الصفحة 51
أحكام القرآن 2/542، رواه من عدَّة طرق(1) .

13 ـ ابو الحسن علي بن عيسي الرماني المتوفّى 384 في تفسيره.

14 ـ الحاكم ابن البيع النيسابوري المتوفى 405 في معرفة اُصول الحديث: 102.

15 ـ الحافظ ابو بكر الشيرازي المتوفّى 407 / 11 [4] في كتابه فيما نزل من القرآن في أمير المؤمنين(2) .

16 ـ الحافظ ابو بكر ابن مردويه الاصبهاني المتوفى 416، من طريق سفيان الثوري، عن ابي سنان سعيد بن سنان البرجمي، عن الضحّاك، عن ابن عبّاس، إسنادٌ صحيحٌ رجاله كلّهم ثقاتٌ.

ورواه بطريق آخر قال: إسنادٌ لا يُقدح به.

واخرجه بطرق اُخرى عن أمير المؤمنين، وعمّار، وابي رافع(3) .

17 ـ ابو اسحاق الثعلبي النيسابوري المتوفّى 427 / 37 [4] في تفسيره عن ابي ذرّ كما مرَّ بلفظه ج 2 ص 52(4) .

____________

(1) احكام القرآن 4 / 102.

(2) وأخرجه من كتابه المذكور ابن شهر آشوب في مناقب آل ابي طالب 3 / 7.

(3) لاحظ تفسير القرآن العظيم لابن كثير 2 / 74.

(4) نقل رواية ابي ذر بلفظها عن تفسير الثعلبي ابن شهر آشوب في مناقب آل ابي طالب 3 / 6.

الصفحة 52
18 ـ الحافظ ابو نعيم الاصبهاني المتوفى 430 فيما نزل من القرآن في عليّ عن عمّار، وابي رافع، وابن عبّاس، وجابر، وسلمة بن كهيل(1) .

19 ـ ابو الحسن الماوردي الفقيه الشافعي المتوفى 450، في تفسيره(2) .

20 ـ الحافظ ابو بكر البيهقي المتوفى 458، في كتابه «المصنَّف»(3) .

21 ـ الحافظ ابو بكر الخطيب البغدادي الشافعي المتوفى 463، في «المتّفق»(4) .

22 ـ ابو القاسم زين الاسلام عبد الكريم بن هوازن النيسابوري المتوفّى 465 في تفسسيره.

23 ـ الحافظ ابو الحسن الواحدي النيسابوري المتوفى 468، في أسباب النزول: 148.

24 ـ الفقيه ابن المغازلي الشافعي المتوفى 483 في المناقب من

____________

(1) أخرجه السيوطي في الدر المنثور 2 / 294.

(2) كما عن ابن شهر آشوب في المناقب 3 / 5.

(3) كما عن ابن شهر آشوب في المناقب 3 / 6.

(4) كما في الدر المنثور 2 / 293.

الصفحة 53
خمسة طرق(1) .

25 ـ شيخ المعتزلة ابو يوسف عبد السّلام بن محمد القزويني المتوفى 488، في تفسيره الكبير.

قال الذهبي: إنّه يقع في ثلاث مائة جزء.

26 ـ الحافظ ابو القاسم الحاكم الحسكاني المتوفى 490، عن ابن عبّاس، وابي ذرّ، وعبد الله بن سلام(2) .

27 ـ الفقيه ابو الحسن علي بن محمّد الكيا الطبري الشافعي المتوفى 507، في تفسيره.

واستدلَّ به على عدم بطلان الصّلاة بالفعل القليل، وتسمية الصدقة التطوّع بالزكاة كما في تفسير القرطبي(3) .

28 ـ الحافظ أبو محمّد الفراء البغوي الشافعي [المتوفى] 516 في تفسيره معالم التنزيل هامش الخازن 2 / 55.

29 ـ ابو الحسن رزين العبدري الاندلسي المتوفى 535، في الجمع بين الصحاح الست نقلاً عن صحيح النسائي(4) .

____________

(1) مناقب علي بن ابي طالب: 311 ح 354، 355، 356، 357، 358.

(2) شواهد التنزيل لقواعد التفضيل 1 / 187.

(3) الجامع لاحكام القرآن 6 / 221.

(4) صحيح النسائي:

الصفحة 54
30 ـ ابو القاسم جار الله الزمخشري الحنفي المتوفى 538 في الكشّاف 1/422.

وقال: فإن قلت: كيف صحَّ أن يكون لعليٍّ(رضي الله عنه) واللفظ لفظ جماعة؟

قلت: جيء به على لفظ الجمع وإن كان السبب فيه رجلاً واحداً ليرغب الناس في مثل فعله فينالوا مثل ثوابه(1) .

31 ـ الحافظ ابو سعد السمعاني الشافعي المتوفى 562 في فضائل الصحابة عن أنس بن مالك(2) .

32 ـ ابو الفتح النطنزي المولود 480، في الخصائص العلويّة عن ابن عباس، وفي الابانة عن جابر الانصاري(3) .

33 ـ الامام ابو بكر ابن سعدون القرطبي المتوفى 567، في تفسيره 6/221.

34 ـ اخطب الخطباء الخوارزمي المتوفى 568، في المناقب: 178 بطريقين(4) .

____________

(1) الكشاف 1 / 347.

(2) كما عن ابن شهر آشوب في مناقب آل ابي طالب 3 / 6.

(3) المصدر السابق.

(4) المناقب: 266 ح 248.

الصفحة 55
وذَكر لحسّان فيه شعراً أسلفناه ج 2 ص 58(1) .

35 ـ الحافظ ابو القاسم ابن عساكر الدمشقي المتوفّى 571، في تاريخ الشام بعدَّة طرق(2) .

36 ـ الحافظ ابو الفرج ابن الجوزي الحنبلي المتوفى 597، كما في الرياض 2/227 وذخائر العقبى: 102.

37 ـ ابو عبد الله فخر الدين الرازي الشافعي المتوفى 606 في تفسيره 3/431 عن عطا، عن عبد الله بن سلام، وابن عباس، وابي ذرّ(3) .

38 ـ ابو السعادات مبارك ابن الاثير الشيباني الجزري

____________

(1) واليك بعضٌ من هذهِ الابيات:

ابا حسن تفديك نفسي ومهجتي وكل بطيء في الهدى* ومسارعِ

أيذهب مدحي والمحبين ضائعاً وما المدح في ذات الاله بضائعِ

فأنت الّذي أعطيت إذ أنت راكع** فدتك نفوس القوم ياخير راكعِ

بخاتمك الميمون يا خير سيّد وياخيرَ شار ثم يا خير بائعِ

فأنزل فيك الله خير ولاية وبيَّنها في محكمات الشرائعِ

«المؤلف (رحمه الله)».

