المقدمة
الحمد الله رب العالمين والصلوة والسلام على سيد المرسلين شفيع المذنبين محمد واله الطيبين واصحابه الطاهرين.
اما بعد فقد ورد الصحيفة الردّية اعنى الرسالة الوهابية النجدية ضحوه الجمعة سابع شهر المحرم سنة 1231 بحرم الله المحترم وبيت الله المكرم وجند شياطين النجد اليها قاصدة على نيات خبيثة وعزائم فاسدة والاخبار موحشّة غير راشدة وما فعلوا بالطائف من القتل والنهب والسبي وهدم مسجد عبدالله بن عباس رضى الله عنه ينذر باساءة ادبهم في البلد الامين فاجتمع علماء مكة المعظمة زادها الله شرفا بعد صلوة الجمعة عند باب الكعبة وكبوا على مطالعة الرسالة النجدية ليحقق ما فيها من الغي والضلال وامرني المدير وانا احمد بن يونس الباعلوي بكتابة ما قالوا رحمهم الله تعالى.
الإيمان والشرك
قال النحدى اعلموا ان الشرك قد شاع في هذا الزمان وذاع والامر قد الَّ الى ما وعد الله وقال (وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون) (يونس: 106)
قالوا في هذا الكلام انواع من الفساد منها ان الاية الكريمة بيان الحال لا وعد في الاستقبال وكفى حجة على ذلك سوق المقال قال الله تعالى (وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين وما تسألهم عليه من اجر ان هو الا ذكر للعالمين وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون افامنوا ان تأتيهم غاشية من عذاب الله او تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون) (يوسف: 103 ـ 107)
ومنها ان المراد بالايمان في قوله تعالى (يؤمن) ليس بالمعنى الشرعي بل المراد منه قول خالقية الله تعالى كما كان حال المشركين من قريش عن ابن عباس في تفسير هذه الاية (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله) (الزمر: 38) فذلك ايمانهم وهم يعبدون غيره فذلك شركهم اخرجه البخاري وغيره.
ولما قال أهل السنة ان الايمان هو التصديق اورد المعتزلة هذه الاية رداً على أهل السنة على فهم انها على اجتماع الايمان مع الشرك مع ان الشرك لا يجتمع مع التصديق بجميع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فان التوحيد ايضا منها.
فاجاب أهل السنة بان المراد بالايمان ليس ههنا بالمعنى الشرعي وهذا التفصيل مذكور في كتب التفسير والعقائد.
فما قال الملعون النجدي تفسير بالرأي على خلاف التفسير الصحيح المروي في الصحاح وخالف وشذ من الجماعة.
قال النجدي وظهر ما قال رسول الله (لا تقوم السّاعة حتى تلتحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل من امتي الاوثان) رواه الترمذي وعن عائشة قالت سمعت رسول الله يقول (لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى) فقلت يا رسول الله اني كنت لا ظن حين انزل الله (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) (التوبة: 33) ان ذلك سيكون باتا قال (انه سيكون ما شاء الله ثم يبعث الله ريحا طيبة فتوفي من كان في قلبه حبة من خردل من ايمان فيبقى من لا خير فيه
قالوا ايها الشقي الغبي الغوي ان كنت مستيقناً ان هذا الزمان هو الزمان الموعود في هذه الاحاديث فانت وابوك وجندك على علمك قطعا ممن لا خير فيه ورجعوا الى دين أبائهم وليس في قلبك وفي قلب جندك حبة من خردل من الايمان فان من كان في قلبه حبة من خردل من الايمان فقد توفى فكيف تدعي الايمان لك ولا بيك وجندك وكيف كان ابوك أمير المؤمنين.
ونحن نقول كما قال الجماعة ان هذا حال اشرار الناس الذي لا تقوم الساعة الاّ عليهم وليس هو بزماننا قطعا فان شيئا من الايات الكبرى لم توجد الى الان فنحن بفضل الله تعالى نؤمن بالله ورسوله.
قال النجدي فواحد يعبد النبي ومتبعيه حيث يعتقدهم شفعائه واوليائه وهذا اقبح انواع الشرك.
قالوا معاذ الله ان يكون اعتقاد شفاعة النبي ومتبعيه و ولايتهم شركاً وعبادة اما تفهم ايها الملعون ان الاعتقاد الثابت بالقران كيف يكون شركاً قال الله تعالى (انَّما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون) (المائدة: 55 ـ 56) واثبت الصحابة ومن بعدهم في قوله تعالى (فما تنفعهم شفاعة الشافعين) (مدثر: 48) و (وما لهم في الأرض من ولى ولا نصير) (التوبة: 74) ثبوت الشفاعة والولاية والنصرة للمؤمنين والا لما كان لنفي نفعها عن الكافرين عند قصد تقبيحهم معنى وهذا يذكر على سبيل التفصيل في التفسير والعقائد في ذيل قولهم الشفاعة حقٌّ والبحث مع المعتزلة المنكرين وثبت في الحديث عن الضحاك قال قال لي ابن عباس احفظ عني كل شيء في القران وما لهم في الارض من ولي ولا نصير فهو للمشركين واما المؤمنون فما اكثر شفعائهم وانصارهم فنقول كأن النجدي اقر بانه ليس من المؤمنين وهذا صدق لا مرية فيه.
