دعاؤه بعد الطعام وفيه من تعداد نعم الله تعالى العظام بأوجز عبارة ما يقصر عنه البيان

روى الكليني في الكافي بسنده عن الصادق كان أبي يقول : " الحمد لله الذي أشبعنا في جائعين وأروانا في ظامين وآوانا في ضاحين وحملنا في راجلين وآمننا في خائفين وأخدمنا في عانين " .

وروى هذا الدعاء أبو حمزة الثمالي عن الامام أبي جعفر الباقر ، وكان يسميه ( بالجامع ) وقد جاء فيه بعد البسملة " أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، آمنت بالله وبجميع رسل الله وبجميع ما نزل به رسل الله ، وإن وعد الله حق ، ولقاءه حق ، وصدق الله ، وبلغ المرسلون ، والحمد لله رب العالمين ، وسبحان الله كلما سبح الله شئ ، وكما يحب الله أن يسبح ، والحمد لله كلما حمد الله شئ ، وكما يحب الله أن يحمد ، ولا إله إلا الله كلما هلل الله شئ ، وكما يحب الله أن يهلل ، والله أكبر كلما كبر الله شئ ، وكما يحب الله أن يكبر .

اللهم اني أسألك مفاتيح الخير ، وخواتمه ، وشرايعه وسوابقه ، وفوائده وبركاته ، وما بلغ علمه علي ، وما قصر عن احصائه حفظي ، اللهم أنهج لي أسباب معرفته ، وافتح لي أبوابه ، وغشني بركات رحمتك ، ومن على بعصمة من الشيطان الرجيم وما يريدني عن الإزالة عن دينك ، وطهر قلبي من الشك ، ولا تشغل قلبي بدنياي ، وعاجل معاشي عن أجل ثواب آخرتي واشغل قلبي بحفظ ما لا تقبل مني جهله ، وذلل لكل خير لساني ، وطهر قلبي من الرياء ، ولا تجره في مفاصلي ، واجعل عملي خالصا لك .

اللهم إني أعوذ بك من الشر وأنواع الفواحش كلها ظاهرها وباطنها وغفلاتها وجميع ما يريدني به السلطان العنيد مما أحطت بعلمه وأنت القادر على صرفه عني .

اللهم إني أعوذ بك من طوارق الجن والانس وزوابعهم وتوابعهم ، وبوائقهم ، ومكايدهم ، ومشاهد الفسقة من الجن والأنس وأن أستزل عن ديني فتفسد على آخرتي ، ويكون ذلك منهم ضررا على في معاشي ، أو بعرض بلاء يصيبني منهم لا قوة لي عليه ، ولا صبر لي على احتماله ، فلا تبتلني يا الهي بمقاساته فيمنعني ذلك من ذكرك : ويشغلني عن عبادتك ، أنت العاصم المانع ، والدافع الواقي من ذلك كله ، وأسألك اللهم الرفاهية في معيشتي ما أبقيتني في معيشة أقوى بها على طاعتك ، وأبلغ بها رضوانك ، وأصير بها منك إلى دار الحيوان غدا ، ولا ترزقني رزقا يطغيني ، ولا تبتلني بفقر أشقى به مضيقا علي ، أعطني حظا وافرا في آخرتي ، ومعاشا واسعا هنيئا مريئا في دنياي ، ولا تجعل الدنيا على سجنا ، ولا تجعل فراقها على حزنا ، أخرجني من فتنها مرضيا عني ، واجعل عملي فيها مقبولا ، وسعيي فيها مشكورا .

اللهم من أرادني بسوء فأرده بمثله ومن كادني فيها فكده ، واصرف عني هم من ادخل على همه ، وامكر بمن مكر بي فإنك خير الماكرين ، وافقأ عني عيون الكفرة والظلمة ، والطغاة الحسدة ، اللهم وانزل على منك السكينة والوقار ، وألبسني درعك الحصينة ، واحفظني بسترك الواقي ، واجعلني في عافيتك النافعة ، وصدق قولي وفعالي ، وبارك لي في ولدي وأهلي ، ومالي ، وما قدمت وأخرت ، وما أغفلت ، وما تعمدت ، وما توانيت ، وما أسررت ، فاغفر لي برحتمك يا أرحم الراحمين " .

ويكشف هذا الدعاء عن مدى انقطاع الإمام إلى الله ، وشدة اتصاله به ، فقد ألجأ جميع أموره إليه ، واستعاذ به من فتن الدنيا ، وغرورها ، خوفا ان تصده عن ذكره تعالى .

روى الربيع عن عبد الله بن عبد الرحمن عن الامام أبي جعفر الباقر : انه قال له : " إلا أعلمك دعاء لا ندعو به نحن أهل البيت [ إلا ] إذا اكربنا أمر ، وتخوفنا من شر السلطان إلا قبل لنا به ؟ " .

" بلى بأبي أنت وأمي " .

" قل : يا كائن قبل كل شئ ، ويا مكون كل شئ ، ويا باقي بعد كل شئ صل على محمد وأهل بيته ، ثم تذكر حاجتك " .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>