* في نسخة: الهوى.

** في نسخة: كنت راكعاً.

(2) ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق 2 / 409 ح 908 و 909.

(3) التفسير الكبير 16 / 26.

الصفحة 56
الشافعي المتوفى 606 في جامع الاصول من طريق النسائي(1) .

39 ـ ابو سالم محمّد بن طلحة النصيبي الشافعي المتوفّى 662، في مطالب السئول: 31 بلفظ ابي ذرّ.

40 ـ ابو المظفر سبط ابن الجوزي الحنفي المتوفى 654، في التذكرة: 9 عن السدي، وعتبة، وغالب بن عبد الله.

41 ـ عز الدين ابن ابي الحديد المعتزلي المتوفى 655، في شرح نهج البلاغة 3 / 275(2) .

42 ـ الحافظ ابو عبد الله الكنجي الشافعي المتوفى 658، في كفاية المطالب: 106 من طريق عن أنس بن مالك.

وفيه أبياتٌ لحسّان بن ثابت رويناها ج 2 ص 59(3) .

ورواه في ص 122 من طريق ابن عساكر، والخوارزمي، وحافظ العراقين، وابي نعيم، والقاضي ابن المعالي.

وذكر لحسّان شعراً غير الابيات المذكورة ذكرناه ج 2 ص 47 نقلاً عن سبط ابن الجوزي(4) .

____________

(1) جامع الاصول 8 / 664 ح 6515.

(2) شرح نهج البلاغة 13 / 277.

(3) انظر الابيات المتقدمة في الهامش 6.

(4) وقد نقل المؤلف (رحمه الله) بعضاً من تلك الابيات، واليك نصّها:

مَن ذا بخاتمه تصدّق راكعاً وأسرّها* في نفسه إسرارا

من كان بات على فراش محمّد ومحمّدٌ أسرى يؤمْ الغارا

من كان في القرآن سُمّي مؤمناً في تسع آيات تكين** غزارا

«المؤلف (رحمه الله)».

* في الكفاية: واسرّهُ.

** في الكفاية: جعلن.

الصفحة 57
43 ـ القاضي ناصر الدين البيضاوي الشافعي المتوفّى 685، في تفسيره 1/345 وفي مطالع الانظار: 477، 479.

44 ـ الحافظ فقيه الحرم ابو العباس محبّ الدين الطبري المكي الشافعي المتوفّى 694، في الرياض النضرة 2 / 227 وذخائر العقبى: 102 من طريق الواحدي، والواقدي، وابن الجوزي، والفضائلي.

45 ـ حافظ الدين النسفي المتوفى 701 / 10 [7]، في تفسيره 1 / 496 هامش تفسيره الخازن.

46 ـ شيخ الاسلام الحمويي المتوفى 722، في فرائد السمطين وذكر شعر حسّان فيه(1) .

47 ـ علاء الدين الخازن البغدادي المتوفّى 741، في تفسيره 1 / 496.

____________

(1) فرائد السمطين 1 / 190 ح 150 ب 39.

والابيات تقدّمت في الهامش 6، تحت رقم 34.

الصفحة 58
48 ـ شمس الدين محمود بن ابي القاسم عبد الرحمان الاصبهاني المتوفى 746 / 9 [74 ]في شرح التجريد الموسوم بتسديد(1) العقائد.

وقال بعد تقرير إتفاق المفسرين على نزول الاية في عليٍّ: قول المفسرين لا يقتضي إختصاصها به وإقتصارها عليه(2) .

49 ـ جمال الدين محمّد بن يوسف الزرندي المتوفى 750، في نظم درر السمطين(3) .

50 ـ ابو حيّان اثير الدين الاندلسي المتوفى 754، في تفسيره البحر المحيط 3 / 514.

51 ـ الحافظ محمّد بن أحمد بن جزي الكلبي المتوفى 758، في تفسيره التسهيل لعلوم التنزيل 1 / 181.

52 ـ القاضي عضد الايجي الشافعي المتوفى 756، في المواقف 3 / 276(4) .

____________

(1) وقد يقال بالمعجمة «المؤلف (رحمه الله)».

(2) شرح تجريد الاعتقاد لشمس الدين محمد بن أبي القاسم الاصبهاني، بتعليق على بن محمد القوشجي: المقصد الخامس في الامامة 1 ص 369 (ط الحجرية ايران).

(3) نظم درر السمطين للزرندي: 86 - 88.

(4) المواقف 8 / 360.

الصفحة 59
53 ـ نظام الدين القمّي النيسابوري، في تفسيره غرائب القرآن 3 / 461.

54 ـ سعد الدين التفتازاني الشافعي المتوفى 791، في المقاصد وشرحه 2/288.

وقال بعد تقرير إطباق المفسرين على نزول الاية في علي: قول المفسرين: إنّ الاية نزلت في حقِّ عليٍّ(رضي الله عنه) لايقتضي اختصاصها به واقصارها عليه(1) .

55 ـ السيّد شريف الجرجاني المتوفّى 816، في شرح المواقف(2) .

56 ـ المولى علاء الدين القوشجي المتوفّى 879، في شرح التجريد.

وقال بعد نقل الاتّفاق عن المفسرين على انّها نزلت في أمير المؤمنين: وقول المفسرين: إنَّ الاية نزلت في حقِّ عليٍّ إلى آخر كلام التفتازاني(3) .

57 ـ نور الدين ابن الصبّاغ المكي المالكي المتوفى 855، في

____________

(1) شرح المقاصد 5 / 270.

(2) شرح المواقف 8 / 360.

(3) شرح التجريد للقوشجي: 369.

الصفحة 60
الفصول المهمّة: 123.

58 ـ جلال الدين السيوطي الشافعي المتوفّى 911، في الدرّ المنثور 2/293 من طريق الخطيب، وعبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابي الشيخ، وابن مردويه عن ابن عبّاس.

ومن طريق الطبراني، وابن مردويه عن عمّار بن ياسر.

ومن طريق ابي الشيخ والطبراني عن عليّ(عليه السلام)(1) .

ومن طريق ابن ابي حاتم، وابي الشيخ، وابن عساكر عن سلمة بن كهيل(2) .