فائدة قال شاه عبدالعزيز في تفسير قوله تعالى (ولا يقبل منها شفاعة) (البقرة: 48) درين جا بايد دانست كه معتزله باين آيت در نفى شفاعت تمسك ميكنند وميگويند كه روز قيامت شفاعت نه خواهد شد ليكن نمىفهمند كه درين آيت نفى
ايضا فيه آيات وحديث بسيار دلالت بر وقوع شفاعت ميكنند پس تخصيص اين آيت لا بداست.
احاديث معتبره بيان كردند كه غير از كافر در حق همه اهل معاصى حكم بشفاعت خواهد شد پس معلوم شد كه محروم مطلق از شفاعت كافر است وپس مناسب مقام هم نفى همين شفاعت است زيراكه اين كلام براى رد خيال فاسد اهل كتاب وهم مشربان ايشان است كه مى دانند كه با وجود كفر بزرگان ما از عذاب خلاص خواهند ساخت انتهى ملتقطاً.
قال النجدي وهو كان كفر مشركي زمن النبي حيث قال الله تعالى (ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبؤون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون) (يونس: 18) وقال الله تعالى (والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ان الله يحكم بينهم في ماهم فيه يختلفون ان الله لا يهدي من هو كاذب كفار) (الزمر: 3).
قالوا لعنة الله على الشقي الغوي الغبي يدّعي شيئاً ويستدل عليه باية ويذكر الاية مع عدم مناسبة بينهما اصلا ولا يستحيي ويجترأ على الافتراء على الله تعالى جعل الدعوى ان اعتقاد شفاعة النبي شرك وعبادة والمذكور في الاية (يعبدون) و (ويقولون هؤلاء شفعاؤنا) الاَّ (ما نعبدهم الا لقربونا الى الله) فالقول بان الشفاعة عبادة وشرك لا يثبت بالايات بل الشرك هو عبادة الالهة غير الله وما جعلوه عذرا لعبادة غير الله فاخطؤا في كونه سبباً لها فان غير واحد من ائمة التفسير صرحوا بان المشركين غلطوا وخبطوا حيث جعلوا المحبوبية والشفاعة الثابتة للخواص سببا للألوهية وزعموا ان الله تعالى يجعل المحبوب والشفيع الها فقالوا يجب عبادة المحبوب والشفيع لصيرورته الها لاعبادة الله العلي الاكبر فانها لا تفيد لكونه في غاية التعالي فالشرك هو جعل الشفيع الها وعبادته لا اعتقاد شفاعة النبي ومتبعيه فانه من الايمان بل ولا نفس اعتقاد شفاعة كافر مع انه باطل قطعا فان كل باطل ليس بشرك ولا اعتقاد شفاعة شفيع لكافر وما ذكرنا هو محصل الايات لا ان الشفاعة في نفسها عبادة واعتقاد
وقالوا لا يقبل عبادة الله مضمومة بعبادتهم بل الحق في غاية التعالي فلا تفيد عبادته تقربا منه بل لا بد من عبادة هؤلاء ليقربوا الى الله زلفى.
قال النجدي فقد ثبت بالنصوص القرانية ان من اعتقد النبي وغيره وليه فهو وابو جهل في الشرك سواء.
قالوا لم يثبت بها اصلا بل النصوص تبطل ما ادعا كما بيناه.
قال النجدي فان ابا جهل واخوانه لم يكفروا الا بهذا الاعتقاد وما كانوا يعتقدون الهتهم مالك الملك كما قال الله تعالى (قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون سيقولون الله قل فانى تسحرون) (المؤمنون: 88 ـ 89).
قالوا العجب ان الحق يخرج من افواههم وهم مع ذلك لا يهتدون فقد اقر هو بانهم كانوا يعتقدون غير الله الهة وان لم يعتقدوها مالك الملك وهو مدار شركهم وكفرهم فان من اعتقد غير الله الها فقد اشرك وكفر سوآء اعتقد ذلك الغير شفيعا او لا.
قال النجدي وقد نفى الله تعالى الشفاعة فقال (فما تنفعهم شفاعة الشافعين) (المدثر: 48) وقال (مالهم في الارض من ولي ولا نصير) (التوبة: 74).
زيارة قبر النبي (ص)
قالوا قد اثبت أهل السنة قاطبة شفاعته بهذه الايات كما مر.
قال النجدي و واحد يعبد الاوثان كما في حديث الترمذي حيث يعظم قبر النبي ويقف عنده كما يقف في الصلوة واضعاً يده اليمنى على يده اليسرى ويقول يا رسول الله اسئلك الشفاعة يا رسول الله أدع الله في قضاء حاجتي ويناديه ويعتقد ندائه سببا لحصول مراده ويعظم اثاره ومشاهده ومجالسه وداره حتى اتخذوا الاثار مسجدا وكل ذلك من الاوثان من نبي كان او ولي من اللات او العزى من المسيح او العُزيز فان الصنم في الشرع هو المصور والوثن غير المصور.
