ولائيات
إلهي سمّيتني فاطمة(1) عن محمد بن مسلم الثقفي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السّلام) يقول: لفاطمة (عليها السّلام) وقفة على باب جهنّم، فإذا كان يوم القيامة، كتب بين عيني كلّ رجل مؤمن أو كافر، فيؤمر بمحبّ قد كثرت ذنوبه إلى النّار فتقرأ فاطمة بين عينيه محبّاً، فتقول: إلهي وسيّدي سمّيتني فاطمة، وفطمت بي من تولاني، وتولّى ذرّيتي من النّار، ووعدك الحقّ وأنت ﻻ تخلف الميعاد. فيقول الله عزّ وجل: صدقت يا فاطمة، إنّي سمّيتك فاطمة، وفطمت بك من أحبّك وتولاك، وأحب ذريتك وتولاهم من النّار، ووعدي الحقّ وأنا ﻻ أُخلف الميعاد. وإنّما أمرت بعبدي هذا إلى النّار لتشفعي فيه، فأُشفّعك، ليتبيّن لملائكتي، وأنبيائي ورسلي وأهل الموقف، موقفك منّي ومكانتك عندي، فمن قرأت بين عينيه مؤمناً، فخذي بيده وأدخليه الجنّة.
السعيد حقّاً(2) خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عشيّة عرفة فقال: إنّ الله تبارك وتعالى باهى بكم، وغفر لكم عامّة ولعليّ خاصّة، وإنّي رسول الله إليكم، غير محاب لقرابتي، هذا جبرئيل يخبرني أنّ السعيد كلّ السعيد حقّ السعيد: من أحبّ عليّاً في حياته وبعد موته، وإنّ الشقيّ كلّ الشقيّ حقّ الشقيّ: من أبغض عليّاً في حياته وبعد وفاته.
عندما ولد الحسين(3) كان دخل إليّ رسول الله (صلى الله عليه وآله)، عند ولادة ابني الحسين (عليه السّلام) فناولته إيّاه في خرقة صفراء، فرمى بها وأخذ خرقة بيضاء ولفّه فيها، ثمّ قال: خذيه يا فاطمة فإنّه إمام ابن إمام، أبو الأئمّة التسعة، من صلبه أئمّة أبرار، والتاسع قائمهم.
فاطمة (عليها السّلام) تحدث حسيناً (عليه السّلام)(4) لمّا ولدتك دخل إليّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) فناولتك إيّاه في خرقة صفراء، فرمى بها، وأخذ خرقة بيضاء لفّك فيها، [بها خ ل] وأذّن في أُذنك الأيمن، وأقام في أُذنك الأيسر. ثمّ قال: يا فاطمة خذيه فإنّه أبو الأئمّة، تسعة من ولده أئمّة أبرار، والتاسع مهديهم.
أنت وشيعتك في الجنّة(5) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعليّ (عليه السّلام): أما إنّك يا بن أبي طالب وشيعتك في الجنّة.
هذا جبرئيل يخبرني(6) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ الله عزّ وجل باهى بكم، وغفر لكم عامّة، ولعلي خاصّة، وإنّي رسول الله إليكم، غير هايب لقومي، ولا محابّ لقرابتي، هذا جبرئيل يخبرني، أنّ السعيد كلّ السعيد، من أحبّ عليّا،ً في حياته وبعد موته، وأنّ الشقيّ كلّ الشقيّ، من أبغض عليّاً، في حياته وبعد وفاته.
الأرض تحدّث عليّاً (عليه السّلام)(7) سمعت أسماء بنت عميس تقول: سمعت سيّدتي فاطمة (عليها السّلام) تقول: ليلة دخل بي عليّ (عليه السّلام) أفزعني في فراشي. قلت: بماذا أفزعك يا سيّدة نساء العالمين؟ قالت: سمعت الأرض تحدّثه ويحدّثها، فاصبحت وأنا فزعة، فأخبرت والدي (صلى الله عليه وآله) فسجد سجدة طويلة، ثمّ رفع رأسه وقال: يا فاطمة أبشري بطيب النسل، فإنّ الله فضّل بعلك على سائر خلقه، وأمر به الأرض أن تحدّثه بأخبارها، وما يجري على وجهها، من شرقها إلى غربها.
قولي: يا أبة(8) لمّا نزلت: (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً)(9) هبت رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن أقول له: يا أبة، فكنت أقول: يا رسول الله. فأعرض عنيّ مرّة واثنين أو ثلاثاً، ثمّ أقبل عليّ فقال: يا فاطمة إنّها لم تنزل فيك، ولا في أهلك ولا في نسلك، أنت منّي وأنا منك، إنّما نزلت في أهل الجفاء والغلظة من قريش، أصحاب البذخ(10) والكبر، قولي: يا أبة، فإنّها أحيى للقلب، وأرضى للربّ.
الصلاة على فاطمة (عليها السلام)(11) قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا فاطمة من صلّى عليك، غفر الله له، وألحقه بي حيث كنت من الجنّة.
ألا أُبشّرك؟(12) قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا أُبشّرك؟ إذا أراد الله أن يتحف زوجة وليّه في الجنّة، بعث إليك تبعثين إليها من حليّك.
العطر المخصوص لفاطمة (عليها السّلام)(13) لمّا أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) نسائه أن يزّينّ ويصلحن من شأن فاطمة، قالت أُمّ سلمة: فسألت فاطمة: هل عندك طيب ادّخرتيه لنفسك؟ قالت: نعم، فأتت بقارورة فسكبت منها في راحتي فشممت منها رائحة ما شممت مثلها قطّ، فقلت: ما هذا؟ فقالت: كان دحية الكلبي، يدخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيقول لي: يا فاطمة هات الوسادة فاطرحيها لعمّك، فأطرح له الوسادة، فيجلس عليها، فإذا نهض، سقط من بين ثيابه شيء فيأمرني بجمعه. فسأل عليّ (عليه السّلام) رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن ذلك، فقال: هو عنبر يسقط من أجنحة جبرئيل.
من حنوط الجنّة(14) إنّ جبرئيل أتى النبيّ (صلى الله عليه وآله)، لمّا حضرته الوفاة، بكافور من الجنّة، فقسّمه أثلاثاً، ثلث لنفسه، وثلث لعليّ وثلث لي، وكان أربعين درهماً. فقالت: يا أسماء ايتيني ببقيّة حنوط والدي، من موضع كذا وكذا، فضعيه عند رأسي، فوضعته، ثمّ تسجّت بثوبها وقالت: انتظريني هنيهة، ثمّ ادعيني، فإن أجبتك، وإلاّ فاعلمي أنّ قد قدمت على أبي (صلى الله عليه وآله). فانتظرتها هنيهة ثمّ نادتها، فلم تجبها فنادت: يا بنت محمّد المصطفى، يا بنت أكرم من حملته النساء، يا بنت خير من وطئ الحصا، يا بنت من كان من ربّه قاب قوسين أو أدنى. قال: فلم تجبها، فكشفت الثوب عن وجهها فإذا بها قد فارقت الدنيا، فوقعت عليها تقبّلها وهي تقول: فاطمة، إذا قدمت على أبيك رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاقرئيه عن أسماء بنت عميس السلام.
حين الإحتضار(15) إنّ فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمّا احتضرت، نظرت نظراً حادّاً ثمّ قالت: السلام على جبرئيل، السلام على رسول الله، اللهمّ مع رسولك، اللهمّ في رضوانك وجوارك، ودارك دار السلام. ثمّ قالت: أترون ما أرى؟ فقيل لها: ما ترين؟ قالت: هذه مواكب أهل السماوات، وهذا جبرئيل، وهذا رسول الله يقول: يا بنيّة أقدمي فما أمامك خير لك.
