فهل يقولون لحل هذا التناقض إنه على صورة شاب أجعد، ولكن جسمه ليس من لحم وعظم، بل من بلاستيك مثلاً؟
2 ـ ما معنى قول ابن عثيمين: (أم تريدون بالجسم ما هو قائم بنفسه متصف بما يليق به؟ فهذا حق من حيث المعنى، لكن لانطلق لفظه نفياً ولا إثباتاً). فبعد أن أثبت جسمٌ من حيث المعنى، ماذا ينفعه توقفه في إطلاق الجسم أو نفيه عليه؟ ولماذا يستعمل علماؤهم هذه الحيل اللفظية؟!
المســألة: 8
حديث الأعرابي الذي استندوا إليه في التجسيم
زعموا أن الله تعالى موجود في جهة مكانية، ورووا عن أبي رزين العقيلي أنه سأل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (أين كان الله قبل خلق الخلق؟ فقال له: كان في عماء تحته هواء وفوقه هواء! وقد رد علماء المذاهب السنية هذا الحديث سنداً ودلالة، ولكن ابن تيمية تمسك به، واستشهد به في كتبه أكثر من ثلاثين مرة!
وهذا الحديث المزعوم رواه أحمد:4/11: عن وكيع، عن عمه أبي رزين قال: (قلت يا رسول الله أين كان ربنا عز وجل قبل أن يخلق خلقه؟ قال:كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء، ثم خلق عرشه على الماء)!!
(ورواه في:4/12، وابن ماجة:1/64/181 ـ 182، والترمذي: 4/351/5109، والطبراني في المعجم الكبير:19/207، وغيرهم، ولكن علماءهم ردوه متناً وسنداً، وتشبث به ابن تيمية!).
قال ابن تيمية في كتابه الإستقامة ص126: (وقال له أبو رزين العقيلي: أين كان ربنا قبل أن خلق السماوات والأرض؟ قال:في عماء، ما فوقه هواء وما تحته هواء، ثم خلق عرشه على الماء. ومن نفى الأين عنه يحتاج إلى أن يستدل على انتفاء ذلك بدليل)!!
وقال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث ص206: (ونحن نقول إن حديث أبي رزين هذا مختلف فيه، وقد جاء من غير ذا الوجه بألفاظ تستشنع أيضاً، والنقلة له أعراب)!!
قال الألباني: (ضعيف. ظلال الجنة/612. مختصر العلو/ 193،250. ثم نقض ذلك في هامشه فقال: العماء: السحاب. قال العلماء: هذا من حديث الصفات، فنؤمن به من غير تأويل ولا تشبيه، ونكل علمه إلى عالمه)!!
الأسئلة
1 ـ كيف تأخذون دينكم وأصل عقيدتكم في التوحيد من أبي رزين العقيلي، وهو أعرابي ضعفه علماء الجرح والتعديل، وشهدوا بعدم فهمه؟!
قال المزي في تهذيب الكمال: (لقيط بن صبرة وهو لقيط بن عامر بن صبرة.. أبو رزين العقيلي له صحبة... قال أبو عمر بن عبد البر: وليس بشئ).
2 ـ كيف تعتقدون بحديث هذا الأعرابي، وهو يستلزم أن يكون الهواء والسحاب والمكان والزمان موجودة مع الله تعالى قبل خلق الخلق؟! ومعنى ذلك وجود أربعة آلهة قديمة مع الله، أو قبله، والعياذ بالله!
فهل زدتم على قول النصارى بالتثليث، فقلتم بالتخميس؟!
3- هل رأيتم عالماً أو عاقلاً مثل الألباني يضعف حديثاً عن صفات الله تعالى ويسقطه، ثم يقول: (فنؤمن به من غير
المســألة: 9
حديث أم الطفيل الذي يزعم أن الله تعالى شاب أجعد الشعر!
فقد رووا أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رأى ربه، وأنه معاذ الله شابٌ أجعد الشعر، يلبس نعلين من ذهب، ويقف في أرض خضراء! وقد صححه كل أئمتهم!