قالوا لعنة الله على اعداء الله كيف جعل الملعون النجدي قبر النبي صلى الله عليه وسلم وثنا وتعظيمه عبادة وشركا وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من زار قبري وجبت
فائده در تفسير عزيزى مى گويد بالجمله از مضمون اين صوره معلوم مى شود كه عبادات وطاعات را بسبب اوقات نيك ومكانات متبركه وحضور اجتماع صالحان در ايجاب ثواب وايراث بركات وانوار قربتى عظيم حاصل مى شود سوم أنكه بعض مواضع متبركه مورد نعمت ورحمت الهى گشته اند يا بعض خاندانهاى قديم اهل صلاح وتقوى خاصيتى پيدا مى كند كه در آنها احداث توبة نمودن وطاعات بجا آوردن موجب سرعت قبول وثمرات نيك مى باشد از همين جاست كه ابن مردويه(1) از ابو سعيد خدرى حكايت كرده كه ما روزى همراه آنجناب عليه السلام هنگام شب در غزوه يا سفرى رفتيم چون آخر شب شد در پشتهء كوهى گذشتيم كه آنرا دار الحنظل ميگفتند آنحضرت عليه السلام فرمودند. (ما مثل هذه الثنية الا كمثل الباب الذي قال الله تعالى لبني اسرائيل (ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفرلكم خطاياكم) (البقرة: 58) يعنى بگيريد جاى استادن ابراهيم عليه السلام را كه سنگى است معين وبران سنگ حضرت ابراهيم استاده اذان حج در مردم داد وهر دو قدم مبارك حضرت ابراهيم دران سنگ منقش گشت مصلى يعنى نمازگاه كه بعد از طواف خانهء كعبه دو ركعت تحية الطواف عقب اين سنگ استاده گزاردن مقرر است تا امامت حضرت ابراهيم تاقيامت جارى باشد ونيز چون حضرت ابراهيم برهمان سنگ استاده اذان حج داده بودند پس بعد رحلت حضرت ابراهيم نزد آن سنگ استاده شدن وعبادات خداى تعالى بجا آوردن گويا نزد ايشان حاضر شدن است وبحضور ايشان عبادات خدا بجا آوردن است.
تبرك بآثار صالحين شعار دين است قديماً وحديثاً و از كتاب وسنت ثابت انكار آن وكلام دران غير از الحاد وزندقه چه توان گفت.
نزد فقير اين امر قابل استفتاء نيست محبت با كسيكه واجب التعظيم است بالطبع اقتضاى محبت وتعظيم آثار ومنتسبات او مى كند وتهاون وعدم اعتناء بآن دليل است بر عدم محبت با مبدهء ومنشاء آثار نقل است از آنحضرت كه در منشئات خود نوشته اند كه در ان وقت كه بسرانديپ بزيارت قدمگاه آدم صفي الله عليه السلام رفتم چون نزديك آن قدم گاه رسيدم سحر گاه واقعهء عظيم ديده شد الخ.
شاه عبد الرحيم در مكتوبات انفاس رحيميه مى گويد: حامداً ومصلياً اما بعد
____________
(1) احمد ابن مُرْدَوَيْهِ الاصفهاني توفي سنة 410 هـ [1019 م.]
الوهابية تكفّر المسلمين
قال النجدي فنحن نشاهد اقسام الشرك كلها في الناس ونرى الناس رجعوا الى دين ابائهم كما اخبر النبي في حديث مسلم.
قالوا اظهر بما ذكرنا ان الذي سماه شركا هو دين النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الصحابة والتابعين وتبع التابعين واستحسنه وعمل به جمهور المسلمين من الفقهاء والمحدثين.
قال النجدي قال الله تعالى (ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيداً) (النساء: 116) فان كان الشرك شركا اكبر فجزاءه جهنم خالدا فيها وان كان اصغر فجزاءه ما هو عند الله دون الخلود وهو ايضا غير مغفور وباقي المعاصي يمكن عفوه من الله.
قالوا قد اظهر النجدي خروجه من أهل السنة صراحة وجهرا فان مذهب أهل السنة ان ما عدا الكفر كل المعاصي قابل للعفو والمغفرة ولو كبيرة ولو بلا توبة اما بمحض رحمة الله تعالى اما بشفاعة الشافعين وعند الخوارج والمعتزلة الكبيرة بلا توبة لا تقبل العفو ومرتكبها مخلد في النار والوعيد قطعي دائمي في حقه اما عند الخوارج فلكونه كافرا حقيقة واما عند المعتزلة فلكونه في حكم الكافر وكونه في المنزلة بينهما ويجرون عليه سائر احكام الكفر من عدم صلوة جنازة وعدم دفنه في مقابر المسلمين والبشر المريسى ومن تابعه منهم قالوا الكبيرة لا تقبل العفو والمغفرة ولكنه غير مخلد في النار والوعيد في حقه قطعي لكنه غير دائمي فمال النجدي الى مذهب هؤلاء الضالين والاية الكريمة قد استدل بها أئمة أهل السنة على مذهبهم وردوا بها المذهب الباطل و اوردها النجدي لا ثبات المذهب الباطل بالتصرف في معناها على خلاف التفسير الماثور برأيه الفاسد والتفصيل في كتب التفسير و
فائده در تفسير عزيزى مى گويد اهل قبله را درين مسئله اختلاف عظيم رو داده بعضى از ايشان مرتكب كبيره را وعيد قطعى دائمى ثابت مى كنند وميگويند كه اگر صاحب كبيره بى توبه بميرد حكم او حكم كافران است وهمين است مذهب معتزله وخوارج الى آخر ما قال وبعضى از ايشان وعبد وعيد قطعى منقطع را براى او ثابت ميكنند وميگويند كه او شايان عفو ندارد البته معذب خواهد شد اما عذاب او منقطع خواهد گشت وآخرها به بهشت خواهد رفت وهمين است مذهب بشر مريسى وخالدى وديگر جاهلان بيوقوف مذهب صحيح كه صحابه وتابعين آنرا مشروحاً بيان فرموده اند واهل سنت وجماعت آنرا اختيار نموده آنست كه مرتكب كبيره قابل عفواست اگر چه بى توبه بميرد و او مانند سائر مسلمين است در نماز جنازه واستغفار و اعانت بصدقات وميراث و در حق او شفاعت پيغمبر صلى الله عليه وسلم ورحمت الهى را اميد وار بايد بود بلكه يقين بايد كرد كه حق تعالى برحمت بيغايت خود يا بشفاعت پيغمبر صلى الله عليه وسلم از بعضى مرتكبان كبيره عفو خواهد فرمود.