على مشارف الشهادة(16) عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال: لمّا قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما ترك إلاّ الثقلين: كتاب الله وعترته أهل بيته، وكان قد أسرّ إلى فاطمة (صلوات الله عليها) أنّها ﻻ حقة به، وأنّها أوّل أهل بيته لحوقاً، فقالت (عليها السّلام): بينا أنا بين النائمة واليقظانة بعد وفاة أبي بأيّام، إذ رأيت كأنّ أبي قد أشرف عليّ. فلمّا رأيته لم أملك نفسي أن ناديت: يا أبتاه انقطع عنّا خبر السماء فبينا أنا كذلك إذ أتتني الملائكة صفوفاً يقدمها ملكان حتّى أخذاني فصعدا بي إلى السماء فرفعت رأسي فإذا أنا بقصور مشيّدة وبساتين وأنهار تطّرد، قصر بعد قصر، وبستان بعد بستان، وإذا قد طلع عليّ من تلك القصور جواري، كأنهنّ اللعب مستبشرات يضحكن إليّ ويقلن: مرحباً بمن خلقت الجنّة وخلقنا من أجل أبيها. ولم تزل الملائكة تصعد بي، حتّى أدخلوني إلى دار فيها قصور، في كلّ قصر بيوت، فيها ما لا عين رأت، ولا أُذن سمعت، وفيها من السندس والإستبرق على أسرّة، وعليها ألحاف من الحرير والديباج بألوان، ومن أواني الذهب والفضّة، وفيها الموائد وعليها ألوان الطعام، وفي تلك الجنان نهر مطّرد، أشدّ بياضاً من اللبن وأطيب رائحة من المسك الأذفر. فقلت: لمن هذه الدار؟ وما هذا النهر؟ فقالوا: هذه الدار هي الفردوس الأعلى، الذي ليس بعده جنّة، وهي دار أبيك ومن معه من النبيين ومن أحبّ الله، وهذا هو الكوثر، الذي وعده الله أن يعطيه إيّاه. قلت: فأين أبي؟ قالوا: الساعة يدخل عليك. فبينا أنا كذلك، إذ برزت لي قصوراً، أشدّ بياضاً من تلك القصور وفرشاً، هي أحسن من تلك الفرش، وإذا أنا بفرش مرتفعة على أسرّة، وإذا أبي (صلى الله عليه وآله) جالس على تلك الفرش، ومعه جماعة. فلمّا رآني أخذني وضمّني، وقبّل ما بين عينيّ وقال: مرحباً بابنتي، وأقعدني في حجره ثمّ قال: يا حبيبتي أما ترين ما أعد الله لك، وما تقدمين عليه؟ وأراني قصوراً مشرقات فيها ألوان الطرائف والحليّ والحلل، وقال: هذا مسكنك ومسكن زوجك وولديك ومن أحبّك وأحبّهما فطيبي نفساً، فإنّك قادمة عليّ إلي أيّام. قالت: فطار قلبي واشتدّ شوقي، فانتبهت مرعوبة. قال أبو عبد الله: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): فلمّا انتبهت من رقدتها، صاحت بي فأتيتها وقلت لها: ما تشكين؟ فخبّرتني بخبر الرؤيا، ثمّ أخذت عليّ عهداً لله ورسوله أنّه إذا توفّيت ﻻ أُعلم أحداً إلاّ أُمّ سلمة زوج رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأُمّ أيمن وفضّة، ومن الرجال ابنيها وعبد الله بن عبّاس وسلمان الفارسي وعمّار بن ياسر، والمقداد وأبا ذر وحذيفة. وقالت: إني قد أحللتك من أن تراني بعد موتي، فكن مع النسوة فيمن يغسّلني ولا تدفني إلاّ ليلاً ولا تعلم على قبري. فلمّا كانت الليلة التي أراد الله أن يكرمها ويقبضها إليه، أخذت تقول: وعليكم السلام، يابن عمّي هذا جبرئيل أتاني مسلّماً وقال: السلام يقرئك السلام ياحبيبة حبيب الله وثمرة فؤاده، اليوم تلحقين به في الرفيع الأعلى وجنّة المأوى، ثمّ انصرف عنّي. ثمّ أخذت ثالثة تقول: وعليكم السلام، وقد فتحت عينيها شديداً وقالت: يابن عمّي هذا والله الحقّ عزرائيل نشر جناحه بالمشرق والمغرب وقد وصفه لي أبي وهذه صفته. ثمّ قالت: يا قابض الأرواح عجّل بي ولا تعذّبني، ثمّ قالت: إليك ربي ﻻ إلى النّار، ثمّ غضمت عينيها ومدّت يديها ورجليها فكأنّها لم تكن حيّة قطّ.
الحسنان (عليهما السلام) يرثان جدهما(17) أتت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) بابنيها الحسن والحسين (عليهما السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في شكواه الذي توفّي فيه، فقالت: يا رسول الله هذان ابناك فورّثهما شيئاً. فقال: أمّا الحسن فإن له هيبتي وسؤددي، وأما الحسين فإن له جرأتي [شجاعتي، خ ل] وجودي.
الفزع إلى علي (عليه السّلام)(18) أصاب النّاس زلزلة على عهد أبي بكر، ففزع النّاس إلى أبي بكر وعمر، فوجدوهما قد خرجا فزعين إلى علي (عليه السّلام) فتبعهما النّاس، إلى أن انتهوا إلى باب علي (عليه السّلام) فخرج اليهم علي (عليه السّلام) غير مكترث لما هم فيه، فمضي واتبعه النّاس، حتى انتهى إلى تلعة فقعد عليها وقعدوا حوله، وهم ينظرون إلى حيطان المدينة ترتجّ جائية وذاهبة. فقال لهم علي (عليه السّلام): كأنكم قد هالكم ما ترون؟ قالوا: وكيف ﻻ يهولنا ولم نر مثلها قط؟ قال (عليه السّلام): فحرّك شفتيه ثم ضرب الأرض بيده، ثم قال: مالك اسكني! فسكنت، فعجبوا من ذلك، أكثر من تعجبهم أولاً، حيث خرج إليهم. فقال لهم (عليه السّلام) فإنكم قد عجبتم من صنعي؟! قالوا: نعم. قال: أنا الرجل الذي قال الله (إِذا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزالَها * وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقالَها * وَقالَ الإِنْسانُ ما لَها) فأنا الإنسان الذي يقول لها: مالك (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها)(19) إيّاي تحدّث.
في الحياة وبعدها(20) عن يزيد بن عبد الملك، عن أبيه عن جده قال: دخلت على فاطمة (عليه السّلام) فبدأتني بالسلام ثم قالت: ما غدا بك؟ قلت: طلب البركة. قالت: أخبرني أبي، وهو ذا هو أنه من سلّم عليه وعليّ ثلاثة أيام، أوجب الله له الجنّة. قلت لها: في حياته وحياتك؟ قالت: نعم وبعد موتنا.
السلام على فاطمة(21) قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا فاطمة من صلّى عليك، غفر الله له، وألحقه بي حيث كنت من الجنّة.
حديث الكساء(22) دخل عليّ أبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بعض الأيام، فقال: السلام عليك يا فاطمة، فقلت: وعليك السلام، قال: إنّي أجد في بدني ضعفا. فقلت له: أعيذك بالله يا أبتاه من الضعف، فقال: يا فاطمة، ايتيني بالكساء اليماني فغطّيني به، فأتيته بالكساء اليماني فغطّيته به، وصرت أنظر إليه، وإذا وجهه يتلألأ، كأنّه البدر في ليلة تمامه وكماله. فما كانت إلاّ ساعة، وإذا بولدي الحسن (عليه السّلام) قد أقبل وقال: السلام عليك يا أُمّاه، فقلت: وعليك السلام يا قرّة عيني، وثمرة فؤادي. فقال لي: يا أُمّاه، إنّي أشمّ عندك رائحة طيّبة، كأنّها رائحة جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله). فقلت: نعم إنّ جدّك تحت الكساء، فأقبل الحسن نحو الكساء وقال: السلام عليك يا جدّاه يا رسول الله، أتأذن لي أن ادخل معك تحت الكساء؟ قال (صلى الله عليه وآله): وعليك السلام يا ولدي وصاحب حوضي قد أذنت لك، فدخل معه تحت الكساء، فما كانت إلاّ ساعة وإذا بولدي الحسين (عليه السّلام) قد أقبل، وقال: السلام عليك يا أُمّاه، فقلت: وعليك السلام يا ولدي، ويا قرّة عيني، وثمرة فؤادي، فقال لي: يا أُمّاه، إنّي أشمّ عندك رائحة طيّبة، كأنّها رائحة جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقلت: نعم يا بني، إنّ جدّك وأخاك تحت الكساء، فدنى الحسين نحو الكساء، وقال: السلام عليك يا جدّاه، السلام عليك يا من اختاره الله، أتأذن لي أن أكون معكما تحت الكساء؟ فقال (صلى الله عليه وآله): وعليك السلام يا ولدي، وشافع أمّتي، قد أذنت لك، فدخل معهما تحت الكساء. فأقبل عند ذلك أبو الحسن، علي بن أبي طالب (عليه السّلام) وقال: السلام عليك يابنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقلت: وعليك السلام يا أبا الحسن، ويا أميرالمؤمنين، فقال: يا فاطمة، إنّي أشمّ عندك رائحة طيّبة، كأنّها رائحة أخي وابن عمّي رسول الله (صلى الله عليه وآله). فقلت: نعم ها هو مع ولديك تحت الكساء. فأقبل علي (عليه السّلام) نحو الكساء، وقال: السلام عليك يا رسول الله، أتأذن لي أن أكون معكم تحت الكساء؟ قال له: وعليك السلام يا أخي ويا وصيّي وخليفتي، وصاحب لوائي قد أذنت لك، فدخل علي (عليه السّلام) تحت الكساء، ثمّ أتيت نحو الكساء، وقلت: السلام عليك يا أبتاه يا رسول الله، أتأذن لي أن أكون معكم تحت الكساء؟ قال: وعليك السلام يا بنتي و بضعتي، قد أذنت لك، فدخلت تحت الكساء. فلمّا اكتملنا جميعاً تحت الكساء، أخذ أبي رسول الله بطرفي الكساء، وأوما بيده اليمنى إلى السماء وقال: اللهمّ إنّ هؤلاء أهل بيتي، وخاصّتي وحامّتي، لحهم لحمي، ودمهم دمي، يؤلمني ما يؤلمهم، ويحزنني مايحزنهم، أنا حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم، وعدو لمن عاداهم، ومحب لمن أحبّهم، إنّهم منيّ وأنا منهم، فاجعل صلواتك وبركاتك، ورحمتك وغفرانك و رضوانك عليّ وعليهم، وأَذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً. فقال الله عزّ وجل: يا ملائكتي، ويا سكّان سماواتي، إنّي ما خلقت سماءً مبنيّة، ولا أرضاً مدحيّة ولا قمراً منيراً، ولا شمساً مضيئة، ولا فلكاً يدور، ولا بحراً يجري، ولا فلكاً تسري، إلاّ في محبّة هؤلاء الخمسة، الذين هم تحت الكساء. فقال الأمين جبرائيل: ياربّ، ومن تحت الكساء؟ فقال عزّ وجل: هم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة، وهم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها. فقال جبرائيل: يا ربّ، أتأذن لي أن أهبط إلى الأرض لأكون معهم سادسا؟ فقال الله: نعم قد أذنت لك. فهبط الأمين جبرائيل، وقال: السلام عليك يا رسول الله، العليّ الأعلى يقرئك السلام ويخصّك بالتحيّة والإكرام، ويقول لك: وعزّتي وجلالي إنّي ما خلقت سماءً مبنيّة ولا أرضاً مدحيّة ولا قمراً منيراً، ولا شمساً مضيئة، ولا فلكاً يدور، ولا بحراً يجري، ولا فلكاً تسري، إلاّ لأجلكم ومحبّتكم. وقد أذن لي أن أدخل معكم، فهل تأذن لي يا رسول الله؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وعليك السلام يا أمين وحي الله، نعم، قد أذنت لك. فدخل جبرائيل معنا تحت الكساء، فقال لأبي: إنّ الله عزّ وجل قد أوحى إليكم يقول: (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(23). فقال عليّ لأبي: يا رسول الله، أخبرني ما لجلوسنا هذا تحت الكساء، من الفضل عند الله؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله): والذي بعثني بالحقّ نبيّاً، واصطفاني بالرسالة نجيّاً، ما ذكر خبرنا هذا، في محفل من محافل أهل الأرض، وفيه جمع من شيعتنا ومحبّينا، إلاّ ونزلت عليهم الرحمة، وحفّت بهم الملائكة واستغفرت لهم إلى أن يتفرّقوا. فقال علي: إذاً والله فزنا وفاز شيعتنا وربّ الكعبة. فقال أبي رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً، واصطفاني بالرسالة نجيّاً، ما ذكر خبرنا هذا في محفل من محافل أهل الأرض، وفيه جمع من شيعتنا ومحبّينا، وفيهم مهموم، إلاّ وفرّج الله همّه، ولا مغموم، إلاّ وكشف الله غمّه، ولا طالب حاجة، إلاّ وقضى الله حاجته. فقال عليّ: إذاً والله فزنا وسعدنا، وكذلك شيعتنا فازوا وسعدوا، في الدنيا والآخرة وربّ الكعبة.
المفضلة على النساء(24) إنّما سمّيت فاطمة محدّثة، لأنّ الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها، كما تنادي مريم بنت عمران، فتقول: يا فاطمة! (إِنَّ اللهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ – يا فاطمة – اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ)(25) فتحدّثهم ويحدّثونها، فقالت لهم ذات ليلة: أليست المفضّلة على نساء العالمين، مريم بنت عمران؟ فقالوا: إنّ مريم كانت سيّدة نساء عالمها، وإنّ الله عزّ وجل، جعلك سيّدة نساء عالمك وعالمها، وسيّدة نساء الأوّلين والآخرين.
طعام من الجنّة(26) إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) دخل على فاطمة (عليها السّلام) وهي في مصلاّها، وخلفها جفنة يفور دخانها، فأخرجت فاطمة الجفنة، فوضعتها بين أيديهما، فسأل عليّ (عليه السّلام): أنّى لك هذا؟ قالت: هو من فضل الله ورزقه (إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ)(27).
فأين مريم وآسية؟(28) إنّ النّبي (صلى الله عليه وآله) سارّ فاطمة وقال لها: ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء العالمين...؟ فقالت: فأين مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون؟ فقال: مريم سيّدة نساء عالمها، وآسية سيّدة نساء عالمها.
بين علي وفاطمة (عليهما السلام)(29) إنّه افتخر عليّ وفاطمة (عليهما السلام) بفضائلهما، فأخبر جبرئيل النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّهما قد أطالا الخصومة في محبّتك فاحكم بينهما، فدخل وقصّ عليهما مقالتهما، ثمّ أقبل على فاطمة وقال: لك حلاوة الولد، وله عزّ الرجال... فقالت فاطمة: والّذي اصطفاك واجتباك وهداك، وهدى بك الأُمّة ﻻ زلت مقرّة له ما عشت.
أيّنا أحبّ إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟(30) دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على عليّ وفاطمة وهما يضحكان، فلمّا رأيا النبيّ (صلى الله عليه وآله) سكتا. فقال لهما النبي (صلى الله عليه وآله): مالكما كنتما تضحكان، فلمّا رأيتماني سكتّما؟ فبادرت فاطمة فقالت: بأبي أنت يا رسول الله! قال هذا: أنا أحبّ إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) منك، فقلت: بل أنا أحبّ إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) منك. فتبسّم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: يا بنيّة لك رقّة الولد، وعليّ أعزّ عليّ... .
أنتم مني وأنا منكم(31) عن عليّ (عليه السّلام) قال: قالت فاطمة (عليها السّلام) يوماً لي: أنا أحبّ إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) منكم، فقلت: ﻻ، بل أنا أحبّ، فقال الحسن: ﻻ، بل أنا، فقال الحسين: ﻻ، بل أنا أحبّكم إلى رسول الله. ودخل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا بنيّة، فيم أنتم؟ فأخبرناه. فأخذ فاطمة فاحتضنها، وقبّل فاها، وضمّ عليّاً إليه وقبّل بين عينيه، وأجلس الحسن على فخذه الأيمن، والحسين على فخذه الأيسر، وقبّلهما، وقال: أنتم أولى بي، في الدنيا والآخرة، والى الله من والاكم، وعادى من عاداكم، أنتم منّي وأنا منكم، والّذي نفسي بيده، ﻻ يتولاكم عبد في الدنيا، إلاّ كان الله عزّ وجل وليّه في الدنيا والآخرة.
هو من عند الله(32) إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقام أيّاماً ولم يطعم طعاماً، حتّى شقّ ذلك عليه، فطاف في ديار أزواجه، فلم يصب عند إحداهنّ شيئاً، فأتى فاطمة فقال: يا بنيّة! هل عندك شيء آكله، فإنّي جائع؟ قالت: ﻻ - والله – بنفسي وأُمّي. فلمّا خرج عنها، بعثت جارية لها رغيفين وبضعة لحم، فأخذته ووضعته في جفنة وغطّت عليها، وقالت: لاؤثرنّ بهذا رسول الله (صلى الله عليه وآله) على نفسي وغيري، وكانوا محتاجين إلى شبعة طعام، فبعثت حسناً وحسيناً إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فرجع إليها. فقالت: قد أتانا الله بشيء فخبّأته لك، فقال: هلمّي عليّ يا بنيّة، فكشفت الجفنة، فإذا هي مملوءة خبزاً ولحماً، فلمّا نظرت إليه بهتت، وعرفت أنّه من عند الله، فحمدت الله، وصلّت على نبيّه أبيها، وقدّمته إليه، فلمّا رآه حمد الله. وقال: من أين لك هذا؟ (قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ)(33). فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى عليّ، فدعاه وأحضره، وأكل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعليّ وفاطمة والحسن والحسين، وجميع أزواج النبيّ حتّى شبعوا. قالت فاطمة (عليها السّلام): وبقيت الجفنة كما هي، فأوسعت منها على جميع جيراني، جعل الله فيها بركة وخيراً كثيراًُ.
الشفاعة صداق الزهراء (عليها السّلام)(34) لمّا سمعت فاطمة (عليها السّلام) بأنّ أباها زوّجها، وجعل الدراهم لها مهراً، قالت: يا أبة! إنّ بنات سائر النّاس يزوّجن على الدراهم والدنانير، فما الفرق بينك وبين سائر النّاس، فاسأل من الله تعالى أن يجعل مهري شفاعة عصاة أُمّتك. فنزل جبرائيل (عليه السّلام) من ساعته وبيده حريرة مكتوب فيها: جعل الله تعالى مهر فاطمة الزهراء، ابنة محمّد المصطفى (صلى الله عليه وآله) شفاعة أُمّته العصاة. وأوصت فاطمة (عليها السّلام) وقت خروجها من الدنيا، أن يجعل ذلك الحرير في كفنها، وقالت (عليها السّلام): إذا حشرت يوم القيامة، أرفع هذا إلى يدي وأشفع في عصاة أُمّة أبي.
