ثم قال: وكيف يتخيّل في أحد من السلف نهيهم من زيارة المصطفى (صلى الله عليه وآله) وهم مجمعون على زيارة سائر الموتى، فالنبي (صلى الله عليه وآله)وسائر الانبياء الذين ورد فيهم أنّهم أحياء كيف يقال فيهم هذه المقالة(2) وحكى عن القاضي عياض وأبي زكريا النووي إجماع العلماء والمسلمين على استحباب الزيارة(3) .
وقال أيضاً: وإذا استحبّ زيارة قبر غيره (صلى الله عليه وآله) فقبره أولى لما له من الحق ووجوب التعظيم(4) . ثم إنّه استدلّ في الباب السادس على أنّ السفر إلى الزيارة قربة بالكتاب والسنّة والاجماع ـ إلى أن قال ـ :
الرابع: الاجماع إطباق السلف والخلف، فإنّ الناس لم يزالوا في كل عام إذا قضوا الحج يتوجّهون إلى زيارته (صلى الله عليه وآله)، فمنهم من يفعل ذلك قبل الحج، هكذا شاهدناه وشاهده من قبلنا وحكاه العلماء عن الاعصار القديمة... ومن ادّعى أنّ هذا الجمع العظيم مجمعون على الخطأ فهو المخطئ(5) .
23 ـ قال زين الدين أبو بكر بن الحسين بن عمر القريشي العثماني المصري المراغي (م/681هـ): وينبغي لكلّ مسلم اعتقاد كون
____________
(1) السبكي، شفاء السقام : 66، طبع دار الجيل.
(2) المصدر نفسه : 79.
(3) المصدر نفسه : 83.
(4) المصدر نفسه : 84.
(5) المصدر نفسه : 100.
42 ـ قال السيد نور الدين السمهودي (م/911هـ) بعد ذكر أحاديث الباب: وأمّا الاجماع، فأجمع العلماء على استحباب زيارة القبور للرجال كما حكاه النووي بل قال بعض الظاهرية بوجوبها، وقد اختلفوا في النساء، وقد امتاز القبر الشريف بالادلة الخاصة به. قال السبكي: ولهذا أقول: إنّه لا فرق في زيارته بين الرجال والنساء. وقال الجمال الريمي في «التفقيه»: يستثنى من محل الخلاف قبر النبي (صلى الله عليه وآله)وصاحبيه ثم قال: وقد ذكر ذلك بعض المتأخرين وهو الدمنهوري الكبير، وأضاف إليه قبور الاولياء والصالحين والشهداء(2) .
52 ـ قال الحافظ أبو العباس القسطلاني المصري (م/933هـ): إعلم أنّ زيارة قبره الشريف من أعظم القربات وأرجا الطاعات والسبيل إلى أعلى الدرجات، ومن اعتقد غير هذا فقد انخلع من ربقة الاسلام، وخالف الله ورسوله وجماعة العلماء الاعلام، وقد أطلق بعض المالكية وهو أبو عمران الفاسي كما ذكره في «المدخل» عن «تهذيب الطالب» لعبد الحق: أنّها واجبة، قال: ولعلّه أراد وجوب السنن المؤكدة، وقال القاضي عياض: إنّها من سنن المسلمين مجمع عليها وفضيلة مرغّب فيها...
____________
(1) المواهب اللدنية للقسطلاني 4 :572 المكتب الاسلامي، بيروت. والاية من سورة النساء:64.
(2) وفاء الوفا، المجلد الثاني 4 : 1362، ط دار إحياء التراث العربي، بيروت.
62 ـ ذكر شيخ الاسلام أبو يحيى زكريا الانصاري الشافعي (م/592هـ) في باب مايستحب لمن حج وقال: ثم يزور قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله)ويسلّم عليه وعلى صاحبيه بالمدينة المشرّفة(2) .
27 ـ قال ابن حجر الهيثمي المكي الشافعي (م/973هـ) بعد ما استدلّ على مشروعية زيارة قبر النبي بعدة أدلة منها: الاجماع. فإن قلت: كيف تحكي الاجماع على مشروعية الزيارة والسفر إليها وطلبها وابن تيمية من متأخري الحنابلة منكر لمشروعية ذلك كلّه كما رآه السبكي في خطه؟. وقد أطال ابن تيمية الاستدلال لذلك بما تمجّه الاسماع، وتنفر عنه الطباع، بل زعم حرمة السفر لها إجماعاً وأنّه لاتقصَّر فيه الصلاة، وأنّ جميع الاحاديث الواردة فيها موضوعة، وتبعه بعض من تأخّر عنه من أهل مذهبه. قلت: من هو ابن تيمية؟ حتى ينظر إليه أو يقول في شيء من مورد الدين عليه، وهل هو إلاّ كما قال جماعة من الائمة الذين تعقّبوا كلماته الفاسدة وحججه الكاسدة حتى أظهروا عوار
____________
(1) المواهب اللدنية 4 : 570 المكتب الاسلامي، بيروت.