الشرك الأكبر
قال النجدي والشرك الاكبر هو الاشراك فيما خصصه الله تعالى لنفسه وهو كثير لكنا نذكر شيئاً منه لقياس عليه غيره فنقول هو اربعة اقسام الاول الاشراك في العلم اعني اثيات مثل علم الله لغيره بكونه حاضرا وناظرا في كل مكان ومطلعاً على كل شيء وفي كل ان بعيدا كان او قريبا خفياً كان او جليا فمن اعتقد انه اذا ذكر اسم نبي فيطلع هو عليه لصار مشركا وهذا الاعتقاد شرك سواء كان مع نبي او ولي او ملك وجني او صنم و وثن وسواء كان يعتقد حصوله له بذاته او باعلام الله تعالى باي طريق كان يصير مشركا الثاني الاشراك في التصرف اعني اثبات مثل تصرف الله لغيره سواء اعتقد ان قدرة التصرف له بذاته او باعطاء الله تعالى والثالث الاشراك في العبادة اي تعظيم غير الله كتعظيمه اعني الاعمال التي خصصها الله تعالى لتعظيمه مثل السجود والركوع والتمثل قائما يقف عند احد كما يقف في الصلوة له والصوم له وشد الرحل الى بيته والتشكل الخاص بالاحرام والطواف والدعاء من الله ههنا والتقبيل وايقاد السرج والمجاورة والتبرك بالماء والرجعة القهقري وتعظيم حرمه وامثال ذلك فمن فعل بنبيّ او ولي او قبره و
قالوا هذا تشريع جديد مخالف لما جآء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفهمه الصحابة والتابعون وتبعهم وصار مذهب اهل السنة فانهم صرحوا في كتب العقائد ان الشرك هو اثبات الشريك في الالوهية اما بمعنى وجوب الوجود كالمجوس او بمعنى استحقاق العبادة كعبدة الاصنام فمدار الشرك وركنه هو اعتقاد تعدد الاله كما ان التوحيد اعتقاد وحدة الاله قال الله تعالى (وما امروا الاليعبدوا الها واحدا لا اله الاهو سبحانه عما يشركون) (التوبة: 31) وقال الله تعالى (ءاله مع الله تعالى الله عما يشركون) (النمل: 63) وقال (ام لهم اله غير الله سبحان الله عما يشركون) (الطور: 43) وكان شرك العرب هو هذا كما حكى الله تعالى بلسانهم (اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب * وانطلق الملا منهم ان امشوا واصبروا على آلهتكم ان هذا لشيء يراد) (ص: 5 ـ 6) وقال (لو كان فيهما الهة) (الانبياء: 22) كما يقولون وروى ابن جرير(1) لما نزلت بالمدينة (الهكم اله واحد) (الكهف: 110) وسمعها كفار مكة تعجبوا وقالوا كيف يسع الناس اله واحد وان محمدا يقول الهكم اله واحد.
فائده در تفسير عزيزى مي گويد كه ابن جرير وابن المنذر(2) وابن ابى صالح و ابو الشيخ روايت كرده اند كه چون اين آية در مدينه نازل شد كافران مكه اين را شنيده خيلى تعجب كردند وگفتند كه كيف يسع الناس اله واحد وان محمدا يقول الهكم اله
____________
(1) محمد ابن جرير الطبري الشافعي توفي سنة 310 هـ [923 م.] قي بغداد.
(2) محمد ابن المنذر الشافعي النسابوري توى سنة 318 هـ [931 م.]
الإشراك في علم الغيب
قال النجدي الفصل الثاني في رد الاشراك في العلم.
قالوا علمه تعالى مثل سائر الصفات الذاتية ليس مدار الشرك شرعا وان كان حصوله لغيره باطلا فليس كل باطل شركا وفسره في الفصل الاول بانه اثبات مثل علم الله لغيره بكونه حاضرا وناظرا في كل مكان ومطلعا على كل شيء ثم فرع عليه قوله فمن اعتقد انه اذا ذكر اسم نبي او ولي فيطلع هو عليه صار مشركا انتهى ولا يخفى ان هذا التفريع فاسد فان المفرع عليه الاطلاع على كل شيء والتفريع اطلاع النبي على ذكر ذاكره وهو ليس كالاطلاع على كل شيء.
قال النجدي قال الله تعالى (وعند مفاتيح الغيب لا يعلمها الا هو) (الانعام: 59) وقال الله تعالى (قل لا يعلم من في السموات والارض الغيب الا الله وما يشعرون ايان يبعثون) (النمل: 65) وقال الله تعالى (ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بآي ارض تموت ان الله عليم خبير) (لقمان: 34) وقال الله تعالى (قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله ولو كنت اعلم الغيب لا ستكثرت من الخير وما مسني السوء ان انا الا نذير وبشير لقوم يؤمنون) (الاعراف: 188) فهذه الايات وامثالها صريحة في اختصاص علم الغيب بالله ونفيه عن غيره.