تخبرني أم أخبرك؟(35) إنّ رجلاً من المنافقين، عيّر أمير المؤمنين (عليه السّلام) في تزويج فاطمة (عليها السّلام) وقال: إنّك أفضل العرب وأشجعها، وقد تزوّجت بعائلة ﻻ تملك قوت يومها، ولو تزوّجت ببنتي لملأت داري ودارك، من نوق موقرة بأجهزة نفيسة، فقال عليّ (عليه السّلام): إنّا قوم نرضى بما قدّر الله، ولا نريد إلاّ رضى الله، وفخرنا بالأعمال ﻻ بالأموال، قال: فحمد الله ذلك منه، وإذا بهاتف ينادي: يا عليّ؛ ارفع رأسك وانظر إلى جهاز بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فرفع أمير المؤمنين (عليه السّلام) رأسه وإذا هو بحجب من نور إلى العرش العظيم، ورأى تحت العرش فضاءً وسيعاً مملوءًا من نوق الجنّة، عليها أحمال الدرّ والجواهر والمسك والعنبر، وعلى كلّ ناقة جارية، كالشمس الضاحية، وزمام كلّ ناقة بيد غلام، كالبدر في الكمال، ينادون، هذا جهاز فاطمة بنت محمّد (صلى الله عليه وآله)، قال: ففرح عليّ (عليه السّلام) من ذلك فرحاً شديداً، فترك ذلك المنافق، ودخل على فاطمة الزهراء، ليخبرها بما رأى، فلمّا أبصر بها، قالت فاطمة: يا عليّ! تخبرني أم أُخبرك؟ قال: بل أخبريني يا فاطمة! فأخبرته فاطمة (عليها السّلام) بكلّ ما جرى بينه وبين ذلك المنافق، وما رآه أمير المؤمنين (عليه السّلام) من جهازها، من عند ربّ العالمين.
لا أبكى الله عينيك(36) كنت واقفاً بين يدي رسول الله أسكب الماء على يديه، إذ دخلت فاطمة وهي تبكي، فوضع النبيّ (صلى الله عليه وآله) يده على رأسها، وقال: ما يبكيك؟ ﻻ أبكى الله عينيك يا حوريّة. قالت: مررت على ملأ من نساء قريش، وهنّ مخضبّات، فلمّا نظرن إليّ وقعوا فيّ، وفي ابن عمّي، فقال لها: وما سمعت منهنّ؟ قالت: قلن. كان قد عزّ على محمّد، أن يزوّج ابنته من رجل فقير من قريش وأقلّهم مالاً. فقال لها: - والله – يا بنيّة، ما زوّجتك، ولكنّ الله زوّجك من عليّ، فكان بدوه منه. وذلك أنّه خطبك فلان وفلان، فعند ذلك جعلت أمرك إلى الله تعالى، وأمسكت عن النّاس، فبينا صلّيت يوم الجمعة، صلاة الفجر، إذ سمعت حفيف الملائكة، وإذا بحبيبي جبرئيل ومعه سبعون صفّاً من الملائكة متوّجين، مقرّطين مدملجين(37)، فقلت: ما هذه القعقعة من السماء [يا أخي جبرئيل]؟ فقال: يا محمّد! إنّ الله عزّ وجل اطّلع إلى الأرض اطّلاعة، فاختار منها من الرجال عليّاً (عليه السّلام)، ومن النساء فاطمة، فزوّج فاطمة من عليّ. فرفعت رأسها وتبسّمت بعد بكائها، وقالت: رضيت بما رضي الله ورسوله. فقال (عليه السّلام): ألا أزيدك يا فاطمة، في عليّ رغبة؟ قالت: بلى. قال: ﻻ يرد على الله عزّ وجل ركبان أكرم منّا أربعة: أخي صالح على ناقته، وعمّي حمزة على ناقتي العضباء، وأنا على البراق، وبعلك عليّ بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنّة. فقالت: صف لي الناقة من أيّ شيء خلقت؟ قال: ناقة خلقت من نور الله عزّ وجل، مدبجة الجنبين، صفراء، حمراء الرأس، سوداء الحدق، قوائمها من الذهب، خطامها من اللؤلؤ الرطب، عيناها من الياقوت، وبطنها من الزبرجد الأخضر، عليها قبّة من لؤلؤة بيضاء، يرى باطنها من ظاهرها، وظاهرها من باطنها، خلقت من عفو الله عزّ وجل. تلك الناقة من نوق الله، لها سبعون ألف ركن، بين الركن والركن سبعون ألف ملك، يسبّحون الله عزّ وجل بألوان التسبيح، ﻻ يمرّ على ملأ من الملائكة، إلاّ قالوا: من هذا العبد؟ ما أكرمه على الله عزّ وجل، أتراه نبيّاً مرسلاً، أو ملكاً مقرّباً، أو حامل عرش، أو حامل كرسيّ؟! فينادي مناد من بطنان العرش: أيّها النّاس! ليس هذا بنبيّ مرسل، ولا ملك مقرّب، هذا عليّ بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليه)، فيبدرون رجالاً رجالاً، فيقولون: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، حدّثونا فلم نصدّق، ونصحونا فلم نقبل، والّذين يحبّونه تعلّقوا بالعروة الوثقى، كذلك ينجون في الآخرة. يا فاطمة! ألا أزيدك في عليّ رغبة؟ قالت: زدني يا أبتاه. قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) إنّ عليّاً أكرم على الله من هارون، لأنّ هارون أغضب موسى، وعليّ لم يغضبني قطّ، والّذي بعث أباك بالحقّ نبيّاً، ما غضبت عليه يوماً قطّ، وما نظرت في وجه عليّ، إلاّ ذهب الغضب عنّي، يا فاطمة! ألا أزيدك في عليّ رغبة؟ قالت: زدني يا نبيّ الله! قال: هبط عليّ جبرئيل وقال: يا محمّد! اقرأ عليّاً من السلام، السلام. فقامت فاطمة (عليها السّلام) وقالت: رضيت بالله ربّاً، وبك يا أبتاه نبيّاً، وبابن عمّي بعلاً ووليّاً.
يوم المؤاخاة(38) لمّا كان يوم المباهلة، آخى النبيّ (صلى الله عليه وآله) بين المهاجرين والأنصار، وعليّ واقف يراه ويعرف مكانه، ولم يواخ بينه وبين أحد، فانصرف عليّ باكي العين، فافتقده النبيّ (صلى الله عليه وآله): فقال: ما فعل أبو الحسن؟! قالوا: انصرف باكي العين يا رسول الله. قال: يا بلال! اذهب، فائتني به. فمضى بلال إلى عليّ (عليه السّلام) وقد دخل منزله باكي العين، فقالت فاطمة (عليها السّلام). ما يبكيك ﻻ أبكى الله عينيك؟ قال: يا فاطمة! آخى النبيّ (صلى الله عليه وآله) بين المهاجرين والأنصار، وأنا واقف يراني ويعرف مكاني، ولم يواخ بيني وبين أحد، قالت: ﻻ يحزنك الله، لعلّه إنّما ذخرك لنفسه. فقال بلال: يا عليّ! أجب النبيّ. فأتى عليّ النبيّ، فقال النبيّ: ما يبكيك يا أبا الحسن؟ فقال: واخيت بين المهاجرين والأنصار يا رسول الله! وأنا واقف تراني وتعرف مكاني، ولم تواخ بيني وبين أحد. قال: إنّما دخرتك لنفسي، ألا يسرّك أن تكون أخا نبيّك؟ قال: بلى، يا رسول الله! أنّى لي بذلك، فأخذ بيده فأرقاه المنبر، فقال: اللهمّ إنّ هذا منّي وأنا منه، ألا أنّه منّي بمنزلة هارون من موسى، ألا من كنت مولاه فعليّ مولاه.
