____________
<=
12 ـ الحافظ ابو موسى المديني المتوفى 581 في الذيل كما في الاصابة.
13 ـ فخر الدين الرازي المتوفى 606 في تفسيره 8 / 276.
14 ـ ابن الصلاح الشهرزودي الشرخاني المتوفى 643، كما يأتي عنه في الكفاية.
15 ـ ابن طلحة الشافعي المتوفى 652، ذكره في مطالب السؤول: 31.
16 ـ السبط ابن الجوزي المتوفى 654، رواه في تذكرته من طريق البغوي والثعلبي.
17 ـ ابن ابي الحديد المعتزلي المتوفى 655 في شرح نهج البلاغة 3 / 257.
18 ـ الحافظ الكنجي الشافعي المتوفى 658 في الكفاية: 201.
19 ـ القاضي ناصر الدين البيضاوي المتوفى 685 في تفسيره 2 / 571.
20 ـ الحافظ محب الدين الطبري المتوفى 694 في الرياض النضرة 2 / 207، 227 وقال: وهو قول الحسن وقتادة.
21 ـ ابو حمزة الازدي الاندلسي المتوفى 699 في بهجة النفوس 4 / 225.
22 ـ حافظ الدين النسفي المتوفى 701 أو 710. في تفسيره هامش الخازن 4 / 458، رواه في سبب نزول الاية ولم يرو غيره.
23 ـ شيخ الاسلام الحمويني المتوفى 722 في فرائد السمطين.
24 ـ نظام الدين القمي النيسابوري في تفسيره هامش الطبري 29 / 112.
25 ـ علاء الدين الخازن البغدادي المتوفى 741 في تفسيره 4 / 358.
26 ـ القاضي اللايجي المتوفى 756 في المواقف 3 / 278.
27 ـ ابن حجر المتوفي 852 في الاصابة 4 / 387.
28 ـ جلال الدين السيوطي المتوفى 911 في الدر المنثور 6 / 299.
29 ـ ابو السعود العمادي المتوفى 982 في تفسيره هامش تفسير الرازي 8 / 318.
30 ـ اسماعيل البدوسي المتوفى 1137 في تفسيره روح البيان 10 / 268 - 269.
31 ـ الشوكاني المتوفى 1173 في تفسيره فتح القدير 5 / 338.
32 ـ الاستاذ محمد سليمان محفوظ في اعجب ما رأيت 1 / 10.
33 ـ السيد الشبلنجي في نور الابصار: 12 - 14.
34 ـ السيد محمود القراغولي في جوهرة الكلام: 56.
«المؤلف (رحمه الله)».
وروى ابو جعفر النحّاس في كتابه الناسخ والمنسوخ من طريق الحافظ ابي حاتم عن مجاهد، عن ابن عبّاس حديثاً في تلخيص آي القرآن المدنيِّ من المكيِّ وفيه: والمدّثر إلى آخر القرآن إلاّ إذا زلزلت، وإذا جاء نصر الله، وقل هو الله أحد، وقل أعوذ بربِّ الفلق، وقل أعوذ بربِّ الناس، فإنَّهنَّ مدنيّات، وفيها سورة هل أتى(1) .
وقال السيوطي في الاتقان 1 ص 15 بعد نقل الحديث: هكذا أخرجه بطوله وإسناده جيِّدٌ رجاله كلّهم ثقاتٌ من علمآء العربية المشهورين.
وأخرج الحافظ البيهقي في دلائل النبوة بإسناده عن عكرمة والحسين بن ابي الحسن حديثاً في المكيِّ والمدنيِّ من السور(2) .
وعدَّ من المدنيات «هل أتى» الاتقان 1 ص 16.
ويروي ابن الضريس في فضائل القرآن عن عطا عدَّ سورة
____________
(1) الناسخ والمنسوخ لابي جعفر النحاس: 260، مؤسسة الكتب الثقافية، ط 1، 1989.
(2) دلائل النبوة.
وعدَّها الخازن في تفسيره 1 ص 9 من السور النازلة بالمدينة.
وهذه مصاحف الدنيا بأجمعها مخطوطها ومطبوعها تخبرك عن جليّة الحال فإنّها مجمعةٌ على أنّها مدنيّةٌ، فهل الاُمة أجمعت فيها على خلاف ما اتّفق عليه العلماء إن صحّت مزعمة ابن تيميّة؟
فما منكم من أحد عنه حاجزين، وإنّه لتذكرةٌ للمتّقين، وإنّا لنعلم إنَّ منكم مكذِّبين.
ورابعاً: انَّ القائلين بانَّ فيها آية أو آيات مكيّة كالحسن، وعكرمة، والكلبي، وغيرهم مصرِّحون بأنَّ الايات المتعلّقة بقصة الاطعام مدنيّةٌ.
وخامساً: لاملازمة بين القول بمكيّتها وبين نزولها قبل الهجرة، إذ من الممكن نزولها في حجّة الوداع، بعد صحّة إرادة عموم قوله: وأسيراً للمؤمن الداخل فيه المملوك كما قاله ابن جُبير، والحسن، والضحّاك، وعكرمة، وعطا، وقتادة، واختاره ابن جرير وجمعٌ آخرون.
[المودَّة في القُربى]
16 ـ قال: قوله ـ يعني العلاّمة الحلّي ـ: ايجاب مودَّة أهل البيت بقوله تعالى (قُل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القُربى) غلطٌ. وممّا يدلُّ على هذا أنَّ الاية مكيّةٌ ولم يكن عليٌّ بعدُ قد تزوّج بفاطمة ولا ولد لهما أولاده. 2 ص 118(1) . وقال في ص 250: أمّا قوله ـ يعنى العلاّمة ـ: وأنزل الله فيهم (قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودَّة في القربى) فهذا كذبٌ، فإنَّ هذه الاية فى سورة الشورى وهي مكيَّةٌ بلا ريب، نزلت قبل أن يتزوَّج عليٌّ بفاطمة، وقبل أن يولد له الحسن والحسين. ـ إلى أن قال ـ: وقد ذكر طائفة من المصنفين من أهل السنّة والجماعة والشيعة من أصحاب أحمد وغيرهم حديثاً عن النبي(صلى الله عليه وآله): «إنَّ هذه الاية لَمّا نزلت قالوا: يا رسول الله مَن هؤلاء؟!. قال: عليٌّ وفاطمة وإبناهما». وهذا كذبٌ باتِّفاق أهل المعرفة بالحديث، وممّا
|
____________
(1) منهاج السنة 4 / 27.
