عبادات

 

السلام على الزهراء(1)

يزيد بن عبد الملك، عن أبيه، عن جدّه قال: دخلت على فاطمة (عليها السّلام) فبدأتني بالسلام ثمّ قالت:

ما غدا بك؟

قلت: طلب البركة.

قالت: أخبرني أبي وهوذا: من سلّم عليه أو عليّ ثلاثة أيّام، أوجب الله له الجنّة.

قلت لها: في حياته وحياتك؟

قالت: نعم وبعد موتنا.

 

 

الشعائر الحسينيّة(2)

روي أنّه لمّا أخبر النبيّ (صلى الله عليه وآله) إبنته فاطمة بقتل ولدها الحسين وما يجري عليه من المحن، بكت فاطمة بكاءًا شديداً وقالت:

يا أبة متى يكون ذلك؟

قال: في زمان خال منّي ومنك ومن عليّ.

فاشتدّ بكاؤها وقالت: يا أبة فمن يبكي عليه؟ ومن يلتزم بإقامة العزاء له؟

فقال النبيّ: يا فاطمة إنّ نساء أُمّتي، يبكون على نساء أهل بيتي، ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي، ويجدّدون العزاء جيلاً بعد جيل، في كلّ سنة فإذا كان يوم القيامة، تشفعين أنت للنساء، وأنا أشفع للرجال، وكلّ من بكى منهم على مصاب الحسين، أخذنا بيده وأدخلناه الجنّة.

يا فاطمة! كلّ عين باكية يوم القيامة، إلاّ عين بكت على مصاب الحسين (عليه السّلام) فإنّها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنّة.

 

 

المتهاون بالصلاة(3)

يا أبتاه ما لمن تهاون بصلاته من الرجال والنساء؟

قال: يا فاطمة من تهاون بصلاته من الرجال والنساء، ابتلاه الله بخمس عشرة خصلة: ست منها في دار الدنيا، وثلاث عند موته، وثلاث في قبره، وثلاث في القيامة إذا خرج من قبره.

فأما اللواتي تصيبه في دار الدنيا: فالأولى يرفع الله البركة من عمره، ويرفع الله البركة من رزقه، ويمحو الله عزّ وجل سيماء الصالحين من وجهه، وكل عمل يعمله ﻻ يؤجر عليه، ولا يرتفع دعاؤه إلى السماء، والسادسة ليس له حظ في دعاء الصالحين.

وأما اللواتي تصيبه عند موته فأولاهنّ أنه يموت ذليلاً، والثانية يموت جائعاً، والثالثة يموت عطشاناً، فلو سقي من أنهار الدنيا، لم يرو عطشه.

وأما اللواتي تصيبه في قبره، فأولاهنّ يوكل الله به ملكاً يزعجه في قبره، والثانية يضيق عليه قبره، والثالثة تكون الظلمة في قبره.

وأما اللواتي تصيبه يوم القيامة إذا خرج من قبره: فأولاهنّ أن يوكل الله به ملكاً، يسحبه على وجهه والخلائق ينظرون اليه، والثانية يحاسب حساباً شديداً، والثالثة ﻻ ينظر الله اليه، ولا يزكيه وله عذاب أليم.

 

 

عند غروب الجمعة(4)

عن فاطمة بنت النبي صلوات الله عليها قالت:

سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: إن في الجمعة لساعة ﻻ يراقبها [يوافقها خ ل] رجل مسلم يسأل الله عزّ وجل فيها خيراً، إلاّ أعطاه إيّاه.

قالت: فقلت: يا رسول الله: أي ساعة هي؟

قال (صلى الله عليه وآله): إذا تدلّى نصف عين الشمس للغروب.

قال: وكانت فاطمة (عليها السّلام) تقول لغلامها: اصعد على الظراب،(5) فإذا رأيت نصف عين الشمس قد تدلّى للغروب، فأعلمني حتّى أدعو.

