زرارة بن أعين الشيباني

قال النجاشي ، زرارة بن أعين بن سنسن مولى لبني عبد الله بن عمرو السمين بن أسعد بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان .

قال الشيخ ؛ زرارة بن أعين اسمه عبد ربه ، ويكنى أبا الحسن ، وزرارة لقب به ، ويكنى أبا علي أيضا ، له عدة أولاد منهم الحسن ، والحسين ، ورومي ، وعبيد ، وعبد الله ويحيى بنو زرارة ، وله اخوة ذكرنا ترجمة بعضهم وهم ، حمران ، وعبد الملك ، وبكير ، وعبد الرحمن ، ولهم روايات عن الأئمة - علي بن الحسين السجاد والباقر والصادق .

وزرارة كان شيخ أصحابنا في زمانه ، ومتقدمهم ، وكان قارئا فقيها ، متكلما ، شاعرا ، أديبا ، قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين صادقا فيما يرويه ، وقد مات سنة خمسين ومائة . ذكره الشيخ في الفهرس ، وقال الكشي أيضا في تسمية الفقهاء من أصحاب أبي جعفر ، وأبي عبد الله ، اجتمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأولين من أصحاب أبي جعفر وأصحاب أبي عبد الله ، وانقادوا لهم بالفقه وقالوا أفقه الأولين ستة زرارة ، ومعروف بن خربوذ ، وبريد ، وأبو بصير الأسدي ، والفضيل بن يسار ، ومحمد بن مسلم الطائفي .

ثم قال وافقه الستة زرارة ، قلت : قد ذكرنا شطرا من المدائح الصادرة من ساحتهم في حقه وفي بريد بن معاوية العجلي .

قال ابن بابويه ( رحمه الله ) ، رأيت له كتابا : في الاستطاعة والجبر ، وغيرها من المصنفات . وعده الشيخ من أصحاب الباقر ، والصادق ، والكاظم قائلا : زرارة ابن أعين الشيباني ثقة ، روى عن أبي جعفر ، وأبي عبد الله .

وعده البرقي أيضا في أصحاب الباقر ، والصادق والكاظم ، وانه من حوارييهم . الكشي : في ترجمة أبي بصير ليث المرادي ، عن جميل بن دراج ، قال : سمعت أبا عبد الله يقول : بشر المخبتين بالجنة : بريد بن معاوية العجلي ، وأبو بصير ليث البختري المرادي ، ومحمد بن مسلم ، وزرارة ، أربعة نجباء أمناء الله على حلاله وحرامه ، لولا هؤلاء لانقطعت آثار النبوة واندرست .

ومنها ما تقدم ، ان أصحاب أبي كانوا زينا أحياءا وأمواتا ، أعني زرارة ، ومحمد بن مسلم ، ومنهم ليث المرادي ، وبريد العجلي ، هؤلاء قوامون بالقسط القوالون بالصدق وهؤلاء السابقون ، أولئك المقربون .

وقال : أحب الناس إلى أحياء وأمواتا .

أربعة بريد بن معاوية العجلي وزرارة ، ومحمد بن مسلم ، والأحول أي حبيب ؟ صفته : كان زرارة وسيما جسيما أبيض ، وكان يخرج إلى الجمعة وعلى رأسه برنس أسود وبين عينيه سجادة ، وفي يده عصى ، فيقوم له الناس سماطين ينظرون إليه لحسن هيئته فربما رجع عن طريقه .

وكان خصما جدلا لا يقوم أحد لحجته ، صاحب الزام وحجه قاطعة إلا ان العبادة أشغلته عن الكلام ، والمتكلمون من الشيعة تلاميذه .

وله شعر جيد . الكشي : بعد حذف السند ، عن ابن بكير عن زرارة ، قال لي أبو عبد الله يا زرارة ان اسمك في أسامي أهل الجنة ، بغير ألف ، قلت نعم : جعلت فداك ، اسمي عبد ربه ولكني لقبت زرارة ؛ " السند موثوق " .

عن يحيى بن محمد أبي حبيب ، سألت الرضا عن أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله من صلاته ، قال : ست وأربعون ركعة فريضة ونوافله ، فقلت : هذه رواية زرارة ، فقال : أترى أحدا كان أصدع بحق من زرارة .

بعد حذف السند ، عن المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله يوما ، دخل عليه الفيض ابن المختار ، فذكر له آية من كتاب الله عز وجل فأولها أبو عبد الله فقال له الفيض : جعلني الله فداك ، ما هذا الاختلاف الذي بين شيعتكم ؟ قال وأي اختلاف يا فيض ؟ فقال له الفيض : اني لأجلس في حلقهم بالكوفة فأكاد أشك في اختلافهم في حديثهم حتى ارجع إلى المفضل بن عمر فيوقفني من ذلك على ما تستريح اليه نفسي ويطمئن اليه قلبي ، فقال أبو عبد الله : اجل هو كما ذكرت يا فيض ، ان الناس أولعوا بالكذب علينا ، حتى كأن الله افترض ذلك عليهم ، لا يريد منهم غيره ، واني أحدث أحدهم بالحديث فلا يخرج من عندي حتى يتأوله على غير تأويله ، وذلك انهم لا يطلبون بحديثنا وبحبنا ما عند الله ، وانما يطلبون الدنيا ، وكل يحب أن يدعى رأسا ، انه ليس من عبد يرفع نفسه إلا وضعه الله ، وما من عبد وضع نفسه إلا رفعه الله وشرفه ، فإذا أردت حديثنا فعليك بهذا الجالس وأومئ إلى رجل من أصحابه ، فسألت أصحابنا عنه فقالوا زرارة بن أعين ، انتهى .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>