ومن طريق ابن جرير عن مجاهد، والسدي، وعتبة بن حكيم(3) .

ومن طريق الطبراني، وابن مردويه، وابي نعيم، عن ابي رافع(4) .

ورواه في أسباب نزول القرآن: 55 من غير واحد من هذه الطرق.

ثمَّ قال: فهذه شواهد يقوي بعضها بعضا.

وذكره في جمع الجوامع كما في ترتيبه 6 / 391 من طريق الخطيب عن ابن عبّاس، و ص405 من طريق أبي الشيخ وابن

____________

(1 و2 و3 و4) الدر المنثور 2 / 293.

الصفحة 61
مردويه عن امير المؤمنين(عليه السلام).

59 ـ الحافظ ابن حجر الانصاري الشافعي المتوفى 974، في الصواعق: 24.

60 ـ المولى حسن چلبي في شرح المواقف(1) .

61 ـ المولى مسعود الشرواني في شرح المواقف(2) .

62 ـ القاضي الشوكاني الصنعاني المتوفى 1250 في تفسيره(3) .

63 ـ شهاب الدين السيد محمد الالوسي الشافعي المتوفى 1270، في تفسيره 2 / 329(4) .

64 ـ الشيخ سليمان القندوزي الحنفي المتوفى 1293، في ينابيع المودَّة: 212.

65 ـ السيد محمد مؤمن الشبلنجي في نور الابصار: 77.

66 ـ الشيخ عبد القادر بن محمد السعيد الكردستاني المتوفى 1304، في تقريب المرام في شرح تهذيب الكلام للتفتازاني 2 / 329 ط مصر، وتكلّم فيه كبقية المتكلّمين مخبتاً إلى إتفاق

____________

(1) شرح المواقف 8 / 360.

(2) المصدر السابق.

(3) فتح القدير 2 / 53.

(4) روح المعاني 6 / 167، 169.

الصفحة 62
المفسرين على أنّها نزلت في أمير المؤمنين(1) .

وأمّا الكلام في الدلالة فلايخالج الشك فيها أيَّ عربي صميم مهما غالط وجدانه، وإنّما الخلاف فيها نشأ من الدخلاء المتطفلين على موائد العربية، وبسط القول يتكفله كتب أصحابنا في التفسير والكلام(2) .

لفظ الحديث

عن أنس بن مالك انَّ سائلاً أتى المسجد وهو يقول: مَن يُقرض الملي الوفي وعليٌّ (عليه السلام) راكعٌ يقول بيده خلفه للسائل أي اخلع الخاتم من يدي.

قال رسول الله: يا عمر وجبت.

قال: بأبي أنت واُميِّ يا رسول الله ما وجبت؟

____________

(1) توجد ترجمة كثير من هؤلاء الاعلام في الجزء الاول من كتابنا، راجع باعتبار القرون «المؤلف».

(2) تفسير القمي 1 / 170، تفسير العياشي 1 / 327، مجمع البيان 3 / 210، تأويل الايات الظاهرة، البرهان في تفسير القرآن 2 / 316، نور الثقلين 1 / 45.

وانظر ايضاً مسار الشيعة: 58، الاحتجاج: 450، مصباح المتهجد: 703، امالي الصدوق: المجلس 26 ص109، غاية المرام: 109، مناقب آل ابي طالب 3 / 5، احقاق الحق 2/399 (بتعليق السيد شهاب الدين المرعشي).

الصفحة 63
قال: وجبت له الجنَّة، والله وما خلعه من يده حتى خلعه الله من كلِّ ذنب ومن كلِّ خطيئة.

قال: فما خرج أحدٌ من المسجد حتى نزل جبرئيل بقوله عزّوجل: (إنّما وليّكم اللهُ وَرَسوله والَّذين آمنوا الَّذين يُقيمونَ الصَّلاةَ وَيُؤتون الزَّكاة وهُمْ راكعون) .

فأنشأ حسّان بن ثابت يقول:

ابا حسن تفديك نفسي ومهجتي وكلّ بطيء في الهدى ومسارعِ
أيذهب مدحي والمحبّين ضائعاً؟ وما المدح في ذات الاله بضائعِ
فأنت الذي أعطيت إذ أنت راكعٌ فدتك نفوس القوم ياخير راكعِ
بخاتمك الميمون يا خير سيد ويا خير شار ثمَّ يا خير بائعِ
فأنزل الله فيك خير ولاية وبيّنها في محكمات الشرائعِ
وهناك الفاظ اُخرى نقتصر على هذا روماً للاختصار، وقد

الصفحة 64
أسلفناه بلفظ ابي ذرّ ج2 ص 52(1) .

اشكال مزيَّف

قال السيد حميد الدين عبد الحميد الالوسي في كتابه نثر اللالي على نظم الامالي: 169 عند ذكره آية الولاية: انّ الاية ليس نزولها في حقّ علي خاصة كما زعموا، بل نزلت في المهاجرين والانصار، وهو من جملتهم، فإنّ قوله: الّذين صيغة جمع فلا يكون عليّ هو

____________

(1) أخرج ابو اسحاق الثعلبي في تفسيره عن ابي ذر قال: اما إني صلّيت مع رسول الله(صلى الله عليه وآله)يوماً من الايام الظهر فسأل سائلٌ في المسجد فلم يُعطه أحد شيئاً، فرفع السائل يديه الى السماء وقال: اللهم اشهد اني سألت في مسجد نبيك محمد(صلى الله عليه وآله) فلم يُعطني احد شيئاً، وكان علي (رضي الله عنه)في الصلاة راكعاً فأومأ اليه بخنصره اليمنى وفيه خاتم، فاقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره، وذلك بمرأى من النبي(صلى الله عليه وآله) وهو في المسجد، فرفع رسول الله(صلى الله عليه وآله)طرفهُ الى السماء وقال: اللهم إن أخي موسى سألك فقال: رب اشرح لي صدري ويسر لي أمرى واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيراً من اهلي هارون أخي اُشدد به أزري واشركه في امري، فأنزلت عليه قرآناً: (سنشدُ عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً فلا يصلون اليكما). اللهم واني محمد نبيك وصفيّك اللهم واشرح لي صدري ويسر لي امري واجعل لي وزيراً من أهلي علياً اشدد به ظهري.

قال ابو ذر (رضي الله عنه): فما استتم دعاءه حتى نزل جبرئيل(عليه السلام) من عند الله عزوجل وقال: يا محمد إقرأ (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنو...). «المؤلف (رحمه الله)».