 

 

مستلزمات الصوم(6)

ما يصنع الصائم بصيامه، إذا لم يصن لسانه وسمعه وبصره وجوارحه؟.

 

 

من تعقيبات صلاة العصر(7)

سبحان من يعلم جوارح القلوب، سبحان من يحصي عدد الذنوب، سبحان من ﻻ يخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، والحمد لله الذي لم يجعلني كافراً لأنعمه ولا جاحداً لفضله فالخير منه، وهو أهله والحمد لله على حجته البالغة، على جميع من خلق، ممن أطاعه وممن عصاه، فإن رحم فمنٌ منّه، وإن عاقب فبما قدّمت أيديهم، وما الله بظلام للعبيد، والحمد لله العلي المكان، الرفيع البنيان، الشديد الأركان، العزيز السلطان، العظيم الشأن، الواضح البرهان، الرحيم الرحمان المنعم المنّان، الحمد لله الذي احتجب عن كل مخلوق يراه بحقيقة الربوبية، وقدرة الوحدانية، فلم تدركه الأبصار، ولم تحط به الأخبار، ولم يقسه مقدار، ولم يتوهّمه اعتبار، لأنه الملك الجبّار.

اللّهم قد ترى مكاني، وتسمع كلامي، وتطّلع على أمري، وتعلم ما في نفسي، وليس يخفى عليك شيء من أمري، وقد سعيت إليك في طلبتي، وطلبت إليك في حاجتي، وتضرّعت إليك في مسألتي، وسألتك لفقر وحاجة، وذلّة وضيقة، وبؤس ومسكنة، وأنت الرب الجواد بالمغفرة، تجد من تعذّب غيري، ولا أجد من يغفر لي غيرك، وأنت غنيّ عن عذابي، وأنا فقير إلى رحمتك، فأسألك بفقري إليك، وغناك عنّي، وبقدرتك عليّ، وقلة امتناعي منك، أن تجعل دعائى هذا دعاءً وافق منك إجابة، ومجلسي هذا مجلساً، وافق منك رحمةً، وطلبتي هذه طلبة، وافقت نجاحاً، وما خفت عسرته من الأمور فيسّره، وما خفت عجزه من الأشياء، فوسّعه، ومن أرادني بسوءٍ من الخلائق كلهم، فاغلبه، آمين يا أرحم الراحمين.

وهوّن عليّ ما خشيت شدّته، واكشف عنّي ما خشيت كربته، ويسّرلي ما خشيت عسرته، آمين يا رب العالمين.

اللّهم انزع العجب والرياء والكبر والبغي والحسد والضعف والشك والوهن والضرّ والأسقام والخذلان والمكر والخديعة والبلية والفساد، من سمعي وبصري وجميع جوارحي، وخذ بناصيتي إلى ما تحب وترضى، يا أرحم الراحمين.

اللّهم صلّ على محمد وآل محمد، واغفر ذنبي، واستر عورتي وآمن روعتي، واجبر مصيبتي واغن فقري، ويسّر حاجتي، وأقلني عثرتي، واجمع شملي، واكفني ما أهمّني، وما غاب عنّي، وما حضرني وما أتخوّفه منك، يا أرحم الراحمين.

اللّهم فوّضت أمري إليك، والجأت ظهري إليك، واسلمت نفسي إليك بما جنيت عليها، فرقاً منك وخوفاً وطمعاً، وأنت الكريم الذي ﻻ يقطع الرجاء، ولا يخيب الدعاء، فأسألك بحق إبراهيم خليلك، وموسى كليمك وعيسى روحك، ومحمد (صلى الله عليه وآله) صفيّك ونبيّك، ألاّ تصرف وجهك الكريم عنّي، حتى تقبل توبتي، وتغفر لي خطيئتي، يا أرحم الراحمين، ويا أحكم الحاكمين.