قال الذهبي في سيره:10/602: (فأما خبر أم الطفيل، فرواه محمد بن إسماعيل الترمذي وغيره: حدثنا نعيم، حدثنا ابن وهب، أخبرنا عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، أن مروان بن عثمان حدثه، عن عمارة بن عامر، عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب:سمعت رسول الله (ص) يذكر أنه رأى ربه في صورة كذا، فهذا خبر منكر جداً، أحسن النسائي حيث يقول: وَمَنْ مروان بن عثمان حتى يُصَدَّقَ على الله؟!
وهذا لم ينفرد به نعيم، فقد رواه أحمد بن صالح المصري الحافظ، وأحمد بن عيسى التستري، وأحمد بن عبدالرحمن بن وهب، عن ابن وهب قال أبو زرعة النصري:رجاله معروفون.
قال الذهبي: قلت: بلا ريب، قد حدث به ابن وهب وشيخه وابن أبي هلال، وهم معروفون عدول، فأما مروان، وما أدراك ما مروان؟ فهو حفيد أبي سعيد بن المعلى الأنصاري، وشيخه هو عمارة بن عامر بن عمرو بن حزم الأنصاري، ولئن جوزنا أن النبي (ص) قاله، فهو أدرى بما قال، ولرؤياه في المنام تعبير لم يذكره (ص)، ولا
وقد صح أن أبا هريرة كتم حديثاً كثيراً مما لايحتاجه المسلم في دينه، وكان يقول: لو بثثته فيكم لقطع هذا البلعوم، وليس هذا من باب كتمان العلم في شئ، فإن العلم الواجب يجب بثه ونشره ويجب على الأمة حفظه، والعلم الذي في فضائل الأعمال مما يصح إسناده يتعين نقله ويتأكد نشره وينبغي للأمة نقله، والعلم المباح لايجب بثه ولا ينبغي أن يدخل فيه إلا خواص العلماء)!! انتهى كلام الذهبي.
وقصده بالعلم المباح، العلم الممنوع، من تسمية الشئ بضده، وقد نقل كلامه بعينه تقريباً إمام الوهابيين حيث عقد باباً في آخر كتابه التوحيد، تحت عنوان: باب من جحد شيئاً من الأسماء والصفات! ويقصد به أن الإيمان بكل صفات الله تعالى واجب وإنكار شئ منها كفر، وبما أن عدداً من صفات الله تعالى على مذهبه يلزم منها التجسيم، لذا نقل كلام الذهبي عن وجوب كتمان ذلك العلم إلا عن أهله!
وقد صحح مرجعهم في الحديث الشيخ ناصر الدين الألباني حديث أم الطفيل في تعليقته على سنة ابن أبي عاصم برقم (471) وجاء فيه أنها سمعت رسول الله (ص) يذكر أنه رأى ربه عز وجل في المنام: (في
الأسئلة
1 ـ إذا كان معبودكم شاباً جميلاً أجعد الشعر، له وفرة، يلبس نعلين ذهب، فما الفرق بينه وبين الأصنام التي يعبدها الوثنيون؟!
2 ـ ولماذا لا تجعلون له تماثيل في بيوتكم حتى يعرف أولادكم معبودهم من صغرهم؟
3 ـ هل رأيتم شخصاً أجعد الشعر وله وفرة، أي شعر ينسدل؟!
المســألة: 10
كيف تقولون إن معبودكم تحمل عرشه الحيوانات؟!
صحح إمام الوهابية محمد عبد الوهاب في آخر كتابه (التوحيد!) حديث الأوعال التي تحمل عرش الله تعالى! ونسب إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: (كم ترون بينكم وبين السماء؟ قالوا: لاندري، قال: فإن بينكم وبينها إما واحداً أو اثنين أو ثلاثاً وسبعين سنة (وكأن الشك من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث لم يذكر ابن عبد الوهاب أن الشك من الراوي) والسماء فوقها كذلك حتى عد سبع سماوات، ثم فوق السماء السابعة بحر بين أعلاه وأسفله كما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهن وركبهن كما بين سماء إلى سماء، ثم على ظهورهن العرش بين أعلاه وأسفله كما بين سماء إلى سماء، ثم الله فوق ذلك تبارك وتعالى)!