قالو يظهر من هذه الايات اختصاص علم الغيب بالله تعالى ونفيه عن غيره لا كونه مدار الشرك والغيب الخاص به تعالى هو الغيب المطلق لا الغيب الاضافي وعلم تمام اللوح المحفوظ ايضا غيب اضافي ثبت حصوله لغيره باعلامه وليس غيبا مطلقا كما هو مصرح في كتب الحديث والتفسير وقال الله تعالى (فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول) (الجن: 26) الا يرون كلمة الاستثناء في كلام الله تعالى وقال الله تعالى (وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء) (آل عمران: 179)
فائده شاه عبدالعزيز(1) در تفسير سورهء جن مى گويد كه غيب نام چيزيست كه از ادراك حواس ظاهره وباطنه غائب باشد نه حاضر تا بمشاهده و وجدان در يافت شود واسباب علامات آن در نيز نقل وفكر در نيايد تا ببداهت واستدلال در يافت شود واين
____________
(1) الشاه عبدالعزيز ابن شاه ولي الله الدهلوي توفي سنة 1239 هـ [ 1824 م] في دلهي.
وبعضى از ايشان گفته اند كه حصر بملاخطهء قيد اصالت است يعنى بالاصالة اطلاع بر غيب خاصهء پيغمبران است و اولياء را اطلاع بر غيب بطريق وراثت وتبعيت حاصل مى شود.
وبعضى از قدماء مفسرين اهل سنت گفته اند كه مراد از غيب لوح محفوظ است واطلاع بر لوح محفوظ هيچ كس را سواى پيغمبران حاصل نمى شود وليكن درين كلام خلل است زيراكه اولا اطلاع بر لوح محفوظ به معنى مطالعهء آن لوح ونقوش بطريق صحيح مروى نيست كه پيغمبرى را بوده باشد بلكه از اخبار صحيحه اختصاص اين امر بحضرت اسرافيل است و اوشان رسول نيستند دوم اينكه مراد از اطلاع بر لوح محفوظ
قال النجدي فمن اثبته لغيره نبيا كان او وليا صنما او وثنا ملكا او جنيا فقد اشرك بالله.
قالوا هذا كان موقوفا على كون علم الغيب مدارا للشرك ولم يثبت.
الإستعانة بغير الله
قال النجدي فمن قال يا رسول الله اسئلك الشفاعة يا محمد ادع الله في قضاء حاجتي يا محمد اسئل الله بك واتوجه الى الله بك وكل من ناداه فقد اشرك شركا اكبر.
قالوا افتراء واجتراء في الدين وانه جائز الم يسمع كيف علم النبي ضريرا ثم علم عثمان بن حنيف بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم في خلافة عثمان ذا حاجة صلوة الحاجة وفيه يا محمد اني توجهت بك الى ربي في قضاء حاجتي هذه لتقضي لي وهو مذكور في كتب الحديث وعمل عليه السلف من الصحابة والتابعين والصلحاء.
اعلم ان الاستعانة بغير الله الدعاء له بوجهين احدهما ان يكون على وجه الاستقلال في التاثير والايجاد ولا شبهة انه شرك وثانيهما ان يكون على وجه الاعانة و الارشاد بوجه التدبير والشفاعة او لدفع الشر ولا شبهة انه ليس بشرك اذ ورد في الاحاديث (يا عباد الله اعينوني ويامحمد اني اتوجه بك الى ربي) و ورد في مدد الحسنات اعانة الملهوف وكذا ابتغاء الرزق عند غير الله على وجه المواساة والمراعاة ليس من الشرك في شيء وانما هو سبب عادي مشروع والحال ان اعتقاد التأثير القدسي لا يوجب الشرك بخلاف التأثير الخلقي والفرق بينهما في العرف ظاهر ويقال رزق الامير فلانا ويراد اعطاء المال او فرض الراتب وكذا يقال شفى الطبيب المريض. المحبة مع الاحياء الحاضرين نافعة عاجلا واجلا واما مع الاموات فنافعة في الاجل البتة بشرط الاهلية والايمان واما في العاجل فيشترط دوام التوجه وتخلية القلب معه في الخلوات ومداومة ذكره وكثرة النداء له والبر معه بارسال الثواب اليه والاحسان الى اهله فتلك كثيرا ما يفتح
بعض اصحاب قادريه براى حصول مهمات ختم باين طور مى كنند اول دو ركعت نفل بعد ازان يكصد ويازده بار درود بعد ازان يكصد ويازده بار كلمه تمجيد [ لا حول ولا قوة ] ويكصد ويازده بار شيئا لله شيخ عبدالقادر جيلاني.
محمد وارث ذكر كرد كه مرا سفرى پيش آمد به جناب ايشان رجوع كردم بشارت عاقبت دادند اتفاقاً دران سفر شبى قطاع الطريق هجوم كردند وخوف هلاك مستولى شد بجناب ايشان متوجه شدم دران حالت مرا نوم گرفت ايشان را در منام ديدم كه ميفرمايند فلانى تراكه منع كرده است مترس بر خيز وبرو و دو عدد كدو كه نبتى است از حلاوت مرا عنايت فرمودند چون بيدار شدم هر دو عدد را بعينه يافتم بر خاستم و سوار شدم رواه خود گرفتم همه قطاع الطريق از من غافل ماندند وهيچ كس معترض نه شد وآن كدو مدتها بامن ماند.
