الصفحة 226
القدس الربوبي، وكان لا يأنس إلا بالله، وكانت نفسه القدسية في كل آناته منعطفة إليها فهل هو يستوحش إذا حصل فيها؟ وهي أزلف مباءة إلى المولى سبحانه لا تقل غيره. حتى أن جبرئيل الأمين انكفئ (1) عنها فقال: إن تجاوزت احترقت بالنار. لما جذبه الله تعالى إليها وحفته قداسة إلهية تركته مستعدا لتلقي الفيض الأقدس، وهل هناك وحشة لمثله صلى الله عليه وآله يسكنها صوت أبي بكر؟ وهل كانت له صلى الله عليه وآله وهو في مقام الفناء لفتة إلى غيره جلت عظمته حتى يأنس بصوته؟ لا ها الله، وما كان قلب النبي صلى الله عليه وآله يقل غيره سبحانه فهو مستأنس به ومطمأن بآلائه، فلا مدخل فيه لأي أحد يطمأن به، وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، ولقد رآه بالأفق المبين، فأوحى إلى عبده ما أوحى، ما كذب الفؤاد ما رأى، أفتمارونه على ما يرى؟ ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى، ما زاغ البصر وما طغى، لقد رأى من آيات ربه الكبرى، ولم تبرح نفسه الكريمة مطمأنة ببارئها حتى خوطب بقوله سبحانه: يا أيتها النفس المطمأنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية.

هذا مبلغ الرواية من نفس الأمر لكن الغلو في الفضائل آثر أن يعدوها من فضائل الخليفة وإن كانت مقطوعة عن الاسناد.

- 19 -
الدين وسمعه وبصره

عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لقد هممت أن أبعث إلى الآفاق رجالا يعلمون الناس السنن والفرائض كما بعث عيسى بن مريم الحواريين.. قيل له: فأين أنت عن أبي بكر وعمر؟ قال: إنه لا غني بي عنهما أنهما من الدين كالسمع والبصر.

أخرجه الحاكم في المستدرك 3 ص 74 فقال: هذا حديث تفرد به حفص بن عمر العدني عن مسعر. وقال الذهبي في تلخيصه: هو واه.

قال الأميني: قال النسائي: حفص بن عمر ليس بثقة. وقال ابن عدي: عامة حديثه غير محفوظة. وقال ابن حبان: كان ممن يقلب الأسانيد لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.

____________

(1) الكامل 2: 21، السيرة الحلبية 1: 431.

الصفحة 227
وقال ابن معين: رجل سوء، ليس بثقة. وقال مالك بن عيسى: ليس بشئ، وقال العقيلي:

يحدث بالأباطيل، وقال أحمد: كان مع حماد (1) في تلك البلايا، وقال أبو داود: منكر الحديث، وقال الدارقطني: ضعيف، ليس بقوي، متروك (2).

هذا على ما فرق جمع بينه وبين حفص بن عمر بن دينار الأيلي وأما إن كان هو هو فقال ابن عدي: أحاديثه كلها منكرة المتن والسند وهو إلى الضعف أقرب. وقال أبو حاتم: كان شيخا كذابا. وقال العقيلي: يحدث عن شعبة ومسعر ومالك بن مغول والأئمة بالبواطل، وقال الساجي: كان يكذب، وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث (3).

هذا شأن سند الرواية، وليت شعري أي سنة أو فريضة كان يعلمها الرجلان على فرض إرسالهما؟ وبماذا كان يفتيان في الكلالة وإرث الجد والجدة والتيمم وشكوك الصلاة إلى مسائل أخرى عرفناك بعضها في الجزء السادس وجملة منها في هذا الجزء؟

وبماذا كانا يجيبان لو سألا عن آيات القرآن وهما يتقاعسان عن معرفة بعض ألفاظها اللغوية فكيف بالغوامض والمعضلات؟

ثم بماذا كان غناء الرجلين لرسول الله صلى الله عليه وآله؟ وبماذا كانا من الدين كالسمع والبصر؟

أبصولاتهما في الحروب؟ أم بأياديهما في الجدوب؟ أم ببصائرهما في الأمور؟ أم بعلمهما الناجع في الكتاب والسنة؟ أم بتوقف الدعوة عليهما في عاصمة الاسلام؟ أم بإناطة تنفيذ الأحكام بهما؟ إقرأ السير ثم استحف الخبر، م - وقد مر في ج 5 ص 325 عن المقدسي: إن أبا بكر وعمر من الاسلام بمنزلة السمع والبصر من موضوعات الوليد بن الفضل الوضاع.

