الصفحة 248
يشتري لهو الحديث ليضلّ عن سبيل الله) (1) .

واعجب من قولها إنّ أبا بكر نهرها ووصف ذلك بمزمور الشيطان، ولكنّه عند النبيّ مزمور الإيمان.

واعجب من قولها: إنّ شياطين الجنّ والإنس تفرّ من عمر، ولكنّ هذه الشياطين تألف وتأنس وتستأنس برسول الله، ماذا دهاكِ يا أُمّ المؤمنين؟! أما استبشعتِ هذا الكلام؟!

واعجب من قولها: وخدّي على خدّه أو ذقني على خدّه! وأين؟! أمام أهل اللهو والغناء والفساد وهو يحثّهم بقوله: إيهاً بنات أرفدة! وأين؟! في مسجده الشريف، والله لو كان مكارياً لأخذته الغيرة، فكيف بسيّد المرسلين الذي كان أشدّ حياءً من العذراء في خدرها(2) ، وكان أعظم الناس وقاراً، حتّى إنّ ضحكه التبسّم(3) ، فكيف ينقاد في هواه هذا الانقياد ولا يلتفت إلى ما فيه من التهتّك والنقص والهوان.

واعجب من معرفة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لقينة بني فلان، وأنّه هو الذي عرض على عائشة أن تغنّيها إن هي أحبّت، وهذا يعني أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) على دراية تامّة بالمغنّين والمغنيّات ومعرفة بهم، ومن يدري لعلّه أعطاها أجراً

____________

(1) سورة لقمان 31: 6.

(2) صحيح البخاري ج 5 ص 31 ح 69 و 70 و ج 8 ص 48 ح 126، صحيح مسلم ج 7 ص 78، سنن ابن ماجة ج 2 ص 1399 ح 4180، مسند أحمد ج 3 ص 71 و 79 و 88 و 91 و 92، المعجم الكبير ج 18 ص 206 ح 508.

(3) سنن الترمذي ج 5 ص 561 ـ 562 ح 3642 و 3645، مسند أحمد ج 5 ص 97 و 105، مسند أبي يعلى ج 13 ص 450 ح 7455 و ص 453 ح 7458، المعجم الكبير ج 2 ص 244 ح 2024.


الصفحة 249
على ذلك! لا ها الله!

واعجب من أُمّ المؤمنين أن جعلت عمران المساجد باللعب والرقص والطرب والغناء، والله تعالى يقول: (إنّما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر) (1) .

تدليس أُمّ المؤمنين:

وممّا روته لنا أُمّ المؤمنين والذي يدخل حكمه تحت أحد أنواع التدليس ما رواه أحمد وابن سعد والبخاري ومسلم وابن ماجة، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أنّ عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) قالت: لمّا ثقل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واشتدّ به وجعه استأذن أزواجه أن يمرض في بيتي فأذنَّ له، فخرج بين رجلين تخطّ رجلاه في الأرض بين الفضل بن العبّاس وبين رجل آخر، قال عبيد الله: فأخبرت ابن عبّاس بما قالت، قال: فهل تدري مَنْ الرجل الآخر الذي لم تسمّه عائشة؟ قال: قلت لا! قال ابن عبّاس: هو علي! إنّ عائشة لا تطيب له نفساً بخير(2) .

ـ وروى البخاري ومسلم والنسائي والبيهقي في " الأسماء والصفات "، عن عائشة أنّها قالت: أنّ النبيّ (صلى الله عليه وسلم) بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بقل هو الله أحد، فلمّا رجعوا ذكروا ذلك

____________

(1) سورة التوبة 9: 18.

(2) مسند أحمد ج 6 ص 34 و ص 228، طبقات ابن سعد ج 2 ص 179، صحيح البخاري ج 1 ص 101 ح 61 كتاب الوضوء، وج 2 ص 269 ح 57 و ص 279 ح 78 كتاب الأذان و ج 6 ص 32 ح 432 كتاب المغازي، صحيح مسلم ج 2 ص 21 ـ 22، سنن ابن ماجة ج 1 ص 517 ح 1618 كتاب الجنائز، وفي البخاري ومسلم وابن ماجة اسقطوا قوله (إنّ عائشة لا تطيب له نفساً بخير) .


الصفحة 250
للنبيّ (صلى الله عليه وسلم) ، فقال: سلوه لأيّ شيء يصنع ذلك؟ فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أُحبّ أن أقرأ بها، فقال: النبيّ (صلى الله عليه وسلم) : أخبروه أنّ الله يحبّه(1) .

وكما في حديثها السابق فأُمّ المؤمنين هنا لم تسمِّ الشخص الذي كان يقرأ بقل هو الله أحد، وأنّ الله يحبّه، لأنّها لا تطيب له نفساً بخير. إنّه علي ابن أبي طالب (عليه السلام) (2) .

