص 358 ".

م - وكان محمد بن شجاع أبو عبد الله فقيه أهل العراق يحتال في إبطال الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورده نصرة لأبي حنيفة ورأيه. طب 5 ص 351 ].

وهناك قوم قابلوا هؤلاء بالطعن على إمامهم وشنوا عليه الغارات وتحاملوا عليه بالوقيعة فيه، لا يسعنا ذكر جل ما وقفنا عليه من ذلك فضلا عن كله غير أنا نذكر منه النزر اليسير. قال عبد البر (1): فممن طعن عليه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري - صاحب الصحيح - فقال في كتابه في الضعفاء والمتروكين: أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي قال نعيم بن حماد: نا يحيي بن سعيد ومعاذ بن معاذ سمعا سفيان الثوري يقول:

قيل: استتيب أبو حنيفة من الكفر مرتين (2) وقال نعيم عن الفزاري: كنت عند سفيان بن عيينة فجاء نعي أبي حنيفة فقال: لعنه الله كان يهدم الاسلام عرة عروة، وما ولد في الاسلام مولود أشر منه. هذا ما ذكره البخاري.

وقال في ص 150 من الانتقاء: وذكر الساجي في كتاب العلل في باب أبي حنيفة:

____________

(1) في الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء: مالك والشافعي وأبي حنيفة ص 149.

(2) ذكر الخطيب البغدادي استتابته من الكفر عن جمع كثير في تاريخه ج 13 ص 379 - 384 وحكي عن شريك أنه قال: علمت ذاك العواتق في خدورهن.

الصفحة 74
إنه استتيب في خلق القرآن فتاب. والساجي ممن كان ينافس أصحاب أبي حنيفة.

وقال ابن الجارود في كتابه في الضعفاء والمتروكين: النعمان بن ثابت أبو حنيفة جل حديثه وهم قد اختلف في إسلامه.

وروي عن مالك رحمه الله أنه قال في أبي حنيفة نحو ما ذكر سفيان: إنه شر مولود ولد في الاسلام، وإنه لو خرج على هذه الأمة بالسيف كان أهون.

وذكر الساجي قال: نا أبو السائب قال: سمعت وكيع بن الجراح يقول: وجدت أبا حنيفة خالف مائتي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذكره الخطيب في تاريخه 13 ص 390.

وذكر الساجي قال: ني محمد بن روح المدايني قال: ني معلى بن أسد قال: قلت لابن المبارك: كان الناس يقولون إنك تذهب إلى قول أبي حنيفة؟ قال: ليس كل ما يقول الناس يصيبون فيه، كنا نأتيه زمانا ونحن لا نعرفه فلما عرفناه تركناه. قال: وني محمد بن أبي عبد الرحمن المقري قال: سمعت أبي يقول دعاني أبو حنيفة إلى الارجاء غير مرة فلم أجبه.

وفي ص 152. قال أبو عمر: سمع الطحاوي أبو جعفر رجلا ينشده:

إن كنت كاذبة بما حدثتني * فعليك إثم أبي حنيفة أو زفر (1)
الواثبين على القياس تعديا * والناكبين عن الطريقة والأثر

وقال أبو جعفر: وددت أن لي حسناتهما وأجورهما وعلي إثمهما.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: أصحاب أبي حنيفة لا ينبغي أن يروى عنهم شئ وسئل عبد الله بن أحمد عن أبي حنيفة يروى عنه؟ قال: لا (2).

وعن منصور بن أبي مزاحم قال سمعت مالك بن أنس وذكر أبو حنيفة قال: كاد الدين ومن كاد الدين فليس من إهله " حل 6 ص 325 " وذكره الخطيب في تاريخه 13 ص 400.

وعن الوليد بن مسلم قال قال لي مالك بن أنس: يذكر أبو حنيفة ببلدكم؟ قلت: نعم. قال: ما ينبغي لبلدكم أن يسكن. حل 6 ص 325.

____________

(1) زفر بن الهذيل العنبري ثم التميمي أحد أكابر أصحاب أبي حنيفة وأفقههم وأحسنهم قياسا ولي قضاء البصرة وقد خلف أبا حنيفة في حلقته إذ مات توفي سنة 158.

(2) طب 14 ص 259، 260.