وذكر أبو عمر في الاستيعاب 1 ص 146 مرفوعا لأبي بكر وعمر: هذان مني بمنزلة السمع والبصر من الرأس وقال: إسناده ضعيف أخبرنا أبو عبد الله يعيش بن سعيد قال: نا أبو بكر بن محمد بن معاوية: قال جعفر بن محمد الفريابي: قال عبد السلام بن محمد الحراني؟

قال ابن أبي فديك، عن المغيرة بن عبد الرحمن عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه.

____________

(1) أحد الكذابين الوضاعين.

(2) ميزان الاعتدال 1: 262، تهذيب التهذيب 2 ص 410.

(3) ميزان الاعتدال 1: 263، لسان الميزان 2 ص 324.

الصفحة 228
عن جده أن النبي.... ليس له غير هذا الاسناد والمغيرة بن عبد الرحمن هذا هو الحزامي ضعيف وليس بالمخزومي الفقيه صاحب الرأي (الخ) وقال في ج 1 ص 348: حديث مضطرب الاسناد لا يثبت. وفي الإصابة 2: 299: حديث هذان السمع والبصر. في أبي بكر وعمر قال أبو عمر: حديث مضطرب لا يثبت.

أقول في الاسناد المذكور غير واحد من المجاهيل والضعاف ولا ينحصر ضعفه بمكان المغيرة فحسب، وقال فيه ابن معين: إنه ليس بشئ. وقال النسائي: ليس بالقوي. تهذيب التهذيب 10: 266.

- 20 -
أبو بكر ومنزلته عند الله

عن ابن عباس قال. كان أبو بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فعطش عطشا شديدا فشكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إذهب إلى صدر الغار فاشرب. قال أبو بكر:

فانطلقت إلى صدر الغار فشربت ماء أحلى من العسل وأبيض من اللبن وأذكى رائحة من المسك ثم عدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: شربت؟ قلت: نعم. قال: ألا أبشرك يا أبا بكر؟

قلت: بلى يا رسول الله! قال: إن الله تبارك وتعالى أمر الملك الموكل بأنهار الجنة أن اخرق نهرا من جنة الفردوس إلى صدر الغار ليشرب أبو بكر فقلت: يا رسول الله! ولي عند الله هذه المنزلة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم وأفضل، والذي بعثني بالحق نبيا لا يدخل الجنة مبغضك ولو كان له عمل سبعين نبيا.

الرياض النضرة 1 ص 71، مرقاة الوصول ص 114.

قال الأميني: كيف تصح هذه الرواية قد ضرب عنها حفاظ الحديث وأئمة التاريخ والسير صفحا؟ مع ما فيها من نبأ عظيم وكرامة هامة وهي بين أيديهم وهم يهتمون بجمع دلائل النبوة ومعاجز الرسالة، فلم تخرج في أصل، ولم تذكر في سيرة، وإنما ذكرها السيوطي في الخصايص 1 ص 187 فقال: أخرجه ابن عساكر بسند واه.

ولماذا خصت روايتها بابن عباس وقد ولد في شعب أبي طالب قبل الهجرة بقليل فكان يوم الغار ابن سنة أو سنتين ولم يسندها إلى أحد ولم يكن في الغار غير النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه؟ فأين روايتهما إياها؟ وأين أولئك الصحابة عنها؟ أيحق لحكيم أو حافظ أن

الصفحة 229
يرسل مثل هذه الواهية إرسال المسلم في عد الفضائل؟

نعم: للقوم في محبة أبي بكر وصاحبه روايات تشبه بالقصص الخيالية نسجتها يد الغلو في الفضائل وإليك منها:

1 - عن عبد الله بن عمر مرفوعا، لما ولد أبو بكر في تلك الليلة اطلع الله على جنة عدن فقال: وعزتي وجلالي لا أدخلك إلى من أحب هذا المولود.

من موضوعات أحمد بن عصمة النيشابوري كما مر في ج 5 ص 300 ط 2.

2 - عن أبي هريرة مرفوعا: إن في السماء الدنيا ثمانين ألف ملك يستغفرون الله لمن أحب أبا بكر وعمر، وفي السماء الثانية ثمانون ألف ملك يلعنون من أبغض أبا بكر وعمر.

من طامات أبي سعيد الحسن بن علي البصري كما أسلفنا في ج 5: 300 ط 2.

3 - عن أنس إن يهوديا أتى أبا بكر فقال: والذي بعث موسى وكلمة تكليما إني لأحبك فلم يرفع أبو بكر رأسه تهاونا باليهودي فهبط جبرئيل على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا محمد إن العلي الأعلى يقرأ عليك السلام ويقول لك: قل لليهودي: إن الله قد أحاد عنك النار. الحديث. إقرأ واحكم بعد قرائتك القرآن والتدبر في الآي النازلة في عذاب الكفار. من موضوعات أبي سعيد البصري راجع الجزء الخامس ص 301 ط 2.

