أحكام
من صالح المرأة(1) قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) لفاطمة (عليها السّلام): أي شيء خير للمرأة؟ قالت: أن ﻻ ترى رجلاً ولا يراها رجل، فضمّها إليه وقال: ذريّة بعضها من بعض.
فاطمة (عليها السّلام) أسوة(2) قال عليّ (عليه السّلام) استأذن أعمى على فاطمة (عليها السّلام) فحجبته، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لم حجبته وهو ﻻ يراك؟ فقالت (عليها السّلام): إن لم يكن يراني فأنا أراه، وهو يشمّ الريح. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أشهد أنّك بضعة منّي.
من قربات المرأة(3) سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) أصحابه عن المرأة ماهي؟ قالوا: عورة. قال: فمتى تكون أدنى من ربّها؟ فلم يدروا، فلما سمعت فاطمة (عليها السّلام) ذلك قالت: أدنى ما تكون من ربّها، أن تلزم قعر بيتها. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن فاطمة بضعة منّي.
البِشر مع النّاس(4) البِشر في وجه المؤمن، يوجب لصاحبه الجنّة، والبِشر في وجه المعاند المعادي يقي صاحبه عذاب النّار.
هبة لي ولإبنيّ(5) لمّا فرغ رسول الله (صلى الله عليه وآله) من خيبر عقد لواءً، ثمّ قال: من يقوم فيأخذه بحقّه؟ - وهو يريد أن يبعث به إلى حوائط فدك – فقام الزبير إليه، فقال: أنا، فقال له: أمط(6) عنه، ثمّ قام سعد، فقال: أمط عنه. ثمّ قال: يا عليّ، قم إلىّ فخذه، فأخذه فبعث به إلى فدك، فصالحهم على أن يحقن دماءهم، فكانت حوائط فدك، لرسول الله (صلى الله عليه وآله) خاصّاً خالصاً. فنزل جبرئيل، فقال: إنّ الله عزّ وجل يأمرك أن تؤتي ذوي القربي حقّه. فقال: يا جبرئيل، ومن قراباتي، وما حقّها؟ قال: فاطمة (عليها السلام) فاعطها حوائط فدك، وما لله ولرسوله فيها؛ فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة (عليها السّلام)، وكتب لها كتاباً، جاءت به بعد موت أبيها إلى أبي بكر، وقالت: هذا كتاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) لي ولإبنيّ.
إنّ هذا لفاطمة (عليها السّلام)(7) نزل النبيّ (صلى الله عليه وآله) على فدك يحاربهم... ثمّ فتحوا الباب وخرجوا إلى رسول الله وأسلم من أسلم منهم، فأقرّهم في بيوتهم، وأخذ منهم أخماسهم، فنزل: (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ)(8) قال: وما هو؟ قال: أعط فاطمة فدكاً، وهي من ميراثها من أُمّها خديجة، ومن أُختها هند بنت أبي هالة، فحمل إليها النبيّ (صلى الله عليه وآله) ما أخذ منه، وأخبرها بالآية، فقالت: لست أحدث فيها حدثاً وأنت حيّ، أنت أولى بي من نفسي، ومالي لك. فقال: أكره أن يجعلوها عليك سبة(9) فيمنعوك إيّاها من بعدي. فقالت: أنفذ فيها أمرك، فجمع النّاس إلى منزلها، وأخبرهم أنّ هذا المال لفاطمة ففرّقه فيهم، وكان كلّ سنة كذلك ويأخذ منه قوتها، فلمّا دنت وفاته دفعه إليها.