الصفحة 75
كان ابن أبي ليلي يتمثل بأبيات منها: (1)

إلى شنآن المرجئين ورأيهم * عمر بن ذر وابن قيس الماصر
وعتيبة الدباب لا يرضى به * وأبي حنيفة شيخ سوء كافر

وعن يوسف بن أسباط: رد أبو حنيفة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة حديث أو أكثر.

وعن مالك أنه قال: ما ولد في الاسلام مولود أضر على أهل الاسلام من أبي حنيفة.

وعنه: كانت فتنة أبي حنيفة أضر على هذه الأمة من فتنة إبليس في الوجهين جميعا: في الارجاء. وما وضع من نقض السنن.

وعن عبد الرحمن بن مهدي: ما أعلم في الاسلام فتنة بعد فتنة الدجال أعظم من رأي أبي حنيفة.

وعن شريك: لإن يكون في كل حي من الأحياء خمار خير من أن يكون فيه رجل من أصحاب أبي حنيفة.

وعن الأوزاعي: عمد أبو حنيفة إلى عرى الاسلام فنقضها عروة عروة، ما ولد مولود في الاسلام أضر على الاسلام منه.

وعن سفيان الثوري إنه قال: إذ جاءه نعي أبي حنيفة: الحمد لله الذي أراح المسلمين منه، لقد كان ينقض عرى الاسلام عروة عروة، ما ولد في الاسلام مولود أشأم على أهل الاسلام منه.

وعنه وذكر عنده أبو حنيفة: يتعسف الأمور بغير علم ولا سنة.

وعن عبد الله بن إدريس: أبو حنيفة ضال مضل.

وعن ابن أبي شيبة - وذكر أبا حنيفة -: أراه كان يهوديا.

وعن أحمد بن حنبل إنه قال: كان أبو حنيفة يكذب. وقال: أصحاب أبي حنيفة ينبغي أن لا يروى عنهم شئ. طب 7 ص 17.

وعن أبي حفص عمرو بن علي: أبو حنيفة صاحب الرأي ليس بالحافظ مضطرب الحديث، واهي الحديث، وصاحب هوى.

وترى آخرين افتعلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رواية: عالم قريش يملأ طباق الأرض

____________

(1) أخذنا ما يأتي من تاريخ الخطيب البغدادي ج 13 ص 380.

الصفحة 76
علما (1) وحملوه على محمد بن إدريس إمام الشافعية.

وزعم المزني أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فسأله عن الشافعي فقال: من أراد محبتي وسنتي فعليه بمحمد بن إدريس الشافعي المطلبي فإنه مني وأنا منه.

طب 2 ص 69.

م - وعن محمد بن نصر الترمذي أنه قال: كتبت الحديث تسعا وعشرين سنة و سمعت مسائل مالك وقوله، ولم يكن لي حسن رأي في الشافعي، فبينا أنا قاعد في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة إذ غفوت غفوة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت: يا رسول الله أكتب رأي أبي حنيفة؟ قال: لا. قلت: أكتب رأي مالك؟ قال: ما وافق حديثي. قلت له: أكتب رأي الشافعي؟ فطأطأ رأسه شبه الغضبان لقولي وقال: ليس هذا بالرأي هذا رد على من خالف سنتي. فخرجت على أثر هذه الرؤيا إلى مصر فكتبت كتب الشافعي.

طب 1 ص 366 ].

وقال أحمد بن نصر: رأيت النبي في منامي فقلت: يا رسول الله بمن تأمرنا أن نقتدي به من أمتك في عصرنا، ونركن إلى قوله، ونعتقد مذهبه؟! فقال: عليكم بمحمد بن إدريس الشافعي فإنه مني، وإن الله قد رضي عنه وعن جميع أصحابه ومن يصحبه و يعتقد مذهبه إلى يوم القيامة. قلت له: وبمن؟! قال: بأحمد بن حنبل فنعم الفقيه الورع الزاهد. كر 2 ص 48.

وعن أحمد بن الحسن الترمذي قال: كنت في الروضة فأغفيت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد أقبل فقمت إليه فقلت: يا رسول الله! قد كثر الاختلاف في الدين فما تقول في رأي أبي حنيفة؟! فقال: اف. ونقض يده، قلت: فما تقول في رأي مالك؟ فرفع يده وطأطأ، وقال: أصاب وأخطأ، قلت: فما تقول في رأي الشافعي؟ قال بأبي ابن عمي أحيى سنتي.