الأسئلة
1 ـ هل تقبلون رواياتكم التي تقول إن الأسد والثور والنسر تشارك الأوعال في حمل عرش معبودكم؟!
2 ـ هل تحرمون لحم الأوعال لأنها حيوان مقدس يحمل عرش معبودكم؟!
3 ـ حسب حديث إمامكم المزعوم تكون المسافة من الأرض إلى معبودكم تكون مئة وخمسين ألف كيلو متر تقريباً! لأنها مسافة عشر سماوات كل سماء 73 سنة سيراً على الأقدام، ومعدل سير الإنسان في السنة 15 ألف كيلو متر، بمعدل أربعين كيلو متراً في اليوم تقريباً، فيكون مكان معبودكم بين الأرض والقمر! هل تصدقون ذلك؟!!
4 ـ ألا تخافون على معبودكم من المركبات الفضائية التي يطلقونها بصواريخ من الأرض؟!
المســألة: 11
حديث أن الله خلق آدم على صورته وطوله ستون ذراعاً!
أصل هذا الحديث كما بينه الإمام الرضا (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رأى شخصاً يسب صاحبه ويقول له: (قبح الله وجهك)، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (لاتقبح وجهه فإن الله خلق آدم على صورته)، أي على صورة المشتوم، فلا تلعن صورته التي اختارها الله لأبينا آدم وأولاده.
ولكنهم حرفوه فقالوا كما قال اليهود إن الله على صورة البشر، وإن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال إن الله خلق آدم على صورة الرحمن، وطوله ستون ذراعاً!
ففي فتاوي ابن باز:4/368، فتوى رقم2331:
(سؤال: عن أبي هريرة عن النبي (ص) أنه قال:خلق الله آدم على صورته ستون ذراعاً، فهل هذا الحديث صحيح؟
الجواب: نص الحديث:خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً، ثم قال: إذهب فسلم على أولئك النفر، وهم نفر من الملائكة جلوس فاستمع فما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فذهب فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعاً، فلم يزل الخلق تنقص بعده إلى الآن. رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم. وهو حديث صحيح، ولا غرابة في متنه فإن له معنيان: الأول: أن الله لم يخلق آدم صغيراً قصيراً كالأطفال من
والثاني: أن الضمير في قوله (على صورته) يعود على الله بدليل ما جاء في رواية أخرى صحيحة (على صورة الرحمن) وهو ظاهر السياق ولا يلزم على ذلك التشبيه، فإن الله سمى نفسه بأسماء سمى بها خلقه ووصف نفسه بصفات وصف بها خلقه، ولم يلزم من ذلك التشبيه، وكذا الصورة، ولا يلزم من إتيانها لله تشبيهه بخلقه، لأن الإشتراك في الإسم وفي المعنى الكلي لا يلزم منه التشبيه فيما يخص كلا منهما لقوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَئٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير). انتهى.
الأسئلة
1 ـ أنتم تقولون إن العقيدة لايصح أن تبنى على أخبار الآحاد، فكيف تبنون عقيدتكم في الذات الإلهية على حديث مختلف في نصه وفي تفسيره؟
2 ـ لماذا أخذتم بتفسير هذا الحديث بالمتشابه، ولم تأخذوا بالمحكم، وقد رأيتم كلام أئمة المذاهب في تفسيره!
3 ـ مادام ابن باز يقول إن آدم على صورة الله، والله تعالى على صورة آدم وأن هذا ليس تشبيهاً أبداً! فهل تقبلون أن نقول: إن فلاناً منكم على صورة آدم، وآدم على صورته، ولكنه لا يشبه آدم
وهل يقبل قاضيكم من شخص أن يخلص مجرماً بهذه الفتوى فيقول: هذه الصورة صورته، ولكنها لا تشبهه أبداً؟!
المســألة: 12
أحاديثهم المزعومة عن أطيط العرش وأزيزه وصريره!