وهذا هو أحد أنواع التدليس، ولو كان الراوي من التابعين وغيرهم لوصمه يحيى بن معين وعلي بن المديني والنسائي ويحيى بن سعيد القطّان وشعبة بن الحجّاج وابن أبي حاتم وأحمد والجوزجاني وغيرهم من علماء الجرح والتعديل بكونه مدلّساً، والتدليس أحد أقسام الجرح، إلاّ أنّ الصحابة مستثنون من هذه القاعدة عندهم كما هو مبيّن في مظانِّه من علم الدراية وأُصول الحديث.

الحقيقة الضائعة في حديث الإفك:

ويبقى حديث الإفك حديثاً ذا شجون الذي أخرجه أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد والمصنّفات والمعاجم والمستخرجات والسير والمغازي والتواريخ والتراجم والتفاسير، وبألفاظ متقاربة حتّى أصبح رمي عائشة بالإفك ونزول براءَتها من السماء من المسلّمات التي لا يمكن التشكيك فيها والمساس بمدى صحّتها.

____________

(1) صحيح البخاري ج 9 ص 205 ح 4 كتاب التوحيد، صحيح مسلم ج 2 ص 200 كتاب الصلاة، سنن النسائي ج 2 ص 171، الأسماء والصفات ـ للبيهقي ـ ج 1 ص 78 و 420.

(2) التوحيد ص 94 ج 11، الإرشاد ج 1 ص 116 ـ 117.


الصفحة 251
ولكنّ التحقيق العلمي والدراسة المتجرّدة من الأهواء لا يساعدان على التسليم بصحّة ذلك والتصديق به، وذلك للأسباب الآتية:

أوّلا: ادّعاء أُمّ المؤمنين في روايتها أنّ الحادثة كانت بعد رجوعهم من غزوة بني المصطلق، وهذه الغزوة وقعت في أواخر سنة خمس من الهجرة بعد غزوة الخندق بشهرين أو ثلاثة أشهر، ثمّ ذكرت في روايتها أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اعتزلها شهراً ـ وفي لفظ: سبعة وثلاثين يوماً ـ ثمّ نزلت براءتها من السماء في سورة النور.

إلاّ أنّ ما ذكرته أُمّ المؤمنين لا يمكن قبوله بوجه من الوجوه، لأنّ المعروف أنّ سورة النور نزلت في أواخر سنة ثمان على قول، أو أوائل سنة تسع من الهجرة على قول آخر، جملة واحدة، والمقطوع به أنّها نزلت بعد سورة النصر(1) ، وسورة النصر نزلت بعد فتح مكّة كما هو ثابت.

فأيّ شهر ذاك الذي بعده نزلت براءة أُمّ المؤمنين في ما ادّعت من السنين الثلاث؟! تلك المدّة التي بين الرجوع من غزوة بني المصطلق ونزول سورة النور!

وهذا وحده كاف لنسف رواية أُمّ المؤمنين من أساسها، ولكن لا بأس في متابعة بقية فصول الرواية لنرى ماذا فيها!

ثانياً: ادّعاؤها حضور أشخاص في الحادثة لا يمكن حضورهم بأيّ وجه من الوجوه، فقد ادّعت أنّ الذي وجدها عندما تركها الجيش وأتى بها هو صفوان بن المعطّل، وقد كان في هذا الوقت صبياً لا يمكن أن يكون حاضراً في هذه الغزوة، لأنّه مات بشمشاط وهو ابن بضع وستّين كما في

____________

(1) الإتقان ـ للسيوطي ـ ج 1 ص 31، البرهان في علوم القرآن ـ للزركشي ـ ج 1 ص 194.


الصفحة 252
معرفة الصحابة(1) ، وقد مات سنة 60 هـ وبه جزم الطبري(2) ، وقيل: سنة 58 كما في أُسد الغابة(3) ، وعلى كلّ حال فعمره آنذاك مردّد بين خمس إلى تسع سنوات، فليس من المعقول حضوره ذلك اليوم.

ثالثاً: ادّعاؤها حضور سعد بن معاذ في الحادثة، ولكنّه غير تامّ، لأنّ سعد بن معاذ استشهد في غزوة الخندق وقبل حادثة الإفك(4) .

رابعاً: ادّعاؤها حضور عبيد الله بن جحش وخوضه في الإفك، وهذا لا يتمّ أيضاً، لأنّ عبيد الله بن جحش هاجر إلى الحبشة مع زوجته أُمّ حبيبة، زوج النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد عبيد الله، وتنصّر هناك ومات، كما هو ثابت(5) ، فكيف يمكن حضوره وخوضه في الإفك؟!