4 - عن أنس مرفوعا: إن لله تعالى في كل ليلة جمعة مائة ألف عتيق من النار إلا رجلين فإنهما يدخلان في أمتي وليسا منهم، وإن الله لا يعتقهما فيمن عتق منهم مع أهل الكبائر في طبقتهم، مصفدين مع عبدة الأوثان: مبغضي أبو بكر وعمر، وليس هم داخلين في الاسلام وإنما هم يهود هذه الأمة الخ.

من وضع أبي شاكر مولى المتوكل كما مر في ج 5 ص 303 ط 2.

5 - عن عبد الله بن عمر مرفوعا: إن الله أمرني بحب أربعة: أبي بكر، وعمر، و عثمان، وعلي. من بلايا السنجري كما مر ج 5: 310 ط 2.

6 - عن أبي هريرة مرفوعا قال لعلي: أتحب هذين الشيخين؟ قال: نعم يا رسول الله! قال: أحبهما تدخل الجنة. من صناعة الأشناني كما مر ج 5: 313 ط 2.

7 - عن جابر مرفوعا: لا يبغض أبا بكر وعمر مؤمن ولا يحبهما منافق.


الصفحة 230
من موضوعات معلى الطحان راجع ج 5: 323 ط 2.

8 - عن أبي هريرة مرفوعا: هذا جبريل يخبرني عن الله: ما أحب أبا بكر و عمر إلا مؤمن تقي، ولا أبغضهما إلا منافق شقي.

من موضوعات إبراهيم الأنصاري كما مر ج 5 ص 326 ط 2.

9 - عن أبي سعيد مرفوعا، من أبغض عمر فقد أبغضني راجع 5: 329 ط 2.

10 - عن علي مرفوعا قد أخذ الله بكم الميثاق في أم الكتاب لا يحبكم " يعني أبا بكر. وعمر. وعثمان. وعليا " إلا مؤمن تقي، ولا يبغضكم إلا منافق شقي.

من موضوعات إبراهيم الأنصاري كما مر ج 5: 326 ط 2.

11 - عن علي مرفوعا في أبي بكر: من أحبني فليحبه، ومن أراد كرامتي فليكرمه مر في الجزء الخامس ص 355 ط 2.

12 - عن أنس مرفوعا: إن لعرش الرحمن ثلاثمائة وستين قائمة، كل قائمة كطباق الدنيا ستين ألف مرة، بين كل قائمتين ستون ألف صخرة، كل صخرة مثل الدنيا ستون ألف مرة، في كل صخرة ستون ألف عالم، كل عالم مثل الثقلين ستون ألف مرة.

قد ألهمهم الله تعالى الاستغفار لمن يحب أبا بكر وعمر، ويلعنون مبغضهما إلى يوم القيامة (1).

كأن لعدد ستين ألف خاصة عند واضع هذه الخرافة فجعل سلسلة الأكوان الخيالية على ذلك العدد، ليست هذه كلها إلا حلقة بلاء جاءت بها رماة القول على عواهنه المغالون في الفضائل تجاه الحقائق الراهنة، غير أنا لا نخدش العواطف ببسط القول في متونها، ونكل القضاء فيها إلى ضمير الباحث النابه الحر.

- 21 -
النبي مؤيد بالشيخين

عن أبي أروى الدوسي قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وآله فاطلع أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فقال رسول الله صلى الله عليه وآله، الحمد الذي أيدني بكما.

قال الأميني: أخرجه الحاكم في المستدرك 3 ص 74 من طريق ابن أبي فديك

____________

(1) عمدة التحقيق للعبيدي المالكي ص 183 نقلا عن كتاب العقائق.


الصفحة 231
وهو وإن وثقه ابن معين غير أن ابن سعد قال: ليس بحجة، عن:

عاصم بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، ضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم، وابن عدي، وقال الفروي: وليس بقوي، وقال الجوزجاني: يضعف حديثه وقال البخاري: منكر الحديث، وقال الترمذي: متروك ليس بثقة، وقال ابن حبان: يخطئ ويخالف وقال أيضا: منكر الحديث جدا يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات، وقال ابن الجارود: ليس حديثه بحجة. وتكلم النسائي على أحمد بن صالح حيث وثقه. عن:

سهيل بن أبي صالح قال ابن معين: حديثه ليس بحجة. وقال أبو حاتم: حديثه لا يحتج به، وقال ابن حبان يخطئ، وقال ابن أبي خيثمة عن يحيى: لم يزل أهل الحديث يتقون حديثه. وذكر العقيلي عن يحيى أنه قال: هو صويلح وفيه لين عن:

محمد بن إبراهيم بن الحارث المدني وثقه غير واحد غير أن إمام الحنابلة أحمد قال: في حديثه شيئ يروي أحاديث مناكير أو منكرة (1) والحديث ذكره ابن حجر في الإصابة 4 ص 5 وضعفه.