فقد رووا عن عمر وغيره، أن الله تعالى يجلس على عرشه، وأن العرش له أطيط، وصرير، وأزيز، من ثقل الله! (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ).
ففي مجمع الزوائد: 1/83: (عن عمر أن امرأة أتت النبي (ص) فقالت: أدع الله أن يدخلني الجنة، فَعَظَّمَ الرب تبارك وتعالى وقال:إن كرسيه وسع السموات والأرض، وإن له أطيطاً كأطيط الرَّحْل الجديد إذا رُكب، من ثقله)!! وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح)!!
الأسئلة
1 ـ إذا روى الثقاة حديثاً وكان يخالف العقل والقرآن، فهل يجوز الأخذ به؟
2 ـ مادام معبودكم وجوداً مادياً له وزن، فكم كيلو وزنه؟!
3 ـ ما رأيكم فيما رويناه في الكافي:1/130: (عن صفوان بن يحيى قال: سألني أبو قرة المحدث أن أدخله على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فأستأذنته فأذن لي فدخل فسأله عن الحلال والحرام، ثم قال له: أفتقر أن الله محمول؟ فقال أبو الحسن (عليه السلام): كل محمول مفعول به مضاف إلى غيره محتاج، والمحمول اسم نقص في اللفظ، والحامل فاعل وهو في اللفظ مدحة، وكذلك قول القائل: فوق وتحت وأعلى وأسفل، وقد قال الله: (وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)، ولم يقل في كتبه، إنه المحمول،بل قال: إنه الحامل في البر والبحر، والممسك السماوات والأرض أن تزولا، والمحمول ما سوى الله! ولم يسمع أحد آمن بالله وعظمته قط قال في دعائه: يا محمول!!
قال أبو قرة: فإنه قال: (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) وقال: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ)؟
فقال أبو الحسن (عليه السلام): العرش ليس هو الله، والعرش اسم علم وقدرة، وعرشه فيه كل شئ، ثم أضاف الحمل إلى غيره: خلق من خلقه، لأنه استعبد خلقه بحمل عرشه، وهم حملة علمه، وخلقاً يسبحون حول عرشه وهم يعملون بعلمه، وملائكة يكتبون أعمال
قال أبو قرة: فتكذب بالرواية التي جاءت أن الله إذا غضب إنما يعرف غضبه أن الملائكة الذين يحملون العرش يجدون ثقله على كواهلهم، فيخرون سجداً، فإذا ذهب الغضب خف ورجعوا إلى مواقفهم؟
فقال أبو الحسن (عليه السلام): أخبرني عن الله تبارك وتعالى منذ لعن إبليس إلى يومك هذا هو غضبان عليه، فمتى رضي؟ وهو في صفتك لم يزل غضبان عليه وعلى أوليائه وعلى أتباعه، كيف تجترئ أن تصف ربك بالتغيير من حال إلى حال وأنه يجري عليه ما يجري على المخلوقين؟!
سبحانه وتعالى، لم يزُل مع الزائلين، ولم يتغير مع المتغيرين، ولم يتبدل مع المتبدلين، ومن دونه يده وتدبيره، وكلهم إليه محتاج، وهو غني عمن سواه)؟
المســألة: 13
هل تعرفون أقدم من روى أحاديث التشبيه والتجسيم؟!
إنهم: عمر بن الخطاب، وابنه عبد الله، وأبو موسى الأشعري، وابنه أبو بكرة، وابن عمرو بن العاص، وأبو هريرة...ومصدرها جميعاً كعب الأحبار!
ثم واصل خلفاء بني أمية سياسة عمر في تقريب الأحبار والقساوسة وتلاميذهم، وأمروا المسلمين أن يأخذوا من علمهم، حتى امتلأت مصادرهم برواياتهم، ونقلوا الى ثقافة المسلمين عقائد التوراة وثقافتها!
وهم كثيرون، أمثال: مقاتل بن سليمان وتلامذته، وووهب بن منبه وإخوته.. والحسن البصري وتلامذته.. وحماد بن سلمة وتلامذته.. ومقاتل بن سليمان البلخي، وتلامذته...