(2) أسنى المطالب في شرح روض الطالب 1 : 501.
هذا ما وقع من ابن تيمية ممّا ذكر وإن كان عثرة لا تقال أبداً، ومصيبة يستمر شؤمها سرمداً، وليس بعجب فإنّه سوّلت له نفسه وهواه وشيطانه أنّه ضرب مع المجتهدين بسهم صائب، ومادرى المحروم أنّه أتى بأقبح المعائب، إذ خالف إجماعهم في مسائل كثيرة، وتدارك على أئمتهم لا سيما الخلفاء الراشدين باعتراضات سخيفة، شهيرة حتى تجاوز إلى الجناب الاقدس، المنزّه سبحانه عن كل نقص، والمستحق لكل كمال أنفس، فنسب إليه الكبائر والعظائم، وخرق سياج عظمته بما أظهره للعامة، على المنابر من دعوى الجهة والتجسيم، وتضليل من لم يعتقد ذلك من المتقدمين والمتأخرين، حتى قام عليه علماء عصره وألزموا السلطان بقتله أو حبسه وقهره، فحبسه إلى أن مات، وخمدت تلك البدع، وزالت تلك الضلالات، ثم انتصر له أتباع لم يرفع الله لهم رأساً، ولم يظهر لهم جاهاً، ولا بأساً، بل ضربت عليهم الذلّة والمسكنة وباءُوا بغضب من الله بما عصوا وكانوا يعتدون(1) .
____________
(1) الجوهر المنظّم في زيارة القبر المكرّم : 22، طبع سنة 1279 بمصر.
إعلم وفّقني الله وإياك لطاعته وفهم خصوصيات نبيّه (صلى الله عليه وآله)والمسارعة إلى مرضاته: أنّ زيارته (صلى الله عليه وآله) مشروعة مطلوبة بالكتاب والسنّة وإجماع الاُمة وبالقياس ـ إلى أن قال ـ : وأمّا الاجماع فقد حكاه الامام السبكي قال: ولا عبرة بما تفرّد به ابن تيمية وتبعه بعض من تأخر عنه من أهل مذهبه(1) .
28 ـ قال الشيخ محمد الخطيب الشربيني (م/977هـ): أمّا زيارته(صلى الله عليه وآله) فمن أعظم القربات للرجال والنساء، وألحق الدمنهوري به قبور بقية الانبياء والصالحين والشهداء وهو ظاهر(2) .
وقال في موضع آخر بعد بيان مندوبية زيارة قبره الشريف (صلى الله عليه وآله)وذكر جملة من أدلّتها: ليس المراد اختصاص أدب الزيارة بالحج فإنّها مندوبة مطلقاً بعد حجّ أو عمرة أو قبلهما أو لا مع نسك، بل المراد تأكّد الزيارة فيها(3) .
29 ـ قال الشيخ زين الدين عبد الرؤوف المناوي (م/1031هـ): وزيارة قبره (صلى الله عليه وآله)الشريف من كمالات الحج، بل زيارته عند الصوفية فرض وعندهم الهجرة إلى قبره كهي إليه حيّاً(4) .
وقال في موضع آخر: إنّ أثر الزيارة إمّا الموت على الاسلام مطلقاً
____________
(1) حسن العدوي الحمزاوي، كنز المطالب : 179 و 181، الطبعة الحجرية.
(2) مغني المحتاج 1 : 36، ط دار الفكر.
(3) المصدر نفسه 1 : 512.
(4) شرح الجامع الصغير 6 : 160.
30 ـ قال الشيخ حسن بن عمار الشرنبلالي: زيارة النبي (صلى الله عليه وآله) من أفضل القربات وأحسن المستحبّات تقرب من درجة ما لزم من الواجبات، فإنّه (صلى الله عليه وآله) حرض عليها وبالغ في الندب إليها. قال: «من وجد سعة فلم يزرني فقد جفاني» وقال (صلى الله عليه وآله): «من زار قبري وجبت له شفاعتي». وقال (صلى الله عليه وآله): «من زارني بعد مماتي فكأنّما زارني في حياتي» إلى أن قال: وممّا هو مقرر عند المحققين أنه (صلى الله عليه وآله) حيّ يُرزق ممتّع بجميع الملاذ والعبادات، غير أنّه حجب عن أبصار القاصرين عن شرف المقامات(2) .
