أعمال مسجد الكوفة


وَأمَّا أعمال جامِعِ الكُوفة


فهي على ما في مصباح الزّائر وغيره كما يلي :
قل حينما تدخل مدينة الكوفة : بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَفي سَبيلِ اللهِ وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ اَللّـهُمَّ اَنْزِلْني مُنْزَلاً مُبارَكاً وَاَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلينَ، ثمّ سر نحو المسجد وأنت تقول : اَللهُ اَكْبَرُ وَلا اِلـهَ اِلاّ اللهُ وَالْحَمْدُ للهِ وَسُبْحانَ اللهِ، حتى تأتي باب

 المسجد فاذا أتيته فقف على الباب وقل :
اَلسَّلامُ عَلى سَيِّدِنا رَسُولِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ الطّاهِرينَ، اَلسَّلامُ عَلى اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِيِّ بْنِ أبي طالِب وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، وَعَلى مَجالِسِهِ وَمَشاهِدِهِ وَمَقامِ حِكْمَتِهِ وَآثارِ آبائِهِ آدَمَ وَنُوح وَاِبْراهيمَ وَاِسْماعيلَ وَتِبْيانِ بَيِّناتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَى الاِْمامِ الْحَكيمِ الْعَدْلِ الصِّديقِ الاَْكْبَرِ الْفارُوقِ بِالْقِسْطِ الَّذي فَرَّقَ اللهُ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْباطِلِ وَالْكُفْرِ وَالاْيمانِ وَالشِّرْكِ وَالتَّوْحيدِ، لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَة وَيُحْيا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَة، اَشْهَدُ اَنَّكَ اَميرُ الْمُؤْمِنينَ، وَخاصَّةُ نَفْسِ الْمُنْتَجَبينَ، وَزَيْنُ الصِّديقينَ، وَصابِرُ الْمُمْتَحَنينَ، وَاَنَّكَ حَكَمُ اللهِ في اَرْضِهِ، وَقاضي اَمْرِهِ، وَبابُ حِكْمَتِهِ، وَعاقِدُ عَهْدِهِ، وَالنّاطِقُ بِوَعْدِهِ، وَالْحَبْلُ الْمَوْصُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِبادِهِ، وَكَهْفُ النَّجاةِ، وَمِنْهاجُ التُّقي، وَالدَّرَجَةُ الْعُلْيا، وَمُهَيْمِنُ الْقاضِي الاَْعْلى، يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ بِكَ اَتَقَرَّبُ اِلَى اللهِ زُلْفى، اَنْتَ وَلِيِّي وَسَيِّدي وَوَسيلَتي فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ .


ثمّ تدخل المسجد ، أقول : والافضل أن تدخل من الباب الواقِع خلف المسجد المشهُور بباب الفيل ثمّ تقول :
اَللهُ اَكْبَرُ اَللهُ اَكْبَرُ اَللهُ اَكْبَرُ هذا مَقامُ الْعائِذِ بِاللهِ وَبِمُحَمَّد حَبيبِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَبِوِلايَةِ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَالاَْئِمَّةِ الْمَهْدِيّينَ الصّادِقينَ النّاطِقينَ الرّاشِدينَ الَّذينَ اَذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهيراً، رَضيتُ بِهِمْ اَئِمَّةً وَهُداةً وَمَوالِيَ سَلَّمْتُ لاَِمْرِ اللهِ لا اُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، وَلا اَتَّخِذُ مَعَ اللهِ وَلِيّاً، كَذَبَ الْعادِلُونَ بِاللهِ وَضَلُّوا ضَلالاً بَعيداً، حَسْبِيَ اللهُ وَاَوْلِياءُ اللهِ اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَنَّ عَلِيّاً وَالاَْئِمَّةَ الْمَهْدِيّينَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ اَوْلِيائي وَحُجَّةُ اللهِ عَلى خَلْقِهِ .


ثمّ سر الى الاسطوانة الرّابعة الواقعة الى جانب باب الانماط بحذاء الخامسة وهي اسطوانة ابراهيم (عليه السلام) فصلّ عندها أربع ركعات ركعتان بالحمد والتّوحيد (قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ) وركعتان بالحمد والقدرِ (اِنّا اَنْزَلْناهُ فى لَيْلَةِ الْقَدْرِ) فاذا فرغت منها فسبّح تسبيح الزّهراء (عليها السلام) وقُل :
اَلسَّلامُ عَلى عِبادِ اللهِ الصّالِحينَ الرّاشِدينَ الَّذينَ اَذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهيراً، وَجَعَلَهُمْ اَنْبِياءَ مُرْسَلينَ وَحُجَّةً عَلَى الْخَلْقِ اَجْمَعينَ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلينَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ، ذلِكَ تَقْديرُ الْعَزيزِ الْعَليمِ. وقل سبع مرّات : سَلامٌ عَلى نُوح فِى الْعالَمينَ .


