أخلاق
خصال شيعتنا(1) قال رجل لامرأته: اذهبي إلى فاطمة (عليها السّلام) بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسليها عني أنا من شيعتكم أو لست من شيعتكم؟ فسألتها فقالت ما قال لها زوجها. فقالت فاطمة (عليها السّلام): قولي له: إن كنت تعمل بما أمرناك، وتنتهي عمّا زجرناكم عنه، فأنت من شيعتنا وإلاّ فلا، فرجعت فأخبرته. فقال: يا ويلي ومن ينفك من الذنوب والخطايا، فأنا إذاً خالد في النّار، فإن من ليس من شيعتهم، فهو خالد في النّار. فرجعت المرأة فقالت لفاطمة (عليها السّلام): ما قال لها زوجها، فقالت فاطمة (عليها السّلام): قولي له: ليس هكذا فإن شيعتنا من خيار أهل الجنّة، وكل محبينا وموالي أوليائنا ومعادي أعدائنا والمسلم بقلبه ولسانه لنا، ليسوا من شيعتنا إذا خالفوا أوامرنا ونواهينا في سائر الموبقات وهم مع ذلك في الجنّة، ولكن بعد ما يطهرون من ذنوبهم بالبلايا والرزايا أو في عرصات القيامة بأنواع شدائدها أو في الطبق الأعلى من جهنم بعذابها إلى أن نستنقذهم – بحبنا – منها وننقلهم إلى حضرتنا.
الإخلاص في العبادة(2) عن سيدة النساء صلوات الله عليها قالت: من أصعد إلى الله خالص عبادته، أهبط الله عزّ وجل إليه أفضل مصلحته.
إجعله في سبيل الله(3) كان النبيّ (صلى الله عليه وآله) إذا قدم من سفر بدأ بفاطمة (عليها السّلام)، فدخل عليها فأطال عندها المكث، فخرج مرّة في سفر، فصنعت فاطمة (عليها السّلام) مسكتين من ورق(4) وقلادة وقرطين(5) وستراً لباب البيت لقدوم أبيها وزوجها (عليهما السّلام). فلمّا قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) دخل عليها، فوقف أصحابه على الباب ﻻ يدرون يقفون أو ينصرفون، لطول مكثه عندها، فخرج عليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد عرف الغضب في وجهه حتّى جلس عند المنبر، فظنّت(6) فاطمة (عليها السّلام) أنّه إنّما فعل ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما رأى من المسكتين والقلادة والقرطين والستر، فنزعت قلادتها وقرطيها ومسكتيها، ونزعت الستر، فبعثت به إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقالت للرسول: قل له: تقرأ عليك ابنتك السلام وتقول: اجعل هذا في سبيل الله. فلمّا أتاه قال (صلى الله عليه وآله): فعلت، فداها أبوها – ثلاث مرّات – ليست الدنيا من محمّد ولا من آل محمد، ولو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بعوضة، ما سقى فيها كافراً شربة ماء، ثمّ قام فدخل عليها.
إكرام السائل(7) خرج أعرابي من بني سليم... واقبل يزدلف نحو النبي (صلى الله عليه وآله) – إلى أن قال – فقال (صلى الله عليه وآله): من يزوّد الأعرابي، وأضمن له على الله عزّ وجل زاد التقوى؟ قال: فوثب إليه سلمان الفارسي فقال: فداك أبي وأُمّي ومازاد التقوى؟ قال: يا سلمان، إذا كان آخر يوم من الدنيا، لقّنك الله عزّ وجل قول: شهادة أن ﻻ إله إلاّ الله، وأنّ محمداً رسول الله، فإن أنت قلتها لقيتني ولقيتك، وإن أنت لم تقلها، لم تلقني ولم ألقك أبداً. قال: فمضى سلمان حتّى طاف تسعة أبيات من بيوت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلم يجد عندهنّ شيئاً، فلمّا أن ولّى راجعاً، نظر إلى حجرة فاطمة (عليها السّلام). فقال: إن يكن خير فمن منزل فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله)، فقرع الباب، فأجابته من وراء الباب: من بالباب؟ فقال لها: أنا سلمان الفارسي، فقالت له: يا سلمان! وما تشاء؟ فشرح قصّة الإعرابي... قالت له: يا سلمان! والّذي بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) بالحقّ نبيّاً إنّ لنا ثلاثاً ما طعمنا، وإنّ الحسن والحسين قد اضطربا عليّ من شدّة الجوع، ثمّ رقدا كأنّهما فرخان منتوفان، ولكن ﻻ أردّ الخير [إذا نزل الخير ببابي] يا سلمان، خذ درعي هذا، ثمّ امض به إلى شمعون اليهودي، وقل له: تقول فاطمة بنت محمد: أقرضني عليه صاعاً من تمر وصاعاً من شعير أردّه عليك إن شاء الله تعالى. قال: فأخذ سلمان الدرع، ثمّ أتى به إلى شمعون اليهودي، قال: فأخذ شمعون الدرع، ثمّ جعل يقلّبه في كفّه وعيناه تذرفان بالدموع(8) وهو يقول: يا سلمان! هذا هو الزهد في الدنيا، هذا الّذي أخبرنا به موسى بن عمران في التوراة، أنا أشهد أن ﻻ إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله، فأسلم وحسن إسلامه. ثمّ دفع إلى سلمان صاعاً من تمر، وصاعاً من شعير، فأتى به سلمان إلى فاطمة (عليها السّلام)، فطحنته بيدها، واختبزته خبزاً، ثمّ أتت به إلى سلمان، فقالت له: خذه وامض به إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله). قال: فقال لها سلمان: يا فاطمة، خذي منه قرصاً تعلّلين به الحسن والحسين. فقالت: يا سلمان، هذا شيء أمضيناه لله عزّ وجل، لسنا نأخذ منه شيئاً. قال: فأخذه سلمان، فأتى به النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فلمّا نظر النبيّ (صلى الله عليه وآله) إلى سلمان، قال له: يا سلمان، من أين لك هذا؟! قال: من منزل بنتك فاطمة. - قال: وكان النبيّ (صلى الله عليه وآله) لم يطعم طعاماً منذ ثلاث. قال: فوثب النبيّ (صلى الله عليه وآله) حتّى ورد إلى حجرة فاطمة، فقرع الباب، وكان إذا قرع النبيّ (صلى الله عليه وآله) الباب ﻻ يفتح له الباب إلاّ فاطمة. فلمّا فتحت له الباب، نظر النبيّ (صلى الله عليه وآله) إلى صفار وجهها وتغيّر حدقتيها. فقال لها: يا بنيّة، ما الّذي أراه من صفار وجهك، وتغيّر حدقتيك؟ فقالت: يا أبة، إنّ لنا ثلاثاً ما طعمنا طعاماً، وإنّ الحسن والحسين قد اضطربا عليّ من شدّة الجوع، ثمّ رقدا كأنّهما فرخان منتوفان. قال: فأنبههما النبيّ (صلى الله عليه وآله) فأخذ واحداً على فخذه الأيمن، والآخر على فخذه الأيسر، وأجلس فاطمة (صلى الله عليه وآله) بين يديه واعتنقها النبيّ (صلى الله عليه وآله)، ودخل عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)، فاعتنق النبيّ (صلى الله عليه وآله) من ورائه، ثمّ رفع النبيّ (صلى الله عليه وآله) طرفه نحو السماء، فقال: إلهي وسيّدي ومولاي، هؤلاء أهل بيتي، اللّهمّ أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً! قال: ثمّ وثبت فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله) حتّى دخلت إلى مخدع لها، فصفّت قدميها، فصلّت ركعتين ثمّ رفعت باطن كفّيها إلى السماء وقالت: إلهي وسيّدي، هذا محمد نبيك، وهذا عليّ ابن عمّ نبيّك، وهذان الحسن والحسين سبطا نبيّك، إلهي أنزل علينا مائدة [من السماء] كما أنزلتها على بني إسرائيل، أكلوا منها وكفروا بها، اللهمّ أنزلها علينا فإنّا بها مؤمنون. قال ابن عبّاس: - والله – ما استتمّت الدعوة، فإذا هي بصحفة من ورائها يفور قتارها، وإذا قتارها(9) أزكى من المسك الأذفر، فاحتضنتها. ثمّ أتت بها إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) وعليّ والحسن والحسين، فلمّا أن نظر إليها عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) قال لها: يا فاطمة، من أين لك هذا؟ ولم يكن أجد عندك شيئاً! فقال له النبيّ (صلى الله عليه وآله): كل يا أبا الحسن، ولا تسأل، الحمد لله الّذي لم يمتني حتّى رزقني ولداً، مثلها مثل مريم بنت عمران (كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ)(10) قال: فأكل النبيّ (صلى الله عليه وآله) وعليّ والحسن والحسين، (عليهم السلام) وخرج النبي (صلى الله عليه وآله)، الحديث.