31 ـ وقال قاضي القضاة شهاب الدين الخفاجي الحنفي المصري (م/9610هـ): واعلم أنّ هذا الحديث (شدّ الرجال إلى المساجد) هو الذي دعا ابن تيمية ومن معه كابن القيم إلى مقالته الشنيعة التي كفروه بها، وصنف فيها السبكي مصنّفاً مستقلاً، وهي منعه من زيارة قبر النبي(صلى الله عليه وآله) وهو كما قيل:
لمهبط الوحي حقّاً ترحل النجب | وعند ذاك المرجيّ ينتهي الطلب |
____________
(1) المصدر نفسه : 93.
(2) مراقي الفلاح في شرح متن نور الايضاح : 292 ـ 293، ط مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح وأولاده، مصر.
32 ـ قال الشيخ عبد الرحمن شيخ زاده (م/987هـ): من أحسن المندوبات، بل يقرب من درجة الواجبات زيارة قبر نبينا وسيدنا محمد(صلى الله عليه وآله) وقد حرّض (عليه السلام) على زيارته وبالغ في الندب إليها(2) .
33 ـ قال الشيخ محمد بن علي بن محمد الحصني المعروف بعلاء الدين الحصكفي الحنفي المفتي بدمشق (م/1088هـ): وزيارة قبره(صلى الله عليه وآله) مندوبة بل قيل واجبة لمن له سعة(3) .
43 ـ قال أبو عبد الله محمد بن عبد الباقي الزرقاني المالكي المصري (م/1132هـ): قد كانت زيارته مشهورة في زمن كبار الصحابة معروفة بينهم، لمّا صالح عمر بن الخطاب أهل بيت المقدس جاءه كعب الاحبار فأسلم ففرح به وقال: هل لك أن تسير معي إلى المدينة وتزور قبره (صلى الله عليه وآله) وتتمتّع بزيارته؟ قال: نعم(4) .
53 ـ قال أبو الحسن السندي محمد بن عبد الهادي الحنفي (م/1138هـ): قال الدميري: فائدة زيارة النبيّ (صلى الله عليه وآله) من أفضل الطاعات وأعظم القربات لقوله (صلى الله عليه وآله): «من زار قبري وجبت له شفاعتي إلخ»(5) .
63 ـ قال محمد بن عبد الوهاب: تسنّ زيارة النبي (صلى الله عليه وآله) إلاّ أنّه
____________
(1) شرح الشفاء 3 : 566، طبع المطبعة العثمانية در سعادت، سنة 1315.
(2) مجمع الانهر في شرح ملتقى الابحر 1 : 312، ط دار إحياء التراث العربي.
(3) الدر المختار في شرح تنوير الابصار، آخر كتاب الحج : 190، مطبعة الفتح الكريم، سنة 1302.
(4) شرح المواهب 8 : 299، الطبعة الاُولى بالمطبعة الاُولى الازهرية المصرية، سنة 1302.
(5) شرح سنن ابن ماجة 2 : 268، كما في الغدير 5 : 120.
37 ـ قال الشيخ محمد بن علي الشوكاني (م/0512هـ): قد اختلفت فيها (في زيارة النبي (صلى الله عليه وآله)، أمّا أقوال أهل العلم، فذهب الجمهور إلى أنّها مندوبة، وذهب بعض المالكية وبعض الظاهرية إلى أنّها واجبة، وقالت الحنفية: إنّها قريبة من الواجبات، وذهب ابن تيمية الحنبلي حفيد المصنّف المعروف بشيخ الاسلام إلى أنّها غير مشروعة. ثم فصل الكلام في الاقوال، إلى أن قال وفي آخر كلامه: احتجّ أيضاً من قال بالمشروعية بأنّه لم يزل دأب المسلمين القاصدين للحج في جميع الازمان على تباين الديار واختلاف المذاهب، الوصول إلى المدينة المشرّفة لقصد زيارته، ويعدون ذلك من أفضل الاعمال، ولم ينقل أن أحداً أنكر ذلك عليهم فكان إجماعاً(2) .
38 ـ قال الشيخ محمد أمين ابن عابدين (م/3512هـ): زيارة النبي(صلى الله عليه وآله) مندوبة بإجماع المسلمين إلى ان قال: وهل تستحب زيارة قبره (صلى الله عليه وآله)للنساء؟ الصحيح، نعم، بلا كراهة بشروطها على ما صرّح به بعض العلماء، وأمّا على الاصح من مذهبنا وهو قول الكرخي وغيره من أنّ الرخصة في زيارة القبور ثابتة للرجال والنساء جميعاً فلا إشكال، وأمّا على غيره فذلك نقول بالاستحباب لاطلاق الاصحاب(3) .