خامساً: ادّعاؤها أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أهدى سيرين أُخت ماريّة إلى حسّان بن ثابت إرضاءً له بعد أن ضربه بالسيف صفوان بن المعطّل عندما أراد قتله بسبب خوضه في حديث الإفك، وحضور سيرين في هذه الحادثة غير تامّ، لأنّ المقوقس أهدى ماريّة وأُختها سيرين إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد الحديبية ومجيء سيرين كما في سنة 8 هـ(6) ، وقيل سنة 7 هـ(7) .

____________

(1) معرفة الصحابة ـ لأبي نعيم ـ ج 3 ص 1499.

(2) انظر: الإصابة ج 3 ص 442.

(3) أُسد الغابة ج 2 ص 412.

(4) صحيح البخاري ج 5 ص 244 ح 158، صحيح مسلم ج 5 ص 160، مسند أحمد ج 6 ص 56، و ص 141 ـ 142.

(5) مسند أحمد ج 6 ص 427، سنن أبي داود ج 2 ص 241 ح 2107، المعجم الكبير ج 23 ص 219 ح 402.

(6) مستدرك الحاكم ج 4 ص 41 ح 6819، أُسد الغابة ج 6 ص 261، تاريخ الخميس ج 2 ص 38.

(7) طبقات ابن سعد ج 8 ص 170، الإصابة ج 8 ص 111.


الصفحة 253
سادساً: وممّن خاض في الإفك زيد بن رفاعة، وهذا لا يصحّ أيضاً، لأنّه مات في المدينة أثناء الغزوة وعندما رجع المسلمون وجدوه ميّتاً(1) .

سابعاً: في بعض طرق الحديث مواضع أُخر للنظر لا يمكن قبولها بوجه أو السكون إليها، بل ينطح بعضها بعضاً.

منها: ادّعاؤها بأنّها تأخّرت تبحث عن عقدها الذي سقط منها، ثمّ تركها الجيش ونسوها بأجمعهم بما فيهم زوجها، ومن طريق آخر أنّ الجيش تأخّر معها يبحث عن العقد وبظروف صعبة من قلّة الماء، إلاّ أنّ الله عزّ وجلّ ـ وهو الرؤوف الرحيم ـ ساعدهم في حلّ هذه المشكلة والتي تفاقمت أثناء البحث عن العقد، فأنزل آية التيمّم ببركة عائشة وآل أبي بكر.

وبسبب هذا التناقض اضطرّ ابن حجر إلى أن يستظهر أنّ العقد ضاع منها في غزوتين مختلفتين، ولكن هيهات.

ومنها: ادّعاؤها بأنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر الجيش أن يتقدّم، ويتأخّر هو وعائشة حتّى يجري سباقاً معها، وجرى السباق، وفاز نبيّ العظمة وهيكل القداسة، وقال لها: هذه بتيك، لأنّهما كانا قد تسابقا قبل هذا السباق وفازت هي، ولا أدري هل كان نوع السباق 100 متر حرّة أو 110 متر موانع مختلط؟!

وسبب خسارتها في السباق أنّها كانت بدينة، وأنّ اللحم قد رهقها على حدّ قولها، ولكن في نفس الوقت تدّعي أنّ إحداهنّ كانت تأكل البلغة، بحيث لم يفرّق صفوان عندما حمل المحمل إن كانت فيه أم لا لخفة

____________

(1) السيرة الحلبية ج 2 ص 600 وغيرها.


الصفحة 254
وزنها، فأيّ القولين نصدق؟!

ومنها: أنّها وصفت سعد بن عبادة بقولها: وقد كان قبل ذلك رجلا صالحاً ; ولا يخفى على المتتبّع اللبيب أنّ انتهاء صلاحية سعد بن عبادة بسبب امتناعه عن بيعة أبيها.

وفي الرواية أيضاً ـ وإن شئت قل المسرحية ـ مواضع أُخر للتأمّل وتحتاج إلى مناقشة، كنزول آية الحجاب، ونزول آية التيمم، وكون صفوان ابن المعطّل ليس له إربة في النساء في الوقت الذي كانت له زوجة، ولكن ضربنا عنها صفحاً روماً للاختصار، وبما ذكرناه غنىً(1) .