رواية ابي ذر هذهِ أخرجها الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان، ونقلها عنهُ بألفاظها ابن شهر أشوب في مناقب آل أبي طالب 3 / 6.

الصفحة 65
المراد وحده.

قال الاميني: كأنَّ الرجل يضرب في قوله هذا على وتر ابن كثير الدمشقي، وينسج على نوله، ويمتح من قليبه، حيث قال في تاريخه حول الاية كما يأتي بُعيد هذا(1) : ولم ينزل في عليٍّ شيءٌ من القرآن بخصوصيّته...

وقد عزب عن المغفلين أنّ إصدار الحكم على الجهة العامة، بحيث يكون مصبّه الطبيعة ـ حتّى يكون ترغيباً في الاتيان بمثله، أو تحذيراً عن مثله ـ ثُمَّ تقييد الموضوع بما يُخصّصه بفرد معين حسب الانطباق الخارجي أبلغ وآكد في صدق القضية من توجيهه إلى ذلك الفرد رأساً،

وما أكثر له من نظير في لسان الذكر الحكيم وإليك نماذج منه:

1 ـ (الَّذِينَ قالوا إنَّ اللهَ فَقيرٌ ونَحنُ أغنِيَاءُ) (آل عمران: 181).

ذكر الحسن: انّ قائل هذه المقالة هو حيي بن أخطب.

وقال عكرمة، والسدى، ومقاتل، ومحمّد بن إسحاق: هو فنحاص بن عازوراء.

وقال الخازن: هذه المقالة وإن كانت قد صدرت من واحد من

____________

(1) عند البحث عن مخاريق كتابه البداية والنهاية «المؤلف (رحمه الله)».

تقدّم منا تحقيق هذا الرد ونشره في رسالة مفردة.

الصفحة 66
اليهود لكنّهم يرضون بمقالته هذه فنسبت إلى جميعهم.

راجع تفسير القرطبي 4 / 294، تفسير ابن كثير 1 / 434، تفسير الخازن 1 / 322.

2 ـ (ومِنُهمُ الَّذِينَ يُؤذُونَ النْبيَّ ويَقُولُونَ هو اُذُنٌ) (التوبة: 61).

نزلت في رجل من المنافقين إمّا في الجلاس بن سويلا، أو: في نبتل بن الحرث أو: عتاب بن قشير.

راجع تفسير القرطبي 8/192، تفسير الخازن 2/253، الاصابة 3/549.

3 ـ (والَّذين يَبتغونَ الكتابَ ممّا مَلكت أيمانكم فَكاتبوهم إنْ علمتم فيهم خيراً) (النور: 33).

نزلت في صبيح مولى حويطب بن عبد العزّى، قال: كنت مملوكاً لحويطب فسألته الكتابة، ففيَّ انزلت والذين يبتغون الكتاب.

اخرجه ابن مندة، وابو نعيم، والقرطبي كما في تفسيره 12 / 244، اسد الغابة 3 / 11، الاصابة 2 / 176.

4 ـ (إنَّ الّذِينَ يَأكُلُونَ أَمَوالَ اليَتَامى ظُلماً إنَّما يَأكُلُونَ في بُطوُنِهِم نَارا) (النساء: 10).

الصفحة 67
قال مقاتل بن حبّان: نزلت في مرثد بن زيد الغطفاني.

تفسير القرطبي 5 / 53، الاصابة 3 / 397.

5 ـ (لا يَنهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُم في الدِّينِ وَلَمْ يُخرُجوكُم مِن دياركم...) (الممتحنة: 8).

نزلت في أسماء بنت أبي بكر، وذلك: انّ امّها قتيلة بنت عبد العزّى قدمت عليها المدينة بهدايا وهي مشركة، فقالت أسماء: لا أقبل منك هديَّة، ولا تدخلي عليّ بيتاً حتّى استأذن رسول الله(صلى الله عليه وآله)فسألته فأنزل الله تعالى هذه الاية، فأمرها رسول الله(صلى الله عليه وآله) أن تدخلها منزلها وأن تقبل هديَّتها وتكرمها وتحسن إليها.

اخرجه البخاري، ومسلم، وأحمد، وابن جرير، وابن ابي حاتم، كما في تفسير القرطبي 18/59، تفسير ابن كثير 4/349، تفسير الخازن 4/272(1) .

6 ـ (يا أيُّها الرَّسُولُ لاَ يَحزُنَك الّذين يُسارِعُونَ في الكُفرِ مِن الَّذينَ قَالُوا آمنَّا بِأفواهِهِم...) (المائدة: 41).

____________

(1) أخرجه بألفاظه الامام أحمد في المسند 4 / 4.

وقريب من ذلك مارواه البخاري في الصحيح باب الهدية للمشركين 3 / 201، وفي الاداب باب صلة الوالد المشرك 8 / 5.

واخرجه مسلم في باب فضل الصدقة والنفقة على الاقربين 2 / 696 ح 1004 والحديث بهذه الالفاظ في مسند احمد 6 / 344، 347.

الصفحة 68
ذكر المكي في تفسيره: انّها نزلت في عبد الله بن صوريا.

تفسير القرطبي 6 / 177، الاصابة 2 / 326.

7 ـ (قال الَّذينَ لا يَعلَمُونَ لَولا يُكَلِّمُنا اللهُ أو تَأتِيَنا آيَةٌ) (البقرة: 118).

نزلت في رافع بن حريملة، وأخرج محمّد بن اسحاق عن ابن عباس قال: قال رافع لرسول الله(صلى الله عليه وآله): يا محمّد إن كنت رسولاً من الله كما تقول فقل للهِ فيكلّمنا حتّى نسمع كلامه.

فأنزل الله في ذلك الاية.

تفسير ابن كثير 1 / 161.

8 ـ (الّذِينَ هَاجَرُوا في الله مِن بَعدِمَا ظُلِمُوا لنُبوِّئَنَّهمُ في الدُّنيا حَسَنةً) (النحل: 41).

اخرج ابن عساكر في تاريخه 7 / 133 من طريق عبد الرزاق، عن داود بن ابي هند: انّ الاية نزلت في ابي جندل بن سهيل العامري.

وذكره القرطبي في تفسيره 10 / 107 من جملة الاقوال الواردة فيها.

9 ـ (إنَّ الّذينَ يَتلُونَ كِتَابَ اللهِ وأقَامُوا الصّلاةَ وأنفَقُوا مِمّا رَزَقناهُم...) (فاطر:29).