ثمّ قل :
نَحْنُ عَلى وَصِيَّتِكَ يا وَلِيَّ الْمُؤْمِنينَ الَّتي اَوْصَيْتَ بِها ذُرِّيَّتَكَ مِنَ الْمُرْسَلينَ وَالصِّدّيقينَ، وَنَحْنُ مِنْ شيعَتِكَ وَشيعَةِ نَبِيِّنا مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلَيْكَ وَعَلى جَميعِ الْمُرْسَلينَ وَالاَْنْبِياءِ وَالصّادِقينَ، وَنَحْنُ عَلى مِلَّةِ اِبْرهيمَ وَدينِ مُحَمَّدّ النَّبِيِّ الاُْمِّيِّ وَالاَْئِمَّةِ الْمَهْدِيّينَ وَوِلايَةِ مَوْلانا عَلِيٍّ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَى الْبَشيرِ النَّذيرِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ وَرَحْمَتُهُ وَرِضْوانُهُ وَبَرَكاتُهُ، وَعَلى وَصِيِّهِ وَخَليفَتِهِ الشّاهِدِ للهِ مِنْ بَعْدِهِ عَليٍّ خَلْقِهِ عَلى اَميرِ الْمُؤْمِنينَ الصِّديقِ الاَْكْبَرِ وَالْفارُوقِ الْمُبينِ، الَّذى اَخَذْتَ بَيْعَتَهُ عَلَى الْعالَمينَ، رَضيتُ بِهِمْ اَوْلِياءَ وَمَوالِيَ وَحُكّاماً في نَفْسي وَوُلْدي وَاَهْلي وَمالي وَقِسْمي وَحِلّي وَاِحْرامي وَاِسْلامي وَديني وَدُنْيايَ وَآخِرَتي وَمَحْيايَ وَمَماتي، اَنْتُمُ الاَْئِمَّةُ فِي الْكِتابِ وَفَصْلُ الْمَقامِ وَفَصْلُ الْخِطابِ، وَاَعْيُنُ الْحَيِّ الَّذي لا يَنامُ، وَاَنْتُمْ حُكَماءُ، اللهِ وَبِكُمْ حَكَمَ اللهُ وَبِكُمْ عِرُفَ حَقُّ اللهِ، لا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، اَنْتُمْ نُورُ اللهِ مِنْ بَيْنِ اَيْدينا وَمِنْ خَلْفِنا، اَنْتُمْ سُنَّةُ اللهِ الَّتي بِها سَبَقَ الْقَضاءُ، يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ اَنَا لَكُمْ مُسَلِّمٌ تَسْليماً لا اُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئاً وَلا اَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلِيّاً، اَلْحَمْدُ للهِ الَّذي هَداني بِكُمْ وَما كُنْتُ لاَِهْتَدِيَ لَوْلا اَنْ هَدانِيَ اللهُ، اَللهُ اَكْبَرُ اَللهُ اَكْبَرُ اَللهُ اَكْبَرُ، الْحَمْدُ للهِ عَلى ما هَدانا .