إكرام الضيف(11) قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلة لصلاة العشاء، فقام رجل من بين الصفّ فقال: يا معشر المهاجرين والأنصار! أنا رجل غريب، فقير وأسألكم في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأطعموني فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):... من الّذي يكفي مؤونة هذا الرجل فيبوّءه الله في الفردوس الأعلى؟ فقام أمير المؤمنين (عليه السّلام) وأخذ بيد السائل وأتى به إلى حجرة فاطمة (عليها السّلام)، فقال: يا بنت رسول الله! انظري في أمر هذا الضيف. فقالت فاطمة (عليها السّلام): يابن العمّ! لم يكن في البيت إلاّ قليل من البر، صنعت منه طعاماً والأطفال محتاجون إليه، وأنت صائم، والطعام قليل ﻻ يغني غير واحد. فقال: أحضريه، فذهبت وأتت بالطعام ووضعته، فنظر إليه أمير المؤمنين (عليه السّلام) فرآه قليلاً، فقال في نفسه ﻻ ينبغي أن آكل من هذا الطعام فإن أكلته ﻻ يكفي الضيف، فمدّ يده إلى السراج يريد أن يصلحه فأطفأه. وقال لسيّدة النساء (عليها السّلام): تعلّلي في إيقاده، حتّى يحسن الضيف أكله ثمّ آتيني به. وكان أمير المؤمنين (عليه السّلام) يحرّك فكّه المبارك يرى الضيف أنّه يأكل، ولا يأكل، إلى أن فرغ الضيف من أكله وشبع، فأتت خير النساء (عليها السّلام) بالسراج ووضعته فكان الطعام بحاله، فقال أمير المؤمنين (عليها السّلام) لضيفه: أكلت الطعام؟ فقال: يا أبا الحسن! أكلت الطعام وشبعت ولكنّ الله تعالى بارك فيه. ثمّ أكل من الطعام أمير المؤمنين (عليه السّلام)، وسيّدة النساء، والحسنان (عليهما السلام)، وأعطوا منه جيرانهم، وذلك ممّا بارك الله تعالى فيه. فلمّا أصبح أمير المؤمنين (عليه السّلام) أتى إلى مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال (صلى الله عليه وآله): يا عليّ! كيف كنت مع الضيف؟ فقال: بحمد الله يا رسول الله! بخير. فقال: إن الله تعالى تعجب مما (إي: أعجب ورضي بما) فعلت البارحة من إطفاء السراج، والإمتناع من الأكل للضيف، فقال: من أخبرك بهذا؟ فقال: جبرئيل، وأتى بهذه الآية في شأنك: (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ)(12).
هذا هو الإيثار(13) أصبح عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) ذات يوم فقال: يا فاطمة! هل عندك شيء تغذّينيه؟ قالت: ﻻ، والّذي أكرم أبي بالنبوّة، وأكرمك بالوصيّة، ما أصبح الغداة عندي شيء،(14) وما كان شيء أطعمناه مذ يومين، إلاّ شيء كنت أُؤثرك به على نفسي، وعلى ابنيّ هذين الحسن والحسين (عليهما السلام). فقال عليّ (عليه السّلام): يا فاطمة! ألا كنت أعلمتني، فأبغيكم شيئاً؟ فقالت: يا أبا الحسن! إنّي لأستحي من إلهي أن أُكلّف نفسك مالا تقدر عليه...
لو دعوت أبي؟(15) إنّ عليّاً (عليه السّلام) قال: دخلت السوق فابتعت لحماً بدرهم، وذرّة بدرهم، فأتيت بهما فاطمة (عليها السّلام) حتّى إذا فرغت من الخبز والطبخ، قالت: لو أتيت أبي فدعوته. فخرجت وهو مضطجع يقول: أعوذ بالله من الجوع ضجيعاً. فقلت: يا رسول الله! عندنا طعام. فاتّكأ عليّ، ومضينا نحو فاطمة (عليها السّلام). فلمّا دخلنا قال: هلمّي طعامك يا فاطمة! فقدّمت إليه البرمة(16) والقرص، فغطّى القرص وقال: اللّهمّ بارك لنا في طعامنا. ثمّ قال: اغرفي لعائشة فغرفت، ثمّ قال: اغرفي لأُمّ سلمة. فما زالت تغرف حتّى وجّهت إلى النساء التسع، بقرصة قرصة ومرق. ثمّ قال: اغفرفي لأبيك وبعلك. ثمّ قال: اغرفي واهدي لجيرانك ففعلت. وبقي عندهم ما يأكلون أيّاماً.
الدال على الخير(17) عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: صلّى بنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلاة العصر فلمّا انفتل جلس في قبلته والنّاس حوله، فبيناهم كذلك إذ أقبل إليه شيخ من مهاجرة العرب، عليه سمل(18) قد تهلّل وأخلق، وهو ﻻ يكاد يتمالك كبراً وضعفاً، فأقبل عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) يستحثّه الخبر(19)، فقال الشيخ: يا نبيّ الله! أنا جائع الكبد فأطعمني، وعاري الجسد فاكسني، وفقير فارشني(20). فقال (صلى الله عليه وآله): ما أجد لك شيئاً، ولكنّ الدالّ على الخير كفاعله. انطلق إلى منزل من يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله، يؤثر الله على نفسه، انطلق إلى حجرة فاطمة، وكان بيتها ملاصق بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) الّذي ينفرد به لنفسه من أزواجه. وقال: يا بلال، قم فقف به على منزل فاطمة. فانطلق الأعرابي مع بلال، فلمّا وقف على باب فاطمة (عليها السّلام) نادى بأعلى صوته: السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة، ومختلف الملائكة، ومهبط جبرئيل الروح الأمين بالتنزيل، من عند ربّ العالمين. فقالت فاطمة: وعليك السلام، فمن أنت يا هذا؟! قال: شيخ من العرب، أقبلت على أبيك سيّد البشر مهاجراً من شقّة، وأنا يا بنت محمد عاري الجسد، جائع الكبد، فواسيني يرحمك الله. وكان لفاطمة وعليّ في تلك الحال ورسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاثاً، ما طعموا فيها طعاماً، وقد علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك من شأنهما. فعمدت فاطمة إلى جلد كبش مدبوغ بالقرظ(21) كان ينام عليه الحسن والحسين. فقالت: خذ هذا أيّها الطارق، فعسى الله أن يرتاح لك(22) ما هو خير منه. قال الأعرابي: يا بنت محمد! شكوت إليك الجوع فناولتني جلد كبش؟! ما أنا صانع به مع ما أجد من السغب(23). قال: فعمدت – لمّا سمعت هذا من قوله – إلى عقد كان في عنقها، أهدته لها فاطمة بنت عمّها حمزة بن عبد المطّلب، فقطعته من عنقها ونبذته إلى الأعرابي. فقالت: خذه، وبعه فعسى الله أن يعوّضك به، ما هو خير منه. فأخذ الأعرابي العقد وانطلق إلى مسجد رسول ال،له والنبيّ (صلى الله عليه وآله) جالس في أصحابه. فقال: يا رسول الله، أعطتني فاطمة بنت محمد هذا العقد، وقالت: بعه فعسى الله أنّ يصنع لك. قال: فبكى النبيّ (صلى الله عليه وآله) وقال: وكيف ﻻ يصنع الله لك وقد أعطتكه فاطمة بنت محمد، سيّدة بنات آدم؟. فقام عمّار بن ياسر رحمة الله عليه، فقال: يا رسول الله، أتأذن لي بشراء هذا العقد؟ قال: اشتره يا عمّار، فلو اشترك فيه الثقلان، ما عذّبهم الله بالنّار. فقال عمّار: بكم العقد يا أعرابيّ؟ قال: بشبعة من الخبز واللحم، وبردة يمانيّة أستر بها عورتي وأُصلّي فيها لربّي، ودينار يبلغني إلى أهلي. وكان عمّار قد باع سهمه، الّذي نفله رسول الله (صلى الله عليه وآله) من خيبر ولم يبق منه شيئاً فقال: لك عشرون ديناراً، ومائتا درهم هجريّة، وبردة يمانيّة، وراحلتي تبلغك أهلك، وشبعك من خبز البرّ واللحم. فقال الأعرابي: ما أسخاك بالمال أيّها الرجل، وانطلق به عمّار فوفّاه ماضمن له. وعاد الأعرابي إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أشبعت واكتسيت؟ قال الأعرابي: نعم، واستغنيت بأبي أنت وامّي. قال: فاجز فاطمة بصنيعها. فقال الأعرابي: اللهمّ إنّك إله ما استحدثناك، ولا إله لنا نعبده سواك، وأنت رازقنا على كلّ الجهات، اللهمّ أعط فاطمة مالا عين رأت ولا أُذن سمعت. فأمّن النبيّ (صلى الله عليه وآله) على دعائه، وأقبل على أصحابه فقال: إنّ الله قد أعطى فاطمة في الدنيا ذلك: أنا أبوها وما أحد من العالمين مثلي، وعليّ بعلها ولولا عليّ ما كان لفاطمة كفؤ أبداً، وأعطاها الحسن والحسين، وما للعالمين مثلهما سيّدا شباب أسباط الأنبياء، وسيّدا شباب أهل الجنّة. وكان بإزائه مقداد وعمّار وسلمان، فقال: وأزيدكم؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: أتاني الروح – يعني جبرئيل (عليه السّلام) – وقال: إنّها إذا هي قبضت ودفنت يسألها الملكان في قبرها: من ربّك؟ فتقول: الله ربّي، فيقولان: من نبيّك؟ فتقول: أبي، فيقولان: فمن وليّك؟ فتقول: هذا القائم على شفير قبري عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام). ألا وأزيدكم من فضلها: إنّ الله قد وكلّ بها رعيلاً(24) من الملائكة، يحفظونها من بين يديها ومن خلفها، وعن يمينها، وعن شمالها. وهم معها في حياتها، وعند قبرها، يكثرون الصلاة عليها، وعلى أبيها وبعلها وبنيها. فمن زارني بعد وفاتي، فكأنّما زارني في حياتي. ومن زار فاطمة، فكأنّما زارني. ومن زار عليّ بن أبي طالب، فكأنّما زار فاطمة. ومن زار الحسن والحسين، فكأنّما زار عليّاً. ومن زار ذرّيتهما، فكأنّما زارهما. فعمد عمّار إلى العقد، فطيّبه بالمسك، ولفّه في بردة يمانيّة، وكان له عبد اسمه: (سهم) ابتاعه من ذلك السهم الّذي أصابه بخيبر، فدفع العقد إلى المملوك، وقال له: خذ هذا العقد فادفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنت له. فأخذ المملوك العقد فأتى به رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخبره بقول عمار (ره). فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): انطلق إلى فاطمة فادفع إليها العقد، وأنت لها. فجاء المملوك بالعقد، وأخبرها بقول رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأخذت فاطمة (عليها السّلام) العقد وأعتقت المملوك، فضحك الغلام، فقالت: ما يضحكك يا غلام؟ فقال: أضحكني عظم بركة هذا العقد: أشبع جائعاً، وكسى عرياناً، وأغنى فقيراً، وأعتق عبداً، ورجع إلى ربّه.