ومن جانب آخر نجد أنّ ماريّة القبطية أُمّ ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اتّهمت بالإفك مع ابن عمّ أو نسيب لها اسمه مأبور أو جريح أو غيره، ثمّ تبيّن بعد ذلك أنّه ليس له ما للرجال فبرّأها الله تعالى على يد علي (عليه السلام) (2) ، والوقت الذي اتّهمت به ماريّة كان أثناء حملها بإبراهيم أو بعد ولادته، أي أواخر سنة 8 هـ أو أوائل 9 هـ، وعليه فإنّ حمل نزول آيات سورة النور على اتّهام ماريّة بالإفك هو الأوفق والأنسب في الحادثة، لأنّ نزول هذه

____________

(1) راجع الحديث في: صحيح البخاري ج 4 ص 2 ـ 7 ح 27، و ج 5 ص 250 ـ 256 ح 171، وج 6 ص 186 ـ 192 ح 271 ومواضع أُخر، صحيح مسلم ج 8 ص 112 ـ 119، مسند أحمد ج 6 ص 59 و ص 194 ـ 198، المعجم الكبير ـ للطبراني ـ ج 23 ص 108 ـ 134 ح 150 ـ 168، مصنّف عبد الرزّاق ج 5 ص 410 ـ 419 ح 9748، مغازي الواقدي ج 2 ص 426، سيرة ابن هشام ج 4 ص 260 وما بعدها، تفسير الطبري ج 9 ص 278 ـ 283، حديث الإفك للحافظ عبد الغني المقدسي، وغيرهم.

(2) صحيح مسلم ج 8 ص 119، طبقات ابن سعد ج 8 ص 172 ـ 173، الاستيعاب ج 4 ص 1912، أُسد الغابة ج 6 ص 261، تاريخ الخميس ج 2 ص 38، شرح ابن أبي الحديد ج 9 ص 195.


الصفحة 255
الآيات كان في نفس الفترة، كما تقدّم، والظروف والملابسات التي رافقت اتّهام ماريّة هي الأنسب في حمل التبرئة النازلة في القرآن عليها.

وأمر مهمٌّ آخر يجدر بنا الإشارة إليه، وهو دور عائشة المهمّ في اتّهام ماريّة بالإفك، لما سنتلوه عليك.

روى الحاكم بإسناد صحيح وأقرّه الذهبي، عن عائشة (رض) ، قالت: أُهديت ماريّة إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعها ابن عمّ لها.

قالت: فوقع عليها وقعة فاستمرت حاملا.

قالت: فعزلها عند ابن عمّها.

قالت: فقال أهل الإفك والزور: من حاجته إلى الولد ادّعى ولد غيره، وكانت أُمّه قليلة اللبن، فابتاعت له ضائنة لبون، فكان يغذّى بلبنها فحسن عليه لحمه.

قالت عائشة (رض) : فدخل به على النبيّ (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم.

فقال: كيف ترين؟

فقلت: من غذّي بلحم الضأن يحسن لحمه.

قال: ولا الشبه.

قالت: فحمَلني ما يحمل النساء من الغيرة أن قلت: ما أرى شبهاً.

قالت: وبلغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما يقول الناس، فقال لعلي: خذ السيف فانطلق فاضرب عنق ابن عمّ ماريّة حيث وجدته.

قالت: فانطلق فإذا هو في حائط على نخلة يخترف رطباً.

قال: فلمّا نظر إلى عليّ ومعه السيف استقبلته رعدة.

قال: فسقطت الخرقة فإذا هو لم يخلق الله عزّ وجلّ له ما للرجال،

الصفحة 256
شيء ممسوح(1) .

ـ وروى أبو نعيم في المعرفة نحوه وفيه: قالت عائشة: فلمّا استبان حملها جزعتُ من ذلك فسكت النبيّ (صلى الله عليه وسلم) ... فجاء به ذات يوم يحمله على عنقه، فقال: يا عائشة كيف ترين الشبه؟ فقلت وأنا غيرى: ما أرى شبهاً(2) .

ـ وروى ابن مردويه، عن أنس نحوه، إلاّ أنّها قالت: فلمّا استبان حملها فزعتُ من ذلك(3) .

ـ وروى علي بن إبراهيم بإسناد صحيح نحوه، وفيه: لمّا مات إبراهيم ابن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حزن عليه حزناً شديداً، فقالت عائشة: ما الذي يحزنك عليه؟! فما هو إلاّ ابن جريح... الحديث(4) .

ثمّ مات إبراهيم، فأبطنت عائشة شماتة وإن أظهرت كآبة، ووجم علي (عليه السلام) من ذلك وكذلك فاطمة، وكانا يؤثران ويريدان أن تتميّز ماريّة عليها بالولد، فلم يقدّر لهما ولا لماريّة ذلك، حكاه الشيخ أبو يعقوب يوسف بن إسماعيل اللمعاني(5) .

فهذه الشواهد، وغيرها ممّا ورد في سورة التحريم عندما صغا قلبها وحفصة، وتظاهرتا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهُدّدتا بالطلاق وإبدالهما خيراً منهما، وضُرب لهما مثلا امرأة نوح وامرأة لوط، والتي يستظهر منها عظم ما قامتا به، كلّ ذلك يفيدنا يقيناً بأنّ من رمي بالإفك هي ماريّة (رض)

____________

(1) المستدرك ج 4 ص 41 ـ 42 ح 6821.