39 ـ قال الشيخ محمد بن السيد درويش الحوت البيروني
____________
(1) الهدية السنية، الرسالة الثانية.
(2) نيل الاوطار 4 : 324.
(3) رد المحتار على الدر المختار 5 : 278.
04 ـ قال الشيخ إبراهيم الباجوري الشافعي (م/1277هـ): وتسنّ زيارة قبره (صلى الله عليه وآله)ولو لغير حاج ومعتمر كالذي قبله، ويسنّ لمن قصد المدنية الشريفة لزيارته (صلى الله عليه وآله) أن يكثرمن الصلاة والسلام عليه في طريقه، ويزيد في ذلك إذا رأى حرم المدينة وأشجارها، ويسأل الله أن ينفعه بهذه الزيارة ويتقبّلها منه. ثم ذكر جملة كثيرة من آداب الزيارة وألفاظها(2) .
14 ـ قال الشيخ حسن العدوي الحمراوي الشافعي (م/1303هـ)، بعد نقل جملة من الاحاديث الواردة في أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) يسمع سلام زائريه ويرد عليهم: إذا علمت ذلك علمت أنّ ردّه (صلى الله عليه وآله) سلام الزائر عليه بنفسه الكريمة (صلى الله عليه وآله) أمر واقع لا شكّ فيه، وإنّما الخلاف في ردّه على المسلِّم عليه من غير الزائرين. فهذه فضيلة عظيمة ينالها الزائرون لقبره (صلى الله عليه وآله)فيجمع الله لهم بين سماع رسول الله (صلى الله عليه وآله)لاصواتهم من غير واسطة وبين ردّه عليهم سلامهم بنفسه، فأنّى لمن سمع بهذين بل بأحدهما أن يتأخّر عن زيارته (صلى الله عليه وآله)؟ أو يتوانى عن المبادرة إلى المثول في حضرته (صلى الله عليه وآله) تالله
____________
(1) التعليق على «حسن الاثر» : 246 ـ كما في الغدير 5 : 121.
(2) حاشية على شرح ابن الغزي على متن الشيخ أبي شجاع في الفقه الشافعي 1 : 347 ـ كما في الغدير 5 : 122.
24 ـ قال السيد محمد بن عبد الله الجرداني الدمياطي الشافعي (م/7513هـ): زيارة قبره (صلى الله عليه وآله) من أعظم الطاعات وأفضل القربات حتى أنّ بعضهم جرى على أنها واجبة فينبغي أن يحرّض عليها، وليحذّر كل الحذر من التخلّف عنها مع القدرة وخصوصاً بعد حجة الاسلام لانّ حقّه (صلى الله عليه وآله) على أُمته عظيم، ولو أنّ أحدهم يجيء على رأسه أو بصره من أبعد موضع من الارض لزيارته (صلى الله عليه وآله) لم يقم بالحق الذي عليه لنبيه جزاه الله عن المسلمين أتم الجزاء.
ويسنّ لمن قصد المدينة الشريفة (إلخ) ثم فصل القول في آداب الزيارة وذكر التسليم على الشيخين وزيارة السيدة فاطمة وأهل البقيع والمزارات المشهورة وهي نحو ثلاثين موضعاً كما قال وما أحسن ما قيل:
هنيئاً لمن زار خير الورى | وحطّ عن النفس أوزارها |
____________
(1) كنز المطالب : 195، الطبعة الحجرية.
فإنّ السعادة مضمونة | لمن حلّ طيبة أو زارها(1) |
44 ـ قال الشيخ عبد المعطي السقّا: في زيارة النبيّ (صلى الله عليه وآله) إذا أراد الحاج أو المعتمر الانصراف من مكة ـ أدام الله تشريفها وتعظيمها ـ طلب منه أن يتوجّه إلى المدينة المنوّرة للفوز بزيارته عليه الصلاة والسلام فإنّها من أعظم القربات وأفضل الطاعات وأنجح المساعي المشكورة، ولايختص طلب الزيارة بالحاج غير أنّها في حقّه آكد،
____________
(1) مصباح الظلام 2 : 145 ـ كما في الغدير 5 : 123.
(2) الكفاية لذوي العناية : 125 ـ كما في الغدير 5 : 123.