أيّ هؤلاء أفضل؟(39) سمعت سلمان الفارسي يقول: كنت جالساً بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه ألّذي قبض فيه، فدخلت فاطمة (عليها السّلام)، فلمّا رأت ما برسول الله (صلى الله عليه وآله) من الضعف خنقتها العبرة، حتّى جرت دموعها على خدّيها، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا بنيّة ما يبكيك؟ قالت يا رسول الله، أخشى على نفسي وولدي الضيعة من بعدك. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) – واغرورقت عيناه بالدموع -: يا فاطمة! أو ما علمت أنّا أهل بيت، اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وأنّه حتم الفناء على جميع خلقه، وأن الله تبارك وتعالى اطّلع إلى الأرض إطّلاعة، فاختارني منهم فجعلني نبيّاً. ثمّ اطّلع إلى الأرض ثانيةً فاختار بعلك، وأمرني أن أُزوّجك إيّاه، وأن أتّخذه أخاً ووزيراً ووصيّاً، وأن أجعله خليفتي في أُمّتي، فأبوك خير أنبياء الله ورسله، وبعلك خير الأوصياء والوزراء، وأنت أوّل من يلحقني من أهلي. ثمّ اطّلع إلى الأرض إطّلاعة ثالثة، فاختارك وأحد عشر رجلاً من ولدك وولد أخي: بعلك، فأنت سيّدة نساء أهل الجنّة، وابناك [الحسن والحسين] سيّدا شباب أهل الجنّة، وأنا وأخي والأحد عشر إماماً أوصيائي إلى يوم القيامة، كلّهم هادون مهديّون. أوّل الأوصياء بعد أخي الحسن، ثمّ الحسين، ثمّ [تسعة من] ولد الحسين في منزل واحد في الجنّة، وليس منزل أقرب إلى الله من [منزلي، ثمّ] منزل إبراهيم وآل إبراهيم. أما تعلمين – يا بنيّة – إنّ من كرامة الله إيّاك، أن زوّجك خير أُمّتي، وخير أهل بيتي، أقدمهم سلماً، وأعظمهم حلماً، وأكثرهم علماً، وأكرمهم نفساً، وأصدقهم لساناً، وأشجعهم قلباً، وأجودهم كفّاً، وأزهدهم في الدنيا، وأشدّهم إجتهاداً. فاستبشرت فاطمة (عليها السّلام) بما قال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفرحت، ثمّ قال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ لعليّ بن أبي طالب ثمانية أضراس، ثواقب نوافذ ومناقب، ليست لأحد من النّاس: إيمانه بالله وبرسوله قبل كلّ أحد، لم يسبقه إلى ذلك أحد من أمّتي، وعلمه بكتاب الله وسنّتي، وليس أحد من أُمّتي، يعلم جميع علمي غير بعلك، لأنّ الله علّمني علماً ﻻ يعلمه غيري [وغيره]، وعلّم ملائكته ورسله علماً، فأنا أعلمه، وأمرني الله أن أُعلّمه إيّاه. ففعلت ذلك، فليس أحد من أُمّتي يعلم جميع علمي وفهمي وفقهي كلّه غيره. إنّك – يا بنيّة – زوجته، وإنّ ابنيّ سبطاي الحسن والحسين وهما سبطا أُمّتي. وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وأنّ الله جلّ ثناؤه، علّمه الحكمة وفصل الخطاب. يا بنيّة! إنّا أهل بيت، أعطانا الله سبع خصال، ولم يعطها أحداً من الأوّلين والآخرين غيرنا: أنا سيّد الأنبياء والمرسلين وخيرهم، ووصيّي خير الوصيّين، ووزيري بعلك، وشهيدنا خير الشهداء. قالت: يا رسول الله! سيّد الشهداء الّذين قتلوا معك؟ قال: ﻻ، بل سيّد الشهداء من الأوّلين والآخرين، ما خلا الأنبياء والأوصياء. وجعفر بن أبي طالب [ذو الهجرتين] وذو الجناحين [المضرّجين]، يطير بهما مع الملائكة في الجنّة، وإبناك الحسن والحسين سبطا أُمّتي [وسيّدا شباب أهل الجنّة]. ومنّا – والذي نفسي بيده – مهديّ هذه الأمّة، الّذي يملأ الله به الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً. قالت فاطمة (عليه السّلام): يا رسول الله! فأيّ هؤلاء الّذين سمّيت أفضل؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أخي عليّ أفضل أُمّتي، وحمزة وجعفر هذان أفضل أُمّتي بعد عليّ وبعدك وبعد ابني وسبطي الحسن والحسين وبعد الأوصياء من ولد ابني هذا – وأشار رسول الله (صلى الله عليه وآله) (بيده) إلى الحسين (عليه السّلام) – منهم المهديّ [والّذي قبله أفضل منه، الأوّل خير من الآخر، لأنّه إمامه والآخر وصيّ الأوّل] إنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا. ثمّ نظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى فاطمة وإلى بعلها وإلى ابنيها، فقال: يا سلمان! أُشهد الله أنّي حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم، أما إنّهم معي في الجنّة، ثمّ أقبل النبيّ (صلى الله عليه وآله) على عليّ (عليه السّلام)، فقال: يا عليّ! إنّك ستلقى من قريش شدّة، من تظاهرهم عليك، وظلمهم لك، فإن وجدت أعواناً [عليهم] فجاهدهم، وقاتل من خالفك بمن وافقك، فإن لم تجد أعواناً فاصبر، وكفّ يدك ولا تلق بيدك إلى التهلكة، فإنّك [منّي] بمنزلة هارون من موسى، ولك بهارون أُسوة حسنة، إنّه قال لأخيه موسى: (إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي)(40).
نور فاطمة (عليها السّلام)(41) روي عن حارثة بن قدامة، قال: حدثني سلمان، قال: حدثني عمار، قال: أُخبرك عجباً؟ قلت: حدّثني يا عمّار! قال: نعم، شهدت عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) وقد ولج على فاطمة (عليها السّلام)، فلمّا أبصرت به نادت: ادن لأُحدّثك بما كان، وبما هو كائن، وبما لم يكن إلى يوم القيامة، حين تقوم الساعة. قال عمّار: فرأيت أمير المؤمنين (عليه السّلام) يرجع القهقري، فرجعت برجوعه إذ دخل على النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فقال له: ادن يا أبا الحسن، فدنا، فلمّا اطمأنّ به المجلس، قال له: تحدّثني أم أُحدّثك؟ قال: الحديث منك أحسن يا رسول الله. فقال: كأنّي بك وقد دخلت على فاطمة وقالت لك: كيت وكيت فرجعت. فقال عليّ (عليه السّلام): نور فاطمة من نورنا؟ فقال (صلى الله عليه وآله): أولا تعلم؟ فسجد عليّ (عليه السّلام) شكراً لله تعالى. قال عمّار: فخرج أمير المؤمنين (عليه السّلام) وخرجت بخروجه، فولج على فاطمة (عليها السّلام) وولجت معه، فقالت: كأنّك رجعت إلى أبي (صلى الله عليه وآله) فأخبرته بما قلته لك. قال: كان كذلك يا فاطمة. فقالت: اعلم يا أبا الحسن! إنّ الله تعالى خلق نوري، وكان يسبّح الله جلّ جلاله. ثمّ أودعه شجرةً من شجر الجنّة، فأضاءت، فلمّا دخل أبي الجنّة، أوحى الله تعالى إليه إلهاماً: أن اقتطف الثمرة من تلك الشجرة، وأدرها في لهواتك. ففعل. فأودعني الله سبحانه صلب أبي (صلى الله عليه وآله)، ثمّ أودعني خديجة بنت خويلد، فوضعتني، وأنا من ذلك النّّور، أعلم ما كان وما يكون وما لم يكن، يا أبا الحسن! المؤمن ينظر بنور الله تعالى.
اغفر لمن نصر ولدي(42) إذا كان يوم القيامة نادى مناد: (لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ)(43) فإذا قالها: لم يبق أحد إلاّ رفع رأسه. فإذا قال: (الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ)(44). لم يبق أحد إلاّ طأطأ رأسه إلاّ المسلمين المحبّين. قال: ثمّ ينادي: هذه فاطمة (عليها السّلام) بنت محمّد (صلى الله عليه وآله) تمرّ بكم، هي ومن معها إلى الجنّة، ثمّ يرسل الله لها ملكاً فيقول: يا فاطمة! سليني حاجتك. فتقول: ياربّ، حاجتي أن تغفر لي ولمن نصر ولدي.
شفاعة فاطمة (عليها السّلام) لأمّة أبيها(45) فيصيحون (أهل الكبائر) بأجمعهم بشهادة: أن ﻻ إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً رسول الله، فترتفع أصواتهم، فتسمع سيّدتنا فاطمة (عليها السّلام) أصواتهم فتقول: إنّي أسمع أصوات أُمّة أبي بين أطباق النيران. فيسمع جبرئيل (عليه السّلام) قول فاطمة (عليها السّلام)، فيقول: لأُعلم محمّداً. فيناديه الحقّ جلّ جلاله: يا جبرئيل، قد ارتفعت إليّ ضجّة العصاة من أُمّة حبيبي محمّد (صلى الله عليه وآله) بكلمة التوحيد، فامض يا جبرئيل، إلى مالك خازن النّار، وأمره أن يخفّف عنهم العذاب. قال: فيأتي جبرئيل (عليه السّلام) إلى مالك، فيقول له: يا مالك، يقول ربّك: افتح على أهل الكبائر من أُمّة محمّد (صلى الله عليه وآله) باب النّار وخفّف عنهم العذاب.
إنّ الله مع أبي(46) قالت خديجة: واخيبة من كذّب محمّداً (صلى الله عليه وآله) وهو خير رسول ونبيّ، فنادت فاطمة (عليها السّلام) من بطنها: يا أُمّاه، ﻻ تحزني ولا ترهبي، فإنّ الله مع أبي.
أبوا هذه الأمّة(47) أبوا هذه الأمّة محمّد وعليّ، يقيمان أودهم(48)، وينقذانهم من العذاب الدائم إن أطاعوهما، ويبيحانهم النعيم الدائم إن وافقوهما.
الملائكة يختارون عليّاً (عليه السّلام)(49) عن عبد الله بن مسعود، قال: أتيت فاطمة صلوات الله عليها، فقلت لها: إين بعلك؟ فقالت: إنّ نفراً من الملائكة، تشاجروا في شيء، فسألوا حكماً من الآدمييّن. فأوحى الله تعالى إليهم أن تخيّروا، فاختاروا عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام).