أعمالُ دَكَّة الْقَضاءِ وَبيْت الطَّشتْ


واعلم انّ دكّة القضاء قد كانت بناءً في جامع الكوفة يشبه الحانوت يجلس عليها امير المؤمنين (عليه السلام) للقضاء والحكم، وكانت هُنالك اسطوانة قصيرة كتب عليها الاية اِنَّ اللهَ يَأمُرُ بِالْعَدْلِ وَالاِحْسانِ، وَبيت الطّست هو المكان الذي برزت منه معجزة لامير المؤمنين (عليه السلام) في بنت عزباء كانت قد غاصت في ماء فيهِ العلق فولجت في جوفها فنمت وكبرت ممّا امتصه من الدّم، فَعَلا بذلك بطن البنت فحسبها اخوتها حبلى، فراموا قتلها فأتوا أمير المؤمنين (عليه السلام) ليحكم بينهم، فأمر بستار فضرب في جانِب من المسجد وجعلت البنت خلفه وأمر بقابلة الكوفة ففحصتها واعلنت رأيها ، فقالت : يا أمير المؤمنين انّها حبلى تحمل جنيناً في جوفها، فأمر (عليه السلام) بطست من الحمأة فأجلست البنت عليه فاحسّت العلقة بذفر الحمأة فانسلّت من جوفها نحو الطّست، وفي بعض الرّوايات انّه (عليه السلام) مدّ يده فأتى بقطع من الثّلج من جبال الشّام وجعله عند الطّست فانسلّت العلقة، واعلم ايضاً انّ المشهور في ترتيب اعمال جامع الكوفة هو أن تتلو أعمال وسط المسجد اعمال الاسطوانة الرّابعة فتؤخّر اعمال دكّة القضا وبيت الطّست عن جميع اعمال المسجد وتؤدّي عند الفراغ من أعمالِ دكّة الصّادق (عليه السلام)، ونحن نجاري في الترتيب السّيد ابن طاووس في مصباح الزّائر والعلامة المجلسي في البحار والشّيخ خضر في المزار، وأمّا من تابع المشهور فليؤخّر اعمال دكّة القضاء وبيت الطّست عن الكلّ وليأتها بعد أعمال دكّة الصّادق (عليه السلام)، وبالجملة نقول ثمّ امض الى دكّة القضا فصلّ عليها ركعتين تقرأ فيها بعد الحمد ما أردت من السّور فاذا فرغت منها وسبّحت تسبيح الزّهراء (عليها السلام) فقُل :
يا مالِكي وَمُمَلِّكي وَمُتَغَمِّدي بِالنِّعَمِ الْجِسامِ مِنْ غَيْرِ اسْتِحْقاق، وَجْهي خاضِعٌ لِما تَعْلُوهُ الاَْقْدامُ لِجَلالِ وَجْهِكَ الْكَريمِ، لا تَجْعَلْ هذِهِ الشِّدَّةَ وَلا هذِهِ الِْمحْنَةَ مُتَّصِلَةً بِاِسْتئصالِ الشَّأفَةِ وَامْنَحْني مِنْ فَضْلِكَ ما لَمْ تَمْنَحْ بِهِ اَحَداً مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَة، اَنْتَ الْقَديمُ الاَْوَّلُ الَّذي لَمْ تَزَلْ وَلا تَزالُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاغْفِرْ لي وَارْحَمْني وَزَكِّ عَمَلي، وَبارِكْ لي في اَجَلي، وَاجْعَلْني مِنْ عُتَقائِكَ وَطُلَقائِكَ مِنَ النّارِ بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .


أعمال بَيْت الطَّسْت


المتّصل بدكّة القضاء ، تُصلّي هناك ركعتين فاذا سلّمت وسبّحت فقُل :
اَللّـهُمَّ اِنّي ذَخَرْتُ تَوْحيدي اِيّاكَ وَمَعْرِفَتي بِكَ وَاِخْلاصي لَكَ وَاِقْراري بِرُبُوبِيَّتِكَ، وَذَخَرْتُ وِلايَةَ مَنْ اَنْعَمْتَ عَلَيَّ بِمَعْرِفَتِهِمْ مِنْ بَرِيَّتِكَ مُحَمَّد وَعِتْرَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمْ لِيَوْمِ فَزَعي اِلَيْكَ عاجِلاً وَآجِلاً، وَقَدْ فَزِعْتُ اِلَيْكَ وَاِلَيْهِمْ يا مَوْلايَ في هذَا الْيَوْمِ وَفي مَوْقِفي هذا وَسَأَلْتُكَ ما زَكى مِنْ نِعْمَتِكَ وَاِزاحَةَ ما اَخْشاهُ مِنْ نِقْمَتِكَ، وَالْبَرَكَةَ فيـما رَزَقْتَنيهِ، وَتَحْصينَ صَدْري مِنْ كُلِّ هَمّ وَجائِحَة وَمَعْصِيَة في ديني وَدُنْيايَ وَآخِرَتي يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .


وروي انّ الصّادق (عليه السلام) قد صلّى ركعتين في بيت الطّست .


ذكر الصّلاة وَالدُّعاء في وَسَطِ المسجد


تُصلّي هناك ركعتين تقرأ في الاولى الحمد والتّوحيد ( قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ )وفي الثّانية الحمد والجحد ( قُلْ يا اَيُّهَا الْكافِرُونَ ) فاذا سلّمت وسبّحت فقُل :
اَللّـهُمَّ اَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ وَاِلَيْكَ يَعُودُ السَّلامُ وَدارُكَ دارُ السَّلامِ، حَيِّنا رَبَّنا مِنْكَ بِالسَّلامِ، اَللّـهُمَّ اِنّي صَلَّيْتُ هذِهِ الصَّلاةَ ابْتِغاءَ رَحْمَتِكَ وَرِضْوانِكَ وَمَغْفِرَتِكَ، وَتَعْظيماً لِمَسْجِدِكَ، اَللّـهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَارْفَعْها في عِلِّيّينَ وَتَقَبَّلها مِنّي يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .


أقول : قد دعى هذا المقام بدكّة المِعراج ووجه التسمية على ما يظهر انّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) استأذن الله تعالى ليلة المعراج فهبط الى الارض في هذه البُقعة فصلّى ركعتين، والرّواية قد أثبتناها في أوّل الفصل .