يبيِّن ذلك أنَّ هذه الاية نزلت بمكَّة باتِّفاق أهل العلم، فإنَّ سورة الشورى جميعها مكيّةٌ بل جميع ال حميم كلّهن مكّيّات. ثمَّ فصَّل تاريخ ولادة السبطين الحسنين إثباتاً لاطِّلاعه وعلمه بالتاريخ(1) .
|
لم يصرِّح أحدٌ بأنَّ الاية مكيّةٌ فضلاً عن الاتفاق المكذوب على أهل العلم، وإنّما حسب الرجل ذلك من إطلاق قولهم: إنّ السورة مكية.
فحق المقال فيه ما قدَّمناه ج 1 ص 255 - 258 وفي هذا الجزء ص 69 - 171(2) .
ودعوى كون جميع سورة الشورى مكيّةٌ تُكذِّبها استثنائهم قوله تعالى (أم يَقُولُون افترى عَلى اللهِ كَذِباً) إلى قوله (خَبيرٌ بَصيرٌ) وهي أربع آيات. واستثناء بعضهم قوله تعالى (والَّذِينَ
____________
(1) المصدر السابق 4 / 562.
(2) تقدّمت هذهِ الاحالة في الهامش (1) من الصفحة السابقة.
ونصَّ القرطبي في تفسيره 16 ص 1، والنيسابوري في تفسيره، والخازن في تفسيره 4 ص 49، والشوكاني في فتح القدير 4 ص 510 وغيرهم عن ابن عبّاس وقتادة على أنّها مكيّةٌ إلاّ ربع آيات أوَّلها (قُل لا أسألُكم عَليه أَجراً) .
وأمّا حديث انَّ الاية نزلت في عليٍّ وفاطمة وابناهما، وايجاب مودَّتهم بها فليس مختصاً بآية الله العلاّمة الحلّي ولا باُمته من الشيعة، بل أصفق المسلمون على ذلك إلاّ شذّاذٌ من حملة الروح الامويَّة نظراء ابن تيمية وابن كثير، ولم يقف القارئ ولن يقف على شيء من الاتّفاق المكذوب على أهل المعرفة بالحديث. ليت الرجل دلَّنا على بعض من اولئك المجمعين، أو على شيء من تآليفهم، أو على نزر من كلماتهم وقد أسلفنا في ج 2 ص 306-311 ما فيه بلغةٌ وكفايةٌ نقلاً عن جمع من الحفّاظ والمفسِّرين من أعلام القوم وهم:
الامام أحمد.
ابن المنذر.
____________
(1) تفسير الخازن 5 / 94، الاتقان 1 / 27 «المؤلف (رحمه الله)».
الطبري.
الطبراني.
ابن مردويه.
الثعلبي.
ابو عبد الله الملاّ.
ابو الشيخ.
النسائي.
الواحدي.
ابو نعيم.
البغوي.
البزّار.
ابن المغازلي.
الحسكاني.
محبّ الدين.
الزمخشري.
ابن عساكر.
ابو الفرج.
الحمّويي.
ابن طلحة.
الرازي.
أبو السعود.
ابو حيّان.
ابن أبي الحديد.
البيضاوي.
النسفي.
الهيثمي.
ابن الصبّاغ.
الكنجي.
المناوي.
القسطلاني.
الزرندي.
الخازن.
الزرقاني.
ابن حجر.
السمهودي.
السيوطي.
الصفوري.
الشبلنجي.
الحضرمي.
النبهاني(1) .
____________
(1) واليك مصادر مرويات هؤلاء الاعلام كما احال عليها المؤلف (رحمه الله):
1 ـ أخرج أحمد في المناقب، وابن المنذر، وابن ابي حاتم، والطبراني، وابن مردويه، والواحدي، والثعلبي، وابو نعيم، والبغوي في تفسيره، وابن المغازلي في المناقب باسانيدهم عن ابن عباس قال: لمّا نزلت هذهِ الاية قيل: يارسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟
فقال: علي وفاطمة وابناهما.
ورواه محب الدين الطبري في الذخائر: 25، والزمخشري في الكشاف 2 / 339، والحمويي في الفرائد، والنيسابوري في تفسيره، وابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول: 8 وصححهُ، والرازي في تفسيره، وابو السعود في تفسيره (هامش الرازي) 7 / 665، وابوحيان في تفسيره 7 / 516، والنسفي في تفسيره 4 / 99، والهيثمي في الجمع 9 / 168، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة: 12، والحافظ الكنجي في الكفاية: 31، والقسطلاني في المواهب، والزرقاني في شرح المواهب 7 / 3 و21، وابن حجر في الصواعق: 101 و135، والسيوطي في احياء الميت (هامش الاتحاف): 239، والشبلنجي في نور الابصار: 112، والصبَّان في الاسعاف (هامش نور الابصار): 105.
=>
____________
<=
رواه المحب الطبري في الذخائر: 25، وابن حجر في الصواعق: 102 و136، والسمهودي في جواهر العقدين.
3 ـ قال جابر بن عبد الله: جاء اعرابي الى النبي(صلى الله عليه وآله) وقال: يا محمد اعرض علي الاسلام فقال: تشهد ان لا اله الا الله... قال تسألني عليه اجراً؟ قال: لا الاّ المودة في القربى، قال: قرابتي أو قرابتك. قال: قرابتي...
أخرجه الحافظ الكنجي في الكفاية: 31.
4 ـ أخرج الحافظ الطبري، وابن عساكر، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل، بعدّة طرق عن ابي امامة الباهلي قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): ان الله خلق الانبياء من اشجار شتى، وخلقني من شجرة واحدة... ولو ان عبداً عبد الله بين الصفا والمروة الف عام ثم الف عام ثم لم يدرك صحبتنا اكبه الله على منخريه في النار ـ ثم تلا: (قل لا أسالكم عليه اجراً الاّ المودة في القربى).
ذكره الكنجي في الكفاية: 178.