الصفحة 69
نزلت في حصين بن المطلب بن عبد مناف كما في الاصابة 1 / 336.

10 ـ (وَالعَصرِ إنَّ الانسَانَ لفِي خُسر) السورة.

عن اُبيّ بن كعب قال: قرأت على رسول الله(صلى الله عليه وآله) سورة والعصر فقلت: يا رسول الله بابي وأُمّي أفديك ما تفسيرها؟

قال: والعصر قسمٌ من الله بآخر النهار، إنَّ الانسان لفي خسر: ابو جهل بن هشام. إلا الذين آمنوا: ابو بكر الصدّيق. وعملوا الصالحات: عمر بن الخطاب. وتواصوا بالحقّ: عثمان بن عفان. وتواصوا بالصبر علي بن ابي طالب. الرياض النضرة 1 / 34.

قال الاميني: نحن لانصافق القوم على هذه التأويلات المحرَّفة المزيَّفة، غير أنّا نسردها لاقامة الحجَّة عليهم بما ذهبوا إليه.

11 ـ (إنَّ الّذين يِشترُون بِعهدِ اللهِ وأَيمانِهمِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِك لا خَلاقَ لَهُم في الاخِرةِ) (آل عمران: 77).

نزلت في عيدان بن أسوع الحضرمي، قال مقاتل في تفسيره. الاصابة 3 / 51.

12 ـ (يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولي الاَمرِ مِنكُم) (النساء: 59).

أخرج البخاري في صحيحه في كتاب التفسير 7 / 60، وأحمد

الصفحة 70
في مسنده: 337، ومسلم في صحيحه كما في تاريخ بن عساكر 7 / 352، وتفسير القرطبي 5 / 260، وغيرهم: انّها نزلت في عبد الله بن حذافة السهمي.

13 ـ (يَقُولُون هَلْ لَنا مِنَ الاَمرِ مِنْ شيء قُلْ إنِّ الاَمرَ كُلَهُ للهِ يُخفُونَ في أَنفُسِهِم ما لا يُبدُونَ لك يَقُولُونَ لَو كَانَ لَنا مِنَ الامرِ شيءٌ ما قُتلِنَا هيهُنا) (آل عمران: 154).

القائل هو عبد الله بن ابي مسلول رأس المنافقين وفيه نزلت الاية.

واخرج ابن ابي حاتم عن طريق الزبير: انّها نزلت في معتب بن قشير.

تفسيرالقرطبي 4/262، تفسير ابن كثير 1/418، تفسير الخازن 1/306.

14 ـ (الَّذينَ قال لَهُمُ النَّاسُ إنَّ النّاسَ قد جَمَعُوا لَكم) (آل عمران: 173).

المراد من الناس الاوَّل هو نعيم بن مسعود الاشجعي.

قال النسفي في تفسره(1) هو جمعٌ اريد به الواحد، أو: كان له أتباع يثبطون مثل تثبيطه.

____________

(1) المطبوع بهامش تفسير الخازن 1 / 318 «المؤلف (رحمه الله)».

الصفحة 71
وقال الخازن: فيكون اللفظ عامّاً اُريد به الخاصّ.

واخرج ابن مردويه باسناده عن ابي رافع انّ النبيَّ(صلى الله عليه وآله) وجّه عليّاً في نفر معه في طلب ابي سفيان فلقيهم أعرابي من خزاعة فقال: إنَّ القوم قد جمعوا لكم، فقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، فنزلت فيهم هذه الاية.

تفسير القرطبي 4 / 279، تفسير ابن كثير 1 / 430، تفسير الخازن 1 /318.

15 ـ (يَستَفتُونَك قُلِ اللهُ يُفتِيكُمْ في الكَلالَةِ) (النساء: 176).

نزلت في جابر بن عبد الله الانصاري. وهو المستفتي، وكان يقول: اُنزلت هذه الاية فيَّ.

تفسير القرطبي 6 / 28، تفسير الخازن 1 / 447، تفسير النسفي هامش الخازن 1 / 447.

16 ـ (يَسألُونَك مَاذايُنفِقُونَ قُلِ ماأنفَقتُم مِن خَير...) (البقرة:215).

نزلت في عمرو بن الجموح وكان شيخاً كبيراً ذا مال فقال: يا رسول الله بماذا نتصدَّق؟ وعلى من نُنفق؟ فنزلت الاية.

تفسير القرطبي 3 / 36، تفسير الخازن 1 / 148.

الصفحة 72
17 ـ (وَهُمْ يَنهونَ عَنْهُ وَيَنأونَ عَنهُ)(1) .

ذهب القوم إلى انَّها نزلت في أبي طالب.

وقد فصَّلنا القول فيها في الجزء الثامن ص 3: 8(2) .

____________

(1) الانعام: 26.

(2) أخرج الطبري وغيره من طريق سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عمن سمع ابن عباس انهُ قال: إنّها نزلت في أبي طالب، ينهى عن أذى رسول الله(صلى الله عليه وآله)أن يؤذى، وينأى ان يدخل في الاسلام. تاريخ الطبري 7 / 110، تفسير ابن كثير 2 / 127، الكشاف 1 / 448، طبقات ابن سعد 1 / 105.

وقال القرطبي: هو عام في جميع الكفّار اي ينهون عن اتّباع محمد(صلى الله عليه وآله)وينأون عنهُ.

وقيل هو خاص بابي طالب ينهى الكفار ويتباعد من الايمان بهِ 6 / 406.

قال الاميني: نزول هذهِ الاية في أبي طالب باطلٌ لا يصح من شتى النواحي:

1 ـ إرسال حديثهُ بمن بين حبيب بن ابي ثابت وابن عباس.

2 ـ ان حبيب بن ثابت إنفرد به ولم يرده أحدٌ غيره، ولا يمكن المتابعة على ما يروه ولو فرضناه ثقة في نفسه بعد قول ابن حبان: إنهُ كان مدلساً، والعقيلي: غمزه ابن عون وله عن عطاء أحاديث لا يتابع عليها. التهذيب 2 / 179.

ونحن لا نناقش في السند بمكان سفيان الثوري ولانؤاخذه بقول من قال: انهُ يدّس ويكتب عن الكذّابين. ميزان الاعتدال 1 / 396.