الفائزون في القيامة(50) سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لمّا أُسري بي إلى السماء، دخلت الجنّة، فإذا أنا بقصر من درّة بيضاء مجوّفة، وعليها باب مكللّ بالدرّ والياقوت، وعلى الباب ستر فرفعت رأسي. فإذا مكتوب على الباب: (ﻻ إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، عليّ وليّ القوم) وإذا مكتوب على الستر: (بخّ بخّ، من مثل شيعة علي؟). فدخلته فإذا أنا بقصر من عقيق أحمر مجوّف، وعليه باب من فضّة، مكلّل بالزبرجد الأخضر، وإذا على الباب ستر، فرفعت رأسي، فإذا مكتوب على الباب: (محمد رسول الله، عليّ وصيّ المصطفى). وإذا على الستر مكتوب: (بشرّ شيعة عليّ بطيب المولد). فدخلته فإذا أنا بقصر من زمرّد أخضر مجوّف، لم أر أحسن منه، وعليه باب من ياقوتة حمراء، مكلّلة باللؤلؤ، وعلى الباب ستر، فرفعت رأسي. فإذا مكتوب على الستر: (شيعة عليّ هم الفائزون). فقلت: حبيبي جبرئيل لمن هذا؟. فقال: يا محمّد! لابن عمّك ووصيّك، عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) يحشر النّاس كلّهم يوم القيامة حفاةً، عراةً إلاّ شيعة عليّ. ويدعى النّاس بأسماء امّهاتهم ما خلا شيعة عليّ (عليه السّلام) فإنّهم يدعون بأسماء آبائهم. فقلت: حبيبي جبرئيل، وكيف ذاك؟ قال: لأنّهم أحبّوا عليّاً فطاب مولدهم.
نحن ورثة أنبيائه(51) احمدوا الله، الّذي لعظمته ونوره، يبتغي من في السماوات والأرض، إليه الوسيلة، ونحن وسيلته في خلقه، ونحن خاصّته ومحلّ قدسه، ونحن حجّته في غيبه، ونحن ورثة أنبيائه.
الإمامة في ولد الحسين (عليه السّلام)(52) لمّا حملت فاطمة (عليها السّلام) بالحسن، خرج النبيّ (صلى الله عليه وآله) في بعض وجوهه؛ فقال لها: إنّك ستلدين غلاماً، قد هنّأني به جبرئيل، فلا ترضعيه حتّى أصير إليك. قالت: فدخلت على فاطمة، حين ولدت الحسن (عليه السّلام) وله ثلاث ما أرضعته، فقلت لها: أعطنيه حتّى أُرضعه، فقالت: كلاّ، ثمّ أدركتها رقّة الأُمّهات فأرضعته. فلمّا جاء النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال لها: ماذا صنعت؟ قالت: أدركني عليه رقّة الأُمّهات، فأرضعته. فقال: أبى الله عزّ وجل، إلاّ ما أراد. فلمّا حملت بالحسين (عليه السّلام) قال لها: يا فاطمة، إنّك ستلدين غلاماً، قد هنّأني به جبرئيل، فلا تر ضيعه حتّى أجيء إليك، ولو أقمت شهراً. قالت: أفعل ذلك، وخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بعض وجوهه، فولدت فاطمة الحسين (عليه السّلام)، فما أرضعته حتّى جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله). فقا لها: ماذا صنعت؟ قالت: ما أرضعته. فأخذه، فجعل لسانه في فمه، فجعل الحسين يمصّ، حتّى قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) إيهاً حسين إيهاً حسين، ثمّ قال: أبى الله إلاّ مايريد، هي فيك وفي ولدك، يعني الإمامة.
سليني أُعطك(53) إذا كان يوم القيامة، نادى مناد: يا معشر الخلائق، غضّوا أبصاركم، حتّى تمرّ فاطمة بنت محمّد (صلى الله عليه وآله). فتكون أوّل من تكسى، ويستقبلها من الفردوس، اثنتا عشرة ألف حوراء، لم يستقبلن أحداً قبلها ولا أحداً بعدها، على نجائب من ياقوت، أجنحتها وأزمتها اللؤلؤ، عليها رحائل من درّ، على كلّ رحالة منها نمرقة من سندس، وركائبها زبرجد، فيجوزون بها الصراط، حتّى ينتهون بها إلى الفردوس، فيتباشر بها أهل الجنان؛ وفي بطنان الفردوس، قصور بيض، وقصور صفر، من لؤلؤة من غرز واحد. وإنّ في القصور البيض لسبعين ألف دار، منازل محمد وآله صلوات الله عليهم. وإنّ في القصور الصفر لسبعين ألف دار، مساكن إبراهيم وآله (عليهم السلام). فتجلس على كرسي من نور، ويجلسن حولها، ويبعث إليها ملك لم يبعث إلى أحد قبلها، ولا يبعث إلى أحد بعدها، فيقول: إنّ ربّك يقرئك السلام ويقول: سليني أعط؛ فتقول: قد أتمّ عليّ نعمته، وهنّأني كرامته، وأباحني جنّته، أسأله ولدي وذرّيتي ومن ودّهم بعدي، وحفظهم من بعدي. فيوحي الله إلى الملك، من غير أن يزول من مكانه: أن سرّها وبشرّها أنّي قد شفّعتها في ولدها، ومن ودّهم بعدها وحفظهم فيها. فتقول: الحمد لله، الذي أذهب عنّا الحزن وأقرّ عيني.
محبّوا فاطمة (عليها السّلام) وعترتها(54) رأيت سلمان وبلال يقبلان إلى النبي (صلى الله عليه وآله)... فقال له سلمان: يا مولاي، سألتك بالله، إلاّ أخبرتني بفضائل فاطمة (عليها السّلام) يوم القيامة؟ قال: فأقبل النبي (صلى الله عليه وآله) ضاحكاً مستبشراً، ثمّ قال: والذي نفسي بيده، إنّها الجارية التي تجوز في عرصة القيامة على ناقة، رأسها من خشية الله، وعيناها من نور الله، وخطامها(55) من جلال الله، وعنقها من بهاء الله، وسنامها من رضوان الله، وذنبها من قدس الله، وقوائمها من مجد الله؛ إن مشت سبّحت، وإن رغت قدّست، عليها هودج من نور، فيه جارية إنسيّة حوريّة عزيزة، جمعت فخلقت، وصنعت ومثّلت (من) ثلاثة أصناف: فأوّلها من مسك أذفر، وأوسطها من العنبر الأشهب، وآخرها من الزعفران الأحمر، عجنت بماء الحيوان، لو تفلت تفلة في سبعة أبحر مالحة لعذبت؛ ولو أخرجت ظفر خنصرها إلى دار الدنيا، لغشي الشمس والقمر، جبرئيل عن يمينها، وميكائيل عن شمالها، وعليّ أمامها، والحسن والحسين وراءها – والله – يكلؤها ويحفظها. فيجوزون في عرصة القيامة، فإذا النداء من قبل الله جلّ جلاله: معاشر الخلائق، غضّوا أبصاركم ونكّسوا رؤوسكم، هذه فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله) نبيّكم، زوجة عليّ إمامكم، أُمّ الحسن والحسين. فتجوز الصراط وعليها ريطتان(56) بيضاوان فإذا دخلت الجنّة، ونظرت إلى ما أعدّ الله لها من الكرامة، قرأت: بسم الله الرحمن الرحيم (الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ)(57). قال: فيوحي الله عزّ وجل إليها: يا فاطمة، سليني أعطك، وتمنّي عليّ أرضك. فتقول: إلهي أنت المنى وفوق المنى، أسألك أن ﻻ تعذّب محبّي ومحبّ عترتي بالنّار. فيوحي الله إليها: يا فاطمة، وعزّتي وجلالي وإرتفاع مكاني، لقد آليت على نفسي، من قبل أن أخلق السماوات والأرض بألفي عام، أن ﻻ اعذّب محبّيك، ومحبّي عترتك بالنّار.
أحببت أن يعرف قدري(58) قال جابر لأبي جعفر (عليه السّلام) جعلت فداك يابن رسول الله، حدّثني بحديث في فضل جدّتك فاطمة (عليها السّلام) إذا أنا حدّثت به الشيعة فرحوا بذلك. قال أبو جعفر (عليه السّلام): حدّثني أبي، عن جدّي، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: إذا كان يوم القيامة – إلى ان قال – فيقول الله تعالى: يا أهل الجمع، إنّي قد جعلت الكرم، لمحمّد وعليّ والحسن والحسين وفاطمة، يا أهل الجمع، طأطئوا الرؤوس، وغضّوا الأبصار، فإنّ هذه فاطمة تسير إلى الجنّة... فإذا صارت عند باب الجنّة تلتفت، فيقول الله: يا بنت حبيبي، ما التفاتك وقد أمرت بك إلى جنّتي؟. فتقول: ياربّ، أحببت أن يعرف قدري في مثل هذا اليوم. فيقول الله: يا بنت حبيبي، ارجعي فانظري من كان في قلبه حبّ لك، أو لأحد من ذرّيتك، خذي بيده فأدخليه الجنّة. فقال أبو جعفر (عليه السّلام): - والله – يا جابر، إنّها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبّيها، كما يلتقط الطير الحبّ الجيّد من الحبّ الردئ، فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنّة، يلقي الله في قلوبهم أن يلتفتوا، فإذا التفتوا، فيقول الله عزّ وجل: يا أحبّائي، ما التفاتكم وقد شفّعت فيكم فاطمة بنت حبيبي؟ فيقولون: يا ربّ، أحببنا أن يعرف قدرنا في مثل هذا اليوم. فيقول الله: يا أحبّائي، ارجعوا وانظروا من أحبّكم لحبّ فاطمة، انظروا من أطعمكم لحبّ فاطمة، انظروا من كساكم لحبّ فاطمة، انظروا من سقاكم شربة في حبّ فاطمة، انظروا من ردّ عنكم غيبة في حبّ فاطمة، خذوا بيده وأدخلوه الجنّة. قال أبو جعفر (عليه السّلام): - والله – ﻻ يبقى في النّاس، إلاّ شاكّ أو كافر أو منافق. فإذا صاروا بين الطبقات، نادوا كما قال الله تعالى: (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ)(59). فيقولون: (فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)(60). قال أبو جعفر (عليه السّلام): هيهات هيهات، منعوا ما طلبوا. (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ)(61).