5 ـ أخرج أحمد وابي حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى: ومن يقترف حسنة. قال المودة لال محمد.
رواه الثعلبي في تفسيره مسنداً، ابن الصبّاغ المالكي في الفصول: 13، وابن المغازلي في المناقب، وابن حجر في الصواعق: 101، والسيوطي في الدر المنثور 6 / 7، واحياء الميت: 239، والحضرمي في الرشفة: 23، والنبهاني في الشرف المؤبّد: 95.
6 ـ أخرج ابو الشيخ ابن حبّان في كتابه الثواب من طريق الواحدي عن علي(عليه السلام). قال: فينا ال حم آية لا يحفظ مودتنا الاّ كل مؤمن.
ثم قرأ: قل لا اسألكم عليه اجراً الاّ المودة في القربى.
ذكره ابن حجر في الصواعق: 101 و136، السمهودي في جواهر العقدين.
=>
____________
<=
أخرجه البزار، والطبراني في الكبير، وابو الفرج في مقاتل الطالبيين، وابن ابي الحديد فى شرح النهج 4 / 11، والهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 146، وابن الصباغ في الفصول: 166، والكنجي في الكفاية: 32، وابن حجر في الصواعق: 101 و136، والصفوري في نزهة المجالس 2 / 231، والحضرمي في الرشفة: 43.
8 ـ أخرج الطبري في تفسيره 24 / 16 باسناده عن السدى عن ابي الديلم قال:
لما جيء بعلي بن الحسين (الامام السجاد (رضي الله عنه) اسيراً فاُقيم على درج دمشق، فقام رجل من اهل الشام فقال الحمد لله الذي قتلكم... فقال له علي بن الحسين (رضي الله عنه): اقرات القرآن؟ قال نعم. قال: ماقرأت: قل لا أسألكم عليه اجراً الاّ المودة في القربى؟ قال: وانكم لانتم هم؟ قال نعم.
رواه الثعلبي في تفسيره باسناده، واشار اليه ابو حيّان في تفسيره 7 / 516، واخرجه السيوطي في الدر المنثور 6 و 7، وابن حجر في الصواعق 101 و136 عن الطبراني، والزرقاني في شرح المواهب 7 / 20.
9 ـ روى الطبري في تفسيره 24 و 16 و17 عن سعد بن جبير، وعمرو بن شعيب انّهما قالا: هي قربى رسول الله (صلى الله عليه وآله).
ورواه عنهما وعن السدي ابو حيان في تفسيره والسيوطي في الدر المنثور.
وقال ابن حجر في الصواعق: 89:
أخرج الديلمي عن ابي سعيد الخدري ان النبي(صلى الله عليه وآله) قال: وقفوهم إنهم مسؤولون عن ولاية عليّ. وكأن هذا هو مراد الواحدي بقوله: روى في قوله تعالى: وقفوهم انهم مسؤولون اي عن ولاية علي واهل البيت لان الله أمر نبيه (صلى الله عليه وآله) ان يعرّف الخلق بانه لا يسألهم على تبليغ الرسالة اجراً الاّ المودة في القربى.
والمعنى: إنهم يُسألون: هل والوهم حق المولاة كما أوصاهم النبي (صلى الله عليه وآله) ام أضاعوها وأهملوها؟ فتكون عليهم المطالبة والتبعة. «المؤلف (رحمه الله)».
يا أهل بيت رسول الله حبّكمُ | فرضٌ من الله في القرآن أنزلهُ |
كفاكمُ من عظيم القدر انّكم | من لم يصلِّ عليكم لا صلاة لهُ |
وقال العجلوني(1) في كشف الخفاء ج 1 ص 19:
وفي هذا مع زيادة قلت:
لقد حاز آل المصطفى أشرف الفخرِ | بنسبتهم للطّاهر الطيِّب الذِّكرِ |
فحبّهمُ فرضٌ على كلِّ مؤمن | أشار إليه الله في محكم الذِّكرِ |
ومَن يدَّعي مِن غيرهم نسبةً له | فذلك ملعونٌ أتى أقبح الوزرِ |
____________
(1) الشيخ اسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي المتوفى 1162 توجد ترجمته في سلك الدرر للمرادي.
وقدخصَّ منهم نسلٌ زهراء الاشرف | بأطراف تيجانٌ من السندس الخضرِ |
ويُغنيهمُ عن لبس ما خصَّهم به | وجوهٌ لهم أبهى من الشمس والبدرِ |
ولم يمتنع مِن غيرهم لبس أخضر | على رأي من يعزى لاسيوط ذي الخبرِ |
وقد صحَّحوا عن غيره حرمة الّذي | رآه مباحاً فاعلم الحكم بالسبرِ |
على أنَّ من الممكن أن تكون قد نزلت بمكّة في حجَّة الوداع
ويرى الذين أوتوا العلم الَّذي اُنزل إليك من ربِّك هو الحقّ.
[حديث المؤآخاة]
17 ـ قال: أمّا حديث المؤاخاة ـ إنَّ عليّاً واخاه رسول الله ـ فباطلٌ موضوعٌ، فإنَّ النبيَّ لم يُؤآخ أحداً، ولا آخى بين المهاجرين بعضهم من بعض، ولا بين الانصار بعضهم من بعض، ولكن آخى بين المهاجرين والانصار كما آخى بين سعد بنى الربيع وعبد الرحمان بن عوف، وآخى بنى سلمان الفارسي وابي الدرداء كما ثبت ذلك في الصحيح 2 ص 119(1) .
|
____________
(1) منهاج السنة 4 / 32.
فقد أوضحنا في ص 112 - 125 أنّ قصة المؤآخاة وقعت بين أفراد الصحابة قبل الهجرة مرّة، وبين المهاجرين والانصار بعدها مرّة اُخرى، وفي كلٍّ منهما آخى هو(صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين(عليه السلام)(1) .
____________
(1) واليك تلخيص ما مرّ هناك:
آخى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين أصحابه فآخى بين ابي بكر وعمر، وفلان وفلان فجاءه علي (رضي الله عنه)فقال: آخيت بين أصحابك ولم تؤآخ بيني وبين أحد فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): أنت أخي في الدنيا والاخرة.