اللّهم اجعل ثأري على من ظلمني، وانصرني على من عاداني، اللّهم ﻻ تجعل مصيبتي في ديني، ولا تجعل الدنيا أكبر همّي، ولا مبلغ علمي، اللّهم اصلح لي ديني، الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي اليها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خيرٍ، واجعل الموت راحةً لي من كل شرٍ.

اللّهم إنّك عفو تحب العفو فاعف عنّي، اللّهم احيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفّني إذا كانت الوفاة خيراً لي، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، والعدل في الغضب والرضا، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيماً ﻻ يبيد، وقرّة عين ﻻ تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك لذة النظر إلى وجهك.

اللّهم إني استهديك لإرشاد أمري، وأعوذ بك من شرّ نفسي، اللّهم عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي إنه ﻻ يغفر الذنوب إلاّ أنت. اللّهم إني أسألك تعجيل عافيتك، وصبراً على بليتك، وخروجاً من الدنيا إلى رحمتك.

اللّهم إني اشهدك واشهد ملائكتك، وحملة عرشك، وأُشهد من في السماوات ومن في الأرض، أنك أنت الله، ﻻ إله إلاّ أنت، وحدك ﻻ شريك لك، وأنّ محمداً عبدك ورسولك (صلى الله عليه وآله) وأسألك بأن لك الحمد ﻻ إله إلاّ أنت بديع السماوات والأرض، يا كائن قبل أن يكون شيء، والمكوّن لكل شيء، والكائن بعد ما ﻻ يكون شيء.

اللّهم إلى رحمتك رفعت بصري، وإلى جودك بسطت كفّي، فلا تحرمني وأنا أسألك، ولا تعذّبني وأنا استغفرك، اللّهم فاغفر لي فإنّك بي عالم، ولا تعذّبني فإنّك عليّ قادر، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللّهم ذا الرحمة الواسعة، والصلاة النافعة الرافعة الزاكية، صلّ على اكرم خلقك عليك، وأحبّهم إليك، وأوجههم لديك، محمد عبدك ورسولك، المخصوص بفضائل الوسائل، أشرف وأكمل وأرفع وأعظم وأكرم ما صليت، على مبلّغٍ عنك ومؤتمنٍ على وحيك، اللّهم كما سددت به العمى، وفتحت به الهدى، فاجعل مناهج سبله لنا سنناً، وحجج برهانه لنا سبباً، نأتم به إلى القدوم عليك.

اللّهم لك الحمد، ملء السماوات السبع، وملء طباقهنّ، وملء الأرضين السبع، وملء ما بينهما، وملء عرش ربّنا الكريم، وميزان ربّنا الغفّار، ومداد كلمات ربّنا القهّار، وملء الجنّة وملء النّار، وعدد الماء والثرى، وعدد ما يُرى وما ﻻ يرى.

اللّهم واجعل صلواتك وبركاتك، ومنّك ومغفرتك، ورحمتك ورضوانك، وفضلك وسلامتك، وذكرك ونورك، وشرفك ونعمتك وخيرتك، على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت وترحّمت على إبراهيم، إنّك حميد مجيد، اللّهم اعط محمداً الوسيلة العظمى، وكريم جزائك في العقبى، حتى تشرّفه يوم القيامة، يا إله الهدى.

اللّهم صلّ على محمدٍ وعلى آل محمد، وعلى جميع ملائكتك وأنبيائك ورسلك، سلام على جبرئيل وميكائيل واسرافيل، وحملة العرش، وملائكتك المقرّبين، والكرام الكاتبين والكروبين، وسلام على ملائكتك أجمعين، وسلام على أبينا آدم، وعلى أمّنا حواء، وسلام على النبيّين أجمعين، والصديقين، وعلى الشهداء والصالحين، وسلام على المرسلين أجمعين، والحمد لله ربّ العالمين، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم، وحسبي الله ونعم الوكيل، وصلّى الله على محمد وآله وسلّم كثيراً.