اللهم شفّعني فيهم(62) إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: يا أهل القيامة، اغمضوا أبصاركم لتجوز فاطمة بنت محمّد (صلى الله عليه وآله)، مع قميص مخضوب بدم الحسين (عليه السّلام) فتحتوي على ساق العرش، فتقول: أنت الجبّار العدل، اقض بيني وبين من قتل ولدي، فيقضي الله بسنّتي ـ وربّ الكعبة ـ. ثمّ تقول: اللّهم اشفعني فيمن بكى على مصيبته، فيشفّعها الله فيهم.
مقام فاطمة (عليها السّلام) في القيامة(63) سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) يقول: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم على فاطمة (عليها السّلام) وهي حزينة، فقال لها: ما حزنك يا بنيّة؟ قالت: يا أبة، ذكرت المحشر، ووقوف النّاس عراة يوم القيامة. قال: يا بنيّة، إنّه ليوم عظيم، ولكن قد أخبرني جبرئيل (عليه السّلام) عن الله عزّ وجل أنّه قال: أوّل من تنشقّ عنه الأرض يوم القيامة أنا، ثمّ أبي إبراهيم، ثمّ بعلك علي بن أبي طالب (عليه السّلام)، ثمّ يبعث الله إليك جبرئيل في سبعين ألف ملك فيضرب على قبرك، سبع قباب من نور، ثمّ يأتيك إسرافيل بثلاث حلل من نور، فيقف عند رأسك فينادينّك: يا فاطمة بنت محمّد، قومي إلى محشرك، فتقومين آمنة روعتك، مستورة عورتك. فيناولك إسرافيل الحلل فتلبسينها، ويأتيك روفائيل بنجيبة من نور، زمامها من لؤلؤ رطب، عليها محفّة من ذهب، فتركبينها، ويقود روفائيل بزمامها. وبين يديك سبعون ألف ملك، بأيديهم ألوية التسبيح. فإذا جدّ بك السير، استقبلتك سبعون ألف حوراء، يستبشرنَّ بالنظر إليك، بيد كلّ واحدة منهنّ مجمرة من نور، يسطع منها ريح العود من غير نار، وعليهنّ أكاليل الجوهر مرصّع بالزبرجد الأخضر، فيسرن عن يمينك. فإذا [سرت] مثل الذي سرت من قبرك إلى أن لقينك، استقبلتك مريم بنت عمران، في مثل من معك من الحور، فتسلّم عليك، وتسير هي ومن معها عن يسارك. ثمّ تستقبلك أُمّك خديجة بنت خويلد، أوّل المؤمنات بالله ورسوله. ومعها سبعون ألف ملك، بأيديهم ألوية التكبير، فإذا قربت من الجمع، استقبلتك حوّاء، في سبعين ألف حوراء، ومعها آسية بنت مزاحم، فتسير هي ومن معها معك، فإذا توسّطت الجمع – وذلك أنّ الله يجمع الخلائق في صعيد واحد – فيستوي بهم الأقدام [إليك]. ثمّ ينادي مناد من تحت العرش يسمع الخلائق: غضّوا أبصاركم حتّى تجوز فاطمة الصدّيقة بنت محمّد (صلى الله عليه وآله) ومن معها. فلا ينظر إليك يومئذ إلاّ إبراهيم، خليل الرحمان (عليه السّلام)، وعلي بن أبي طالب، ويطلب آدم حوّاء فيراها مع أُمّك خديجة أمامك. ثمّ ينصب لك منبر من النّّور، فيه سبع مراق، بين المرقاة إلى المرقاة صفوف الملائكة بأيديهم ألوية النّّور، ويصطفّ الحور العين عن يمين المنبر وعن يساره. وأقرب النساء عنك (معك) عن يسارك حوّاء وآسية. فإذا صرت في أعلى المنبر، أتاك جبرئيل (عليه السّلام) فيقول لك: يا فاطمة، سلي حاجتك. فتقولين: ياربّ، أرني الحسن والحسين. فيأتياك وأوداج الحسين تشخب دماً، وهو يقول: يا ربّ، خذ لي اليوم حقّي ممّن ظلمني. فيغضب عند ذلك الجليل، وتغضب لغضبه جهنّم والملائكة أجمعون، فتزفر جهنّم عند ذلك زفرة، ثمّ يخرج فوج من النّار ويلتقط قتلة الحسين وأبناءهم وأبناء أبنائهم، ويقولون: ياربّ: إنّا لم نحضر الحسين (عليه السّلام). فيقول الله لزبانية جهنّم: خذوهم بسيماهم، بزرقة الأعين وسواد الوجوه، خذوا بنواصيهم فألقوهم في الدّرك الأسفل من النّار. فإنّهم كانوا أشدّ على أولياء الحسين، من آبائهم الذين حاربوا الحسين فقتلوه، فيسمع شهيقهم في جهنّم. ثمّ يقول جبرئيل (عليه السّلام): يا فاطمة، سلي حاجتك. فتقولين: ياربّ، شيعتي، فيقول الله عزّ وجل: قد غفرت لهم. فتقولين: يا ربّ، شيعة ولدي، فيقول الله: قد غفرت لهم. فتقولين: ياربّ، شيعة شيعتي، فيقول الله: انطلقي فمن اعتصم بك فهو معك في الجنّة، فعند ذلك يودّ الخلائق أنّهم كانوا فاطميّين. فتسيرين ومعك شيعتك، وشيعة ولدك، وشيعة أمير المؤمنين، آمنة روعاتهم، مستورة عوراتهم، قد ذهبت عنهم الشدائد، وسهلت لهم الموارد، يخاف النّاس وهم ﻻ يخافون، ويظمأ النّاس وهم ﻻ يظمأون. فإذا بلغت باب الجنّة، تلقّتك اثنتا عشرة ألف حوراء، لم يتلقّين أحداً (كان) قبلك ولا يتلقّين أحداً كان بعدك، بأيديهم حراب من نور، على نجائب من نور، رحائلها (حمائلها) من الذهب الأصفر والياقوت، أزمّتها من لؤلؤ رطب، على كلّ نجيب نمرقة من سندس منضود. فإذا دخلت الجنّة تباشر بك أهلها، ووضع لشيعتك موائد من جوهر، على أعمدة من نور، فيأكلون منها والنّاس في الحساب (وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون)(64). فإذا استقرّ أولياء الله في الجنّة، زارك آدم ومن دونه من النبيّين. وإنّ في بطنان الفردوس لؤلؤتان من عرق واحد، لؤلؤة بيضاء ولؤلؤة صفراء، فيهما قصور ودور، في كلّ واحدة سبعون ألف دار، فالبيضاء منازل لنا ولشيعتنا، والصفراء منازل لإبراهيم وآل إبراهيم (عليهم السلام). قالت: يا أبة، فما كنت أحبّ أن أرى يومك و (ﻻ) أبقى بعدك. قال: يا بنيّة، لقد أخبرني جبرئيل عن الله عزّ وجل: أنّك أوّل من يلحقني من أهل بيتي، فالويل كلّه لمن ظلمك، والفوز العظيم لمن نصرك. قال عطاء: وكان ابن عباس إذا ذكر هذا الحديث، تلا هذه الآية: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُم(65) مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ)(66).
