الصفحة 363

55 - الحجاج بن عمرو بن عزية الأنصاري.

56 - حجر بن عدي الكندي المعروف بحجر الخير، كان من الأمراء يوم صفين.

57 - حجر بن يزيد بن مسلمة الكندي.

58 - حنظلة بن النعمان الأنصاري.

59 - حيان بن أبجر الكناني.

60 - خالد بن أبي خالد الأنصاري.

61 - خالد بن أبي دجانة الأنصاري.

62 - خالد بن المعمر بن سليمان السدوسي كان من أمراء علي يوم صفين.

63 - خالد بن الوليد الأنصاري، كان ممن أبلى بصفين.

64 - خرشة بن مالك بن جرير الأودي.

65 - رافع بن خديج بن رافع الأنصاري الخزرجي الحارثي.

66 - ربيعة بن قيس العدواني.

67 - ربيعة بن مالك بن وهيل النخعي.

68 - زبيد بن عبد الخولاني شهد صفين مع معاوية وكانت معه الراية فلما قتل عمار تحول إلى عسكر علي عليه السلام أخذا بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: عمار تقتله الفئة الباغية.

69 - زيد بن أرقم بن زيد بن قيس الكعبي الخزرجي.

70 - زيد بن جارية الأنصاري.

71 - زيد بن حيلة - بالمهملة والياء ويقال: بالمعجمة والموحدة -.

72 - زياد بن حنظلة التميمي.

73 - سعد بن الحارث بن الصمة الأنصاري استشهد يوم صفين.

74 - سعد بن عمرو بن حرام الأنصاري الخزرجي.

75 - سعد بن مسعود الثقفي عم المختار بن أبي عبيد.

76 - سليمان بن صرد بن أبي الجون أبو المطرف الخزاعي، كان أميرا على رجالة الميمنة يوم صفين.

77 - سهيل بن عمرو الأنصاري، قتل بصفين مع علي عليه السلام.


الصفحة 364
78 - شبث بن ربعي التميمي اليربوعي أبو عبد القدوس.

79 - شبيب بن عبد الله بن شكل المذحجي.

80 - شريح بن هاني بن يزيد بن نهيك أبو المقدام الحارثي.

81 - شيبان بن محرث.

82 - صدى بن عجلان بن الحارث أبو أمامة الباهلي.

83 - صعصعة بن صوحان العبدي.

84 - صفر بن عمرو بن محصن. وقتل بصفين.

85 - صيفي بن ربعي بن أوس.

86 - عائذ بن سعيد بن زيد بن جندب المحاربي الجسري. المستشهد بصفين.

87 - عائذ بن عمرو الأنصاري.

88 - عامر بن واثلة بن عبد الله أبو الطفيل الليثي.

89 - عبد الله الأسلمي ممن استشهد بصفين وأثنى عليه مولانا أمير المؤمنين كما مر ص 364.

90 - عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي. قتل بصفين.

91 - عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم. كان على الميسرة يوم صفين.

92 - عبد الله بن خراش أبو يعلى الأنصاري.

93 - عبد الله بن خليفة البولاني الطائي.

94 - عبد الله بن ذباب بن الحارث المذحجي.

95 - عبد الله بن الطفيل بن ثور بن معاوية البكائي.

96 - عبد الله بن كعب المرادي، قتل يوم صفين وكان من أعيان أصحاب أمير المؤمنين.

97 - عبد الله بن يزيد الخطمي الأنصاري الأوسي.

98 - عبد الرحمن بن بديل بن ورقاء الخزاعي، من شهداء يوم صفين.

99 - عبد الرحمن بن حسل الجمحي. قتل بصفين.

100 - عبيد بن خالد السلمي.


الصفحة 365
101 - عبيد الله بن سهيل الأنصاري.

102 - عبيد بن عازب أخو البراء بن عازب.

103 - عبيد بن عمرو السلماني أبو عمرو صاحب ابن مسعود.