ينتهي سند هذا الحديث الى:
امير المؤمنين علي، عمر بن الخطاب، أنس بن مالك، زيد بن ابي أوفى، عبد الله بن أبي اوفى، ابن عباس، مخدوج بن زيد، جابر بن عبد الله، ابي ذر الغفاري، عامر بن ربيعة، عبد الله بن عمر، ابي امامة، زيد بن ارقم، سعيد بن المسيب.
راجع جامع الترمذي 2 / 213، مصابيح البغوي 2 / 199، مستدرك الحاكم 3 / 14، الاستيعاب 2 / 460، وعدّ حديث المؤآخاة من الاثار الثابتة تيسير الوصول 3 / 271، مشكاة المصابيح هامش المرقاة 5 / 569، الرياض النضرة 2 / 167، فرائد السمطين الباب العشرين، الفصول المهمة: 22، 29، تذكرة السبط: 13، 15، كفاية الكنجي: 82 وقال: هذا حديث حسن عال صحيح، السيرة النبوية لابن سيد الناس 1 / 200 ـ 203 وصرّح بان هذهِ هي المؤآخاة قبل الهجرة، تاريخ ابن كثير 7 / 335، اسنى المطالب للجزري: 9، مطالب السؤول: 18، الصواعق: 73، 75، تاريخ الخلفاء: 114، الاصابة 2 / 507، المواقف 3 / 276، شرح المواهب 1 / 373، طبقات الشعراني 2 / 55، تاريخ القرماني هامش الكامل 1 / 216، السيرة الحلبية 1 / 23، 101، وفي هامشها السيرة النبوية لزيني دحلان 1 / 325، كفاية الشنقيطي: 34، الامام علي بن ابي طالب للاستاذ محمد رضا: 21، الامام علي بن ابي طالب للاستاذ عبد الفتّاح عبد المقصود: 73.
زيد بن أبي أوفى قال: لما آخى النبي(صلى الله عليه وآله) بنى اصحابه وآخى بين عمر وابي بكر... فقال علي: فعلت باصحابك ما فعلت غيري... فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله)... انت مني بمنزلة هارون من موسى... وانت أخي ورفيقي ثم قال: إخواناً على سرر متقابلين.
مناقب احمد بن حنبل، الرياض النضرة 2 / 209، تاريخ ابن عساكر 6/201، تذكرة السبط: 14، كنز العمال 6/390، كفاية الشنقيطي: 35، 44.
وقال محمد بن اسحاق: وآخى رسول الله بين أصحابه من المهاجرين والانصار فقال فيما بلغنا ونعوذ بالله ان نقول عليه ما لم يقل: تآخوا في الله أخوين أخوين، ثم أخذ بيد علي بن ابي طالب فقال: هذا أخي.
تاريخ ابن هشام 2 / 123، تاريخ ابن كثير 3 / 226، السيرة الحلبية 2 / 101، الفتاوى الحديثية: 42.
وقال أمير المؤمنين: آخى رسول الله بين عمر وابي بكر، وبين حمزة بن عبد المطلب وزيد ابن الحارثة... الى ان قال: وبيني وبين نفسه.
أخرجه الخليعي في الخليعات، وسعيد بن منصور في سننه كما في كنز العمال 6 / 394 «المؤلف (رحمه الله)».
وأنكر ابن تيميّة في كتاب الردّ(1) على ابن المطهَّر الرافضي في المؤاخاة بين المهاجرين وخصوصاً مؤاخاة النبيِّ لعليٍّ قال: لانَّ
____________
(1) وهو كتاب منهاج السنة الذي نتكلم حولهُ«المؤلف».
وهذا ردٌّ للنصّ بالقياس، وإغفالٌ عن حكمة المؤاخاة، لانَّ بعض المهاجرين كان أقوى من بعض بالمال والعشيرة والقوى، فآخى بين الاعلى والادنى، ليرتفقن الادنى بالاعلى، ويستعين الاعلى بالادنى، وبهذا نظر في مؤاخاته لعلّي لانَّه هو الذي كان يقوم به من عهد الصبا من قبل البعثة واستمرَّ، وكذا مؤاخاة حمزة وزيد بن حارثة لانَّ زيداً مولاهم فقد ثبّت أخوَّتهما وهما من المهاجرين، وسيأتي في عمرة القضاء قول زيد بن حارثة: إنَّ بنت حمزة بنت أخي.
وأخرج الحاكم، وابن عبد البرّ بسند حسن عن ابي الشعثاء، عن ابن عبّاس: آخى النبي(صلى الله عليه وآله) بين الزبير وابن مسعود وهما من المهاجرين.
قلت: وأخرجه الضياء في المختارة من المعجم الكبير للطبراني، وابن تيميّة يصرِّح بأنَّ أحاديث المختارة أصحّ وأقوى من أحاديث المستدرك.
وقصة المؤآخاة الاولى ـ ثمَّ ذكر حديثها الصحيح من طريق
وذكر العلاّمة الزرقاني في شرح المواهب 1 ص 373 جملةً من الاحاديث والكلمات الواردة في كلتا المرَّتين من المؤاخاة وقال: وجاءت أحاديث كثيرة في مؤاخاة النبيِّ(صلى الله عليه وآله) لعلي.
ثمَّ أوعز إلى مزعمة ابن تيميّة وردَّ عليه بكلام الحافظ ابن حجر المذكور.
اتّبعوا ما اُنزل إليكم من ربِّكم ولا تتَّبعوا من دونه أولياء.
[فضائل فاطمة الزهراء (عليها السلام)]
18 ـ قال: الحديث الذي ذكر ـ العلاّمة ـ عن النبيّ (صلى الله عليه وآله): انَّ فاطمة أحصنت فرجها فحرَّمها الله وذرِّيّتها على النّار. كذبٌ بإتِّفاق أهل المعرفة بالحديث. ويظهر كذبه لغير أهل الحديث ايضاً فإنَّ قوله: إنّ فاطمة أحصنت فرجها... باطلٌ قطعاً فإنَّ سارة أحصنت فرجها ولم يحرِّم الله جميع ذرِّيَّتها على النار، وايضاً فصفيّة عمّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحصنت فرجها ومن ذرّيَّتها محسنٌ وظالمٌ.
|
وفي الجملة: اللواتي حصين فروجهنّ لا يُحصي عددهنَّ إلاّ الله، ومن ذريَّتهنّ البرّ والفاجر والمؤمن والكافر. وايضاً ففضيلة فاطمة ومزيَّتها ليست بمجرّد إحصان الفرج فإنَّ هذا تشارك فيه فاطمة وجمهور نساء المؤمنين 2 ص126(1) .
|
ولعمر الحقِّ لو لم يكن الانسان منهيّاً عن الكذب ولغو الحديث لما يأتي منهما فوق ما أتى به الرَّجل.
