محمد بن مسلم بن رباح

قال النجاشي : محمد بن مسلم بن رباح ، أبو جعفر الأوقص الطحان ، مولى ثقيف ، وجه أصحابنا بالكوفة ، فقيه ، ورع ، صحب أبا جعفر وأبا عبد الله ، وروى عنهما ، وكان أوثق الناس ، له كتاب يسمى الأربعمائة مسألة في أبواب الحلال والحرام .

مات سنة خمسين ومائة .

عده الشيخ  في رجاله . . تارة : من أصحاب الباقر قائلا : محمد بن مسلم الثقفي الطحان ، الطائفي وكان أعور .

وأخرى : في أصحاب الصادق ، قائلا : محمد بن مسلم بن رباح الثقفي أبو جعفر الطحان ، اسند عنه ، قصير حداج ، روى عنهما ، وروى الناس منه العلاء بن رزين القلاء ، مات سنة خمسين ومائة وله نحو سبعين سنة " .

 

عده الشيخ من أصحاب الكاظم قائلا : محمد بن مسلم الطحان ، لقي أبا عبد الله .

وعده البرقي مثلما عده الشيخ ، بأنه من أصحاب الباقر ، والصادق ، أضافة إلى أنه انتقل إلى الكوفة ، عربي ، والعامة تروى عنه ، وكان منا ، وآنس الراوي يروى عنه " .

وعدة الشيخ المفيد في رسالته العددية من الفقهاء ، والاعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام ، والفتيا والاحكام ، الذين لا يطعن عليهم ، ولا طريق إلى ذم واحد منهم ، " الخ " .

روى عن أبي جعفر في ثواب من بكى على الحسين بن علي وكذلك في تفسير قوله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) .

وعن الكشي في ترجمة سلمان الفارسي ، عده من حواري محمد بن علي الباقر ، وجعفر بن محمد الصادق .

وتقدم في ترجمة بريد بن معاوية العجلي ، عده ممن اجتمعت عليه العصابة على تصديقهم وانقيادهم لهم بالفقه . ذكر الكشي في ترجمته عدة روايات ، انقل منها محل الحاجة بعد حذف السند - ملخصا - .

1 - عن محمد بن مسلم ، قال : إني لنائم ذات ليلة على السطح إذ طرق الباب طارق ، فقلت : من هذا ؟ فأشرفت فإذا امرأة ، فقالت : لي بنت عروس ضربها الطلق ، فما زالت تطلق حتى ماتت ، والولد يتحرك في بطنها فما اصنع ؟ فقلت يا أمة الله ، - سئل - محمد بن علي الباقر عن مثل ذلك ، فقال : يشق بطن الميت ويستخرج الولد ، يا أمة الله ! أفعلى مثل ذلك ، أنا يا أمة رجل ستر ، من وجهك إلى ؟ قال ، قالت لي : رحمك الله ، جئت إلى أبي حنيفة صاحب الرأي .

فقال لي : ما عندي في هذا شئ ، ولكن عليك بمحمد بن مسلم الثقفي ، فإنه يخبر ، فما أفتاك به من شئ فعودي إلى فاعلمينيه فقلت لها : امضي بسلام ، فلما كان الغد خرجت إلى المسجد وأبو حنيفة يسأل عنها أصحابه فتنحنحت ، فقال : اللهم غفرا دعنا نعيش .

2 - عن محمد بن مسلم ، قال : ما شجر في رأي شئ قط إلا سألت عنه أبا جعفر ، حتى سألته عن ثلاثين ألف حديث ، وسألت أبا عبد الله عن ستة عشر ألف حديث .

3 - عن عبد الله بن يعفور ، قال : قلت لأبي عبد الله إنه ليس كل ساعة ألقاك ويمكن القدوم ، ويجيء الرجل من أصحابنا فيسألني وليس عندي كلما يسألني عنه ، قال : فما يمنعك من محمد بن مسلم الثقفي ، فإنه قد سمع من أبي وكان عنده وجيها .

4 - قال أبو النضر : سألت عبد الله بن محمد بن خالد ، عن محمد بن مسلم ، فقال : كان رجلا شريفا موسرا ، فقال له أبو جعفر تواضع يا محمد ، فلما انصرف إلى الكوفة أخذ قوصرة من تمر مع الميزان ، وجلس على باب المسجد الجامع وصار " وجعل " ينادي عليه ، فأتاه قومه ، فقالوا له : فضحتنا ، فقال : ان مولاي أمرني بأمر فلن أخالفه ولن أبرح حتى أفرغ من بيع ما في هذه القوصرة ، فقال له قومه : إذا أبيت إلا أن تشتغل ببيع وشراء فاقعد في الطحانين ، فهيأ رحى وجملا وجعل يطحن [ الحبوب ] ، وقيل : إنه كان من العباد في زمانه .

