ثلاث البدر التي أخرجت لكميت ولم يكن في البيت شيء

- بصائر الدرجات : أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، قال : سمعت أبا جعفر يقول : إن بالمدينة رجلا قد أتى المكان الذي به ابن آدم فرآه معقولا ، معه عشرة موكلين به ، يستقبلون به الشمس حيث ما دارت في الصيف ، يوقدون حوله النار ، فإذا كان الشتاء صبوا عليه الماء البارد كلما هلك رجل من العشرة أقام أهل القرية رجلا فيجعلونه مكانه ، فقال : يا عبد الله ما قصتك ؟ ولأي شئ ابتليت بهذا ؟ فقال : لقد سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك ، إنك لأحمق الناس ، أو أكيس الناس ، قال : فقلت لأبي جعفر : أيعذب في الآخرة ؟ قال : فقال : ويجمع الله عليه عذاب الدنيا وعذاب الآخرة .

بيان : حكمه بأحد الامرين لان السؤال عن غرائب الأمور قد يكون لغاية الكياسة ، وقد يكون لنهاية الحماقة .

- الاختصاص : الحجال ، عن اللؤلؤي ، عن ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن سدير قال : قال أبو جعفر : يا أبا الفضل إني لأعرف رجلا من أهل المدينة أخذ قبل مطلع الشمس وقبل مغربها إلى البقية الذين قال الله " ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون " لمشاجرة كانت فيما بينهم فأصلح فيما بينهم و رجع ولم يقعد ، فمر بنطفكم فشرب منه ومر على بابك فدق عليك حلقة بابك ثم رجع إلى منزله ولم يقعد .

- الاختصاص * بصائر الدرجات : علي بن إسماعيل ، عن محمد بن عمرو الزيات ، عن أبيه عن ابن مسكان ، عن سدير الصيرفي قال : سمعت أبا جعفر يقول : إني لا عرف رجلا من أهل المدينة أخذ قبل انطباق الأرض إلى الفئة التي قال الله في كتابه " ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون " لمشاجرة كانت فيما بينهم ، وأصلح بينهم ، ورجع ولم يقعد ، فمر بنطفكم فشرب منها يعني الفرات ، ثم مر عليك يا أبا الفضل يقرع عليك بابك ، ومر برجل عليه مسوح معقل به عشرة موكلون ، يستقبل في الصيف عين الشمس ، ويوقد حوله النيران ، ويدورون به حذاء الشمس حيث دارت ، كلما مات من العشرة واحد أضاف إليه أهل القرية واحدا الناس يموتون والعشرة لا ينقصون ، فمر به رجل فقال : ما قصتك ؟ قال له الرجل : إن كنت عالما فما أعرفك بأمري ، ويقال : إنه ابن آدم القاتل . وقال محمد بن مسلم وكان الرجل محمد بن علي .

بيان : قبل انطباق الأرض : أي عند انطباق بعض طبقات الأرض على بعض ليسرع السير أو نحو انطباقها أو بسبب ذلك وقال الفيروزآبادي : النطفة بالضم الماء الصافي قل أو كثر والجمع نطاف ونطف ، والنطفتان في الحديث بحر المشرق والمغرب أو ماء الفرات وماء بحر جدة أو بحر الروم أو بحر الصين انتهى والمسح بكسر الميم البلاس والجمع المسوح .

- الاختصاص * بصائر الدرجات : محمد بن الحسين ، عن البزنطي ، عن عبد الكريم ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر قال : جاء أعرابي حتى قام على باب المسجد فتوسم فرأى أبا جعفر ، فعقل ناقته ودخل وجثى على ركبتيه وعليه شملة ، فقال أبو جعفر : من أين جئت يا أعرابي ؟ قال : جئت من أقصى البلدان قال أبو جعفر : البلدان أوسع من ذاك ، فمن أين جئت ؟ قال : جئت من الأحقاف أحقاف عاد ، قال : نعم فرأيت ثمة سدرة إذا مر التجار بها استظلوا بفيئها ؟ قال : وما علمك جعلني الله فداك ؟ قال : هو عندنا في كتاب وأي شئ رأيت أيضا ؟ قال : رأيت واديا مظلما فيه الهام والبوم لا يبصر قعره ، قال : وتدري ما ذاك الوادي قال : لا والله ما أدري ، قال : ذاك برهوت فيه نسمة كل كافر ، ثم قال : أين بلغت ؟ قال : فقطع بالأعرابي ، فقال : بلغت قوما جلوسا في مجالسهم ، ليس لهم طعام ولا شراب ، إلا ألبان أغنامهم فهي طعامهم وشرابهم ، ثم نظر إلى السماء فقال : اللهم العنه ، فقال له جلساؤه : من هو جعلنا فداك ؟ قال : هو قابيل يعذب بحر الشمس وزمهرير البرد ، ثم جاءه رجل آخر ، فقال له : رأيت جعفرا ؟ فقال الأعرابي : ومن جعفر هذا الذي يسأل عنه ؟ قالوا : ابنه قال : سبحان الله وما أعجب هذا الرجل يخبرنا عن خبر السماء ولا يدري أين ابنه ! ؟ بيان : البلدان أوسع من ذاك : أي هي أكثر من أن تأتي من أقصاه أو من أن يعين ويعرف بذلك ، والهام طائر من طير الليل وهو الصدى ، قوله : فيه نسمة كل كافر أي يعذب فيها أرواحهم وسيأتي بيانها في كتاب الجنائز ، وقوله : فقطع الأعرابي على المجهول أي بهت وسكت ، أو بالمعلوم أي قطع عليه السلام كلامه وعلى التقديرين فاعل قال بعد ذلك هو أبو جعفر عليه السلام وبلغت بصيغة الخطاب وإنما سأل عن هذا القوم ليبين أن ابن آدم يعذب في قريتهم ، ولذا قال بعد ذلك : اللهم العنه .

- الخرائج : روي عن أبي بصير قال : دخلت المسجد مع أبي جعفر والناس يدخلون ويخرجون فقال لي : سل الناس هل يرونني ؟ فكل من لقيته قلت له : أرأيت أبا جعفر ؟ يقول : لا ، وهو واقف حتى دخل أبو هارون المكفوف ، قال : سل هذا ، فقلت : هل رأيت أبا جعفر ؟ فقال : أليس هو بقائم ، قال : وما علمك ؟ قال : وكيف لا أعلم وهو نور ساطع ، قال : وسمعت يقول لرجل من أهل الإفريقية : ما حال راشد ؟ قال : خلفته حيا صالحا يقرئك السلام قال : رحمه الله قال : مات ؟ قال : نعم قال : متى ؟ قال : بعد خروجك بيومين ، قال : والله ما مرض ولا كان به علة ! قال : وإنما يموت من يموت من مرض وعلة ، قلت : من الرجل ؟ قال : رجل لنا موال ولنا محب ثم قال : أترون أن ليس لنا معكم أعين ناظرة ، وأسماع سامعة ، بئس ما رأيتم ، والله لا يخفى علينا شئ من أعمالكم ، فاحضرونا جميعا و عودوا أنفسكم الخير ، وكونوا من أهله تعرفوا فإني بهذا آمر ولدي وشيعتي .

بيان : فاحضرونا جميعا أي اعلموا أنا جميعا حاضرون عندكم بالعلم أو أحضروا لدينا فعلى الأول على صيغة الأفعال وعلى الثاني على بناء المجرد .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>