إطلاع النبي في البرزخ على تمام العالم الترابي
قال النجدي فانه اعتقد ان محمدا يعلم ويطلع على دعائه وندائه.
قالوا اسمع ايها الجاهل ان اعتقاد اطلاع احد في البرزخ على تمام العالم الترابي ايضا ليس غيبا مطلقا وخاصا به سبحانه بل هو غيب اضافي الم تسمع قوله صلى الله عليه وسلم (صلوا على فان صلواتكم تبلغني حيث كنتم) انظر الى ما قال العلماء في شرحه.
قال النجدي من بعيد كما عن قريب وهل هذا الا شرك.
قالوا يعني ان الاطلاع من بعيد كما عن قريب مختص بالله تعالى فاثباته لغيره شرك ولا يدري هذا الجاهل ان القرب والبعد لا يتصور في حضرة الله تعالى فان نسبته الى جميع الامكنة على سواء والمراد بالقرب الواقع قرب المنزلة فالنجدي اختار مذهب المجسمة المثبتين له تعالى شانه مكانا وجهة واتصالا مكانيا وقربا جسمانيا للعبد معه سبحانه عما يقول الظالمون وكل ذلك مردود عند أهل السنة والتفصيل في كتب العقائد.
____________
(1) ابو طاهر الانباري محمد المصري توفي سنة 596 هـ [1199 م.]
قال النجدي وقد نص الله على هذا بقوله (ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيمة وهم عن دعائهم غافلون) (الاحقاف: 5) وبقوله (آلهم ارجل يمشون بها ام لهم ايد يبطشون بها ام لهم اعين يبصرون بها ام لهم اذان يسمعون بها قل ادعوا شركاء كم ثم كيدون فلا تنظرون) (الأعراف: 195)
قالوا هذه الايات في حق الاصنام فجعلها نصا في حق من يعرض عليه اعمال امته كل يوم غدوة وعشية فيعرفهم بسيماهم واعمالهم ويستغفرلهم ويرد سلام كل من سلم عليه ولو كانوا في كل لمحة اكثر من الف الف ويبلغه صلوات المصلين حيث كانوا في مشارق الارض ومغاربها كفر صريح والحاد قبيح.
فائده شاه ولى الله فوز الكبير مى گويد كه: رابعاً بيان شفاعت وعبادت اصنام وسقوط احجار از مراتب كمالات انسانيه است فكيف مراتب الوهية واين جواب مسوق است براى كسانيكه اصنام را معبود ذاتى انگارند.
صورتها از سنگ وصفر و روئين ومثل آن تراشيده قبلهء توجه بآن ارواح ساختند وجاهلان رفته رفته آن سنگهارا بذاتها خود معبود انگاشتند وغلط عظيم راه يافت.
والمشركون وافقوا المسلمين في تدبير الامور العظام وفيما ابرم وجزم ولم يترك لغيره خيرة ولم يوافقوهم في سائر الامور وذهبوا الى ان الصالحين من قبلهم عبدوا الله وتقربوا اليه فآتاهم الله الالوهية فاستحقوا العبادة من سائر خلق الله.
وقالوا لا تقبل عبادة الله الا مضمومة بعبادتهم بل الحق في غاية التعالي فلا يفيد عبادته تقرباً بل لابد من عبادة هؤلاء ليقربوا الى الله زلفى وقالوا هؤلاء يسمعون و يبصرون ويشفعون لعبادهم ويدبرون امورهم وينصرونهم فنصبوا على اسمائهم احجارا وجعلوها قبلة عند توجههم الى هؤلاء فخلف من بعدهم خلف فلم يأتوا الفرق بين الاصنام
علم رسول الله بالخمس
قال النجدي وعن عائشة قالت من اخبرك ان محمداً يعلم الخمس التي قال الله تعالى (ان الله عنده علم الساعة) (لقمن: 34) الآية فقد اعظم الفرية.
قالوا ايها الجاهل اقرأ تمام الحديث وهو هكذا قالت من اخبرك ان محمداً رأى ربه او كتم شيئاً مما امر به او يعلم الخمس التي قال الله تعالى فيها (ان الله عنده علم الساعة) (لقمن: 34) الآية فقد اعظم الفرية فقولها اعظم الفرية تشيران المخبر مفترٍ او كاذب فاين فيه انه مشرك هل الافتراء والكذب عندك شرك مع ان اصل مسئلة الباب هو رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه المعراج وهي خلافية والجمهور على اثباتها وهو الراجح المختار عند اكثر العلماء الكبار واجابوا عن قول عائشة بانها ليست اعلم ممن اثبتها و قالت ما قالت استنباطاً واجتهاداً من قوله تعالى (لا تدركه الابصار) (الانعام: 103) واجابوا ان الادراك هو الاحاطة فليس فيها نفي مطلق الرؤية وكذلك حالة اطلاعه صلى الله عليه وآله وسلم على خمسة خلافية قيل قبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعلمها وقيل بل علمه الله واطلعه عليها ولم يأمره ان يطلع عليها امته كذلك مسئلة الروح.
هل يعلم رسول الله أمر خاتمته
قال النجدي وعن النبي في الصحيح (والله لا ادري وانا رسول الله ما يفعل بي ولا بكم) فهذا الحديث صريح في انه كان لا يعلم امر خاتمته في حال حياته فكيف يعلم حال تلك المشركين بعد مماته.