104 - عبد خير بن يزيد بن محمد الهمداني. من كبار أصحاب الإمام عليه السلام.

105 - عدي بن حاتم بن عبد الله بن سعد الطائي.

106 - عروة بن زيد الخيل الطائي.

107 - عروة بن مالك الأسلمي قتل بصفين وأثنى عليه الإمام عليه السلام كما مر ص 364.

108 - عقبة بن عامر السلمي.

109 - العلاء بن عمرو الأنصاري.

110 - عليم بن سلمة الفهمي.

111 - عمرو بن بلال كان من المهاجرين.

112 - عمير بن حارثة الليثي.

113 - عمير بن قرة السلمي.

114 - عمار بن أبي سلامة بن عبد الله بن عمران.

115 - عوف بن عبد الله بن الأحمر الأزدي.

116 - الفاكه بن سعد بن جبير الأنصاري الأوسي الخطمي. قتل بصفين.

117 - قيس بن أبي قيس الأنصاري.

118 - قيس بن المكشوح أبو شداد المرادي. من شهداء صفين.

119 - قرظة بن كعب بن ثعلبة بن عمرو الأنصاري الخزرجي.

120 - كرامة بن ثابت الأنصاري.

121 - كعب بن عمر أبو زعنة.

122 - كميل بن زياد النخعي، يقال: أدرك من الحياة النبوية ثماني عشرة سنة وكان شريفا مطاعا ثقة. الإصابة 3: 318.

123 - مالك بن الحارث بن عبد يغوث النخعي الأشتر.

124 - مالك بن عامر بن هاني بن خفاف الأشعري.


الصفحة 366
125 - محمد بن بديل بن ورقاء الخزاعي، من شهداء صفين.

126 - محمد بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي يقال: قتل بصفين.

127 - مخنف بن سليم بن الحرث بن عوف بن ثعلبة الأزدي الغامدي، كان على راية الأزد بصفين.

128 - معقل بن قيس الرياحي التميمي اليربوعي.

129 - المغيرة بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب الهاشمي.

130 - منقذ بن مالك الأسلمي أخو عروة بن مالك ممن استشهد بصفين كما مر في شعر مولانا أمير المؤمنين ص 364.

131 - المهاجر بن خالد بن المخزومي. استشهد بصفين.

132 - نضلة بن عبيد الأسلمي أبو بريزة.

133 - النعمان بن عجلان بن النعمان الأنصاري الزرقي.

134 - هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المرقال. كان صاحب الراية واستشهد بصفين.

135 - هبيرة بن النعمان بن قيس بن مالك بن معاوية الجعفي. كان من أمراء علي عليه السلام.

136 - وداعة بن أبي زيد الأنصاري.

137 - يزيد بن الحويرث الأنصاري.

138 - يزيد بن طعمة بن جارية بن لوذان الأنصاري الخطمي.

139 - يعلى بن أمية بن أبي عبيدة بن همام بن الحرث التميمي الحنظلي. يقال: إنه قتل بصفين.

140 - يعلى بن عمير بن يعمر بن حارثة بن العبيد النهدي.

141 - أبو شمر بن أبرهة بن شرحبيل بن أبرهة بن الصباح الحميري ثم الأبرهي قتل مع علي عليه السلام بصفين.

142 - أبو ليلى الأنصاري والد عبد الرحمن.

143 - أبو جحيفة السوائي.

144 - أبو عثمان الأنصاري.

145 - أبو الورد بن قيس بن فهر الأنصاري.