3 ـ ان الثابت عن ابن عباس بعدّة طرق مسندة يضاد هذه المزعمة. ففيما رواه الطبري، وابن المنذر، وابن ابي حاتم، وابن مردويه من طريق علي بن ابي طلحة. وطريق الغوفي عنهُ انها في المشركين الذين كانوا ينهون الناس عن محمد(صلى الله عليه وآله) وينأون عنهُ. تفسير الطبري 7 / 109، الدر المنثور 3 / 8، 9، تفسير الالوسي 7 / 126.

4 ـ سياق الايات الكريمة الدال على ذم اُناس ايحاء كانت سيرتهم سيئة مع رسول الله(صلى الله عليه وآله)وهم متلبسون بها عند نزول الاية كما هو صريح الخبر المنقول عن القرطبي وان النبي(صلى الله عليه وآله)أخبر ابا طالب بنزول الاية.

وقد تنبه لذلك المفسرون فلم يقيموا للقول بنزولها في ابي طالب وزناً، فمنهم من عزاه الى القيل، وجعل آخرون خلافهُ اظهر. ورأى غير واحد خلافهُ أشبه «المؤلف (رحمه الله)».

الصفحة 73
18 ـ (لا تَجدُ قَوماً يُؤمِنُونَ بِاللهِ واليَومِ الاخِرِ يُوآدُّونَ مَنْ حَادّ اللهَ ورَسُولَهُ) (المجادلة: 22).

نزلت في ابي عبيدة الجرّاح حين قتل أباه يوم بدر. أو: في عبد الله بن اُبيّ.

تفسير القرطبي 17 / 307، نوادر الاصول للحكيم الترمذي: 157.

19 ـ (وآخرونَ اعترفوا بِذنِبِهم خَلَطوا عَملاً صَالحاً وآخَرَ سيِّئاً...) (التوبة:103).

نزلت في ابي لبابة الانصاري خاصّة.

تفسير القرطبي 8 / 242، الروض الانف 2 / 196.

20 ـ (يَحلِفُونَ بِاللهِ لَكُم ليُرضُوكُمْ) (التوبة: 62).

إنّ رجلاً من المنافقين قال: والله إنَّ هؤلاء لخيارنا وأشرافنا، وإن كان ما يقول محمَّدٌ حقّاً لهم شرٌّ من الحمير. فسمعها رجلٌ من

الصفحة 74
المسلمين فقال: والله إنَّ ما يقول محمَّدٌ لحقٌّ ولانت أشرٌّ من الحمار.

فسعى بها الرجل إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله) فأخبره فأرسل إلى الرَّجل فدعا، فقال: ما حملك على الذي قلت؟ فجعل يلتعن ويحلف بالله بأنّه ما قال ذلك، وجعل الرَّجل المسلم يقول: اللهمّ صدِّق الصادق، وكذّب الكاذب. فأنزل الله الاية.

تفسير القرطبي 8 / 193، تفسير ابن كثير 2 / 366.

[الملازمة بين اثبات ايمان عليّ وايمان غيره من الصحابة والتابعين]

12 ـ قال: إنّ الرافضي لا يُمكنه أن يُثبت ايمان عليٍّ وعدالته وانَّه من أهل الجنّة فضلاً عن إمامته، إن لم يُثبت ذلك لابي بكر وعمر وعثمان، وإلاّ فمتى أراد إثبات ذلك لعليٍّ وحده لم تُساعده الادلَّة، كما أنَّ النصرانيَّ إذا أراد إثبات نبوَّة المسيح دون محمَّد لم تساعده الادلَّة، ج 1 /)162((1) .

وقال ص 163: الرافضة تعجز عن إثبات ايمان

____________

(1) منهاج السنة 2 / 58.

الصفحة 75
عليّ وعدالته مع كونهم على مذهب الرافضة، ولا يمكنهم ذلك إلا إذا صاروا من أهل السنّة، فإن احتجّوا بما تواتر من إسلامه وهجرته وجهاده فقد تواتر ذلك عن هؤلاء، بل تواتر إسلام معاوية ويزيد وخلفاء بني اُميّة وبني العبّاس وصلاتهم وصيامهم وجهادهم لِلكفّار(1) .

ج ـ ما عشت أراك الدهر عجبا.

ليت شعري متى احتاج ايمان عليّ وعدالته إلى البرهنة؟! ومتى كفر هو حتّى يؤمن؟ وهل كان في بدء الاسلام للنبي أخٌ ومؤازرٌ غيره؟! على حين انَّ من سمّاهم لم يسلمو بعدُ، وهل قام الاسلام إلاّ بسيفه وسنانه؟! وهل هزمت جيوش الشرك إلاّ صولته وجولته؟! وهل هتك ستور الشّبه والالحاد غير بيانه وبرهانه؟! وهل طهَّر الله الكعبة البيت الحرام عن دنس الاوثان إلاّ بيده الكريمة؟! وهل طهَّر الله في القرآن الكريم بيتاً عن الرِّجس غير بيت هو سيِّد أهله بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله)؟! وهل كان أحدٌ نفس رسول الله(صلى الله عليه وآله) غيره بنصّ الذِّكر الحكيم؟! وهل أحدٌ شرى نفسه إبتغاء مرضاة الله ليلة المبيت غيره؟! وهل أحدٌ من المؤمنين أولى بهم من أنفسهم كرسول الله غيره؟! لاها الله.

____________

(1) المصدر السابق 2 / 62.

الصفحة 76
إنّ احاديث الشيعة في كلِّ هذه متواترة وهي التي ألزمتهم بالاخبات إلى هذه المآثر كلّها غير أنَّهم إذا خاصموا غيرهم إحتجّوا بأحاديث أهل السنَّة; لانّ الحجَّة تجب أن تكون ملزمةً للخصم من دون حاجة لهم إليها في مقام الثبوت، وهذا طريق الحجاج المطّرد لا مايراه علماء القوم فإنّهم بأسرهم يحتجّون في كلِّ موضوع بكتب أعلامهم وأحاديثهم، وهذا خروجٌ عن اُصول الحجاج والمناظرة.

وليتني أدري ما الملازمة بين ايمان عليٍّ وعدالته وايمان من ذكرهم، هل يحسبهم وعليّاً أمير المؤمنين نفساً واحدة لايُتصوّر التبعيض فيها؟! أو يزعم أنَّ روحاً واحدة سرت في الجميع فأخذت بمفعولها من ايمان وكفر؟!