(2) معرفة الصحابة ج 6 ص 3248 ح 7489.

(3) الدرّ المنثور ج 8 ص 215.

(4) تفسير علي بن إبراهيم ج 2 ص 75.

(5) شرح ابن أبي الحديد ج 9 ص 195.


الصفحة 257
وهي التي نزلت براءتها من السماء في سورة النور.

وإنّ عائشة وحفصة ومن يدور في دائرتهما كان لهم دور في الاتّهام كما هو الظاهر من الأحاديث المتقدّمة عن الحاكم وابن مردويه وأبي نعيم وعلي بن إبراهيم، كما يظهر أنّ الذي تولّى كبره لا يخرج عن هذه الدائرة التي حدّدناها، والله من وراء ذلك محيط.

لله درُّكِ يا أُمّ المؤمنين ما أبعد مرماكِ، وأعمق غورك! فقد قلبت الأُمور رأساً على عقب، وأدرتيها من ذات اليمين إلى ذات الشمال!!

مسكينة أنتِ يا أُمّ إبراهيم، لقد ظُلِمتِ في حياتك وبعد مماتك وغُصِبْتِ حقّاً كان لك!

وبعد هذا ألا يحقّ لنا أن نقول: إنّ رواية عائشة في الإفك هي أعظم كذبة في التاريخ، إذا وضعنا نصب أعيننا عدد المصدّقين بذلك طيلة أربعة عشر قرناً، وعليه ماذا يتحصّل لدينا من باب الملازمة بين الكذبة وصاحبها، فضلا عن كونه كذبٌ على الله وعلى رسوله وعلى المؤمنين؟!

مثل هذا الذي تلوناه عليك وشبهه، جعلنا نتوقّف في قبول مرويّات بعض الصحابة على إطلاقها من دون تثبّت ولا سيّما المكثرين منهم، كأبي هريرة، وعائشة، وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، والكلّ عندنا يخضع لميزان الجرح والتعديل، لا مزية لصحابي عن سواه، فهناك من ينسى ويسهو ويخلط ويَهم، بل ويدلّس ويكذب، فالناس ناس والزمان زمان، والصحابي يمكن أن يخضع للتأثيرات النفسية، والشخصية، والاجتماعية، والدنيوية، والسياسية، ولا سيّما من تقادم به الزمن، وكان في عهده (صلى الله عليه وآله وسلم) صغيراً حين أصبحت الصحبة ميزة اجتماعية يتميّز بها الصحابي، والرواية عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) محلّ فخر له، وتجعله موضع عناية الناس وإن شرّق

الصفحة 258
وغرّب في روايته، فضلا عمّا جرى بينهم من حروب وقتال وتكذيب بعضهم بعضاً، ولعن بعضهم بعضاً، بل وتكفير بعضهم بعضاً.

لأجل هذا وشبهه يُخضع الشيعةُ الرواةَ لميزان الجرح والتعديل، سواءً كانوا من الصحابة أو من التابعين أو من بقية الطبقات، خلافاً لغيرنا، فإنّهم استثنوا الصحابة من هذا الميزان بالرغم ممّا عرفت.

ألا يتطلّب منّا في مثل هذه الأُمور التريث والتثبّت في قبول مرويّاتهم ولا سيّما إذا كانت هذه الروايات والأحاديث تتضمّن أحكاماً شرعية أو يترتّب عليها آثاراً شرعية.

نعم، لنا ألف حقّ وحقّ، ونرجو القربى في ذلك.

قراءة القرآن الشائعة بين المسلمين هي قراءة شيعية:

وقول صاحب المقالة: وأئمّة أهل البيت لا يروونه... إلى آخره، كذب وافتراء، فهم وإن كانوا مستغنين عن الأخذ عن غيرهم لأنّهم يأخذون عن آبائهم (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) عن جدّهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ أنّهم يروون عن ثقات الصحابة.

فهذا الإمام محمّد الباقر (عليه السلام) يروي عن جابر بن عبد الله الأنصاري (رضي الله عنه) كما في صحيح مسلم في كتاب الحجّ وغيره من الصحاح والسُنن وكذلك ورد من طرقنا.

وهذا الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) يقول: نحن نقرأ على قراءة أُبيّ بن كعب، كما في الكافي ج 2 ص 625 ح 27، وقد استفاض أنّ أُبيّ (رضي الله عنه) كان هو المملي على الجماعة الذين كتبوا القرآن عند جمعه.

قال أبو العالية: إنّهم جمعوا القرآن من مصحف أُبيّ بن كعب، فكان

الصفحة 259
رجال يكتبون يملي عليهم أُبيّ بن كعب(1) .