 

 

عقيب صلاة المغرب(8)

الحمد لله، الذي ﻻ يبلغ مدحته القائلون، والحمد لله، الذي ﻻ يحصي نعماءه العادّون، والحمد لله الذي ﻻ يؤدي حقّه المجتهدون، ولا إله إلاّ الله الأول والآخر، ولا إله إلاّ الله الظاهر والباطن، ولا إله إلاّ الله المحيي المميت، والله أكبر ذو الطول، والله أكبر ذو البقاء الدائم، والحمد لله الذي ﻻ يدرك العالمون علمه، ولا يستخف الجاهلون حلمه، ولا يبلغ المادحون مدحته، ولا يصف الواصفون صفته، ولا يحسن الخلق نعمته.

والحمد لله ذي الملك والملكوت، والعظمة والجبروت، والعزّ والكبرياء، والبهاء والجلال، والمهابة والجمال، والعزّة والقدرة، والحول والقوة، والمنّة والغلبة، والفضل والطول، والعدل والحق، والخلق والعلاء، والرفعة والمجد، والفضيلة والحكمة، والغناء والسعة، والبسط والقبض، والحلم والعلم، والحجة البالغة، والنعمة السابغة، والثناء الحسن الجميل، والآلاء الكريمة، ملك الدنيا والآخرة والجنّة والنّار، وما فيهنّ تبارك وتعالى.

الحمد لله، الذي علم أسرار الغيوب، واطّلع على ما تجنّ القلوب، فليس عنه مذهب ولا مهرب، والحمد لله المتكبّر في سلطانه، العزيز في مكانه، المتجبّر في ملكه، القويّ في بطشه، الرفيع فوق عرشه، المطّلع على خلقه، والبالغ لما أراد من علمه، الحمد لله الذي بكلماته، قامت السماوات الشداد، وثبتت الأرضون المهاد، وانتصبت الجبال الرواسي الأوتاد، وجرت الرياح اللواقح، وسار في جوّ السماء السحاب، ووقفت على حدودها البحار، ووجلت القلوب من مخافته، وانقمعت الأرباب لربوبيّته، تباركت يا محصي قطر المطر، وورق الشجر، ومحيي أجساد الموتى للحشر.

سبحانك يا ذا الجلال والإكرام، ما فعلت بالغريب الفقير، إذا أتاك مستجيراً مستغيثاً، ما فعلت بمن أناخ بفنائك، وتعرّض لرضاك، وغدا إليك، فجثا بين يديك يشكو إليك ما لا يخفى عليك، فلا يكوننّ يا ربّ حظّي من دعائي الحرمان، ولا نصيبي مما أرجو منك الخذلان، يا من لم يزل، ولا يزول كما لم يزل قائماً على كل نفسٍ بما كسبت، يا من جعل أيام الدنيا تزول، وشهورها تحول، وسنيّها تدور، وأنت الدائم، ﻻ تبليك الأزمان، ولا تغيّرك الدهور، يا من كل يوم عنده جديد، وكل رزقٍ عنده عتيد، للضعيف والقوي والشديد، قسمت الأرزاق بين الخلائق، فسوّيت بين الذرة والعصفور.

اللّهم إذا ضاق المقام بالنّاس، فنعوذ بك من ضيق المقام، اللّهم إذا طال يوم القيامة على المجرمين، فقصّر طول ذلك اليوم علينا، كما بين الصلاة إلى الصلاة، اللّهم إذا ادنيت الشمس من الجماجم، فكان بينها وبين الجماجم مقدار ميل، وزيد في حرّها، حرّ عشر سنين، فإنّا نسألك أن تظلّنا بالغمام، وتنصب لنا المنابر والكراسي نجلس عليها، والنّاس ينطقون في المقام، آمين رب العالمين.