وهل خفيت هذه الملازمة المخترعة وليدة ابن تيميّة على الصحابة، والتابعين الشيعييِّن، وبعدهم على أئمة الشيعة، وعلمائهم، وأعلامهم في القرون الخالية في حجاجهم، ومناشداتهم، ومناظراتهم المذهبيَّة المتكثِّرة في الاندية والمجتمعات؟! أو ذهل عنها مخالفوهم في الذبِّ عنهم والمدافعة عن مبدئهم؟!.

لم يكن ذلك كلّه، ولكن يروق الرجل أن يشبِّه الرافضة بالنصارى، ويقرن بين ايمان عليٍّ(عليه السلام)وايمان معاوية الدهاء، ويزيد الفجور; والماجنين من جبابرة بني اُميّة، والمتهتِّكين من العبّاسيِّين، وهذا مبلغ علمه ودينه وورعه وأدبه.

الصفحة 77

[الشيخ نصير الدين الطوسي]

13 ـ وفي ج 2 ص 99 قذف شيخ الاُمة نصير الملّة والدين الطوسي، وأتباعه، والرافضة كلّهم بأنواع من التهتّك والاستهتار من إضاعة الصَّلوات، وارتكاب المحرَّمات واستحالها، وعدم التجنّب عن الخمر والفواحش حتّى في شهر رمضان، وتفضيل الشرك بالله على عبادة الله، ويراها حال الرافضة دائماً.

إلى غيرها ممّا علمت البحّاثة أنّها أكاذيب وطامّات اُريد بها إشاعة الفحشاء فى الّذين آمنوا بتشويه سمعتهم، والله تعالى هو الحَكم الفصل يوم تُنصب الموازين، ويُسأل كلّ أحد عمّا لفظه من قول، وما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيبٌ عتيدٌ(1) .

[الموقف من اصحاب الردَّة]

14 ـ قال: أشهر الناس بالردَّة خصوم ابي بكر الصدِّيق (رضي الله عنه)وأتباعه كمسيلمة الكذّاب

____________

(1) منهاج السنة 3 / 445 - 450، الوجه الثاني من الوجوه التي اقامها للرد على العلامة الحلي عند استدلاله بقول الشيخ نصير الدين الطوسي وروايته حديث «ستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة» الاّ انهُ ضمّن هذا الوجه سيل من الشتائم كما نقل المؤلف (رحمه الله) بعضاً منها.

الصفحة 78
وأتباعه وغيرهم، وهؤلاء تتوّلاهم الرافضة كما ذكر في غير واحد من شيوخهم مثل هذا الاماميّ ـ يعني العلاّمة الحلّي ـ وغيره ويقولون: إنّهم كانوا على الحقِّ وان الصدّيق قاتلهم بغير حقٍّ 2 ص 102(1) .

ج ـ ليت هناك مسائلٌ هذا الرَّجل عمّن أخبره بتولّي الرافضة لمسيلمة ونظرائه، وهم لا يفتأون يُسمّونه بالكذّاب، ويروون الفضائح من أعماله،وكتبهم مفعمةٌ بمخاريقه، وهم لايحصرون النبوَّة إلاّ بخاتمها محمّد سيِّد الانبياء صلوات الله عليه وآله وعليهم، ويكفِّرون مَن يدَّعيها غيره.

وليته دلَّنا على أولئك الشيوخ الّذين نقل عنهم ذلك القول المائن، أوَ هل شافهوه بعقيدتهم؟! فلِمَ لم يذكر أسماءهم؟! ولِمَ لم يسمّ أشخاصهم؟! على أنَّه غير مؤتمن في النقل عنهم، وهو لايزال يتحرّى الوقيعة فيهم. أو انّه وجده في كتبهم؟! فما هي تلك الكتب؟! وأين هي؟! ولمن هي؟!

وأما شيخهم الاكبر العلاّمة الحلّي فهذه كتبه الكلاميَّة وفي العقائد بين مخطوط ومطبوع ففي أيٍّ منها توجد هذه الفرية؟! نعم لا توجد إلاّ في علبة عداء ابن تيميَّة، وفي عيبة مخازيه، أو في كتاب

____________

(1) المصدر السابق 3 / 458.

الصفحة 79
مفترياته اللهمَّ إليك المشتكى.

[نزول (هل أتى) في أهل البيت]

15 ـ قال: ذكر ـ العلاّمة الحلّي ـ أشياء من الكذب تدلُّ على جهل ناقلها مثل قوله: نزل في حقِّهم ـ في حقِّ أهل البيت ـ هل أتى، فإنَّ هل أتى مكيَّةٌ بإتِّفاق العلماء، وعليٌّ إنّما تزوج فاطمة بالمدينة بعد الهجرة، وولد الحسن والحسين بعد نزول هل أتى، فقوله: «إنّها نزلت فيهم» من الكذب الذي لا يخفى على مَن له علمٌ بنزول القرآن وأحوال هذه السادة الاخيار. 2 ص117(1) .

ج ـ إنَّ الرجل لا ينحصر جهله بباب دون باب فهو كما انّه جاهلٌ في العقائد جاهلٌ فى الفِرَق، جاهلٌ في السيرة، جاهلٌ في الاحكام، جاهلٌ في الحديث، كذلك جاهلٌ في علوم القرآن حيث لم يعلم أوّلاً أنَّ كون السورة مكيَّة لا ينافي كون بعض آياته مدنيَّة وبالعكس، وقد اطَّرد ذلك في السور القرآنية كما مرَّ ج 1 ص 255 - 258(2) .

____________

(1) المصدر السابق 4 / 20.

(2) واليك نص ما جاء هناك:

1 ـ سورة العنكبوت، مكيّة الاّ عشرة آيات من أوّها.

تفسير الطبري 20 / 86، تفسير القرطبي 13 / 323، السراج المنير للشربيني 3 / 116.

2 ـ سورة الكهف، مكيّة الاّ سبع آيات من اولها، وقوله «واصبر نفسك...».

تفسير القرطبي 10 / 346، اتقان السيوطي 1 / 16.

3 ـ سورة هود، مكيّة الاّ قوله: «واقم الصلاة طرفي النهار...» كما في تفسير القرطبي 9 / 1، وقوله: «فلعلّك تارك بعض ما يوحى اليك» كما في السراج المنير 2 و 40.

4 ـ سورة مريم، مكيّة الاّ آية السجدة، وقوله: «وان منكم إلاّ واردها» كما في اتقان السيوطي 1 / 16.