هذا مجمل القول في رجال سند الرواية، وأما متنه فكما ترى آية في الغلو.

- 22 -
الأشباح الخمسة من ذرية آدم

عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أخبرني جبريل أن الله تعالى لما خلق آدم وأدخل الروح في جسده أمرني أن آخذ تفاحة من الجنة فأعصرها في حلقه فعصرتها في فمه فخلقك الله من النقطة الأولى أنت يا محمد، ومن الثانية أبا بكر، ومن الثالثة عمر، ومن الرابعة عثمان، ومن الخامسة علي. فقال آدم: من هؤلاء الذين كرمتهم؟ فقال الله تعالى: هؤلاء خمسة أشباح من ذريتك، وقال: هؤلاء أكرم عندي من جميع خلقي. قال: فلما عصى آدم ربه. قال: رب بحرمة أولئك الأشباح الخمسة الذي فضلتهم إلا تبت علي فتاب الله عليه.

____________

(1) راجع ميزان الاعتدال 2: 4 و ج 1: 432، تهذيب التهذيب ج 9 ص 6، 61 ج 4 263، ج 5 وبهذا الطريق أخرجه البزار كما في الصواعق ص 47.

الصفحة 232
ذكره الحافظ محب الدين الطبري في الرياض النضرة 1: 30، وابن حجر في الصواعق ص 50 نقلا عن رياض المحب الطبري وقال: عهدته عليه.

قال الأميني: ما أبعد المسافة بين من يجوز توسل آدم أول الأنبياء إلى الله تعالى بأناس عاديين في سياق توسله بأفضل الرسل والسيد الأوصياء عليهما وآلهما السلام، و بين من ينكر التوسل لأي أحد، بأي أحد، ولا يرى لتوسل آدم بالنبي الأعظم صلى الله عليه وآله أي قيمة وكرامة، فيعتقد الأول صحة مثل هذه الرواية التي حكم السيوطي بأنها كذب موضوع، وارتضاه ابن حجر في نقله عنه كما في كشف الخفاء، وإن عده في صواعقه من الفضائل زعما منه بأن الدهر لم يأت بعده بمن يناقشه في الحساب، وصافقهما على التكذيب والوضع العجلوني فقال في كشف الخفاء 1: 233: قال ابن حجر الهيثمي نقلا عن السيوطي: كذب موضوع.

ومتن الراوية أوضح شاهد على ذلك غير أن المغالات في الفضائل اختلقتها لمعارضة ما ورد في قوله تعالى: فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه " سورة البقرة "

أخرج الديلمي في مسند الفردوس كما في الدر المنثور 1: 60 بإسناده عن علي قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله: فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه؟ فقال: إن الله أهبط آدم بالهند وحواء بجده - إلى أن قال -: حتى بعث الله إليه جبريل، وقال: يا آدم ألم أخلقك بيدي: ألم أنفخ فيك من روحي؟ ألم أسجد لك ملائكتي؟ ألم أزوجك حواء أمتي: قال: بلى. قال: فما هذا البكاء؟ قال وما يمنعني من البكاء؟ وقد أخرجت من جوار الرحمن. قال: فعليك بهؤلاء الكلمات فإن الله قابل توبتك، وغافر ذنبك. قل: أللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله إلا أنت، عملت سوء، وظلمت نفسي فاغفر لي أنك أنت الغفور الرحيم، فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم.

وأخرج ابن النجار عن ابن عباس قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه؟ قال: سأل بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي. فتاب عليه " الدر المنثور 1: 60 ".

وأخرجه الفقيه ابن المغازلي في المناقب كما في ينابيع المودة ص 239.


الصفحة 233
وروى أبو الفتح محمد بن علي النطنزي المولود 480 في كتابه: الخصايص عن ابن عباس أنه قال: لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس فقال: الحمد لله فقال له ربه: يرحمك ربك. فلما أسجد له الملائكة فقال: يا رب خلقت خلقا هو أحب إليك مني؟ قال: نعم ولولاهم ما خلقتك قال: يا رب فأرنيهم فأوحى الله إلى ملائكة الحجب: أن ارفعوا الحجب. فلما رفعت إذا آدم بخمسة أشباح قدام العراش قال: يا رب من هؤلاء؟ قال: يا آدم هذا محمد نبيي، وهذا علي أمير المؤمنين ابن عم نبيي ووصيه وهذه فاطمة بنت نبيي، وهذان الحسن والحسين ابنا علي وولدا نبيي، ثم قال: يا آدم هم ولدك. ففرح بذلك فلما اقترف الخطيئة قال: يا رب أسألك بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين لما غفرت لي. فغفر الله له، فهذا الذي قال الله تعالى: فتلقى آدم من ربه كلمات. إن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه: أللهم بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي. فتاب الله عليه.