أسألك اللّهم بحق هذه المحامد إلاّ غفرت لي، وتجاوزت عنّي، وألبستني العافية، في بدني، ورزقتني السلامة في ديني، فإني أسألك وأنا واثق بإجابتك إيّاي في مسألتي، وأدعوك وأنا عالم باستماعك دعوتي، فاستمع دعائي، ولا تقطع رجائي، ولا تردّ ثنائي ولا تخيّب دعائي، أنا محتاج إلى رضوانك، وفقير إلى غفرانك، أسألك ولا آيس من رحمتك، وأدعوك وأنا غير محترزٍ من سخطك، يا رب فاستجب لي، وامنن عليّ بعفوك، توفّني مسلماً وألحقني بالصالحين، ربّ ﻻ تمنعني فضلك يا منّان، ولا تكلني إلى نفسي مخذولاً يا حنّان.

ربّ ارحم عند فراق الأحبة صرعتي، وعند سكون القبر وحدتي، وفي مفازة القيامة غربتي، وبين يديك موقوفاً للحساب فاقتي، ربّ استجير بك من النّار فأجرني، ربّ أعوذ بك من النّار فأعذني، ربّ أفزع إليك من النّار فأبعدني، ربّ استرحمك مكروباً فارحمني، ربّ استغفرك لما جهلت فاغفر لي، ربّ قد أبرزني الدعاء للحاجة إليك، فلا تؤيسني، يا كريم ذا الآلاء والإحسان والتجاوز.

يا سيدي يا برّ يا رحيم، استجب بين المتضرعين إليك دعوتي، وارحم من المنتحبين بالعويل عبرتي، واجعل في لقائك يوم الخروج من الدنيا راحتي، واستر بين الأموات يا عظيم الرجاء عورتي، واعطف عليّ عند التحول وحيداً إلى حفرتي، إنّك أملي وموضع طلبتي، والعارف بما أريد في توجيه مسألتي، فاقض يا قاضي الحاجات حاجتي فإليك المشتكى وأنت المستعان والمرتجى، أفرّ إليك هارباً من الذنوب، فاقبلني، وألتجئ من عدلك إلى مغفرتك، فادركني، وألتاذ بعفوك من بطشك فامنعني، واستروح رحمتك من عقابك، فنجّني، وأطلب القربة منك بالإسلام فقرّبني، ومن الفزع الأكبر فآمنّي، وفي ظل عرشك فظللني، وكفلين من رحمتك فهب لي، ومن الدنيا سالماً فنجني، ومن الظلمات إلى النّّور فأخرجني، ويوم القيامة فبيض وجهي، وحساباً يسيراً فحاسبني، وبسرائري فلا تفضحني، وعلى بلائك فصبّرني، وكما صرفت عن يوسف السوء والفحشاء، فاصرفه عنّي، وما ﻻ طاقة لي به، فلا تحملني، وإلى دار السلام فاهدني، وبالقرآن فانفعني، وبالقول الثابت فثبّتني، ومن الشيطان الرجيم فاحفظني، وبحولك وقوّتك وجبروتك فاعصمني، وبحلمك وعلمك وسعة رحمتك من جهنم فنجّني، وجنّتك الفردوس فاسكنّي، والنظر إلى وجهك فارزقني، وبنبيّك محمدٍ (صلى الله عليه وآله) فألحقني ومن الشياطين وأوليائهم ومن شرّ كل ذي شرٍ فاكفني.

اللهّم وأعدائي ومن كادني بسوء، إن أتوا برّاً فجبّن شجيعهم، فضّ جمعهم، كلّل سلاحهم، عرقب دوابّهم، سلّط عليهم العواصف والقواصف أبداً، حتى تصليهم النّار، أنزلهم من صياصيهم، وأمكنّا من نواصيهم، آمين ربّ العالمين.

اللّهم صلّ على محمد وآل محمد، صلاةً يشهد الأولون مع الأبرار، وسيد المرسلين، وخاتم النبيّين، وقائد الخير، ومفتاح الرحمة.