الصفحة 367
والإمام أمير المؤمنين قد أتم الحجة يوم الجمل على طلحة بما أسلفناه في الجزء الأول ص 186، 187 ط 2، وعلى الزبير بما مر في ج 3 ص 191 ط 2 وما قاتلهما إلا بعد إقامة الحجة عليهما، ودحض أعذارهما المفتعلة، فما وجدهما مخبتين إلى الحق مصيخين إلى ما اعترفا به من قول رسول الله صلى الله وعليه وآله وسلم وكان موقفهما موقف المستهزء اللاعب بالدين الحنيف، جاء رجل إلى طلحة والزبير وهما في المسجد بالبصرة فقال: نشدتكما بالله في مسيركما أعهد إليكما فيه رسول الله شيئا؟ فقام طلحة ولم يجبه، فناشد الزبير فقال: لا، ولكن بلغنا أن عندكم دراهم فجئنا نشارككم فيها (1).

ولما بايع أهل البصرة الزبير وطلحة قال الزبير: ألا ألف فارس أسير بهم إلى علي فإما بيته وإما صبحته لعلي أقتله قبل أن يصل إلينا؟ فلم يجبه أحد. فقال: إن هذه لهي الفتنة التي كنا نحدث عنها. فقال له مولاه: أتسميها فتنة وتقاتل فيها؟ قال: ويحك إنا نبصر ولا نبصر، ما كان أمر قط إلا علمت موضع قدمي فيه غير هذا الأمر فإني لا أدري أمقبل أنا فيه أم مدبر. (2) وقد تحقق يوم ذاك ما كان يحذر منه عمر بن الخطاب وصدق الخبر الخبر، قال عبد الله بن عمر: جاء الزبير إلى عمر فقال لعمر: إئذن لي أخرج فأقاتل في سبيل الله.

قال: حسبك قد قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق الزبير وهو يتذمر فقال عمر:

من يعذرني من أصحاب محمد صلى الله وعليه وسلم؟ لولا أني أمسك بفم هذا الشغب لأهلك أمة محمد صلى الله عليه وسلم (3).

أللهم ما كان ذنب حكيم بن جبلة وسبعين أبرياء آخرين من عبد القيس قتلهم طلحة والزبير قبل وقوع الواقعة بعد ما نادى مناديهما بالبصرة: ألا من كان فيهم من قبائلكم أحد ممن غزا المدينة فليأت بهم فجئ بهم كما يجاء بالكلاب فقتلوا. قال: حكيم بن جبلة لقد أصبحتم وإن دماءكم لنا لحلال بمن قتلتم من إخواننا، أما تخافون الله عز وجل؟ بما تستحلون سفك الدماء؟ قال ابن الزبير: بدم عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال: فالذين قتلتموهم قتلوا عثمان؟ أما تخافون مقت الله؟ فقال له عبد الله بن الزبير:

____________

(1) تاريخ الطبري 5: 183.

(2) تاريخ الطبري 5: 183.

(3) تاريخ بغداد 7: 453.

الصفحة 368
لا نرزقكم من هذا الطعام ولا نخلي سبيل عثمان بن حنيف حتى يخلع عليا فقتل حكيم بن جبلة وسبعون رجلا من عبد القيس. (1) فعلى الرجلين وأمهما دم ستة آلاف أو يزيدون قتلى تلك الحرب الدامية، ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها. ومن قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا. ولنعم ما قال فتى بني سعد يوم ذاك:

صنتم حلائلكم وقدتم أمكم * هذا لعمرك قلة الانصاف
أمرت بجر ذيولها في بيتها * فهوت تشق البيد بالايجاف
غرضا يقاتل دونها أبناؤها * بالنبل والخطي والأسياف
هتكت بطلحة والزبير ستورها * هذا المخبر عنهم والكافي (2)

ولم يكن حول الجمل إلا حثالة من ذنابا الناس أهل الشره والتره - من ضبة والأزد - الذين كانوا يلتقطون بعر الجمل ويفتونها ويشمونها ويقولون: بعر جمل أمنا ريحه ريح المسك. يأتي حديثه في مستقبل الأجزاء إنشاء الله. كما لم يكن في جيش معاوية إلا ساقة الناس ورعائهم الذين وصفهم مولانا أمير المؤمنين بقوله يوم ذاك: انفروا إلى بقية الأحزاب، انفروا بنا إلى ما قال الله ورسوله إنا نقول: صدق الله ورسوله. و يقولون: كذب الله ورسوله (3):

وقال سيدنا قيس بن سعد في كلام له: هل ترى مع معاوية إلا طليقا أعرابيا أو يمانيا مستدرجا؟ (4).

