قصة عمرو بن عبيد وطاووس اليماني

- مناقب ابن شهرآشوب الإرشاد الإحتجاج : روي أن عمرو بن عبيد البصري وفد على محمد بن علي الباقر لامتحانه بالسؤال عنه فقال له : جعلت فداك ما معنى قوله تعالى " أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما " ما هذا الرتق والفتق ؟ فقال أبو جعفر : كانت السماء رتقا لا تنزل القطر ، وكانت الأرض رتقا لا تخرج النبات ففتق الله السماء بالقطر ، وفتق الأرض بالنبات ، فانطلق عمرو ، ولم يجد اعتراضا ومضى ، ثم عاد إليه فقال : أخبرني جعلت فداك عن قوله تعالى " ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى "  ما غضب الله ؟ فقال له أبو جعفر : غضب الله تعالى عقابه ، يا عمرو من ظن أن الله يغيره شئ فقد كفر .

- قصص الأنبياء : بالاسناد عن الصدوق ، عن ابن المتوكل ، عن الأسدي ، عن النخعي عن النوفلي ، عن علي بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : كان أبو جعفر الباقر جالسا في الحرم وحوله عصابة من أوليائه ، إذ أقبل طاووس اليماني في جماعة فقال : من صاحب الحلقة ؟ قيل : محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال : إياه أردت ، فوقف عليه وسلم وجلس ثم قال : أتأذن لي في السؤال ؟ فقال الباقر : قد أذناك فسل قال : أخبرني بيوم هلك ثلث الناس ؟ فقال : وهمت يا شيخ ، أردت أن تقول ربع الناس وذلك يوم قتل هابيل ، كانوا أربعة : قابيل و هابيل وآدم وحوا فهلك ربعهم فقال : أصبت ووهمت أنا فأيهما كان الأب للناس القاتل أو المقتول ؟ قال : لا واحد منهما ، بل أبوهم شيث بن آدم

- مناقب ابن شهرآشوب : قال الأبرش الكلبي لهشام مشيرا إلى الباقر : من هذا الذي احتوشته أهل العراق يسألونه ؟ قال : هذا نبي الكوفة ، وهو يزعم أنه ابن رسول الله ، وباقر العلم ، ومفسر القرآن ، فاسأله مسألة لا يعرفها ، فأتاه وقال : يا ابن علي قرأت التوراة والإنجيل ، والزبور والفرقان ؟ قال : نعم قال : فإني أسألك عن مسائل ؟ قال : سل فإن كنت مسترشدا فستنتفع بما تسأل عنه ، وإن كنت متعنتا فتضل بما تسأل عنه قال : كم الفترة التي كانت بين محمد وعيسى ؟ قال : أما في قولنا فسبع مائة سنة ، وأما في قولك فستمائة سنة ، قال : فأخبرني عن قوله تعالى " يوم تبدل الأرض غير الأرض " ما الذي يأكل الناس ويشربون إلى أن يفصل بينهم يوم القيامة ؟ قال : يحشر الناس على مثل قرصة النقي ، فيها أنهار متفجرة يأكلون ويشربون ، حتى يفرغ من الحساب ، فقال هشام : قل له : ما أشغلهم عن الأكل والشرب يومئذ ؟ قال : هم في النار أشغل ، ولم يشتغلوا عن أن قالوا " أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله " قال : فنهض الأبرش ، وهو يقول : أنت ابن بنت رسول الله حقا ، ثم صار إلى هشام قال : دعونا منكم يا بني أمية فان هذا أعلم أهل الأرض بما في السماء والأرض ، فهذا ولد رسول الله .

وقد روى الكليني هذه الحكاية عن نافع غلام ابن عمر ، وزاد فيه أنه قال له الباقر : ما تقول في أصحاب النهروان ؟ فان قلت إن أمير المؤمنين قتلهم بحق قد ارتددت وإن قلت إنه قتلهم باطلا فقد كفرت قال : فولى من عنده وهو يقول : أنت والله أعلم الناس حقا فأتى هشاما الخبر .

أبو القاسم الطبري الألكاني في شرح حجج أهل السنة : إنه قال أبو حنيفة لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين : أجلس ؟ وأبو جعفر قاعد في المسجد ، فقال أبو جعفر : أنت رجل مشهور ولا أحب أن تجلس إلي قال : فلم يلتفت إلى أبي جعفر وجلس فقال لأبي جعفر : أنت الامام ؟ قال : لا قال : فان قوما بالكوفة يزعمون أنك إمام قال : فما أصنع بهم ؟ قال : تكتب إليهم تخبرهم قال : لا يطيعوني إنما نستدل على من غاب عنا بمن حضرنا ، قد أمرتك أن لا تجلس فلم تطعني ، وكذلك وكذلك لو كتبت إليهم ما أطاعوني ، فلم يقدر أبو حنيفة أن يدخل في الكلام .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>