فيما قاله لمحمد بن المنكدر في بعض نواحي المدينة في ساعة حارة

- الإرشاد : أبو محمد الحسن بن محمد ، عن جده ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، عن أبي عبد الله قال : إن محمد بن المنكدر كان يقول : ما كنت أرى أن مثل علي بن الحسين يدع خلفا لفضل علي بن الحسين حتى رأيت ابنه محمد بن علي ، فأردت أن أعظه فوعظني ، فقال له أصحابه : بأي شئ وعظك ؟ قال : خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة فلقيت محمد بن علي وكان رجلا بدينا وهو متك على غلامين له أسودين أو موليين ، فقلت في نفسي شيخ من شيوخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا ، اشهد لأعظنه فدنوت منه فسلمت عليه فسلم علي ببهر قد تصبب عرقا ، فقلت أصلحك الله شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا لو جاءك الموت وأنت على هذه الحال ، قال فخلى عن الغلامين من يده ، ثم تساند وقال : لو جاءني والله الموت وأنا في هذه الحال جاءني وأنا في طاعة من طاعات الله تعالى أكف بها نفسي عنك وعن الناس ، وإنما كنت أخاف الموت لو جاءني وأنا على معصية من معاصي الله ، فقلت : يرحمك الله أردت أن أعظك فوعظتني .

- الإرشاد : أبو محمد الحسن بن محمد ، عن جده ، عن أبي نصر ، عن محمد بن الحسين عن أسود بن عامر ، عن حبان بن علي ، عن الحسن بن كثير ، قال : شكوت إلى أبي جعفر محمد بن علي الحاجة وجفاء الاخوان فقال : بئس الأخ أخ يرعاك غنيا ويقطعك فقيرا ، ثم أمر غلامه فأخرج كيسا فيه سبعمائة درهم فقال : استنفق هذه فإذا نفدت فأعلمني .

بيان : حبان بكسر الحاء وتشديد الباء ، أقول : رواه في كتاب مطالب السؤول وكشف الغمة عن الأسود بن كثير .

- الإرشاد : روى محمد بن الحسين ، عن عبيد الله بن الزبير ، عن عمرو بن دينار وعبيد الله بن عبيد بن عمير أنهما قالا : ما لقينا أبا جعفر محمد بن علي إلا وحمل إلينا النفقة والصلة والكسوة ويقول : هذا معدة لكم قبل أن تلقوني .

- الإرشاد : روى أبو نعيم النخعي ، عن معاوية بن هشام ، عن سليمان بن قرم قال : كان أبو جعفر محمد بن علي يجيزنا بالخمسمائة إلى الستمائة إلى الألف درهم ، وكان لا يمل من صلة إخوانه وقاصديه ومؤمليه وراجيه .

- مناقب ابن شهرآشوب : عن سليمان ، إلى قوله إلى الألف درهم .

- الإرشاد : وروى عنه أنه سئل عن الحديث ترسله ولا تسنده ، فقال : إذا حدثت الحديث فلم أسنده فسندي فيه أبي عن جدي عن أبيه ، عن جده رسول الله عن جبرئيل ، عن الله عز وجل ، وكان يقول : بلية الناس علينا عظيمة إن دعوناهم لم يستجيبوا لنا ، وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا ، وكان يقول : ما ينقم الناس منا ؟ نحن أهل بيت الرحمة ، وشجرة النبوة ، ومعدن الحكمة ، وموضع الملائكة ، ومهبط الوحي .

بيان : ما ينقم الناس منا أي ما يكرهون ويعيبون منا .

- مناقب ابن شهرآشوب : مسند أبي حنيفة قال الراوي : ما سألت جابر الجعفي قط مسألة إلا أتاني فيها بحديث وكان جابر الجعفي إذا روى عنه قال : حدثني وصي الأوصياء ووارث علم الأنبياء .

أبو نعيم في الحلية أنه الحاضر الذاكر الخاشع الصابر أبو جعفر محمد بن علي الباقر .

وقالوا : الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم وكذلك السيد بن السيد بن السيد بن السيد محمد بن علي ابن الحسين بن علي .

وسأل رجل ابن عمر عن مسألة فلم يدر بما يجيبه فقال : اذهب إلى ذلك الغلام فسله وأعلمني بما يجيبك ، وأشار به إلى محمد بن علي الباقر ، فأتاه فسأله فأجابه فرجع إلى ابن عمر فأخبره ، فقال ابن عمر : إنهم أهل بيت مفهمون .

الجاحظ في كتاب البيان والتبيين قال : قد جمع محمد بن علي بن الحسين صلاح حال الدنيا بحذافيرها في كلمتين فقال : صلاح جميع المعايش والتعاشر ملء مكيال : ثلثان فطنة وثلث تغافل .