قالوا ايها الجاهل كيف تقول انه صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يعلم امر خاتمته وقد قال الله تعالى (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) (الفتح: 2)، (عسى ان يبعثك ربك مقاما محموداً) (الاسراء: 79)، (ولسوف يعطيك ربك فترضى) (الضحى: 5)، (انا اعطيناك الكوثر) (الكوثر: 1) واحاديث الشفاعة لا مته وشفاعة امة اكثر من ان يحصى وكيف قلت فكيف يعلم حال امته بعد مماته الم تسمع انه صلى الله عليه وآله وسلم قال (حياتي خيرلكم تحدثون يحدث لكم فاذا انا مت كان وفاتي خيرا لكم تعرض عليّ اعمالكم
قال النجدي وفي كتاب التوحيد لنا الكبير وفي فصول التوحيد زيادة تحقيق وما يتفوه به عقلاء مشركي زماننا بان المراد نفي العلم والدراية التفصيلية المستقلة ولا ندعيه لا نفي العلم باعلام الله الذي ندعيه او انه كان في اول الامر ثم القى الله عليه علم الاولين والآخرين وجعله مطلعا على ما يكون الى قيام القيامة وامثال ذلك الهفوات فهو ابتداع في الدين.
قالوا ما قال النجدي في المعنى المراد ونقله فهو حق وهداية من السلف والسواد الاعظم ويجب القبول به دفعا للتعارض ولكن لما كان مقنعا لأمر دله ولم يهتد التسليم الحق عبر عنه بهفوة عقلاء مشركي زمانه لعنة الله عليه يسمي ماصح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هفوة وابتداعا في الدين الم يسمع انه صلى الله عليه وآله وسلم علم علم الاولين والآخرين قال الخفاجي(1) واما ماورد انه صلى الله عليه وآله وسلم علم علم الاولين والآخرين قلعه كان اخر احواله بعد انقطاع عرض جبريل له الم تسمع ما في حديث ابن اخطب وابن حذيفة في الصحيح انه صلى الله عليه وسلم اخبر بما هو كائن الى يوم القيمة وفي الشفاء وبحسب عقله كانت معارفه صلى الله عليه وآله وسلم الى سائر ما علّمه الله واطّلعه عليه من علم ما يكون وما كان وعجائب قدرته وعظيم ملكوته قال الله تعالى (وعلمك مالم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما) (النساء: 113) حارت العقول في تقدير فضله عليه وخرست الانس دون وصف يحيط بذلك او ينتهى اليه.
قال النجدي ومخالف لتصريح السلف
قالوا ايها الملعون ما قالوا ثابت في الصحاح من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكيف تعيرهم بمخالفة السلف سلف اهل السنة كلهم عليه
ضلال إبن تميمية
قال النجدي وكفاك قدوة في ذلك شيخنا تقي الدين ابن تيمية والموافقون من اتباعه رضوان الله عليهم اجمعين
قالوا كفاك لعنة اقتدائك بالشقي ابن تيمية اجمع علماء عصره على ضلاله وحبسه ونودي من كان على عقيدة ابن تيمية حل ماله ودمه
____________
(1) الخفاجي احمد الحنفي توفي سنة 1069 هـ [1201 م.]
قالوا ولله در الماوردي(1) قد اماط الاذى عن طريق المؤمنين حيث قال لما كثر اخباره بالمغيبات وظهر اعجازه وقام حجة على المنكرين ازداد غيظهم وغمضوه صلى الله عليه وسلم بانه ادعى الرسالة اولا ثم يريد ان نتخذه الها اخذوا في التهكم والاستهزاء بالسؤال عن كل شيء متى يكون وكيف يكون فامره الله تعالى ان يقول ما كنت بدعا من الرسل وما ادري ما يفعل بي ولا بكم يعني الله تعالى يظهر على رسله المغيبات ويخبرون بها وذلك من الاعجاز الذي يخصهم الله به ويعجز به المنكرين وكل ذلك باعلام الله و اطلاعه فليس ما اقول امراً مبدعاً بل سنة الله الذي علم الآدم الاسماء كلها وارى ابراهيم ملكوت السموات والارض وقال ابن مريم (وانبئكم بما تأكلون وماتدخرون في بيوتكم) (آل عمران: 49)
وقال يعقوب عليه السلام اعلم من الله مالا تعلمون واما انا بدون اعلام الله فما ادري ما يفعل بي يفعل بي ولا بكم والكفار لما سمعوا ذلك حملوا على غير محمله قالوا هو لا يعرف مآله وامر خاتمته وسروا بذلك وتقاولوا فانزل الله تعالى (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) (الفتح: 2) واخبر بمآل المؤمنين في الآية الاخرى بعدها وفي القرآن ايات كثيرة تدل على علمه صلى الله عليه وآله وسلم مآله ومآل اصحابه واهل بيته وعامة امته جزما لا يحومه شبهة باعلام الله تعالى و وعده الصادق الغير المكذوب (كذلك جعلنا كم امة وسطا لتكونوا شهدآء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) (البقرة: 143) وقال عز وجل (ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهدآء على الناس) (الحج: 78) وقال (فكيف اذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً) (النساء: 41) وقال عز وجل (وللآخرة خيرلك من الاولى) قال (ولسوف يعطيك ربك فترضى) (الضحى: 5) روى انه لما نزلت هذه الآية قال عليه السلام (لا ارضى حتى ادخل كل امتي الجنة) وقال عز وجل (انا اعطيناك الكوثر) (الكوثر: 1) وقال (عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا) (الاسراء: 79) عن ابن عمر في حديث الشفاعة فيمشي حتى يأخذ بحلقة الجنة فيومئذ يبعثه الله المقام المحمود الذي وعده وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (اريت ماتلقى امتي من بعدي وسفك بعضهم دماء بعض وسبق لهم من الله ما سبق للامم قبلهم فسألت الله ان يؤتيني الشفاعة يوم القيمة فيهم ففعل) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (خيّرت بين ان يدخل نصف امتي
____________
(1) علي الماوردي الشافعي توفي سنة 450 هـ [ 1058 م. ] في بغداد.