لنا الخمس والفيء وفدك(10) وروى العلاّمة في (كشكوله) المنسوب إليه: عن المفضّل بن عمر، قال: قال مولاي جعفر الصادق (عليه السّلام): لمّا ولّي أبو بكر بن أبي قحافة، قال له عمر: إنّ النّاس عبيد هذه الدنيا ﻻ يريدون غيرها، فامنع عن عليّ (عليه السّلام) وأهل بيته؛ الخمس والفيء وفدكاً، فإنّ شيعته إذا علموا ذلك تركوا عليّاً وأقبلوا إليك رغبة في الدنيا، وإثاراً ومحاماةً عليها، ففعل أبو بكر ذلك، وصرف عنهم جميع ذلك؛ فلمّا قام أبو بكر بن أبي قحافة نادى مناديه: من كان له عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) دين أو عدة فليأتني حتّى أقضيه، وأنجز لجابر بن عبد الله، ولجرير بن عبد الله البجلي؛ قال عليّ لفاطمة (عليها السّلام): صيري إلى أبي بكر وذكّريه فدكاً؛ فصارت فاطمة (عليها السّلام) إليه وذكرت له فدكاً مع الخمس والفيء؛ فقال: هاتي بيّنة يا بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)؛ فقالت: أمّا فدك، فإنّ الله عزّ وجل أنزل على نبيّه قرآناً، يأمر فيه بأن يؤتيني وولدي حقّي، قال الله تعالى: (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ)، فكنت أنا وولدي، أقرب الخلائق إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنحلني وولدي فدكاً. فلمّا تلى عليه جبرائيل (عليه السّلام) (وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ)(11) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما حقّ المسكين وابن السّبيل؟ فأنزل الله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ)(12). فقسّم الخمس على خمسة أقسام، فقال: (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَللهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِياءِ)(13)، فما لله فهو لرسوله، وما لرسول الله فهو لذي القربى، ونحن ذو القربى، قال الله تعالى: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)(14). فنظر أبو بكر بن أبي قحافة إلى عمر بن الخطّاب وقال: ما تقول؟ فقال عمر: ومن اليتامى والمساكين وأبناء السّبيل؟ فقالت فاطمة: اليتامى الّذين يأتمّون(15) بالله وبرسوله وبذي القربى، والمساكين الّذين أسكنوا(16) معهم في الدنيا والآخرة، وابن السبيل(17) الّذي يسلك مسلكهم. قال عمر: إذاً الخمس والفيء كلّه لكم ولمواليكم وأشياعكم. فقالت فاطمة (عليها السّلام): أمّا فدك فأوجبها الله لي ولولدي، دون موالينا وشيعتنا. وأمّا الخمس، فقسّمه الله لنا ولموالينا وأشياعنا، كما يقرأ في كتاب الله. قال عمر: فما لساير المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان؟ قالت فاطمة (عليها السّلام): إن كانوا موالينا ومن أشياعنا فلهم الصدقات، الّتي قسّمها الله وأوجبها في كتابه، فقال عزّ وجل: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ)(18) إلى آخر القصّة. قال عمر: فدك لك خاصّه، والفيء لكم ولأولياءكم، ما أحسب أصحاب محمّد (صلى الله عليه وآله) يرضون بهذا، قالت فاطمة (عليها السّلام): فإنّ الله عزّ وجل رضي بذلك ورسوله رضي، وبه قسّم على الموالات والمتابعة، ﻻ على المعاداة والمخالفة. ومن عادانا فقد عادى الله، ومن خالفنا فقد خالف الله، ومن خالف الله، فقد استوجب من الله العذاب الأليم والعقاب الشديد، في الدّنيا والآخرة. فقال عمر: هاتي بيّنة يا بنت محمد (صلى الله عليه وآله)، على ما تدّعين. فقالت فاطمة (عليها السّلام): قد صدّقتم جابر بن عبد الله، وجرير بن عبد الله، ولم تسألوهما البيّنة، وبيّنتي في كتاب الله. فقال عمر: إنّ جابراً وجريراً ذاكرا أمراً هيّناً، وأنت تدّعين أمراً عظيماً، يقع به الردّة من المهاجرين والأنصار. فقالت (عليها السّلام): إنّ المهاجرين برسول الله وأهل بيت رسول الله، هاجروا إلى دينه، والأنصار بالإيمان بالله وبرسوله، وبذي القربى أحسنوا، فلا هجرة إلاّ إلينا، ولا نصرة إلاّ لنا، ولا اتّباع بإحسان إلاّ بنا، ومن ارتدّ عنّا فإلى الجاهليّة. فقال لها عمر: دعينا من أباطيلك، وأحضرينا من يشهد لك بما تقولين. فبعثت إلى عليّ، والحسن والحسين (عليهما السلام) وأُمّ أيمن وأسماء بنت عميس، وكانت تحت أبي بكر بن أبي قحافة، فأقبلوا إلى أبي بكر وشهدوا لها بجميع ما قالت وادّعته. فقال: أمّا عليّ فزوجها، وأمّا الحسن والحسين ابناها، وأمّا أُمّ أيمن فمولاتها. وأمّا أسماء بنت عميس، فقد كانت تحت جعفر بن أبي طالب، فهي تشهد لبني هاشم وقد كانت تخدم فاطمة، وكلّ هؤلاء يجرّون إلى أنفسهم. فقال عليّ (عليه السّلام): أمّا فاطمة، فبضعة من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ومن آذاها فقد آذى رسول الله، ومن كذّبها فقد كذّب رسول الله، وأمّا الحسن والحسين فابنا رسول الله وسيّدا شباب أهل الجنّة، ومن كذّبهما فقد كذّب رسول الله، إذ كان أهل الجنّة صادقين، وأمّا أنا فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنت منّي وأنا منك، وأنت أخي في الدنيا والآخرة، والرادّ عليك هو الرادّ عليّ، من أطاعك فقد أطاعني، ومن عصاك فقد عصاني. وأمّا أُمّ أيمن فقد شهد لها رسول الله بالجنّة، ودعا لأسماء بنت عميس وذرّيتها. فقال عمر: أنتم كما وصفتم به أنفسكم، ولكن شهادة الجار إلى نفسه لا تقبل. فقال عليّ (عليه السّلام): إذا كنّا نحن كما تعرفون ولا تنكرون، وشهادتنا لأنفسنا ﻻ تقبل، وشهادة رسول الله ﻻ تقبل، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، إذا ادّعينا لأنفسنا تسألنا البيّنة. فما من معين يعين، وقد وثبتم على سلطان الله، وسلطان رسوله، فأخرجتموه من بيته إلى بيت غيره، من غير بيّنة ولا حجّة (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)(19). ثمّ قال لفاطمة: انصرفي حتّى يحكم الله بيننا، وهو خير الحاكمين. قال المفضّل: قال مولاي جعفر (عليه السّلام): كلّ ظلامة حدثت في الإسلام أو تحدث، وكلّ دم مسفوك حرام، ومنكر مشهور، وأمر غير محمود، فوزره في أعناقهما، وأعناق من شايعهما أو تابعهما، ورضي بولايتهما إلى يوم القيامة.
مالي ﻻ أرث أبي؟(20) روي أنّ فاطمة (عليها السّلام) جاءت إلى أبي بكر، بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالت: يا أبا بكر، من يرثك إذا متّ؟ قال: أهلي وولدي. قالت: فمالي ﻻ أرث رسول الله؟ قال: يا بنت رسول الله، إنّ النبيّ ﻻ يورّث، ولكن أُنفق على من كان ينفق عليه رسول الله، وأُعطي ماكان يعطيه. قالت: - والله – ﻻ أُكلّمك بكلمة ما حييت، فما كلّمته حتّى ماتت.
فدك بين المنحة والوراثة(21) لمّا بويع أبو بكر، واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار، بعث إلى فدك من أخرج وكيل فاطمة (عليها السّلام)، بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) منها. فجاءت فاطمة الزهراء (عليها السّلام) إلى أبي بكر، ثمّ قالت: لم تمنعني ميراثي من أبي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأخرجت وكيلي من فدك، وقد جعلها لي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بأمر الله تعالى؟ فقال: هاتي على ذلك بشهود، فجاءت بأُمّ أيمن. فقالت له أُمّ أيمن: ﻻ أشهد يا أبا بكر، حتّى أحتجّ عليك بما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أُنشدك بالله، ألست تعلم أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: (أُمّ أيمن امرأة من أهل الجنّة)؟ فقال: بلى. قالت: فأشهد أنّ الله عزّ وجل، أوحى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله): (فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ)(22) فجعل فدكاً لها طعمة بأمر الله. فجاء عليّ (عليه السّلام)، فشهد بمثل ذلك، فكتب لها كتاباً ودفعه إليها، فدخل عمر فقال: ما هذا الكتاب؟ فقال: إنّ فاطمة ادّعت في فدك، وشهدت لها أُمّ أيمن وعليّ، فكتبته لها. فأخذ عمر الكتاب من فاطمة، فتفل فيه ومزّقه... .
إنّك في الثالثة(23) إنّ خديجة (عليها السّلام) كانت تصلّي يوماً، فقصدت أن تسلّم في الثالثة، فنادتها فاطمة (عليها السّلام) من بطنها: قومي يا أُمّاه، فإنك في الثالثة.
إرضاء الأبوين(24) قالت فاطمة (عليها السّلام) لبعض النساء: ارضي أبوّي دينك محمداً وعليّاً، بسخط أبوّي نسبك، ولا ترضي أبوّي نسبك، بسخط أبوّي دينك، فإنّ أبوّي نسبك، إن سخطا أرضاهما محمد وعليّ (عليهما السلام) بثواب جزء من ألف ألف جزء، من ساعة من طاعاتهما، وإنّ أبوّي دينك محمداً وعليّاً (عليهما السلام) إن سخطا لم يقدر أبوا نسبك أن يرضياهما، لأنّ ثواب طاعات أهل الدنيا كلّهم، ﻻ يفي بسخطهما.