وفي كلام لسيدنا عمار بن ياسر: إن مراكزنا على مراكز رايات رسول الله يوم بدر ويوم أحد ويوم حنين، وإن هؤلاء مراكز رايات المشركين من الأحزاب (5) وفي مقال لسيدنا مالك الأشتر: أكثر ما معكم رايات قد كانت مع رسول الله، و مع معاوية رايات قد كانت مع المشركين على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فما يشك في قتال

____________

(1) تاريخ الطبري 5: 180، 182، 183.

(2) تاريخ الطبري 5: 176:

(3) أخرجه البزار بإسنادين كما في مجمع الزوايد للحافظ الهيثمي 7: 239.

(4) استدرجه: خدعه وأدناه.

(5) كتاب صفين لابن مزاحم ص 363، شرح ابن أبي الحديد 1: 506.

الصفحة 369
هؤلاء إلا ميت القلب.(1)

ولم تكن الغايات في حرب معاوية تخفى على أي أحد حتى على النساء في خدورهن فهي كما قالت أم الخير بنت الحريش: إنها إحن بدرية، وأحقاد جاهلية، و ضغائن أحدية، وثب بها معاوية حين الغفلة ليدرك ثارات بني عبد شمس، قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا إيمان لهم لعلهم ينتهون (2).

وكيف يكون هذا الطلب مشروعا والذين وتروا عثمان هم الصحابة العدول كلهم حتى أن طلحة كان أشد الناس عليه، وحسب مروان أنه أخذ منه ثاره برمية منه جرعته المنية. وقد تثبط معاوية عن نصرته حتى قتلوه؟.

وإن كانت النهضة بثارات عثمان غير مشروعة يمقتها الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم - كما هو المتسالم عليه عند وجوه السلف - فكيف يدرأ بها العذاب عمن قام بها؟

ولو صدقت الأحلام لوجب أن يكون أصحاب الجمل مكلوئين عن كل سوء لكن عوضا عن ذلك وافاهم العذاب من شتى النواحي وقتلوا تقتيلا، وقطع الله أيدي الذين أخذوا بزمام الجمل حتى وردوا الهلكة صاغرين.

وأما معاوية فسل عنه ليلة الهرير ويومه فقد قتل فيهما سبعون ألف قتيل 45 ألفا من أهل الشام و 25 ألفا من أهل العراق (3) وهل استمر على الطلب بالثار لما تمهد له عرش الملك؟ أو أنه اقتنع بالحصول على سلطة غاشمة وملك عضوض؟.

نعم: حصر هو تعقيبه بالأبرياء شيعة أمير المؤمنين عليه السلام فقتلهم أينما ثقفهم تحت كل حجر وشجر، وأما ثار عثمان فلم ينبس عنه بعد ببنت شفة فضلا عن أن يثأر له ولم يرم بالحجارة، فدونك تاريخ معاوية، فاقرأ واحكم.

46 - أخرج الخطيب في تاريخه 12: 364 من طريق أحمد بن محمد بن المغلس الحماني عن أبي سهل الفضل بن أبي طالب عن عبد الكريم بن روح البزاز عن أبيه روح

____________

(1) كتاب صفين لابن مزاحم ص 268، شرح ابن أبي الحديد 1: 484.

(2) بلاغات النساء ص 36، العقد الفريد 1: 132، نهاية الأرب 7: 241، صبح الأعشى 1: 248.

(3) كتاب صفين لابن مزاحم ص 543، تاريخ ابن كثير 7: 274، 312، فتح الباري 13: 73.