ثم واصل العباسيون نفس الخط، خاصة المتوكل العباسي فتبنوا أئمة مجسمين مثل أحمد بن حنبل، والبخاري، وأبي يعلى الموصلي، والسمناني، والدارمي، وأبي العباس السراج، وإسحاق الحنظلي.. وغيرهم من المشبهين والمجسمين، الذين نشروا في المسلمين ثقافة اليهود بتشجيع من السلطة الأموية، ثم الخلفاء العباسيين، ما عدا قلة منهم!
وسنعقد فصلاً خاصاً بتبني الخلفاء القرشيين لأحبار اليهود، والثقافة اليهودية!
الأسئلة
1 ـ إذا حذفتم روايات كعب الأحبار وتلاميذه، وروايات عمر وابنه، وأبي موسى الأشعري وابنه، فماذا يبقى عندكم من روايات الصفات التي يعتبرها المسلمون تجسيماً وتشبيهاً؟
2 ـ ماذا تقولون فيما نقله الذهبي عن الإمام مالك من أن أحاديث التجسيم إنما رواها من التابعين موظف عند بني أمية وليس عالماً؟!
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء:8/103: (أبو أحمد بن عدي: حدثنا أحمد بن علي المدائني، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن جابر، حدثنا أبو زيد بن أبي الغمر قال ابن القاسم سألت مالكاً عمن حدث بالحديث الذي قالوا: إن الله خلق آدم على صورته، والحديث الذي جاء: إن الله يكشف عن ساقه، وأنه يدخل يده في جهنم حتى يخرج من أراد، فأنكر مالك ذلك إنكارا شديدا ونهى أن يحدث بها أحد! فقيل له إن ناساً من أهل العلم يتحدثون به فقال: من هو؟ قيل ابن عجلان عن أبي الزناد، قال لم يكن ابن عجلان يعرف هذه الأشياء ولم يكن عالماً، وذكر أبا الزناد فقال: لم يزل عاملاً لهؤلاء حتى مات). انتهى. وقصده بهؤلاء بني أمية!
3 ـ لو كانت هذه الأحاديث صحيحة، وهي في ذات الله تعالى وصفاته أهم عقيدة إسلامية، لكانت معروفة جيداً في زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من كل الصحابة أو من غالبهم؟
المســألة: 14
من تكفير المجسمين لمن خالفهم.. وإرهابهم لهم!
شملت فتواهم بالتكفير أمهم عائشة لأنها كذبت ما رووه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه رأى ربه، وقالت إن ذلك فرية عظيمة على الله تعالى!
وأشد من تجرأ عليها شيخ البخاري ابن خزيمة، الذي يلقبونه إمام الأئمة فقد بالغ في التهجم عليها في كتابه المسمى التوحيد!
روى البخاري في صحيحه:6/50: (عن مسروق قال: قلت لعائشة: يا أُمَّتَاه هل رأى محمد (ص) ربه؟ فقالت: لقد قَفَّ شعري مما قلت! أين أنت من ثلاث من حدثكهن فقد كذب: من حدثك أن محمداً رأى ربه فقد كذب، ثم قرأت: لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب، ومن حدثك أنه يعلم ما في غدٍ فقد كذب، ثم قرأت: وما تدري نفس ماذا تكسب غداً، ومن حدثك أنه كتم فقد كذب ثم قرأت: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، الآية، ولكنه رأى جبرئيل (عليه السلام) في صورته مرتين).
وفي صحيح مسلم:1/110: (عن عائشة: من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية). انتهى.
وقد قوي أمر الحنابلة المجسمة في بغداد في عصر المتوكل وبعده، وكان لهم أتباع سوقة يهاجمون من يخالفهم، وهجومهم على الطبري مشهور عندما سألوه عن قعود الله على العرش، فنفى أن الله تعالى يقعد على العرش ويقعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى جنبه! فأرادوا قتله! وعندما توفي هجموا على جنازته ومنعوا دفنه في مقابر المسلمين!
وكذلك هاجموا ابن حبان المحدث المعروف شبيهاً بما فعلوا بالطبري!