أعمال الاُسطُوانة السّابِعة


وهي مقام وفّق الله تعالى فيه آدم للتّوبة، ثمّ امض الى الاسطوانة السّابعة وقف عندها واستقبل القبلة وقُل :
بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَلا اِلـهَ اِلاَّ اللهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى اَبينا آدَمَ وَاُمِّنا حَوّاءَ، اَلسَّلامُ عَلى هابيلَ الْمَقْتُول ظُلْماً وَعُدْواناً عَلى مَواهِبِ اللهِ وَرِضْوانِهِ، اَلسَّلامُ عَلى شَيْث صَفْوَةِ اللهِ الُْمخْتارِ الاَْمينِ وَعَلَى الصَّفْوَةِ الصّادِقينَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ الطَّيِّبينَ اَوَّلِهِمْ وَآخَرِهِمْ، اَلسَّلامُ عَلى اِبْرهيمَ وَاِسْماعيلَ وَاِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَعَلى ذُرِّيَّتِهِمُ الُْمخْتارينَ، اَلسَّلامُ عَلى مُوسى كَليمِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى عيسى رُوحِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ خاتَمِ النَّبِيّينَ اَلسَّلامُ عَلى اَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَذُرِّيَّتِهِ الطَّيّبينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ فِي الاَْوَّلينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ فِي الاْخِرينَ، اَلسَّلامُ عَلى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، اَلسَّلامُ عَلَى الاَْئِمَّةِ الْهادينَ شُهَداءِ اللهِ عَلى خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَى الرَّقيبِ الشّاهِدِ عَلَى الاُْمَمِ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ .


ثمّ تصلّي عندها أربع ركعات تقرأ في الاولى الحمد والقدر ( اِنّا اَنْزَلْناهُ ) وفي الثّانية الحمد والصمد ( قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ ) وفي الثّالثة والرّابعة مثل ذلك، فاذا فرغت وسبّحت تسبيح الزّهراء (عليها السلام) فقل :
اَللّـهُمَّ اِنْ كُنْتُ قَدْ عَصَيْتُكَ فَاِنّي قَدْ اَطَعْتُكَ فِي الاْيمانِ مِنّي بِكَ مَنّاً مِنْكَ عَلَيَّ لا مَنّاً مِنّي عَلَيْكَ، وَاَطَعْتُكَ في اَحَبِّ الاَْشْياءِ لَكَ لَمْ اَتَّخِذ لَكَ وَلَداً وَلَمْ اَدْعُ لَكَ شَريكاً، وَقَدْ عَصَيْتُكَ في اَشْياء كَثيرَة عَلى غَيْرِ وَجْهِ الْمُكابَرَةِ لَكَ، وَلاَ الْخُرُوجِ عَنْ عُبُودِيَّتِكَ، وَلاَ الْجُحُودِ لِرُبُوبِيَّتِكَ، وَلكِنِ اتَّبَعْتُ هَوايَ وَاَزَلَّنِي الشَّيْطانُ بَعْدَ الْحُجَّةِ عَلَيَّ وَالْبَيانِ، فَاِنْ تُعَذِّبْني فَبِذُنُوبي غَيْرَ ظالِم لي، وَاِنْ تَعْفُ عَنّي وَتَرْحَمْني فَبِجُودِكَ وَكَرَمِكَ يا كَريمُ، اَللّـهُمَّ اِنَّ ذُنُوبي لَمْ يَبْقَ لَها اِلاّ رَجاءُ عَفْوِكَ، وَقَدْ قَدَّمْت آلَةَ الْحِرْمانِ، فَاَنَا اَسْاَلُكَ اللّهُمَّ ما لا اَسْتَوْجِبُهُ، وَاَطْلُبُ مِنْكَ ما لا اَسْتِحَقُّهُ، اَللّـهُمَّ اِنْ تُعَذِّبْني فَبِذُنُوبي وَلَمْ تَظْلِمْني شَيْئاً ، وَاِنْ تَغْفِرْ لي فَخَيْرُ راحِم اَنْتَ يا سَيِّدي، اَللّـهُمَّ اَنْتَ اَنْتَ وَأَنَا أَنَا، اَنْتَ الْعَوّادُ بِالْمَغْفِرَةِ وَاَنَا الْعَوّادُ بِالذُّنُوبِ، وَاَنْتَ الْمُتَفَضِّلُ بِالْحِلْمِ وَاَنَا الْعَوّادُ بِالْجَهْلِ، اَللّـهُمَّ فَاِنّي اَسْاَلُكَ يا كَنْزَ الضُّعَفاءِ، يا عَظيمَ الرَّجاءِ، يا مُنْقِذَ الْغَرْقى، يا مُنْجِيَ الْهَلَكى، يا مُميتَ الاَْحْياءِ، يا مُحْيِيَ الْمَوْتى، اَنْتَ اللهُ لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ، اَنْتَ الَّذي سَجَدَ لَكَ شُعاعُ الشَّمْسِ وَدَوِيُّ الْماءِ وَحَفيفُ الشَّجَرِ وَنُورُ الْقَمَرِ وَظُلْمَةُ اللَّيْلِ وَضَوْءُ النَّهارِ وَخَفَقانُ الطَّيْرِ، فَأَسْأَلُكَ اللّهُمَّ يا عَظيمُ بِحَقِّكَ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الصّادِقينَ، وَبِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِهِ الصّادِقينَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلى عَلِيٍّ وَبِحَقِّ عَلِيٍّ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلى فاطِمَةَ وَبِحَقِّ فاطِمَةَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلَى الْحَسَنِ وَبِحَقِّ الْحَسَنِ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلَى الْحُسَيْنِ وَبِحَقِّ الْحُسَيْنِ، عَلَيْكَ فَاِنَّ حُقُوقَهُمْ عَلَيْكَ مِنْ اَفْضَلِ اِنْعامِكَ عليهم، وَبِالشَّأنِ الَّذي لَكَ عِنْدَهُمْ، وَبِالشَّأنِ الَّذي لَهُمْ عِنْدَكَ، صَلِّ عَلَيْهِمْ يا رَبِّ صَلاةً دائِمَةً مُنْتَهى رِضاكَ، وَاغْفِرْ لي بِهِمُ الذُّنُوبَ الَّتي بَيْني وَبَيْنَكَ، وَاَرْضِ عَنّي خَلْقَكَ، وَاَتْمِمْ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ كَما اَتْمَمْتَها عَلى آبائي مِنْ قَبْلُ، وَلا تَجْعَلْ لاَِحَد مِنَ الَْمخْلُوقينَ عَلي فيهَا امْتِناناً، وَامْنُنْ عَلَيَّ كَما مَنَنْتَ عَلى آبائي مِنْ قَبْلُ يا كهيعص، اَللّـهُمَّ كَما صَلَّيْتَ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ فَاسْتَجِبْ لي دُعآئي فيـما سَأَلْتُ يا كَريمُ يا كَريمُ يا كَريمُ .