اللّهم ربّ البيت الحرام، والشهر الحرام، وربّ المشعر الحرام، وربّ الركن والمقام، وربّ الحلّ والحرام، أبلغ روح محمد منّا التحية والسلام، سلام عليك يا رسول الله، سلام عليك يا أمين الله، سلام عليك يا محمد بن عبد الله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فهو كما وصفته بالمؤمنين رؤوف رحيم، اللّهم اعطه أفضل ما سألك، وأفضل ما سئلت له، وأفضل ما أنت مسؤول له، إلى يوم القيامة، آمين يا ربّ العالمين.

 

 

بعد صلاة العشاء(9)

سبحان من تواضع كل شيء لعظمته، سبحان من ذلّ كل شيء لعزته، سبحان من خضع كل شيءٍ لأمره وملكه، سبحان من انقادت له الأمور بأزمتها، الحمد لله الذي ﻻ ينسى من ذكره، الحمد لله الذي ﻻ يخيب من دعاه، الحمد لله الذي من توّكل عليه كفاه، الحمد لله سامك السماء، وساطح الأرض، وحاصر البحار، وناضد الجبال، وبارئ الحيوان، وخالق الشجر، وفاتح ينابيع الأرض، ومدّبر الأمور ومسيّر السحاب، ومجري الريح والماء والنّار، من أغوار الأرض، متصادعات في الهواء، ومُهبط الحرّ والبرد، الذي بنعمته تتم الصالحات، وبشكره تستوجب الزيادات وبأمره قامت السماوات، وبعزّته استقرّت الراسيات وسبّحت الوحوش في الفلوات والطير في الوكنات.

الحمد لله رفيع الدرجات، منزل الآيات، واسع البركات، ساتر العورات، قابل الحسنات، مقيل العثرات، منفّس الكربات، منزل البركات، مجيب الدعوات، محيي الأموات، إله من في الأرض والسموات، الحمد لله على كل حمد، وذكر وشكر وصبر، وصلاة وزكاة وقيام وعبادة، وسعادة وبركة وزيادة، ورحمة ونعمة وكرامة وفريضة، وسرّاء وضرّاء وشدّة ورخاء، ومصيبة وبلاء وعسر ويسر، وغناء وفقر، وعلى كل حال، وفي كل أوان وزمان، وكل مثوى ومنقلب ومقام.

اللّهم إني عائذ بك فأعذني، ومستجير بك فأجرني، ومستعين بك فأعنّي، ومستغيث بك فأغثني وداعيك فأجبني، ومستغفرك فاغفر لي، ومستنصرك فانصرني، ومستهديك فاهدني، ومستكفيك فاكفني، وملتج إليك فآوني، ومتمسك بحبلك فاعصمني، ومتوكل عليك فاكفني، واجعلني في عياذك وجوارك، وحرزك وكنفك وحياطتك وحراستك وكلاءتك، وحرمك وأمنك، وتحت ظلّك، وتحت جناحك، واجعل عليّ جنّةً واقيةً منك، واجعل حفظك وحياطتك وحراستك، وكلاءتك من ورائي وأمامي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي ومن تحتي وحواليّ، حتى ﻻ يصل أحد من المخلوقين إلى مكروهي وأذاي، بحق ﻻ إله إلاّ أنت، المنّان بديع السموات والأرض، ذو الجلال والإكرام.

اللّهم اكفني حسد الحاسدين، وبغي الباغين، وكيد الكائدين، ومكر الماكرين، وحيلة المحتالين، وغيلة المغتالين، وغيبة المغتابين، وظلم الظالمين، وجور الجائرين، واعتداء المعتدين، وسخط المسخطين، وتشَّحب المتشَّحبين، وصولة الصائلين، واقتسار المقتسرين، وغشم الغاشمين، وخبط الخابطين، وسعاية الساعين، ونمامة النمّامين، وسحر السّحرة، والمردة والشياطين، وجور السلاطين، ومكروه العالمين.