5 - عن هشام بن سالم ؛ قال : أقام محمد بن مسلم بالمدينة أربع سنين يدخل على أبي جعفر الباقر يسأله ، ثم كان يدخل على جعفر بن محمد الصادق ، قال أبو أحمد : فسمعت عبد الرحمن بن الحجاج ، وحماد بن عثمان يقولان : ما كان أحد من الشيعة أفقه من محمد بن مسلم ، قال : فقال محمد بن مسلم سمعت من أبي جعفر ثلاثين ألف حديث ، ثم لقيت جعفر ابنه فسمعت منه ، - أو قال سألته عن ستة عشر ألف حديث - أو قال : مسألة - .

6 - عن محمد بن مسلم ؛ قال : خرجت إلى المدينة وأنا وجع ثقيل ، فقيل له : " أي للإمام " ان محمد بن مسلم وجع ؛ فأرسل أبو جعفر بشراب مع الغلام ، مغطى بمنديل ، فناولنيه الغلام ، وقال لي : اشربه فإنه قد أمرني إلا أرجع حتى تشربه ، فتناولت فإذا رائحة المسك منه ، وإذا شراب طيب الطعم بارد ، فلما شربته ، قال لي الغلام : يقول لك - الامام - إذا شربت فتعال ، ففكرت فيما قال لي ، ولا أقدر على النهوض قبل ذلك على رجلي ، فلما استقر الشراب في جوفي كأنما نشطت من عقال : فأتيت بابه فأستأذنت عليه ، فصوت لي : ادخل ، ادخل ، فدخلت وأنا باك ، فسلمت عليه وقبلت يده ورأسه ، فقال لي ، وما يبكيك يا محمد ؟ فقلت : جعلت فداك ، أبكي على اغترابي ، وبعد الشقة ، وقلة المقدرة على المقام عندك والنظر إليك ، - إلخ - في حديث طويل - .

7 - وذكره المفيد في الاختصاص في مدح محمد بن مسلم ، روايات مستفيضة تدل على جلالة شأنه ، وعظيم مقامه .

أ - منها : صحيحة سليمان بن خالد الأقطع ، قال : سمعت أبا عبد الله يقول : ما أجد أحدا أحيا ذكرنا ، وأحاديث أبي ، إلا زرارة ، وأبو بصير ليث المرادي ، ومحمد بن مسلم ، وبريد بن معاوية العجلي ، ولولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا ، هؤلاء حفاظ الدين ، وأمناء أبي ، على حلال الله وحرامه ، وهم السابقون إلينا في الدنيا ، والسابقون في الآخرة .

ب - ومنها : صحيحة جميل بن دراج ، قال : سمعت أبا عبد الله يقول : بشر المخبتين بالجنة ، بريد بن معاوية العجلي ، وأبا بصير ليث بن البختري المرادي ، ومحمد بن مسلم ، وزرارة بن أعين ، أربعة نجباء ، أمناء الله على حلاله وحرامه ، لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوة واندرست .

ج - ومنها : صحيحة البقباق ، عن أبي عبد الله ، أنه قال : أربعة أحب الناس إلى احياء وأمواتا ، بريد بن معاوية العجلي ، وزرارة ، ومحمد بن مسلم ، وأبو جعفر الأحول .

وذكره الإمام شرف الدين من مراجعاته رقم ستة عشر قوله : " محمد بن مسلم " بن الطائفي ، كان من المبرزين في أصحاب الامام أبي عبد الله الصادق وقد ذكره شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي في كتاب رجال الشيعة ، وأورده الحسن بن علي بن داود في باب الثقاة من مختصره ، وترجمه الذهبي فنقل القول بوثاقته عن يحيى بن معين وغيره وان القعيني ، ويحيى بن يحيى وقتيبة رووا عنه وأن عبد الرحمن بن مهدي ذكر محمد بن مسلم الطائفي ، فقال : كتبه صحاح وأن معروف بن واصل ، قال : رأيت سفيان الثوري بين يدي محمد بن مسلم الطائفي يكتب عنه ، قلت : وإنما ضعفه من ضعفه لتشيعه لكن تضعيفهم إياه ما ضره وذاك حديثه عن عمرو بن دينار موجود في الوضوء من صحيح مسلم - وقد أخذ عنه " كما في ترجمته من طبقات ابن سعد " كل من وكيع بن الجراح ، وأبي نعيم ، ومعن بن عيسى وغيرهم .

مات ( رحمه الله ) سنة سبع وسبعين ومئة ، وفي تلك السنة مات سميه محمد بن مسلم بن جماز بالمدينة وهما اثنان ترجمهما ابن سعد من طبقاته . انتهى ما نقله الامام شرف الدين .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>