ثمّ اسجد وقل في سجودك :
يا مَنْ يَقْدِرُ عَلى حَوائِجِ السّائِلينَ، وَيَعْلَمُ ما في ضَميرِ الصّامِتينَ، يا مَنْ لا يَحْتاجُ اِلَى التَّفْسيرِ، يا مَنْ يَعْلَمُ خائِنَةَ الاَْعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ، يا مَنْ اَنْزَلَ الْعَذابَ عَلى قَوْمِ يُونُسَ وَهُوَ يُريدُ اَنْ يُعَذِّبَهُمْ فَدَعَوْهُ وَتَضَرَّعُوا اِلَيْهِ فَكَشَفَ عَنْهُمُ الْعَذابَ وَمَتَّعَهُمْ اِلى حين، قَدْ تَرى مَكاني، وَتَسْمَعُ دُعائي، وَتَعْلَمُ سِرّي وَعَلانِيَتي وَحالي، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاكْفِني ما اَهَمَّني مِنْ اَمْرِ ديني وَدُنْيايَ وَآخِرَتي .


ثمّ قل سبعين مرّة : يا سَيِّدي . ثمّ ارفع رأسك من السجّود وقل : يا رَبِّ اَسْاَلُكَ بَرَكةَ هذَا الْمَوْضِعِ وَبَرَكَةَ اَهْلِهِ،وَاَسْاَلُكَ اَنْ تَرْزُقَني مِنْ رِزْقِكَ رِزْقاً حَلالاً طَيِّباً تَسُوقُهُ اِلَيَّ بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ، وَاَنَا خائِضٌ في عافِيَة، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .


أقول : قد ورد في كتاب المزار القديم في الدعاء في هذا المقام بعد كلمة يا كَريمُ يا كَريمُ يا كَريمُ وقبل السّجود دعاء اَللّـهُمَّ يا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَكارِهِ، وهو دعاء مِن أدعية الصحيفة السّجادية وقد أودعناه الباب الاول، ثمّ قال صاحب المزار ثمّ قل : اَللّـهُمَّ اِنَّكَ تَعْلَمُ وَلا اَعْلَمُ، وَتَقْدِرُ وَلا اَقْدِرُ، وَاَنْتَ عَلاّمُ الْغُيُوبِ، صَلِّ اللّـهُمَّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاغْفِرْ لي وَارْحَمْني وَتَجاوَزْ عَنّي وَتَصَدَّقْ عَلَيَّ ما اَنْتَ اَهْلُهُ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، ثمّ اسجد وقل : يا مَنْ يَقْدِرُ عَلى حِوائِجَ السّائِلينَ الخ، واعلم ايضاً انّ ما وردت من الرّوايات في فضل الاسطوانة السّابعة عديدة، وقد روى الكليني بسند معتبر انّه كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يصلّي الى الاسطوانة السّابعة وبينه وبين السّابعة ممرّ عنز، وفي رواية معتبرة اُخرى انّه ينزل في كلّ ليلة ستّون ألف ملكاً فتصلّي عند الاسطوانة السّابعة فلا تعود منهم ملك الى يوم القيامة، وفي حديث معتبر عن الصّادق (عليه السلام) انّ الاسطوانة السّابعة هي مقام ابراهيم (عليه السلام)، وروى الكليني ايضاً في الكافي بسند صحيح عن أبي اسماعيل السّراج قال : قال معاوية بن وهب وأخذ بيدي وقال : قال لي أبو حمزة الثّمالي وأخذ بيدي، وقال : قال لي أصبغ بن نباتة وأخذ بيدي فأراني الاسطوانة السّابعة فقال : هذا مقام امير المؤمنين (عليه السلام) . قال : وكان الحسن (عليه السلام) يصلّي عند الاسطوانة الخامسة فاذا غاب امير المؤمنين (عليه السلام) صلّى فيها الحسن (عليه السلام) وهي من باب كندة، وبالاجمال فالرّوايات في فضلها جمّة ونحن نبغي الاختصار .


أعمال الاُسطُوانة الخامِسَة


اعلم انّ من المقامات ذوات المزيّة في جامع الكوفة الاسطوانة الخامسة ينبغي أن يُصلّى عندها وتطلب المسألات، ففي رواية معتبرة انّها بقعة صلّى فيها ابراهيم خليل الرّحمن، ولا ينافى هذا ما في سائر الرّوايات فلعلّه (عليه السلام)كان قد صلّى في مختلف هذه المواضع الواردة في مختلف الرّوايات، وفي رواية مُعتبرة عن الصّادق (عليه السلام) قال : الاسطوانة الخامسة هي مقامُ جبرئيل (عليه السلام)، ويظهر من الرّواية السّالفة انّها مقام الحسن (عليه السلام)، وبالاجمال انّ ما يظهر منَ الرّوايات هُو انّ عند الاسطوانة السّابعة والاسطوانة الخامسة اشرف المقامات في الجامع، وقالَ السّيد ابن طاووس ثمّ تُصلّي عند الاسطوانة الخامِسة ركعتين تقرأ فيهما الحمد وما شئت من السّور فاذا سلّمت وسبّحت فقُل :
اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ بِجَميعِ اَسْمائِكَ كُلِّها ما عَلِمْنا مِنْها وَما لا نَعْلَمُ، وَاَسْاَلُكَ بِاِسْمِكَ الْعَظيمِ الاَْعْظَمِ الْكَبيرِ الاَْكْبَرِ الَّذي مَنْ دَعاكَ بِهِ اَجَبْتَهُ، وَمَنْ سَأَلَكَ بِهِ اَعْطَيْتَهُ، وَمَنِ اسْتَنْصَرَكَ بِهِ نَصَرْتَهُ، وَمَنِ اسْتَغْفَرَكَ بِهِ غَفَرْتَ لَهُ، وَمَنِ اسْتَعانَكَ بِهِ اَعَنْتَهُ، وَمَنِ اسْتَرْزَقَكَ بِهِ رَزَقْتَهُ، وَمَنِ اسْتَغاثَكَ بِهِ اَغَثْتَهُ، وَمَنِ اسْتَرْحَمَكَ َ بِهِ رَحِمْتَهُ، وَمَنِ اسْتَجارَكَ بِهِ اَجَرْتَهُ، وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْكَ بِهِ كَفَيْتَهُ، وَمَنِ اسْتَعْصَمَكَ بِهِ عَصَمْتَهُ، وَمَنِ اسْتَنْقَذَكَ بِهِ مِنَ النّارِ اَنْقَذْتَهُ، وَمَنِ اسْتَعْطَفَكَ بِهِ تَعَطَّفْتَ، لَهُ وَمَنْ اَمَّلَكَ بِهِ اَعْطَيْتَهُ، الَّذِي اتَّخَذْتَ بِهِ آدَمَ صَفِيّاً، وَنُوحاً نَجِيّاً، وَاِبْراهيمَ خَليلاً، وَمُوسى كَليماً، وَعيسى رُوحاً، وَمُحَمَّداً حَبيباً، وَعَلِيّاً وَصِيّاً، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ اَنْ تَقْضِيَ لي حَوآئِجي، وَتَعْفُوَ عَمّا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبي، وَتَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِما اَنْتَ اَهْلُهُ وَلِجَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ لِلدُّنْيا وَالاْخِرَةِ، يا مُفَرِّجَ هَمِّ الْمَهْمُومينَ وَيا غِياثَ الْمَلْهُوفينَ لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ سُبْحانَكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ .


أقول : روي عن الصّادق (عليه السلام) انّه قال لبعض أصحابه : صلّ عند الاسطوانة الخامسة ركعتين فانّه مُصلّى ابراهيم (عليه السلام)وقل : اَلسَّلامُ عَلى اَبينا آدَمَ وَاُمِّنا حَوّاءَ الخ، بما يقرب ممّا قد قلته عند الاسطوانة السّابعة وأنت مستقبل القبلة .

 
عمل الاُسطُوانة الثّالِثَة مَقام الامام زينِ العابدين (عليه السلام)


ثمّ امض الى دكّة زين العابدين (عليه السلام) وهي عند الاسطوانة الثّامنة ممّا يلي باب كندة .


أقول : يُحاذي هذا المقام من ناحية القبلة دكّة باب امير المؤمنين (عليه السلام) ومن الغرب باب كندة وهو مسدود الان، وقيل ينبغي أن يتأخّر المُصلّي قدر خمسة أذرع عن الاسطوانة لانّ الدّكة انّما كانت هُنالك وبالجملة فتصلّى عليها ركعتين تقرأ فيهما الحمد وما أردت مِن السّور فاذا سلّمت وسبَّحت فَقُل :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ اَللّـهُمَّ اِنَّ ذُنُوبي قَدْ كَثُرَتْ وَلَمْ يَبْقَ لَها اِلاّ رَجاءُ عَفْوِكَ، وَقَدْ قَدَّمْتُ آلَةَ الْحِرْمانِ اِلَيْكَ فَأنا اَسْاَلُكَ اللّهُمَّ ما لا اَسْتَوْجِبُهُ، وَاطْلُبُ مِنْكَ ما لا اَسْتَحِقُّهُ، اَللّـهُمَّ اِنْ تُعَذِّبْني فَبِذُنوُبي وَلَمْ تَظْلِمْني شَيْئاً، وَاِنْ تَغْفِرْ لي فَخَيْرُ راحِم اَنْتَ يا سَيِّدي، اَللّـهُمَّ اَنْتَ اَنْتَ وَأنَا أنَا، اَنْتَ الْعَوّادُ بِالْمِغْفِرَةِ وَاَنَا الْعَوّادُ بِالذُّنُوبِ، وَاَنْتَ الْمُتَفَضِّلُ بِالْحِلْمِ وَاَنَا الْعَوّادُ بِالْجَهْلِ، اَللّـهُمَّ فَاِنّي اَسْاَلُكَ يا كَنْزَ الضُّعَفاءِ، يا عَظيمَ الرَّجاءِ، يا مُنْقِذَ الْغَرْقى، يا مُنْجِيَ الْهَلْكى يا مُميتَ الاَْحْياءِ، يا مُحْيِىَ الْمَوْتى، اَنْتَ اللهُ الَّذي لا اِلـهَ اِلاّ اَنْتَ، اَنْتَ الَّذي سَجَدَ لَكَ شُعاعُ الشَّمْسَ، وَنُورُ الْقَمَرِ، وَظُلْمَةُ اللَّيْلِ، وَضَوْءُ، النَّهارِ وَخَفَقانُ الطَّيْرِ، فَأَسْأَلُكَ اللّهُمَّ يا عَظيمُ بِحَقِّكَ يا كَريمُ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الصّادِقينَ، وَبِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِهِ الصّادِقينَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلى عَلِيٍّ وَبِحَقِّ عَلِيٍّ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلى فاطِمَةَ وَبِحَقِّ فاطِمَةَ عَلَيْكَ ،وَبِحَقِّكَ عَلَى الْحَسَنِ وَبِحَقِّ الْحَسَنِ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّكَ عَلَى الْحُسَيْنِ وَبِحَقِّ الْحُسَيْنِ عَلَيْكَ، فَاِنَّ حُقُوقَهُمْ مِنْ اَفْضَلِ اِنْعامِكَ عَلَيْهِمْ، وَبِالشَّأنِ الَّذي لَكَ عِنْدَهُمْ وَبِالشَّأنِ الَّذي لَهُمْ عِنْدَكَ، صَلِّ يا رَبِّ عَلَيْهِمْ صَلاةً دائِمَةً مُنْتَهى رِضاكَ، وَاغْفِرْ لي بِهِمْ الذُّنُوبَ الَّتي بَيْني وَبَيْنَكَ، وَاَتْمِمْ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ كَما اَتْمَمْتَها عَلى آبائي مِنْ قَبْلُ يا كهيعص، اَللّـهُمَّ كَما صَلَّيْتَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد فَاسْتَجِبْ لي دُعائي فيـما سَأَلْتُكَ .