ليت شعري كيف يكون هذا الحديث متَّفقاً على بطلانه وكذبه وقد اخرجته جماعةٌ من الحفّاظ وصحَّحه غير واحد من أهل المعرفة بالحديث، وليته أوعز إلى مَن شذَّ منهم بالحكم بكذبه، ودلَّنا على تآليفهم وكلماتهم، غير أنّه لم يجد أحداً منهم فكوَّن الاتِّفاق بالارادة كما قلناه.
____________
(1) منهاج السنة 4 / 62 - 63.
الحاكم.
الخطيب البغدادي.
البزّار.
ابو يعلى.
العقيلي.
الطبراني.
ابن شاهين.
ابو نعيم.
المحبُّ الطبري.
ابن حجر.
السيوطي.
المتّقي الهندي.
الهيثمي.
الزرقاني.
الصبّان.
البدخشي.
إذا ثبتت صحة الحديث فأيُّ وزن يُقام للمناقشة فيه بأوهام وتشكيكات، واستحسانات واهية، واستبعادات خيالية، كما هو
وقال العلاّمة الزرقاني المالكي في شرح المواهب 3 / 203 في نفي هذه الملازمة: الحديث أخرجه ابو يعلى، والطبراني، والحاكم وصححه عن ابن مسعود، وله شواهد، وترتيب التحريم على الاحصان من باب إظهار مزيّة شأنها في ذلك الوصف مع الالماح ببنت عمران ولمدح وصف الاحصان، وإلاّ فهي محرَّمةٌ على النّار بنصّ روايات اُخر(1) .
ويؤيّد هذا الحديث بأحاديث اُخرى منها حديث ابن مسعود: إنَّما سُمِّيت فاطمة لانَّ الله قد فطمها وذريَّتها عن النّار يوم
____________
(1) يأتي تمام كلام الزرقاني في النقد على كتاب الصراع بين الاسلام والوثنية «المؤلف (رحمه الله)».
ذكر المؤلف (رحمه الله) تمام الكلام في المجلد الثالث من كتابه الغدير عند تعرضه لبعض الكتب بالنقد والاصلاح، ومنها كتاب القصيمي هذا.
وقوله(صلى الله عليه وآله): لفاطمة إنَّ الله غير معذِّبك ولا أحد من ولدِك(2) .
وقوله(صلى الله عليه وآله) لعليٍّ: إنَّ الله قد غفر لك ولذريّتك. راجع ص 78(3) .
وقوله(صلى الله عليه وآله): وعدني ربّي في أهل بيتي: من أقرَّ منهم بالتوحيد ولي بالبلاغ انَّه لا يُعذِّبهم(4) .
[علي مع الحق]
19 ـ قال: حديث انَّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: «عليٌّ مع الحقِّ، والحقُّ يدور معه حيث دار، ولن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض» من أعظم الكلام كذباً وجهلاً، فإنَّ هذا الحديث لم يروه أحدٌ عن النبي(صلى الله عليه وآله) لا بإسناد صحيح ولا ضعيف، وهل يكون أكذب ممّن يروي ـ يعني العلاّمة الحلّي ـ عن الصحابة
|
____________
(1) تاريخ ابن عساكر، الصواعق 96، المواهب اللدنية كما في شرحه للزرقاني 3 ص 203، «المؤلف (رحمه الله)».
(2) أخرجه الطبراني بسند رجاله ثقات، وابن حجر صححه في الصواعق96،140،«المؤلف(رحمه الله)».
(3) الصواعق: 96، 139، 140 «المؤلف (رحمه الله)».
(4) أخرجه الحاكم في المستدرك 3 ص 150 وجمع آخرون نظراء الحافظ السيوطي «المؤلف (رحمه الله)».
والعلماء أنَّهم رووا حديثاً والحديث لايُعرف عن أحد منهم أصلاً بل هذا من أظهر الكذب. ولو قيل: رواه بعضهم وكان يمكن صحّته لكان ممكناً وهو كذبٌ قطعاً على النبي(صلى الله عليه وآله) فإنَّه كلامٌ ينزَّه عنه رسول الله. 167، 168(1) .
|
الخطيب في التاريخ ج 14 ص 321 من طريق يوسف بن محمّد المؤدّب قال: حدّثنا الحسن بن أحمد بن سليمان السرّاج: حدّثنا عبد السلام بن صالح: حدّثنا عليُّ بن هاشم بن البريد، عن ابيه، عن ابي سعيد التميمي، عن ابي ثابت مولى ابي ذرّ قال: دخلت على اُمِّ سلمة فرأيتها تبكي وتذكر عليّاً وقالت: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله)يقول: «عليٌّ مع الحقِّ والحقُّ مع عليٍّ ولن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض يوم القيامة».
هذه اُمّ المؤمنين اُمّ سلمة سيَّدةٌ صحابيَّةٌ، وقد نفى الرجل أن يكون أحد الصحابة قد رواه، كما نفى أن يكون أحدٌ من العلماء يرويه.
إلاّ أن يقول: إنّ الخطيب ـ وهو هو ـ ليس من العلماء، أو لم
____________
(1) منهاج السنة 4 / 238.
وحديث اُمّ سلمة سمعه سعد بن أبي وقّاص في دارها قال سمعت: رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: عليٌّ مع الحقِّ.
أو: الحقُّ مع عليٍّ حيث كان.
قاله في بيت اُمّ سلمة فأرسل أحدٌ إلى اُمِّ سلمة فسألها.
فقالت: قد قاله رسول الله في بيتي.
فقال الرجل لسعد: ما كنت عندي قطُّ ألوم منك الان.
فقال وَلِمَ؟!
قال: لو سمعتُ من النبي(صلى الله عليه وآله) لم أزل خادماً لعليٍّ حتّى أموت.