وقد كان أُبيّ من خيرة أصحاب علي (عليه السلام) ومن الموالين له، الآخذين عنه، حتّى إنّه امتنع من بيعة أبي بكر، ولا شكّ في رجوعه في هكذا أُمور إلى الإمام (عليه السلام) .

وإنّ أوّل من جاء بفكرة توحيد المصاحف هو حذيفة بن اليمان كما هو مشهور(2) ، وهو من خيرة أصحاب عليّ (عليه السلام) .

يضاف إلى ذلك أنّ أربعة من القرّاء السبعة هم من الشيعة فضلا عن بقيّة القرّاء من غير السبعة، وهم: عاصم بن أبي النجود، وأبو عمرو بن العلاء، وحمزة بن حبيب، وعلي بن حمزة الكسائي(3) .

بل إنّ القراءة الحاضرة والمعروفة بين المسلمين اليوم هي قراءة شيعية ورواتها شيعة، فقد رواها حفص ـ وهو من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) (4) ـ، عن شيخه عاصم ـ وهو من أعيان شيعة الكوفة الأعلام ـ، عن شيخه أبي عبد الرحمن السلمي ـ وكان من خواصّ الإمام علي (عليه السلام) (5) ـ، عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ; ويُعدّ إسنادها هذا إسناداً ذهبياً عالياً، لا نظير له في بقيّة القراءات.

كما إنّ تشكيل المصحف وتنقيطه تمّ على يد أبي الأسود الدؤلي وتلميذيه نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر، وهو من أصحاب الإمام

____________

(1) المصاحف ـ للسجستاني ـ: 30.

(2) انظر: صحيح البخاري ج 6 ص 315 ح 9 كتاب فضائل القرآن، المصاحف ص 19 ـ 20.

(3) تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ـ للسيّد حسن الصدر ـ: 346.

(4) رجال الشيخ ص 177.

(5) أعيان الشيعة ج 7 ص 407 عن مجالس المؤمنين للقاضي نور الله.


الصفحة 260
علي (عليه السلام) ومن خُلّص الشيعة(1) ، وإنّ أوّل من تنوّق في كتابة المصحف وتجويد خطّه هو خالد بن أبي الهياج(2) صاحب الإمام علي (عليه السلام) ، والذي ضبط الحركات على الشكل الحاضر هو الخليل بن أحمد الفراهيدي، وهو من أعلام الشيعة، فقد كان أوّل من وضع الهمز والتشديد والروم والإشمام(3) ، وإنّ أوّل من كتب القرآن بخطّ النسخ الجميل هو الوزير ابن مقلة وهو من أعيان الشيعة(4) ، فهو أوّل من كتب خطّ الثلث والنسخ ووضع قواعده وأُصول رسمه، ويرجع إليه الفضل في تطوير وتحسين الخطّ العربي الإسلامي كما هو معروف، وعليه يحقّ لنا القول: إنّ قرآن المسلمين اليوم هو قرآن شيعي.

*  *  *

____________

(1) الإتقان ج 2 ص 482، مناهل العرفان ج 1 ص 406 ـ 407.

(2) فهرست ابن النديم ص 14 ـ 15.

(3) الإتقان ج 2 ص 482.

(4) طبقات أعلام الشيعة ج 1 ص 286.


الصفحة 261

المبحث الثالث
شبهة التحريف

قال كاتب المقالة:

وأمّا الوجه الثالث:

" فهي روايات الشيعة الصحيحة عندهم المروية في كتبهم المعتمدة التي تتجاوز عن ألفي رواية والتي تعتبر عندهم متواترة ـ وكلّها تصرّح بأنّ القرآن الموجود بين أيدينا محرّف ومبدّل نقص منه وزيد فيه... " إلى آخره.

وجوابه:

قبل أن نبدأ في ردّ هذا الافتراء نودّ أن نقول بأنّه لا يوجد عندنا كتاب صحيح بجميع رواياته، بل كلّ رواية عندنا تخضع لميزان الجرح والتعديل، ونتعامل معها وفقاً لقواعد الصحّة والضعف، خلافاً لغيرنا الذين يعتبرون كلّ ما في الصحيحين صحيحاً، حتّى قال إمام الحرمين: لو حلف إنسان بطلاق امرأته، أنّ ما في الصحيحين ممّا حكما بصحّته، من قول النبيّ (صلى الله عليه وسلم) لما ألزمته الطلاق، لإجماع المسلمين على صحّته، قال: وإن قال قائل: إنّه لا يحنث ولو لم يجمع المسلمون على صحّتها، للشكّ في الحنث، فإنّه لو حلف بذلك في حديث ليس هذه صفته لم يحنث، وإن

الصفحة 262
كانوا رواته فسّاقاً(1) .