قال الحموي في معجم الأدباء:9/جزء18/57 في ترجمة الطبري:
(فلما قدم إلى بغداد من طبرستان بعد رجوعه إليها تعصب عليه أبو عبد الله
سبحان من ليس له أنيسُ | ولا له في عرشه جليسُ |
وكان قد كتب على بابه:سبحان من ليس له أنيس ولا له في عرشه جليس، فأمر نازوك بمحو ذلك، وكتب مكانه بعض أصحاب الحديث:
لأحمدَ منزلٌ لا شكَّ عالٍ | إذا وافى إلى الرحمن وافد |
فيدنيه ويقعده كريماً | على رغم لهم في أنف حاسد |
على عرش يغلفه بطيب | على الأكباد من باغ وعاند |
له هذا المقام الفرد حقاً | كذاك رواه ليثٌ عن مجاهد |
ولم يزل في ذكره إلى أن مات! ولم يخرج كتابه في الإختلاف حتى مات فوجدوه مدفوناً في التراب، فأخرجوه ونسخوه أعني اختلاف الفقهاء، هكذا سمعت من جماعة منهم أبي (قدس سره))!
الأسئلة
1 ـ ما رأيكم في عقيدة أمكم عائشة التي تحكم بكفر من زعم أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رأى ربه، كابن تيمية ومقلديه! وهل هي موحدة لله تعالى أم مشركة أم ضالة؟!
2- لم نجد حديثاً في مصادر السنة عن الرؤية في الإسراء إلا سؤال أبي ذر وسؤال عائشة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد نفى فيهما الرؤية بالعين! فالذين نسبوا إليه الرؤية لم يرووا عنه حديثاً واحداً بأنه رأى ربه بعينه، بل قالوا ذلك من اجتهادهم! فلا مقابل في الحقيقة لحديث أبي ذر وعائشة بأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد نفى الرؤية، إلا اجتهادات ليست بأحاديث!
أما روايتهم عن ابن عباس فهي متعارضة ومضطربة، فلابد لهم من القول بسقوطها والرجوع إلى الأصل الذي هو عدم ثبوت ذلك عنه إلا بدليل، وقد نقل ابن خزيمة نفسه قبل هجومه على عائشة أحاديث عن ابن عباس ينفي فيها الرؤية بالعين! فما قولكم؟!
3- ما رايكم فيما قاله الشيخ محمد عبده في تفسير المنار: 9/148:
(فعلم مما تقدم أن ما روي عن ابن عباس من الإثبات هو الذي يصح فيه ماقيل خطئاً في نفي عائشة إنه استنباط منه، لم يكن عنده حديث مرفوع فيه، وإنه على ما صح عنه من تقييده الرؤية القلبية معارض مرجوح بما صح من تفسير النبي (ص) لآيتي سورة
على أن رواية عكرمة عنه لا يبعد أن تكون مما سمعه من كعب الأحبار الذي قال فيه معاوية (الراوي) إن كنا لنبلو عليه الكذب كما في صحيح البخاري. ورواية ابن إسحاق لايعتد بها في هذا المقام فإنه مدلس وهو ثقة في المغازي لافي الحديث. فالإثبات المطلق عنه مرجوح روايةً كما هو مرجوح درايةً). انتهى.
وقال في تفسير المنار 9/139: (فعائشة وهي من أفصح قريش تستدل بنفي الإدراك على نفي الرؤية مع ما علم من الفرق بينهما، وتستدل على نفيها أيضاً بقوله تعالى: وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب، وقد حملوا هذا وذاك على نفي الرؤية في هذه الحياة الدنيا، ولكن إدراك الأبصار للرب سبحانه محال في الآخرة كالدنيا). انتهى.؟!
4 ـ هل توافقون على هذا الإرهاب الفكري الذي مارسه أجدادكم على الطبري وابن حبان، وغيرهما، وما رسه آباؤكم وأبناؤهم على المسلمين خاصة في الحرمين الشريفين؟!
5 ـ ما رأيكم في الطبري وابن حبان، هل هما مسلمان عندكم أم ضالان؟