45 ـ قال الشيخ محمد زاهد الكوثري: والاحاديث في زيارته(صلى الله عليه وآله)في الغاية من الكثرة، وقد جمع طرقها الحافظ صلاح الدين العلائي في جزء، وعلى العمل بموجبها استمرت الاُمة إلى أن شذّ ابن تيمية عن جماعة المسلمين في ذلك، قال علي القارئ في شرح «الشفاء»: وقد أفرط ابن تيمية من الحنابلة حيث حرم السفر لزيارة النبيّ (صلى الله عليه وآله)كما أفرط غيره حيث قال: كون الزيارة قربة معلوم من الدين بالضرورة، وجاحده محكوم عليه بالكفر، ولعل الثاني أقرب إلى الصواب لانّ تحريم ما أجمع العلماء فيه بالاستحباب يكون كفراً لانّه فوق تحريم المباح المتّفق عليه(2) .
46 ـ قال فقهاء المذاهب الاربعة المصريين في (الفقه على المذاهب الاربعة): زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وآله) أفضل المندوبات، وقد ورد فيها أحاديث. ثم ذكروا أحاديث ستة وجملة من أدب السرائر وزيارة النبي (صلى الله عليه وآله) وأُخرى للشيخين(3) .
74 ـ قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز إجابة عن الاسئلة حول زيارة المسجد النبوي: الزيارة للمسجد النبوي سنّة وليست واجبة ـ إلى أن قال ـ : وإذا زار المسجد النبوي شرع له أن يصلي في الروضة
____________
(1) الارشادات السنية : 260 ـ كما في الغدير 5 : 123.
(2) الكوثري، تكملة السيف الصقيل : 156، ط دمشق.
(3) الفقه على المذاهب الاربعة 1 : 590.
____________
(1) جريدة الجزيرة المؤرخة: يوم الجمعة 24 ذو القعدة 1411، العدد 6826.
(3)
زيارة النبيّ الاكرم (صلى الله عليه وآله) في الكتاب العزيز
أمر القرآن الكريم المسلمين بالحضور عند رسول الله (صلى الله عليه وآله)ليستغفر لهم الله، لانّ دعاءه يستجاب فيهم، قال عزّ وجلّ: (ولو أنَّهم إذْ ظَلَمُوا أنفسَهُم جاءُوكَ فَاستغفَرُوا اللهَ واستغفَرَ لهُمُ الرَّسولُ لَوجَدوا اللهَ تَوّاباً رَحِيماً) (النساء/64).
قال الامام السبكي: «دلّت الاية على الحث على المجيء إلى الرسول (صلى الله عليه وآله)والاستغفار عنده واستغفاره لهم، وذلك وإن كان ورد في حال الحياة، فهي رتبة له لاتنقطع بموته تعظيماً له»(1) .
ثم إنّه بسط الكلام في دلالة الاية على شمولية المجيء إلى الرسول (صلى الله عليه وآله) بعد موته، فمن أراد فليراجع إليه، غير أنّا نستدلّ بالاية
____________
(1) الامام السبكي، شفاء السقام : 81.
لو كانت هذه الاية هي الوحيدة في هذا المجال، لذهبنا إلى القول بأنّها خاصّة بحياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومدة تواجده بين الناس، ولكنّنا نستخلص منها حكماً عامّاً شاملاً لايختص بالحياة الدنيوية وذلك من خلال ما يلي:
أوّلاً:
إنّ القرآن الكريم يصرّح بحياة الانبياء والاولياء ـ وجماعات أُخرى ـ في البرزخ ويعتبرهم مبصرين وسامعين في ذلك العالم.
ثانياً:
إنّ الاحاديث الشريفة تصرّح بأنّ الملائكة تبلغ خاتم الانبياء (صلى الله عليه وآله) سلام من يسلّم عليه، فقد جاء في الصحاح:
«إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ما من أحد يسلّم عليَّ إلاّ ردّ الله عليَّ روحي حتى أردَّ عليه السلام»(1) .
وقال (صلى الله عليه وآله): «صلّوا عليّ فإنّ صلاتكم تبلغني حيث ما كنتم»(2) .
ثالثاً:
إنّ المسلمين ـ منذ ذلك اليوم ـ فهموا من هذه الاية معنى مطلقاً لاينتهي بموت رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى أنّ بعض الاعراب ـ بوحي من أذهانهم الخالصة من كل شائبة ـ كانوا يقصدون قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)ويزورونه ويتلون هذه الاية عند قبره المطهّر ويطلبون منه الاستغفار لهم.
وقد ذكر تقيّ الدين السبكي في كتاب «شفاء السقام»
____________
(1) سنن أبي داود 1 : 470و471، كتاب الحج، باب زيارة القبور.
(2) الشيخ منصور علي ناصف، التاج الجامع للاُصول في أحاديث الرسول 2 : 189.