وهذا الرجل يروى له بسند صحيح توسل عمر - أحد الأشباح المزعومة - بالعباس عم النبي صلى الله عليه وآله في الاستسقاء خرج يستسقي به وقد أجدب الناس فقال: أللهم إنا نستشفع إليك بعم نبيك أن تذهب عنا المحل، وأن تسقينا الغيث. فقال العباس: أللهم إنه لم ينزل بلاء من السماء إلا بذنب، ولا يكشف إلا بتوبة، وقد توجه بي القوم إليك لمكاني من نبيك، وهذه أيدينا إليك بالذنوب، ونواصينا بالتوبة، وأنت الراعي لا تهمل الضالة، ولا تدع الكسير بدار مضيعة، فقد ضرع الصغير، ورق الكبير، وارتفعت الشكوى، وأنت تعلم السر وأخفى، أللهم فأغثهم بغياثك قبل أن يقنطوا فيهلكوا، فإنه لا ييأس من رحمتك إلا القوم الكافرون.

فما تم كلامه حتى أرخت السماء مثل الحبال، فنشأت السحاب، وهطت السماء، فطفق الناس بالعباس يمسحون أركانه ويقولون: هنيئا لك ساقي الحرمين. فقال حسان بن ثابت:

سأل الإمام وقد تتابع جدبنا * فسقى الغمام بغرة العباس
عم النبي وصنو والده الذي * ورث النبي بذاك دون الناس
أحيا الإله به البلاد فأصبحت * مخضرة الأجناب بعد الياس


الصفحة 234
وقال ابن عفيف النصري:

ما زال عباس بن شيبة غاية * للناس عند تنكر الأيام
رجل تفتحت السماء لصوته * لما دعا بدعاوة الاسلام
فتحت له أبوابها لما دعا * فيها بجند معلمين كرام
عم النبي فلا كمن هو عمه * ولد ولا كالعم في الأقوام
عرفت قريش يوم قام مقامه * فبه له فضل على الأقوام

وقال شاعر بني هاشم:

رسول الله والشهداء منا * وعباس الذي بعج الغماما

وقال العباس بن عتبة بن أبي لهب:

بعمي سقى الله الحجاز وأهله * عشية يستسقي بشيبته عمر
توجه بالعباس في الجدب دائما * إليه فما إن دام حتى أتى المطر
ومنا رسول الله فينا تراثه * فهل فوق هذا للمفاخر مفتخر؟ (1)

فهلا هذا الرجل هو المتوسل به في حديث الأشباح - المختلق - الواقع في رديف صاحب الرسالة وسيد الوصيين صلى الله عليهما وآلهما، وهو ومن معه أكرم خلق الله جميعا باعتراف ممن خلقهم وفي خلقه سبحانه الأنبياء وأولوا العزم من الرسل والأوصياء والملائكة والمقربون؟

فهلا هذا الرجل دعا الله بنفسه؟ وما محل توسله بالعباس وهو أكرم عند الله منه ومن أبيه آدم وولده وهلم جرا؟ أو أنه وجد استثناء في العباس فحسب فهو أكرم على الله منه ومن كل من هو أكرم على الله منه؟

أنا لا أدري ماذا أقول، ولك الفسحة والمجال لأن تقول الحق وما يحدوك

____________

(1) صحيح البخاري كتاب الصلاة باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء، صحيح مسلم كتاب الصلاة، الأغاني 12: 81، أعلام الماوردي 78، تاريخ ابن عساكر 7: 245 - 248، مستدرك الحاكم 3: 334، تاريخ ابن كثير 7: 92، مرآة الجنان 1: 72، طرح التثريب 1: 63، فتح الباري 2: 398 وقال: يستفاد من القصة استحباب الاستسقاء بأهل الخير والصلاح وأهل بيت النبوة، عمدة القاري 3 ص 438، شذرات الذهب 1: 29.

الصفحة 235
إليه ضميرك الحر وتقول: كيف يكون المذكورون في الحديث - غير محمد وصنوه - أكرم على الله من جميع خلقه وفيهم من ذكرنا هم من الأنبياء والرسل والأوصياء والأولياء والملائكة؟ وكيف يتوسل أبو البشر النبي المعصوم بمثل أبي بكر وصاحبيه وهم هم؟ وسيرتهم بين يديك، وكيف يكونون رديف النبي الأعظم وصنوه المعصوم بنص الكتاب العزيز ونفسه المطهر الناطق به القرآن الكريم؟ وكيف يشاركون معهما في فضيلة الخلقة، وكرامة التوسل؟ ولا أحسب أن أحدا من شيعة القوم يصافق رواة هذه الأفيكة على هذه المزاعم، ولعلهم يصافقونهم ويجعلونها على عهدتهم كما فعل ابن حجر إذ غلوهم في الفضائل غير محدود.