وأيضاً: عندنا أنّ كلّ رواية وإن بلغت مرتبة الصحّة فإنّه يجب عرضها على الكتاب والسُنّة الثابتة لما دلّت الأخبار المتواترة على وجوب عرض الروايات على الكتاب والسُنّة، وأنّ ما خالف الكتاب منها يجب طرحه وضربه على الجدار(2) .

أمّا ما ادّعاه من تجاوز الروايات عن ألفي رواية، فغير صحيح، والحقّ أنّها لا تبلغ عشر معشار ما ادّعاه، لأنّ صاحب كتاب " فصل الخطاب " قد تكلّف في تكثير ما جمعه من الروايات المسندة بإضافة المرسلات وتكثيرها، ولكن عندما نلقي نظرة بسيطة عليها نجزم بأنّ هذه المراسيل مأخوذة من تلك المسانيد، على أنّ أكثرها مرويّ من طرق العامّة.

وإنّـه نفسـه ذكـر بعد أن نقل مـن كتاب " دبستان المذاهب " أنّه لـم يجـد لهـذا المنقول أثراً في كتب الشيعة، كمـا أنّنا نجـد أنّ أغلـب هـذه الرواياتـ منقولـة مـن كتاب أحمد بن محمّد السياري الذي اتّفق علمـاء الرجال على فسـاد مذهبه وضعفه في الحديث(3) ، وعلي بن أحمد الكوفي الذي وصفـه علماء الرجال بأنّه كذّاب فاسـد المذهب(4) ، وعلي بن أبي حمـزة البطائني الذي قيـل في حقّـه: كذّاب واقفي متّـهم ملعـون أشـدّ الناس عداوة للوليّ من بعد أبي إبراهيم (عليه السلام) (5) ، ومحمّد بن سنان الذي

____________

(1) تدريب الراوي ج 1 ص 131 ـ 132.

(2) وسائل الشيعة ج 27 ص 110 كتاب القضاء باب 9 من أبواب صفات القاضي.

(3) معجم رجال الحديث ج 3 ص 71.

(4) معجم رجال الحديث ج 12 ص 269.

(5) معجم رجال الحديث ج 12 ص 235.


الصفحة 263
ضعّفوه ولم يستحلّوا الرواية عنه(1) ، ومحمّد بن جمهور العمّي الذي قيل في حقّـه: إنّـه ضعيف فـي الحديث فاسـد المذهب، وقيل فيه أشـياء الله أعلم بهـا من عظمها(2) ، وعمرو بن شمر: ضعيف جدّاً، لا يعتمد على شيء ممّا يرويه(3) .

على أنّ قسماً من هذه الروايات الدالّة على التحريف بعنوانه تفسّر التحريف باختلاف القرّاء وكيفية القراءة، لا في أصل التنزيل، كما في رواية عبد الأعلى عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، أنّه قال: " أصحاب العربية يحرّفون كلام الله عزّ وجلّ عن مواضعه "(4) .

وأمّا ما دلّ منها على الزيادة أو النقصان فهو من قبيل التفسير للقرآن وليس من القرآن نفسه ـ أي من قبيل الحاشية والتعليقة ـ كما في مصحف علي (عليه السلام) ، وإذا لم يتمّ هذا الحمل بعد الإغضاء عمّا في سندها من الضعف، إن أمكن تأويلها، وإلاّ وجب طرحها وضربها عرض الجدار لمخالفتها للكتاب والسُنّة والاجماع والعقل كما سنبيّنه.

علماء الشيعة القائلون بعدم التحريف:

ثمّ قال كاتب المقالة: " وأمّا ما يحتجّ بعض الشيعة بأقوال العلماء الأربعة منهم فقط، وهم: الشريف المرتضى، وأبو جعفر الطوسي، وأبو علي الطبرسي، والشيخ الصدوق "، ثمّ وصفهم بالمساكين.

____________

(1) معجم رجال الحديث ج 17 ص 160.

(2) معجم رجال الحديث ج 16 ص 189.

(3) معجم رجال الحديث ج 14 ص 116.

(4) مستدرك الوسائل ج 4 ص 280 ح 4701.


الصفحة 264

فجوابه:

هذا كذب فاضح، وقالة شنيعة، وسوف أُورد في هذه العجالة أكثر من عشرة أضعاف ما ذكره من أعلامنا الكبار، الذين تدور حول مدارهم رحى الفتيا والتقليد واستنباط الأحكام، وحسب وفياتهم:

1 ـ أبان بن تغلب الكوفي، المتوفّى 141 هـ، كان رأساً في القرّاء، وأحد أصحاب القراءات من غير السبعة.