طب 6 ص 69.

وعنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت: يا رسول الله! أما ترى ما في الناس من اختلاف؟! قال فقال لي: في أي شئ؟! قلت: أبو حنيفة ومالك والشافعي.

فقال: أما أبو حنيفة فما أدري من هو. وأما مالك فقد كتب العلم. وأما الشافعي

____________

(1) قال ابن الحوت في أسنى المطالب ص 14: خبر لم يصح، فهو ضعيف.

الصفحة 77
فمني وإلي. طب 4 ص 231.

ويأتي حنفي محاج يتقرب إلى إمامه بوضع الحديث على النبي الأعظم من طريق أبي هريرة إنه قال: سيكون في أمتي رجل يقال له: أبو حنيفة هو سراج أمتي. و سيكون في أمتي رجل يقال له: محمد بن إدريس فتنته على أمتي أضر من فتنة إبليس، وفي لفظ: أضر على أمتي من إبليس (1).

وكان محمد بن موسى الحنفي القاضي بدمشق المتوفى 506 يقول: لو كان لي أمر لأخذت الجزية من الشافعية. يه 12 ص 175، لم 5 ص 402.

م - وكان محب الدين محمد بن محمد الدمراقي الحنفي المتوفى 789 [ ذاك العالم الورع الذي كان يقرأ كل يوم ختمة ] شديد العصبية يقع في الشافعي ويرى ذلك عبادة.

هب 6 ص 310 ].

وتأتي المالكية بالزعمات فتروي ما وضعه بعضهم على رسول الله صلى الله عليه وآله من رواية: يكاد الناس يضربون أكباد الإبل فلا يجدون أعلم من عالم المدينة (2). وطبقوها على مالك بن أنس فكأن المدينة لم تكن عاصمة الاسلام، ولم يكن هناك عالم يقصد قبل مالك وبعده، وكأن عايلة النبوة التي جعلها النبي صلى الله عليه وآله قرينة القرآن في الاستخلاف وقال: إني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي. لم ترث علم النبي الأعظم، وكأن صادق آل محمد - وكلهم صادقون - لم يكن هو المنتجع الوحيد في العلم لأئمة الدنيا في ذلك اليوم، وكأن مالك لم يكن من تلامذته.

فيأتي الرجل (3) بدعوى الإجماع المجردة من المسلمين على أن مالك هو المراد من ذلك الحديث المزور. ذاهلا عن قول محمد بن عبد الرحمن: إن أحمد كان أفضل من مالك بن أنس. طب 2 ص 298.

____________

(1) أخرجه الخطيب في تاريخه 5 ص 309، وعده من أفحش ما وضعه البورقي محمد بن سعيد الكذاب المتوفى 318 على الثقات. وعده العجلوني في كشف الخفاء 1 ص 33: من الموضوعات وكذا السيوطي في لي 1 ص 237.

(2) عده ابن الحوت في أسنى المطالب ص 14 من الموضوعات. وقال: سمعته من المالكية ولم أره.

(3) صاحب الديباج المذهب.

الصفحة 78
م - وعن قول أحمد - إمام الحنابلة -: كان ابن أبي ذئب أفضل من مالك بن أنس طب 2 ص 298 ].

وعن قول يحيى بن سعيد: إن سفيان فوق مالك من كل شئ - في الحديث و الفقه والزهد - طب 9 ص 164.

وعن قول عطية بن أسباط: إن أبا حنيفة أفقه من ملأ الأرض مثل مالك (1)

وعن قول الشافعي وابن بكير: إن ليث بن سعيد الفهمي شيخ الديار المصرية أفقه من مالك. صه ص 275. بق 1 ص 208.

م - وعن قول أبي موسى الأنصاري قال: سألت سفيان بن عيينة فحدثنا عن ابن جريج مرفوعا: يوشك أن يضرب الرجل أكباد الإبل في طلب العلم فلا يجد عالما أعلم من عالم المدينة. قال أبو موسى: فقلت لسفيان: أكان ابن جريج يقول: نرى أنه مالك بن أنس: فقال: إنما العالم من يخشى الله، ولا نعلم أحدا كان أخشى لله من العمري - يعني عبد الله ابن عبد العزيز العمري - " طب 6 ص 377 ".

وعن قول يحيى بن صالح: محمد بن الحسن - الشيباني - أفقه من مالك " طب 2 ص 175 ".