الصفحة 370
ابن عنبسة بن سعيد بن أبي عياش الأموي مولاهم البصري عن أبيه عنبسة (1) عن جدته " لأبيه " أم عياش وكانت أمة لرقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما زوجت عثمان أم كلثوم إلا بوحي من السماء قال الأميني: لا تعجب من إخراج الخطيب هذا الحديث المرمع وسكوته عن علله فإنه أسير صبابته إلى هوى آل أمية، وقد أعمته عن آراء رجال الجرح والتعديل في أحمد بن محمد، وأنسته ما ذكره هو في ترجمة الرجل، قال ابن عدي: ما رأيت في الكذابين أقل حياء منه. وقال ابن قانع: ليس بثقة. وقال ابن أبي الفوارس، كان يضع الحديث وقال ابن حبان: راودني أصحابنا على أن أذهب إليه فأسمع منه، فأخذت جزءا لأنتخب فيه فرأيته حدث عن يحيى.. إلخ. وعن هناد. إلخ فعلمت أنه يضع الحديث. وقال الدارقطني: كان يضع الحديث. وقال الحاكم: روى عن القعنبي ومسدد وابن أبي أويس وبشر بن الوليد أحاديث وضعها. وقد وضع أيضا المتون مع كذبه في لقى هؤلاء. وقال الخطيب نفسه: حدث عن أبي نعيم وغيره بأحاديث أكثرها باطلة هو وضعها. وحكى عن بشر بن الحارث ويحيى بن معين وعلي بن معين وعلي ابن المديني أخبارا جمعها بعد أن وضعها في مناقب أبي حنيفة. وقال الدارقطني أيضا:

مناقب أبي حنيفة موضوعة كلها وضعها أحمد بن المغلس الحماني قرأته غير مرة. إلى كلمات آخرين (2).

وفي الاسناد: عبد الكريم بن روح أبو سعيد البصري، قال أبو حاتم: مجهول.

وقال عمرو بن رافع: دخلت عليه ولم أسمع منه ويقال: إنه متروك الحديث. وقال ابن حبان: يخطئ ويخالف. وضعفه ابن أبي عاصم والدارقطني (3) أضف إليه في الجهالة أباه وجده وجدته، راجع ميزان الاعتدال للذهبي والخلاصة لابن الجزري.

أخرجه ابن عدي من طريق عمير بن عمران الحنفي وعده من بواطيله وأقره الذهبي وابن حجر، وقال ابن عدي: والضعف على روايته بين، وقال العقيلي: في حديثه وهم غلط. " لسان الميزان 4: 380 ".

____________

(1) في النسخة: عن أبيه عن عنبسة. والصحيح ما ذكرناه.

(2) راجع المصادر المذكورة في الجزء الخامس ص 216 ط 2.

(3) تهذيب التهذيب 6: 372.

الصفحة 371
نعم: أنا لا أشك في أن كل ما فعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو لهج به إنما هو عن وحي منزل من السماء فإنه لا ينطق على الهوى إن هو إلا وحي يوحى، غير أن المصلحة في الإيحاء تخلف باختلاف الموارد، فليس كل صلة منه صلى الله عليه وآله وسلم أو بر تدل على فضيلة في المبرور فإنها قد تكون لإتمام الحجة عليه، كما أنها في المقام لإيقاف الملأ الديني على أن العداء المحتدم في صدور العبشميين على بني هاشم لا يزيحه أي عطف وصلة فإنه لا بر أوصل من المصاهرة ولا سيما ببضعة النبوة، لكن: هل قدر ذلك زوج أم كلثوم؟ أو إنه اقترف ليلة وفاتها (1) ولم يكترث للانقطاع عن شرف النبوة، حتى أهانه رسول العظمة بملأ من الأشهاد، وحرم عليه الدخول في قبرها وهو في الظاهر أولى الناس بها بعد أبيها؟