وقال له نصراني : أنت بقر ؟ قال : لا أنا باقر ، قال : أنت ابن الطباخة ؟ قال : ذاك حرفتها قال : أنت ابن السوداء الزنجية البذية ؟ قال : إن كنت صدقت غفر الله لها وإن كنت كذبت غفر الله لك ، قال فأسلم النصراني .

- مكارم الأخلاق : عن عبد الله بن عطا قال : دخلت على أبي جعفر فرأيته وفي منزله نضد وبسائط وأنماط ومرافق فقلت : ما هذا ؟ فقال متاع المرأة .

- كشف الغمة : عن أفلح مولى أبي جعفر قال : خرجت مع محمد بن علي حاجا ، فلما دخل المسجد نظر إلى البيت فبكى حتى علا صوته ، فقلت : بأبي أنت وأمي إن الناس ينظرون إليك فلو رفعت بصوتك قليلا ، فقال لي : ويحك يا أفلح ولم لا أبكي لعل الله تعالى أن ينظر إلي منه برحمة فأفوز بها عنده غدا ، قال : ثم طاف بالبيت ثم جاء حتى ركع عند المقام فرفع رأسه من سجوده فإذا موضع سجوده مبتل من كثرة دموع عينيه ، وكان إذا ضحك قال : اللهم لا تمقتني .

وروى عنه ولده جعفر قال : كان أبي يقول في جوف الليل في تضرعه : أمرتني فلم أئتمر ، ونهيتني فلم أنزجر ، فها أنا ذا عبدك بين يديك ولا أعتذر .

بيان : روي الخبران في الفصول المهمة  ومطالب السؤول وفيهما : لم لا أرفع صوتي بالبكاء .

- كشف الغمة : قال جعفر : فقد أبي بغلة له فقال : لئن ردها الله تعالى لأحمدنه بمحامد يرضاها ، فما لبث أن اتي بها بسرجها ولجامها ، فلما استوى عليها وضم إليه ثيابه رفع رأسه إلى السماء فقال : الحمد لله ، فلم يزد ، ثم قال : ما تركت ولا بقيت شيئا جعلت كل أنواع المحامد لله عز وجل ، فما من حمد إلا هو داخل فيما قلت .

وقالت سلمى مولاة أبي جعفر : كان يدخل عليه إخوانه فلا يخرجون من عنده حتى يطعمهم الطعام الطيب ويكسوهم الثياب الحسنة ويهب لهم الدراهم فأقول له في ذلك ليقل منه ، فيقول : يا سلمى ما حسنة الدنيا إلا صلة الاخوان والمعارف وكان يجيز بالخمسمائة والستمائة إلى الألف ، وكان لا يمل من مجالسته إخوانه وقال : اعرف المودة لك في قلب أخيك بما له في قلبك ، وكان لا يسمع من داره : يا سائل بورك فيك ولا : يا سائل خذ هذا ، وكان يقول : سموهم بأحسن أسمائهم .

- الكافي : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن ابن فضال ، عن عيسى بن هشام ، عن عبد الكريم بن عمرو ، عن الحكم بن محمد بن القاسم أنه سمع عبد الله بن عطا يقول : قال لي أبو جعفر قم فأسرج دابتين حمارا وبغلا فأسرجت حمارا وبغلا فقدمت إليه البغل ورأيت أنه أحبهما إليه ، فقال : من أمرك أن تقدم إلي هذا البغل ؟ قلت : اخترته لك قال : وأمرتك أنت تختار لي ؟ ! ثم قال : إن أحب المطايا إلي الحمر ، فقال فقدمت إليه الحمار وأمسكت له بالركاب فركب فقال : الحمد لله الذي هدانا بالاسلام ، وعلمنا القرآن ، ومن علينا بمحمد ، والحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ، وإنا إلى ربنا لمنقلبون ، والحمد لله رب العالمين ، وسار وسرت حتى إذا بلغنا موضعا آخر قلت له : الصلاة جعلت فداك فقال : هذا وادي النمل لا يصلى فيه ، حتى إذا بلغنا موضعا آخر قلت له مثل ذلك فقال : هذه الأرض مالحة لا يصلى فيها ، قال : حتى نزل هو من قبل نفسه ، فقال لي : صليت أو تصلي سبحتك ، قلت هذه صلاة يسميها أهل العراق الزوال ، فقال : أما هؤلاء الذين يصلون هم شيعة علي بن أبي طالب وهي صلاة الأوابين ، فصلى وصليت ، ثم أمسكت له بالركاب ، ثم قال : مثل ما قال في بدايته ، ثم قال : اللهم العن المرجئة فإنهم أعداؤنا في الدنيا والآخرة فقلت له ما ذكرك جعلت فداك المرجئة ؟ فقال : خطروا على بالي .