وأما الرجل الثاني الذي أربكه التفريط وأسف به إلى هوة الجهل فكالقصيمي الذي أنكر ما جاء في الصحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله: يا آدم وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه؟ قال: يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله: صدقت يا آدم! إنه لأحب الخلق إلي، ادعني بحقه قد غفرت لك. ولولا محمد ما خلقتك.

أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (1) والحاكم في المستدرك 2: 615 وصححه، والطبراني في المعجم الصغير، وأبو نعيم في الدلائل، وابن عساكر كما في الخصايص، وأقر صحته السبكي في شفاء السقام ص 120، والقسطلاني في المواهب 1 ص 16، والسمهودي في وفاء الوفا 2: 419، والزرقاني في شرح المواهب 1: 62، والعزامي في فرقان القرآن ص 117، وذكره السيوطي في الخصايص الكبرى عن عدة من الحفاظ ج 1 ص 6.

فقال القصيمي في الصراع 2: 593 تبعا أثر ابن تيمية في الرد على هذه المأثرة النبوية الصحيحة: والسؤال بحق النبي أو بحق غيره من الأنبياء والصالحين ليس له من القيمة العملية الدينية ما يوجب أن يكون عملا صالحا مبرورا فضلا عن أن يكون أداة

____________

(1) قال الذهبي في الثناء عليه: عليك به فكله هدى ونور.

الصفحة 236
غفران وعفو تام، وماذا في قول القائل: أسألك يا الله بحق فلان أو فلانة من عمل صالح يؤهل قائله لأن يكون من المغفور لهم؟ وأنما يغفر للمستغفر.

وقال: وأما الألفاظ المجردة فلا وزن لها عند الله ولا ينظر إليها فضلا عن أن تكون عملا تحط به الذنوب والخطايا الثقيلة، فما في قول القائل: أسألك بحق محمد لما غفرت لي من الشأن والقيمة؟ حتى يقال له: وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك.

وأجهل الناس وأرقهم دينا وتقوى فضيلة وأشدهم بعدا عن الله وعن رضاه يقولون ذلك، ويلهجون به، وهم على رغمهم لا يجدر بهم الغفران ولا التجاوز والعفو والرضا بل وهو خليقون بالانتقام والطرد والعذاب الأليم الموجع، ولن تجديهم هذه المقالة ولا هذا التوسل قليلا ولا كثيرا، فنحن لا نشك في آدم ما غفر له ذنبه إلا لتوبته ولرجوعه إلى ربه ولإقلاعه عن ذنبه، ولاعتذاره واستغفاره الصادرين عن جميع نفسه وقلبه وعقله، أما السؤال بالحق فلا قيمة ولا وزن له عند الله البتة. ا ه‍.

نحن لا نقابل هذا المغفل المستهتر البذي إلا بالسلام، حذا في هذيانه هذا حذو شيخه ابن تيمية، وقد رد عليه جمع من أئمة الحديث وحفاظه بكلمات ضافية نقتصر منا بكلام السبكي قال في شفاء السقام ص 121، قال ابن تيمية: أما ما ذكر في قصة آدم من توسله فليس له أصل، ولا نقله أحد من النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد يصلح للاعتماد عليه ولا الاعتبار ولا الاستشهاد.؟ ثم ادعى ابن تيمية إنه كذب وأطال الكلام في ذلك جدا بما لا حاصل تحته بالوهم والتخرص، ولو بلغه أن الحاكم صححه لما قال ذلك، أو لتعرض للجواب عنه، وكأني به إن بلغه بعد ذلك يطعن في عبد الرحمن ابن يزيد راوي الحديث، ونحن نقول: قد اعتمدنا في تصحيحه على الحاكم، وأيضا عبد الرحمن بن يزيد لا يبلغ في الضعف إلى الحديث الذي ادعاه، وكيف يحل لمسلم أن يتجاسر على منع هذا الأمر العظيم الذي لا يرده عقل ولا شرع؟ وقد ورد فيه هذا الحديث، وأما ما ورد من تسول نوح وإبراهيم وغيرهما من الأنبياء فذكره المفسرون واكتفينا عنه بهذا الحديث لجودته وتصحيح الحاكم له: ولا فرق في هذا المعنى بين أن يعبر عنه بالتوسل أو الاستعانة أو التشفع أو التجوه. والداعي بالدعاء المذكور ما في معناه متوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم لأنه جعله وسيلة لإجابة الله دعاءه أو مستغيث به،

الصفحة 237
والمعنى أنه استغاث الله به على ما يقصده الخ.