الإشراك في التصرف
قال النجدي: الفصل الثالث في رد الاشراك في التصرف.
قالوا فسره في الفصل الاول باثبات مثل تصرف الله لغيره وهذا تشريع جديد من نفسه ولم يوجد هذا اللفظ في الايات والاحاديث التي ذكرها.
قال النجدي قال الله تعالى (قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ان كنتم تعلمون * سيقولون الله قل فانى تسحرون) (المؤمنين: 88 ـ 89) هذه الآية دلت على ان المتصرف في الكل المجير غير المجار عليه ليس الاّ الله فمن لم يقل في حاجة يا الله وقال يا محمد وان اعتقده عبداً غير متصرف في الكل صار مشركاً فان مشركي زمن النبي ايضاً لا يعتقدون الهتهم كذلك بل انما يسألون الآلهة على اعتقاد الشفاعة فمن اعتقد التصرف في العالم لمخلوق او اعتقده شفيعه صار مشركاً وان اعتقده ادون من الله ومخلوقا له.
قالوا: ايها الغوي مالك تتكلم من غير روية مثل تكلم المجانين والسكاري فان الآية صريحة في ان المشركين لم يعتقدوا غير الله متصرفا في الكل مجيراً غير مجارا عليه و كانوا مشركين فثبت ان اعتقاد كون الغير متصرفا مجيراً غير مجار عليه ليس مداراً لشركهم والا فكيف يكون من لا يعتقده مشركا فالآية لا تفيد ما ادعيت بل تبطله وقلت انت ان
قال النجدي وقد نص الله على هذا بقوله (ويعبدون من دون الله مالا يملك لهم رزقا من السموات والارض شيئا ولا يستطيعون) (النحل: 73) وقال الله تعالى (ولا تدع من دون الله مالاينفعك ولا يضرك فان فعلت فانك اذا من الظالمين) (يونس: 106) وقال الله تعالى (قل اني لا امللك لكم ضرا ولا رشدا قل اني لن يجيرني من الله احد ولن اجد من دونه ملتحدا) (الجن: 21 ـ 22) انظروا انه امر الله تعالى محمداً باظهار عدم ملكه لا مته ضرا ولا رشدا
قالوا: الى اي شي اشرت بلفظ هذا الى التصرف فقد نفيته عنهم او الى الشفاعة فليس فيها اشارة ايضاً فضلاً عن النص وليس حاصلها الاّ عدم كون معبودى المشركين غير الله مالكا لرزقهم وقد نفيت انت هذا الاعتقاد عنهم فما الفائدة في الآية وايات بعدها.
قال النجدي: فمن قال يا محمد فقد خالف الله ورسوله وكفر فانه جعله انه يملك له ضرا ورشدا.
قالوا: انت قلت آنفاً من قال يا محمد وان اعتقده غير متصرف صار مشركا فان مشركي زمن النبي ايضا لا يعتقدون الهتهم كذلك بل انما يسألون الالهة على اعتقاد الشفاعة فبعد عدة سطور تغير المفهوم مع انه لم يتغير الفصل وكيف انحصر قول يا محمد في جعله مالكا لضره ورشده.
الشفاعة
قال النجدي: قال الله تعالى (قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في
قالوا: ايها الجاهل اسمع ان الله تعالى اطلق في هذه الآية نفي كون غير الله مالكا وشريكا وظهيراً له ولم يقيد مطلق الشفاعة بل قيد نفى نفعها بقوله (الا لمن اذن له) (سبأ: 33) يعني للمسلم فتنفعه الشفاعة من الكبائر ولو بلا توبة والصغائر عند أهل السنة ومن الصغائر مطلقاً والكبائر توبة عند المعتزلة فعند اهل السنة لا تنفع الكافر خاصة وعند المعتزلة لا تنفع الكافر واهل الكبيرة بلا توبة فنفى نفع الشفاعة كما قال هذا الملحد الحاد في الدين ومخالف لكلام رب العالمين وسنة سيد المرسلين واجماع المسلمين والاحاديث في هذا الباب قد بلغت حد التواتر والكل مذكور في كتب الحديث والعقائد.
قال النجدي ومن كمال جهلهم وغيهم تمسكهم بقوله تعالى (الا لمن اذن له) (سبأ: 23) فان الثابت بنص القرآن نفي نفع الشفاعة وكلمة الا يؤكده ويقرره.
قالوا: انظروا كيف يحرف المعنى الاّ يعرف ان كلمة الاّ ليس للتأكيد.
قال: النجدي فان الشفاعة لما كانت مقيدة بالاذن كانت كلا شفاعة.
قالوا: قد عرفت معنى الاذن على ما قالت الامة وكون المسلم مأذونا فيه مذهب اهل السنة.
قال: النجدي والانبياء اذا يأمرهم الله بشيء يخافون ولا يستطيعون التفتيش في حكم والسؤال عنه ثانياً.