اللّهم إني أسألك باسمك المخزون، الطيب الطاهر، الذي قامت به السماوات والأرض، وأشرقت له الظلم، وسبّحت له الملائكة، ووجلت منه القلوب، وخضعت له الرقاب، وأحييت به الموتى، أن تغفر لي كل ذنبٍ أذنبته، في ظلم الليل وضوء النهار، عمداً أو خطأً سرّاً أو علانيةً، وأن تهب لي يقيناً، وهدياً ونوراً، وعلماً وفهماً، حتى أُقيم كتابك، وأُحل حلالك، وأُحرم حرامك، وأؤدي فرائضك، وأُقيم سنة نبيّك محمد (صلى الله عليه وآله).

اللّهم ألحقني بصالح من مضى، واجعلني من صالح من بقى، واختم لي عملي بأحسنة، إنك غفور رحيم.

اللّهم إذا فنى عمري، وتصرّمت أيام حياتي، وكان لابد لي من لقائك، فأسألك يا لطيف أن توجب لي من الجنّة منزلاً، يغبطني به الأولون والآخرون، اللّهم اقبل مدحتي والتهافي، وارحم ضراعتي وهتافي وإقراري على نفسي واعترافي، فقد أسمعتك صوتي في الداعين، وخشوعي في الضارعين، ومدحتي في القائلين، وتسبيحي في المادحين، وأنت مجيب المضطرين، ومغيث المستغيثين، وغياث الملهوفين، وحرز الهاربين، وصريخ المؤمنين، ومقيل المذنبين، وصلّى الله على البشير النذير، والسراج المنير، وعلى جميع الملائكة والنبيين.

اللّهم داحي المدحوّات، وبارئ المسموكات، وجبّال القلوب على فطرتها، شقيّها وسعيدها، اجعل شرائف صلواتك، ونوامي بركاتك، وكرائم تحياتك، على محمد عبدك ورسولك، وأمينك على وحيك، القائم بحجتك، والذابّ عن حرمك، والصادع بأمرك، والمشيد لآياتك، والموفي لنّذرك، اللّهم فاعطه بكل فضيلة من فضائله، منقبةً من مناقبه، وحالٍ من أحواله، ومنزلة من منازله، رأيت محمداً لك فيها ناصراً، وعلى مكروه بلائك صابراً، ولمن عاداك معادياً، ولمن والاك موالياً، وعن ما كرهت نائياً، وإلى ما أحببت داعياً، فضائل من جزائك وخصائص من عطائك وحبائك تسني بها أمره، وتعلي بها درجته، مع القوّام بقسطك، والذَّابين عن حرمك، حتى ﻻ يبقى سناء ولا بهاء، ولا رحمة ولا كرامة، إلاّ خصصت محمداً بذلك، وآتيته منك الذرى، وبلَّغته المقامات العلى، آمين ربّ العالمين.

اللّهم إني أستودعك ديني ونفسي وجميع نعمتك عليّ، فاجعلني في كنفك، وحفظك وعزّك ومنعك، عزّ جارك، وجلّ ثناؤك، وتقدّست أسماؤك، ولا إله غيرك، حسبي أنت في السرّاء والضرّاء، والشّدة والرخاء ونعم الوكيل، (رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)(10)، (رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً * إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً)(11)، (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحِينَ)(12).

(رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا)(13) (وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الأَبْرارِ  رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ)(14)، (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ)(15)، (رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا) برحمتك (عَذابَ النَّارِ)(16) وصلّى الله على سيدنا محمدٍ النبيّ وآله الطاهرين، وسلم تسليماً.

 

 

ما قبل النوم(17)

دخل عليّ رسول الله، وقد افترشت فراشي للنوم، فقال: يا فاطمة، ﻻ تنامي إلاّ وقد عملت أربعة:

ختمت القرآن، وجعلت الأنبياء شفعاءك، وأرضيت المؤمنين عن نفسك، وحججت واعتمرت، قال هذا، وأخذ في الصلاة، فصبرت حتّى أتّم صلاته.