اخرجه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 7 ص 236 وقال: رواه البزّار وفيه سعد بن شعيب ولم أعرفه وبقيَّة رجاله رجال الصحيح.
قال الاميني:
الرجل الذي لم يعرفه الهيثمي هو سعيد بن شعيب الحضرمي قد خفي عليه لمكان التصحيف، ترجمه غير واحد بما قال شمس الدين إبراهيم الجوزجاني: إنّه كان شيخاً صالحاً صدوقاً، كما في خلاصة الكمال: 118، وتهذيب التهذيب 4 ص 48.
وكيف يحكم الرجل بأنَّ الحديث لم يروه أحدٌ من الصَّحابة
وأخرج ابن مردويه في المناقب، والديلمي في الفردوس: انّه لما عقر جمل عائشة، ودخلت داراً بالبصرة، أتى إليها محمّد بن ابي بكر فسلّم عليها فلم تُكلّمه فقال لها: اُنشدك الله أتذكرين يوم حدَّثتيني عن النبيِّ (صلى الله عليه وآله) إنَّه قال: «الحقُّ لن يزال مع عليٍّ وعليٌّ مع الحقِّ لن يختلفا ولن يفترقا».
فقالت: نعم.
وروى ابن قُتيبة في الامامة والسيّاسة 1 ص 68 عن محمّد بن ابي بكر: انّه دخل على اُخته عائشة رضي الله عنها قال لها: أما سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله)يقول: «عليٌّ مع الحقِّ، والحقُّ مع علىٍّ ثمّ خرجت تُقاتلينه».
وروى الزمخشري في ربيع الابرار قال: استأذن ابو ثابت مولى عليّ على اُمّ سلمة رضي الله عنها فقالت: مرحباً بك يا ابا ثابت، أين طار قلبك حين طارت القلوب مطائرها؟
قال: تبع عليَّ بن ابي طالب.
وبهذا اللفظ اخرجه اخطب الخطباء الخوارزمي في المناقب من طريق الحافظ ابن مردويه، وكذا شيخ الاسلام الحمّويي في فرائد السمطين في الباب 37 من طريق الحافظين ابي بكر البيهقي، والحاكم ابي عبد الله النيسابوري.
وأخرج ابن مردويه في المناقب عن ابي ذرّ: أنّه سُئل عن اختلاف النّاس فقال: عليك بكتاب الله والشيخ عليِّ بن ابي طالب(عليه السلام)، فإنّي سمعت النبي(صلى الله عليه وآله)يقول: «عليٌّ مع الحقِّ والحقُّ معه وعلى لسانه، والحقُّ يدور حيثما دار عليٌّ».
ويوقف القارئ على شهرة الحديث عند الصحابة احتجاج أمير المؤمنين به يوم الشورى بقوله: اُنشدكم بالله أتعلمون أنَّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: «الحقُّ مع عليٍّ وعليٌّ مع الحقِّ يزول الحقُّ مع عليٍّ كيفما زال».
قالوا: اللهمَّ نعم(1) .
____________
(1) مرّ الكلام في حديث المناشدة ج 1 ص 159 - 163. «المؤلف (رحمه الله)».
واليك نص ما جاء هناك مع إختصار وتهذيب:
قال أخطب الخطباء الخوارزمي الحنفي في المناقب ص 217: أخبرني الامام شهاب الدين سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب اليّ من همدان، اخبرني ابو علي الحسن بن احمد بن الحسين فيما اذن لي في الرواية عنهُ، اخبرني الاديب ابو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن ابراهيم الهمداني سنة 437، اخبرني الحافظ طراز المحدثين ابو بكر احمد بن موسى بن مردويه.
=>
____________
<=
وأخرجه الامام الحمويني في فرائد السمطين: ب 58، قال: أخبرني الامام تاج الدين علي ابن الحب بن عبد الله الخازن البغدادي قال: أنبانا الامام برهان الدين ناصر بن ابي المكارم المطرزي الخوارزمي قال: انبأنا اخطب خوارزم ابو المؤيد الموفق بن احمد المكي... الى آخر السند بطريقيه المذكورين. ورواه ابن حاتم الشامي في الدر النظيم من طريق الحافظ ابن مردويه بسند آخر له. واخرجه الحافظ الدار قطني. ونقل بعض فصوله ابن حجر في الصواعق: 75.
ونقله الحافظ ابن عقدة باسناده الى أبي الطفيل كما عن امالي الشيخ الطوسي: 7 و212، وأخرجه الحافظ العقيلي وحكاه عنه الذهبي فى ميزانه 1 / 205، وابن حجر في لسانه 2 / 157. وذكر شطراً منه ابن عبد البر في الاستيعاب 3 / 35 هامش الاصابة.
وقال ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة 2 / 61: نحن نذكر في هذا الموضع ما استفاض في الروايات من مناشدة أصحاب الشورى وتعديد فضائله...
ومن ذلك كلّه تعرف قيمة ماجنح اليه السيوطي في اللالي المصنوعة 1 / 187 من الحكم بوضع الحديث لمكان زافر ورجل مجهول في اسناد العقيلي، وقد اوقفناك على اسانيد ليس فيها زافر ولا مجهول. وهب انا غاضيناه على الضعف في زافر فهل الضعف بمجرده يحدو الى الحكم البات بالوضع.
على ان زافراً وثقه احمد وابن معين. وقال ابو داود: ثقةٌ كان رجلاً صالحاً، وقال ابو حاتم: محلّه الصدق. راجع تهذيب التهذيب 3 / 304 «المؤلف (رحمه الله)».
كبرت كلمة تخرج من أفواههم.
وقد مرَّ ج 1 ص 305، 308 من طريق الطبراني وغيره بإسناده صحيح قول رسول الله(صلى الله عليه وآله) يوم غدير خمّ: اللهمَّ وال من والاه، وعاد من عاداه ـ الى قوله ـ: وأدر الحقَّ معه حيث دار(1) .
____________
(1) قال الزرقاني المالكي في شرح المواهب 7 / 13: وللطبراني وغيره باسناد صحيح: انهُ (صلى الله عليه وآله)خطب بغدير خم وهو موضع بالجحفة برجعه من حجة الوداع (فذكر الحديث) وفيه: يا ايها الناس، ان الله مولاي وانا مولى المؤمنين وانا اولى بهم من انفسهم، فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه... وادر الحق معهُ حيث دار.