ولعل كل صهر أو مواصلة وقع بين بني هاشم والأمويين كان من هذا الباب، حاول الهاشميون وفي مقدمهم مشرفهم صلى الله عليه وآله وسلم تخفيض نائرة الإحن وتصفية القلوب من الضغائن، لكن هل حصلوا على الغاية المتوخاة؟ أو انكفؤا على حد قول القائل:

لقد نفخت في جذى مشبوبة * وقد ضربت في حديد بارد؟

ولولا هذه المصاهرة وأمثالها لطالت الألسنة على الهاشميين لسبق، المهاجرة والقطيعة بين الفريقين، وحملوا كل ما وقع بينهما على تلكم السوابق، لكن الفئة الصالحة رواد إصلاح درأوا عن أنفسهم هاتيك الشبه بضرائب هذه المواصلات، وعرفوا الناس إن العقارب لسب من ذاتها، فلا يجدي معها أي لين وزلفة.

ولعلك هاهنا تجد الميزة بين الصهرين مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وصاحب سيدتنا أم كلثوم، وتعليم سيرة الإمام مع الصديقة الطاهرة حتى قضت نحبها وهي عنه راضية، كما أنه فارقها وهو عنها راض، وغادر رسول الله صلى الله عليه وآله الدنيا وسلم وهو راض عنهما.

وانظر إلى آخر يوميهما هذا يقترف ليلة وفاة أم كلثوم ما لا يرضي الله ورسوله ولا يهمه فراقها ولا يشغله الهم بالمصيبة وانقطاع صهره من النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن المقارفة، وذلك يندب الصديقة الطاهرة ويطيل بكاءه عليها وهو يقول: السلام عليك يا رسول الله!

عني وعن ابنتك النازلة في جوارك والسريعة اللحاق بك، قل يا رسول الله! عن

____________

(1) مر حديثه في الجزء الثامن ص 213 - 234 ط 2.


الصفحة 372
صفيتك صبري، ورق عنها تجلدي، إلا أن لي في التأسي بعظيم فرقتك وفادح مصيبتك موضع تعز، فلقد وسدتك في ملحودة قبرك، وفاضت بين نحري وصدري نفسك، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فقد استرجعت الوديعة، وأخذت الرهينة، أما حزني فسرمد، وأما ليلي فمسهد، إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم، وستنبئك إبنتك بتضافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال، واستخبرها الحال هذا، ولم يطل العهد، ولم يخلق منك الذكر، والسلام عليكما، سلام مودع لا قال ولا سئم، فإن أنصرف فلا عن ملامة وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين. ثم تمثل عند قبرها فقال:

لكل اجتماع من خليلين فرقة * وكل الذي دون الممات قليل
وإن افتقادي واحدا بعد واحد (1) * دليل على أن لا يدوم خليل (2)

47 - أخرج الأزدي عن عبد الواحد بن عثمان بن دينار الموصلي عن المعافي بن عمران الثوري عن ابن نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعثمان: أنت من أصهاري وأنصاري، وعهد عهده إلي ربي إنك معي في الجنة قال الذهبي في الميزان في ترجمة عبد الواحد 2: 158: خبر باطل ذكره الأزدي.

48 - أخرج الطبراني قال: حدثنا بكر بن سهل قال: ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الخراساني عن عبد الله بن يحيى الاسكندراني ثنا ابن المبارك عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: لما طعن عمر وأمر بالشورى دخلت عليه حفصة ابنته فقالت:

يا أبت! إن الناس يقولون: إن هؤلاء القوم الذين جعلتهم في الشورى ليسوا برضي.

فقال: أسندوني. فأسندوه فقال: عسى أن تقولوا في عثمان سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: يموت عثمان يصلي عليه ملائكة السماء. قلت: لعثمان خاصة أو للناس عامة؟ قال: بل لعثمان خاصة. الحديث بطوله لكل واحد من الستة أصحاب الشورى منقبة (3).

قال الذهبي في الميزان: حديث موضوع. وقال ابن حجر في اللسان: الوضع عليه ظاهر.

____________

(1) وفي لفظ: وإن افتقادي فاطما بعد أحمد.