وقد أسلفنا الكلام حول الموضوع في الجزء الخامس ص 143 - 156 راجع.

- 23 -
أبو بكر خير أهل السماوات والأرض

عن أبي هريرة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أبو بكر وعمر خير أهل السماوات و الأرض، وخير الأولين والآخرين، إلا النبيين والمرسلين.

ذكره ابن حجر في الصواعق 45 نقلا عن الحاكم وابن عدي، وأخرجه الخطيب في تاريخه 5 ص 253 وسكت عما في سنده من العلل " على عادته الجارية في مناقب الشيخين " وفيه: جبرون بن واقد الأفريقي والراوي عنه محمد بن داود القنطري، قال الذهبي في الميزان: جبرون متهم فإنه روى بقلة حياء عن سفيان، وروى عنه محمد بن داود القنطري، عن أبي هريرة مرفوعا: أبو بكر وعمر خير الأولين. الحديث تفرد به وبالذي قبله وهما موضوعان. وزاد ابن حجر في اللسان 2 ص 94 عن ابن عدي أنه قال: لا أعرف له غير هذين الحديثين وأعلم يرويهما عنه غير محمد بن داود وهما منكران وقال الذهبي في ترجمة محمد بن داود: عن جبرون الأفريقي بحديثين باطلين ذكرهما ابن عدي في ترجمة جبرون وقال تفرد بهما محمد.

وقال ابن حجر في اللسان 5: 161: أحسب الآفة في الحديث من جبرون وقد ساق المؤلف الحديثين في ترجمته وصرح بأنهما موضوعان وأشار إلى أن المشتهر بهما جبرون.

قال الأميني: ومن الحري لمثل هذين المبطلين أن يرويا باطلا كمثل هذا الذي يرتأي مفتعله تفضيل الرجلين على الملائكة المقربين المعصومين من أهل السماوات وفيهم سيدهم أمين الوحي جبرئيل، وعلى من ثبتت زلفتهم وقربهم من أولياء الله وأصفيائه وأوصياء الأنبياء، أنا لا أدري بماذا فضلا عليهم أبعلمهما المتدفق؟ وقد عرفت مبلغهما منه، أم بالعصمة عن الخطايا والذنوب؟ وأنت لا تقول بها، أو أن ما حفظه التاريخ من سيرتهما لا يدع أن تقول بها، لكن عصمة الملائكة ثابتة لا ريب فيها، وعصمة الأوصياء واجبة بالبرهنة الصحيحة، وزلفى المقربين كلقمان والخضر وذي القرنين

الصفحة 238
من القضايا التي قياساتها معها، أم ببأسهما المرهب في ذات الله وعنائهما في سبيل الدين وجهودهما الجبارة؟ لا يخفى على أحد حق القول في ذلك كله، ضع يدك ها هنا على أي فضيلة فإنك لا تجد فيهما منها ما يربي بهما على كثير من الصحابة والتابعين هلم جرا فضلا عن من ذكرناهم، غير أن الغلو في الفضائل حدى صاحبه إلى أن يقول بذلك، فدعه يقول فإن الحقايق الثابتة غير قابلة للزوال والأصول الموضوعة يركن إليها على كل حال.

- 24 -
ثواب النبي صلى الله عليه وآله وأبي بكر

عن علي بن أبي طالب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأبي بكر: يا أبا بكر!

إن الله أعطاني ثواب من آمن به منذ خلق آدم إلى أن بعثني، وإن الله أعطاك ثواب من آمن بي منذ بعثني إلى أن تقوم الساعة.

أخرجه الخلعي والملا كما في الرياض النضرة 1 ص 129، والخطيب البغدادي في تاريخه 5 ص 53 من طريق أحمد بن محمد بن عبيد الله أبي الحسن التمار المقرئ فقال: كان غير ثقة روى أحاديث باطلة ذاكرت أبا القاسم الأزهري حال هذا الشيخ و قلت: أراه ضعيفا لأن في حديثه مناكير. فقال: نعم هو مثل أبي سعيد العدوي.

قال الأميني: أبو سعيد العدوي هو الحسن بن علي العدوي البصري شيخ قليل الحياء كذاب يضع الحديث، أسلفنا ترجمته في سلسلة الكذابين في الجزء الخامس ص 224 ط 2، فقول الأزهري في أبي الحسن التمار (إنه مثل أبي سعيد) يومي إلى أنه أيضا كذاب وضاع.