ثمّ اسجد وضَع خدّك الايمن على الارضِ وقُل : يا سَيِّدي يا سَيِّدي يا سَيِّدي صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاغْفِرْ لي وَاغْفِرْ لي، وأكثر من قولك ذلكِ باكياً خاشعاً، ثمّ ضع الخدّ الايسر وقل مثل ذلك القول ثمّ ادعُ بما شئت .


أقول : ورد في بعض المجاميع الغير المعتبرة انّ في هذا المقام يؤدّى ما علّمه الصّادق (عليه السلام) بعض أصحابه والصّحيح انّ العمل لا يخصّ هذا المقام، وأمّا صفة العمل فعَنِ الصّادق (عليه السلام) انّه قال لبعض أصحابه : ألا تباكر لحاجة فتمرّ بجامع الكوفة الكبير ، قال : بلى ، قال : فَصَلِّ هنالك أربع ركعات ثمّ قُل :
اِلهي اِنْ كُنْتُ قَدْ عَصَيْتُكَ فَاِنّي قَدْ اَطَعْتُكَ في اَحَبِّ الاَْشْياءِ اِلَيْكَ لَمْ اَتَّخِذْ لَكَ وَلَداً وَلَمْ اَدْعُ لَكَ شَريكاً، وَقَدْ عَصيتُكَ في اَشْياء كَثيرَة عَلى غَيْرِ وَجْهِ الْمُكابَرَةَ لَكَ، وَلاَ الاْسْتِكْبارِ عَنْ عِبادَتِكَ، وَلاَ الْجُحُودِ لِرُبُوبِيَّتِكَ، وَلاَ الْخُرُوجِ عَنِ الْعُبُودِيَّةِ لَكَ، وَلكِنِ اتَّبَعْتُ هَوايَ وَازَلَّنِيَ الشَّيْطانُ بَعْدَ الْحُجَّةِ وَالْبَيانِ، فَاِنْ تُعَذِّبْني فَبِذُنُوبي، غَيْرَ ظالِم اَنْتَ لي، وَاِنْ تَعْفُ عَنّي وَتَرْحَمْني فَبِجُودِكَ وَكَرَمِكَ يا كَريمُ .


وتقول أيضاً :
غَدَوْتُ بِحَوْلِ اللهِ وَقُوَّتِهِ، غَدَوْتُ بِغَيْرِ حَوْل مِنّي وَلا قُوَّة وَلكِنْ بِحَوْلِ اللهِ وَقُوَّتِهِ، يا رَبِّ اَسْاَلُكَ بَرَكَةَ هذَا الْبَيْتِ وَبَرَكَةَ اَهْلِهِ، وَاَسْاَلُكَ اَنْ تَرْزُقَني رِزْقاً حَلالاً طَيِّباً تَسُوقُهُ اِلَيَّ بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ وَاَنَا خائِضٌ في عافِيَتِكَ .


والشّيخ الشّهيد ومحمّد ابن المشهدي قد أوردا هذا العمل لصحن المسجد بعدما ذكرا عمل الاسطوانة الرّابعة وقالا : يقرأ في ركعتين منها الحمد والتّوحيد وفي الاخريين الحمد والقدر ويسبّح بعد السّلام تسبيح الزّهراء (عليها السلام)، وفي رواية معتبرة عن أبي حمزة الثّمالي قال : قد كنت جالِساً يوماً في جامع الكوفة واذا أنا برجل يدخل من باب كندة هو أصبح النّاس وجهاً وأطيبهم طيباً وأنظفهم ثوباً قد تعمّم بعمامة وعليه رداء ودرّاعة يحتذي نعلين عربيين فخلع نعليه ووقف عند الاسطوانة السّادسة فرفع يديه الى حذاء اُذُنيه وكبّر تكبيرة قفّ لها كلّ شعرة في بدني، فصلّى أربع ركعات فأحسن ركوعها وسجودها ثمّ دعا بالدّعاء اِلهي اِنْ كُنْتُ قَدْ عَصَيْتُكَ حتى اذا بلغ يا كَريمُ سجد وكرّر قوله يا كَريمُ بقدر ما يفي به النّفس، ثمّ قال في سجوده : يا مَنْ يَقْدِرُ عَلى حَوائِجِ السّائِلينَ الى أن أتمّ السّبعين مرّة يا سيّدي، وقد مرّ الدّعاء في أعمال الاسطوانة السّابعة، فلما رفع رأسه من السّجود دقّقت فيه النّظر فاذا هو زين العابدين (عليه السلام) فقبّلت يديه وسألته ما أتى به هنا، فأجاب ما رأيتَ، أي الصّلاة في مسجد الكوفة، وعلى رواية رويناها في ذيل الزّيارة السّابعة للامير (عليه السلام) ثمّ سار (عليه السلام) بأبي حمزة الى زيارة الامير (عليه السلام) .

العودة

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>