(2) راجع أعلام النساء 3: 1222.

(3) لسان الميزان 5، 226.

الصفحة 373
قال الأميني: بكر بن سهل الدمياطي ضعفه النسائي، كما ذكره الذهبي، و في لسان الميزان: ومن وضعه قوله: بكرت يوم الجمعة فقرأت إلى العصر ثمان ختمات.

ثم قال: فاسمع إلى هذا وتعجب. وقال مسلمة بن قاسم: تكلم الناس فيه ووضعوه من أجل الحديث الذي حدث به عن سعيد بن كثير (1) وفي الاسناد محمد بن عبد الله مجهول لا يعرف.

49 - أخرج الخطيب البغدادي في تاريخه 11: 169 من طريق عيسى بن محمد بن منصور الاسكافي عن شعيب بن حرب المدائني عن محمد الهمداني قال حدثنا شيخ في هذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - عن النعمان بن بشير قال: كنا عند علي بن أبي طالب فذكروا عثمان فقال على: إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون.

هم عثمان وأصحاب عثمان، وأنا من أصحاب عثمان.

قال الأميني: لنا أن نسائل الخطيب عن عيسى بن محمد بن منصور الاسكافي من هو؟ وما محله من الإعراب؟ وهو الذي ترجمه هو ولا يعرف منه إلا إسمه، ونسائله عن محمد الهمداني وعن شيخه الذي لم يسمه هو ولا غيره كأنه لم يكن ولم يولد، وعن النعمان بن بشير، من هو؟ وما خطره؟ وما قيمة روايته؟ وهو الخارج على إمامه يوم صفين ومحاربه في صف الطغام الطغاة، وهو الذي عرفه قيس بن سعد الأنصاري يوم ذاك بقوله له: وأنت والله الغاش الضال المضل، وهو القائل لقيس: لو كنتم إذ خذلتم عثمان خذلتم عليا لكانت واحدة بواحدة، لكنكم خذلتم حقا ونصرتم باطلا.

وهلا علي هذا هو الذي سأله عثمان أيام حوصر أن يخرج إلى ينبع حتى لا يغتم به ولا يغتم به علي؟ وهلا هو ذلك القائل: والله الذي لا إله إلا هو ما قتلته، ولا مالأت على قتله ولا ساءني؟ والقائل: ما أحببت قتله ولا كرهته، ولا أمرت به ولا نهيت عنه، ولا سرني ولا ساءني؟.

والقائل لأصحابه يوم صفين: انفروا إلى من يقاتل على دم حمال الخطايا، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه ليحمل خطاياهم إلى يوم القيامة لا ينقص أوزارهم شيئا؟.

____________

(1) ميزان الاعتدال 3، 84، لسان الميزان 2، 52، و ج 5: 226.


الصفحة 374
وهلا هو الكاتب إلى أهل مصر بقوله: إلى القوم الذين غضبوا لله حين عصي في أرضه، وذهب بحقه، فضرب الجور سرادقه على البر والفاجر. الخ؟.

وهلا هو ذلك الذي لم يشهد لعثمان أنه قتل مظلوما؟ كما مر حديثه (1).

وهلا هو ذلك الخطيب القائل في خطبته الشقشقية: إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه؟ إلى آخر ما مر ج 7: 81.

وما شأن أصحاب عثمان وفيهم مثل علي - أخذا بهذه الرواية - لا يوجد له منهم ناصر؟ ولا يسمع من أحدهم فأمره ركز؟ ولا ينبس أي منهم في الدفاع عنه ببنت شفة؟ والرجل قتل بين ظهرانيهم جهرا، وألقيت جثته في المزبلة ثلاثة أيام تجري عليه العواصف، ثم دفن بأثوابه في مقابر اليهود، ينادى عليه بذل الاستخفاف، وقد أخذت الحجارة مجهزيه، وطموا جثمانه خائفين مترقبين، فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم، والله يعلم أنهم لكاذبون.