وبهذا اللفظ رواه الشهرستاني في نهاية الاقدام: 493، «المؤلف (رحمه الله)».
وقال الرازي في تفسيره 1 ص 111:
وأمّا أنَّ عليَّ بن ابي طالب (رضي الله عنه) كان يجهر بالتّسمية فقد ثبت بالتواتر، ومَن اقتدى في دينه بعليِّ بن ابي طالب فقد اهتدى، والدليل عليه قوله(عليه السلام): اللهمَّ أدر الحقَّ مع عليٍّ حيث دار.
وحكي الحافظ الكنجي في الكفاية: 135، وأخطب خوارزم في المناقب: 77 عن مسند زيد قوله(صلى الله عليه وآله) لعليٍّ: «إنَّ الحقَّ معك والحقُّ على لسانك وفي قلبك وبين عينيك، والايمان مخالطٌ لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي».
____________
(1) مستدرك الحاكم 3 / 125، جامع الترمذي 2 / 213، الجمع بين الصحاح لابن الاثير، كنز العمال 6 / 157، نزل الابرار: 24، «المؤلف (رحمه الله)».
انظر جامع الاصول لابن الاثير 9 / 420.
وراجع ايضاً: المناقب للخوارزمي: 56، ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق 3 / 717 ح 1159 و1160، غاية المرام: 539 ب 45 (ط ايران)، شرح النهج 10 / 270، منتخب كنز العمال بهامش مسند احمد 5 / 62، الفتح الكبير للنبهاني 2 / 131، فرائد السمطين 1/176، احقاق الحق 5 / 626 عن المحاسن والمساوي للبيهقي: 41، الانصاف للباقلاني 58، تاريخ الاسلام للذهبي 2 / 198.
وفي لفظ ابن مردويه عن عائشة عنه(صلى الله عليه وآله): «الحقُّ مع ذا يزول معه حيثما زال».
وأخرج ابن مردويه، والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 134 عن امِّ سلمة أنّها كانت تقول: كان عليٌّ على الحقِّ، من اتَّبعه اتَّبع الحقَّ، ومَن تركه ترك الحقَّ، عهداً معهوداً قبل يومه هذا(2) .
ومرَّ في ج 1 ص 166 من طريق شيخ الاسلام الحمّويي قوله(صلى الله عليه وآله) في أوصيائه: فإنَّهم مع الحقِّ، والحقُّ معهم لا يُزايلونه ولا يُزايلهم(3) .
____________
(1) مسند ابي يعلى، سنن سعيد بن منصور، مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي 7 / 35 وقال: رواه ابو يعلى ورجاله ثقات. «المؤلف (رحمه الله)».
انظر: مسند ابي يعلى الموصلي 2 / 318 ح 1052 (تحقيق حسين سليم أسد، ط 1، 1984).
(2) في لفظ الهيثمي: عهد معهود «المؤلف (رحمه الله)».
(3) من مناشدة طويلة للامام أمير المؤمنين(عليه السلام) ايام عثمان بن عفان، رواها شيخ الاسلام ابو اسحاق ابراهيم بن سعد الدين ابن الحمويه باسناده في فرائد السمطين في السمط الاول في الباب الثامن والخمسين عن التابعي الكبير سليم بن قيس الهلالي.
ونقلها المؤلف (رحمه الله) بطولها في كتابه الغدير 1 / 163 - 166.
أو إشراك بالله العظيم؟!
أو أمر خارج عن نواميس الدِّين المبين؟!.
أنا أقول عنه لِماذا: لانَّه في فضل مولانا أمير المؤمنين، والرجل لا يروقه شيءٌ من ذلك.
ونعم الحَكَم الله، والخصيم محمّد.
ولا يذهب على القارئ أنَّ هذا الحديث عبارةٌ اُخرى لما ثبتت صحته عن اُمّ سلمة من قوله(صلى الله عليه وآله): «عليٌّ مع القرآن والقرآن معه لا يفترقان حتّى يردا عليَّ الحوض»(1) .
وكلا الحديثين يرميان إلى مغزى الصحيح المتواتر الثابت
____________
(1) مستدرك الحاكم 3 / 124 وصححه هو واقره الذهبي، المعجم الاوسط للطبراني وحسن سنده، الصواعق: 74، 75، الجامع الصغير 2 و 140، تاريخ الخلفاء للسيوطي: 116، فيض القدير 4 / 358. «المؤلف (رحمه الله)».
وانظر: المناقب للخوارزمي: 110، كفاية الطالب للكنجي: 399، مجمع الزوائد 9 / 134، اسعاف الراغبين بهامش نور الابصار: 157، نور الابصار للشبلبخي: 73، ينابيع المودة للقندوزي 1 / 38 و88، 2 / 10، 61 و108 و110، غاية المرام: 540 ب 45، عبقات الانوار 1 / 277، فرائط السمطين 1 و 177 ح 140، احقاق الحق 5 / 640، منتخب كنز العمال بهامش مسند احمد 5 / 31، اسنى المطالب: 136، ارجح المطالب لعبيد الله الحنفي: 597 و598، الفتح الكبير للنبهاني 2 / 242.
فإذا كان مايراه ابن تيميّة غير ممكن الصدور عن مبدأ الرسالة فهذه الاحاديث كلّها ممّا يغزو مغزاه يجب أن ينزَّه(صلى الله عليه وآله) عنها، ولا أحسب أنَّ أحداً يقتحم ذلك الثغر المخوف إلاّ مَن هو كمثل ابن تيميّة لا يُبالي بما يتهوَّر فيه، فدعه وتركاضه، ولا تتّبع أهواء الذين لا يعلمون.
[ان الله يغضب لغضب فاطمة]
20 ـ قال: حديث إنَّ النبيَّ(صلى الله عليه وآله) قال: «يا فاطمة إنّ الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك». فهذا كذبٌ منه، ما رووا هذا عن النبي(صلى الله عليه وآله) ولايُعرف هذافي شيء من كتب الحديث المعروفة، ولا الاسناد معروفٌ عن النبيِّ(صلى الله عليه وآله) لا صحيح ولا حسن 2ص170(1) .
|
____________
(1) منهاج السنة 4 / 248.