قلت: يا رسول الله، أمرت بأربعة ﻻ أقدر عليها في هذا الحال.

فتبسّم (صلى الله عليه وآله) وقال: إذا قرأت (قل هو الله أحد) ثلاث مرّات، فكأنّك ختمت القرآن.

وإذا صلّيت عليّ وعلى الأنبياء قبلي، كنّا شفعاءك يوم القيامة.

وإذا استغفرت للمؤمنين رضوا كلّهم عنك، وإذا قلت:

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر، فقد حججت واعتمرت.

 

 

إذا جاء وقت الصلاة(18)

قالت فاطمة (عليها السّلام) لأسماء بنت عميس حين توضّأت وضوءها للصلاة:

هاتي طيبي الّذي أتطيّب به، وهاتي ثيابي الّتي أُصلّي فيها.

فتوضّأت ثمّ وضعت رأسها، فقالت لها: اجلسي عند رأسي فإذا جاء وقت الصلاة فأقيميني، فإن قمت وإلاّ فأرسلي إلى عليّ (عليه السّلام).

فلمّا جاء وقت الصلاة قالت: الصلاة يا بنت رسول الله، فإذا هي قد قبضت.

 

 

صلاة ليلة الأربعاء(19)

علّمني رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلاة ليلة الأربعاء، فقال: من صلّى ستّ ركعات يقرأ في كلّ ركعة الحمد و (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ – إلى قوله – بغير حساب)(20).

فإذا فرغ من صلاته قال: (جزى الله محمداً ما هو أهله).

غفر الله له كلّ ذنب إلى سبعين سنة، وأعطاه من الثواب مالا يحصى.

 

1 ـ مناقب ابن شهر آشوب 3/365:...

2 ـ بحار الأنوار 44/292 – 293، ح 37:...

3 ـ فلاح السائل 22 الفصل 1: روي بحذف الإسناد عن سيدة النساء فاطمة، ابنة سيد الأنبياء، صلوات الله عليها، وعلى أبيها وعلى بعلها، وعلى أبنائها الأوصياء أنها سألت أباها محمداً (صلى الله عليه وآله) فقالت:...

4 ـ معاني الأخبار 399 – 400 ودلائل الإمامة 5: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، عن عبد الرحمان بن محمد بن حماد، عن يحيى بن حكيم، عن أبي قتيبة، عن الأصبغ بن زيد، عن سعيد بن رافع، عن زيد بن علي (عليه السّلام) عن آبائه (عليهما السلام):...

5 ـ أي: المرتفع من الأرض.

6 ـ دعائم الإسلام 1/268: عن الصادق (عليه السّلام)، عن آبائه عن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنها قالت:...

7 ـ فلاح السائل 202 – 206: من دعاء كانت الزهراء فاطمة، سيدة النساء( صلوات الله عليها) تدعو به عقيب العصر في جملة دعواتها:...

8 ـ فلاح السائل 238 – 241: ومن تعقيب فريضة المغرب، ما روي عن مولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السّلام) كانت تدعو به في جملة دعواتها:...

9 ـ فلاح السائل 251-254: ومن تعقيب صلاة العشاء الآخرة الدعاء المختص بهذه الفريضة من أدعية مولاتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، كانت تدعو به في جملة دعواتها:...

10 ـ الممتحنة: 4-5.

11 ـ الفرقان: 65-66.

12 ـ الأعراف: 89.

13 ـ آل عمران: 16.

14 ـ آل عمران: 193-194.

15 ـ البقرة: 286.

16 ـ البقرة: 201.

17 ـ خلاصة الأذكار 75: عن الزهراء (صلوات الله عليها) قالت:...

18 ـ كشف الغمّة 1/500:...

19 ـ بحار الأنوار 90/304: روي عن مولاتنا فاطمة (عليها السّلام)، قالت:...

20 ـ آل عمران: 26 – 27.