ومن وصية له لعمر بن عبد العزيز

لما دخل المدينة عمر بن عبد العزيز واليا عليها قال مناديه من كانت له مظلمة أو ظلامة فليحضر ، فأتاه أبو جعفر فلما رآه استقبله وأقعده مقعده ، فقال : إنما الدنيا سوق من الأسواق يبتاع فيها الناس ما ينفعهم وما يضرهم ، وكم قوم ابتاعوا ما ضرهم فلم يصبحوا حتى اتاهم الموت ، فخرجوا من الدنيا ملومين لما لم يأخذوا ما ينفعهم في الآخرة ، فقسم ما جمعوا لمن لم يحمدهم ، وصاروا إلى من لا يعذرهم ، فنحن والله حقيقون أن ننظر إلى تلك الأعمال التي نتخوف عليهم منها ، فكف عنها واتق الله ، واجعل في نفسك اثنتين : انظر إلى ما تحب أن يكون معك إذا قدمت على ر بك فقدمه بين يديك ، وانظر إلى ما تكره أن يكون معك إذا قدمت على ربك فارمه وراءك ، ولا ترغبن في سلعة بارت على من كان قبلك فترجو أن يجوز عنك ، وافتح الأبواب ، وسهل الحجاب ، وأنصف المظلوم ، ورد الظالم .

دخل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين على عمر بن العزيز فقال : يا أبا جعفر أوصني .

قال : أوصيك أن تتخذ صغير المسلمين ولدا ، وأوسطهم أخا ، وكبيرهم أبا ، فارحم ولدك ، وصل أخاك ، وبر أباك ، وإذا صنعت معروفا فربه ( أدمه ) .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>