كل مسكر حرام(25) قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا حبيبة أبيها، كلّ مسكر حرام، وكلّ مسكر خمر.
المائدة وأحكامها(26) في المائدة اثنتا عشرة خصلة، يجب على كلّ مسلم أن يعرفها، أربع فيها فرض، وأربع فيها سنّة، وأربع فيها تأديب. فأما الفرض: فالمعرفة، والرضا، والتسمية، والشكر. وأما السنّة: فالوضوء قبل الطعام، والجلوس على الجانب الأيسر، والأكل بثلاث أصابع. وأما التأديب: فالأكل [مما] يليك، وتصغير اللقمة، والمضغ الشديد، وقلّة النظر في وجوه النّاس.
ضمان الوصية(27) فلمّا حضرتها الوفاة دعت عليّاً (عليه السّلام) فقالت: إمّا تضمن وإلاّ أوصيت إلى ابن الزبير؟ فقال علي (عليه السّلام): أنا أضمن وصيّتك يا بنت محمد. قالت: سألتك بحقّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا أنا متّ ألاّ يشهداني، ولا يصلّيا عليّ، قال: فلك ذلك. فلمّا قبضت (عليها السّلام) دفنها ليلاً في بيتها، وأصبح أهل المدينة يريدون حضور جنازتها وأبو بكر وعمر كذلك، فخرج إليهما علي (عليه السّلام) فقالا له: ما فعلت بابنة محمد أخذت في جهازها يا أبا الحسن؟ فقال علي (عليه السّلام): قد – والله – دفنتها. قالا: فما حملك على أن دفنتها ولم تعلمنا بموتها؟ قال: هي أمرتني. فقال عمر: - والله – لقد هممت بنبشها والصلاة عليها. فقال علي (عليه السّلام): أما – والله – ما دام قلبي بين جوانحي، وذو الفقار في يدي إنّك لاتصل إلى نبشها فأنت أعلم. فقال أبو بكر: اذهب فإنّه أحقّ بها منّا، وانصرف النّاس.
الحنوط بكافور الجنّة(28) إن فاطمة (عليها السّلام) بقيت بعد أبيها أربعين صباحاً، ولما حضرتها الوفاة قالت لأسماء: (إن جبرئيل اتى النبي (صلى الله عليه وآله) لما حضرته الوفاة بكافور من الجنّة، فقسّمه أثلاثاً: ثلثاً لنفسه، وثلثاً لعلي، وثلثاً لي، وكان أربعين درهماً، فقالت: يا أسماء ايتيني ببقية حنوط والدي من موضع كذا وكذا، فضعيه عند رأسي، فوضعته...
لك ثلثه(29) كان في الوصيّة أن يدفع إليّ الحنوط، فدعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل وفاته بقليل، فقال: يا علي، ويا فاطمة، هذا حنوطي من الجنّة، دفعه إليّ جبرئيل (عليه السّلام) وهو يقرئكما السلام ويقول لكما: اقسماه، واعزلا منه لي ولكما. فقالت فاطمة. يا أبتاه، لك ثلثه، وليكن الناظر في الباقي، علي بن أبي طالب (عليه السّلام). فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وضمّها إليه فقال: موفّقة، رشيدة، مهديّة، ملهمة. يا علي، قل في الباقي. قال: نصف ما بقي لها، والنصف لمن ترى يا رسول الله؟. قال: هو لك فاقبضه...
الأمر بسدّ الأبواب(30) إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمّا بنى مسجده بالمدينة، وأشرع فيه بابه، وأشرع المهاجرون والأنصار أبوابهم، أراد الله عزّ وجل إبانة محمد وآله الأفضلين بالفضيلة، فنزل جبرئيل (عليه السّلام) عن الله تعالى بأن سدّوا الأبواب، عن مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل أن ينزل بكم العذاب. فأوّل من بعث إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأمره بسدّ الأبواب: العبّاس بن عبد المطّلب، فقال: سمعاً وطاعة لله ولرسوله، وكان الرسول معاذ بن جبل، ثمّ مرّ العبّاس بفاطمة (عليها السّلام) فرآها قاعدة على بابها، وقد أقعدت الحسن والحسين (عليهما السلام) فقال لها: ما بالك قاعدة؟ انظروا إليها كأنّها لبوة بين يديها جرواها(31) تظنّ أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخرج عمّه، ويدخل ابن عمّه، فمرّ بهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال لها: ما بالك قاعدة؟ قالت: أنتظر أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بسدّ الأبواب. فقال لها: إنّ الله تعالى أمرهم بسدّ الأبواب، واستثنى منهم رسوله، وإنّما أنتم نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله).