روى سفيان بن عنبر عن العتبي ـ وكلاهما من مشايخ الشافعي وأساتذته ـ أنّه قال: كنت جالساً عند قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فجاء أعرابيّ فقال:
«السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول: (ولو أنَّهم إذْ ظَلموا أنفسَهُم جاءُوكَ فَاستغفَرُوا اللهَ واستغفَرَ لهُمُ الرَّسولُ لَوجَدوا اللهَ تَوّاباً رَحيما) وقد جئتك مستغفراً من ذنبي، مستشفعاً بك إلى ربّي». ثم بكى وأنشأ يقول:
يا خيرَ من دفنت في القاع أعظمه | فطاب من طيبهنّ القاعُ والاكم |
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه | فيه العفاف وفيه الجود والكرم |
ويروي أبو سعيد السمعاني عن الامام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) انّ أعرابياً جاء بعد ثلاثة أيام من دفن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فرمى بنفسه على القبر الشريف وحثا من ترابه على رأسه وقال: «يارسول الله قلتَ فسمعنا قولك، ووعيت عن الله ما وعينا عنك، وكان فيما أنزله عليك: (ولو أنَّهم إذْ ظَلموا أنفسَهُم...) وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي إلى
____________
(1) وفاء الوفا 4 : 1361 ـ أحمد زيني دحلان، الدرر السنيّة : 21.
إنّ كل هذا يدل على أنّ المنزلة الرفيعة التي منحها الله تعالى لحبيبه المصطفى (صلى الله عليه وآله) كما صرّحت بها هذه الاية ليست خاصّة بحياته، بل تؤكّد على أنّها ثابتة له بعد وفاته أيضاً.
وبصورة عامّة... يَعتبر المسلمون كلّ الايات النازلة في تعظيم رسول الله واحترامه، عامّة لحياته وبعد مماته، وليس هناك من يُخصِّصها بحياته (صلى الله عليه وآله).
وقد جاء فى التاريخ: لمّا استُشهد الامام الحسن بن عليّ (عليهما السلام)وجيء بجثمانه الطاهر إلى مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ظنّ بنو أُمية أنّ بني هاشم يريدون دفن الامام بجوار قبر جدّه المصطفى فأثاروا الفتنة والضجّة للحيلولة دون ذلك، فتلا الامام الحسين (عليه السلام)قوله تعالى: (يا أيُّها الَّذينَ آمَنُوا لا تَرفَعُوا أصواتَكُمْ فَوقَ صَوتِ النَّبِيِّ) (الحجرات/2).
ولم يردَّ عليه أحد ـ حتى من الامويين ـ بأن هذه الاية خاصة بحياة رسول الله (صلى الله عليه وآله).
واليوم نصب المسلمون هذه الاية على الجدار المقابل لقبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهم يقصدون بذلك المنع من رفع الاصوات هناك.
ومن هذا المنطلق يمكننا أن نستنتج من الاية معنىً واسعاً عامّاً، وهو أنّ للمسلمين اليوم أن يَقِفوا أمام قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)ويسألوه أن يستغفر الله لهم.
____________
(1) ابن حجر، الجوهر المنظم، وذكره السمهودي في وفاء الوفا 2 : 612، وزيني دحلان في الدرر السنية : 21.
1 ـ إنّ للانسان أن يقف عند قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد وفاته ويسأله أن يستغفر الله له.
2 ـ إنّ هذه الاية تشهد على جواز زيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) لانّ حقيقة الزيارة لا تعني سوى «حضور الزائر عند المزور» فإذا كان الوقوف عند قبر النبي وسؤاله أن يستغفر الله له جائزاً فقد تحقق أمران:
أ ـ سألناه أن يستغفر الله لنا.
ب ـ حضرنا عنده وتحدّثنا إليه، والزيارة ليست إلاّ هذا.
(4)
زيارة النبيّ الاكرم (صلى الله عليه وآله) في السنّة النبوية
تضافرت السنّة على استحباب زيارة قبر النبيّ الاكرم (صلى الله عليه وآله) حيث رواها أئمة المذاهب الاربعة وأصحاب السنن والمسانيد في كتبهم. ولمّا ظهرت بدعة التشكيك في زيارة النبيّ الاكرم قام الامام تقي الدين السبكي (م/547هـ) بجمع ما رواه الحفّاظ في هذا المجال فبلغت خمسة عشر حديثاً، وقد صحّح كثيراً من أسانيدها بما كان له من اطّلاع واسع في مجال رجال الحديث(1) .
وممّن قام بنفس العمل الحافظ نور الدين علي بن أحمد السمهودي في كتابه «وفاء الوفا باخبار دار المصطفى» (م/911هـ) حيث أحصى سبعة عشر حديثاً غير ما ورد في ذلك المجال، ولم يشتمل على
____________
(1) السبكي، شفاء السقام في زيارة خير الانام، الباب الاول 5 ـ 39.