50 - إن عثمان بن عفان رأى درع علي رضي الله عنه يباع بأربع مائة درهم ليلة عرسه على فاطمة رضي الله عنها فقال عثمان: هذا درع علي فارس الاسلام لا يباع أبدا فدفع لغلام علي أربعمائة درهم وأقسم أن لا يخبره بذلك ورد الدرع معه، فلما أصبح عثمان وجد في داره أربعمائة كيس في كل كيس أربعمائة درهم مكتوب على كل درهم: هذا درهم ضرب الرحمن لعثمان بن عفان. فأخبر جبريل النبي صلى الله وعليه وسلم بذلك فقال: هنيئا لك يا عثمان!.

قال الأميني: ذكر الحلبي في سيرته 2: 228 عن فتاوى جلال الدين السيوطي أنه سئل عن صحة هذه الرواية فأجاب بأنها لم تصح. فقال أي وهي تصدق بأن ذلك لم يرد فهو من الكذب الموضوع. هـ. ومر في الجزء الخامس في سلسلة الموضوعات ص 322 ط 2 قول ابن درويش الحوت: إنه كذب شنيع.

* (ختام المناقب) *

قال الجرداني في مصباح الظلام 2: 29: فائدة: من كتب هذه الأسماء وغسل بها وجهه فإنه لا يعمى: ومن كتبها وشربها على الريق لا ينسى، ومن كتبها وشربها لا يعجز عن النساء وهم عثمان بن عفان. معاذ بن جبل. عبد

____________

(1) تجد هذه الأحاديث في خذا الجزء 69 - 77.

الصفحة 375
الرحمن بن عوف. زيد بن ثابت. أبي بن كعب. طلحة بن عبد الرحمن. تميم الداري رضي الله عنهم.

قال الأميني: فليمتحن من لا يخاف عن العمى والنسيان والعنن. أضف إلى هذه الأساطير أو المخازي ما مر في الجزء الخامس من المناقب الموضوعة لعثمان خاصة ص 313، 324، 329 ط 2.

منتهى القول

إلى هنا ننهي القول عن فضائل عثمان التي اختلقتها وثابة الشره ومهملجة المطامع والشهوات في العصور الأموية طمعا في رضائخ أولئك المقعين على أنقاض عرش الخلافة وأكثر هؤلاء شاميون أو بصريون الذين جبلوا بحب العبشميين، ومناوءة سروات المجد من العترة الطاهرة صلوات الله عليهم، فليس وضع تلكم الروايات عنهم ببعيد، ولعل هناك من ضرائب ما ذكرناه أشياء لكن سبيلها سبيل هذه الطامات في الأسانيد والمتون ومنشأ الكل هو المغالاة في الفضائل من غير تفهم ولا روية.

ولعل القوم في عذر مما هم عليه من عدم الأخذ بآراء الحفاظ وأئمة الفن الواردة في باب الجرح والتعديل، وعدم إجرائها في رجال تلكم المسانيد سلسلة البلايا والطامات التي اتخذوها حجة في الفضائل، وعلوا عليها الدعوة إلى أناس والتخذيل عن آخرين، ولا مندوحة لأولئك من رواية مرمعات الحديث، الأخذ بالموضوع المختلق، لأنهم إن جنحوا في باب الفضائل إلى الصحيح الثابت في التاريخ والحديث فحسب، واقتصروا على ما صح منها، وصفحوا عن الباطل المزيف، وتركوا كل تلكم التلفيقات المخزية، لتبقى تلكم الصحائف السوادء بيضاء خالية فارغة عن كل مأثرة و فضيلة وهذا عزيز عليهم جدا لا يحبذه الحب الدفين، ولا تسوغه العصبية، وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم فقد جاءوا ظلما وزورا، وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق، ويحسون أنهم على شئ ألا إنهم هم الكاذبون، انظر كيف نبين لهم الآيات أنى يؤفكون.