|
1 ـ علل الشرائع 1/179، ب 142، ح 6: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عبد الله بن مسكان،... 2 ـ أمالي الصدوق 153، المجلس 34، ح 8: حدثنا علي بن محمد بن الحسن القزويني، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: حدثنا جندل بن والق، قال: حدثنا محمد بن عمر المازني، عن عبّاد الكلبي [الكليبي خ ل] عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن فاطمة الصغرى، عن الحسين بن علي، عن أُمّه فاطمة بنت محمّد (صلوات الله عليهم) قالت:... 3 ـ كفاية الأثر 193-194: أخبرنا أبو الفضل – رضي الله عنه – قال: حدثنا أبو بكر محمد بن مسعود النبلي، قال: حدثنا الحسين [الحسن خ ل] بن عقيل الأنصاري، قال: حدثنا أبو إسماعيل إبراهيم بن أحمد عن عبد الله بن موسى، عن أبي خالد عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن عمّته زينب بنت عليّ (عليه السّلام) عن فاطمة (عليها السّلام) قالت:... 4 ـ كفاية الأثر 196-197: حدثنا علي بن الحسن، عن محمد، قال: حدثني أبي، عن علي بن قابوس القمي بقم، قال: حدثني محمد بن الحسن، عن يونس بن ظبيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين [بن علي] (عليهم السلام) قال: قالت لي أُمّي فاطمة (عليها السّلام):... 5 ـ كشف الغمّة 1/184: عن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) قالت:... 6 ـ كشف الغمّة 1/143: عن فاطمة الزهراء (عليها السّلام) قالت:... 7 ـ بحار الأنوار 41/271-272، ح 26 عن الطرائف: ذكر شيخ المحدثين ببغداد، بإسناده عن أسماء بنت واثلة، قالت:... 8 ـ مناقب ابن شهر آشوب 3/320: القاضي أبو محمد الكرخي في كتابه، عن الصادق (عليه السّلام): قالت فاطمة (عليها السّلام):... 9 ـ النور: 63. 10 ـ البذخ: التكبّر. 11 ـ كشف الغمّة 2/30: روي عن عليّ (عليه السّلام) عن فاطمة (عليها السّلام) قالت:... 12 ـ دلائل الإمامة 2: حدثني أبو الفرج المعافي، عن إسحاق بن محمد، عن أحمد بن الحسن، عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عمّه زيد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين بن علي (عليه السّلام) قال: حدثتني فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) قالت:... 13 ـ أمالي الشيخ الطوسي 1/40، ب 2، ضمن ح 14:... 14 ـ كشف الغمّة 1/500 روي: أنه لما حضرت فاطمة (عليها السّلام) الوفاة قالت لأسماء:... 15 ـ بحار الأنوار 43/ 200، ح 30 عن مصباح الأنوار: عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السلام) قال: ماتت فاطمة (عليها السّلام) ما بين المغرب والعشاء، وعن عبد الله بن الحسن، عن أبيه عن جده (عليه السّلام):... 16 ـ دلائل الإمامة 43-44: روى أحمد بن محمد الخشّاب الكرخي عن زكريّا بن يحيى الكوفي، عن ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن محمد بن الحسن، عن أبي بصير،... 17 ـ الخصال 1/77 ح 122، وإرشاد المفيد 187 وأعلام الورى 211: حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي، قال حدثني جدي، عن الزبير بن أبي بكر، عن إبراهيم بن حمزة الزبيرى عن إبراهيم بن علي الرافعي، عن أبيه، عن جدّته زينب بنت أبي رافع قالت: 18 ـ علل الشرائع 2/556 ب 343 ح 8 ودلائل الإمامة 2: حدثنا أحمد بن محمد، عن ابيه، عن محمد بن أحمد، عن أبي عبد الله الرازي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن روح بن صالح، عن هارون بن خارجة، رفعه عن فاطمة (عليها السّلام) قالت: 19 ـ الزلزلة: 1-4. 20 ـ التهذيب 6/9 ب 3 ح 11: محمد بن أحمد بن داود، عن علي بن حبشي بن قوني، عن علي بن سليمان الزراري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل، عن الخيبري:... 21 ـ بحار الأنوار 100/194 ح 10: عن كتاب مصباح الأنوار، عن أمير المؤمنين (عليه السّلام)، عن فاطمة (عليها السّلام) قالت:... 22 ـ عوالم سيدة النساء 2/930 قال: رأيت بخطّ الشيخ الجليل السيد هاشم، عن شيخه السيّد ماجد البحراني عن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني، عن شيخه المقدّس الأردبيلي، عن شيخه علي بن عبد العالي الكركي، عن الشيخ علي بن هلال الجزائري. عن الشيخ أحمد بن فهد الحلّي، عن الشيخ علي بن الخازن الحائري، عن الشيخ ضياء الدين علي بن الشهيد الأوّل، عن أبيه، عن فخر المحقّقين، عن شيخه العلاّمة الحلّي، عن شيخه المحقّق، عن شيخه ابن نما الحلّي، عن شيخه محمد بن إدريس الحلّي، عن ابن حمزة الطوسي صاحب (ثاقب المناقب) عن الشيخ الجليل، محمد بن شهر آشوب، عن الطبرسي صاحب (الإحتجاج) عن شيخه الجليل، الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي، عن أبيه شيخ الطائفة، عن شيخه المفيد، عن شيخه ابن قولويه القمّي، عن شيخه الكليني، عن علي بن إبراهيم [عن أبيه إبراهيم] بن هاشم، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن قاسم بن يحيى الجلاء الكوفي، عن أبي بصير، عن أبان بن تغلب البكري، عن جابر بن يزيد الجعفي؛ عن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن فاطمة الزهراء (عليها السّلام) بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال: سمعت فاطمة أنّها قالت:... 23 ـ الأحزاب: 33. 24 ـ بحار الأنوار 43/78 عن علل الشرائع: القطّان، عن السكّري، عن الجوهري، عن شعيب بن واقد، عن إسحاق بن جعفر بن محمّد بن عيسى بن زيد بن عليّ، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السّلام) يقول:... 25 ـ آل عمران: 42-43. 26 ـ عوالم سيدة النساء 1/105 قال وفي الحديث: 27 ـ آل عمران: 37. 28 ـ بحار الأنوار 37/68 عن العمدة:... 29 ـ بحار الأنوار 43/38: وفي خبر، عن جابر بن عبد الله:... 30 ـ عوالم سيدة النساء: 1/167 عن مجمع الزوائد: روى من طريق الطبراني، عن ابن عبّاس قال:... 31 ـ عوالم سيدة النساء 1/181 عن بشارة المصطفى: (بإسناده) عن عليّ بن موسى الرضا (عليه السّلام)، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه،... 32 ـ الخرائج والجرائح 528 ح 3: روي عن جابر بن عبد الله، قال:... 33 ـ آل عمران: 37. 34 ـ عوالم سيّدة النساء 1/450 عن السبعيّات،... 35 ـ الجنّة العاصمة 179:... 36 ـ بحار الأنوار 43/149 ح 6، عن كتاب الروضة في الفضائل، وفضائل ابن شاذان: عن ابن عبّاس – يرفعه – إلى سلمان الفارسي رضي الله عنه قال:... 37 ـ أي كان على رؤوسهم التاج، وفي آذانهم القرط، وفي معاصمهم الدملوج، وهو حليّ يلبس في المعصم. 38 ـ بحار الأنوار 38/343 ضمن ح 18 عن كشف الغمّة:... 39 ـ كتاب سليم بن قيس 69:... 40 ـ الأعراف: 150. 41 ـ بحار الأنوار 43/17 عن عيون المعجزات. 42 ـ تفسير فرات الكوفي ص 153: حدّثني محمّد بن عيسى بن زكريّا الدهقان، قال: حدّثنا عبد الرحمان – يعني ابن سرّاج – قال: حدّثنا أبو جعفر، عن أبي حمزة الثمالي، عن عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) قال:... 43 ـ الزخرف: 68. 44 ـ الزخرف: 69. 45 ـ عوالم سيّدة النساء 2/1189، عن كتاب البعث والنشور قال:.. 46 ـ عوالم سيّدة النساء 2/855 عن الروض الفائق قال:... 47 ـ عوالم سيّدة النّساء 2/867 عن تفسير الإمام العسكري (عليه السّلام): قالت فاطمة (عليه السّلام): ... 48 ـ أودهم: إعوجاجهم. 49 ـ الإختصاص 208:... 50 ـ بحار الأنوار 68/76 ح 136 عن المسلسلات:... عن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قالت:... 51 ـ السقيفة وفدك 98: في حديث – عن فاطمة (عليها السّلام) قالت:... 52 ـ بحار الأنوار 43/ 254 ح 32 عن المناقب، لابن شهر آشوب: عن برّة ابنة أُميّة الخزاعي قالت:... 53 ـ تفسير فرات ص 169: أبو القاسم العلويّ الحسني – معنعناً – عن ابن عباس:... 54 ـ تأويل الآيات: /473 ح 12: ذكر الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه، عن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، عن أبي الحسن أحمد بن محمد الشعراني، عن أبي محمد عبد الباقي، عن عمر بن سنان المنيحي، عن حاجب بن سليمان، عن وكيع بن الجرّاح، عن سليمان الأعمش، عن ابن ظبيان، عن أبي ذر، رحمة الله عليه قال:... 55 ـ الخطام: الزمام. 56 ـ الريطة: الملاءة إذا كانت قطعة واحدة. 57 ـ فاطر: 34 و 35. 58 ـ تفسير الفرات ص 113: سهل بن أحمد الدينوري – معنعناً – عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) قال:... 59 ـ الشعراء: 100 و 101. 60 ـ الشعراء: 102. 61 ـ الأنعام: 28. 62 ـ عوالم سيدة النساء 2/1172 عن ينابيع المودة: عن علي (عليه السّلام):... 63 ـ تفسير الفرات ص 171: حدّثنا سليمان بن محمّد بن أبي العطوس – معنعناً – عن ابن عبّاس رضي الله عنه قال:... 64 ـ الأنبياء: 102. 65 ـ وما ألتناهم: أي ما نقصناهم. 66 ـ الطور: 21. |
![]() |