ويؤثرون على أنفسهم(25) إنّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) دخل مكّة في بعض حوائجه، فوجد إعرابيّاً متعلّقاً بأستار الكعبة – إلى أن قال – فقال: يا فاطمة! عندك شيء يأكله الأعرابي؟ قالت: اللهمّ ﻻ، قال: فتلبّس أمير المؤمنين (عليه السّلام) وخرج وقال: أدعوا إليّ أبا عبد الله، سلمان الفارسي. قال: فدخل إليه سلمان الفارسي، فقال: يا أبا عبد الله! أعرض الحديقة الّتي غرسها رسول الله (صلى الله عليه وآله) لي على التجّار، قال: فدخل سلمان إلى السوق وعرض الحديقة فباعها بإثني عشر ألف درهم، وأحضر المال وأحضر الأعرابي، فأعطاه أربعة آلاف درهم وأربعين درهماً نفقة، ووقع الخبر إلى سؤّال المدينة، فاجتمعوا، ومضى رجل من الأنصار إلى فاطمة (عليها السّلام)، فأخبرها بذلك فقالت: آجرك الله في ممشاك. فجلس عليّ (عليه السّلام) والدراهم مصبوبة بين يديه، حتّى اجتمع إليه أصحابه، فقبض قبضة قبضة وجعل يعطي رجلاً رجلاً، حتّى لم يبق معه درهم واحد. فلمّا أتى المنزل قالت له فاطمة (عليها السّلام): يابن عمّ! بعت الحائط الّذي غرسه لك والدي؟ قال: نعم بخير منه عاجلاً وآجلاً، قالت: فأين الثمن؟ قال: دفعته إلى أعين استحييت أن أذلّها بذلّ المسألة، قبل أن تسألني. قالت فاطمة (عليها السّلام): أنا جائعة وإبناي جائعان، ولا أشك إلا وأنك مثلنا في الجوع لم يكن لنا منه درهم، وأخذت بطرف ثوب علي (وهنا ليس من باب إظهار الشكوى والكراهية، بل من باب إظهار إيثاره وإيثارها (عليهما السّلام) وزهدهما في الحياة حتى يكون درساً لمحبيهم وشيعتهم) فقال علي (عليه السّلام): يا فاطمة! خليني. فقالت: ﻻ - والله - أو يحكم بيني وبينك أبي. فهبط جبرئيل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمدّ السلام يقرئك السلام ويقول: أقرئ علياً مني السلام، وقل لفاطمة: ليس لك أن تضربي على يديه، ولا تلزمي بثوبه. فلمّا أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) منزل عليّ، وجد فاطمة ملازمة لعليّ (عليه السّلام)، فقال لها: يا بنيّة! مالك ملازمة لعليّ؟ قالت: يا أبة! باع الحائط الّذي غرسته له، بإثني عشر ألف درهم، ولم يحبس لنا منه درهماً نشتري به طعاماً. فقال: يا بنيّة! إنّ جبرئيل يقرئني من ربّي السلام ويقول: أقرئ عليّاً من ربّه السلام، وأمرني أن أقول لك: ليس لك أن تضربي على يديه، ولا تلزمي بثوبه. قالت فاطمة: فإنّي أستغفر الله، ولا أعود أبداً. قالت فاطمة (عليها السّلام): فخرج أبي في ناحية وزوجي عليّ في ناحية، فما لبث أن أتى أبي ومعه سبعة دراهم سود هجريّة، فقال: يا فاطمة أين ابن عمّي؟ فقلت له: خرج. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): هاك هذه الدراهم، فإذا جاء ابن عمّي فقولي له: يبتاع لكم بها طعاماً. فما لبثت إلاّ يسيراً حتّى جاء عليّ (عليه السّلام) فقال: رجع ابن عمّي؟ فإنّي أجد رائحة طيّبة. قالت: نعم، وقد دفع إليّ شيئاً، تبتاع به لنا طعاماً. قال عليّ (عليه السّلام): هاتيه، فدفعت إليه سبعة دراهم سود هجريّة، فقال: بسم الله والحمد لله كثيراً طيّباً، وهذا من رزق الله عزّ وجل، ياحسن! قم معي، فأتيا السوق، فإذا هما برجل واقف وهو يقول: من يقرض المليّ الوفي(26)؟ قال: يا بنيّ! نعطيه؟ قال: إي – والله – يا أبة. فأعطاه عليّ (عليه السّلام) الدراهم. فقال الحسن: يا أبتاه، أعطيته الدراهم كلّها؟ قال: نعم يا بنيّ! إنّ الّذي يعطي القليل، قادر على أن يعطي الكثير. قال: فمضى على باب رجل يستقرض منه شيئاً، فلقيه أعرابي ومعه ناقة، فقال: يا عليّ! اشتر منّي هذه الناقة. قال: ليس معي ثمنها، قال: فإنّي أُنظرك به إلى القبض(27) قال: بكم يا أعرابي؟ قال: بمائة درهم، قال عليّ (عليه السّلام): خذها يا حسن، فأخذها فمضى عليّ (عليه السّلام)، فلقيه أعرابي آخر، المثال واحد، والثياب مختلفة، فقال: يا عليّ، تبيع الناقة؟ قال عليّ (عليه السّلام): وما تصنع بها؟ قال: أغزو عليها أوّل غزوة يغزوها ابن عمّك. قال: إن قبلتها، فهي لك بلا ثمن، قال: معي ثمنها وبالثمن أشتريها، فبكم اشتريتها؟ قال: بمائة درهم، قال الأعرابي: فلك سبعون ومائة درهم، قال عليّ [للحسن]: خذ السبعين والمائة وسلّم الناقة، المائة للأعرابي، الّذي باعنا الناقة، والسبعين لنا، نبتاع، بها شيئاً، فأخذ الحسن (عليه السّلام) الدراهم وسلّم الناقة. قال عليّ (عليه السّلام): فمضيت أطلب الأعرابي، الّذي ابتعت منه الناقة لأُعطي ثمنها، فرأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالساً في مكان لم أره فيه قبل ذلك، ولا بعده على قارعة الطريق. فلمّا نظر النبيّ (صلى الله عليه وآله) إليّ تبسّم ضاحكاً، حتّى بدت نواجذه. قال عليّ (عليه السّلام): أضحك الله سنّك وبشّرك بيومك. فقال: يا أبا الحسن، إنّك تطلب الأعرابي الّذي باعك الناقة لتوفّيه الثمن؟ فقلت: إي – والله – فداك أبي وأُمّي. فقال: يا أبا الحسن! الّذي باعك الناقة جبرئيل، والّذي اشتراها منك ميكائيل، والناقة من نوق الجنّة، والدراهم من عند ربّ العالمين عزّ وجل، فانفقها في خير ولا تخف إقتاراً.
مساعدة المساكين(28) شكت فاطمة (عليها السّلام)(29) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليّاً، فقالت: يا رسول الله، ما يدع شيئاً من رزقه إلاّ وزعه بين المساكين، فقال لها: يا فاطمة! أتسخطيني في أخي وابن عمّي؟! إنّ سخطه سخطي، وإنّ سخطي لسخط الله، فقالت: أعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله.
ما أحسن هذا؟(30) إنّ فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) قالت لأسماء: إنّي قد استقبحت ما يصنع بالنساء، أنّه يطرح على المرأة الثوب فيصفها لمن رأى. فقالت أسماء: يا بنت رسول الله، أنا أُريك شيئاً رأيته بأرض الحبشة. قال: فدعت بجريدة رطبة، فحنيتها، ثمّ طرحت عليها ثوباً. فقالت فاطمة (عليها السّلام): ما أحسن هذا وما أجمله، ﻻ تعرف به المرأة من الرجل...
إني أكره ذلك(31) إنّ فاطمة (عليها السّلام) قالت لأسماء بنت عميس: يا أُمّ، إنّي أرى النساء على جنائزهنّ إذا حملن عليها تشفّ اكفانهنّ، وإنّي أكره ذلك. فذكرت لها أسماء بنت عميس النعش. فقالت: اصنعيه على جنازتي، ففعلت ذلك.
ويطعمون الطعام(32) واللفظ في قوله تعالى: (هَلْ أَتى عَلَى الإِنْسانِ...)(33) مرض الحسن والحسين (عليهما السلام) فعادهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) في جمع أصحابه فقال: يا أبا الحسن لو نذرت في ابنيك نذراً عافاهما الله، فقال (عليه السّلام): أصوم ثلاثة أيّام، وكذلك فاطمة (عليها السّلام) والحسن والحسين (عليهما السلام) وجاريتهم فضّة، فبرئا، فأصبحوا صياماً وليس عندهم طعام، فانطلق علي (عليه السّلام) إلى يهودي... يستقرضه وكان يعالج الصوف، فأعطاه جزة من صوف وثلاثة أصوع من شعير وقال: تغزلها ابنة محمد (صلى الله عليه وآله) فجاء بذلك، فغزلت ثلث الصوف، ثمّ طحنت صاعاً من الشعير وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، فلمّا جلسوا خمستهم فأوّل لقمة كسرها علي (عليه السّلام) إذا مسكين بالباب يقول: السلام عليكم يا أهل بيت محمد، أنا مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني ممّا تأكلون، أطعمكم الله من موائد الجنّة، فوضع اللقمة من يده وقال: فاطــــم ذات المجد واليقين***يا بنت خير النّاس أجمعين أمـا ترين البائس المسكين***قـــد قــــام بالباب له حنين يشكو إليـــنا جائعـــاً حزين***كـــلّ امـــرئ بكسبه رهين فقالت فاطمة (عليها السّلام): أمرك سمع يابن عم وطاعة***مابي من لؤم ولا وضاعة أطعــــمه ولا أُبالي الساعـة***أرجو إذا أشبعت ذا مجاعة أن ألحق الأخيار والجماعـة***وأسكن الخلد ولي شفاعة ودفعت ماكان على الخوان إليه، وباتوا جياعاً، وأصبحوا صياماً، ولم يذوقوا إلاّ الماء القراح. فلمّا أصبحوا غزلت الثاني، وطحنت صاعاً من الشعير، وعجنته وخبزته خمسة أقراص، فلمّا جلسوا خمستهم وكسر عليّ (عليه السّلام) لقمة، إذا يتيم على الباب يقول: السلام عليكم يا أهل بيت محمد، أنا يتيم من يتامى المسلمين، أطعموني ممّا تأكلون، أطعمكم الله من موائد الجنّة؟ فوضع اللقمة من يده وقال: فاطـــم بنــت السيد الكريم***بنــــت نبــــيّ ليس بالذميم قــــد جاءنا الله بذي اليتيم***من يرحم اليوم فهو رحيم موعــــده فـــي جنّة النعيم***حــــــرّمها الله على اللئيم فقالت فاطمة (عليها السّلام): إنّي أُعطيه ولا أُبالي***وأُوثر الله على عيالي أمسوا جياعاً وهمُ أشبالي ثمّ رفعت ما كان على الخوان إليه، وباتوا جياعاً ﻻ يذوقون إلاّ الماء القراح، فلمّا أصبحوا غزلت الباقي، وطحنت الصاع الباقي، وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، فلمّا جلسوا خمستهم فأوّل لقمة كسرها عليّ (عليه السّلام) إذا أسير من أُسراء المشركين على الباب يقول: السلام عليكم يا أهل بيت محمد (صلى الله عليه وآله)، تأسروننا وتشدّوننا ولا تطعموننا، فوضع علي (عليه السّلام) اللقمة من يده وقال: فاطم يا بنــــت النــــبيّ أحمد***بنـــــت نـــبي ســــيد مســــدّد هــــذا أسيــر للنبيّ المهتدي***مكـــــبّل فــــي غــــلّه مقـــــيّد يشـكـــو إلينا الجـوع قد تقدّد***من يطعم اليوم يجده في غـــد عند العلي الواحد الممجّد فقالت فاطمة (عليها السّلام): لم يبق مما كان غير صاع***قـــد مجلت كفّي مع الذراع وما على رأسي مــن قناع***إلاّ عـــباءاً نسجــــت بصاع إيناي والله مــــن الجـــياع***يارب لاتتـــركهــــــما ضياع أبوهما للخــير ذو اصطناع***عــبل الذراعين شديد الباع وأعطته ما كان على الخوان، وباتوا جياعاً وأصبحوا مفطرين، وليس عندهم شيء، فرآهم النبيّ (صلى الله عليه وآله) جياعاً فنزل جبرئيل (عليه السّلام) ومعه صفحة من الذهب مرصعة بالدر والياقوت مملوءة من الثريد، وعراقاً تفوح منه رائحة المسك والكافور، فجلسوا وأكلوا حتّى شبعوا، ولم ينقص منها نعمة واحدة... ونزل (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ)(34) وكانت الصدقة في ليلة خمس وعشرين من ذي الحجّة، ونزلت (هل أتى) في اليوم الخامس والعشرين منه.
مؤازرة المظلوم(35) إنّه لما رمي رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالسلا(36) جاءت ابنته (عليها السّلام)، فأماطت(37) عنه بيدها، ثمّ جاءت إلى أبي طالب، فقالت: ياعمّ، ما حسب أبي فيكم؟ فقال: يا بنيّة، أبوك فينا السيّد المطاع العزيز الكريم، فما شأنك؟ فأخبرته بصنيع القوم. ففعل ما فعل بالسادات من قريش. ثمّ جاء إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) وقال: هل رضيت يابن أخ؟ ثمّ أتى فاطمة (عليها السّلام)، فقال: يا بنيّة هذا حسَبُ أبيك فينا.
فاطمة (عليها السّلام) تنتصر لعلي (عليه السّلام)(38) خرجت (فاطمة) (عليها السّلام) مع أبيها وبعلها يوم فتح مكّة، وضربت للنبيّ (صلى الله عليه وآله) قبّة بأعلى الوادي، وجلس فيها يغتسل وفاطمة تستره وذهب عليّ إلى بيت أُخته (أُمّ هاني) حين بلغه أنّها آوت أُناساً من بني مخزوم – أقرباء زوجها – فلم تعرفه أُمّ هاني لأنّه [كان] مقنّعاً بالحديد، وقالت له: يا عبد الله، أنا أُمّ هاني ابنة عمّ رسول الله، وأُخت عليّ بن أبي طالب انصرف عن داري، فقال: أخرجوا من آويتم. فقالت: - والله – ﻻ شكونّك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فنزع المغفر؛ فعرفته وقالت: فديتك، حلفت ﻻ شكونّك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله). فقال: اذهبي، فبرّي قسمك، فجاءت، فأخبرته، فقال: آجرت من أجرت. فقالت فاطمة (عليها السّلام) – منتصرة لبعلها - إنّما جئت يا أُمّ هاني، تشكين عليّاً، في أنّه أخاف أعداء الله وأعداء رسوله...
