بهت قوم جلسوا في غير مراتبهم!

دخل يهودى في زمن خلافة أبي بكر فقال اريد خليفة رسول الله قال فجاؤا به إلى أبي بكر فقال له اليهودى أنت خليفة رسول الله قال له أبوبكر نعم اما تنظرني أنا في مقامه ومحرابه فقال له ان كنت كما تقول يا أبا بكر اسألك عن أشياء فان كنت تجيب صدقتك قال سل عما بدا لك وعما تريد فقال اليهودى اخبرني عما ليس لله وعما ليس عندالله وعما لا يعمله الله قال فعند ذلك قال ابوبكر هذه مسائل الزنادقة يا يهودى قال فعندها هم المسلمون بقتل اليهودى فكان ممن حضر ذلك ابن عباس فزعق بالناس وقال يا أبابكر ما انصفتم الرجل فقال اما سمعت ما تكلم به فقال ابن عباس (رض) فان كان عندكم جوابه والا اخرجوه حيث شاء قال فأخرجوه وهو يقول لعن الله قوما جلسوا في غير مراتبهم يريدون قتل النفس التى حرم الله تعالى بغير علم فخرج وهو يقول ايها الناس ذهب الاسلام حتى لاتجيبوا عن مسألة واين رسول الله صلى الله عليه وآله واين خليفته قال فتبعه ابن عباس وقال له ويلك اذهب إلى عيبة علم رسول الله صلى الله عليه وآله إلى منزل علي بن أبى طالب (ع) فعند ذلك اقبل وقد خرج ابوبكر والمسلمون في طلبه والمسلمون في طلبه فلحقوه في بعض الطريق فأخذوه وجاؤا به إلى امير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فاستأذنوا للدخول ثم دخلوا عليه وقد ازدحم الناس يبكون وقوم يضحكون فقال له ابوبكر يا اباالحسن ان هذا اليهودى سألني عن مسائل الزنادقة فقال علي ما تقول يا يهودى قال اسألك ويفعلون بى ما يريدون هؤلاء القوم قال وأى شئ أرادوا ان يفعلوا بك قال ارادوا ان يذهبوا بدمي لانهم ما اجابوني عن مسائلي قال له الامام (ع) دع هذا وسل عما بدا لك يايهودى وما شئت قال يا علي سؤالي لا يعلمه الا نبي او وصي قال سل عما تريد فعند ذلك قال اليهودى اخبرني عما ليس عندالله وعما لا يعلمه الله فقال له علي (ع) شرط يا اخا اليهود قال: وما الشرط قال تقول معي قولا عدلا مخلصا بالرضا لا اله الا الله محمد رسول الله قال نعم يا علي كيف ما أقول فقال - ع - يا اخا اليهود سألت عما ليس عند الله فليس عندالله ظلم فقال صدقت يا اباالحسن واما قولك عما ليس لله فليس لله ولد ولا صاحبة ولا شريك قال صدقت، واما قولك عما ليس يعلمه الله ما يعلم ان لله صاحبة ووزيرا ولا مشيرا وهو قادر على ما يريد فعند ذلك قال مد يدك فأنا اشهد أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وانك خليفته حقا ووصيه ووارث علمه فجزاك الله عن الاسلام خيرا فضحك الناس عند ذلك فقال ابوبكر انت يا علي كاشف الكربات انت يا علي فارج الهم والغم فعند ذلك خرج ابوبكر فرقي المنبر وقال اقيلوني ثلاثا فلست بخيركم وعلي فيكم قال فخرج عليه عمر وقال كيف ياابا بكر وقد رضيناك لانفسنا فنزل عن المنبر واخبروه بذلك اميرالمؤمنين.(الفضائل:132)

العودة

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>