فيمن روى عنه وقول رسول الله لجابر في ابلاغ السلام عليه

قال محمد بن مسلم : سألته عن ثلاثين ألف حديث ، وقد روى عنه معالم الدين بقايا الصحابة ، ووجوه التابعين ، ورؤساء فقهاء المسلمين .

فمن الصحابة نحو جابر بن عبد الله الأنصاري ، ومن التابعين نحو جابر بن يزيد الجعفي ، وكيسان السختياني صاحب الصوفية .

ومن الفقهاء نحو : ابن المبارك ، والزهري ، والأوزاعي ، وأبي حنيفة ، ومالك والشافعي ، وزياد بن المنذر النهدي .

ومن المصنفين نحو الطبري ، والبلاذري ، والسلامي ، والخطيب في تواريخهم وفي الموطأ ، وشرف المصطفى ، والإبانة ، وحلية الأولياء ، وسنن أبي داود ، و الإلكاني ، ومسندي أبي حنيفة والمروزي ، وترغيب الأصفهاني ، وبسيط الواحدي وتفسير النقاش والزمخشري ، ومعرفة أصول الحديث ، ورسالة السمعاني فيقولون : قال محمد بن علي ، وربما قالوا : قال محمد الباقر ، ولذلك لقبه رسول الله بباقر العلم ، وحديث جابر مشهور معروف رواه فقهاء المدينة والعراق كلهم .

وقد أخبرني جدي شهرآشوب والمنتهي ابن كيابكي الحسيني بطرق كثيرة عن سعيد بن المسيب ، وسليمان الأعمش ، وأبان بن تغلب ، ومحمد بن مسلم ، وزرارة ابن أعين ، وأبي خالد الكابلي ، أن جابر بن عبد الله الأنصاري كان يقعد في مسجد رسول الله : ينادي يا باقر يا باقر العلم ، فكان أهل المدينة يقولون : جابر يهجر ، وكان يقول : والله ما أهجر ولكني سمعت رسول الله يقول : إنك ستدرك رجلا من أهل بيتي اسمه اسمي ، وشمائله شمائلي ، يبقر العلم بقرا ، فذاك الذي دعاني إلى ما أقول ، قال : فلقي يوما كتابا فيه الباقر فقال : يا غلام أقبل فأقبل ، ثم قال له : أدبر فأدبر ، فقال : شمائل رسول الله والذي نفس جابر بيده ، يا غلام ما اسمك ؟ قال : اسمي محمد ، قال : ابن من ؟ قال : ابن علي بن الحسين فقال : يا بني فدتك نفسي فإذا أنت الباقر ؟ قال : نعم فأبلغني ما حملك رسول الله فأقبل إليه يقبل رأسه وقال : بأبي أنت وأمي أبوك رسول الله يقرئك السلام قال : يا جابر على رسول الله [ السلام ] ما قامت السماوات والأرض وعليك السلام يا جابر بما بلغت السلام .

قال : فرجع الباقر إلى أبيه وهو ذعر فأخبره بالخبر ، فقال له : يا بني قد فعلها جابر ؟ قال : نعم ، قال : يا بني الزم بيتك ، فكان جابر يأتيه طرفي النهار وأهل المدينة يلومونه ، فكان الباقر يأتيه على وجه الكرامة لصحبته من رسول الله ، قال : فجلس يحدثهم عن أبيه عن رسول الله ، فلم يقبلوه فحدثهم عن جابر فصدقوه وكان جابر والله يأتيه ويتعلم منه .

الخطيب صاحب التاريخ قال جابر الأنصاري للباقر : رسول الله أمرني أن أقرئك السلام .

أبو السعادات في فضائل الصحابة أن جابر الأنصاري بلغ سلام رسول الله إلى محمد الباقر ، فقال له محمد بن علي : أثبت وصيتك فإنك راحل إلى ربك ، فبكى جابر وقال له : يا سيدي وما علمك بذلك ؟ فهذا عهد عهده إلى رسول الله فقال له : والله يا جابر لقد أعطاني الله علم ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة وأوصى جابر وصيته وأدركته الوفاة .

وفي رواية غيره أنه قال : قال رسول الله : يا جابر يوشك أن تبقى حتى تلقى ولدا لي من الحسين يقال له محمد يبقر علم النبيين بقرا ، فإذا لقيته فاقرأه مني السلام .

القتيبي في عيون الأخبار أن هشاما قال لزيد بن علي : ما فعل أخوك البقرة ؟ فقال زيد : سماه رسول الله باقر العلم وأنت تسميه بقرة لقد اختلفتما إذا ، قال زيد بن علي :

ثوى باقر العلم في ملحد * إمام الورى طيب المولد

فمن لي سوى جعفر بعده * إمام الورى الأوحد الأمجد

أبا جعفر الخير أنت الامام * وأنت المرجى لبلوى غد

- الكافي : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن القاسم ابن محمد الجوهري ، عن الحارث بن حريز ، عن منذر الصيرفي ، عن أبي خالد الكابلي قال : دخلت على أبي جعفر فدعا بالغداء فأكلت معه طعاما ما أكلت طعاما قط أنظف منه ولا أطيب ، فلما فرغنا من الطعام ، قال : يا أبا خالد كيف رأيت طعامك أو قال : طعامنا .

قلت : جعلت فداك ما رأيت أطيب منه قط ولا أنظف ولكني ذكرت الآية في كتاب الله عز وجل " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم " فقال أبو جعفر عليه السلام : إنما تسألون عما أنتم عليه من الحق .

- الكافي : علي بن محمد بن بندار ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن يحيى ابن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن بزيع أبي عمر بن بزيع ، قال : دخلت على أبي جعفر وهو يأكل خلا وزيتا في قصعة سوداء مكتوب في وسطها بصفرة " قل هو الله أحد " فقال لي : ادن يا بزيع ، فدنوت فأكلت معه ثم حسا من الماء ثلاث حسيات حين لم يبق من الخبز شئ ، ثم ناولني فحسوت البقية .

- الكافي : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحجال ، عن ثعلبة عن علي بن عقبة ، عن رجل ، عن أبي عبد الله قال : كان أبي إذا أحزنه أمر جمع النساء والصبيان ثم دعا وأمنوا .

- الكافي : العدة : عن سهل ، عن جعفر بن محمد الأشعري ، عن ابن القداح عن أبي عبد الله قال : كان أبي كثير الذكر ، لقد كنت أمشي معه وإنه ليذكر الله ، وآكل معه الطعام وإنه ليذكر الله ، ولقد كان يحدث القوم وما يشغله ذلك عن ذكر الله وكنت أرى لسانه لازقا بحنكه يقول : لا إله إلا الله ، وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منا ، ومن كان لا يقرأ منا أمره بالذكر .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>