بيان : قوله : مقرنين أي مطيقين ، قوله : أو تصلي ، الترديد من الراوي والسبحة النافلة ، قوله : الزوال أي صلاة الزوال ، ولعله قال ذلك استخفافا فعظمها و بين فضلها ، أو المراد أن هذه صلاة يصليها أهل العراق قريبا من الزوال قبله يعني صلاة الضحى ، فالمراد بالجواب أن من يصليها بعد الزوال كما نقول ، فهم شيعة علي ، ولعل المراد بالمرجئة كل من أخر عليا من درجته إلى الرابع .

- رجال الكشي : حمدويه ، عن محمد بن عيسى ، عن ياسين الضرير ، عن حريز ، عن محمد بن مسلم ، قال : ما شجر في رأيي شئ قط إلا سألت عنه أبا جعفر حتى سألته عن ثلاثين ألف حديث ، وسألت أبا عبد الله عن ستة عشر ألف حديث  .

- الكافي : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن معاوية ابن ميسرة ، عن الحكم بن عتيبة قال : دخلت على أبي جعفر وهو في بيت منجد وعليه قميص رطب وملحفة مصبوغة قد أثر الصبغ على عاتقه ، فجعلت أنظر إلى البيت وأنظر في هيئته فقال لي : يا حكم وما تقول في هذا ؟ فقلت : ما عسيت أن أقول وأنا أراه عليك ، فأما عندنا فإنما يفعله الشاب المرهق ، فقال : يا حكم من حرم زينة الله التي أخرج لعباده ؟ فأما هذا البيت الذي ترى فهو بيت المرأة ، وأنا قريب العهد بالعرس ، وبيتي البيت الذي تعرف .

بيان : التنجيد : التزيين ، والمرهق كمعظم من يغشى المحارم ، ويظن به السوء .

- الكافي : أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان ، عن بريد عن مالك بن أعين ، قال : دخلت على أبي جعفر ، وعليه ملحفة حمراء شديدة الحمرة ، فتبسمت حين دخلت فقال : كأني أعلم لم ضحكت ، ضحكت من هذا الثوب الذي هو علي إن الثقفية أكرهتني عليه وأنا أحبها فأكرهتني على لبسها ثم قال : إنا لا نصلي في هذا ، ولا تصلوا في المشبع المضرج قال : ثم دخلت عليه وقد طلقها ، وقال : سمعتها تبرأ من علي فلم يسعني أن أمسكها وهي تبرأ منه .

بيان : المشبع الذي أشبع من اللون ، وضرج الثوب : صبغه بالحمرة .

- الكافي : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى عن عبد الله بن مسكان ، عن الحسن الزيات البصري ، قال : دخلت على أبي جعفر أنا وصاحب لي فإذا هو في بيت منجد ، وعليه ملحفة وردية ، وقد حف لحيته واكتحل ، فسألنا عن مسائل ، فلما قمنا ، قال لي : يا حسن ، قلت : لبيك قال : إذا كان غدا فأتني أنت وصاحبك ، فقلت : نعم جعلت فداك ، فلما كان من الغد دخلت عليه وإذا هو في بيت ليس فيه إلا حصير وإذا عليه قميص غليظ ، ثم أقبل على صاحبي ، فقال : يا أخا البصرة إنك دخلت علي أمس وأنا في بيت المرأة وكان أمس يومها ، والبيت بيتها ، والمتاع متاعها ، فتزينت لي ، علي أن أتزين لها كما تزينت لي ، فلا يدخل قلبك شئ ، فقال له صاحبي : جعلت فداك قد كان والله دخل في قلبي فأما الآن فقد والله أذهب الله ما كان ، وعلمت أن الحق فيما قلت .

بيان : قال الفيروزآبادي : حف رأسه يحف حفوفا بعد عهده بالدهن وشاربه ورأسه أحفاهما . أقول : لعل الأخير هنا أنسب .

- الكافي : علي ، عن أبيه ، عن حماد ، عن حريز ، عن زرارة ، قال : خرج أبو جعفر يصلي على بعض أطفالهم وعليه جبة خز صفراء ومطرف خز أصفر .

بيان : المطرف : كمكرم رداء من خز مربع ذو أعلام .

- الكافي : علي ، عن أبيه ، عن حنان ، عن أبيه قال : قلت لأبي جعفر : أتصلي النوافل وأنت قاعد ؟ فقال : ما أصليها إلا وأنا قاعد منذ حملت هذا اللحم وبلغت هذا السن .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>