وعن قول أحمد بن حنبل: بلغ ابن أبي ذئب: أن مالكا لم يأخذ بحديث البيعين بالخيار قال: يستتاب وإلا ضربت عنقه، ومالك لم يرد الحديث ولكن تأوله على غير ذلك، فقال: شامي: من أعلم مالك أو ابن أبي ذئب؟! فقال: ابن أبي ذئب في هذا أكبر من مالك، وابن أبي ذئب أصلح في دينه وأورع ورعا وأقوم بالحق من مالك عن السلاطين " طب 2 ص 302 " ] وللمالكية حول إمامهم منامات زعموا رؤية رسول الله صلى الله عليه وآله وثناءه على مالك يوجد شطر منها في " حلية الأولياء " 6 ص 317 وغيرها.

وللحنابلة أشواط بعيدة وخطوات واسعة في الدعاية إلى المذهب وإلى إمامهم فقد افتعلوا أطيافا تصم منها المسامع، ويقصر عن مغزاها كل غلو، وقد أسلفنا يسيرا منها في هذا الجزء ص 198 - 201، ومنها ما أخرجه ابن الجوزي في مناقب أحمد ص 455

____________

(1) مناقب أبي حنيفة للشيخ علي القاري المطبوع مع الجواهر المضية في طبقات الحنفية ص 461.

الصفحة 79
بإسناده عن علي بن عبد العزيز الطلحي قال قال لي الربيع بن سليمان: قال لي الشافعي: يا ربيع: خذ كتابي وامض به وسلمه إلى عبد الله أحمد بن حنبل واتني بالجواب قال الربيع: فدخلت بغداد ومعي الكتاب ولقيت أحمد بن حنبل صلاة الصبح فصليت معه الفجر فلما انفتل من المحراب سلمت الكتاب وقلت له: هذا كتاب أخيك الشافعي من مصر. فقال أحمد: نظرت فيه؟ قلت: لا. وكسر أحمد الخاتم وقرأ الكتاب فتغرغرت عيناه بالدموع فقلت له: أي شئ فيه يا أبا عبد الله؟! فقال: يذكر إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال له: اكتب إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل واقرأ عليه مني السلام وقل: إنك ستمتحن وتدعى إلى خلق القرآن فلا تجبهم يرفع الله لك علما إلى يوم القيامة. قال الربيع فقلت: البشارة. فخلع قميصه الذي يلي جلده فدفعه إلي فأخذته وخرجت إلى مصر وأخذت جواب الكتاب وسلمته إلى الشافعي فقال لي: يا ربيع! أي شئ الذي دفع إليك؟! قلت: القميص الذي يلي جلده. فقال لي الشافعي: ليس نفجعك به ولكن بله و ادفع إلينا الماء حتى أشركك فيه (1) ورواه بطريق آخر وفيه: قال الربيع فغسلته فحملت ماءه إليه فتركته في قنينة وكنت أراه في كل يوم يأخذ منه ويمسح على وجهه تبركا بأحمد ابن حنبل. وذكره ابن كثير في تاريخه 10 ص 331 نقلا عن البيهقي.

وقال الفقيه أحمد بن محمد أبو بكر اليازودي: دخلت العراق فكتبت كتب أهل العراق وكتبت كتب أهل الحجاز فمن كثرة اختلافهما لم أدر بأيهما آخذ، إلى أن قال: فمن كثرة اختلافهما تركت الجماعة وخرجت فأصابني غم وبت مغموما فلما كان في جوف الليل قمت وتوضأت وصليت ركعتين وقلت: أللهم اهدني إلى ما تحب و ترضى ثم آويت إلى فراشي فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم دخل من باب بني شيبة فأسند ظهره إلى الكعبة ورأيت الشافعي وأحمد بن حنبل على يمين النبي صلى الله عليه وسلم يتبسم إليهما، ورأيت بشر المريسي على يسار النبي صلى الله عليه وسلم مكلح الوجه فقلت: يا رسول الله!

من كثرة اختلاف هذين الرجلين لم أدر بأيهما آخذ فأومأ إلى الشافعي وأحمد بن حنبل وقال: أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة. ثم أومأ إلى بشر المريسي و قال: فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين. قال أبو بكر: والله

____________

(1) في لفظ ابن كثير: ولكن بله بالماء وأعطنيه حتى أتبرك به.