وقد قام بنفس ما قام به الامام السبكي من تصحيح للاسناد وذِكر لمصادر الروايات على وجه بديع.
من جهة أُخرى قام الكاتب الاسلامي الشيخ محمد الفقي، من علماء الازهر الشريف، بجمع ما ورد في زيارة النبيّ الاكرم (صلى الله عليه وآله)من غير تحقيق للاسناد بل مجرد النقل فبلغ اثنين وعشرين حديثاً(2) .
وبذل المجاهد الكبير الشيخ الاميني جهداً كبيراً في العثور على مظانّ الروايات في كتب الحديث والتفسير والتاريخ، وربما نقل بعض الاحاديث، كالحديث الاول، عن واحد وأربعين مصدراً.
والاحاديث التي سنسردها على صفحات هذه الرسالة من الكثرة ما يغنينا عن التحقيق في أسانيدها ورواتها حيث سجّلها الحفّاظ في كتبهم وصحاحهم، وهي بمجموعها كافية للحكم باستحبابها، ولاجل ذلك سنكتفي بذكر متون الاحاديث مجرّدة عن الاسناد وما دار حول رواتها من كلام للرجاليين، تاركين كل ذلك إلى كتاب شفاء السقام للامام السبكي وسنذكر بعض المصادر لكل حديث دون الاستيعاب لجميعها.
الحديث الاول:
روى الدار قطني في سننه بسنده إلى ابن عمر قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «من زار قبري وجبت له شفاعتي»(3) .
____________
(1) السمهودي، وفاء الوفا 4 : 1336 ـ 1348، الباب الثاني.
(2) الفقي، التوسل والزيارة في الشريعة الاسلامية : 48 ـ 50.
(3) الدار قطني، السنن 2 : 278، باب المواقيت، الحديث 194، ط دار المحاسن، القاهرة.
إلى غير ذلك من الحفّاظ الذين نقلوه في كتبهم(3) .
الحديث الثاني:
روى الطبراني في المعجم الكبير(4) ، والغزالي في إحياء العلوم(5) ، عن عبد الله بن عمر مرفوعاً عن النبي (صلى الله عليه وآله): «من جاءني زائراً لا تَحمِلُه حاجة إلاّ زيارتي كان حقّاً عليّ أن أكون له شفيعاً يوم القيامة».
الحديث الثالث:
أخرج الدار قطني عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «من حجَّ فزار قبري بعد وفاتي، فكأنّما زارني في حياتي»(6) .
وأخرجه الحافظ أبو بكر البيهقي في سننه(7) ورواه الامام السبكي في شفاء السقام(8) والسمهودي في وفاء الوفا(9) .
____________
(1) البيهقي، السنن 5 : 245.
(2) أبو الحسن الماوردي، الاحكام السلطانية : 105.
(3) أخرجه العلاّمة الاميني عن واحد وأربعين مصدراً حديثياً وفقهياً ـ أُنظر: الغدير 5 : 93 ـ 96.
(4) الطبراني، المعجم الكبير.
(5) الغزالي، إحياء العلوم 1 : 306، وفيه «لايهمّه إلاّ زيارتي» مكان قوله: «لاتحمله» ـ وقد نقله الامام السبكي، في شفاء السقام : 16 ـ والسمهودي، في وفاء الوفا 4 : 1340 ـ ونقله العلاّمة الاميني عن ستة عشر مصدراً حديثياً وفقهياً في الغدير 5 : 97و98.
(6) الدار قطني، السنن 7 : 278، باب المواقيت، الحديث 192.
(7) البيهقي، السنن 5 : 246.
(8) السبكي، شفاء السقام : 21.
(9) السمهودي، وفاء الوفا 4 : 1340 ـ ورواه العلاّمة الاميني عن خمسة وعشرين مصدراً في الغدير 5 : 98 ـ 100.
الحديث الرابع:
أخرج الدار قطني عن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «من زارني بعد موتي، فكأنّما زارني في حياتي، ومن مات بأحد الحرمين بُعث من الامنين يوم القيامة»(1) .
الحديث الخامس:
أخرج البيهقي في سننه قال:
روى ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «من زار قبري (أو من زارني) كنت له شفيعاً (أو شهيداً)»(2) .
الحديث السادس:
أخرج الحافظ ابن عدي (م/653هـ) في كتابه الكامل عن عبد الله بن عمر أنّه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «من حجّ البيت ولم يزرني فقد جفاني»(3) .