حج التمتّع وعمرته(32) إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقام بالمدينة عشر سنين، لم يحجّ – فساق الحديث إلى أن قال -: وقدم عليّ (عليه السّلام) من اليمن، على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو بمكّة، فدخل على فاطمة (عليها السّلام) وهي قد أحلّت، فوجد ريحاً طيّباً، ووجد عليها ثيابا مصبوغة، فقال: ما هذا يا فاطمة؟! فقالت: أمرنا بهذا رسول الله (صلى الله عليه وآله). فخرج عليّ (عليه السّلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) مستفتياً، فقال: يا رسول الله، إنّي رأيت فاطمة قد أحلّت، وعليها ثياب مصبوغة. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا أمرت النّاس بذلك، فأنت يا عليّ بما أهللت؟ قال: يا رسول الله، إهلال كإهلال النبيّ (صلى الله عليه وآله). فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): قرّ على إحرام مثلي، وأنت شريكي في هديي.
|
1 ـ مناقب ابن شهر آشوب 3/341:... 2 ـ نوادر الراوندي 13-14: بإسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه (عليهم السلام)، قال:... 3 ـ بحار الأنوار 43/92 عن نوادر الراوندي: بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليها السّلام) قال:... 4 ـ تفسير الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) 354 ح 243: قالت فاطمة (عليها السّلام):... 5 ـ أعلام الورى ص 100: قال أبان: وحدّثني زرارة، قال: قال الباقر (عليه السّلام):... 6 ـ أمط: أي تنحّ وابتعد. 7 ـ المناقب لابن شهر آشوب 1/123:... 8 ـ الإسراء: 26. 9 ـ السبة – بالضمّ-: العار، أي: يمنعوها منك، فيكون عاراً عليك، ويحتمل أن يكون (شبهة) فصحّفت. 10 ـ عوالم سيّدة النساء 2/633 عن بحار الأنوار قال:... 11 ـ الروم: 38. 12 ـ الأنفال: 41. 13 ـ الحشر: 7. 14 ـ الشورى: 23. 15 ـ أي: أن المراد بهم السادة من يتامى الشيعة الذين يأتمون بالرسول (صلى الله عليه وآله) وبأهل بيته (عليهم السلام)، ﻻ مطلق الأيتام، وكذلك بالنسبة إلى المساكين، وابن السبيل. 16 ـ أي: أن المراد بهم السادة من يتامى الشيعة الذين يأتمون بالرسول (صلى الله عليه وآله) وبأهل بيته (عليهم السلام)، ﻻ مطلق الأيتام، وكذلك بالنسبة إلى المساكين، وابن السبيل. 17 ـ أي: أن المراد بهم السادة من يتامى الشيعة الذين يأتمون بالرسول (صلى الله عليه وآله) وبأهل بيته (عليهم السلام)، ﻻ مطلق الأيتام، وكذلك بالنسبة إلى المساكين، وابن السبيل. 18 ـ التوبة: 60. 19 ـ الشعراء: 227. 20 ـ كشف الغمّة 1/447:... 21 ـ عوالم سيّدة النساء 2/751 عن الإحتجاج: عن حمّاد بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السّلام)، قال:... 22 ـ الإسراء: 26. 23 ـ عوالم سيّدة النساء 2/855 عن كتاب مناقب الطاهرين:... 24 ـ عوالم سيدة النساء 2/867 عن تفسير الإمام العسكري (عليه السّلام):... 25 ـ عوالم سيدة النساء 2/912 عن دلائل الإمامة... عن فاطمة (عليها السّلام) قالت:... 26 ـ عوالم سيدة النساء 2/920: عن فاطمة (عليها السّلام):... 27 ـ الإختصاص ص 180: (بإسناده) عن أبي عبد الله (عليه السّلام) – في حديث:... 28 ـ كشف الغمة: 1/500 قال:... 29 ـ بحار الأنوار 81/325 ح 8 عن الطرائف: للسيد ابن طاووس، و(مصباح الأنوار) لبعض أصحابنا الأخيار: بإسنادهما عن عيسى بن المستفاد، عن أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه (عليهم السلام) قال: قال عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام):... 30 ـ بحار الأنوار 39/22 وعن تفسير العسكري (عليه السّلام): قال الإمام أبو محمد الحسن (عليه السّلام):... 31 ـ اللبوة: انثى الأسد، والجرو: ولد الأسد. 32 ـ الكافي 4/245 ح 4: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، جميعاً: عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال:... |
![]() |