وفي الاسناد أبو معاوية الضرير وقد اشتهر عنه الغلو غلو التشيع، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة ربما يدلس " ميزان الاعتدال 3 ص 382 " وفيه أبو البختري عن علي قال سلمة بن كهيل: ما كان من حديث أبي البختري فهو حسن، وما كان عن فهو ضعيف " ميزان الاعتدال 3 ص 344 ".

هذا شأن سند الرواية وأما متنه فضميرك الحر نعم الحكم فيه.


الصفحة 239

- 25 -
الحب والشكر الواجبان على الأمة

عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب أبي بكر وشكره واجب على أمتي.

أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه 5 ص 453 من طريق عمر بن إبراهيم الكردي وقال: تفرد به عمر، وهو ذاهب الحديث. وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال 2:

249 فقال: الحديث منكر جدا.

ورواه الخطيب في تاريخه 5: 73 من طريق عمر الكردي أيضا بلفظ: إن أمن الناس علي في صحبته وذات يده أبو بكر الصديق، فحبه وشكره وحفظه واجب على أمتي.

قال الأميني: هذه الرواية من موضوعات عمر الكردي قال الدارقطني: كذاب خبيث، وقال الخطيب: غير ثقة يروي مناكير من الاثبات. راجع ما مر في سلسلة الكذابين في الجزء الخامس ص 246 ط 2.

والعجب من الخطيب في تاريخه أنه مع قوله المذكور في ترجمة الكردي ترى عقدة في لسانه لما يذكر الرواية فيسكت عما فيها تارة ولم يتكلم بذأمة تعرب عن وضعها، ويقتصر أخرى بقوله: تفرد بروايته عمر وغير عمر أوثق منه. كما قاله في الموضع الثاني، وليست هذه كلها إلا لإغفال القراء عن جلية الحال، والتمويه على الحقائق الراهنة، فمن جرائها يأبى الصفوري بعد حين ويذكر الرواية في نزهة المجالس 2:

186 مرسلا إياها إرسال المسلم.

- 26 -
أبو بكر في كفة الميزان

أخرج الحكيم الترمذي كما في مرقاة الوصول ص 112 قال: حدثنا رزق الله بن موسى الباجي البصري قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل - العدوي البصري - قال:

حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا سعيد بن جمهان البصري عن سفينة مولى أم سلمة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح أقبل على أصحابه فقال: أيكم رأي الليل

الصفحة 240
رؤيا؟ قال: فصلى ذات يوم الصبح ثم أقبل على أصحابه فقال: أيكم رأى الليل رؤيا؟

فقال رجل: أنا يا رسول الله رأيت كأن ميزانا أدلي من السماء فوضعت في كفة الميزان ووضع أبو بكر في كفة أخرى فرجحت بأبي بكر رفعت. وترك أبو بكر فجئ بعمر فوضع في الكفة الأخرى فوزن بأبي بكر فرجح أبو بكر بعمر، ورفع أبو بكر وترك عمر مكانه فجئ بعثمان فورع في الكفة الأخرى فرجح عمر بعثمان، ورفع عمر وترك عثمان مكانه فجئ بعلي فوضع في الكفة الأخرى فرجح عثمان بعلي ورفع الميزان. فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: خلافة نبوة ثلاثين عاما ثم تكون ملكا.

* (رجال إسناده) *

1 - رزق الله البصري المتوفى 256 / 60 قال الأندلسي: روى أحاديث منكرة وهو صالح لا بأس به " تهذيب التهذيب 3: 273 ".

2 - مؤمل العدوي البصري المتوفى 206 قال أبو حاتم: صدوق شديد في السنة كثير الخطأ. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال يعقوب بن سفيان: شيخ جليل سني سمعت سليمان بن حرب يحسن الثناء - عليه - كان مشيختنا يوصون به إلا أن حديثه لا يشبه حديث أصحابه، وقد يجب على أهل العلم أن يقفوا عن حديثه، فإنه يروي المناكير عن ثقات شيوخه، وهذا أشد فلو كانت هذه المناكير عن الضعفاء كلنا نجعل له عذرا، وقال الساجي: صدوق كثير الخطأ، وله أوهام يطول ذكرها، وقال ابن سعد والدارقطني: كثير الخطأ. وقال المروزي: إذا انفرد بحديث وجب أن يتوقف ويتثبت فيه، لأنه كان سيئ الحفظ كثير الغلط.

" ميزان الاعتدال 2 ص 221، تهذيب التهذيب 10 ص 381 "

3 - سعيد بن جمهان البصري المتوفى 136. قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال الساجي: لا يتابع على حديثه.

" ميزان الاعتدال 1: 377 تهذيب التهذيب 4: 14 ".

قال الأميني: ويل للمطففين، الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون، وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون، ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم، يوم يقوم الناس لرب العالمين.