الإمام في السجن
- روى الكليني : عن على بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل العلوي قال : حبس أبو محمد عند على بن نارمش وهو أنصب الناس وأشدهم على آل أبي طالب وقيل له : أفعل به وافعل فما أقام عنده إلا يوما حتى وضع خديه له وكان لا يرفع بصره إليه إجلالا وإعظاما فخرج من عنده وهو أحسن الناس بصيرة وأحسنهم فيه قولا .

- قال المفيد : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد ، عن محمد بن يعقوب ، عن على بن محمد ، عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر قال : دخل العباسيون على صالح بن وصيف عندما حبس أبو محمد فقالوا له : ضيق عليه ولما توسع .

فقال لهم صالح : ما اصنع به وقد وكلت به رجلين شر من قدرت عليه فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام إلى أمر عظيم ، ثم أمر بإحضار الموكلين ، فقال لهما : ويحكما ما شأنكما في أمر هذا الرجل ؟ فقالا : ما نقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كله لا يتكلم ولا يتشاغل بغير العبادة فإذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا وداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا فلما سمع ذلك العباسيون انصرفوا خائبين .

- قال الطوسي : روى سعد بن عبد الله ، عن أبي هاشم الجعفري قال : كنت محبوسا مع أبي محمد في حبس المهتدي بن الواثق ، فقال لي : يا أبا هاشم إن هذا الطاغي أراد أن يعبث بالله في هذه الليلة وقد بتر الله عمره ، وجعله للقائم من بعده ولم يكن لي ولد وسأرزق ولدا . قال أبو هاشم : فلما أصبحنا شغب الأتراك على المهتدى فقتلوه ، وولى المعتمد مكانه وسلمنا الله تعالى .

- قال الطبرسي : حدثنا أحمد بن زياد الهمداني ، عن على بن إبراهيم بن هاشم قال : حدثني أبو هاشم [ الجعفري ] داود بن القاسم قال : كنت في الحبس المعروف بحبس صالح بن وصيف الأحمر أنا والحسن بن محمد العقيقي ومحمد بن إبراهيم العمرى وفلان وفلان إذ دخل علينا أبو محمد الحسن وأخوه جعفر فحففنا له ، وكان المتولي لحبسه صالح بن وصيف .

وكان معنا في الحبس رجل جمحي يقال : أنه علوي ، قال : فالتفت أبو محمد فقال : لولا أن فيكم من ليس منكم لأعلمتكم متى يفرج عنكم وأومأ إلى الجمحي أن يخرج فخرج فقال : أبو محمد هذا ليس منكم فاحذروه ، فان في ثيابه قصة قد كتبها إلى السلطان يخبره بما تقولون فيه ، فقام بعضهم إليه ففتش ثيابه فوجد فيها القصة يذكرنا فيها بكل عظيمة .

وكان الحسن يصوم النهار ، فإذا أفطر أكلنا معه من طعام كان يحمله مولاه إليه في جونة مختومة ، وكنت أصوم معه ، فلما كان ذات يوم ضعفت فأفطرت في بيت آخر على كعكة ، فما شعر بي والله أحد ، ثم جئت فجلست معه فقال لغلامه : أطعم أبا هاشم شيئا فإنه مفطر .

فتبسمت فقال : ما يضحكك إذا أردت القوة فكل اللحم فإن الكعك لا قوة فيه .

فقلت : صدق الله ورسوله وأنتم ، فأكلت فقال لي : أفطر ثلاثا ، فإن المنة لا ترجع إذا أنهكها الصوم في أقل من ثلاث .

فلما كان في اليوم الذي أراد الله أن يفرج عنه جاءه الغلام فقال : يا سيدي أحمل فطورك ؟ فقال : أحمل وما أحسبنا نأكل منه .

فحمل الطعام الظهر ، وأطلق عنه عند العصر وهو صائم ، فقال : كلوا هناكم الله .

- روى المسعودي : عن على بن محمد بن زياد الصيمري ، عن المحمودي قال : رأيت خط أبي محمد لما أخرج من حبس المعتمد : ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>