|
1 ـ تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) 308 ح 152:... 2 ـ عدة الداعي 218 ب 4:... 3 ـ بحار الأنوار 43/20 عن أمالي الصدوق: الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي، عن جعفر بن محمد العلوي، عن محمد بن علي بن خلف، عن حسن بن صالح، عن أبي معشر، عن محمد بن قيس قال:... 4 ـ المسكة – بالتحريك: السوار والخلخال. والورق: الفضّة. 5 ـ القرط – بالضمّ: ما يعلّق في شحمة الاذن من الجواهر وغيرها. 6 ـ الظنّ هنا مفيد العلم، ومنه قوله تعالى: (الّذين يظنّنون أنّهم ملاقوا ربّهم وأنّهم إليه راجعون) البقرة: 46. 7 ـ بحار الأنوار 43/19 عن بعض كتب المناقب معنعناً... عن ابن عبّاس، قال:... 8 ـ ذرفت عينه: سال دمعها. 9 ـ القتار: هو ريح القدر والشواء ونحوهما (النهاية: 4/142). 10 ـ آل عمران: 37. 11 ـ عوالم سيدة النساء 1/210: أبو الفتوح الرازي في (تفسيره): عن سليق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود قال:... 12 ـ الحشر: 9. 13 ـ تفسير الفرات: عبيد بن كثير – معنعناً – عن أبي سعيد الخدري قال:... 14 ـ في تفسير الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام): شيء اغتذيناه، وفي كشف الغمّة: شيء أغذيكاه. 15 ـ الخرائج والجرائح 108 ح 179:... 16 ـ قدر يصنع من الحجر. 17 ـ بحار الأنوار 43/56 ح 50 عن بشارة المصطفى: بالإسناد إلى أبي عليّ الحسن بن محمد الطوسي، عن محمد بن الحسين المعروف بابن الصقّال، عن محمد بن معقل العدلي، عن محمد بن أبي الصهبان، عن ابن فضّال، عن حمزة بن حمران؛ عن الصادق، عن أبيه (عليهما السلام)،... 18 ـ السمل – بالتحريك:الثوب الخلق. 19 ـ يستحثّه الخبر أي يسأله الخبر، ويحثّه ويرغّبه على ذكر أحواله؛ وفي تفسير الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام): (يستجليه) أي يستكشفه. 20 ـ أرشني، أصله من الريش كأنّ الفقير المملق ﻻ نهوض به كالمقصوص الجناح، يقال: راشه يريشه إذا أحسن إليه. 21 ـ القرظ: ورق السلم يدبغ به. 22 ـ يقال: ارتاح الله لفلان: أي رحمه. 23 ـ السغب: الجوع. 24 ـ قال الجزري: يقال للقطعة من الفرسان: رعلة، ولجماعة الخيل رعيل: ومنه حديث عليّ (عليه السّلام): سراعاً إلى أمره رعيلاً، أي ركاباً على الخيل. 25 ـ بحار الأنوار 41/44 عن أمالي الصدوق: الهمداني، عن عمر بن سهل بن إسماعيل الدينوري، عن زيد بن إسماعيل الصائغ، عن معاوية بن هشام، عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن خالد بن ربعي، قال:... 26 ـ يريد به الله سبحانه وتعالى وهو مصداق قوله تعالى: (من ذا الّذي يقرض الله قرضاً حسناً) البقرة: 245. 27 ـ النظار: المهال قال تعالى: (فنظرة إلى ميسرة). ويريد بالقبض العطاء الذي كان يعطي كلّ واحد من المسلمين والمجاهدين آنذاك. 28 ـ كشف الغمّة 1/328: عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال:... 29 ـ ﻻ يخفى أن أمثال هذه الأخبار حتى كهاته التي جاءت بلفظ الشكاية، ليست شكاية بل هي مقدمة تريد بها فاطمة الزهراء (عليها السّلام) بيان فضائل بعلها علي (عليه السّلام) وإعلانها للناس، ولعله كان بهذا الأسلوب من باب تكليم الناس بلسان القوم. 30 ـ عوالم سيدة النساء 2/1107 عن كشف الغمة، عن أسماء بنت عميس:... 31 ـ مصباح الأنوار ص 258: عن زيد بن علي:... 32 ـ تفسير كنز الدقائق 11/116 عن مناقب ابن شهر آشوب: وروى عن الأصبغ بن نباتة وغيرهم عن الباقر (عليه السّلام)،... 33 ـ الإنسان: 1. 34 ـ الإنسان: 7. 35 ـ عوالم سيّدة النساء 2/878 عن روضة الواعظين:... 36 ـ السلي أمعاء الجزور وأحشاءه. ويطلق على الفرث والدم أيضاً. 37 ـ أماط الشيء: أزاحه وأزاله. 38 ـ أعيان الشيعة 1/310:... |
![]() |