2 ـ الشيخ الأجلّ الأقدم الفضل بن شاذان الأزدي، المتوفّى 260 هـ، صاحب " الإيضاح " وأحد الأئمّة في علوم القرآن والحديث والكلام.

3 ـ الشيخ المتكلّم الحسن بن موسى النوبختي، المتوفّى حدود سنة 310 هـ، له كتاب " التنزيه ".

4 ـ محمّد بن الحسن بن الوليد الأشعري، المتوفّى سنة 343 هـ، وهو شيخ الصدوق الذي يقول بقوله.

5 ـ الشيخ محمّد بن علي بن بابويه الصدوق، المتوفّى 381 هـ.

6 ـ العالم الكبير أبو بكر الخوارزمي، المتوفّى 383 هـ في رسائله.

7 ـ الشريف الرضي، المتوفّى 406 هـ، صاحب " نهج البلاغـة " و " الخصائص ".

8 ـ الحسين بن عبيد الله الغضائري، المتوفّى 411 هـ.

9 ـ شيخ الأُمّة ومعلّم البشر أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد، المتوفّى 413 هـ.

10 ـ علم الهدى الشريف المرتضى، المتوفّى 436 هـ، والذي يشهد له ابن حزم بأنّه كان يكفّر من يقول بالتحريف، كما حكاه الذهبي في " سير

الصفحة 265
أعلام النبلاء " وابن حجر في " لسان الميزان ".

11 ـ أبو الصلاح الحلبي، المتوفّى 447 هـ، صاحب " تقريب المعارف ".

12 ـ شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي، المتوفّى 460 هـ.

13 ـ الشيخ الطبرسي، المتوفّى 548 هـ، صاحب " مجمع البيان ".

14 ـ ابن شهرآشوب السروي، المتوفّى 588 هـ، صاحب " المناقب ".

15 ـ ابن إدريس الحلّي، المتوفّى 598 هـ، صاحب " السرائر " 16 ـ الشيخ سديد الدين محمود الحمصي، المتوفّى أوائل القرن السابع، صاحب " المنقذ من التقليد ".

17 ـ السيّد رضي الدين عليّ بن طاووس، المتوفّى 664 هـ، في كتابه " سعد السعود ".

18 ـ الشيخ كمال الدين ابن ميثم البحراني، المتوفّى 679 هـ، صاحب كتاب " قواعد المرام ".

19 ـ العلاّمة الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي، المتوفّى 726 هـ، في أجوبة المسائل المهنّاوية.

20 ـ الشيخ زين الدين البياضي العاملي، المتوفّى 877 هـ، صاحب كتاب " الصراط المستقيم ".

21 ـ المحقّق الكركي علي بن عبد العالي، المتوفّى 940 هـ، له رسالة في نفي النقيصة في القرآن الكريم.

22 ـ الشيخ فتح الله الكاشاني، المتوفّى 988 هـ، في مقدّمة تفسيره " منهج الصادقين ".

23 ـ القاضي نور الله التستري، المستشهَد سنة 1019 هـ، في كتابه

الصفحة 266
" مصائب النواصب ".

24 ـ الشيخ محمد بن الحسين البهائي العاملي، المتوفّى 1031 هـ.

25 ـ العلاّمة التوني، المتوفّى 1071 هـ، في كتابه " الوافية في الأُصول ".

26 ـ الفيض الكاشاني، المتوفّى 1091 هـ، في كتابه " الوافي ".

27 ـ الحرّ العاملي، المتوفّى 1104 هـ، صاحب " الوسائل ".

28 ـ الشيخ المجلسي، المتوفّى 1111 هـ، صاحب " بحار الأنوار ".

29 ـ السيّد عليّ خان المدني، المتوفّى 1118 هـ، في " رياض السالكين ".

30 ـ السيّد أبو القاسم جعفر الموسوي الخونساري، المتوفّى 1157 هـ، في كتاب " منهاج المعارف ".

31 ـ السيد محمّد مهدي بحر العلوم، المتوفّى 1212 هـ، في " الفوائد في علم الأُصول ".

32 ـ الشيخ جعفر الكبير، صاحب "كشف الغطاء "، المتوفّى 1228 هـ.

33 ـ السيّد محسن الأعرجي الكاظمي، المتوفّى 1228 هـ، في " شرح الوافية في علوم الأُصول ".

34 ـ السيّد محمّد الطباطبائي، المتوفّى 1242 هـ، كما في " مفاتيح الأُصول ".

35 ـ الشيخ إبراهيم الكلباسي الأصبهاني، المتوفّى 1262 هـ، كما في " إشارات الأُصول ".

36 ـ السيّد محمّد الشهشهاني، المتوفّى 1289 هـ، في بحث القرآن الكريم من كتابه " العروة الوثقى ".