5 ـ سورة الرعد، مكيّة الاّ قوله: «ولايزال الذين كفروا..»، وبعض آيها الاُخر أو بالعكس كما نص به القرطبي في تفسيره 9 / 278. والرازي في تفسيره 6 / 258، والشربيني في تفسيره 2 / 137.

6 ـ سورة إبراهيم، مكيّة إلاّ قوله: «الم تر الى الذين بدّلوا نعمة الله» الايتين نصّ عليهما القرطبي عن تفسيره 9 / 338، والشربيني في السراج المنير 3 / 159.

* * *

=>


الصفحة 80

____________

<=

7 ـ سورة الاسراء، مكية الاّ قوله: «وان كادوا ليستفزّونك من الارض..» الى قوله: «واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً» كما في تفسير القرطبي 10 / 203. والرازي 5 / 540، والسراج المنير 2 / 261.

8 ـ سورة الحج، مكيّة الاّ قوله: «ومن الناس من يعبد الله على حرف» كما في تفسيري القرطبي 12/1 الرازي 6/206، والسراج المنير 2 / 511.

9 ـ سورة الفرقان، مكيّة الاّ قوله: «والّذين لايدعون مع الله إلهاً آخر...» كما في تفسير القرطبي 13 / 1، والسراج المنير 2 / 617.

10 ـ سورة النمل، مكيّة إلاّ قوله: «وإن عاقبتم فعاقبوا...» الى آخر السورة.

نص بذلك القرطبي في تفسيره 15 / 65، والشربيني في تفسيره 2 / 205.

11 ـ سورة القصص، مكيّة الاّ قوله: «الذين آتيناهم الكتاب من قبله».

وقيل: الاّ آية: «إن الذي فرض عليك القرآن...» كما في تفسير القرطبي 13 / 247، والرازي 6 / 585.

12 ـ سورة المدثّر، مكيّة غير آية من آخرها على ما قيل كما في تفسير الخازن 4 / 343.

13 ـ سورة القمر، مكيّة الاّ قوله: «سيهزم الجمع ويولّون الدُّبر، قاله الشربيني في السراج المنير 4 / 136.

14 ـ سورة الواقعة، مكيّة الاّ اربع آيات كما في السراج المنير 4 / 171.

15 ـ سورة المطففين، مكيّة الاّ الاية الاولى، ومنها انتزع اسم السورة كما اخرجه الطبري في 30 / 58 من تفسيره.

16 ـ سورة الليل، مكيّة الاّ اوّلها، ومنها اسم السورة كما في الاتقان 1 / 17.

17 ـ سورة يونس، مكيّة الاّ قوله: «وإن كنت في شك» الايتين او الثلاث او قوله: «ومنهم من يؤمن به...» كمافي تفسير الرازي 4/774، واتقان السيوطي 1/15، وتفسير الشربيني 2/2.

=>


الصفحة 81

____________

<=

كما ان غير واحد من السور المدنية فيها آيات مكيّة:

منها: سورة المجادلة، فانها مدنية الاّ العشر الاُول، ومنها تسمية السورة كما في تفسير ابي السعود في هامش ج8 من تفسير الرازي ص 148، والسراج المنير 4 / 210.

ومنها: سورة البلد، مدنية الاّ الاية الاولى «وبها تسميتها بالبلد» الى غاية الاية الرابعة كما قيل في الاتقان 1/17.

وسور اخرى لا نطيل بذكرها المجال.

* * *

على ان من الجائز نزول الاية مرتين كآيات كثيرة نص العلماء على نزولها مرّة بعد اُخرى عظة وتذكيراً، او اهتماماً بشأنها، أو اقتضاء موردين لنزولها غير مرّة، نظير البسملة، واول سورة الروم، وآية الروح، وقوله «ماكان للنبي والذين آمنوا ان يستغفروا للمشركين»، وقوله: «وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به» الى آخر النحل، وقوله «من كان عدوا الله...»، وقوله «أقم الصلاة طرفي النهار»، وقوله «أليس الله بكاف عبده»، وسورة الفاتحة فانها نزلت مرّة بمكة حين فرضت الصلاة، ومرّة بالمدينة حين حُوَلت القبلة، ولتثنية نزولها سميت بالمثاني، كما فى اتقان السيوطي 1 / 60، وتاريخ الخميس 1 / 11. «المؤلف (رحمه الله)».

الصفحة 82
وهذا معنى قول ابن الحصار: إنّ كلَّ نوع من المكّي والمدنيِّ منه آيات مستثنات(1) .

وثانياً: إنَّ أوثق الطرق الى كون السورة أو الاية مكّيّة أو مدنيّة هو ما تضافر النقل به في شأن نزولها بأسانيد مستفيضة، دون الاقوال المنقطعة عن الاسناد، وقد أسلفنا فى ص 100 - 104 من هذا الجزء شطراً مهمّاً ممَّن خرَّج هذا الحديث وأخبت إليه(2)

____________

(1) الاتقان 1 / 23 «المؤلف (رحمه الله)».

(2) نقل المؤلف (رحمه الله) في المجلد الثالث من الغدير ص 107 قائمة باسماء رواة الحديث الوارد في شأن نزول الاية الشريفة، اليك نصّها بتهذيب منّا:

1 ـ ابو جعفر الاسكاني المتوفى 240 في رسالته التي ردّ بها على الجاحظ.

2 ـ الحكيم محمد بن علي الترمذي، كان حياً في سنة 285، ذكره في نوادر الاُصول: 64.

3 ـ الحافظ محمد بن جرير الطبري المتوفى 310، ذكره في اسباب نزول هل أتى كما في الكفاية.

4 ـ ابن عبد ربه المالكي في العقد الفريد 3 / 42 ـ 47 (حديث احتجاج المأمون على اربعين فقيهاً).

5 ـ الحاكم النيسابوري المتوفى 405، ذكره في مناقب فاطمة (عليها السلام) كما في الكفاية.

6 ـ الحافظ ابن مردويه ابو بكر الاصفهاني، المتوفى 416، أخرجه في تفسيره. عنهُ جمع، وقال الالوسي في روح المعاني بعد نقله عنه: والخبر مشهور.

7 ـ ابو اسحاق الثعلبي المتوفى 427 أو 437 في تفسيره «الكشف والبيان».

8 ـ الواحدي النيسابوري المتوفى 468 في تفسيره البسيط، واسباب النزول: 331.

9 ـ الحافظ ابن الفتوح الاندلسي الحميدي المتوفى 488، ذكره في فوائده.

10 ـ جار الله الزمخشري المتوفى 538 في الكشاف 2 / 511.

=>