الحديث السابع:
روي عن أنس بن مالك أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله)قال: «من زارني بالمدينة محتسباً كنت له شفيعاً وشهيداً»(4) .
الحديث الثامن:
روى أنس بن مالك أنّه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «من زارني ميتاً فكأنّما زارني حيّاً، ومن زار قبري وجبت له شفاعتي يوم
____________
(1) الدار قطني، السنن 2 : 278، باب المواقيت، الحديث 193 ـ ورواه الامام السبكي في شفاء السقام : 233 ـ والسمهودي، في وفاء الوفا 4 : 1344 ـ ونقله العلاّمة الاميني في الغدير 5 : 101، عن ثلاثة عشر مصدراً حديثياً.
(2) البيهقي، السنن الكبرى 5 : 245 ـ ورواه الامام السبكي، في شفاء السقام : 29 ـ والسمهودي، في وفاء الوفا 4 : 1342. وقال: أخرجه الدار قطني في السنن.
(3) الامام السبكي، شفاء السقام : 27 ـ ونقله السمهودي، في وفاء الوفا 4 : 1342 ـ وقد ذكر اسناد ابن عدي إلى ابن عمر، ونقله العلاّمة الاميني عن مصادر تسعة في الغدير 5 : 100.
(4) رواه الامام السبكي في شفاء السقام بسنده إلى أنس بن مالك : 35 ـ كما رواه السمهودي في وفاء الوفا عن ابن أبي الدنيا بسنده إلى أنس 4 : 1345 ـ ورواه العلامة الاميني عن واحد وعشرين مصدراً، الغدير 5 : 102و103.
الحديث التاسع:
روى علقمة عن عبد الله بن عمر (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «من حجّ حجّة الاسلام وزار قبري وغزا عزوة وصلّى عليَّ في بيت المقدس لم يسأله الله عزّ وجلّ فيما افترض عليه»(2) .
الحديث العاشر:
أخرج الفردوس في مسنده عن ابن عباس أنّه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «من حجّ إلى مكّة ثم قصدني في مسجدي كُتِبَت له حجّتان مبرورتان»(3) .
واكتفينا بهذا العدد من الروايات ومن أراد التفصيل فعليه الرجوع إلى المصادر، وبما أنّ الشيخ محمد الفقي قد جمع متون الروايات بشكل موجز نذكر ما جمعه وإن مضى ذكر قسم منها:
تجريد المتون عن الاسانيد
ويستحبّ زيارة قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله) لما روى الدار قطني باسناده عن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «من حجّ فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي» وفي رواية: «من زار قبري وجبت له شفاعتي» رواه باللفظ الاوّل سعيد، ثنا حفص بن سليمان، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن
____________
(1) السبكي، شفاء السقام : 37 ـ وأخرجه السمهودي عن كتاب ابن النجار في أخبار المدينة بسنده عن أنس 4 : 1345 ـ ونقله العلاّمة الاميني عن مصادر ستة في الغدير 5 : 104.
(2) السبكي، شفاء السقام : 303، عن كتاب الفوائد لابي الفتح الازدي ـ وأخرجه السمهودي، في وفاء الوفا 4 : 1344 ـ والعلامة الاميني في غديره 5 : 102 عن مصادر خمسة.
(3) السمهودي، وفاء الوفا 4 : 1347 ـ ورواه الشوكاني في نيل الاوطار 4 : 326.
فإقراره للزيارة وتقريره لها اعتراف بالغ الاهمية باستحبابها وروعة الترغيب فيها، وانتصار للحقّ ووقوف بجانبه، ولا يمكن أن يوصف ذلك الامام بالتحيّز، ولاينبغي أن يرمى بضعف التقدير، إذ إنّ إقراره ذلك يتّفق تماماً مع هدى الدين والرسائل السماوية والاحاديث النبوية المتعددة الطرق المختلفة الاسانيد، والتي ندعها وحدها تتكلم عن مدى تقدير الزيارة وعظم اهتمام الشارع بها، وما تتجلّى عنه من مزايا واسعة الافاق كبيرة النوال:
1 ـ عن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «من زار قبري وجبت له شفاعتي» رواه ابن خزيمة في صحيحه.
2 ـ وعن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «من زارني في قبري حلّت له شفاعتي يوم القيامة» رواه ابن أبي الدنيا.
3 ـ وعن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «من زار قبري حلّت له شفاعتي يوم القيامة» رواه الدار قطني.
4 ـ وعن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «من زارني في مماتي كان كمن زارني في حياتي» رواه العقيلي.
5 ـ وعن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «من زارني بالمدينة بعد موتي كنت له شفيعاً يوم القيامة» رواه أبو داود الطيالسي.
6 ـ وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «من زارني بعد موتي