أحسب أنَّ كلا الداءين لا يعدوانه.
أمّا الحديث فله إسنادٌ معروفٌ عند الحفّاظ والاعلام، صحّحه بعضهم وحسّنه آخر، وأنهوه إلى النبيِّ الاقدس(صلى الله عليه وآله).
وممّن أخرجه:
1 ـ الامام ابو الحسن الرِّضا سلام الله عليه في مسنده كما في الذخائر: 39(1) .
2 ـ الحافظ ابو موسى ابن المثنى البصري المتوفّى 252 كما في معجمه(2) .
3 ـ الحافظ ابو بكر بن ابي عاصم المتوفّى 287 كما في الاصابة وغيره(3) .
4 ـ الحافظ ابو يعلى الموصلي المتوفّى 307 في سننه(4) .
____________
(1) أخرجهُ الشيخ الصدوق باسناده الى الامام ابو الحسن الرضا(عليه السلام) في عيون اخبار الرضا 2 / 46 ح 176.
وانظر ايضاً مسند الامام الرضا 1 / 143 ح 186 (جمع عزيز الله العطاردي).
(2) ونقله عنهُ القندوزي الحنفي في ينابيع المودة 1 / 170.
(3) الاصابة 4 / 378.
(4) ونقله عنهُ المتقي في كنز العمال 12 / 111 ح 34238.
6 ـ الحافظ ابو عبد الله الحاكم النيسابوري المتوفّى 405 في المستدرك 3 ص 154 وصحّحه.
7 ـ الحافظ ابو سعيد الخركوشي المتوفّى 406 في مؤلّفه(2) .
8 ـ الحافظ ابو نعيم الاصبهاني المتوفّى 430 في فضائل الصحابة(3) .
9 ـ الحافظ ابوالقاسم ابن عساكرالمتوفّى571في تاريخ الشام(4) .
10 ـ الحافظ ابو المظفّر سبط ابن الجوزي المتوفّى 654 في تذكرته ص 175.
11 ـ الحافظ ابو العبّاس محبُّ الدين الطبري المتوفّى 694 في الذخائر: 39.
13 ـ الحافظ ابو الفضل ابن حجر العسقلاني المتوفّى 852 في
____________
(1) المعجم الكبير 1 / 108 ح 182، 22 / 401 ح 1001.
(2) رواه في كتابه شرف النبوة كما عن ذخائر العقبى: 39 وفيه ابو سعد وهو تصحيف.
(3) انظر كنز العمال 12 / 111 ح 34238.
(4) انظر مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر 2 / 269 (تحقيق روحية النحاس، ط 1، 1984.
13 ـ الحافظ شهاب الدين ابن حجر الهيثمي المتوفّى 954 في الصواعق: 105.
14 ـ ابو عبد الله الزرقاني المالكي المتوفّى 1122 في شرح المواهب 3 ص 202.
15 ـ ابو العرفان الصبّان المتوفّى 1206 في إسعاف الرَّاغبين: 171 وقال: رواه الطبراني وغيره بإسناد حسن.
16 ـ البدخشي صاحب مفتاح النجا في نزل الابرار ص 47.
[معرفة المنافقين ببغضهم علياً]
21 ـ قال: حديث رسول الله(صلى الله عليه وآله) في عليٍّ: هذا فاروق اُمَتي يفرق بين أهل الحقِّ والباطل. وقول ابن عمر: ما كنّا نعرف المنافقين على عهد النبيّ(صلى الله عليه وآله)إلاّ ببغضهم عليّاً. فلا يستريب أهل المعرفة بالحديث انّهما حديثان موضوعان مكذوبان على النبيّ(صلى الله عليه وآله) ولم يُروَ واحدٌ منهما في كتب العلم المعتمدة، ولا لواحد
|
منهما إسنادٌ معروفٌ 2ص179(1) .
|
على أنَّ ابن عمر لم يتفرَّد بهذا القول، وإنّما أصفق معه على ذلك لفيفٌ من الصِّحابة منهم:
1 ـ ابو ذرّ الغفاري فإنّه قال: ما كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله)إلاّ بثلاث: بتكذيبهم الله ورسوله، والتخلّف عن الصّلاة، وبغضهم عليَّ بن أبي طالب.
أخرجه الخطيب في المتّفق، محبُّ الدين الطبري في الرِّياض 2 ص 215، الجزري في أسنى المطالب ص 8 وقال: وحُكي عن الحاكم تصحيحه، السيوطي في الجامع الكبير كما في ترتيبه
____________
(1) منهاج السنة 4 / 286.
قال محقق الكتاب في الهامش: «لم اجد الحديثين لا في كتب الاحاديث الصحيحة ولا كتب الاحاديث الموضوعة.
2 ـ ابو سعيد الخدري قال: كنّا نعرف المنافقين نحن معشر الانصار ببغضهم عليّاً.
وفي لفظ الزرندي: ما كنّا نعرف المنافقين على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلاّ ببغضهم عليّاً.
جامع الترمذي 2 ص 299، حلية الاولياء 6 ص 295; الفصول المهمّة ص 126، اسنى المطالب للجزري ص 8، مطالب السؤول ص 17، نظم الدرر للزرندي، الصواعق 73.
3 ـ جابر بن عبد الله الانصاري قال: ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ ببغض ـ أو: ببغضهم ـ عليِّ بن أبي طالب.
أخرجه أحمد في المناقب(2) ، ابن عبد البّر في الاستيعاب 3 ص 46 هامش الاصابة، الحافظ محبّ الدين في الرِّياض 2 ص 214، الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 132.
4 ـ ابو سعيد محمّد بن الهيثم قال: إن كنّا لنعرف المنافقين نحن
____________
(1) وراجع ايضاً شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد 4 و 83، تاريخ الاسلام للذهبي: عهد الخلافاء الراشدين ص 634، المعجم لابن الاعرابي: ق 45 «ب باسناد آخر» وفي الباب عن ابي ذر، اخرجه الخطيب في المتفق.
(2) فضائل الامام امير المؤمنين لاحمد بن حنبل 143 ح 208، ورواه عن ابي سعيد الخدري: 68 ح 103.