في قول أبي بصير له ما أكثر الحجيج وأعظم الضجيج

- مناقب ابن شهرآشوب : قال أبو بصير للباقر : ما أكثر الحجيج وأعظم الضجيج ! فقال : بل ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج ، أتحب أن تعلم صدق ما أقوله ، وتراه عيانا ؟ فمسح يده على عينيه ودعا بدعوات فعاد بصيرا فقال : انظر يا أبا بصير إلى الحجيج قال : فنظرت فإذا أكثر الناس قردة وخنازير ، والمؤمن بينهم مثل الكوكب اللامع في الظلماء فقال أبو بصير : صدقت يا مولاي ما أقل الحجيج وأكثر الضجيج ؟ ثم دعا بدعوات فعاد ضريرا ، فقال أبو بصير في ذلك ، فقال : ما بخلنا عليك يا أبا بصير ، وإن كان الله تعالى ما ظلمك ، وإنما خار لك ، وخشينا فتنة الناس بنا وأن يجهلوا فضل الله علينا ، ويجعلونا أربابا من دون الله ، ونحن له عبيد ، لا نستكبر عن عبادته ، ولا نسأم من طاعته ، ونحن له مسلمون .

أبو عروة : دخلت مع أبي بصير إلى منزل أبي جعفر وأبي عبد الله فقال لي : أترى في البيت كوة قريبة ؟ قلت نعم وما علمك بها ، قال أرانيها أبو جعفر .

حلية الأولياء بالاسناد قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين وسمع عصافير يصحن قال : تدري يا أبا حمزة ما يقلن ؟ قلت : لا قال : يسبحن ربي عز وجل ، ويسألن قوت يومهن .

جابر بن يزيد الجعفي قال : مررت بمجلس عبد الله بن الحسن فقال : بماذا فضلني محمد بن علي ؟ ثم أتيت إلى أبي جعفر فلما بصر بي ضحك إلي ثم قال : يا جابر اقعد فإن أول داخل يدخل عليك في هذا الباب عبد الله بن الحسن فجعلت أرمق ببصري نحو الباب وأنا مصدق لما قال سيدي إذ أقبل يسحب أذياله فقال له : يا عبد الله أنت الذي تقول : بماذا فضلني محمد بن علي إن محمدا وعليا ولداه ، وقد ولداني ؟ ثم قال يا جابر احفر حفيرة واملأها حطبا جزلا ، و أضرمها نارا ، قال جابر : ففعلت فلما أن رأى النار قد صارت جمرا أقبل عليه بوجهه فقال : إن كنت حيث ترى فأدخلها لن تضرك ، فقطع بالرجل فتبسم في وجهي ثم قال : يا جابر " فبهت الذي كفر " .

بيان : رمقه : لحظه لحظا خفيفا ، وسحبه كمنعه جره على وجه الأرض و الجزل الحطب اليابس ، أو الغليظ العظيم منه ، والكثير من الشئ ، وقوله : فقطع بالرجل على بناء المجهول أي انقطعت حجته ، وبهت على المجهول أي انقطع و تحير وعجز عن الجواب .

- مناقب ابن شهرآشوب : الثعلبي في نزهة القلوب روي عن الباقر أنه قال : أشخصني هشام بن عبد الملك ، فدخلت عليه وبنو أمية حوله ، فقال لي : ادن يا ترابي فقلت : من التراب خلقنا ، وإليه نصير ، فلم يزل يدنيني حتى أجلسني معه ، ثم قال : أنت أبو جعفر الذي تقتل بني أمية ؟ فقلت : لا قال : فمن ذاك ؟ فقلت : ابن عمنا أبو العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ، فنظر إلي وقال : والله ما جربت عليك كذبا ، ثم قال : ومتى ذاك ؟ قلت : عن سنيات ، والله ما هي ببعيدة .

الخبر جابر الجعفي مرفوعا : لا يزال سلطان بني أمية ، حتى يسقط حائط مسجدنا هذا ، يعني مسجد الجعفي فكان كما أخبر .

قال الكميت الأسدي : دخلت إليه وعنده رجل من بني مخزوم ، فأنشدته شعري فيهم فكلما أنشدته قصيدة قال : يا غلام بدرة . فما خرجت من البيت حتى أخرج خمسين ألف درهم فقلت : والله إني ما قلت فيكم لعرض الدنيا وأبيت ، فقال يا غلام أعد هذا المال في مكانه ، فلما حمل قال له المخزومي : سألتك بالله عشرة آلاف درهم ، فقلت ليست عندي ، وأعطيت الكميت خمسين ألف درهم ! وإني لأعلم أنك الصادق البار ؟ قال له : قم وادخل فخذ ، فدخل المخزومي فلم يجد شيئا فهذا دليل على أن الكنوز مغطية لهم .

معتب قال : توجهت مع أبي عبد الله عليه السلام إلى ضيعته ، فلما دخلها صلى ركعتين ثم قال : إني صليت مع أبي الفجر ذات يوم فجلس أبي يسبح الله فبينما هو يسبح إذ أقبل شيخ طوال أبيض الرأس واللحية ، فسلم على أبي ، وإذا شاب مقبل في إثره فجاء إلى الشيخ ، وسلم على أبي ، وأخذ بيد الشيخ ، وقال : قم فإنك لم تؤمر بهذا ، فلما ذهبا من عند أبي ، قلت : يا أبي من هذا الشيخ ؟ وهذا الشاب ؟ فقال : هذا والله ملك الموت ، وهذا جبرئيل .

جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال : إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان ، وبحقيقة النفاق ، قال : جرى عند أبي عبد الله عليه السلام ذكر عمر بن سجنة الكندي فزكوه ، فقال : ما أرى لكم علما بالناس ، إني لاكتفي من الرجل بلحظة ، إن ذا من أخبث الناس ، قال : وكان عمر بعد ما يدع محرما لله لا يركبه .

عمر بن حنظلة سألت أبا جعفر أن يعلمني الاسم الأعظم فقال : ادخل البيت فوضع أبو جعفر بيده على الأرض فأظلم البيت وارتعدت فرائصي فقال : ما تقول ؟ أعلمك ؟ قلت : لا ، فرفع يده ، فرجع البيت كما كان . ويروى أن زيد بن علي لما عزم على البيعة قال له أبو جعفر : يا زيد إن مثل القائم من أهل هذا البيت قبل قيام مهديهم ، مثل فرخ نهض من عشه من غير أن يستوي جناحاه ، فإذا فعل ذلك سقط ، فأخذه الصبيان يتلاعبون به ، فاتق الله في نفسك أن تكون المصلوب غدا بالكناسة ، فكان كما قال .

عبد الله بن طلحة عن أبي عبد الله في خبر : إن أبي كان قاعدا في الحجر ومعه رجل يحدثه ، فإذا هو بوزغ يولول بلسانه ، فقال أبي للرجل : أتدري ما يقول هذا الوزغ ؟ فقال الرجل : لا علم لي بما يقول قال : فإنه يقول : والله لئن ذكرت الثالث لأسبن عليا حتى تقوم من ههنا .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>